رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 7 - 1
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل السابع
(قرار مصيري)
الجزء الأول
فراشةٌ أنا ترفرف فوق الورود وتتبع النور
وها أنا ارفرف نحو جحيمي بسعادة
❈-❈-❈
تعجب ناصف من أمرها وقرارها المفاجئ والسريع وأردف متسائلاً بترقب :
- موافقة ؟ ،،، متأكدة يا ريتان ،،، إنتِ كويسة ؟
أردفت مسرعة لتبطل أي فكر داخلها :
- جداً ،،، صدقنى كويسة جداً وده أكتر قرار صح أخده في حياتى ،،، إتكلم مع بابا واتفقوا على كل حاجة وخلينا نتمم الجواز بأسرع وقت ،، صدقنى أنا عايزة كدة ،،،
زفرت بقوة تتابع :
- ولو سمحت بلاش تبلغ حد إلا وقت الدعوة ،،، منعاً للكلام يعنى ،،، خليها مفاجأة للكل .
تنهد وشرد قليلاً يفكر بتعجب ثم أردف بترقب :
- ريتان ينفع أقابلك واتكلم معاكى ،،، أنا مش حابب تسرعك ده ؟
تحدثت وهى على وشك البكاء وتساءلت بحدة :
- هو إنت مش طلبتنى ؟ ... ولا رجعت في كلامك تانى ؟
تحمحم وأردف مصححاً :
- لاء بالعكس ،،، أنا بتمنى جداً موافقتك بس إنتِ قولتى هتفكرى ،،، ودلوقتى بتقولي نتــ.جوز بسرعة ،، ف أكيد لازم أستغرب يا ريتان ،،، علشان كدة خليني أكلم عم حمدى وأجي أشوفك .
تنفست بعمق تهدئ من إنفعالها ثم أردفت بألم ومراوغة :
- معلش يا ناصف خليها وقت تانى لأنى نازلة دلوقتى لكاري صاحبتى ،،، أنا بس حبيت أبلغك موافقتى وأنت كلم بابا .
زفر ثم أردف بهدوء :
- تمام يا ريتان ،،، زى ما تحبي .
أغلقت معه وعادت تمــ.لس على صــ.درها وقلبها مرات عدة تشعر كأنه سيتوقف ،،، حجر صوان قابضاً عليه يشعرها بالاختناق ،،، تنكمش ملامحها بضيق وهى تعيد حديثه المؤلم ..
اومأت تردف بصوت داخلى يتردد في عقلها ،،، حسناً يا إبن الجواد ،،، سأريك ريتان إبنة السائق كيف ستكون زوجة وأمٍ يفتخر بها مجتمعك العاق هذا .
❈-❈-❈
في اليوم التالى
غادر فريد بعدما ودع الجميع
أوصله حمزة إلى المطار بينما أسرعت شيرين إلى غرفتها تغلقها وتبكي على فراقه المؤقت كإبن عمها وفراقه الدائم كحبيب .
أما في منزل حمدى
خرجت ريتان من غرفتها بملامح باردة قاسية لا تليق على براءة وجهها ونعومته ،،، الآن هي تتحرك بجــ.سدٍ نُزعت منه المشاعر ،،، وكأنها جماد تمشي على الأرض .
رأتها جميلة فاتجهت إليها تردف بسعادة بعدما علمت بالأمر :
- ريتان ،،، إنتِ وافقتى على ناصف ! ،،، ده كلم أبوكى أمبارح بليل وكان فرحان جداً وعايز يحدد الفرح في أقرب وقت ،،، بس أبوكى قاله نستنى شوية .
أردفت بجمود وهى تستعد للمغادرة :
- مافيش داعى يا ماما نستنى ،،، قولي لبابا يتمم الفرح في أقرب وقت .
تعجبت جميلة ونظرت لإبنتها تردف بقلق :
- ريتان إنتِ كويسة ؟،،، إزاى يعنى في أقرب وقت ده جــ.واز يا بنتى .
خرجت بسمة من غرفتها بعدما إستمعت لأخر الحوار ونظرت لريتان قائلة بسعادة :
- برافو عليكي يا ريتا ،،، أول مرة تفكرى صح ،،، ناصف ده هينغنغك يا بنت المحظوظة .
طالعتها ريتان بتعمن ثم نظرت لوالدتها بعمق وأردفت بتعجب :
- مش حضرتك يا ماما كنتِ عايزانى أوافق !،،، أنا موافقة أهو ومافيش داعى نستنى ،،، ناصف جاهز وإنسان واضح ومعروف ،،، يبقى ليه التأجيل ؟،،، لو سمحتى اتكلمى مع بابا لما يرجع وأنا هروح دلوقتى لسناء علشان أكمل للأولاد المستوى الأول ،،، هحاول أخلى كاريمان تكمل مكانى معاهم .
أومأت جميلة وأردف بترقب :
- طيب يا حبيبتى روحى ربنا معاكى ،،، وأنا إما حمدى ييجي هتكلم معاه .
غادرت ريتان واستقلت سيارة أجرة تنقلها إلى فيلا سناء لتعطى حصتها ،،، بالطبع لن تخبرها بموافقتها الآن ،،، ولكن لتجد حجة مناسبة .
❈-❈-❈
مساءاً
أتى ناصف إلى منزل حمدى بعدما أُذن له ليتحدث مع ريتان .
جلس معها بعد الترحاب حيث ترك حمدى لهما مساحة الحديث منفردان مع مراعاة تواجده هو وزوجته على مقربةً منهما .
أما ريتان فقد قررت وأنتهى الأمر ،،، رآي حبها فليرى إنتقامها ،،، لتنفذ هذا القرار ولينتهى الأمر في الحال ،،، إن كان قرار جوازها من ناصف يشبه حكم الإعــ.دام والوحيد الذى يمتلك قرار إيقافه هو حمزة فستنفذه رغماً عن الجميع ،،، وأمام عيــ.نيه .
تنهد ناصف وطالعها يردف متسائلاً بترقب :
- ها يا ريتان ،،، مش عايزة تقولي حاجة ؟
طالعته بقوة وأومأت تردف متسائلة بجــ.رح داخلى ينزف بصمت :
- أكيد ،،، عايزة أسألك ليه أخترتني بالذات ؟ ،،، يعنى الفرق الإجتماعي والناس و ••• .
قاطعها يردف بأبتسامة هادئة :
- متكلميش يا ريتان لأنى مش بيهمنى كل الكلام ده ،،، أنا مش بفكر بالطريقة السطحية دي ،،، أنا أهم شئ عندى جوهر الإنسانة اللى هرتبط بيها ،،، وإنتِ أثبتيلي إنك تستحقي تكونى ملكة متوّجة لأي إنسان ،،، أنا سألت عنك كويس والكل أجمع إنك إنسانة على خلق وإلتزام وده نادر جداً الاقيه بسهولة ،، علشان كدة مش عايزك تفكرى تماماً بالطريقة دي .
تحدث وكل كلمة خرجت منه كسهمٍ استهدف قلبها ،،، قلبها الخائن الغبي ،،، حسناً الآن أدركت أنها كانت ساذجة ضعيفة خُدعت ببعض النظرات الماكرة والتعاطف الخــ.بيث وفسرت مشاعر مسرحية على أنها إعجاب أو ربمــــا حب .
أبتسمت بألم ،،، ضغطت على فكها بقوة لتمنع عيــ.نيها من ذرف دمعة خائنة ،،، نظر لها بترقب ثم تساءل :
- إنتِ كويسة ؟
أومأت تردف ولمعة عيــ.نيها محزنة :
- جداً ،،، كويسة جداً ،،، أنا موافقة ومقتنعة بيك يا ناصف ،،، وزى ما قولتلك خلينا منطولش ،،، زى ما أنت عارف كلام الناس ،،، ممكن يتقال كلام مش حابة أسمعه علشان كدة خلينا نستعجل وبلاش حد يعرف إلا قبلها بيومين على الأقل .
تنهد ينظر للإمام بشرود ،،، يفكر قليلاً ،،، طالعها يردف بأبتسامة هادئة :
- أنا معنديش أي مانع ،،، بالعكس أنا مبسوط جداً ،،، ومن بكرة لو تحبي أنا جاهز ،،، ومحدش يقدر يتكلم طبعاً ومع ذلك أنا هحترم رغبتك أكيد وهخلي الخبر مفاجأة مع كروت الدعوة .
أبتسمت بأنتصار وأومأت بروحٍ معذبة :
- تمام يا ناصف ،،، أتكلم مع بابا وحددوا معاد قريب .
أومأ لها بسعادة وبالفعل بعد دقائق أتى حمدى وجلس يتحدث معه فقال ناصف :
- تمام يا عم حمدى ،،، تقدر حضرتك تقولي طلباتكم وأنا جاهز لأي شئ ،،، ومن بكرة لو تحب ،،، زى ما أنتوا عارفين أنا أهلى متوفيين وماليش قرايب هنا ،،، ومن فترة قليلة أشتريت شقة كويسة جداً في برج سكنى في منطقة راقية تقدر حضرتك تيجوا معايا بكرة تشوفوها ولو ريتان حبيتها يبقى نتوكل على الله ،، قولت إيه ؟
نظر حمدى لريتان بسعادة يبتسم بحنو ،،، أحياناً تعمى العيون والقلوب عن الحقائق التى تختفي وراء المظاهر العامة ،،، أحياناً شدة بريق الضوء الصادر من قطار الحياة تغشي أعيننا إلى أن نجد أنفسنا أسفل قضبانه محطمين الروح والراحة ،،، ولنرى ماذا يخبئ لنا القدر .
تنهد حمدى براحة وأردف بسعادة :
خلاص يا ناصف بيه ،،، بما إن بنتى موافقة وانت مستعجل شوف الوقت المناسب إيه وأنا معاك .
أومأ ناصف ونظر لريتان التى تجلس كأنها تؤدى دورٍاً سنيمائياً بإتقان ثم عاد بنظره لحمدى وأردف مبتسماً :
تمام يا عم حمدى ،،، يبقى كمان أسبوعين ،،، أيه رأيك ؟
تعجب حمدى ونظر لريتان ينتظر إعتراضها ولكنها كانت في عالمٍ آخر فنظر لناصف وأردف متعجباً :
- قليل أوى كدة يا ناصف بيه ؟ ،،، يعنى علشان نلحق نجهز نفسنا وكدة ،،، يعنى على الاقل شهرين تلاتة ؟
تنهد ناصف ونظر لريتان التى تطالعه بتمعن وصمت ظاهرى عكس ضوضاء عقلها الصاخب ثم أردف بترقب :
- خلاص يا عم حمدى يبقى كمان شهر ،،، وزى ما قولتلك كل شئ جاهز ،،، أنا مش محتاج غير ريتان .
نظر حمدى لريتان وتساءل بترقب :
- رأيك إيه يا بنتى ؟
سحبت شهيقاً قوياً وأومأت تردف كدمية تردد بلا روح :
- موافقة يا بابا ،،، بس لو سمحت مش عايزة أي حد يعرف إلا وقت الدعوة .
أومأ ناصف وأردف بثقة :
- زي ما تحبي ،، من نحيتى مش هقول ،،، وأكيد عم حمدى هو كمان مش هيقول .
أومأ حمدى بتعجب من أمر إبنته وقرر التحدث إليها بعد مغادرة ناصف .
ولكن أي حديثٍ هذا ! ،، لقد عزمت أمرها وأنتهى كل شئ .
❈-❈-❈
بعد مرور شهر .
تم التحضير للفرح في أرقى الأماكن وتم توزيع الدعاوى التى تفاجأ بها الجميع وتعجبوا خصوصاً بعد معرفة عائلة العروس .
كان يجلس مراد مع والدته وشيرين ويردف بمرح معتاد :
الواد فريد وحشنى أوي ،،، تصدقوا برغم رخامته بس بجد كان عامل جو هنا .
إبتسمت شيرين وحنت إليه ولكنها أردفت باستنكار تتذكر :
- جو إيه اللى كان عامله ؟،، ده كان بيقعد معانا على السفرة زي التمثال ،،، حتى بوزه كان شبرين .
إبتسمت صفية وأردفت بحنو واشتياق له :
- لا ملكيش حق يا شيري ،،، فريد فعلاً وحشنا أوى ،،، ومش عارفة السنتين دول هيعدوا عليا أزاي .
وقف مراد يتجه لوالدته ويدنو منها مردفاً بترجي :
- لاااا ،، أبوس إيدك يا ست الكل ،،، بلاش دراما أنا مستكفي منها هنا وفي الشركة ،،، زمان الحاج الكبير هينزل وهنتكتم كلنا ،،، خلينا فريش كدة قبل ما ييجي .
إبتسمت عليه وأردفت بقلة حيلة :
- سبحان الله ،،، مش عارفة أنت الوحيد اللى طلعت مختلف في أخواتك ،،، وشكلك كدة إنت اللى هتاخد اللى إنت عايزه بطريقتك دي ،،، ياريت حمزة كان زيك كدة ،،
أعتدل بفخر بعد حديث والدته وأردف بتعالى ضاحكاً :
- مافيش حد زيي يا أمى ،،، ده كان قالب واتكسر بعدى ،،، من حسن حظ عيلة الجواد إن مافيهاش غير مراد واحد بس ،،، وده مش غرور لااا ،،، ده تكبر .
شهقت صفية بينما هزت شيرين رأسها بقلة حيلة عليه أما هو فكاد يكمل مرحه ولكن ألجم الجميع بسبب نزول سالم ودلوفه إلى حجرة الطعام لتناول الفطور .
بعد دقائق وصلت الدعوى إلى فيلا سالم والجميع يجلس على طاولة الإفطار .
ادخلتها المساعدة إلى سالم مردفة بإحترام :
- سالم بيه ،،، الكارت ده وصل حالا لحضرتك .
تناوله سالم منها وفتحه يقرأ بترقب ثم ظهرت الدهشة على ملامح وجهُ فأردفت صفية متسائلة بهدوء :
- خير يا سالم فيه حاجة حصلت .
نظر لهم جميعاً وأردف بتعجب :
- دى دعوة زفاف ناصف السوهاجى .
إنتبه حمزة بتمعن وتنهد بارتياح ليتز وج بمن يريد ويبتعد عن ريتان .
أومأت صفية تردف بهدوء :
- طيب كويس ،،، ربنا يتمم بخير .
أردف سالم بدهشة ساخراً :
- العروسة تبقى ريتان بنت حمدى السواق .
توقف عن مضع الطعام لثوانى يستوعب هل ما سمعه حقيقي ،،، لف نظره إلى والده الذى نظر له بعمق ثم إبتلع طعامه كمن يبتلع قطعة حادة شقت حنجرته وصــ.دره إلى نصفين ،،، إلتواءة شديدة تعتصر أحشاؤه وهو يردف متسائلاً بنبرة متألمة كأنه لم يستوعب بعد :
ريتان مين ؟
أردف سالم بجمود يحذره بعــ.ينيه بأن لا يخطئ أو يظهر رداً :
- قولت ريتان بنت حمدى السواق ،،، أظنك سمعت كويس .
أغلق عيــ.نه ومال برأسه يستوعب لثوانى ثم وقف وترك الطعام يتحرك للخارج ،،، ولأول مرة يناديه سالم ولم يجيبه بل أكمل حيث يقف حمدى ينتظر سالم .
أتجه إليه حمزة ولأول مرة أيضاً يردف بنبرة غاضبة لم يتحكم بها :
- إنت إزاي تجوز ريتان لناصف السوهاجى ؟ .
تعجب حمدى من طريقته بينما لحقه سالم والجميع المتعجبون من أمره .
إتجه سالم يلف حمزة إليه بعنف ويردف محذراً بعــ.يون غاضبة وتوعد :
- حالاً تركب عربيتك وتطلع على الشركة .
أردف معترضاً بحسرة :
مش هتحرك على مكان غير لما لما عم حمدى يوقف المهزلة دي .
لف نظره لحمدى المتعجب مجدداً وأردف بحدة أكبر :
ليه وافقت على ناصف يا عم حمدى ؟ ،،، وأزاي تجوزه بنتك بسرعة كدة ؟
أردف حمدى بتوتر من نظرات سالم المريبة :
- دى كانت رغبة ناصف بيه ،، وبنتى موافقة عليه يا حمزة بيه وهو راجل كويس ومحترم ،،، ولا هو إنت تعرف عنه حاجة ؟
مسح حمزة على وجهُ بقوة بينما أردف سالم بنبرة قوية حادة غاضبة يعنف إبنه :
- لو متحركتش على عربيتك دلوقتى وطلعت على الشركة يا حمزة صدقنى مش هيحصل خير .
طالعه حمزة بعمق وعقله يردد ،،، وافقت عليه ؟،،، يقول وافقت عليه إذا بأي حقٍ هو يمتنع ؟ .
لف نظره يطالع الجميع بتشتت وعقلٍ تائه ثم اتجه يستقل سيارته ويغادر بصمتٍ تام .
أما سالم فاقترب من حمدى وأردف بفحيح :
- اللى حصل ده تنساه ولا كأنك سمعته تماماً إنت فاهم ؟
أردف حمدى بتوتر واستفهام :
- ازاي بس يا سالم بيه ؟ ،،، لو حضرتك تعرف عن ناصف بيه حاجة ياريت تعرفنى ،،، دي بنتى .
أردف سالم بخبث ودهاء :
لا بالعكس ،،، ناصف إنسان كويس جداً ورجل أعمال شاطر ،،، يعنى أنتوا الكسبانين ،،، بس حمزة على خلاف معاه بسبب صفقة أعمال ،،، متحطش في دماغك إنت وانسى اللى حصل ،،، مبروك لبنتك .
طالعه حمدى بعمق وأومأ برأسه يردف مقتنعاً بحديثه :
- الله يبارك في سعادتك يا سالم بيه
ربت سالم على كتفه بحنانٍ ذائف عدة مرات ثم أردف بحدة :
- يالا يا مراااد .
أسرع مراد ليتجنب غضبه واستقل السيارة معه واتجه حمدى لمكانه وبدأ يقود بعقلٍ شارد .
أما صفية التى تقف على سلالم القصر تتابع ما حدث ومعها شيرين .
نظرت لها وأردفت بقلق وقلبٍ حنون :
- شيرين ،،، رنيلي على حمزة كدة ؟
أومأت شيرين وتناولت هاتفها لتهاتفه ولكنه مشغول بمكالمة آخرى .
في تلك الأثناء كان يقود بسرعة عالية وهو يتحدث مع سناء شقيقته مردفاً بحرقة تستهدف حلقه وجرى تنفسه :
- انتِ ازاااي يا سناء مبلغتنيش ،،، إزاااي تخبي عنى خبر زي ده ؟
أردفت سناء بصدمة من هذا الخبر التى تلقته لتوها :
- أنا لسة حالاً عارفة يا حمزة ،،،، أنا اتصدمت زيك ،،، ريتان خبت عنى وناصف كمان مقالش .
تعجب وأردف متسائلاً :
- ازاااي ؟ ،،، يعنى إيه ؟
أردفت وما زالت في صدمتها :
- أنت عارف إنها خلصت مع الأولاد المستوى الأول ،،، بس كلمتنى من أسبوع وقالت إنها داخلة على دور برد وممكن تبعت كاريمان صاحبتها مكانها ،،، بس مقالتش خالص عن موضوع ناصف .
هز رأسه لا يستوعب ما يسمعه ثم أردف يبحث عن إجابة مقنعة :
عملت ليه كدة ؟ ،،، وافقت عليه ازااااي بالسرعة دي ؟ ،،، هتتجوزه مسافة شهر أزاااي ؟
حزنت سناء وأردفت بحزن :
- طب يا حمزة إهدى علشان خاطرى ،،، تعالى وهنتكلم .
أردفت باختناق وقهر وعجز :
هنتكلم في إيه يا سناء ،،، مافيش حاجه نتكلم فيها خلاص .
أردفت بترقب تفكر بصوت عالى :
- طب مش يمكن تكون بتحبــ. .
قاطعها يردف بقلبٍ مستنذفٍ حزين :
- متكمليش يا سناء ،،، علشان خاطرى إقفلي .
أغلق معها وتوقف فجأة يحدث صفيراً عالياً إثر أحتكاك الأيطارات في الأسفلت ثم وضع رأسه بين كفيه يفرك عقله يحاول تقــ.بل حقيقة الأمر الواقع ،،، ماذا ظنّ ،،، أظن أنه يحق له أن يرتبط ويتزوج وهى لا ؟ ،،، كم هو أنانى وجباااان .
أكان يريد ها مربوطةٍ بحبه دون قيود ؟ ،،، بأي حقٍ يفعلها ؟ ،،، تركها بسبب قناعاته وعائلته فليتركها تكمل ،،، ولكن ليس مع هذا الغامض ،،، ماذا إن أذاها أو كان مثل شقيقه ؟ ،،،
هي رقاقةَ ثلجٌ جميلة وناعمة وهشة لن تحتمل أي حرارة ،،، هى زهرةٌ تفتحت لتتنــ.فس ليس ليمــ.تص أحدٍ رحيقها ويذبلها الإهمال ،،، هى غزالةٌ خلقت لتُنعّم لا ليفــ.ترسها صيادٍ جائع .
أردف معنفاً نفسه بقهر :
- إنت مختل ،،، مش طبيعي ،،، عين في الجنة وعين في النار ،،، عملتلها أيييه إنت يا جبااان .
لأول مرة يصل حمزة لتلك الحالة الرثة والضائعة ،،، لأول مرة يُعلن تمرده على نفسه ،،، ولكن بعد فوات الآوان إنتهى كل شئ ،،، إنتهى قبل حتى أن يبدأ .
أردف يردد بخوف وهمس:
- بتحبه ؟،،، معقول حبته ؟
هز رأسه يردف نافياً وقد أصاب بالجنون :
: لااااا ،،، لا محبتهوش مستحيل ،،، لااا يا ريتان ليه وافقتى عليه ليييه ،،، ليه ده يا ريتان لييييه ؟
زفر باختناق وحرقة ،،، نظر لهاتفه ،،، خطر على عقله أن يهاتفها ،،، ولكن بأي حق وماذا سيقول ؟ ،،، حسناً لا يمكنه مهاتفتها ولكن يمكن لسناء .
لذلك أدار سيارته مجدداً يقود بإتجاه منزل شقيقته .