رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 18 -2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الثامن عشر
الجزء الثاني
بعد أيام
اتفق حمدى مع كريم الذي أقنعه بحديثه الخبيث وحتى أنه عرض عليه أوراق سفره وعمله وانخدع حمدى بحديثه المتقن وواقف على كتب كتاب إبنته منه قبل سفره وبعد أسبوعٍ من الآن ،، على أن يغادر ويتركها في منزل والدها إلا أن يضبط أموره ثم يرسل لها دعوة لتذهب إليه بعدما أحضر خاله الذي أكد لحمدي أن شقيقته لن تتسبب في مشكلةٍ لهما وأنها ستعيش معه بعد الآن وبعد أن أدركت أنها تحجب سعادة إبنها بتملكها له .
قررت ريتان أن تخبر كاري بأمر كريم بشرط أن تحفظ كاري سرها بعد أن أقنعتها بقرارها .
أما مها فهى تتابع كل شئٍ من بعيد ،،، عيونها البشرية متنبهة بقوة لتحقق إنتقامها بحماس .
❈-❈-❈
يجلس حمزة خلف مكتبه يباشر عمله بعدما أكد له محمد أن كريم لم يعد يلتقي بريتان لهذا فهو مطمئن .
رن هاتفه فتناوله ونظر له ثم زفر بضيق وفتح الخط يجيب :
- أيوة يا مها ؟ ،، عملتى إيه ؟
زفرت بضيق تجيب بمكر :
- للأسف يا حمزة مش راضيين يمضوا التعاقد ،،، حاولت معاهم بأي شكل وجبتلهم الأوراق اللى بتثبت دعم شركتهم ليا بس رافضين تماماً إلا إذا حد منكم جه بنفسه ،،، عايزين شريك أساسي من شركتكم يضمنى .
أغمض عينه بضيق فهو يعلم ذلك بعدما أرسلوا له فاكس عبر أيميله ليتأكدوا من صحة الأوراق التى أحضرتها مها مطالبين بحضور أحد الشركاء الأساسيين من الشركة الداعمة حتى يتم التعاقد .
أردفت بخبث ودهاء :
- أيه رأيك تبعتلى مراد أو فريد ؟
فك ربطة عنــ.قه يشعر بالإخــ.تناق ،،، فمراد لن يترك زو جته في هذه الظروف ويسافر وبالطبع فريد أيضاً زو جته على وشك ولادة لذلك أردف بضيق :
- خلاص يا مها ،، هشوف هعمل ايه وهبلغك .
أغلق معها وشرد يفكر ،،، هل يسافر وينهى تلك الصفقة ويعود ،، ولكن كيف سيترك صغيره وريتان وهناك أمر ناصف الذي لا يعلم عنه شيئاً إلى الآن ،،، زفر بضيق ،، عليه أن يجد حلاً في أسرع وقت .
أما هى فتخطط ويحالفها القدر لتبعده عن مصر هذا الأسبوع ،، لتتأكد أنه لن يمنع هذا الزو اج ولتحقق إنتقامها وخطتها المدروسة بعناية وبعدها ستنفصل عنه ،،، ليس له في الطيب نصيب .
❈-❈-❈
بعد عدة أيامٍ أخرى
وبعد محاولات باءت كلها بالفشل مع تلك الشركة الصارمة التى رفضت إمضاء أي عقود إلا أن يأتى شريكاً أساسياً من الشركة الضامنة بنفسه .
قرر أن يسافر إليها وينهى هذا الأمر ويعود في الحال .
دلف مكتبه ورفع هاتفه ليطمئن للمرة التى لا يعلم عددها على ريتان من خلال الحارس محمد الذى أجاب يردف بترقب :
- أيوة يا حمزة بيه اتفضل ؟
أردف متسائلاً :
- رجعت يا محمد ؟ .
أردف محمد بإيماءة بعدما تأكد من عودتها من المدرسة :
- أيوة يا حمزة بيه ،،، رجعت وهى دلوقتى في البيت ،،، يعنى اطمن هي بخير .
أردف محذراً :
- عينك متفارقهاش يا محمد ،، ممكن تنزل في أي لحظة ،،، خصوصاً اللى إسمه كريم ده لو حاول يقابلها تعرفنى فوراً ،، واسمعنى كويس ،،، أنا مسافر كمان كام يوم ،، هكلمك يومياً تبلغنى كل تفصيلة ،،، حتى لو دخل عندهم زيارة تعرفنى ،،، فاهم يا محمد ،،، لازم عينك تبقى وسط را سك .
أردف محمد بطاعة :
- حاضر يا حمزة بيه اطمن ،، أؤامرك هتتنفذ بالحرف .
أغلق معه حمزة وشرد يفكر فيها ،،، يسعى ليصل لهدفه وبعدها سيركض اليها خالياً ولن يفرقهما شيئاً بعدها ،،، سيخبرها بكل معاناته وعذابه في بعدها عنه وسيستقبل منها كل أفعالها برحابة صــ.در .
مر الكثير والكثير وبقى فقط القليل يا ريتانى وشريانى ونبض فؤادى ،، يا من سكن عذاب حبكِ في عروقي فباتت حياتى دونه مفقودة وروحى في بعدك معقودة ،،، وقلبي ممزقاً وصــ.درى معلقاً وعمرى متوقفاً للحظة إمتلاكك .
فكر قليلاً ،، عليه أن يؤمنها أكثر من ذلك إلى أن يعود ،،، فمحمد ليس كافياً ،، ضيق عيــ.نيه وتناول هاتفه وطلب صديقه الذي يمتلك شركة الحراسات الخاصة .
أجاب فؤاد بود يردف :
- أزيك يا حمزة ؟ ،،، أخبارك إيه ؟
ابتسم حمزة وأردف :
- أزيك يا فؤاد ،، كنت محتاج منك خدمة تانية ؟
أردف فواد بحماس وترقب ساخراً :
- بس كدة دانت تؤمر ،،، تحب أبعتلك الحرس كلهم تحت شركتك حالاً ؟.
إبتسم حمزة يردف برتابة :
- لاء هو واحد بس ،،، واحد زي اللى كان بيأمن مها ،،، ولو فيه أفضل يبقى حلو أوى ،،، عايزه يأمن حد غالى عندي لكام يوم بس ،،، وأنا هديه اللى هو عايزه .
أردف فؤاد بعتب :
- متتكلمش في المادة تانى علشان منزعلش مع بعض ،، بس قولي هتديه كام يعنى .
ضحك حمزة يردف بحنق :
- يا أخى خليك جد بقى ،،، إسمع بس ،، أنا عايز حد ثقة ،، وهتواصل معاه دائماً أعرف منه كل حاجة بتحصل خلال الكام يوم دول ،، هو فيه واحد تبعي بس مش متمــ.رس أوي وأنا لأنى هبقى بعيد عايز حد يكون عارف هو بيعمل إيه كويس .
أردف فؤاد بجدية وتأكيد :
- تمام يا حمزة عندى ،، بس قولي التفاصيل وعنوان الشخص ده وأنا هختارلك أكفأ حد عندى ،، وهخليه يتواصل معاك .
❈-❈-❈
في اليوم التالى في قصر الجواد
يستعد حمزة للسفر ،،، أتجه إلى غرفة صغيره الذي كان يلعب مع بيري بعد أن انتهى من واجباته المدرسية .
نادى عليه وجلس متكأً يردف بترقب :
- مروان حبيبي زي ما إتفقنا ،،، هتسمع كلام ناناه وهتخلى بالك من بيري وأنا هخلص الشغل ده وأرجع علطول ،، إتفقنا يا بطل ؟
نظر لوالده بترقب وتساءل ببراءة :
- هتتأخر يا بابي ؟
هز حمزة رأسه يردف بتأكيد :
- لا ،،، أوعدك إن شاءلله هرجع بسرعة ،، علشان محضرلك مفاجأة حلوة جداً جداً هتعجبك .
تساءل الصغير بحماس ولهفة :
- إيه هي يا بابي ؟
أردف حمزة معترضاً :
- مينفعش أقول ،، كدة مش هتبقى مفاجأة .
قفز الصغير يردد بلهفة وحماس طفولي :
- بليييز يا بابي قولي بليز .
تنهد حمزة بقوة وابتلع لعــ.ابه ثم أردف بترقب :
- طيب هو حد غالي عليك جداً وأنت بتحبه جداً ،،، هجيبه يعيش معانا هنا .
إتسعت عين الصغير ذاهلاً ثم أردف فجأة دون تفكير :
- مــ.س ريتااااان .
ضحك حمزة بسعادة وانحنى يقبل وجنة صغيره بقوة ويعانــ.قه بشدة ثم ابتعد يردف بتنبيه :
- برافو عليك ،، بس ده سر بينا ،،، متقولش لحد هنا خالص لحد ما أرجع ،،، تمام يا بطل ؟
أومأ مروان بحماس وأردف متلهفاً :
-حاضر ،، يالا روح وارجع بسرعة بقى .
أومأ له حمزة وتنهد بعمق وشرود ثم حمل حقيبته وخطى ليغادر
أمن سناء وصفية وشيرين على صغيره وودع الجميع وغادر .
ها هو يدلف المطار حيث ستقلع الطائرة المتجهة إلى العاصمة البلجيكية (إقليم بروكسل)
بعد وقت أقلعت الطائرة بالفعل وسافر حمزة تاركاً وطنه وقلبه وروحه ليعود إليهم في أسرع وقت .
❈-❈-❈
في اليوم التالى
عند ريتان التى التزمت المنزل ولم تذهب إلى المدرسة ويتابعها كريم بالهاتف دائماً حيث يخبرها بكل التحديثات التى يجهزها لحفل كتب الكتاب .
أردف كريم عبر الهاتف بمكر :
- أنا فرحان اوى وكل ما أجهز حاجة وأحــ.س أننا قربنا نكون سوا أفرح أكتر .
إبتلعت لعابها بضيق وأردفت تحاول تقبل الأمر الواقع وتضغط على صــ.درها الضيق الملكوم :
- تمام يا كريم ،،، بلغت زمايلنا في المدرسة ؟
أبتسم يردف مؤكداً :
- طبعا يا ريتان ،،، بعتلهم الدعاوى ،،، إطمنى ،، على فكرة أنا نفسي أشوفك جداً بس بصبر نفسي لما نكتب الكتاب .
أغمضت عيــ.نيها وتنهدت بقوة ثم أردفت :
- إن شاءلله يا كريم ،، يالا أنا هقفل دلوقتى ونكمل بعدين .
أغلقت معه بعد حديث بسيط وعاد هاتفها يعلن اتصالاً من كاري .
أجابت بترقب قائلة :
كاري ،،، عاملة إيه ؟
أردفت كاري بهدوء :
الحمد لله يا ريتان بخير ،،، قولت أطمن عليكي ،،، أمورك تمام ؟
أومأت ريتان تردف بشرود :
- تمام .
قالت كاري بترقب :
- يعنى خلاص متأكدة من قرارك يا ريتان ؟ ،،، هتكتبوا الكتاب فعلاً ؟
أومأت لها تردف بتأكيد :
- أيوة يا كارى متأكدة ،،، بس أوعى يا كاري علشان خاطرى ،،، أوعي حد عندك يعرف وبالذات حمزة أو مراته أنا مش متحملة مشاكل .
تنهدت كاري بقوة تردف بحزن :
- متقلقيش يا ريتان ،،، أصلاً حمزة سافر بلجيكا إمبارح بليل .
بين ثانية شعرت كأنها تقف وسط مدينة مدمرة ،، حولها مبانى تم هدمها وتحولت إلى غبار يعم المكان ويشوش الرؤية ،،، لم تكن تلك المبانى إلا آمالها ،، فبرغم كل ما تفعله إلا أن هناك جزء صغير بداخــ.لها تأمل حدوث معجزة ،، جزء من قلبها تمنى تدخل القدر .
نزلت عبراتها وأردفت تومئ بحسرة :
- تمام ،، كدة كويس ،، أنا هقفل .
أغلقت على الفور واجهشت في بكاء قوى ،،، وكأن العالم أجمع تآمر ضدها .
بينما على الجهة الأخرى إستمع مراد صدفة وهو يدلف غرفته للمكالمة فأردف بتفاجؤ :
- معقول يا كاري ؟،،، ريتان هتتجوز ؟.
طالعته بصدمة وأردفت بتعجب :
- أنت دخلت إمتى ؟
طالعها بلوم وجلس بجوارها يردف بترقب :
- دخلت وانتِ بتتكلمي ،،، قوليلي الحقيقة يا كاري .
تنهدت بقوة تنظر لصغيرها الذي ينام في مهده بجوار فراشهما ثم عادت إليه تردف بترقب :
- تمام هقولك ،،، بس أوعدنى متقولش لحمزة ولا لأي حد ،،، هى عايزه كدة ومرتاحة كدة .
طالعها بعمق ،،، يعلم أن أمور شقيقه معقدة ،،، لذلك أومأ يردف بترقب :
- تمام ،،، قولي .
❈-❈-❈
في اليوم التالى في بلجيكا
في الفندق
يجلس حمزة في غرفته يتحدث عبر الهاتف مع أحدهم مردفاً بغضب بالانجليزية :
- كيف ذلك ؟ ،، لقد تركت أعمالى وجئت بناءاً على موعدٍ رسمي منكم أن أجتماع العمل سيقام الليلة ،،، كيف غيرتم المعاد ؟ ،، هل هذا فعل يليق بشركة كشركتكم ؟
أردف الطرف الآخر :
نأسف منك سيد حمزة ،، ولكن السيدة مها هى من قالت أن يمكنك الإنتظار إلى يأتى المدير التنفيذي للشركة ،، نعم كان سيأتى اليوم ولكن طرأ له أمراً مفاجئ لذلك لا تعجل يومُ من يومٍ قريب .
أغلق حمزة في وجهُ بغضب ثم خطى للخارج واتجه لغرفة مها المجاورة بعد أن حجزت له بنفسها وطرقها بحدة ففتحت له تطالعه ببرود ونعاس مردفة :
فيه إيه ،،، براحة شوية .
أردف بغضب :
مين إدالك الحق تتكلمى على لســ.انى ؟
إدعت عدم الفهم متسائلة :
- مش فاهمة ؟
رفع سبابته وأردف محذراً :
- حذارى يا مها ،، حذارى يكون في لعبة وس*** بتلعبيها .
أردفت بغضب وحدة :
- لعبة إيه ؟ ،، كل شوية لعبة لعبة هو أنت شايفنى فاضية للأمور دي ؟ ،، وبعدين إنت جيت ليه قولتلك ابعتلي مراد .
نظر لها بتعمن ثم تركها وعاد لغرفته يغلق خلفه بينما هى إبتسمت بتشفي ودلفت تهاتف كريم لترى آخر المستجدات .
أما هو فبعد دقائق تناول هاتفه ليطمئن على طفله وعلى ريتان من خلال الحارس حسن .
❈-❈-❈
أتى يوم التالى
يوم كتب الكتاب
كان حمزة يجلس في أحد المطاعم مع مدراء الشركة البلجيكية وتجاوره مها تتحدث عن خطتها في فتح شركة مستقلة بعد أن تضمن تعاقدهم .
كان إجتماعاً شاقاً عليه حيث بذل مجهود لإقناعهم ولكنه أثمر عن ذلك قبولهم بالتعاقد وإمضاء العقود التى سيتم توثيقها بشكل رسمي غداً ويعودا على الفور لينهى هذا الزواج في الحال .
عادت مها إلى غرفتها في الفندق وتناولت هاتفها تحدث كريم بسعادة فجميع أمالها تتحقق مردفة :
- ها ،،، إيه الاخبار .
أردف بصوت ناعس حيث ما زال نائماً :
- إطمنى يا مها هانم ،، كله تمام ،،، وهروح كمان شوية أخدها على الفندق اللى فيه القاعة ..
أردفت محذرة :
- خد بالك من اللى تبع حمزة ،،، أصبر شوية لما أتعامل معاه بطريقتى وبعدها تروح فوراً تاخدها وتوديها على الفندق ،،، تمام ؟
أردف بطاعة وترقب متسائلاً :
- تمام يا مها هانم ،،، بس المشروع اللى إنتِ قولتى عليه ؟ .
أردفت ببرود :
- إطمن أنا قد كلمتى ،،، وحالاً هبعتلك جزء من المبلغ على حسابك والباقي لما تعمل اللى قولت عليه .
أومأ بحماس يردف وقد إلتمعت عينه طمعاً :
- تمام يا مها هانم .
❈-❈-❈
بعد ساعة وفي تمام الواحدة ظهراً يقف كريم أسفل منزل ريتان يتنظرها لتنزل إليه مع جميلة والدتها حيث سينقلهم إلى الفندق لتظل فين لحين كتب الكتاب مساءاً وحتى يتم تجهيزها هناك كما أخبرها هو بذلك .
ترجلت هى وجميلة فوقف يطالعها مطمئناً بعدما إستطاعت مها إبعاد الحارس محمد عنها .
إستقلت سيارته هى ووالدتها وجلس يقود مسرعاً قبل أن يعود الحارس .
أوصلهما إلى الفندق ونظر لها يردف بخبث :
- إطلعوا أنتوا وأنا هخلص مشاوير وشوية أمور في الشقة ونتقابل بليل .
نظر لريتان بعمق وتابع بخبث :
- هتوحشيني .
تنهدت تومئ مبتسمة بتكلف وترجلت مع والدتها إلى الداخل ومنه إلى الغرفة التى حجزها لها مسبقاً .
❈-❈-❈
أتى المساء
تجهزت ريتان بعدما جاءت إليها كارى بعد أن تركت صغيرها مع جدته والمربية .
كانت تجلس أمام المرآة تنظر لهيأتها بروحٍ خاوية ،،، تقف خلفها جميلة وكاري تطالعها بحزن بعدما رأت ملامحها .
أما في الاسفل حيث القاعة التى بدأ يتوافد إليها الحضور من أقارب حمدى الذى دعاهم من بلدته وزميلات وزملاء ريتان في المدرسة وأيضاً بعض الصحفيين المندسين بواسطة مها .
كان حمدى يقف يستقبلهم بترحاب ولكنه متعجب من عدم حضور والدة كريم إلى الآن أو حتى أقاربه .
مرت ساعة أخرى وبدأ حمدى يشعر بالضيق ف كريم تأخر حتى أن المأذون حضر ويجلس ينتظر حضور العريس ولكنه أغلق هاتفه وأخذ والدته وغادر دون رجعة تاركاً تلك المدينة نهائياً .
كانت تجلس بتوتر بالغ ،،، تحاول الإتصال على كريم ولكنه مغلق ،،، تنظر لوالدتها بخوف وقد ظهر التوتر على وجه جميلة .
رن هاتف ريتان برقم دولي ،،، تناولته تنظر له بتفحص ،، هل يمكن أن يكون هو ؟ ،،، هل فعل شئ ؟.
فتحت الهاتف تجيب بترقب وقلبٍ مخطوفٍ :
- الو .
أتاها صوت مها على الطرف الآخر تردف بتشفي :
- أهلا بالعروسة اللى من غير عريس ،، أهلاً بريتان هانم .
رفعت ريتان نظرها تطالع كاري بصدمة بينما تابعت مها بحقد :
- ده درس صغير أوى علشان تعرفي أنتِ عايزة تساوى نفسك بمين ،،، كريم مش جاي ،،، كريم قبض التمن رخيص أوى واتخلى عنك ،،، بس وريني هتحليها إزاي وتقدرى تنقذى سمعتك وسمعة والدك قدام الناس اللى برا دي ؟.
مهو أكيد السؤال اللى هيتردد جواهم ياترى عريسها سابها ليه يوم الفرح ؟ ،،، إلا أذا كانت على علاقة غير شرعية بواحد غنى مثلاً ،،، وريني هتحليها إزاي يا شاطرة ،، وعلى فكرة فيه كذا صحفى حلوين منتظرين برا وهينقلوا الخبر اللى أنا عايزاه مع الدليل ،،، مبروك يا عروسة ،،، دي هديتى ليكي .
سقط الهاتف من يــ.دها ،، تجمدت أطرافها وسرت برودة شديدة في كامل جــ.سدها .
أسرعت إليها جميلة تردف بخوف :
- ريتان ،، فيه إيه ؟
نظرت لوالدتها بحسرة ثم نظرت لكارى وأردفت وهى تقف بصعوبة حتى أنها تعثرت وكادت تسقط لولا يــ.داها التى إستندت على المقعد ،، نبرة صوتها مهزوزة بعثرت كلماتها وهى تقول :
- ك كريم مش جااااي ،، دى ؟ ،،، دي لعبة من مها أبو الدهب ،، بابا ؟
تحركت بصعوبة خارج الغرفة لتلحق بوالدها ،، يا الهى ماذا سيحدث الآن تشعر بروحها تنسحب مع كل خطوة ،، كيف ستخبر والدها وكيف ستكون حالته ؟ .
توقفت أمام مدخل الفندق حيث رأت والدها يتقدم منها بتوتر وقلق ،،، قابضة بكفيها بقوة على فستانها الابيض الهادئ وحجابها الملفوف بعناية وملامحها التى تشبحت بالألم والعجز والحسرة .
رآها حمدى فتقدم منها وملامح الحزن مرتسمة عليه متعجباً .
بكت بحرقة تهز رأ سها بقوة مردفة بأسف :
- كريم مش جاي يا بابا ،،، مافيش كتب كتاب .
تصنم جــ.سد والدها الذى إرتفعت نبضات قلبه تضرب صــ.دره بقوة حتى كاد يتوقف وهو يطالعها بحسرة .
دلف هذا الذى يركض لاهثاً من باب الفندق ،، توقف وهو يراها أمامه ،،، أردف بلهفة وأنفاس متسارعة كأنه كان يجازف بكيانه وكامل طاقته ضد تيارٍ قويٍ حاد بصعوبة إلى أن وصل :
- ريتااااااان .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية