رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 26 - 2
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصمة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس والعشرون
الجزء الثاني
في منزل شويكار، بداخل غرفه كأن باكر يحاول أن يصالح هانا لكنها ترفض بشدة فهي غاضبة منه ولا تريد أن تتحدث معه منذ أن منعها من إنقاذ اليزابيث... حتي تحدثث جومانه وهي تقول بنفاذ صبر وكأنها مشمئزة من تقربهما الي بعض و إظهار حبهم أمامها.. لتزمجر فيها بغضب
=كفي دلال هانا باكر محق، كيف ستتمكنين من انقاذ اليزابيث من شويكار .. وكل الرجال هنا ينتظرون امر منها فقط بـ.ـقـ.ـتلك بدون ذرة من التعاطف او الندم.
هز باكر رأسه بسرعه ليحيطها من خـ.ـصرها ويمسك بـ يـ.ـدها وهو شبه محـ.ـتضنها ثم ردد بصوت هادئ ولكن لاح به بعض المراره
= سمعتي بنفسك هل تعتقدي أني عندما منعتك من إنقاذها كنت سعيد ، بلا شعرت مثلك يا هانا بالحزن لما حدث لإليزابيث ، لكن لا يمكننا فعل أي شيء لمساعدتها.. إذا كان في أيدينا لكنا ساعدنا أنفسنا أولاً.
عضت هانا على شـ ـفتيها السفلية بحـرج قُربه منها بهذه الطريقة أمام صديقتها جومانه، وصمتت بخجل من نفسها عندما شعرت أنه محق في منعها قبل أن تذهب الى اليزابيث بتهور.. لكنها تصرفت باندفاع لأجل إنقاذ صديقتها دون تفكير في العواقب.. تجاهلت جومانه ما يفعلون لتقول بابتسامة غريبة سارحة
= تعلموا ما حدث الليلة الماضية يشغل ذهني.. أفكر و أتساءل ماذا حدث لإليزابيث بعد أن أخذها السيد آدم.. لقد رأيتم بنفسكم كيف جاء كالمجنون لينقذها من شويكار؟ من الواضح انه لم يتركها برضاه بل السيده شويكار هي من اخذتها رغم عنها مره ثانيه لتعدها الي هنا ..
عقد باكر حاجبيه يفكر بصمت بينما اومأت هانا مؤكدة ولم تنظر إليها وهي تتحدث بشرود بابتسامة عريضة
= وانا ايضا مصدومه مما حدث بالأمس.. وأتساءل هل يا ترى السيد ادم وقع في حب إليزابيث !.
❈-❈-❈
في اليوم التالي، استيقظوا زين وادم يبحثون في المنزل عن اليزابيث الذي اختفت فجاه ولم يجدوها منذ الصباح.. مرت ساعه مرا على آدم بحث عنها بكل مكان بالمنزل وبالحديقه ولكن لم يجدهـا؟ ويشعر بالقلق بان تكون ذهبت وتركته؟ او وصلت اليها شويكار مره ثانيه؟ لكن كيف ستصل اليها وهي هنا.. كاد أن يفقد عقله فعليًا من التفكير.....!!
وبعد فترة ليست طويله عادت اليزابيث إلي المنزل وعندما دخلت إلى المنزل وجدت آدم يذرع المكان ذهاباً وإياباً ويبدو عليه التوتر.. ثم خلعت حذائها الشتوي ودخلت الردهة الواسعة و استغربت من حاله آدم بالرغم من أنه كان هادئاً وهو يرتدي ملابس مريحة مكونة من بنطال وسترة باللون الأسود وعليهما علامة شهيرة باللون الابيض وكان عاقداً ذراعـ.ـه الى صـ.ـدر ويبدو أنه غارق في التفكير والقلق بشئ.. وما ان رأها حتى تنفس الصعداء وسرعان ما زجرها قائلاً
= و اخيرا جاءت اليزابيث! این اختفيتي منذ الصباح دون ان تخبري أحد مننا بمكانك الذي تودين الذهاب اليه ! أنا منذ أن استيقظت وانا ابحث عنك بالمنزل و الحديقه
نظرت اليه بتعجب ولم تكن تعرف النظرة التي تعلو وجهه وهو ينظر اليها الان هي نظرة حب وقلق ولكنها استبعدت مشاعر الحب وخـ.ـلعت معطفها وقبل أن تتحدث، ليخرج زين في تلك اللحظة وهو يقترب منها قائلا بنبرة قلق
= اليزابيث انتٍ هنأ، ظننا انكٍ رحلتي دون ان تخبري أحد بقرارك النهائي وهذا ما جعلنا نقلق.. الحمد لله انكٍ بخير
هزت راسها وقالت وهي تنظر إلي آدم متحدثه
=لا داعي للقلق انا بخير امامكم.. لقد خرجت لكي اتمشى قليلا اذ انني شعرت بـ.ـرغـ.ـبة تحثني على فعل ذلك، لكنني عدت في منتصف الطريق لانني لم اعرف الاماكن هنا.. لذا اعتذر لانني خرجت دون اذن منك سيد آدم
فتنهد آدم بقوة وهز رأسه بتفهم ليخرج صوته مبحوحًا يتحجزه القلق
= اليزابيث انا لم اقصد شيء، انتٍ لست سجينتي ابدأ ويمكنك الخروج من المنزل متى اردت فعل ذلك ولكنني شعرت بالقلق لانك لم تخبريني بأنك تودين الخروج وخصوصاً لان الساعة لم تتجاوز السابعة صباحاً كما انك لا تملكين هاتفاً محمولا لهذا لم استطيع الاطمئنان عليكٍ، بخلاف ذلك ، لا تنسى ما حدث الليلة الماضية ، وكنت أخشى أن تكون شويكار قد وصلت إليك مرة أخرى .. لذلك كان يجب أن تخبرني أولا
عضت علي شـ ـفتيها السفلية شاعره بالخطأ لتشدق بعبث متحسرًا
= أنت على حق ، أعتذر لم أكرر هذا مرة أخرى
تنهد آدم ثم اقترب منها يسحب اليزابيث من ذراعـ.ـها وهو يغمغم ويردد بصوت اجش هادئ
= لا اريد اعتذار منك لم يحدث شيء .. تعالي معي
عقدت إليزابيث ما بين حاجباها وهي تحدق به متساءلة بدهشة
= إلى أين ؟؟.
شعر بالاضطراب من لـ.ـمـ.ـس يـ.ـدها الذي أجج عاطفته.. ولكنه رسم الخشونة على ملامحه الرجولية وهو يمسك ذراعـ.ـاها بخفه قائلا بحنان
= ألم تقولي إنكٍ أردتي الخروج ، لكن عودتي في منتصف الطريق لأنك لا تعرفي الطريق هنا ،اذن تعالي معي سأوصلك إلى مكان مناسب بنفسي حتى تشعري بالراحة وتغيري جو
بينما كان يتابع زين ما يحدث بعينيه غاضبة بكل هدوء يحمل خلفه افواجًا من العواصف ....!!!
❈-❈-❈
بعد فترة قصيرة من السير توقف آدم أمام بحيرة متوسطة المساحه وأشار إليها بعينيه بأن ذلك المكان الذي كان يتحدث عنه، وكأنه يعطيها الاشاره لتقف امام البحيره وتفرج عن احزانها دون خجل او عواقب.. أومأت له موافقة وقد كانت من التعب الذي يجعلها لا تريد أي جدل أو مفاجئة من اهتمامه الذي اصبح ليس جديد عليها فسحبها دون كلام ورائه ليقف أمام البحيره ..
تركت اليزابيث يده ولفت ذراعـ.ـاها حولها دفئا نفسها وهي تتنهد بإضطراب و بإرهاق ونفضت أفكارها الذي أصابها الصداع منذ الصباح من كثرتها.. ابتسم آدم بحنان ليقول بحذر
= انتبهي ..لا تقتربي بشده من البحيره حتى لا تقعي
تنهدت مستجيبه له وهي تعود إلى الوراء بخطوات بسيطة لكنها هتفت بصوت مرتجف
= ما الذي تفعله اذا وقعت.. ستفرح بالتاكيد اليس كذلك؟ حتي ينتهي عبئك وتتخلص من معاناتي
ابتسم لها وظهرت أسنانه البيضاء و فقدت لها قلبها إحدى خفقاته ليعود وينبض بعدها بشكل جنوني وكأنه قرع الطبول ليهمس
= لا لم اتركك.. لكني اعتقد ليس بوسعي الا الحق بكٍ كي اخرجك
اشاحت اليزابيث وجهها بعيد وهي تحمر وجنتيها لتنظر إلي السماء بينما تنحنح آدم مسيطرا على نفسه وهو متعجب من نفسه بالفعل أكثر من تعجبها حيث كانت قبل قليل متألمه محتاره بمشاعرها..هتف آدم قائلا بارتباك
= لو أصبحت حياتكٍ مجرد صراعاً من اجل قبول اشياء لا تريدها فستصبحي دائماً غير سعيدة
هزت راسها بيأس فتهتف بصوت شق سكون الليل من حولهما
= أنا أصارع أتفهم ذلك! لكن لست راضية عما أنا عليه الآن، لكنني في نفس الوقت لا استطيع تقبل كلمات الشفقة والمواساة ..
نظرت للسماء مجددا كأنها و الذي يتطلع إليهما وكأنه حافظ الأسرار لهما ليقول أدم وهو ياخد نفس عميق
= اليزابيث انا لا اواسيكٍ ولا اشفق عليكٍ انا بالفعل اريد مساعدتك ولا اريدك ان تضلي هكذا في هذه الدوامة ما حدث في الماضي لن يؤذيكٍ مرة اخري ، الا اذا سمحتي له انتٍ بذلك
هبت رياح قوية طار شعرها الذي كان مقيدا بشكل غير محكم و مفككة بشكل عشوائي، انفرد شعرها خلف ظهرها وكان يرفرف في مهب الريح سرعان ما لمعت سماء عينيه المظلمة بألف نجم يتفجر وهو يتابعها بشغف وهي تقول بصوت منخفض
= هل تعرف اجد من الصعب التحدث معك أحيانا
شرد في منظرها الخلاب ومجددا أخذ نفسا عميقا يحمل نفسه على الصبر وهو يقول بقله حيله
= انتٍ لا تصارحيني و تتحدثين سوى عندما تغضبين فقط يا اليزابيث.. ربنا ذلك متعلق بثقتكٍ بالاخرين الذي اهتزت
حاولت اليزابيث كبح دموعها وهي تهتف بمرارة
= لأن البعض لا يقترب منك لمواساتك بل ليطمئن انك تتالم.. هل تعلم احب الجلوس في النهاية ؟!. في اخر المقعد بالحافله.. في اخر طاوله بالمقهى.. و في اخر كرسي بالصف.. أؤمن بأن كل شيء من بعيد اجمل.. واوضح لان الرؤيه الواسعه ندرك منها أمور كثيرة
رمشت بعينيها وقد زاد احمرار وجهها من الألم حتى قارب الانفجار فأطرقت تتحدث بيأس
= الحياه مؤلمه بما يكفي.. لا افهم لماذا لا يختار احد العطف.. ليتني حجر ...لا أحن إلى أي شيء.
فأحست بقتراب آدم أكثر فلم يكن وجهه يبعد عن وجهها الى بضع مترات , فشعرت بيـ.ـد قوية تهز أكتافها لتعيدها من توترها الى الواقع وهو يقول نبرة عميقة
= لا تستغربي إن وجدت الشر في المكان الذي غرستي فيه الخير فهناك أراضي لا تصلح للزراعة..
كانت جفاء الشفتين و لمعت الدموع بالعينين وما أن صمت حتى قالت بوجع لا يزول بسهولة وهي تميل برأسها قليلا للجانب
= كيف يمكن أن تشرح للغير أنك ما عُدت تصلح لي أي شئ ، و أنك مُستنزفٌ لدرجة أنك تحتاج فُسحة من الوحدة كي ترمّم ما دمّرته الحرب في داخلك ، كيف يمكن للجميع أن يحترموا أنّك ما عُدْت قادرًا على الإجابة عن سؤال عادي حتى..هل يُمكن أن نرجع بالزمان إلى السابق أو نسافر عبر الزمن لنتخذ قرارات لتغيَّر من مصيرنا! اتمنى بشدة هذه الامنيه دائما ان يعود الزمن الى وراءه لاغير قرارات كثيره اخذتها دون تفكير كافي.. لكن مع الاسف لم يعود الوقت سابقة !!.
رفعت وجهها له مجددا وهي تهز رأسها وتعض على شـ ـفتيها وهي تبكي وتتألم بحرقه و قد توردت وجنتيها من البكاء أمامه بينما تنهد آدم ناظرا لها بتأثر... و رتب بكفي يـ.ـده على شعرها ليرتبه بعدما تشعث و قم ارجع خصلات شعرها المتمردة خلف ا ذنها و انحنی و طبع قـ.ـبلة جانبية رقيقة ان يبث فيها اشواقه لها زلزلت گیانه وكيانها..
كان وجهه مقابل وجهها لا يبعد إلا بضع سنتيمترات، فتوهجت عيناها وهي تراه يتخذهما بوابة فيعبر منها إلى عمق روحها وقلبها بذاك التوق الصريح! ظلت مشدوهة بالنظر إليه لم تشعر كيف اقـ.ـتربت هي منه لتضع رأسها فوق صـ.ـدره بصمت! أدرك حينها ماذا تريد وابتسم وهو يشد علي خـ.ـصرها وانفاسه فوق بشرتها وانکمش جـ.ـسدها بين ذراعـ.ـية.. ليس بسبب تلك التجربة الأليمة التي مرت بها بل في فورة حياء غريزية للمسة الاولى منها.. فكل لمـ.ـسة تشعرها بقوة من نوع مختلف تنبثق داخلها مع بنبضات قلبها التي تقرع.. فليس هناك كلمات تستطيع ان تصف الاحـ.ـاسـ.ـيس التي شعروا بها الاثنين !!
وهكذا مر الوقت عليهم فقط هدوء وراحة تتسرب لهم وكفى! لم يتحدث أي منهم بشيء كانت تـ.ـحـ.ـضنة دون أن تهمس أو تعترض و فقط يحافظ هو على تهديها وهدوء يحتاجها.. ينسج لها راحة ينشدها وهي بين أحـ.ـضانه.. رفعت مقلتيها وهي بين ذراعـ.ـية تلاقت عيناه مع عيني اليزابيث شعرت برجفه بجـ.ـسدها لتنتبه الى نفسها وما فعلته من قبل ؟؟
تسمرت اليزابيث مكانها و شعرت بالاحراج فطأطأت راسها بخجل تنظر الى ارض و قد توردت خدودها وهي تبعد عنه.. ليقترب آدم منها امسك ذقنها برقة ليرفع بوجهها اليه وشعر برعشت جـ.ـسدها تحت تاثير لمـ.ـساته، كان آدم يحدق فيها بنظرات غريبة وتسائلت في قلق ماذا يدور في خلده لكنها منحته ابتسامة امتنان ليقول بصوت حازم بشده
= اياكي ان تنحني راسك لاحد ...
قـ.ـبلها بعدها من وجنتيها مره ثانيه بنعومة وحنان و ارتبكت اليزابيث لتعود الي توترها لتبتعد عنه خطوة و قد تلاشت ابتسامتها ليتنحنح هو و هو يقول محاولاً لتغير الحديث
= انا جائع هيا بنا لنعود..
امسك بـ ـيـ.ـدها دون حديث و استدار يسير ليرجعوا إلي المنزل مره ثانيه .
❈-❈-❈
بعد حوالي ساعتين كانت اليزابيث بالمطبخ تنتهي من اللـ..ـمسات الأخيرة للطعام بينما دخل زين إلى المكتب ليري آدم يقف بجانب النافذة يراقب حركات الرياح بالخارج ليقول زين بصوت عالٍ يحمل برودا جذب إنتباه آدم الشارد بالذهن حتى انه لم يشعر به عندما دلف وتقدم منة .
= هل سأراك شارد هكذا في كل مرة أدخل فيها المكتب؟ وبما شارد يا تري
أجاب آدم دون أن يسترد وتزم شفـ.ـتاه بضيق وقد تبدل مزاجه تماماً
= ولا شيء ماذا تريد ؟؟.
صمت زين قليلاً وفجأة تحدث وقال بصوت أجش متعثر
= هل تحبها؟ أعني ، هل وقعت في فخ تلك الفتاة؟
التفت آدم برأسه فظل واقفاً متكتف ناظرا إلي زين شذرا بنظرات صارمة بوجه جاد فهو بدا يتعدى حدوده معه.. بينما بادله زين النظرات بغموض مستفز أسفله غضبا من نظراته المتحدية وكأنه لا يخشاه..
ثم بعد وقت، تقدم زين بخطوات بسيطه فوقف أمام آدم قائلا بصرامة
= اسمعني آدم .. لا أعلم ما بك منذ فترة ولا أريد أن أتدخل! لكن أريدك أن تتذكر العمل ولا يوجد وقت لتقلباتك وغموضك و تفاهات هذه الفتاه اليزابيث التي دخلت حياتك لتقلبها.. أنت قريبا ستصبح عمده لتلك القريه،و ليس لك أي سلطه عليها هنا ورايت بنفسك ما الذي فعله السيد نيشان، نحن لا نريد مشاكل فارغة من لا شيء
ثم صمت يضيق عينيه وأكمل حديثه بجدية
= السيد نيشان هنا هو العمده.. كلمته الأولى والأخيرة للجميع وأنت تعلم أنه مستعد لعمل أي شيء حتى لا يضيع منه العمودي..و إذا اخترت تلك العـ.ـاهره لتمشي معها في طريقها ستفقد حياتك ومستقبلك كله بدون مقابل ..ومع الوقت سوف تمل منك اليزابيث وتتركك لتغادر وتبحث عن غيرك !!.
ظل آدم واقفاً يستمع للحظات ووجهه يتلون بالغضب تمنى لو يتقدم فيصفع ذلك المتبجح الحقير .. ليصيح هو بانفعال حاد
= زيــن.. أنا ليس غارق في العسل ليلا وانام نهارا زين بل أنا مهتم جدا بالعمل واقوم به على أكمل وجه وإلا ما كانت لما في الان..و هذه المرة سأنسى الأمر تماما .. وفي المرة القادمة ساتصرف معك يا زين بنفسي.. فنحن لا نمزح هنا.. وكلمه اخيره بخصوص اليزابيث ليست لك دخل بها واياك ان تتحدث عليها هكذا مره ثانيه..
ثم نظر له للحظات وأردف بتحذير مقتضب
=والآن.. اذهب لعملك زين ولا تدخل المطبخ وابتعد عن اليزابيث تماماً.. فهمت !.
نظر له بسخرية ثم قال زين حينها بتهكم غاضب
= متاكد انك لا تمتلك اي مشاعر تجاهها.. اذا يجب ان ترى وجهك وانت تتحدث عنها
❈-❈-❈
في منتصف الليل.. وضعت اليزابيث الطعام أعلي الطاوله والذي كانت ماكولات بحريه مثل ما يحب آدم! ابتسمت وهي تنظر الى الطعام بانجاز وكانها فعلت ذلك لاجله فقط مخصوص كشكر له على ما فعله معها.. ثم التفتت بسرعه لتركض لتبلغ ادم بان الطعام اصبح جاهز! لكنها عندما التفتت تفاجات جـ.ـسد ادم خلفها فاصطدامت بة لتتعثر لكنه التقطها لتصبح بين ذراعـ.ـه بعد أن لحقها..
أبعدها آدم عنه بعد لحظات ينظر لوجهها القريب منه وهو لا يزال متشبث بها فطالعته بابتسامة حاولت ألا تجعلها طبيعيه لكنها أصبحت ابتسامة خجولة ولحظها السيء خرجت خجولة مرتبكة مع انسدال جفنيها أمام عينيه المشتعلتين بمشاعر كثيرة متداخلة.. ابعدت يديه عنها لتقول له وهي تشير للطعام بارتباك شديد
= الطعام اصبح جاهز .. و سيبرد
لم ينظر آدم للطعام وظل ناظرا لها للحظات يلملم شتات نفسه ثم قال بنبرة سيطر عليها لتخرج هادئة
= وما صنعتي على الغداء اليوم ..!!
عضت اليزابيث على شـ.ـفتيها وهي تجيب بتوتر
= سمك! مثل ما تحب سيد آدم .
ابتسم آدم قائلا بتوبيخ رقيق وهو يعقد حاجبيه قليلا
= الم أخبرك قبل سابق انني اجد صعوبه في نزع الاشواك من السمك .. لما فعلتٍ علي الغداء إذن
هزت كتفها بشكل لطيف و ردت اليزابيث ببساطة
= ليس هناك مشكله سانزع الأشواك اليك مثل كل مره
تنهد آدم قائلا بتعب بما لم تسمعه
= بهذه الطريقه.. يبدو أنني لم أتوقف عن تناول السمك بعد الآن
سألته وهي تعقد حاجبيها باستغراب و تقترب من الطاوله
= ماذا تقول ؟
هز آدم رأسه يزفر بعمق ليرد ببعض من خيبة الأمل يحاول إلهاءها
= ولا شيء كنت أتساءل المَ تأكلي معي، ألا تحبي أن نأكل سويا
نظرت له صامتة للحظات مبتسمه ثم قالت له لتجيب عليه بنبرة حارة لفحتها وعيناها تلمعان
= بلا أحب .. أحب جدا ..و بشدة
ثم تنحنحت وهي تجلس على المقعد و تضع الطبق أمامها المليء بالاسماك لتبدأ في نزع الأشواك أمامة باهتمام قائلة بخفوت
= إذا هيا اجلس و كُل
ارتفع حاجباه وابتسم ابتسامه واسعة لذيذه بلهاء وهو يلاحظ اختفاء توترها واستعادتها لاهتمامه وفعل الاشياء التي يحبها لأجلة و الذي لا يظهر إلا له فقط.. وكم يسعدة ذلك يسعده بشدة !
مرت دقائق وبعد أن أخرجته من شروده الذي طال لينظر لها عاقد الحاجبين وكأنه يغوص فيها ليجلس آدم بعد أن لحظة أشار بـ.ـيـ.ـدها لطبقه وأهدته ابتسامة حلوة بخجل فنظر للطعام وهو يجد السمك مُقطع منزوع الأشواك على طبقة .. ليبدأ آدم في تناول الطعام وعيناه تلمع بامتنان و شيئا آخر .
وعن بعد فكأن زين يراقبهم ويتفتت من الحقد والغيظ وعيناه تلتمعان بالكره وهو ينظر لهما وهما يجلسون معا يتسامران ويبدو عليهما الحب.. و الرومانسية !!
❈-❈-❈
في الصباح خرجت اليزابيث من غرفتها لتجد المنزل هادئ تمامًا بلا صوت.. فنظرت إلي زين الذي خرج من غرفته هو الآخر لتسأله بنعومة
=هل لا يوجد غيرنا في المنزل ؟؟
رفع زين كتفاه بقلة حيلة مصطنعة ناظرا إليها
= لا يا اليزابيث بالطبع يوجد فالسيد أدم مع الأنسة لارا بالخارج في الحديقة
رمشت بعينيها عده مرات وبدأت مخالب الغضب تنهش ثباتها المزيف الذي تجتهد في رسمه لتتحرك بخطى شبه راكضة نحو النافذة وهي توزع انظارها بحثًا عنهم.. فصُدمت عندما وجدت لارا تـ.ـحـ.ـتضن آدم وابتعدت عنه حين نظر إليها بأنزعاج و تحذير لكن اليزابيث لم تري ملامح وجهه جيدا.. بينما اقترب زين من اليزابيث بابتسامة سخيفه وكأنه وجد الحُجة ليخرج الغل الدفين داخله
= من الواضح انهم يحلونا مشاكلهم ليبداون صفحه جديده مع بعضهم؟ فـ لارا ليست تحب ادم فقط بل تعشقه ولن تستطيع الاستغناء عنه.. ممم وبصراحه انهم مناسبين جدآ الى بعض.. فهو في النهايه سيكون العمده ويجب ان يـ.ـتزوج ويرتبط بفتاه سيده مجتمع راقيه و محترمه!؟.
اتسعت عينا اليزابيث و دوى صوت كلماته القاسية في الارجاء الساكنة التي اشعرتها بالاهانه والذل.... لتري في نفس اللحظه في الاسفل آدم جذب لارا من يديها وذهب!! اغمضت اليزابيث عيناها بقهر تحاول الثبات وداخلها يخبرها بأن خاب ظنها ومن الافضل ان تبتعد فالامر من المستحيل أن يستمر بينهما...
أما عن آدم وقف في منتصف الطريق..و ظلت لارا تهز رأسها نافية بعصبية حادة مرددة بنبرة عاصفة
= ابتعد عني لما تقف أمامي وتمنعني؟ اتركني حتى اقتل هذه اللعينه التي أخذتك مني ؟؟ وما فعلته رد فعلي كان بسيط قليلاً عما سافعله قريبا بها.. لأني لن اصمت على تلك الاهانة يا ادم.. فلتعلم ذلك لن اصمت وانا اراك تذهب الى غيري وهذه عـ.ـاهره هي من تفوز بك ...!!
جذبها بـ.ـعـ.ـنف سيـ.ـضربها من تهورها حتمًا فأغمض هو عينـاه والغل يـ.ـتوحش داخله شيءً فشيء ليخرج صوته أجش جامدًا وهو يخبرها
= للمرة الاخيرة أقول لكِ واخبرك يا لارا.. أنا لا أريد اذيتك ولا تجبرينني على ذلك ! واياكٍ ثم إياكٍ الاقتراب من اليزابيث مره ثانيه صدقيني انا بصعوبه أتمالك اعصابي حتى لا اؤذيكٍ بنفس الطريقه الذي اذيتيها بها
التمعت الدموع بعينها بألم وضمت لارا وجهه بين يدها وهي تبكي بانهيار
= ادم انا احبك لماذا لا تصدقني.. انا من المفترض ان اكون معكٍ وتخترني أنا
هز رأسه بضيق ويأس منها وهو يـ.ـصـ.ـرخ بها بانفعال
= لارا حبة في الله لا تجعلينني اختار بينك وبينها ..
لتبتلع ريقها بتوتر وهي تبعد عنه للخلف مرتجفة وتطلعت بنظرها له لـ تسأله برهبة
= لماذا.. لانك ستختارها ؟
صمت لحظه لكنه بصوت عذب رقيق همس دون ان يعير صدمتها المرتعشة وتصلبها اهتمام
= نعم سأفعل ذلك.. لارا .. اليزابيث أصبحت تحتل مساحة كبيرة داخل قلبي و عقلي لذلك لا تضعي نفسك في مقارنه معها لانك بالتأكد ستخسري المقارنة دون شك !
بينما كانت لارا في عالم آخـر وتلك الكلمات "أصبحت تحتل مساحة كبيرة داخل قلبي وعقلي" تتردد بأ ذنها بلا توقف.... ذٌهلت لارا حرفيًا لم تتوقع رد حديثه البارد الذي كان خلفية واضحة وقـ.ـاسية لرفضه لها !! فهي لم تتوقع ان يقع في حبها مطلقاً، بل توقعت على الاقل أنه يـ.ـرغب بجـ.ـسدها ليلهي معها مجرد ايام وسيتركها في اي وقت، لكن الوضع تخطي توقعاتها بمراحل كثيره !!.
❈-❈-❈
كانت اليزابيث تقف في الحديقة امام بعض الزهور والأشجار لرؤيتها بابتسامة متألمة ووجه ابيض شاحب للحيـاة التي أظهرت لها جانبًا من التقبل الهزائم دائما.. بينما اقترب زين ليمسك بـ رشاش الميـاه وهو يتفحص حالتها الميؤوس منها ثم ردد بصوت هادئ
= ما بكٍ لما حزينه هكذا ؟؟. كل ذلك لان ادم تركك وذهب مع لارا !!.
صمتت ولم تجيب عليه، ليهز زين رأسه نافيًا باستفزاز فتابـع بعبث دغدغ حواسها
= اصلا بالاساس هذا شيء متوقع .. فمن المستحيل ان يبقى معكٍ ويترك كل هذه و السلطه التي سياخذها بعد والده !
جزت علي أسنانها بـ.ـعـ.ـنف وغيظ ولم تجيب أيضا، وفي اللحظة التالية كان يحيط بخصرهـا بيداه بينما انصدمت هي لتحاول التملص من بين قـ..ـبضتـه بـ.ـعـ.ـنف بسرعه ولكنه وبحركة مباغتة كان يتـ.ـحسس وجنتيها بشرود وهو يهمس بصوت غريب
= انتٍ جميلة اليزابيث.. جميله جدا.. لما لا تنتبهي الي بدل من ان تضيعي وقتك على الفاضي مع ادم فهو في النهايه اضمن لك بانه سيتركك ويذهب الى لارا.. وانا ساعتني بكٍ جيدا..لكن اذا وافقتي
شهقت اليزابيث بهلع و ابتعدت عنه بكل قـ.ـسوة، وجبروت الذين تربوا داخلها مع مرور معاناتها لتـ.ـضربه فيه
= ما الذي تفعله يا حقيره ابتعد عني.. من سمح لك ان تقترب مني هكذا ومن أخبرك بانني انتظر شيء من آدم او منك.. زين! هذا اخر تحذير لك ..نحن لم نعد اصدقاء ولم نكن اصدقاء من البدايه، فانا طول الوقت اشعر بالريب منك وعدم الثقه.. ومن المستحيل ان نكون اصدقاء بعد ان وضحت نيتك السيئه
صمت زين باستخفاف وحينها أمسك بـ.ـيـ.ـدها ليضع رشاش المياة وهتف وهو يهدر فيها بعنف وقد برزت عروقه منتفضة لقلب تلوى ألمًا
= لو كان آدم هو الذي اقترب منك هكذا ؟ لا كنتي تركتيه يفعل ما يحلو له.. مثل ما توقعتك بالضبط فتاه لئيمه وستظلي عـ.ـاهره
عضت اليزابيث على شـ.ـفتيها السفلية بقسوة شديدة ليرحل زين وتركها مشتت كحالتها المثيرة للشفقة.. ضغطت علي أعصابها بصعوبة بالغة وهي تترك رشاش المياة بالأرض ! .
ثم التفتت اليزابيث لترحل إلي الداخل لكنها صرخت فجاه بفزع عندما شعرت بأحد يجذبها بـ.ـعـ.ـنف من ذراعها واتسعت عيناها ببطء لتجد آدم أمامها و عينـاه حمراء حادة وعروقـه بارزة بجنون وكأنه سيـ.ـقتلها... إبتلعت ريقها بارتباك وهي تراه يعود لخشونته قائلاً بتساؤل مريب
= ما الذي كنتي تفعلينه معه ؟ ولما كان قريب منك هكذا وكيف تسمحي لي ان يـ.ـمسك يديكٍ
اتسعت حدقتاها بذهول وهي تهمس بحده وسحبت يدها منه بنفاذ صبر منه ومن زين!
= ابتعد عني لما تمـ.ـسكني هكذا؟ ولما سابرر لك حتي
ليقترب منها مره ثانيه فتراجعت هي تلقائيًا ليمسكها هو من ذراعهـا يهزها بـ.ـعـ.ـنف صارخًا بصوت قوي مُخيف
= ستبرريين لي بعد الان كل شيء يحدث معكٍ
لتتذكر عندما خرج مع لارا وهي كانت داخل أحـ.ـضانه فأشارت له اليزابيث محذرة بصلابة
= ولماذا ..هل سالتك ماذا كنت تفعل مع لارا او لماذا كنت تتحدث معها واين خرجت للتنزه معها
ظهرت ابتسامة غيظ مترافقـة بشظايا غيرة حارقه وهو يهمس لها بصوت خشـن أثار شيء داخلها رغمًا عنها
= الامر ليس كما تظنين اليزابيث .. قولي لي بماذا كنتم تتحدثون معا بالخارج ولما كان قريب منك هكذا ويمـ.ـسك يـ.ـديكٍ.. هل انتٍ معجبه بهذا زين ؟.
اومأت اليزابيث برأسها بسرعة ثم همست بنبرة حادة
= هذا لا يخصك
كان آدم تنفسه سريع وعالي وهو يردد بصوت آمر
= اليزابيث لا تسيري غضبي وجاوبيني! معنا عدم ردك علي سؤالي ، يسير شكوكي اكثر نحوك
ازداد اتساع عينيها ببلاهة أكبر هاجمتها فجأة من اهتمامه الزائد هكذا؟ بينما تكرر في عقلها بأنه من الممكن يغار.. لكن هزت راسها برفض بالتاكيد أنها تخرف.. بالطبع.. بالطبع ليست صحيح.. أو مجرد حلم تراه هو فيه! تلعثمت وهي تجيب بتوتر
= ما عـ.ـلاقتك بي.. لماذا سابررلك دائما ظنونك السيئه و ماذا سوف أفعل؟ و اذا كنت معجبه بشخص ما.. ما دخلك أنت.. لما انت مهتم بي
شعر بالغضب الشديد الغير معهود وما لمعت سماء عينيه المظلمة بألف نجم يتفجر وهو متسمر مكانه و يعقد حاجبيه، ينظر لها ليتحدث بسرعة موضحة بمكر اعتقدت
= اهكذا اتريدين ان تعرفي لماذا أنا مهتم بكٍ ؟
ظلت تتراجع للخلف بتوتر ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء
=و لماذا سيد آدم ؟؟.
ظل صامتا ولم تلحظ عينيه اللتين كانا يماثلان انفجارات مرة اخرى وربما أكثر.. نظرت له بحذر من صمته ثم تنهدت بضيق شديد والتفتت لترحل لكن توقفت لحظه بصدمه وقلبها هدر بقوة وقفز في صـ.ـدرها وكأنة إنفجار يحدث بقلبها مدمر وهي بينما تسمع صوته الخافت يخترق أذ نيها ببطئ شديد ضاغطا على كل حرف بلهجة مثيرة
= لأنك لي ..انا أحبك اليزابيث
يتبع.
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية