-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 3

    رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين

رواية قلوب حائرة

الجزء الثاني



رواية جديدة تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

الفصل الثالث



داخل حُجرتهُ الخاصة، كان يجلس فوق مقعدهُ الموضوع أمام تخته مباشرةً، يرتدي نظارتهُ الطبية التي تزيدهُ وقاراً ورُقي، ينظر بتمعُن علي شاشة التلفاز المُعلقة بالحائط ، يُشاهد من خلالها ويستمع إلي إحد البرامج السياسية المُفضلة لديه، وهو يحتسي قدحاً من القهوة التي أحضرتهُ له العاملة بعد أن طلبهُ منها ، فُتح باب الغُرفة وظهرت من ورائه تلك التي خطت للداخل تتحرك بخطوات إمرأة أرستقراطية راقية 

وتحدثت قائلة وهي تتجه إليه بهدوء: 
-قاعد لوحدك ليه يا سيادة اللواء ؟ 
تنفس بهدوء وأجابها وهو ينظر علي شاشة التلفاز بتمعُن وتدقيق دون النظر إلي وجهها: 
-بشوف الأخبار والدنيا موديانا علي فين. 
إبتسمت وجلست بالمقعد المُجاور له وأراحت ظهـ.ـرها للوراء ثم وضعت ساقً فوق الآخري بإرتقاء وتعالي، وتحدثت بنبرة مترقبة: 
-عز، كُنت عاوزة أتكلم معاك في موضوع مُهم 
حول بصرهِ إليها ونظر لها بتمعن وأردف متسائلاً بإستفسار: 
-خير يا منال؟
موضوع إيه ده الي عوزاني فيه؟

أجابته بنبرة حماسية ظناً منها بأن ما ستقصهُ علي مسامعه سينول إستجواده: 
-عُمر ولمار عاوزين يشاركوا مليكة في الأسهم بتاعتها، جايبين عروض حلوة أوي هتكَسِب الشركة ملايين في وقت قصير جداً 
وبدأت تروي لهُ كُل ما أخبرتها به تلك اللمار اللئيمة،بعدما إنتهت من سردها نظر لها وأردف بنبرة حادّة:
-قولي لإبنك والحيزبونة اللي ماشي وراها يتلموا ويبعدوا عن مليكة وأولادها، بدل ما ياسين يحطهم في دماغه ويكرهـ.ـهم في عيشتهم 

أردفت متسائلة بإستغراب وهي تنظر إليه متعجبة ردة فعلهِ العنيـ.ـفة: 
- وياسين إيه اللي هيزعله من الخير اللي هيدخل لمليكة وأولادها من ورا الموضوع ده يا عز؟! 

هتف بنبرة حادة شارحاً لها رؤيتهُ من خلال منظورهُ:
- اللي إسمها لمار دي مابيجيش من وراها خير يا منال، دي بنت طماعة والمكسب أهم حاجة عندها ومش مهم المبدأ ولا الطريقة اللي هييجي منها 

وأكمل متأثراً بنبرة يملؤها الشَجن علي حال صغيرهُ الذي تحول دُمية في يـ.ـد تلك الحية الرقطاء : 
-قولي لعُمر عيب يبص لمال اليتامي ويطمع فيه، 
مش إبن عز المغربي اللي يعمل كدة 
أجابتهُ مُعترضة علي رأيه والتي تراهُ ليس صائباً:
-طمع إيه اللي بتتكلم عنه ده يا عز؟! 
وأستطردت بتفسير:
- الأولاد بيجتهدوا وبيدوروا علي فرصة يحاولوا يبنوا بيها مستقبلهم، وبالصدفة جالهم عرض هيكسبوا من وراه دهب،بس شرطهم إن الشركة اللي هيوردوا لها تكون شغالة في السوق من فترة كبيرة  
واسترسلت بتعلُل: 
-لأن حجم الإستثمارات بتاعهم كبير ومحتاجين ينزلوا بتقلُهم في السوق المصري، وده طبعاً مش هيحصل إلا عن طريق شركة موثوق فيها زي ما قُلت لك  
  
وأكملت متعجبة:
-أنا الحقيقة مش فاهمة إنتِ معترض علي إيه يا عز؟ 

هتف مقاطعاً إياها بنبرة صارمة لا تقبل النقاش:
- منال، قفلي علي الموضوع ده ومش عاوز أسمع أي كلام فيه تاني نهائي 
وأستطرد بنبرة تحذيرية: 
-بلغي مرات إبنك الحـ.ـرباية وقولي لها تتلم وتشيل الموضوع ده من دماغها علشان ما أحطهاش أنا شخصياً في دماغي 
واسترسل بنبرة ساخرة: 
-وياريت بدل ما هي دايرة تخطط وتكتك إزاي تستولي علي ورث اليتامي، تروح تشوف موضوع الخِلفة وتجيب لها حتة عيل بدل ما هي قاعدة لنا زي البيت الوقف، لا منها ولا كفاية شـ.ـرها 

واستطرد لائماً زو جته:
-من ساعة البنت اللي خلفتها لنا ونزلت ميته وهي ولا حـ.ـس ولا خبر
وسيادتك بدل ما تهتمي بنفسك بالموضوع وتتابعي معاها عند دكتور موثوق فيه، سيباها بمزاجها وعايمة علي عومها، لحد ما بقت بتحركك إنتِ وإبنك زي ما بتحرك قطع الشَطرنج 

قال كلماته الحادّة وانتفض واقفً من جلسته وتحرك خارج الغُرفة تحت غضب منال وإستشاطتها من ردة فعله المبالغ بها من خلال وجهة نظرها الضئيلة للأحداث 
نظرت علي أثره وتحدثت مُتعجبة بنبرة صوت مسموعة: 
-إتجنن ده ولا إيه؟! 
                              ❈-❈-❈

داخل منزل يُسرا المجاور لوالدتها 
هتفت يُسرا مستفهمة بإنـ.ـزعاج ظهر فوق ملامحها جراء إستماعِها لحديث شقيقتها التي تجاورها الجلوس : 
-إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده يا نرمين؟ 

أطلقت نرمين تنهيدة حارة تنم عن مّدي إحباطها، ثم أعادت بما تفوهت به علي مسامع شقيقتها بنبرة يملؤها الإحباط والألـ.ـم : 
-اللي سمعتيه يا يسرا،  أنا مش قادرة أتأقلم علي وجود سراج في حياتي، ولا عارفة أحبه وأعيش معاه المشاعر اللي كُنت بعيشها وأحـ.ـسها مع محمد 

جحظت عيناى يسرا بذهول مما إستمعت وهتفت بإمتعاض:
-إنتِ شكلك إتجننتي يا نرمين؟
محمد مين الواطـ.ـي ده كمان اللي بتقارنيه براجل محترم وإبن ناس زي سِراج 

هزت رأسها بيأس وأسترسلت بملامح وجه متأثرة:
- المشكلة مش في محمد ولا القصة في إني بقارن بينهم،  المشكلة في سراج نفسه 
وأكملت بغصة مرة:
- سراج راجل عملي أوي والرومانسية ملهاش أي وجود في حياته، مش قادر يِشبع غريـ.ـزتي العاطـ.ـفية يا يُسرا
واستطردت بإبانة: 
-أنا ما انكرش إن سراج راجل طيب ومحترم وبيعاملني كويس، بس أنا مُشكلتي معاه أني عمري ما حـ.ـسيت ناحيته إحـ.ـساس الحبيب، أوقات بحِـ.ـسُه زي ما يكون أبويا في عَطفه عليا وعلي علي، وساعات أخويا في حنيته وخوفه علينا 
وأكملت وهي تنظر لشقيقتها: 
-أنا محتاجة أحِـ.ـس إني سِت، آُنثي، فهماني يا يُسرا؟ 

أطلقت يسرا تنهيدة حَارة لأجل تألـ.ـم شقيقتها الظاهر بصوتها وفوق ملامحها وتحدثت كي تواسيها وتخفف عنها شعورها بالحِرمـ.ـان العاطفي التي تشعر به من زو جها سيادة العقيد: 
-لازم تعرفي إن معظم الرجالة مش رومانسيين بطبعهم، وفيه رجالة بتحب ستاتهم بس مبيعرفوش يعبروا عن مشاعرهم بالكلام، لكن بيبان حبهم ده في أفعالهم  
وأكملت مستشهدة:
- زي سراج جـ.ـوزك مثلاً، يمكن مابيعرفش يعبر لك عن حبه ليكي ومدي غلاوتك عنده، لكن حبه ليكي بيظهر من خلال أفعاله، واللي كلنا شايفينه ومتأكدين منه هو إن سراج بيحبك جداً وبيحب علي وبيعامله زيه زي أحمد إبنه بالظبط وبيتقي الله فيه وفيكي 
وأسترسلت بإقناع: 
-عاوزة إيه تاني أكتر من كده يا حبيبتي 
نزلت دمعة من عيناها وأردفت قائلة بإستياء: 
-عاوزة أحس إني ست ومرغـ.ـوبة من جـ.ـوزي يا يسرا،  مش قادرة أتأقلم مع الحياة الروتينية اللي أنا عيشاها مع سراج، حياتي معاه باردة ومن غير روح 
ضيقت يسرا عيناها وهي تنظر إلي شقيقتها بترصد وسألتها مُستفسرة: 
-إوعي يكون اللي إسمه محمد رجع يضايقك تاني وهو اللي ورا كلامك ده ؟
هزت رأسها بإعتراض وهتفت سريعً بنفي: 
- والله العظيم ما كلمني من وقت ما حاول يتقرب مني في الواتس وأنا هـ.ـددته وقُلت له إني هقول لياسين،  من وقتها وهو ما حاولش حتي يطلب مني يشوف الولد في المناسبات زي ما كان بيعمل، وبيكتفي يشوفه في الرؤية 

إرتخي جـ.ـسد يسرا وأطمأنت بجلستها بعدما تأهبت أعضاء جـ.ـسدها بالكامل،وتحدثت بنبرة هادئة:
- إهدي وحاولي تفكري بعقلك يا نرمين، بصي للجانب الحلو اللي موجود في سراج 
صاحت بنبرة مُعترضة علي وضعها: 
-وليه ما يبقاش كويس ومحترم وفي نفس الوقت رومانسي معايا 
أجابتها يُسرا بتفسير: 
-علشان ماحدش بياخد كل حاجة  
صاحت بنبرة غاضـ.ـبة: 
-مين اللي قال لك كده، ما عندك مليكة واخدة كُل حاجة، ومع ذلك ياسين بيحبها ومافيش مناسبة إلا لما بيعبر لها قدامنا كُلنا عن حبه شِدة ليها، 
واستطردت: 
-وبرغم إنشغاله بين شغله وبين سفرة لبنته إلا إنه من ساعة ما أتجـ.ـوزها لحد النهاردة ما فيش شهر بيعدي غير لما يحجز لها في أفخم فنادق في إسكندرية كُلها وياخدها ويقضي معاها يوم يغرقها فيه بحبه بعيد عن الروتين والولاد والبيت، ده غير الهدايا اللي بتتصنع لها مخصوص  
ليه ما أبقاش زيها يا يُسرا... جُملة حزينة خرجت من تلك المـ.ـتألمة التائهة من حالها  
كانت تستمع إلي شقيقتها بحُزنٍ عميق علي ما وصلت إليه: 
-تاني يا نرمين، إنتِ هترجعي للمقارنة بينك وبين مليكة تاني،ما أخدتيش عبرة من اللي حصل لك قبل كدة 

واستطردت مفسرة:
-ثم مين اللي قال لك وفهمك إن مليكة واخدة كُل حاجة؟
إذا كانت مش واخدة حقها كامل في ياسين نفسه، عمرك حطيتي نفسك مكان مليكة واللي بتحسه وهي عارفة ومتأكدة إنها نص زو جة؟ 
ده كفاية عليها إنها محـ.ـرومة من أبسط حقوقها كزو جة، وهي إن جـ.ـوزها ينام في سريرها كل يوم وتحـ.ـس بالأمان وهو جنبها كأي ست عادية 

تنهدت نرمين بأسي واكملت يُسرا حديثها العاقل وتحدثت: 
-إحمدي ربنا يا حبيبتي علي اللي إنتِ فيه وبطلي تبصي علي حياة غيرك وتقارنيها بحياتك وإنتِ ترتاحي 
قطع حديثهما دخول سليم وسراج اللذان كان يُقضيان سهرتهما بأحد المقاهي القريبة من مسكنهما، 
ألقي سراج التحية عليهما بنبرة جادة: 
- مساء الخير 
ردوا تحيته ثم تحدث سليم بنبرة دعابية موجهً حديثهُ لكلتاهُما:
-طبعاً إنتم ما صدقتوا خلصتم مننا علشان تاخدوا راحتكم في الكلام بعيد عن رخامة الرجالة ودمهم الثقيل وطلباتهم اللي ما بتخلصش
   
إبتسمت بسرا لزو جها ببشاشة وجه وتحدثت بنبرة حنون: 
-وقلبك طاوعك تقولها يا سيادة القُبطان، معقولة إحنا هننبسط في حاجة إنتم مش معانا فيها 
وأكملت وهي تُشير إلي سراج بالجلوس: 
-ما تقعد يا سراج واقف ليه؟ 
أجابها بنبرة هادئة رزينة: 
- إحنا هنروح بيتنا بقا علشان نسيبكم ترتاحوا 
وأكمل وهو ينظر إلي نرمين بحنو: 
-يلا يا نرمين إندهي علي الأولاد علشان نتحرك 

هتف سليم معترضاً وتحدث بإصرار وهو يجذب سراج من كف يـ.ـده ويحسهُ علي الجلوس :
- تروحوا ده إيه، إحنا هنكمل سهرتنا مع بعض النهاردة ونتسحر ومش هتمشوا من هنا غير بعد ما نصلي الفجر مع بعض 

نظر إلي نرمين يستشف رأيها فوجد منها القبول حيث أردفت قائلة بنبرة خافتة بموافقة:
-خلاص يا سراج، إقعد نتسحر معاهم ونروح علي النوم إن شاءالله 

أومأ لها بإيجاب وإبتسامة هادئة فتحدث سليم بنبرة حماسية: 
-قومي يا يسرا بقا هاتي لنا الكنافة والقطايف علشان نتسلي والسهرة تحلي 
أومأت بطاعة وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه المطبخ: 
-حالاً يا حبيبي كل حاجة هتكون جاهزة 

أتت بعد قليل هي والعاملة تحملتان بين سواعدهم صُوانئ مرصوص عليها كُل ما لذ وطاب من مأكولات ومشروبات يشتهر بها شهر رمضان الكريم، رصت ما بيـ.ـداهم فوق المنضدة وجلست من جديد وبدأ الجميع بتبادل أحاديثهم المثمرة مع تناولهم للمأكولات بتلذذ وشهية عالية بفضل التجمع 

❈-❈-❈
خرج عز من داخل حُجرته بعدما تَملل بشدة من حديث تلك المنال التي لا تهتم سّوي بالمادة وكيفية الإستفادة وفقط، سار بخطواته متجهً إلي الحديقة، وجد طارق يدخل من البوابة الحديدية بعدما ترك السيارة إلي الحارس كي يصَفها بالجراچ الخاص بالعائلة، 
كان يتجه عليه وهو يتأَبّط ذراع حبيبته چيچي ويتحركان بإنسجام تام يظهر فوق ملامح كِلاهُما 
تنهد عز براحة بعدما لاحظ سعادة نجلهُ المرسومة فوق ملامحهْ وسلامهُ النفسي السَكن بعيناه،إقتربا عليه وتحدث طارق بنبرة صوت يُغلفُها الإحترام ويملؤها التقدير:
-مساء الخير سعادتك 
أومأ لهُ عز بملامح وجه هادئة وأردف قائلاً بهدوء:
-مساء النور يا طارق 
تلتهُ بالحديث تلك الجميلة التي تتأَبّط ذر اع زو جها الحبيب بإفتخار وتباهي: 
-إزي صحة حضرتك يا أنكل 
الحمدلله يا بنتي... هكذا أجابها سيادة اللواء بمنتهي الحِنان الأبوي لتلك الجميله التي يعتبرها كأبنة له 

نظر طارق بتمعُن علي ملامح وجه أبيه وجد حزناً عميقً يسكُن عيناه ويتأصل داخلُها فتوجه لزو جتهْ بالحديث قائلاً بنبرة هادئة: 
-إطلعي إنتِ يا حبيبتي علشان البنت لوحدها مع الناني بقي لها كتير، وأكيد إشتاقت لماما  
واسترسل وهو ينظر بإبتسامة حانية لأبيه:
-أنا هقعد شوية مع الباشا وأبقي أحصلك كمان شوية 
أومأت له بإبتسامة وتحدثت إلي والد زو جها بإحترام:
-بعد إذن حضرتك يا انكل
ٱومأ لها بإبتسامة حنون وأردف بهدوء:
- إتفضلي يا بنتي   

بالفعل تحركت تلك الخلوقة إلي الداخل وسار هو بجانب والدهُ وجلس كلاهما حول الطاولة، سأل والدهُ علي إستحياء: 
-خير يا باشا، فيه حاجة مضايقة جنابك؟

تنهد عز وتحدث لنجلهِ بنبرة مطمأنة: 
-أنا كويس يا أبني 
ثم استرسل حديثهُ بطريقة ناصحة رشيدة:
-خلي بالك كويس علي شركتك يا طارق 

إستنبط طارق من نبرات ونظرات والدهُ انهُ وبدهائه إستطاع إدراك ما يجري داخل عقل تلك اللمار وشقيقهُ الابلهْ عديم الخبرة، فنطق بحديث هادئ ذات مغزي ليُطمأن غاليه: 
-إطمن يا باشا وريح بالك من الناحية دي، ده أنا تربية سيادة اللواء عز المغربي 

هز ذاك الذئـ.ـب رأسهُ بإستحسان لولده الفَطِن والذي ورث عنه الذكاء والدهاء والحكمة والهدوء

في تلك الأثناء إستمعا كلاهُما إلي صوت بوق سيارة ذاك العُمر الذي تركها بمقدمة البوابة الحديدية، وبمرحهْ المُعتاد ألقي بالمفتاح الخاص بها عالياً في الهواء ليلتقطهُ الحارس المبتسم علي مداعبات ذاك الشاب الأرعَن الذي يختلف بطباعهُ كُلياً عن رجال العائلة والذين تتسم شخوصهم جميعاً بالعقل والرزانةِ والإتزان 

خطي بساقيه إلي الداخل وهو يبتسم ويصفق بيداه متفاخراً بحاله كالأبلهْ،لحظة لم تدُم طويلاً بعدما إكتشف وجود أباه الناظر عليه بحِـ.ـدة حيث كان عز يرمقهُ بنظرات حـ.ـادّة غير راضية عن ذاك المستهتر ، تحمحم والتقط أنفاسهُ بإرتياب عِندما رأي نظرات عز الثاقبة والموجهة إليه بسخط

سار بإتجاههم وتحدث بنبرة صوت جادة لملامح متصنعة الخجل: 
-مساء الخير يا باشا 

كُنت فين ...كان هذا سؤال خرج بطريقة حادّة من فَـ.ـم عز متجاهلاً تحيتهُ 

تحمحم وتحدث بنبرة مترقبة:
- كُنت سهران مع أصحابي يا بابا 

هتف عز بنبرة حادّة موبخاً إياه: 
- يا ابني هو إنتَ مش ناوي تعقل وتبطل السرمحة بتاعتك دي؟ 
مش المفروض إنك كبرت وعقلت، 
ثم استرسل وهو يتعمق بداخل عيناه بترقبْ شديد: 
-ثم الهانم مراتك وضعها إيه من السرمحة بتاعتك دي
واستطرد متهكماً علي كلاهما: 
-هو مش المفروض إنكم متجوزين عن قصة حُب ولا قصة روميو وچوليت، إزاي بتسيبك تخرج لوحدك وتتأخر بالشكل ده ؟! 

تحدث بنبرة مَرحة وهو يهتز بجـ.ـسدهِ بطريقة لا تليق بوقوفهُ أمام والده، متناسياً حاله: 
.- Dad,  Lamar is easy. 
واسترسل بنبرة ساخرة: 
-دي بنت إتربت واتعلمت في إنجلترا، يعني معندهاش العُقد والكلاكيع بتاعت بنات الشَرق دي 

إستـ.ـشاط داخل عز وهتف بنبرة غاضـ.ـبة: 
-ما تقف علي بعضك يلاّ وتسترجل كدة،  ولا أنتَ هرمونات أَمَك منال طفحت عليك وأنا معرفش 

تحمحم ووضع كفاه فوق بعضهما ثم أنزل بصرهِ لأسفل قدماه خجلاً وتحدث بنبرة أشـ.ـعلت عز أكثر: 
-I'm sorry, dad





تابع قراءة الفصل