رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 21 - 1
قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية عشق الرعد
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سماء أحمد
الفصل الواحد والعشرون
الجزء الأول
مرر يوسف أنامله على وجهها الذي أصابته الكدمات، لما يحدث به وبها هذا ؟ لما ليس هو بالقوة الكافية التي تجعله ينقض على ابن عمه ويجعله يدفع ثمن هذا كله، تنهد بتعب وهو يلتقط يـ ـدها المغروس فيها إبرة المحلول
فتحت عيناها بصعوبة تطلق أنين متعب ثم همست : كل دا يحصل عشان يوسف، على رأي عشق دا يوسف
يوسف بغيظ : يلا يا بنت الجزمة
ضحكت بخفة والدموع تفر من عيناها لتتأوه بخفة قائلة : حتى الدموع بتحرق، اتشوهت يا يوسف وراح الجمال
يوسف : اتهدي يا بت
سيلا بتعب : أكتر من كده
اقترب يُقـ ـبل جبينها كذلك يـ ـدها وانفها وكل إنش بوجهها، ابتسمت وهي تقول : مسكن يا ناس
يوسف : اكدبي اكدبي هي النار هتتملى بأيه
انفجرت ضاحكة بتعب كذلك هو ليكمل : زعلانة مني ؟
سيلا : هو أنا عارفة، دا أنا حاسه إني لاقيه كرامتي في كيس زبالة، أعيش أموت محبش إلا هو ياما
يوسف بضحك : أنتِ فصلان
سيلا : فصلان فصلان اعمل ايه بحُ ـبك يا يوسف اوي اوي فوق ما اي حد يتصور
قبـ ـل يـ ـدها قائلاً : وأنا بموت فيكي
احضر العلاج من جانبها مكملاً : خدي علاجك خليني اعرف احـ ـضن من غير ما اوجعك
وضعه بفـ ـمها ثم سند رأسها لتشرب، تنهدت وهي تقول : من يوم ما شوفت خلقتك وأنا مش بيحصلي غير المصايب
يوسف بتأثر : أجمل ما قيل في الحب يااااه كل دا في قلبك
سيلا : تلج
يوسف وهو يشيح بوجهه : مش هرد عليكي
سيلا بضحك : طفل
طرقات بسيطة على الباب ليردف يوسف : ادخل
بسام : أنا بسام ممكن تخرج أنت
يوسف : راجعلك يا حلو
هزت رأسها بموافقة ليقف يوسف وخرج، تحدث بسام بإبتسامة : حمدلله على سلامة المدام يا أستاذ يوسف
يوسف : الله يسلمك وحقيقي متشكر جدًا على اللي عملته
بسام : دا واجبي وأنا أسف إن وصلت متأخر
اقترب رعد من كلاهما ثم القى السلام عليهما، ردوا السلام عليه ليردف : الف سلامة على المدام يا يوسف
يوسف : الله يسلمك، مش عارف من غيرك كنت عملت ايه
رعد وهو يربط على كتفه : معملتش حاجة
ثم نظر لبسام ليكمل : ايه الأخبار
نفى بسام برأسه بخفة علامة عدم إيجاد عاصم، زفر رعد بحدة ليردف : يعني يا بسام حتة عيل ميسواش يلففكم السبع لفات، مش عارف تلاقيه
بسام بهدوء : هلاقيه يا باشا
يوسف : طيب اللي اسمها ديرين أنا عايز أوصلها
رعد : خدها وسافر
يوسف : رعد أنا رميت اليمين على سيلا، هو قالي يا يسيبها تمـ ـوت يا اطلقها بالتلاتة وأنا رميت اليمين عليها بعدين طلقتها ورقي
رعد : إجبار ؟
يوسف بغضب : الحيوان قالي يا اسيبها كده لحد ما تموت يا اطلقها وانا حر
رعد بتأكيد : إجبار يا يوسف، الرسول عليه الصلاة والسلام قال " إنَّ الله تَجاوزَ لي عن أُمَّتِي: الخطأَ، والنِّسيان، وما استُكْرِهوا عليْه " والمقصود باللي استكرهت عليه الغصب او الإجبار
يوسف : بالتلاتة ؟
رعد بمرح طفيف : بالستة يا يوسف، طلاق الإكراه السكران الغضبان المجنون والمدهوش، مقصود بالمدهوش اللي تحت تأثير أي موقف كارثة مثلًا او مصيبة لا قدر الله
يوسف بسعادة : والنبي ؟
رعد : علية الصلاة والسلام، نصيحة مني بلاش الكلمة دي طبعًا الطبع دا فيك وفي عشق، كل كلمة تقولها وهي حرام
يوسف باستغراب : والنبي ؟
ضحك رعد بخفة ثم قال : ربنا يهديك
يوسف : كمل بجد
رعد : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حلف بغير الله فقد أشرك " وكمان قال " من كان حالفًا فلا يحلف إلا بالله، أو ليصمت "
يوسف وهو يضع يـ ـده على فمه : صمت اهو
انزل يـ ـده ليكمل : هو أنت قولت لعشق
اكد بعينه وهو يبتسم بخفة، رن هاتفه برقم ياسين ليردف : مضطر امشي الوقتي، بسام حط حراسة مع يوسف وتعالى عايزك
بسام : امرك يا باشا
رعد وهو يشير بيـ ـده : فصلتني
ضحك بسام ثم ذهب مع رعد الذي اتجه يحضر هدية لصغير ياسين ثم اتجه للمنزل أولاً يطمئن على ابنه قبل أن تأخذه لارا ثم للمستشفى.
❈-❈-❈
وضع عمار يـ ـده على كتفها لتنتفض مستيقظة ثم فركت جبهتها متنهدة بتعب، وضعت الصورة من يـ ـدها ثم وقفت تمـ ـسك بطنها
عمار : فين صحابك الجامدين ؟
عشق : سافل بصحيح، حورية روحت وسيلا مش بترد
عمار : چمان خلفت بيبرس عقبالك
عشق بإبتسامة : أسد رعد آدم الشافعي، اسم موسيقي بالله
جلس بجانبها يربط على شعرها قائلاً : أنتِ معيطة ؟
عشق : أنا ؟ نو، بفكر اقص شعري
عمار : قصيه عادي نوع من أنواع التغير، هتيجي نروح بليل لچمان، أنا قولتلها أننا هنروح سوا
عشق بلامبالة : ماشي أديتها هدية بابا
عمار بتأكيد : أيوة قومي ناكل بعدين اجهزي نروح
هزت رأسها وهي تقف ثم تناولا الطعام، أتى المساء وذهبت عشق مع عمار إلى المستشفى.
❈-❈-❈
ضحكت چمان بخفة وهي تداعب جانب ثغر طفلها، أدار رأسه بتلقائية لتردف يارا بضحك : بطلي غلاسه
چمان : عسل اوي
چيلان وهي تأخذه منها : ذي خالته حبيبته
دخلت لارا التي تحمل آدم مع أدهم، سلمت على الجميع ثم جلست تصفق بأيدي آدم بمرح
يارا : مامي كيوت اوي
نظرت باتجاه أدهم الذي قلب عيناه بملل، طرقات على الباب ودخل مالك مع جاسر الذي قال : سلام عليكم يا قوم
لارا : ابو طويله
اتجه مالك وجلس بجانبها قائلاً بهمس : ايه رأيك في العروسة ؟
لارا بهمس : چيلان ؟
أكد برأسه فابتسمت بسعادة تقبل وجنته ثم قالت : يا جاسر
جاسر : يا نعم
لارا : هجوزكم في نفس الليلة بقولك اهو
جاسر باستنكار : أتجـ ـوز !
نظرت يارا له بحدة، اتجه يقف خلفها رافعًا ذقنها ليكمل : هتجـ ـوز ومالو
قبـ ـل وجنتها فابتسمت ليردف أدهم : حاسب بقى ياسين يشوفك
جاسر وهو يديرها له : أنا مبخافش
دق أحدهم على الباب ليعود للخلف تاركًا إياها، تعالت الضحكات عليه في نفس الوقت دخل ياسين مع نورهان التي قالت : عشق جات
چمان بلهفة : خليها تدخل
دخلت مع عمار قائلة بإبتسامة بسيطة : حمدلله على السلامة يا چمان والف مبروك على النونو يتربى في عزكم
چمان بإبتسامة : الله يبارك فيكي يا عشق تسلمي
أخذت الطفل من چيلان تُقـ ـبل جبينه وتضع هديته في عبوتها الصغيرة، اصدر الصغير صوت مرح وهو يصفق فنظرت له لتهتف بلهفة : آدم
تركت بيبرس لچيلان ثم اتجهت تحمل ابنها تُقـ ـبل وجهه بلهفة ويـ ـده، اردفت لارا : اقعدي يا عشق ارتاحي
جلست وابنها في حضـ ـنها تقـ ـبل جبينه ووجهه، رمقها ياسين بغضب واضح وداخله يريد جـ ـذب ابنها منها، طرقات على الباب المفتوح فرفعت عشق عيناها لتجد رعد أمامها
عشق بخفوت : رعد
رعد : سلام عليكم
رد الجميع السلام فاردف ياسين بإبتسامة : يا هلا هنشحتك يعني
رعد : معلش على التأخير، الف مبروك يتربى في عزكم
ياسين : هاتي يا چيچو
حمل الطفل منها يعطيه لرعد الذي بدأ يدعي له ثم همس في أذنه بالاذان، قبل جبينه وهو يضع هديته له ومعها مصحف صغير جدًا
عشق بدموع هامسة : هو مش عارف إن آدم ابنه
لارا بهدوء : عارف بس مش متعود عليه
قبـ ـلت يـ ـد ابنها عدة مرات وضـ ـمته بلهفة لها، نظر رعد لها قليلاً وكم ود الذهاب لها وأخذها في حضـ ـنه مع ابنهما، بكت عشق تلقائي بحزن فهي ظلمت ابنها ومن ظلمها ظلمه رعد، مسحت دموعها وهي تسند على ابنها
أشار رعد لأدهم الذي حرك رأسه باستفهام، أدهم بهمس : في ايه ؟
جز على أسنانه وهو يهمس : لارا
أدهم : لارا كلمي رعد
رفعت عيناها ليشير على عشق، نظرت لارا لها تضع يـ ـدها على كتفها قائلة : أنتِ كويسه ؟
رفعت عشق رأسها وهي تضغط على بطنها ثم قالت بتعب : أة كويسه، عمار
كان عمار يقف أمام چيلان التي تتحدث معه بشأن دراسته والفتيات، هتفت بمرح : اسمها ايه ؟
عمار : بصي في علا وچنا ورودي وروما بس
چيلان بضحك : يا مفتري أربعه
عمار : اللي الشرع محلله اهو متجاوزتش
عضت همس على شفـ ـاها بغيظ فهو لم يلتفت لها حتى، غبي منذ ذاك الموقف وهو يتصرف كأنه لا يعرفها
عشق : عمار
عمار وهو يتجه لها : نعم
أعطى رعد بيبرس لأباه ثم وقف بتحفز ينظر لها، أعطت ابنها للارا ثم مسكت كتف أخاها لتقف
لارا بقلق : عشق
عشق بتعب : لا مش كويسه لا
اتجه رعد لها يقف قربها، تنهدت بقوة ثم صرخت بتعب قائلة وهي تمـ ـسك بطنها : عمار
جـ ـذب رعد ذراعها ثم حاوط خصـ ـرها بيـ ـده الأخرى قائلاً بقلق : حاسه بأيه ؟
شهقت بخفة وهي تنظر له، أغمضت عيناها ليختل توازنها بين يـ ـديه، انحنى يحملها ليشعر بابتلال ملابسها فخرج يبحث عن طبيبة نسائية
رعد : بسام هاتلي دكتورة حالاً
بسام : فورًا
وقف رعد يضـ ـمها بخوف وهو يحملها، قبـ ـل جبينها عدة مرات ليشير بسام له، اتجه يدخل للغرفة ووضعها على السرير
الطبيبة : ممكن تتفضل بره عما افحصها
رعد بتوتر : بلاش خليني جنبها
الطبيبة : تمام
مـ ـسك يـ ـدها بين يـ ـديه يشيح بوجهه قليلاً والطبيبة تفحصها، تحدث متسائلة : أنت جـ ـوزها ؟
رعد بتأكيد : أيوة
الطبيبة : هي في الكام ؟
رعد : كم يوم وتبدأ في السادس
الطبيبة بأسف : طيب هي نزل عليها مايه ودي علامه مش مبشره، في خطر على الجنين والأم كمان
رعد : والعمل ؟
الطبيبة : الوقتي هعملها شوية فحوصات وتحاليل، بس مبدئيًا هي متتحركش من على السرير وربنا يستر
فتحت عشق عيناها بتعب قائلة : رعد
الطبيبة : أنا هخرج دقيقتين وراجعة
هزت رأسها ثم نظرت لرعد الذي يتابعها، وضعت يـ ـدها على بطنها قائلة : أسد كويس ؟
رعد بهدوء : هتفرق
ابتسمت بخفة والدموع تنساب من عيناها، تحدث بحدة طفيفة : يا ريت تبطلي عايط لأن كل دا بيضره هو
عشق : يا رب مخسروش
الطبيبة وهي تدخل : يلا جاهزة للسونار
ضغطت على يـ ـد رعد تؤكد، قامت الطبيبة بعمله لها لتهز رأسها قائلة : الحمد لله الجنين لسه بخير بس الوقتي نزل مايه ودي مؤشر مش كويس، متقومش من السر..ير بمعنى كلمة متقومش نهائي، مش عايزين اي مجهود بدني او نفسي كمان تلتزم بالعلاج اللي هنديه ليها، على الأقل تكمل معانا شهر ونص تتحمل لنص السابع
رعد بهدوء : تمام
الطبيبة : ممكن تتفضل معايا هديك شوية تعليمات
خرج رعد معها لتغلق الباب قائلة : مخبيش عليك الوضع مش مبشر، والجنين معرض للوفاة بنسبة كبيرة، لو قدرت تستمر لنص سابع ممكن يبقى في أمل بسيط يعيش كمان هي وضعها العام وحش شكلها ضعيف جدًا والأنيميا واضحه
رعد بتأكيد : أممم هي فعلاً عندها أنيميا وضعف عام، للأسف وزنها أقل من المفروض أربعة كيلو
الطبيبة : دي كارثة تانية، أحنا هنحاول نظبط الدنيا بحيث لو قدرنا وكملت معانا نولدها في السابع
رعد : تمام
الطبيبة : حاجة تانية العامل النفسي أهم حاجة
هز رأسه بتأكيد وهو ينظر للأرض بشرود، وجد عمار يتحدث بلهفة : عشق كويسه ؟
رعد : اطمن هتبقى كويسه، الوقتي هدخل اكلمها لوحدنا بعدين هتيجوا معايا
عمار : هو ... تمام
داعب رعد خصلاته ثم اتجه للداخل يتابعها بنظراته المبهمة، نظرت لأعلى تمد شـ ـفاها السفلية ثم حركت ثغرها بعشوائية متحاشية النظر له فهي تخشى هذا، منع إبتسامته بصعوبة ثم حمحم ليهتف : مش عايزة تقولي حاجة
عشق : مش عارفة بس أنا مبسوطة أنك فاكرني
رعد بهدوء : فاكرك ؟ ليه هو أنا نسيتك
شهقت بخفة ليتجه وانحنى يحملها قائلاً : الوقتي بقى حضرتك هترجعي لفترة مؤقته لبيتي، لحد ما تولدي
عشق : وماذا بعد ؟ هنتطلق صح ؟ هتقولي هتاخد العيال وأنا هتألم ولا هتكلم
رعد : ألفتي فيلم وانا واقف
ابتسمت بخفة وهي تحاوط وجهه، فرت دموعها وهي تقترب من وجهه تدفن أنفها في وجنته، اردف بهدوء : متعيطيش عشان اللي في بطنك
عشق ببكاء : حاضر
ضحكت بخفة وهي تلمـ ـس كل إنش بوجهه، تنفس الصعداء وهي تضـ ـمه بقوة ليضغط على ظهرها وهو يغمض عيناه، لأول مرة منذ ستة أشهر يشعر بعودة الروح والحياة له.
❈-❈-❈
فتح يوسف الباب ثم اغلقه بقدمه يتجه بها للغرفة، وقف في منتصف الشقة يتأملها باشتياق ثم ابتسم بخفة يدخل للغرفة
يوسف : مكنتش مصدق إننا هندخل هنا سوا تاني
سيلا بإبتسامة : ولا أنا
وضعها في سر..يرها لتكمل بسعادة : يعني أحنا يعتبر مش مطلقين
يوسف : هو المفروض الوقتي أنا رميت اليمين مجبر بس ميحسبش، هشوف بقى أمر القسيمة ويا ستي هقدم عشر كفارات مش كفاره واحدة المهم ترجعي حياتي
سيلا بمرح : أراك غارق فيا
جلس على طرف السر..ير يحاوط وجـ ـهها قائلاً : دا أنا مش غارق بس دا أنا غارق ودايب وعاشق وكل حاجة ممكن تتصوريها
انهل على شهد شفـ ـتيها يبث عشقه لها بطريقته لتنسدل الستائر عليهما.
❈-❈-❈
وقف آدم أسفل منزل حورية ينظر لغرفتها بملامح جامدة لا تظهر أي شيء محدد، تذكر ذات يوم في أجواء شتويه كهذه أتى لها، رن عليها لتجيبه سريعًا
حورية بخفوت : نعم ؟
آدم باستغراب : صوتك هادي ليه
حورية : نايمة تحت البطانية متلجه يا دومي، الجو محتاج حضنك
آدم : يعني مش هتعرفي تنزلي، أنا تحت وكنت عايز اشوفك
حورية بلهفة : تحت بجد ؟ طيب اطلع محدش في البيت غير حياة واخويا وزمانهم بيحلموا أننا الصبح
آدم : لا انزلي أنتِ
حورية : الجو تلج، طيب اطلع فوق وهخرجلك
آدم وهو يتجه داخل المبني : تمام أنتِ اساسًا وحـ ـشاني ومش هروح من غير اما اشوفك
وقف أمام الباب ليجدها تفتحه ثم اندفعت تضمه بلهفة، مـ ـسك يـ ـديها الباردة ليردف : إيـ ـدك ووشك باردين كده ليه ؟
حورية : اتعود على ده
مـ ـسك ذقنها يُقـ ـبل وجهها وهو يضـ ـمها، حاوطت خـ ـصره بيـ ـديها تضحك بخفة
آدم : يلا ادخلي كملي نوم
حورية : لا النوم طار في المطار
ابتسم بخفة وهو يخرج من ذكرياته، سند على سيارته يتابع غرفتها التي يشتعل النور فيها وينطفىء عدة مرات، نزلت حورية شقة أهلها مقررة السير دون وجهة، عقد آدم حاجبيه وهو يقف خلف السيارة حتى لا تراه
سارت في الشوارع وهو خلفها يتابعها، وقفت في منتصف الطريق تفتح ذراعيها ليردف : بنت المجنونة
كاد يتجه ويسـ ـحبها لكنه وجد آخر يسـ ـحبها له، من هذا ؟ إنه نفس الشاب الذي يرغب في خطبتها
حورية : حسام
حسام : أنتِ مجنونة ؟ بتحاولي تنتحري
أكدت برأسها : حصل ضاقت اوي راحه انتحر في نص الشارع
حسام : تعالي نقعد
حورية : يلا
رمقها آدم بغضب وهو يجدها تجلس مع نفس الشاب، ساعة كاملة تتحدث معه وهو يمنع نفسه بصعوبة من الاتجاه وجذبها من شعرها
وقفت حورية وعادت للمنزل معه لتودعه بيدها ثم اتجهت لأعلى، ظل ينتظرها حتى صعدت ثم ذهب ليصعد آدم ويرن عليها
حورية بصدمة : آدم ! مش هرد
اتجهت لهاتف المنزل تحاول الرن على عشق او سيلا لكن كلاهما لا ترد، عاد آدم يرن مرة آخرى لتردف بغيظ : يا ولاد الجزمة لما احتاجتكم مبتردوش، اعمل ايه طيب ؟
زفرت وهي ترد على آدم الذي قال دون مقدمات : اطلعي أنا مستنيكي بره شقتكم
اتسعت عيناها وقبل ان تجيب سمعت صفير دلالة على إغلاقه بوجهها، نظرت حولها لتجد الغرف ما زالت مغلقه ثم اتجهت تفتح الباب
جذب يـ ـدها للخارج يكتم فمها ثم اغلق الباب ليصعد بها لأعلى على السطوح، تركها لتلتفت له قائلة : أنت مجنون ؟
آدم : من بعض ما عندكم
أعادت شعرها للخلف ثم قالت : جاي هنا بتعمل ايه ؟
آدم : طيب اكتمي ضحكتك وسيطري على نفسك متتحسسنيش إنك مدلوقه اوي كده
حورية بضحك : تصدق بالله أنت بارد
آدم : مين الحمار اللي كان معاكي تحت
حورية : خطشيبي أول ما العدة تخلص على طول هيبقى جـ ـوزي حبيبي
آدم : حبك برص يا شيخة
حورية : ربنا يسامحك
آدم : ربنا ياخـ ... استغفر الله العظيم .. ربنا ياخده هو
حورية : يعني أبقى مطلقه وارمله والله كده كتير على قرمط أبو واحد وعشرين سنة، أنت جاي تعمل ايه ؟
آدم ببرود : ملكيش دعوة
ضيقت عيناها بغيظ وكادت تنزل لكنه مسك ذراعها واعادها قائلاً : أنتِ بجد هتتجـ ـوزي بعد العدة
حورية بتأكيد : يس مع إن سهل يعني نتجـ ـوز الوقتي، مش عايزة اقولهم إن لا في عدة ولا نيلة
حاوط خصـ ـرها يديرها يضـ ـمها من ظهرها له، انحنى يُقـ ـبل أذنها هامسًا : ايه رأيك اعملك عدة
حورية : شكرًا مش عايزة منك أنت بالذات حاجة، روحلها وروح لابنك يا خاين
آدم : خاين مرة واحدة
حورية : لا يا حبيبي أزاي دا نص خاين، متجـ ـوز من ورايا ومخلف يقولي مش خاين، يا أخي روح ربنا يهدك
آدم : ربنا يسامحك
حورية بغيظ : ربنا يشلك
آدم وهو يديرها له : وقتها هتيجي جري ذي القردة تقعدي معايا
حورية : هعمل كده فعلاً
ضيق عيناه لتكمل : والله هعمل كده، أنا لاقيه كرامتي في كيس زبالة على رأي عشق
رفع وجهها يمرر يـ ـده على جرح جبينها ثم قال : أسف على اللي عملته في الجامعة
حورية : عادي يعني هيبقى أسوأ من اللي عملته بس يلا جالي العوض، حوسو حبيبي
آدم بغيظ : حبك برص، محدش حبيبك غيري
حورية : أنا مش بحـ ـبك
آدم : كدابه بتحبيني ومش هتتجوزي غيري أنا عارف
حورية : لو أنت آخر واحد في الدنيا هي قفلت خلاص، أنا أتجـ ـوز ماجد ولا اتجوزك يا أخي
آدم بغيظ : ماجد في عينك ما تتلمي يا بت واسمعيني
حورية وهي تحاول الفرار من يـ ـديه : مش عايزة اسمعك
آدم : لا هتسمعي وهتتصالحي وهنرجع
حورية : لا بعينك السودا ذي قلبك دي
انحنى يُقـ ـبل وجنتها بخفة يقترب من شـ ـفاها تدريجي، صمتت تغمض عيناها بقوة فهمس لها : تالا مرا..تي بس ابنها مش ابني
حورية : هاا
بدأ ينهل من شهدها وهي تستلم له كالغبية، لو علمت عشق وسيلا لكان الحذاء من نصيب رأسها، ابتعد يضحك بخفة وهي ذائبة هكذا بين يـ ـديه
حورية بصوت مبحوح : ابن مين ؟
آدم : أمجد غلط مع البنت وقالي اتجـ ـوزها لحد ما يرجع بس مات
حورية بعتاب : طيب وطلقتني ليه ؟
آدم : كنت لسه مش قادر اتجاوز الماضي
حورية بسخرية : واتجاوزته خلاص
آدم مقـ ـبلاً جبينها : لما حـ ـسيتك هتضيعي يحرق الماضي على ماجد على آدم ودماغه كمان، أنا بحـ ـبك يا حورية.