رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 7 - 2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
تابع قراءة الفصل السابع
(قرار مصيري)
وصل بعد دقائق عدة ،،، ترجل وأتجه للداخل على الفور حيث أستقبلته سناء بحزن لحالته .
أردف بنبرة مترجبة وعيون مرهقة وعقلٍ مبعثر :
- كلميها حالاً يا سناء لو سمحتِ ،،، أفهمى منها بس ليه وافقت عليه ،،، يمكن يكون حد ضغط عليها ،،، مش معقول ريتان تفكر بالطريقة دي .
تنهدت تومئ بصمت ثم أتجهت تتناول هاتفها وأتجه هو يتبعها ويقف مجاوراً لها يترقبها وهى تضغط على زر الأتصال كمن ينتظر قراراً مصيري .
على الجهة الأخرى رن هاتف ريتان وهى تجلس في غرفتها شاردة ،،، تناولته ونظرت للأسم ،،، لا تعلم لما تلك النبضة عادت إليها ،،، أولم تسحق هذا الأبله ؟ ،،، ستجن ،،، من أين أتت تلك النبضة المتسارعة تخبرها أنه ربما يجاور سناء .
زفرت بقوة تدعم صــ.درها بالأوكسجين ثم قامت بتشغيل أغانى أفراح عبر الحاسوب الخاص بها وقامت بفتح الخط تردف بصوت عالى نسبياً جاهدت ليخرج سعيد والألم الداخلى ساكناً لا يعطى صوت :
- ألو ؟ ،،، نونا أزيك عاملة اية ؟
أستمعت إلى صوتها ونظرت لحمزة الذى ضغط على مكبر الصوت وسمع صوت الأغانى التى وصلت إلى مسامعه كأنها عويل ،،، تعجبت سناء من حالتها وأردفت بترقب :
- ريتان أزيك ،،، أنا كلمتك لأن وصلتنى الدعوة ،،، وأستغربت جداً لإنك مقولتيش ،،، إنتِ كويسة ؟
أغمضت ريتان عيــ.نيها بقوة ثم تنهدت وأردف تبتسم مجبرة :
- كويسة جداً يا نونا ،،، وأنا أسفة إنى مقولتلكيش بس أنا وناصف حبينا تبقى مفاجأة .
تعجبت سناء من نبرتها الغير مقنعة بينما وقف هذا يستمع إلى حديثها بجــ.سدٍ متصلب وسناء تتساءل :
- تمام يا حبيبتى ربنا يسعدك ،،، بس كنتِ عملتى فترة خطوبة الأول يا ريتا ؟ ،،، يعنى معقول تتجوزى بسرعة كدا ؟
لا تريد سماع أي صوت يحذرها أو أي نصيحة تجعلها تتراجع ،،، لا تريد ولا أي صوت الآن ،،، لذلك إدعت تردف كاذبة :
- حاضر يا ماما جاااية .
ثم تابعت تحدث سناء :
- أنا أسفة يا نونا هقفل معاكى ،،، أنتِ عارفة تجهيزات فرح بقى وكدة ،،، سلام يا حبيبتى .
أغلقت معها وأرتدت على المقعد ثم مدت يــ.دها تغلق الحاسوب وتنفست بقوة ،،، شعور قوى لديها بأنه يجاور سناء ،،، إبتسامة تشفّي وإنتقام ظهرت على وجهها ،،، تسترد كرامتها شيئاً فشيئاً .
أما هو فنظر إلى شقيقته بصمت لثوانى قبل أن يندفع ليغادر ،،، حتى أنها نادت عليه ولكنه غادر .
❈-❈-❈
فى اليوم التالى
في فيلا أبو الدهب
يجلس يرتشف القهوة وزو جته تجلس واضعة ســ.اق فوق الأخرى تقلب في صفحات إحدى مجلات الموضة .
نزلت مها بتعالي تتجه إليهما ثم أردفت بترقب :
وصلتكوا دعوة فرح ناصف السوهاجى ؟
أومأ شوقي يردف ساخراً وهو يطالع إبنته بمغزى :
- على بنت السواق بتاع سالم .
جلست بجواره وأردفت بشرود وتعجب:
- مش عارفة ناصف إزاي أختار بنت زي دي ،،، بصراحة اتفاجئت جداً .
أردفت سعاد بعدما وضعت مجلتها على الطاولة :
- هى فعلاً مش لايقة عليه خالص ،،، ناصف شاب مثقف وغنى ،،، أنا كنت مفكرة أصلا إنه هيفضل عايش في فرنسا وهيتجوز هناك ،،، بس موت منصور قلب الموازين .
أومأت مها تردف بغموض :
- صح يا مامى ،،، بس أكيد لازم نروح نبارك ونتفرج !
ضحك شوقي يغمز لإبنته التى إبتسمت بغرور وقلبت عيــ.نيها ثم وقفت تخطو للخارج وتبتعد عنهما ثم تناولت هاتفها وقامت بالإتصال على حمزة الذى يجلس في مكتبه حزيناً شارداً .
تناول هاتفه ونظر له بضيق حينما وجد إسمها ،،، زفر وفتح يجيب :
- أيوة يا مها ؟
أردفت بترقب وخبث :
- حمزة ازيك ،،، وحشتنى ؟
تنهد يغلق عيــ.نه لا يحتمل الآن سماع تلك الكلمات ثم أردف بجمود :
- كنتِ عايزانى !،،، أصلى مشغول شوية .
إغتاظت منه بشدة ولكنها قررت إدعاء العاطفة لتحصل على ما تريده مردفة :
- حمزة بقولك وحشتنى تقولي مشغول ؟ ،،،، على العموم أنا حبيت أطمن عليك واقولك إيه رأيك نروح فرح ناصف سوا ؟
أعتصر عينه بقوة وأردف بألم :
أنا مش عايز اروح .
أردفت بصوت متحشرج ماكر :
- حمزة مينفعش ،،، كل معارفنا هيبقوا موجودين إنت كدة بتحرجنى ،،، لو سمحت يا حمزة خلينا نروح سوا ،،، منظرى هيبقى إيه وأنا داخلة من غير خطيبي ؟،،، وبعدين أكيد أهلك كلهم رايحين .
تنهد بقوة وصمتَ قليلاً ثم أردف بضيق :
سبيها بظروفها يا مها .
إبتسمت بخبث وأردفت :
- يبقى هستناك تمر عليا تاخدنى بعربيتك ،،، يالا باي يا بيبي .
أغلقت معه ونظرت للأمام بخبث وتشفى ثم عادت لتجلس مع والديها بانتصار .
❈-❈-❈
في منزل ريتان كان التحضير قائم حيث أتت كاريمان وأتوا أهل حمدى من قريتهم يتطلعون على جهاز ريتان بعيون ثاقبة ويتناجون بينهم بكلمات خبيثة عن زو جها المستقبلي وثراءه الفاحش وعن أصطيادها له حتى نجحت في إيقاعه .
كانت جميلة تستمع لهم بضيق ولكنها تعلمهم جيداً لذلك ممرت ما يحدث من أجل فرحتة إبنتها المنتظرة .
فى غرفة ريتان تجلس كالدمية على فراشها وتحاول كارى التحدث معها مردفة بتعقل :
- يا ريتان يا حبيبتى مش كدة ،،، هيحصلك حاجة ،،، هونى على نفسك .
أبتسمت بخفوت وأردفت تدعى الفرحة :
- انا كويسة جداً يا كارى انتِ ليه مش قادرة تصدقي ؟
طالعتها كارى بعمق قائلة :
- لأنى عرفاكى كويس يا ريتان .
ربتت على كفها لتنهى هذا النقاش وأردفت مطمئنة :
- متقلقيش ،،، هبقى أحسن ،،، المرة دي أخترت صح .
تنهدت كارى بعمق وطالعتها بقلق لا تعلم لما فجأة تغيرت ريتان هكذا .
بينما هى شردت تفكر في ليلة غداً وفيما تنوى فعله .
❈-❈-❈
في اليوم التالى مساءاً
في قاعة أسطورية تجهزت بعناية .
حضر جميع أفراد الطبقة الراقية من المجتمع إلي حفل زفاف ناصف السوهاجى .
أُناس رُسم على وجوههم التعالى والتفاخر بماديتهم ،،، أتوا متعجبين ليروا وليسخروا من تلك العروس الفقيرة إبنة سائق سالم الجواد .
حضرت عائلة الجواد وحضر شوقي أبو الدهب وزو جته .
ها هي العروس تطل عليهم بيــ.دِ والدها بفستان زفاف أبدع ناصف في إختياره لها .
فستان ذو ذيل طويل إحتل درجات السلم كاملة ،،، جميلة تزينت بعناية والحكل الأسود أبرز رماديتها الساحرة .
حجابها رسم بإبداع على تدويرة وجــ.هها فباتت ملكة متوجهة سحرت أعين الجميع حتى الذين أتوا ساخرين أنبهروا بجمالها ورتابتها .
وقف ناصف ينتظرها بأعجاب واضح ويطالعها بإبتسامة هادئة .
دلف لتوه حمزة تشبك يــ.ده مها أبو الدهب وتخطى بتعالى .
وقعت عيــ.نه عليها وهى تمد يــ.دها لناصف ،،، لكمات عنيفة من مصارعٍ قوي يستهدف قلبه وهو مقيد في حلبة الطبقات يستقبل تلك اللكمات بصراخ داخلى .
تناول ناصف يــ.دها ورفعها إلى فمه يلثــ.مها ثم مد يــ.ده يبادل حمدى السلام ثم أخذها وخطى بها إلى طاولة كتب الكتاب المعدة بعناية ورقي .
خطى حمزة وساعد مها لتجلس على الطاولة التى يجلس عليها شوقي وزوجته .
وقف هو يتابع ما يحدث بألم ،،، أما مها فجلست تنظر لريتان بحقد وُلد لتوهِ بعدما رأت جمالها .
سحبت ريتان شهيقاً قوياً وهى تجلس ويجاورها ناصف والمأذون ووالدها والشهود .
رفعت نظرها للحضور فرأته ،،، شردا في بعضهما لثوانى مرت كدهرٍ وتحدث العــ.ون قبل ان تبعدها ريتان وتنظر لناصف الذى يطالعها مبتسماً بسعادة .
بادلته إبتسامة باهتة فمال عليها يردف بهمس :
- لحد الآن مش مصدق إنك هتبقى ملكى بعد شوية .
أرعبتها كلمته ،،، بعثرت داخلها مجدداً وانتابها خوفٍ عجيب ،،، حتى أن ملامحها انكمشت ونظرت لوالدها الذى يطالعها مبتسماً بسعادة وفخر .
رأت نظرته فأجبرت نفسها على تذكر كلام حمزة المزلزلة لكيانها ،،، تنهدت بقوة وعادت لجمودها ،،، نظرت بعــ.ينيها لمها ورأت الحقد يطغى على ملامحها .
تعجبت وتوترت من نظرتها ،،، أما هذا الذي جلس لتوه ،،، تأتيه الأفكار والخطط متداهمة ،،، ماذا إن وقف الآن وسحبها وغادر بها إلى مكان غير معلوم ؟ ،،، ماذا أن وقف الآن وأعترض على هذه الزيجة وقرر هو الجلوس مجاوراً لها ليتمم هذا الشيخ زوا جهما ،،، هل ستتم خطته كما يتمنى ؟ وهل ستكون النهاية سعيدة له وللجميع ؟
نظر للطاولة التى تجلس عليها عائلته ،،، نظر للجميع ،،، ما يتمناه صعب ،،، بل يعد مستحيل ،،، ستقام قيامةٍ من نوعٍ آخر ،،، فات آوانك وانتهت فرصتُكَ يا إبن الجواد .
بعد دقائق بدأ كتب الكتاب بالفعل وكلما نطق المأذون كلماته نزلت كحُمم بركانية على هذا الجالس المقيد بسلاسل المجتمع والأصول وسمعة العائلة الكريمة .
أنتهى المأذون وردد ( بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير )
سحبت نفساً قوياً رفعت رأسها للأعلى بشموخ أنثى لا تمتلك مالاً وفيراً ولكن تمتلك كرامة وكبرياء ثم نظرت للمأذون وأردفت بترقب أمام أعين الجميع :
- ممكن اقول كلمة ؟
أومأ لها مبتسماً ببشاشة وناولها المايك ،،، نظرت للجميع بتردد وقلق وتعالت وتيرة أنفاسها ،،، دارت بعيــ.نيها على العيون المنتظرة التى تطالعها بترقب .
توقفت عند عيــ.نه ،،، نظرت له ،،، تذكرت كلماته لذلك تسربت إليها قوة وعزيمة .
رفعت المايك إلى شفــ.تيها المترددة وتحلت بالشجاعة وأردفت بصوت بدى مهزوزاً :
- مساء الخير ،،، طبعاً اتشرفنا بحضوركم الكريم لحفل زفافي أنا وناصف،،، وكنت حابة أوجه كلمة شكر .
نظرت جانباً لوالدها بعمق وأردفت بإمتنان وحب وعيــ.ون لامعة :
- شكراً لبابا اللى ربانى ووصلنى للي وصلتله في حياتى وعلمنى القناعة وحب الخير للغير ،،، فخورة جداً بيه وبمهنته الحلال اللى تزيدنى فخر بيه وباللي زرعه جوايا من إحترام مشاعر الناس .
عادت تتطلع على العيون وتابعت بنبرة أكثر جرأة وثقة :
- فخورة جداً للي وصلتله بالمستوى التعليمي ،،، شايفة أهلى أفضل أب وأم في الدنيا على تربيتى وتربية أختى بالشكل ده .
تنهدت بقوة ثم توقفت بنظرها عنده تتمعن في عيــ.نه بحدة وأردفت بصدق وقوة ومغزى لتضع كلماته أمامه ولترجمه بها :
- شكراً جداً للإنسان النظيف اللى اتعرفت عليه ،،، الأنسان اللى شاف جوهرى وشاف فيا زوجة تليق بيه مجتمعياً وفكرياً ،،، انسان إفتخر بيا أكون أم لأولاده ،،، إنسان كان واضح وصريح معايا واحترم مشاعرى وقدرها ومهتمش بالمستويات المجتمعية .
التفتت إلى ناصف واجبرت نفسها على إبتسامة تكمل بإستكانة داخلية بعدما حققت ما أرادت :
- شكراً يا ناصف لأنك مختلف وأوعدك إنى هكون خَيْر زو جة ليك .
وقف ناصف يتجه إليها ثم مد يــ.ده يوقفها وسحبها إليه يعانــ.قها فجأة أمام الجميع أما هذا الذى وقع قلبه ونظر إلى شقيقته بحسرة وبادلته هى بصدمة تردف هامسة من بين شفــ.تيها بحزن :
- سمعتنا ؟
وقف فوراً ،،، لم يعد يحتمل ،،، ترك كل شئ ،،، ترك المكان بأكمله ،،، حتى تلك التى تجاوره وتطالعه محذرة ،،، غادر القاعة التى صدحت الأغانى داخلها وبدأت فقرات الحفل ،،، رأته يغادر وابتسمت بتشفي وانتصار ،،، إنتصرت عليه وعلى قلبها الغبي ،،، ربحت حرباً شرسة والفوز كان لكبريائها الذي مزقه ،،، وتبقى روحها معلقة بحبلٍ أوشك على تمزقها .
أما هو فاستقل سيارته وغادر ،،، يحــ.ترق ،،، داخله يحــ.ترق بل ينكوى ،،، كيف يُزيل هذا الألم الحاد ،،، سيتوقف قلبه لا محالة ،،، لما يحدث معه هكذا ؟ هو لم يكن يومياً مؤذياً لأحد إذا لما تؤذيه الحياة هكذا ؟ ،، هو لا يحبها ،،، فقط مجرد اعجااااب .
لما يتألم هكذا لا يعلم ؟ ،،، لم يرى منها إلا ما يراه الجميع إذاً ليس حب هذا ،،، ولكن حالته المزرية تلك تؤكد أن ما يحدث هذا ما هو إلا ألم عشقٍ دفين أضاعه بيده .
أحتــ.راقه هذا لم يكن من فراغ ،،، هذا نتيجة فقدانها بإرادته ،،، هذا نتيجة تخليه عنها ،،، حسرته تلك من خذلانه لها ،،، تلك الكلمات التى ألقاها وسمعتها عادت مرتدة إليه كرصاصات قاتلة إستهدفت كل خلية في جــ.سده .
وصل إلى الفيلا الخاصة بهم .
ترك سيارته وترجل يصعد للأعلى ،،،، دلف جناحه وأغلق خلفه
إتجه إلى فراشه وجلس عليه إرتاح جــ.سده ولكن روحه معذبة ،،، قلبه يتألم .
أولم يستنكر حبها ؟،،، أولم ينحنى إحتراما لتلك الطبقية والعنصرية التى تفرق بين الأسياد والعبيد حتى بعدما أن دعسهم ديننا برحمته وعدله ؟ ،،، أولم يؤمن بالتكافؤ الاجتماعى والمادى ؟ ،،، إذا لما هذا الألم الآن ؟ ..
كلما مر على عقله أنها أصبحت الآن ملك رجلٌ آخر تمنى أن يكون بلا عقل ... بلا مشاعر ،،، ليته جماد ،، ولكن حتى وإن كان جماد كان سيصرخ .
إبتلع الغصة المتحجرة الذى انسحبت بصعوبة بالغة داخل محرى حلقه تحرق صــ.دره .
نظر للمرآة التى تستقر يسار فراشه ،،، نظر لهيأته ،، أخرج من روحه جلاده وأردف بحدة معنفاً نفسه :
- مش إنت بتقول إنك مش بتحبها ؟ ،،، مش قولت ده مجرد إعجاب وانك مينفعش تحب واحدة أقل منك ؟ ،،، إيه بقى جاي تشتكى ليييه ؟،،، واللا هو انت هتفضل صغير كدة ؟ .
مافيش مرّة قدرت تبقى أد كلمتك ،،، كنت اتصرفت زى أي راجل ،،، كنت لحقتها يا إبن الجواد ،،، كنت واجهت أبوك وطلبتها زى ما الحقير ده عمل ،،، بس هو طلع أرجل منك ،،، ناصف السوهاجى طلع أرجل منك في نظرها ،،، ارتحت كدة ؟
بالطبع لااا ولكن الصمت هو الجواب ويبدو أنه فقد عقله حقاً وهو يحدث نفسه ويعنفها .
إلتفت يمد يــ.ده يحمل من فوق الكومود المنفضة الكريستالية ويردد بحسرة:
- بقت ملك واحد تانى ،،، بقت ملك نااااااصف .
قالها وتبع جملته بقذف المنفضة بعلو يــ.ده موجهها إلى انعكاس صورته فتهشمت المرآة الى قطع صغيرة تناثرت على أرضية المكان محدثة فوضى عارمة كتلك التى تحدث داخــ.له الآن .
جلس يطالع آثر فعله وصــ.دره يعلو ويهبط بقوة ،،، ينظر للقطع المنكسرة ويضحك بألم ،،، ليته كسر قلبه ولم يكــ.سرها هكذا ،،، الهذا السبب وافقت به ! ،،، بسببه هو رمت نفسها في أحضان غيره ؟،،، مسك عقله بكفيه ،،، بدأ يكور قبضته ويلكم عقله بقوة ويصرخ بزئير أسدٍ مجروح .
صدحت طرقات على الباب وتبعها نداء شقيقته التى تركت الزفاف وأسرعت خلفه مردفة بحزن وترجى :
- حمزة إفتح ،،، إفتح يا حمزة وهنتكلم .
أغمض عينه وأردف بصوت غاضب :
- مش عايز أتكلم مع حد خالص .
أردفت مترجية بحزن وحنو :
- طيب أفتح يا حمزة علشان خاطرى ،،، أنا سبت الفرح وجيت وراك .
تنهد بقوة عدة مرات يحاول الهدوء ،،، وقف يخطى بحذاؤه فوق الزجاج المتهشم وخطى يفتح لشقيقته التى دلفت وأغلقت الباب خلفها .
نظر لشقيقته والتفت يعود ويجلس فوق مؤخــ.رة فراشه واتجهت هى تجلس على المقعد أمامه وتنظر للفوضي التى أحدثها بحزن .
نظرت له بتعجب ثم أردفت بلوم :
- ينفع التصرف ده يا حمزة ؟ ،،، هتقول للناس إيه ،،، هتقول لمها سبت الفرح ومشيت ليه ؟ ،،،، ولما انت بتحبها كدة يا حمزة سبتها تروح من إيدك ليه ؟
بعثرت داخله مجدداً بأسئلتها ،،، طالعها بتشتت يبحث عن حجة يقنع عقله ويقنعها بها ،،، أردف بحزن :
- سناء أنا مش عارف مالى ،، مش عارف أنا عايز إيه ؟،،، بس فيه نار جوايااا ،،، كاره نفسي وكاره ضعفى ومخنوووق .
زفر باختناق وتابع :
- يمكن لأنى لأول مرة اكون سبب في جرح مشاعر حد ،،، كنت مستغرب وفقت عليه بالسرعة دي أزاي ،،، بس عرفت .
انتِ متخيلة أنها سمعتى وانا بقول عليها أنها مش مناسبة ليا وإنها بنت السواق ؟ ،،، وبسبب كلامى راحت رمت نفسها في حضن ناااصف !
نطق الآخيرة بحدة فتعجبت وتسائلت بقلق :
- حمزة قولي الحقيقة ،،، هو أنت تعرف حاجة عن ناصف ؟ ..
أردف بضيق :
- معرفش يا سناااء ،،، معرفش أي حاجة عنه بس مش برتاحله ،،، عمرى ما ارتاحتله لا هو ولا أخوه ،،، إنتِ ناسية أخوه عمل فيكي إيه وكان بيتعامل معاكى ازاااي ؟ .
تبدلت نظرتها من القلق إلى الحزن وهى تتذكر معاناتها وأردفت بتروى :
- بس ناصف غير منصور يا حمزة ،،، ناصف كويس .
طالعها بضيق وتسائل :
مين قالك ؟، ها ، مين قالك يا سناء إنه غير أخوه ؟ ،، مش نفس الأم والأب ؟ ،،، مش نفس التربية ؟ ،،، هيفرق إيه عن اخوه إن مكانش اسوأ ؟.
إبتلعت لعابها بقلق ثم هزت رأسها تردف بأستنكار :
- لاء ،،، كان هيبان ، مش معقول يكون ممثل شاطر كدة ، يمكن يخالف ظنك ويطلع كويس ويحبها ، وانت الكلام اللى قولته مكانش قصدك تسمعه ..
أردف بإختناق وحرقة يخرج عبء صــ.دره المكتوم :
مش بإيدي يا سنااااء ،،، مش بأيدي إنى ابن سالم الجواد الكبير ،،، مش بايدي إن على إكتافي مسئوليات ،،، انا مخنوووق أوى ،،، هي دلوقتى شايفة إن ناصف أحسن منى ،،، شيفاه مهموش حد واختارها وشايفة إنى استقليت بيها ،،، هتبصله هو بحب يا سنااااء ،،، هتحبه هو وهتكرهنى أنا .
طالعته سناء بتمعن وأردف بترقب حزن :
- مبقالوش لزوم كلامك ده يا حمزة ،،، خلاص لازم تفهم إنها خلاص إتجــ.وزت .
أغمض عيــ.نه وابتلع غصة حلقه المرة المتحجرة ،،، أضاعها ،،، خسر فرصة حياة رائعة معها .
يتمنى أن ما يشعر به ينتهى حينما يرى سعادتها ،،، يتمنى أن يرتاح لراحتها ويهدأ ضميره ،،، أو قلبه ،،، يتمنى أن يخالف ناصف ظنه به ويعاملها مثلما تستحق وقتها فقط سيرتاح .
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية