-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 21 - 2

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل الواحد والعشرون

الجزء الثاني

العودة الصفحة السابقة

 


بعد مرور يومين

تعالت ضحكات سيلا وعشق على صديقتهم الغبية، فقد أتت سيلا برفقة يوسف لرؤية عشق كذلك حورية وللغرابة أتى آدم معها لتصبح علكة في فـ ـم صديقاتها


رعد بصوت عالي : عشق 


عشق : سكتنا 


سيلا بسخرية : وقام قالها بحـ ـبك يا حورية 


عشق بسخرية : قالتله كلي لك كلي لك كلي لك


عادت تضحك كلاهما كذلك حورية لتردف سيلا بتوبيخ : أنتِ بتضحكي على ايه ؟ 


حورية : عشان قولتله كده فعلاً 


نظروا لبعضهما ثم صرخت كلاهما ليبدأوا بالضحك بصوت عالي أكثر، دخل عمار وهو يصفق قائلاً : حلاوتك، رعد هيعمل منك كفته 


عشق : هو سامع 


عمار : لا كان طالع ياخد ملف ونزل قالي اطلع أقولك أهدي عيب كده 


عشق : مش هيسمع معتقدش، أنزل قوله سكتوا 


عمار بعناد : مبحبش اكدب يلا نازل 


عشق بغيظ : جزمه 


حورية : عملتي ايه صحيح مع رعد ؟ 


عشق بهدوء : هحكيلكم بس الأول أنتِ فعلاً رجعتي لآدم يا حورية 


هزت رأسها بتأكيد لتكمل : بسهولة كده 


حورية : ما أنتم عارفين إني بحبه 


سيلا : طيب هو فين حبه يا حورية ؟ آدم طلقك في لحظة ودون تفكير فيكي، هو متعبش فيكي عشان يعرف قيمتك


حورية باستغراب : مش فاهمه حاجة، تقصدوا ايه ؟ 


عشق وهي تمـ ـسك يـ ـدها : يا حورية الواحدة مننا ملهاش غير كرامتها وعزة نفسها قبل اي حاجة، أنتِ غلطك وارد ومكنش مستاهل كل ده وندمتي، هو عمل من الحبة قبة ووصلت يمد إيـ ـده عليكي ودا في حد ذاته كارثة 


حورية بتساؤل : يعني رعد عمره ما ضربك 


عشق : مش شخصية ولا أسلوب رعد، وأنا واثقه لو عملت ايه عمره ما يعملها 


سيلا بهدوء : يوسف كمان أحنا اة بنهزر وممكن نضرب بعض كهزار اة بس أنه يمد إيـ ـده عليا ميعملهاش مهما حصل ولو في يوم عملها مش هعديها أبدًا 


عشق : أحنا مش بنولعك يا حورية بس ذي ما سيلا قالت آدم متعبش فيكي، أنتِ اللي دايمًا مرهقة نفسيًا وتعبانه بسببه ودموعك مكنتش بتفارق خدك أيام، متضيعيش كل ده في كلمة بحـ ـبك، عمر الحب ما كان كل حاجة 


سيلا بتأكيد : صح يوسف هو اللي كل حاجة 


عشق بضحك : دي كلبة يوسف ملناش دعوة بيها، أنا مش بقولك مترجعيش بس متبقيش سهلة، آدم لو لقاكي كده هيبقى سهل عليه جرحك 


حورية بحزن : طيب ما رعد سامحك 


عشق : مين قالك سامحني ؟ بعدين رعد أكتر واحد في الدنيا فاهمني، يا حورية أنا مامتي ماتت وبعدها بأقل من يوم بابا مات، أنا مكنش عندي اي أهل عشان يبقوا فترة زعل وتنتهي 


صمتت قليلاً ثم أكملت : أنا بابايا كان ... 


فرت الدموع من عيناها وهي تقول : يعز عليا كلمة كان 


حورية : خلاص أنا آسفة مقصدش يا عشق 


مسحت دموعها قائلة : يا حبيبي يا بابا والله ولا الف عمر يقدر ينسيني أنت ولا يقلل وجع قلبي عليك 


سيلا : ربنا يصبرك، والله يا بنتي كنت بحسدك عليه يلا ربنا يرحمه


عشق : يا رب ويعوضه خير في الجنة ويجمعني بيه على خير، هاا يا حورية فهمتي حاجة


حورية : فهمت يا ستي، قولي عملتي ايه مع رعد ؟


عادت عشق بذاكرتها لقبل يومين حين أتت معه من المستشفى لتتفاجىء بتغيير مسار المنزل، نظرت له باستفسار لكنه تجاهل الرد، سارت السيارة في طريق منعزل حتى وصلا لبوابة كبير 


عشق : يا نهار ابيض ايه كل دي ؟ 


حين اقتربوا منها وجدوا لوحة مكتوب عليها " قصر الشافعي " فاردفت : دا مش قصر دي مملكة الشافعي، أحنا فين ؟ 


انفتحت البوابة ودخل بالسيارة لتشهق بانبهار وهي تقول : صحيح ما أنت بقيت عالمي وعلى قلبك صفقات قد كده هيبقى صعب تعمل قصر ذي ده 


لم يجب مرة آخرى فعبست ملامحها وهي تقول : كبير ومفلطح ومش حلو بعدين في حد يعمل قصر أبيض


رعد : محدش طلب رأيك 


عشق بهدوء : معاك حق 


زفر بضيق ثم استغفر ربه وقال : مش حضرتك كنتِ بتحلمي بيتك يبقى أبيض كله 


عشق بإبتسامة واسعة : يعني عاملة كده عشاني 


رعد : مقولتش كده 


انزلت الزجاج تنظر لكل إنش به ثم صرخت بسعادة قائلة : يا رعد حلو اوي، كبير دا يعمل بلد، أنت مقولتليش عليه ليه ؟ رد بقى 


رعد : كنت مستني آدم يخلص منه واعملهولك مفاجأة، دا كان هديتي ليكي بعد العملية 


عشق : هدية ؟ 


رعد بتأكيد : أيوة كان ليكي يا عشق 


عشق : كان ؟ يلا مليش نصيب فيه، أنت قولتلي أنتِ مين ليه ؟


رعد بهدوء : أمته ؟ 


عشق بخفوت : امته ! 


فضلت الصمت وعدم إخباره أنها ذهبت له المستشفى، نزل من السيارة واتجه يفتح الباب لها ثم حملها فاردفت : أنا ممكن امشي، بقيت كويسه 


رعد : ابني مش كويس 


عشق بهدوء : صح 


اتجه بها للداخل ليتسع فـ ـمها من روعة القصر من الداخل، لقد كانت تحفة فنية صنعت على يد مبدعين، قطعة من الجنة كما يُقال، صعد بها للدور الثاني 


عشق : هو كام دور ؟ دا كبير اوي والسقف عالي كده ليه


رعد : ابقي شوفيه بنفسك


عشق بتنهيد : حساك مش طايقني 


تجاهل الرد وهو يدخل بها لغرفة واسعة ثم وضعها على السر..ير فقالت : دي اوضتك


رعد : اوضتك أنتِ وأنا جناحي اللي قدامها، لو احتاجتي حاجة الفون جنبك رني عليا او على حد من الخدم


عشق باحراج : تمام، آدم هيجي 


رعد : أيوة ومتتحركيش كتير او يا ريت متتحركيش نهائي وكل حاجة هتجيلك، في فريق هيجي يفحصك وياخد منك دم للتحاليل كمان هيركبوا جهاز اكسجين ليكي، تاكلي كويس 


عشق : حاضر ممكن ارتاح بقى 


وضع وسادة خلف ظهرها ثم حررها من حجابها ليردف : طبعًا ارتاحي 


كاد يذهب لكنه عاد يخرج من الدرج بخاخة ثم اعطاها لها قائلاً : حطي دي تحت مخدتك 


عشق : شكرًا 


تجاهل الرد ثم خرجت لتردف عشق للفتيات : وحاليًا مش بشوفه غير بالصدفة، يعني لولا منا عارفة رعد كنت قولت مخليني عشان ابنه 


سيلا : هو شكله فعلاً مخليكي عشان ابنه 


طرقات على الباب ودخل يوسف الذي قال : اللي كاشف شعره يغطيه 


عشق : تعالى يا منيل محدش محجب غيري وعادي


قـ ـبل جبينها ثم سلم باليـ ـد على حورية قائلاً : عاملين ايه يا حلويات 


سيلا بحدة : اقعد واتلم 


يوسف بتفاجىء مصطنع : ايه دا سيليو هنا 


فتح ذراعيه يضـ ـمها مقـ ـبلاً إياها فصفعته بخفة قائلة : سافل


جلس خلفها قائلاً بمرح : جدًا، رعد نازل مضايق ليه ؟


عشق : فكك هو على طول مش طايق نفسه كده 


يوسف بضحك : يا سلام


ليكمل بمرح : بس تصدقي معاكي حق، على طول هو وآدم صاحبه دا كده مبوزين وياسين 


سيلا : حد محظوظ قدي 


يوسف وهو يُقـ ـبل جبينها وانفها : أنا اللي محدش محظوظ قدي 


قبـ ـلت ذقنه لتردف عشق : اسمحولي اعكر عليكم وأقول هتعملوا ايه مع زينة ؟ 


سيلا : لسه ملحقناش نعوض الوقت اللي بعدناه عشان نفكر في زينة 


يوسف : لو استنينا لحد ما نعوض فهنموت من غير ما نتحرك


التقط يـ ـدها يقـ ـبلها وجبينها فقالت عشق : طيب مفكرتوش


سيلا : الموضوع مش في إيـ ـدي ولو عليا مش هتفرق كتير يطلقها من لا، كفاية هو معايا 


يوسف : حيث كده بقى اتجـ ـوز التالتة والرابعة 


سيلا ببرود : واشرب من دمك عادي


دخلت خادمتان يحملوا الكثير من الضيافة وضعوها ثم خرجوا، تحدث يوسف : عنيفة اوي، بصي يا عشق حكاية الطلاق دي في الفترة الحالية مش هقدر اعملها لسبب وهي سمعة زينة لأننا مبقلناش فترة كبيرة متجـ ـوزين، حوار عاصم بقى فأحنا تحت حماية الكبير جـ ـوزك 


اكتفت عشق بهز رأسها لتردف سيلا : أنا عارفة يا عشق إنك زعلانة عشان خاطر زينة وإن دماغك مبرمج زينة مع يوسف وأنا بالنسبة ليكي متطفلة 


عشق بتأكيد : مكدبش عليكي دي الحقيقة 


نظرت سيلا ليوسف الذي ضـ ـمها بقوة قائلاً : حقيقتكم في الزبالة، أنا بعشق سيلا 


عشق : بص يا يوسف الناس تشوف على مزاجها المهم أنت شايف وحاسس بأيه، أنت وسيلا كابل رائع بس غصب أحنا اتعودنا على حبك لزينة وحبها ليك، سيلا صاحبتي وأنت صاحبي واخويا وسندي بس زينة في الأول والآخر بنت عمي واحق فيك من البداية 


سيلا ببرود : كلامك صح ويُحترم وكل حاجة بس في الزبالة لأن يوسف ليا وهو روحي أصلاً 


رن هاتف يوسف فاخرجه يجيب، أتاه صوت عاصم : ابن عمي الغالي البقاء لله 


يوسف : ايه ! 


عاصم : حماك تعيش أنت قتـ ـلته بنفسي وبدم بارد بس أوعى تقول لحد، هما مفكرينها موته ربانية 


ابتلع يوسف ريقه ثم وقف يشير لها أنه سيعود، نزل سريعًا لأسفل وهو يقول : أنت بتقول ايه ! قتـ ـلته


عاصم بضحك : روح اتأكد وكلمني 


دخل المكتب ليجد رعد وآدم وبسام ينظروا له، اردف دون مقدمات : عاصم بيقول قتـ ـل والد سيلا 


رعد وبسام : ايه ! 


فجأة استمعوا لصراخ سيلا وهي تنزل جريًا عن السلم قائلة : بابا 


اندفعوا جريًا لتنهار باكية في أحـ ـضان يوسف وهي تقول : بابا مات يا يوسف، بابا مات 


تحول بكائها لصراخها أقوى وهي تلطم خديها، انزل يوسف يـ ـدها ثم ضـ ـمها بقوة له يستقبل بكائها بحزن جعل الدموع تلتمع في عيناه 


عادت مع يوسف إلى منزل عائلتها قبل الدفنة ومعها حورية بجانبها، جلس رعد أمام عشق الباكية ينهرها بحدة طفيفة : بطلي عايط بقى 


عشق ببكاء : أزاي جاله قلب يحرم بنت من أبوها، كمان دي روح يا رعد يعني معقول بشاعة الناس تخليهم ينهوا روح في ثانية، روح زيهم يا رعد


مسح دموعها يستغرب تفكيرها فهو أصغر من بشاعة العالم الذي نعيش فيه، تحدث بنبرة صارمة : هاخدك معايا الوقتي عشان صاحبتك ومش عايز عايط او اي مخلوق يعرف اللي عاصم عمله الوقتي، مفهوم 


أكدت برأسها ليتجه يحضر لها دريس أسود فضفاض وحجاب أسود مخطط بلون آخر، خلع بيجامتها العلوية وساعدها في ارتدائه ثم احضر معطف يجعلها ترتديه 


عشق : هتخنق 


رعد : لا الجو برد البسي 


عشق بانزعاج : لبست اهو 


رعد : يلا هنمشي براحه وربنا يستر، خدتي علاجك كله صح


أكدت برأسها لتردف : متقلقش أسد هيبقى كويس


رعد لنفسه : أنا مش قلقان غير عليكي 


حملها حتى لا تنزل السلم هي ثم انزلها لتكمل سير للسيارة، هتفت بلهفة : مش هناخد آدم 


رعد : لا مينفعش يلا اركبي 


عشق : دي مش عربيتك 


رعد : المشوار طويل دي هتبقى مريحة ليكي اكتر وأنا مش هسوق


ركبت السيارة وهو بجانبها لتسترخي في حـ ـضنه وهو يرفع قدميها يمددها، سندت بظهرها عليه بتعب تغمض عيناها ليمر الوقت 


مرت أيام العزاء على سيلا 

يوسف بجانب عائلتها يومًا خلف يوم يؤدي واجبه اتجاه حماه على أكمل وجه، زاد احترام الجميع له وتقبلوا فكرة رجوعه لابنتهم رغم نفور البعض منها وأولهم والدها لتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن 


هتف أخو سيلا الصغير : أنا شوفته خرج من عند ابويا بعدين دخلت لقيته ميت 


عم سيلا : هو مين ده ؟ 


اخو سيلا : ابن عم جـ ـوز أختي سيلا، اسمه عاصم 


عم سيلا : عادي يا ابني يمكن قضا أبوك جيه بعد ما الراجل مشى وهو مات بجلطة، متكبرش العمل بكفاية اللي احنا فيه


اخو سيلا بضيق : ماشي يا عمي 


صعد يوسف لأعلى في نفس الوقت دخل عاصم الميتم، نظر خلفه بخبث ثم اتجه لعم سيلا يسلم عليه قائلاً : البقاء لله 


عم سيلا : ونعم بالله تعالي اقعد يا ابني


اخو سيلا : دا هو يا عمي ابن عم يوسف 


عم سيلا : طيب روح يا ابني نادي على جوز أختك 


عاصم بحدة : ميروحش مفيش داعي أنا عايزك أنت يا عمي في كلمتين، هما مش وقتهم بس لازم ولابد تعرفهم كويس 


عم سيلا باستغراب : خير يا ابني 


عاصم : سيلا يا عمي أنا لما عرفت ابوها الحقيقة مات بقهرته وقتها، في البداية هي لفت على ابن عمي وجـ ـوز أختي زينة يوسف وخليته يطلق أختي ويرميها والله أعلم ايه السبب، اللي سمعته من بره أنها غلطت معاه وهو عشان متربي وابن أصول اتجـ ـوزها


عم سيلا بغضب : أنت بتقول ايه ؟ 


عاصم وهو يتعمد إثـ ـارة فضيحة : اسأل الغريب قبل القريب، يوسف كان متجـ ـوز وهي خربت بيته ولما فاق على نفسه وطلقها ورجع لأختي كان مطلقها بالتلاتة كمان يعني الوقتي هي رجعاله وعايشه معاه في الحرام وخليته يسيب أختي الغلبانة وهي حامل 


تعالى الحديث وعم الهرج والمرج، نظر عمها حوله ليضرب كف بآخر ثم صرخ به : لو مغورتش من الصوان الوقتي ده هقـ ـتلك وملكش عندي ديه 


عاصم : هغور بس اعرف أخوك مات بسبب أفعال بنته 


نزل يوسف من أعلى خلف أخاها ليتفاجىء بعاصم فانطلق باتجاهه صارخًا : يا ابن ال°°° يا زبالة


لكمه بكل غضب ينقض عليه ضربًا ليردف عاصم : دي اخرتها يا ابن عمي عشان واحدة °°°° تعمل فيا كده 


مـ ـسك يوسف رأسه وبدأ يضربها بالأرض بكل غل وغضب وهو يقول : هقـ ـتلك يا عاصم، هشرب من دمك 


عاصم بتأثر : دي اخرتها يا ابن عمي مش مكفيك رميت أختي الغلبانة ورميت لحمك عشان واحدة بتاعت أعمال وبتلف على الرجالة


يوسف وهو يضربه : اخرس قطع لسانك يا ابن الك°° 


جرت سيلا لأسفل تنادي عليه : يوسف، خلاص يا يوسف 


يوسف وهو يقبض على عنقه : هقـ ـتلك مش هرحمك 


سيلا وهي تحاول فك يـ ـده : سيبه عشان خاطري متضيعش نفسك، أبـ ـوس إيـ ـدك، حد يبعده عنه 


عم سيلا : سبيه بكفاية الفضيحة اللي عملوها 


اقترب كرم الذي كان في العزاء اليوم يدفع يوسف عن عاصم، لكمه كرم ليرتد للخلف تاركًا عاصم الذي بدأ بالسعال، مسكت سيلا يوسف تصرخ بكرم : أنت غبي 


كرم : وأما يضيع نفسه يبقى ذكي 


انفجرت باكية وهي تمـ ـسك ذراع يوسف في نفس الوقت دخل بعض الرجال وصوبوا السلاح على عاصم يأخذوه، هتف عاصم بصوت عالي : على فكرة عرضت نفسها عليا قبلك يا ابن عمي، أسألها هتقولك نامت معايا كم مره 


هنا وجن جنون يوسف الذي اندفع له يسحب سلاح من أحد رجال رعد ولم يتردد لحظة في إطلاق النار عليه مرتين، صرخت سيلا برعب بينما رمى يوسف السلاح بوجه عاصم 


يوسف : مر..اتي أشرف من الشرف واللي يمـ ـسها بكلمة ملوش عندي غير الموت 


بعدما كان الجميع يرمي كلام عليها صمتوا خوفًا من يوسف، فعل مجنون غريب لقد قـ ـتل ابن عمه لأجلها، نظر يوسف لسيلا التي تبكي وهي تنظر له دون انقطاع 


عم سيلا وهو يجذ..ب ذراعها : يلا على فوق وكفاية اوي الفضيحة اللي عملتيها، وأنت تعالى معايا 


صعد يوسف مع عمها تاركًا خلفه حديث لن ينتهي بينما أخذ رجال رعد عاصم متجهين به للمستشفى واتصلوا برعد يخبروه، جلست سيلا تبكي في أحضـ ـان أمها في نفس الوقت يوبخها عمها 


عم سيلا : دي اخرة الدلع جبتلنا الفضيحة لحد البيت، اللي اسمه يوسف ده معدش هيتسمى ليكي جـ ـوز لو انطبقت السما على الأرض فاهمه ؟ 


سيلا ببكاء : يوسف عمل ايه ؟ 


عم سيلا بغضب : جيالي بعدها بأقل من شهرين متطلقة وابن عمه عملنا فضيحة قدام أهل البلد كلهم، كمان قـ ـتال قـ ـتله وتقوليلي عمل ايه، عقلي بنتك أحسن ليكي وليها واوعوا تفكروا إن معتش ليكم راجل يشكمكم 


رمقهم بنظرة مخيفة ثم خرج ليوسف قائلاً : اسمع يا ابن الناس بنتنا تطلقها ورجلك فوق رقابتك، بكفاية اللي عملته أنت وابن عمك


يوسف : أنا اسف واللي حصل ... 


عم سيلا : لا تقولي اللي حصل ولا اللي محصلش هي خلصت، أنت متجـ ـوز غيرها ؟


أكد برأسه وهو ينظر للأرض ثم أكمل : هفهم حضرتك 


عم سيلا : طلقتها بالتلاتة فعلاً ؟ 


يوسف : هفهم حضرتك


عم سيلا بحدة : يعني طلقتها قول كمان مر..اتك حامل


يوسف : لا والله 


عم سيلا : امشي يا ابني ملكش عندنا بنات، لو شوفتك تاني مهوب نحية هنا مش هيبقى ليك عندي غير يا موتك يا موتها، يلا 


يوسف : اسمع الموضوع واحكم


عم سيلا بغضب : يلا 


كاد يحاول معه لكن صوت الهاتف منعه، وجد اسم رعد يزين الشاشة فخرج يرد عليه 


رعد بحدة : ايه اللي أنت هببته ده ؟ أنت غبي يا يوسف


يوسف : اسمع 


بدأ يقص له ما فعله عاصم ليكمل : الناس تحت بتتكلم ومحدش راحم نفسه وعمها والع ومش مخليني أشوفها


رعد : تعالى يا يوسف سيب الأمور تهدى بعدين هنرجع ونكلمه 


يوسف بقلق : فكرك دا صح


رعد بحدة : مفيش أصح من ده الوقتي، اسمع الكلام


يوسف : حاضر. 


❈-❈-❈


وقف لارا في المعمل تنتظر النتيجة على أحر من الجمر فهي قامت بتوقيف الموانع منذ فترة دون إخبار أدهم، مهلاً إن كان لا يريد حسنًا لكن ليس من حقه منعها من الإنجاب، تنهدت بقلق وهي تجلس على أحد الكراسي 


خرجت الممرضة تحمل النتيجة ثم قالت : مدام لارا اتفضلي 


أخذت منها الورقة وفتحتها بتوتر وخوف، شحب وجهها حين وجدت النتيجة " positive " سرعان ما تحول الشحوب لإبتسامة واسعة 


لارا : الحمد لله. 


❈-❈-❈


جلس رعد بجانب عشق التي تلعب مع صغيرها بمرح على سر..يرها، تنهد وهو يزيح شعرها للخلف ثم أعطاها كوب من الماء وحبوب من الحديد


عشق : في حاجة مالك ؟ 


رعد : مفيش بس الدكتورة كلمتني تقولي نتيجة التقارير 


عشق بانتباه : خير ؟ 


رعد : أنيميا حادة وضعف عام 


عشق بضيق : حفظت في حاجة جديدة ؟


رعد : ضغطك عالي دا من ايه بقى ؟ كمان في ايديما " تورم "، في مشاكل كتيرة يا عشق 


كتمت ضحكتها وهي تقول : طب والله منا حاسه بحاجة، أنا فلة الفلة 


رعد : واضح جدًا 


رفعت ابنها تلاعبه فأكمل : متشيليش آدم نزليه 


عشق : يعني بشوفك في المناسبات ووقتها كمان قارفني


رعد بحدة : عشق ! 


عشق بضيق : اتكتمت اهو 


اخذ آدم منها يحمله ثم داعب خصلاته الغزيرة، دقائق وغفى الصغير بين يـ ـديه ليضعه بجانبها فهتفت بعبوس : عاجبك اهو نام وهقعد لوحدي


رعد : منا قاعد اهو 


عشق : يعني مش هتقوم ذي الملبوس تمشي جري الوقتي


رعد بضيق : أمته تعقلي وتعرفي بتقولي ايه ؟ 


عشق وهي تلكزه : بكره تتحسر على الأيام 


رعد بهدوء : بكره مش هيجي 


تمدد على ظـ ـهره لتنظر له قليلاً ثم قالت : حد قالك إنك وحشـ ـتني 


رعد : مش عايز أعرف 


عشق : هو أنت كرهتني ؟ 


رعد بهدوء : أنا مش بكره حد 


عشق : طيب بطلت تحبني 


ظل يتأملها دون حديث وكالعادة لم تفهم نظراته، تمددت تدفن وجهها في عنقه قائلة : متبطلش تحبني يا رعد، أنا عارفة إني غلطت خاصمني وزعق وعاقبني بأي شكل إلا الضرب طبعًا 


رعد : أحيانا بيجيلي أفكار أبقى عايز اكسر دماغك مثلاً عشان متفكريش تاني 


ضحكت بخفة وهي تقول : بس مبطلتش تحبني 


لم يجب والتفت يضـ ـمها له، قـ ـبل جبينها عدة مرات لترفع وجهها مشيرة لخدها الأيمن ثم الأيسر ليقبـ ـلهما، مرر يـ ـده على بطنها 


عشق : لا تقلق 


رعد : انا مش قلقان 


عشق بتنهيد : بس أنا قلقانة، لما خسرت نور مجاش في بالي نهائي إني ممكن أخسر بابا وخسرته، أنا بقيت بتوقع كل حاجة 


رعد وهو يمرر يـ ـده على شعرها : أنتم الوقتي في حفظ الله، وربنا مبيضيعش حاجة 


عشق : يعني هنبقى كويسين 


رعد بتأكيد : هتبقوا كويسين 


عشق : هتقرصلي ودني 


ضحك بخفة ولم يجب لتكمل بمرح : أيوة اضحك كده، يعني ربنا مديك جمال الضحكة دا كله وتخفيها يا بخيل


تنهد وهو يضـ ـمها له لتضحك أكثر، رفعت وجهها قائلة : يا رعد أنا مش بكرهك أنت عارف صح ؟ 


رعد : عارف 


عشق : طيب هات بو..سة بقى 


رعد بضحك : لا 


عشق وهي تدير وجهه لها : يا واد هات بو..سة وأنت حلو كده


تعالت ضحكاته رغمًا عنه لتضحك هي الآخرى، جلس قائلاً : أنا جعان أنتِ مش جعانة 


عشق : بأمانة يعني أنا مش عايزة أكل غيرك 


رعد : ربنا يهديكي 


رن على الخادمة ليخبرها بإحضار طعام لهما، دقائق واحضرت الطعام، اعتدل وجلس خلف عشق يقرب الطعام لها، التقط الملعقة يملئها بالطعام ويقربه من فـ ـمها 


عشق وهي ترفع وجهها : أنا مش مشلولة يا باشا، مليش نفس للأكل ده 


وضع الطعام بفـ ـمها قائلاً : بطلي تفكيرك الباطل ده وكلي 


عشق : أنا تفكيري باطل! إيڤر نيڤر أنا تفكيري منـ ـحرف مش أكتر


رعد : طيب كلي يلا 


عشق بمرح : ما تجيب بو..سة كل معلقة وأنا اكل كل الأكل اللي في الدنيا 


رعد بإبتسامة طفيفة : اعقلي 


عشق : والله أنت ما مقدر قيمة نفسك، عسل يا اخواتي عسل وسكر وعيون خضرا، تصدق بمين ؟ 


رعد بتنهيد : لا إله إلا الله


عشق : أنت لو ابني لمطلقاك مني وما هسيبك واقع الوقعة المنيلة دي 


بدأ يضع الطعام بفـ ـمها متجاهلاً حديثها السذج، أكملت بإبتسامة : ولادي حلوين صح ؟ أسد هيبقى حلو ذي آدم وقتها هحط رجل على رجل واختار العرايس على ذوقي ويكونوا ذي القمر ذيهم مش ذيي أكيد


ابتلعت الطعام وأكملت حديثها بطفولية وهي تحرك يـ ـديها بعشوائية، ثرثارة لكنه حقًا اشتاق لثرثرتها اللانهائية هذه


❈-❈-❈


نزل عمار من سيارته يتجه داخل أحد المحلات، بدأ يلتقط بعض أكياس الشيبسي متعددة الأطعم والكراتيه كذلك بيبسي وشوكولاتات كثيرة، وجد همس تقف أمام الشوكولاتات الكثيرة تفكر ما الذي عليها اختياره


عمار : بالبندق أحلى، على ضمانتي 


نظرت له فغمز بخفة لها مكملاً : المفروض تكوني فاكراني، أنا أصلاً متنسيش 


همس بعبوس : مغرور اوي 


عمار بتأكيد : حقيقة فعلاً، حلو واستاهل اتغر أكتر من كدة


ارتفع جانب ثغـ ـر همس بضحكة بسيطة، التقط بعض الشوكولاتة ثم أعطاها إياها قائلاً : جربي على ضمانتي


همس : تمام 


اتجهت تحاسب كذلك هو، حاسب لها فاردفت سريعًا : ميرسي يا عمار أنا معايا فلوس


عمار : منا عارف، معاكي حد ؟


همس بنفي : لا 


عمار : خلاص تعالي اوصلك لو راحه في حتة 


رمشت بأهدابها بتوتر فأشار لها، ذهبت معه لسيارته تركب ثم اتجه بها للقصر، تنهدت وهي تقول : أنا مش عارفة اشكرك أزاي 


عمار بإبتسامة لعوبة : ممكن تاخدي رقمي مثلاً واعتقد دا شُكر كافي 


صعدت ذاك الاحمرار لخديها ثم تنهدت بتوتر تنظر للخارج وتفكر، داخلها يعلم أنه لعوب ذو علاقات كثيرة منذ وفاة أهله وكذلك يرغب في التقرب منها، حسنًا لا تعرف ما الأفضل لها.. 



يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة