-->

رواية جديدة شد عصب لسعاد محمد سلامة - الفصل 45

 


قراءة رواية شد عصب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية شد عصب 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 
الكاتبة سعاد محمد سلامة 

الفصل الخامس والأربعون 

«سُكون ما قبل العاصفه» 


بعد مرور ست أيام 

مساءً

تبسمت سلوان لـ جاويد الذى دخل الى الغرفه يتسحب مثل اللصوص،نظر جاويد لها يشعر بإنشراح فى قلبه من ذالك المنظر وهى تجلس على الفراش تضُم صغيرهم لصدرها،إقترب جاويد منهما وجلس جوارهما على الفراش عيناه مُنصبه على ذاك الصغير الذى شبع ويبتسم مد جاويد يديه وأخذه من سلوان بحذر وقبل وجنيته، تسلطت عين سلوان هى الاخري على الصغير، رفع جاويد نظرهُ لـ سلوان قائلًا: 

أنا أنتهزت فرصة إن خالتي محاسن مشغوله مع اللى بيجهزوا للسبوع والعقيقه بكره،مش عارف أقعد معاكِ ولا مع إبني لوحدنا.


إبتسمت سلوان قائله:

والله طنط محاسن دى حنينه أوي،والله حسيت إن لو مامتي الحقيقيه  كانت هتعمل زيها من يوم ما ولدت وهى قاعده جانبي،وكل شويه تقولى كُلي عشان لازم تتغذى  ولما أقولها كفايه كده انا أتنفخت كتير من الحمل ولازم أبدأ أعمل دايت عشان أخس تقولى بكره تخسي لوحدك مستعجله ليه.


نظر جاويد لجـ سد سلوان وغمز بعينيه قائلًا بإيحاء:

خالتي بتفهم فى ذوقي كويس،وأنا من رأيها أنك بلاش تخسي كده حلو أوي.


خجلت سلوان من غمزة عينيه وحاولت تغير الحديث:

شوفت الحجاب اللى طنط يُسريه جابته لـ جلال 

يشبه نفس الحجاب اللى إنت بتلبسه على فكره.


نظر جاويد لذالك الحجاب المشبوك بملابس صغيرهُ وأمسكه بيده شعر بغصه لكن رسم بسمه،حقًا الحجاب يُشبه ذاك الحجاب الخاص به،تنهد بآسى فهذا الحجاب وضعته يُسريه بصدره بعد وفاة توأمه وطلبت منه عدم خلعه،فى البدايه كان يتناسى إرتداؤه،حتى أنه كان يتضايق منه أحيانًا ويُخفيه أسفل ملابسه حتى لا يبقى مسار للسخريه من البعض، لكن يُسريه كانت حريصه على ذلك،حتى أصبح مع الوقت يتعود عليه وحين يخلعه عن صدره يشعر بشئ ناقص.


ظل الإثنان لوقت  يتسمران ويبتسمان مع ذاك الصغير الذى مزج بينهم،تلمع عيونهم بفرحه،وقلوبهم تنبُض بأماني سعيدة لهذا الصغير.


❈-❈-❈


صباح اليوم التالي

بمنزل صالح 

على شُعاع نور تسرب للغرفه من تلك الشُرفه فتح زاهر عيناه نظر الى تلك الغافيه تقترب من الحرف الآخر للفراش زفر نفسه بزهق من حسني التى مازالت تتبع معه ذاك الأسلوب الشبه صامت فقط ترد عليه بعد ضجر منه،كذالك تُشاركهُ الغرفه والفراش لكن تُحايدهُ بتعمُد منها 

نظر كم هى هادئه وهى نائمه بملامح بسيطه ورقيقه، تنهد وهى ينظر لها نظرة ندم 

وتذكر أكم من مره قالت له يُسريه أن حسني بريئة من تلك المؤامرة والتى حاكتها زوجة أبيها فقط،لكن كان يصم أذنيه عن ذلك،لكن تيقن من صدق حسني متأخرًا 

تذكر سماعهُ لحديث حسني مع زوجة أبيها بعد نهاية ثالث يوم لعزاء والداها

[فلاشــــــــ باك]

كان هذا هو اليوم الثالث للعزاء 

مساءً

إنفض صوان عزاء الرجال دلف زاهر الى المنزل كان شبه خالِ، لكن سمع صوت حديث يآتى من تلك الغرفه، توجه نحوها لكن توقف على جانب الباب حين سمع ثريا تقول لـ حسني بتصعُب كاذب ونُصح تمدح به: 

زاهر كتر خيرهُ وقف فى صوان عزا الرجاله وأخد العزا مع علي،المفروض تقصري الشر اللى فى دماغك وترجعي معاه لداره،الست مننا مش بترتاح غير فى دار جوزها.


نظرت لها حسني بسخط قائله:

أبويا لساه ميت من تلات ليالى بس ومش طيقاني،عالعموم متحمليش هم،أنا فى شقة فى دار جدي الساكن اللى كان مأجرها ربنا فتح عليه وإشتري شقة مِلك،أنا بس هستنيي كم يوم على ما ينقل العفش بتاعه وأدبر لنفسى شوية عفش وأروح أعيش فيها.


إدعت ثريا المفاجاة وصفعت على صدرها بلوم:

إكده تفهميني غلط،دا إنتِ زى بِتِ أنا غرضي مصلحتك.


لو كانت بوقت آخر وشعور آخر غير الذى يغص قلبها لكانت ضحكت بإستهزاء على تشبيه ثريا لها بإبنتها،لكن تهكمت بسخريه وقالت بتكرار:

زي بِتك،بلاه الكدب أنا فهماكِ صُح يا مرت أبوي.


إدعت ثريا البراءة وتجاهلت فحوي رد حسني وقالت بتمثيل:

وهتعيشى فى شقه لوحدك إكده ناسيه إنك متجوزه وحديت الناس واعر،يقولوا علينا أيه،إنت مهما كان بِت جوزي،وسمعتك من سُمعة ولادي،يرضيكِ الناس تمسك أطرافنا.


تهكمت حسني بسخط قائله:

لاه مش ناسيه إنى متجوزه، بس جوازي هينتهى، 

ويعني كان فرق معاكِ  قبل إكده حديت الناس ولا سُمعتي لما دبرتى كدبة إن انا وزاهر كُنا إهنه فى الشقه لوحدينا،وشوفتينا بنحب فى بعض،عملتِ تمثليه عشان طمعك فى زاهر وفلوسه،إطمني يا مرت أبوى أنا مش هقولك عاوزه حاجه من ورث أبوي،بس كل اللى عاوزاه منيكِ تسيبني فى حالى الفتره الجايه إعتبريني ضيفه عينديكِ،لحد ما أدبر شؤني.


إزدردت ثريا ريقها وكادت تتحدث برياء،لكن حسني تمددت على الفراش وجذبت الدثار عليها قائله بنهي:

أنا تعبانه ومش حاسه براسي من ليلة ما كنت مع  أبوي فى المستشفى وعيني مغفلتش،إطفي النور وإنتِ طالعه من الاوضه وخدي الباب فى يـ دك. 

نهضت ثريا بضجر قائله: 

على راحتك انا كان غرضي مصلحتك.


تهكمت حسني ونفضت عن رأسها وأغمضت عينيها تستجدي النوم عل وجع روحها يخف،ويزول معه ذلك الصداع الذى يطرُق رأسها بمطارق.


بينما زاهر  شعر بغضب حين سمع حديث حسني عن رغبتها بالعيش فى شقه وحدها،بل وإزداد شعور الغضب لديه حين ذكرت أن ستنهي زواجها منه، كاد يدخل الى الغرفه ويقوم بصفعها وأخذها معه حتى لو بالقوة والغصب لكن تمالك أعصابهُ وإستمع الى باقى حديث حسني مع زوجة أبيها،علم الحقيقه،حسني لم تكُن مُشاركة بذاك الفخ،هى كانت مثلهُ ضحية زوجة أب طامعه فى الثراء،شعر بوخزات قويه وندم،تسرع بالمغادره قبل أن تخرج زوجة أبيها من الغرفه وتراه لا يريد رؤية تلك المُرائيه الكاذبه ربما تصرف معها بطريقة فظه الأفضل أن يذهب،بالفعل غادر وكان يُراقب حسني عن كثب لا يعلم ماذا كان ينتظر كي يذهب إليها ويُعيدُها اليه مره أخري ويطلب منها البدأ من جديد،ربما التردُد أضاع منه فرصة سهله لذلك.

[عوده]

عاد ينظر لـ حسني بندم، لكن إبتسم حين رأها تتقلب على الفراش وأصبحت قريبه من حرف الفراش ولو تحركت ستقع من عليه، فكر بعبث وإقترب منها وقام بتسحيب يـ ده أسفل جسدها والأخري وضعها على خصرها وقام بإحكام وضم 

جـ سدها بين يـ ديه وظل ينتظر رد فعلها. 


شعرت حسني كآن قيد وضع حول جـ سدها. 


شعرت حسني كآن قيد على جـ سدها حاولت أن تتحرك، لكن زاهر كان أمكر وأحكم يديه، فتحت عينيها للحظه تفاجئت بوجه زاهر قريب منها ويبتسم، تنهدت ببسمه وأغلقت عينيها ظنًا أنها بحلم،حاولت رفع يديها حتى تتمطئ،مازال القيد بل أحكم أكثر فتحت عينيها مره أخرى ثم أغمضتها 

لكن فتحت عينيها بإتساع وصدمه ونظرت الى وجه زاهر القريب من وجهها، الذى يبتسم

هذا ليس حلم

هكذا أخبرها عقلها للحظه شردت بتلك البسمه لكن سُرعان ما فاقت حاولت الحركه،لكن حصار زاهر منعها،بل لم تستغرب حين قال زاهر:

صباح الورد.


أنهى زاهر قوله بـ قُـ بله على وجنتيها،وكاد يُقبل 

شـ ـفاها لكن حسني إبتعدت برأسها قليلًا 

وحاولت دفع زاهر عنها،تلاقت عينيها مع عيني زاهر الذى شعر بغصه فى قلبه من نظرة حسني التى  كانت تحمل عِتابً، أغمض عينيه لوهله بندم ثم فتحهما ورفع إحدي يـ ديه أزاح تلك الخُصله الشارده عن وجنة حسني وقبل مكانها أغمضت حسني عينيها للحظه تحاول السيطره على تلك المشاعر التى تجتاحها، هى خاطئة زاهر بالفترة الأخيرة أصبح يتقرب منها، لكن مازال بداخلها هاجس يجعلها تخشى الإنجراف يكفى ما شعرت به سابقًا حين تركت زمام أمرها وذكرى تلك الليلة التى إستسلمت فيها مازال عالق برأسها قول زاهر أن ما حدث كان خطأ لأنه يُفكر بإنهاء زواجهم، لكن هنالك شعور بقلبها أحيانًا يتحكم بها وتريد البدأ من جديد ونسيان أو تجاهل ما حدث، زاهر تغير كثيرًا، أنبها عقلها وأخبرها أن هذا ربما كان فى البدايه رد كرامه من زاهر حين أرغمها على سحب دعوى الخُلع، إمتثلت ليس غصبًا بل لأنها بداخلها تود حياة هادئه، لكن هنالك حاجز تشعر به تخشى أن يكون تغيُر زاهر فى معاملته لها  مجرد وقت يشفق على بؤسها بعد وفاة والداها ومع الوقت يعود كما كان يتعصب من مجرد رؤية وجهها، إستسلمت لقرار عقلها الذى يرى أن الشفقه لن تدوم كثيرًا وعليها أن تتقبل ذالك، حاولت فك حصار يـ دي زاهر عنها بالفعل إستسلم زاهر يشعر بوخز فى صـ دره لكن سُرعان ما إعتدل على الفراش بظهره يضحك بهستريا على حسنى التى لم تنتبه أنها  كانت على آخر حرف الفراش 

ويـ دى زاهر هى ما كانت تمنعها عن السقوط أرضًا


شعرت حسني بآلم فى ظهرهاحين سقطت من على الفراش،لكن إغتاظت من ضحك زاهر ونهضت سريعًا وإقتربت من الفراش بغيظ قامت بصفع زاهر على صـ دره بخفه قائله:

بطل سخافه بتضحك على أية.


مازال زاهر يضحك كلما تذكر سقوطها،مما أغاظ حسني التى كادت تصفعه مره أخري لكن هو جذبها من يـ دها وأختل توازنها وأصبحت مُمده فوق جسده،سُرعان ما بدل وضعهم وأصبح يعتـ ـليها 

إرتبكت حسني ورفعت يدها تدفعه عنها لكن زاهر دفس وجهه فوق صـ درها وتنهد بقوه ثم رفع رأسه ونظر الى تلك الدمعه التى تلآلات بعينيها غص قلبه ورفع يـ ده يتلمس وجنتيها بأنامله وإنحني

يُقبـ ـل وجنتيها ثم سلط عينينه بعينيها وتحدث بندم:

أنا آسف يا حسني،مش هقولك سامحيني،بس بطلب منك نبدأ من جديد،أنا مش هكدب عليكِ وأقولك إنى حبيتك،بس أنا محتاجلك صدقيني وفى إيـ دك 

تحولي الإحتياج ده لإجتياح عشق أنا زيك ملقتش اللى يحسسني بالحنان كنت مختصر مشاعري وحاططها فى مكان مش ليا،فجأة إنتِ دخلتِ حياتى بالفرض حسيت إنى تايه قبل الليله اللى إندمجنا فيها سوا كان كل اللى فى راسى إن أنهي الجوازة دى وبعدها هخلص من التوهان ده، لكن بعد اللى حصل بينا ليلتها كنت غضبان من نفسي وقتها وخرجت غضبِ عليكِ وقبل ما أصدمك صدمت نفسي،لما صحيت الصبح والشغاله قالتلى إنك مشيتِ قلبي إرتجف لأول مره أحس إنى فقدت شئ كنت غلطان ومفكر  إن مالوش أهميه،حتى لما مرات عمِ سألتني عنك معرفتش أقولها أيه المشكلة اللى  حصلت بينا لآن مفيش مشكلة حصلت بينا واللى حصل كان طبيعي يحصل عشان أفوق من السراب اللى كنت عايش فيه،قولت أسيبك فترة وأشوف أيه اللى هيحصل،كان سهل أطلقك زى مرات عمِ ما لمحت لى،بس كان جوايا إحساس بيمنعي يقولى لاء،حتى يوم وفاة عمِ إبراهيم أنا كنت جاي أتحج وأتخانق معاكِ وفى الآخر أرجعك لهنا تاني وأقولك خليكِ قريبه مني حتى لو مفيش بينا حديت ولا رؤيه بس وجودك هنا فى الدار كان بيحسسني إن فى روح هنا فى المكان إنى مش وحيد فى الدار،هقولك على سر أنا كنت براقبك وببتسم لما بشوفك بتتسحبِ عشان انا مشوفكيش،كنت ببقى عاوز أقولك إنى شايفك زى ما حصل ليلة ما بوستك فى المطبخ مكنتش أول مره أشوفك بس كنت بحاول أتغلب على الإحساس ده.


إستغربت حسني من حديث زاهر وببلاهه تسألت:

إحساس أيه؟.


شعر زاهر بغصه وسأمت ملامحه وجاوب:

إحساس التعلق بالشئ،أنا بخاف أتعلق بحاجه وفى الآخر تضيع مني أو أعيش عذاب وجودها قدامي وبعيده عني،أنا مش هقولك إن قلبي مدقش قبل كده،دق أو يمكن إتوهمت بشئ دلوقتى بقيت بحس إنه مكنش ده الإحساس اللى يدوم يمكن كان ليها زهوة فى قلبي بس بدأت تنتطفي بمجرد ما دخلتِ لحياتي،أنا خايف يا حسني،خايف أبقى صورة تانيه من أبويا صورة بكرهها طول عمري،إنتِ دخلتِ لحياتي بكدبة مرات أبوكِ،أنا كنت فى ضلمه مش شايف حقيقية قلبك الطيب،بس النور ظهر قدامى حقيقتك وفوقت فى الوقت المناسب.


توقف زاهر للحظات تنهد بإرتياح قائلًا برجاء:

حسني خلينا نتجاهل الماضى ونبدأ مرحلة جديده سوا وتأكدي إنى هكون إنسان تاني وهحاول أكون لكِ سند وإنتِ ليا إحتواء لمُتمرد كان أعمي وفتح بسببك.


كلمات زاهر توجهت الى قلبها قبل عقلها،شعرت بالآسى فى البدايه حقًا زاهر كان مثلها يفتقد لمن يُشعره بأهمية وجوده،ربما هي كانت تحاول لفت الإنتباة لوجودها بكثرة حديثها،لكن زاهر كان شبه إنطوائي كما أخبرتها يُسريه، وكذلك والده شخص سيئ، عقلت حديثه بعقلها،هو لم يتجمل ولم يكذب عليها أخبرها بكل مساوئه وطلب منها إصلاحها معه،لم يكذب ويقول أنه أحبها بل مَهد لها طريق أن تغزو هي قلبه بوجودها جواره،فرصة كانت تتمناها لديها يقين أنها أصبحت قادره على التوغل لـ قلبهُ،هى الأخري تحتاج إلى صُحبه وسند تقوي به على مواجهة القادم،فرصه لهما الإثنين لابد من مجازفه ولا داعي للتفكير بما سيحدث مُستقبلًا قد يكون أفضل.


تهاوت يـ دي حسني التى كانت تدفعهم بها  تنظر لـ زاهر بإستكانه،بينما زاهر نظر لعينيها التى أصبحت صافيه تبسم وبطواعيه من قلبه إمتثل لذالك الشعور وإقترب بشـ فاه من وجهها وبدأ يُقـ بل وجنتيها لم تمتنع سار بشـ فاه يُقـ بل كل إنش بوجهها حتى وصل الى شِـ ـفاها وجدها تضمهما بحياء،غزا قلبه ذالك وبتلقائيه ضم شـ فاها بين 

شـ فاه يقـ بلها بشوق،إستكانت حسني لبعض الوقت غفي عقلها تستمتع بتلك القُـ بلات لكن فجأة عادت لوعيها وقامت بدفعه،ترك شـ فاه ونظر لوجهها بترقُب للحظات يخشى أن تُظهر جمودها،لكن هى خيبت ظنه،ظلت للحظات تستنشق الهواء حتى إنتظم نفسها وقامت بدفعه عنها قائله:

أوعى لازم أقوم عشان أروح دار عمِ صلاح،خالتى محاسن ومرات عمِ يسريه  مأكدين عليا أكون هناك من بدري عشان تجهيزات العقيقه والسبوع بتوع إبن سلوان.


إبتسم زاهر وغمز بعينيه قائلًا بإيحاء:

عقبال سبوع إبننا إحنا كمان.


خجلت حسني وإستغربت هل ما تراه حقيقه أين ذهب ذاك الأحمق الذى كان ينهرها على أتفه الأسباب،شعرت بإحتياج لذلك الشخص الجديد،إنتبه عقلها وتهربت بعد أن دفعت زاهر عنها  نهضت سريعًا نحو حمام الغرفه 

وقفت خلف باب الغرفه تلتقط نفسها،تشعر بإنتعاش فى قلبها،هل حقًا ستجد الحنان والعوض،أم زهوة وقت،حسمت أمرها حتى لو كانت زهوة وقت لما لا تجازف ربما تصبح تلك الزهوة حقيقة لبقية حياتها وتنعم بما إفتقدته من حنان وإحتواء وسند حقيقي تستظل بظله....

كذالك زاهر تمدد بظهره على الفراش يشعر بإنشراح قلبه،أمامه فرصه لن يُضيعها ويعيش بقية حياته فى أوهام،مِسك ليست من نصيبه من البدايه كان وهم التعلق لم يكُن عشق والدليل حين علم بأمر خطوبتها لم يفرق معه وقتها كان قلبه حزين على حال حسني،حسني هى ما كان يحتاج إليها،يحتاج لإمراه تُخرجه من عتمة الإنطواءينفتح معها على نور الونس.                 

❈-❈-❈


بمنزل صالح 

مظاهر العقيقه والسبوع  للوافد الجديد للعائله كانت صاخبه بفضل محاسن التى كانت تشعر حقًا أن عطايا الله كثيرة، ربما لو كانت أنجبت طفل من رحمها ما كانت عاشت تلك الأفراح بقلبها،لم يُكن النقص منها من البدايه كان من زوجها هنالك من نصحها أن تتخلى عنه وتبحث عن نصيب آخر علها تعوض بطفل من رحمها لكن هى إختارت الرآفه برجُل لم يُرغمها يومً على البقاء معه وتحمُل ذاك الحِرمان،لكن لم تُعانى من الحِرمان معه كان بينهم مودة ورحمة وكذالك إحتواء مُتبادل،حتى أنها لم تُعانى وأعطت ما إفتقدته لكل من تراه يستحق،فى البدايه كان أبناء أختها والآن كبرت دائرة الأحبه 

بـ سلوان التى إعتنت بها طوال أسبوع كامل كـ أُم مع إبنتها التى تحتاج الى مساندتها،كذالك سلوان أعطتها شعور  جديد،شعور بأول حفيد تحمله...كذالك هنالك تلك الثرثارة 

حسني التى أصبحت هى الأخري بالنسبه له ذو أهمية،هاتان إفتقدتا شعور الإحساس بوجود أُم تُعطي لهن النُصح والدفئ،إحتوت الإثنتين،أثبتت خطأ مقولة"فاقد الشئ لا يُعطيه"بل أحيانًا يعطي بسخاء من قلبه.


إبتسمت محاسن لـ حسني وأعطت لها طفل سلوان قائله: 

خدي يا بِت يا رغايه تعالى خدي شيلي الواد ده عقبالك إنتِ اللى عليكِ الدور إن شاء الله الحفيد الجاي هيبقى إبنك، مش عاوزه واد رخم وكِشري زي زاهر أبوه هاتي واد بحبوح إكده ويحب الضحك. 


إرتجفت حسني وهى تحمل الصغير خوفً من صغر حجمه رغم أنها حملت سابقًا أخواتها وتذكرت جحود زوجة أبيها حين كانت تجبرها المكوث والإعتناء بأخواتها من أجل أن ترتاح لبعض الوقت،وكانت تُعاقبها لو أيقظتها ، لكن هذا الطفل أحيا بداخلها أمنية أن يكون لديها طفل او طفله بالقريب تُعطي لهم ما حُرمت منه.


تابع قراءة الفصل