رواية جديدة زو جة ولد الأبالسة لهدى زايد - اقتباس 20
قراءة رواية زو جة ولد الأبالسة كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية زو جة ولد الأبالسة رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات الكاتبة هدى زايد
رواية زو جة ولد الأبالسة
اقتباس
❈-❈-❈
داخل شقة فارهة بمدينة القاهرة، جلست حُسنة مع بن أختها غير الشقيقة، تطعمه الحليب الصناعي الذي ابتاعه لها زين قبل أن يعود الصعيد لحضور مراسم الدفن، كان الصغير يتضور جوعًا ملست بأناملها على خده الأيسر و هي تتذكر ذاك المشهد الحالم الذي عاشته مع زين قبل مغادرته حين حمل الرضيع بين يدها و قال بنبرة حانية
- أنا جبت له كل حاجة ممكن يحتاجها و اللبن كمان جبت لك حاجات تكفي أسبوع
وضع الصغير بين يد ها ثم قال بنبرة هامسة حتى لا يوقظه
- خلي بالك هو أكل و تمام مش هايصحى قبل ساعتين أنا ها مشي و ابقى ارجع بعد يومين
نظرت له و قالت بإمتنان
- تعبتك معايا يا زين من يوم ما شوفتني و أنا بوقعك في مشاكل دايما
رد زين بنبرة حانية و هو يجلس علي الطرف الآخر من الأريكة و قال:
- ياريتك تتعبيني كدا على طول يا حُسنة
تابع بتوتر ملحوظ و قال
- أنا عارف إن لا دا وقته و لا مكانه بس أنا عاوزك ترجعي لي يا حُسنة
كادت أن ترد لكنه منعها قائلًا:
- فكري يا حُسنة خُدي وقتك في التفكير هرجع الأسبوع الجاي و أعرف ردك، و ياريت تبقي مواقفة احنا ملناش غير بعض يا حُسنة أنا بحبك و أنتِ بتحبيني و اللي حصل غلط مننا احنا الاتنين
و أنا بدأت بالصلح
وقف زين عن مقعده و قال بهدوء قبل أن يغادر
- هرجع لك الأسبوع الجاي و اتمنى توافقي و ترجعي تنوري بيتك و حياتي
تر كها قبل أن يستمع لردها، انتشلها من بئر ذكرياتها صوت الرضيع و هو يتمطع في نومته ابتسم رغم أحزانها، النظر في وجه ملائكي كهذا يسر عيناها وضعته برفق جوارها على الفراش مددت بجانبه و هي تر خي جفينها، تريد الحصول على قسطًا من الراحة قبل أن تبدأ يومًا جديد لا تعرف كيف يبدأ و لا من أين ينتهي .
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين
شعرت شمس بألالم المخاض كانت تتألم في نومها دموعها التي تنساب على خديها لا تعرف إن تنسدل حزنًا على حبيبها أم من فرط الآلمها التي تزداد دقيقة تلوَ الأخرى، فتحت الضوء الخافت و هي تنادي باسمها ز و جها عله يجيبها كعادته
- يا عُمر قوم أنا بولد، قوم يا عُمر هات الشنطة اللي حضرنها سوا و يلا نروح المستشفى، يلا يا حبيبي .
لم يرد على ندائها نظرت بجوارها وجدت مكانه فارغ منامته التي كان يرتديها قبل سفره هي فقط الموضوعة محله، ردت بنبرة متحشرجة إثر البكاء و قالت :
- ليه كدا يا عُمر ليه وعدتني تفضل جنبي رحت ليه يا حبيبي و سبتني لوحدي !
التقطت هاتفه و قامت بالاتصال على بشار الذي كان في سباتٍ عميق، نظر لـ الشاشة وجد اسم عُمر انتفض من نومه و هو يردد بخفوت
- عُمر !
للحظة ظن أن ما كان يمر به أحلام مزعجة و الآن فقط استيقظ منها، ضغط على زر الإجابة و قال بصوتٍ يملؤه الفرح
- ايوة يا حبيبي
تبدلت الإبتسامة الواسعة لوجوم و ظلام حالك ما أن وصل لمسامعه صوت شمس المعاتب لكه و هي تقول:
- اخس عليك يا بشار هان عليك تاخده مني ليه كدا دا حتى عُمر كان بيحبك و بيقول عليك اخوه هي دي الأخوة تقتـ له
حرك بشار رأسه بعنفٍ و هو لا يتحمل صوتها المعاتب له، بُكائها يمزق نياط قلبه، تساقطت دموعه على خديه ثم قال بنبرة صادقة
- و الله العظيم ما كان جاصدي يا شمس و الله ما خابر عملت كِده كيف !! لو بتتوچعي على حبيبك مرة أني بتوچع عليه الف مرة أنتِ عارفاه امبارح لكن أني و هو وعينا لاجينا بعضنا كتفنا في كتف بعض
صرخ بصوته المختنق و هو يضرب بيده على صدره و قال:
-نا ر في صدري ها تمو تني يا شمس مجادرش اطفيها بعده عني كـ سـرني و جهر ني اكتر من موت اخوي اللي من امي و ابوي
نزعت خديجة من يد بشار الهاتف و هي تضمه لصدرها لقد عانى كثيرًا و مازال يعاني بسبب فراق عُمر، اوصدت شمس الهاتف في وجهه تعرف أن على حق بل كل الحق لكن لا تعرف ماذا تفعل لتهدأ نير ان قلبها المتأججة تلك
ازداد آلام المخاض و بدأ جنينها بركلها بقوة
و كأنه يريد أن يأتي لهذه الدنيا، ليوقف معها و يخفف عنها موت أبيه .
نقلت شمس للمشفى بعد أن ساءت حالتها، كان
الجد حسان يسند برأسه على رأس عجازه الشيطانية في انتظار سماع أي خبر يطمئنه
حتى الآن لم يخرج الطبيب، عائلة شمس لم يأتي منها سوى والديها و هم كبار السن
كانت شمس ابنتهما الوحيدة، و زواجها من عُمر أكبر عائق تواجهت به مع عائلتها الصغيرة
و لكنها انتصرت بالنهاية.
جلست والدتها تقرأ القرآن الكريم و والدها يذكر اسم الله، بينما كان حسان يشعر بالاشمئزاز لما يدور في المكان، خرجت الممرضة و معها الصغير و هي تقول
- ولد زي القمر
وقف الجد حسان متجهًا نحو الممرض تناوله منها و قال بلهفة
- هو زين ؟
ردت الممرضة و قالت:
- اهو بين ايدك اطمن
رد والدة شمس بلهفة قائلة
- المهم يا بنتي أمه عاملة إيه ؟
نكست الممرضة رأسها و قالت بنبرة حزينة قبل أن تعود مرةً أخرى.
- ادعو لها با لرحمة القلب ما تحملش و ما تت
صرخات دوت المكان تحسرًا علي و فاتها المنية
بينما غادر حسان و هو يحمل الرضيع محدثًا نفسه قائلًا:
-ملناش مقان اهني يا و لدي، اللي راح راح خلاص .
رد الجد سالم و قال بعقلانية
- وحد الله يا ولدي و اطلع اتسبح و غير خلجا تك الچنازة بعد صلاة العصر يا دوب نلحج
نظر له بشار و كأن عقله لا يستطيع ترجمة تلك الإشارات، عاد ببصره لز و جته التي بدأت تقوده حيث غرفتهما بالمنزل لتبدأ اولى المهام الصعبة بالنسبة لها .
بعد مرور نصف ساعة
كان الجد و رجب في انتظار بشار الذي أتى بخطوات متثاقلة، وقف أمامهم و قال بنبرة ساخرة و الدموع لا تفارق عيناه منذ ذاك اليوم
- اجـ تـل الجـ تيل و امشي في چناز ته !!
استقل الجد و جواره بشار، بينما أشار رجب لرجاله و قال بتحذير و نبرة لا تقبل النقاش
- عاو ز عينكم ديه تبجى مفنجلة كيف السبع في الليل النملة ما تدخلش الدار و لا تخرچ طول ما احنا برا مفهوم
رد الرجال و قالوا في آنٍ واحد
- مفهوم يا كابير
أشار رجب لمجموعة من الرجال و قال:
- إنتوا تعالوا معايا و سلا حكم يبجى چاهز لأي حرك غد ر و إنتوا تحاوطوا الدار من كل ناحية و اللي ها يسيب مقانه يدفن روحه بدل ما أچاي أني و اعملها.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدي زايد لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية