-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 18 - 1

 قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي



الفصل الثامن عشر

الجزء الاول 


ربما نسافر لننسى 

وربما نسافر لنلتقي 

وربما نسافر بحثاً عن الأفضل 

وفي نهاية الأمر فالسفر هو المصير الوحيد للــ.لقاء 


❈-❈-❈


أنتهت من حديثها ونظرت لوالدها بترقب متسائلة  : 


- ساكت ليه يا بابا  ؟  . 


طالعها حمدى بتمعن وشرود ثم أردف بتفاجؤ : 


- تعرفي إنى أتمنيت ليكي نفس الشخص ده  ؟  ،،،  كنت بتمنى معجزة تحصل وتبقى من نصيبه كدة زي ما إنتِ كنتِ بتتمني؟  ،،،  من حبي فيه ومن حنيته عليا كان نفسى أردله الجميل بيكي وعارف إنك مكافأة غالية أوووى  . 


نظر أرضاً يتابع بحزن  : 


- بس كنت بقول فوووق يا حمدى  ،،،  ده أبوه سالم الجواد  ،،  بتتمنى ترمي بنتك فى وكر سالم بيه  ؟  ،،،  إنت فييين وهو فين  . 


عاد يطالعها بحزن ويتنهد بقوة مسترسلاً  : 


- كنت بتمناه مش علشان فلوسه  ،،،  أبداً  ،،،  كنت بتمناه ليكي علشان إنتِ غالية عندى أوووي ،،  غالية لدرجة تخليني أعملك اللى إنتِ عايزاه حتى لو هندم بعد كدة زي جــ.وازك من ناصف  ،،،  بس إن أنتِ كمان تطلعى بتحبيه  ؟  ،،،  ده ماكنتش أتوقعه أبداً  . 


تمــ.سك بكــ.فيها يردف متسائلاً بحنو وتعجب  : 


- ليه يا بنتى  ؟  ،،، ليه عملتى في نفسك كدة  ؟  ،،،  وأزاي تتحملي كل السنين دي  ؟  ،،،  كان لازم بعد جــ.وازه وإبنه تربطي قلبك ومتنتظريش أمل منه  ،،،  تعتبريه خلاص بقى محرم عليكي يا ريتان  ،،،  إحنا مش كدة يا بنتي ومهما كانت نيتنا اللى حوالينا هيشوفونا كدة  ،،،  بالذات إن ده متجــ.وز بنت شوقي أبو الدهب  ،،،  يعنى واحدة من ناااار  ،،،  كان لازم تختاري مصلحتك يا ريتان من زمان  ،،،  جالك فرص كتير حلوة وضيعتيها  ،،،  سبع سنين يا بنتى من عمرك مستنياه  ؟  


تركت يــ.د والدها تسحبها بهدوء وتطالعه بصدمة وهى تهز رأ سها  ،،،  حتى وإن كان هذا الجزء في الأعماق لن تعترف به أبداً  ،،،  لن تذكره أبداً  ،،،  كبريائها يرفض تماماً تقبل تلك الحقيقة لذلك أردفت برفضٍ قاطع وحدة غير معهودة  : 


-لاااا يا بابا  ،،،  لااا مش علشانه  ،،،  أنا منتظرتوش خااالص  ،،  كنت عايزنى ارتبط إزاااي وأنا عارفة أنى مبخلفش  ؟  ،،،  أرتبط إزاي وأنا شوفت من ناصف وش مستحيل كنت أتوقعه  ؟  ،،،  مكنش ينفع أفكر في جــ.واز تانى  ،،،  مكنش ينفع أبداً  . 


أومأ يردف بعدم إقتناع  : 


- موضوع الخلفة كان في إيدك تتأكدي منه  ،،،  طلبنا منك كتير تروحى تكشفي مرة واتنين وتلاتة  ،،،  كنتِ بترفضي بحجة إنك خايفة يا ريتان  ،،،  بس الظاهر إنك كنتِ بترفضي علشان خايفة لو الموضوع أتحل ميبقالكيش حجة ترفضي  ،،،  كنتِ منتظراه يا بنتى  ،،،  صدقتي كلامه  ؟  ،،  صح  ؟ 


نظرت لوالدها بذهول  ،،،  لقد رج داخــ.لها بقوة وطفى ما كان في القاع على السطحِ  ،،،  واجهها بما كانت لا تعترف به  ،،،  هزت رأسها مجدداً تردف بعيون لامعة وإستنكار  : 


- مستنتهوش يا بابا  ،،،  صدقنى مش علشانه  ،،،  أنت عارفنى كويس يا بابا  ،،،  أنا مقدرش أخرب بيت حد أو آخد حاجة مش ليا  ،،،  أنا مش كدة  . 


أومأ يردف بثقة مؤكداً ليرفع عنها الحرج بعدما أحس بإنكارها لحديثه : 


- عاااارف إنك مش كدة  ،،،  عارف طبعاً بنتى كويس  ،،  وأنا معرفش ظروفه إيه وعايش معاها إزاي بس اللى اعرفه إن الناس دي مش سهلة أبداً أبدأ يا بنتى  ،،،  وبالذات الست دي  ،،،  جبااارة  ،،،  أنا إشتغلت معاهم سنين وعارفهم  ،،،  مش هتقدرى عليهم يا بنتي  ،،،  لو سالم أتهد عن الأول هي لاء  ،،،  علشان كدة بقولك كان لازم قلبك يدي فرصة لغيره  ،،  عارف أنها حاجة مش بأيــ.دك بس أنتِ رفضتى تجربي أصلاً  ،،،  كان ممكن ربنا يبعتلك حد يعوضك ويحبك ومن قوة حبه ليكي يحببك فيه  ،،،  بس إنتِ عذبتى نفسك سنييين يا ريتان   . 


تنهدت بقوة تومئ بشرود وقلبٍ ملتوي  : 


- وأهو جه فرصة أهو يا بابا  ،،  فرصة جديدة جيالي تانى وهحاول أعمل زي ما حضرتك قولت  ،،،  فرصة جــ.واز وسفر وشغل بعيد عن هنا خالص  ،،،  فكرة البعد عن هنا ممكن تريحنى  ،،،  علشان كدة وافق يا بابا  ،،،  أنا هبلغ كريم إنى موافقة واقعد معاه واللى فيه الخير ربنا يقدمه  ،،  بس قبلها لازم أحكيله عن مشكلتى   ،،،  وهو ليه حرية الإختيار  . 


تنهد بقوة وشرد يفكر  ،،،  عاد يطالعها متسائلاً: 


- طب وأمه يا بنتى  ؟  ،،  هتقدرى تتأقلمى معاها  ؟  ،،  حتى بعد ما حكالك عنها  ؟  


إبتلعت لعابها وزفرت بقوة تردف بطيبة  : 


- والدته محتاجة حد يحتويها  ،،،  مشكلتها كلها حبها لإبنها  ،،  أنا أفتكر إن تيتة الله يرحمها كانت بتحبك جدا وبتغير عليك من ماما بس ماما تفهمت وضعها وعرفت تتعامل معاها  ،،،  وأنا ان شاء الله هعرف  ،،،  ده غير إن إحنا هنسافر وهننزل في الأجازات  ،،،  ده أنسب حل يا بابا  . 


وقف حمدى يطالعها بعمق ثم أردف مطمئناً  : 


- طيب يا ريتان  ،،،  إحكيله عن مشكلتك اللى أنا حاسس إنها هتتحل قريب ،،  وأنا هبعت حد يسأل عليه  ونشوف اللى فيه الخير يقدمه ربنا  . 


نغزها قلبها بقوة ولكنها أخفت ذلك تبتسم لوالدها وتومئ بصمت إلى أن غادر  . 


ستتغلب  ،،،  ستتغلب تلك المرة على هذه النغزة وهذا القلب وهذا الحب  ،،  ستبتعد ولن تراه  ،،،  أولم يقولون أن البعيد عن العين بعيد عن القلب  ؟  ،،   حسناً لتطبق هذا الأمر  ،،،  مؤكد إن ابتعدت ستنساه  . 


❈-❈-❈


في منزل بسمة 


ظلت طوال الليل تبكى بينما ظل بهاء يهدهد طفله الذي يبكى أيضاً وتركها تبكى ربما ندمت على ما قالته  . 


يعلم أنها تعانى وتعتقد أن والديها يحبان شقيقتها أكثر منها ولكن عليها أن تكف عن هذا الإعتقاد الذي سيخلق من حزنها حقداً وغيرةً ستأكلها وتلتهم من حولها  . 


عليها أن تدرك قوة خطؤها في حق شقيقتها وعليها أن تعتذر  . 


لذلك فها هو يخطو يضع صغيره في فراشه ويدثره بالغطاء ثم أردف دون النظر إليها   : 


- أنا نازل الشغل. 


تحرك ولكنها أوقفته تتساءل بحزن  : 


- إنت كمان هتخاصمنى  ،،،  إنت كمان شايفنى وحشة  ؟  ،،  إنت كمان هتبقى زيهم  ؟ 


نظر لها بتمعن وبرغم تآكل قلبه لهيأتها إلا أنه أردف بقوة  : 


- إنتِ عارفة أنا شايفك إزاي كويس  ،،،  علشان كدة اللى قولتيه أمبارح لاختك مكنش يصح أبداً أبداً  ،،،  إنتِ عارفة أنا منظرى كان إيه إمبارح  ؟  ،،،  عارفة عملتى فيا إيه قدام أهلك  ؟  ،،،  متخيلة إن بعد كلامك ده مبقاش ينفع أتعامل مع أختك عادى كدة  ؟   ،،،  اتهورتى أوي يا بسمة  ،،،  إتهورتي جداً وغيرتك من أختك ملهاش أي لزوم  ،،،  لما ربنا يكرمنا بطفل كمان هتعرفى إن الإتنين زي بعض  ،،  بس ممكن يحصل ظروف مع معينة مع ولد يخلى الأهل يتعاطفوا معاه  ،،،  لازم تفهمى أختك عن كدة  ،،،  إنتوا إتنين والمفروض تبقوا أصحاب مش بالشكل ده أبداً  ،،  راجعى نفسك كويس يا بسمة  . 


تحرك وتركها مع نفسها  ،،  تفكر في حديثه  ،،  ولكن لااا  ،،  هو لا يعلم شقيقتها مثلها  ،،،  شقيقتها تدعى المثالية وهى تتعمد أن تظهر في الثوب الملائكي لتتركها هي في الثوب الشرير أمام الجميع 


❈-❈-❈


ذهب حمدى إلى عمله وطلب من عاملٍ لديه يثق بيه أن يذهب لقرية كريم ويسأل عنه جيداً هناك  . 


وأما عن ريتان فلم تذهب للمدرسة اليوم  وها هي تهاتف كريم لتخبره بما نوت  . 


أجاب عليها بلهفة وترقب يردف  : 


- مصدقتش لما لقيتك بترنى  ،،،  عاملة إيه  ،،،  وإيه المفاجأة الحلوة دي  . 


تنهدت بقوة ثم أردفت بجدية  : 


- إسمعنى يا كريم لو سمحت  ،،،  أنا موافقة على الأرتباط  . 


أتسعت عينه وفرغ فاههِ يردف بصدمة  : 


- بجد  ؟  ،،،  بجد يا ريتان أخيراً وافقتى  ؟  


أومأت تردف بانفاسٍ مثقلة  : 


- أيوة بس فيه حاجة لازم تعرفها الأول  ،،،  وتفكر فيها كويس وتبلغنى قرارك الأخير  . 


ضيق عيــ.نيه يردف بأستفهام  : 


- خير يا ريتان  ؟  ،،،  حاجة إيه  ؟ 


إلتقطت أنــ.فاسها المقيدة بصعوبة وأردفت بحزن  :


- انا في جــ.وازى الأول قعدت سنة مافيش حمل  ،،،  ولما روحنا نكشف عملت تحاليل وقالوا أن عندى مشكلة مع الوقت والأدوية هتتحل  ،،،  بس بعدها إنفصلنا لسبب تانى خالص  ،،، ووقفت الأدوية بعدها وخوفت أعمل أي تحليل وقتها ،،، بس إنت لازم تعرف حاجة مهمة زي دي قبل أي حاجة  ،،  علشان كدة فكر كويس وبلغ والدتك وعرفنى قرارك   . 


إستمع إليها بتعجب  ،،،  هل هى عقيمة  ؟  ،،،  لم يكن يتوقع  ،،،  عليه أن يخبر مها بهذا الخبر  ،،،  مؤكد لن يربط نفسه بزو جة لن تنجب ومؤكد أن والدته سترفض رفضاً قاطعاً  ،،،  إبتلع لعــ.ابه ولم يجد حديث فتابعت هي بهدوء   : 


- أنا هقفل دلوقتى وأنت فكر وبلغنى قرارك  . 


أغلقت وشردت تفكر  ،،،  إحتمال ضئيل جداً أن يقبل بها  ،،،  ولكن إن حدث فمؤكد يستحق أن تبدأ معه حياة جديدة بعيداً عن هنا ربما وجدت عنده الحب ؟  . 


أما هو فأغلق معها وهاتف مها على الفور التى وتجلس خلف مكتبها تتواصل مع الشركة البلجيكية وتحاول الحصول على تلك الصفقة بأي طريقة فهى تحدي قوي سيجعل إسمها يتلألأ في دنيا الأعمال  . 


رن هاتفها فتناولته تنظر له بضجر ثم اجابت مردفة بغرور  : 


- خير  ؟ 


أردف كريم بترقب  : 


- ريتان وافقت يا مها هانم  ،،،  وافقت ترتبط بيا  . 


ذهلت وظهرت الدهشة على ملامحها ثم إنفجرت ضاحكة بسعادة تردف  : 


- معقووول  ؟  ،،،  وافقت  ؟  ،،،  بجد برافو عليك يا كريم  ،،  مطلعتش سهل أبداً  . 


أردف كريم متباهياً بشخصيته  : 


- أنا لما بحط حاجة في دماغى لازم أوصلها  ،،  بس دلوقتى فيه مشكلة  . 


ضيقت عيــ.نيها تترقب وكأنها تستشعر ما سيقوله فتابع  : 


- هى مبتخلفش  . 


ضحكت بسعادة تومئ مردفة  : 


- أيوة عارفة  ،،،  إسمع بقى اللى هقولك عليه وتعمله بالحرف الواحد وصدقنى إنت الكسبان  ،،،  بعدها هتاخد والدتك وتسافر وتبعد عن هنا خالص  ،،  تفتح مشروعك وتنسى ريتان واللى جابوها  . 


❈-❈-❈


في غرفة مراد  


يجلس مع كارى التى باتت تتألم مؤخراً بسبب حملها  ،،،  فهى الآن في السابع ويأتيها ألماً حاداً تتحمله بصعوبة ومراد يدعمها بحنو وحب  . 


حتى أنه لم يذهب إلى الشركة منذ يومين ليرعاها  . 


خرجت من الحمام وهو يسندها بعد أن أفــ.رغت مافي معدتها  ،،،  تحركت إلى الفراش وأجلسها يطالعها بحزن مردفاً  : 


- خلاص يا حبيبتى  ،،،  إرتاحى وأنا هنزل أعملك حاجة تشربيها  .


تمــ.سكت بيــ.ده تهز رأ سها مردفة بوهن  :


- لا يا مراد  ،،، مش هقدر أشرب أي حاجة  ،،، تعالى ننزل نتمشى  ،،، نشم هوا أو نروح مكان هادى  ؟


أومأ بحب وهو يربت على ظــ.هرها مردفاً  :


- تمام  ،،، إرتاحى شوية وهاخدك وننزل  ،،، بس هتقدري  ؟


أومأت تردف  :


- أيوة  ،، أحسن من قاعدة البيت لأنى اتخــ.نقت  ،،،  أو توديني عند ريتان  ؟ 


نظر لها بحزن فهى منذ ما حدث وحزينة بسبب عدم رد ريتان عليها وهذا يحزنه  . 


زفر وأردف بضيق  : 


- خلاص يا كاري  ،،،  إنتِ عملتى اللي عليكي وهى اللى مش بترد  ،،  خلاص براحتها   . 


نظرت له بحزن وتنهدت بقوة ثم طالعته تردف بتروي  : 


- حقها عليا يا مراد  ،،،  ليها حق تزعل مني  ،،،  ريتان أختى مش صاحبتى  ،،،  وأنا يعتبر أتفقت مع حمزة عليها  ،،،  لو كانوا اتفاهموا مكنتش هتزعل كدة  ،،  بس أكيد زعلوا أكتر من ألأول  ،،،  خليني أروحلها علشان خاطرى  . 


أومأ بأستسلام وحنو يردف  : 


- حاضر ياستى  ،،،  هعملك اللى إنتِ عوزاه بس إرتاحى الأول  . 


❈-❈-❈


مساءاً  . 


في غرفة ريتان تنبهت على رنين هاتفها . 


تناولته تنظر له فوجدته كريم  . 


تعجبت واجابت مردفة بهدوء  : 


- كريم  ؟ ،،، خير حصل حاجة  ؟ 


أردف بخبث يدعى التلهف  : 


- بصراحة بفكر من وقت ما كلمتيني  ،،،  قولت أكلمك قبل ما أنام   . 


تنهد وزفر يتابع بترقب  : 


- أنا موافق يا ريتان ،،، موافق أرتبط بيكي   ،،،  أنا مش هعرف أتخلى عنك مهما كان   ،،،  أنا اتعلقت بيكي جداً   ،،،  موضوع الحمل هنلاقيه ليه حل بعد الجــ.واز إن شاءلله ولو محصلش أنا راضي جداً   ،،،  بس أنا متفائل خير أصلاً    ،،، وحتى ماما قالت كدة  ،، مع إنى كنت متوقع إن ماما ترفض بس هي قالت إنك بنت حلال وطيبة وربنا هيكرمك  ،،، وبعدين الطب إتقدم جداً ولازم إنتِ كمان تتفائلي  . 


يفترض أن يسعدها حديثه ولكنه زاد الضغط على صــ.درها فباتت تسحب أنفاسها بصعوبة   ،،،  تحاول بلع الغصة الصلبة التى تكونت بحــ.لقها ،،،  مرارة مؤلمة تسيل على مجرى تنفسها   ،،  للمرة الثانية ستصبح ملك لغيره بعدما تأملت أن ربما يلتقيا  ،،، الآن بات جمعهما مستحيل  ..


تعجب كريم من صمتها وتساءل  : 


- ريتان  ؟ ،،، انتِ معايا  ؟ 


زفرت بقوة وتحدثت بخفوت  : 


- معاك   ،،، تمام يا كريم   ،،،  إتكلم مع بابا وشوف اللازم إيه . 


أومأ بخبث وقال يدعى الفرحة   : 


تمام يا ريتان   ،،، هجهز كل حاجة وهتكلم مع عمى حمدى   ،، ولو كدة نكتب الكتاب قبل ما أسافر  ،،،  وأول ما أضبط أمورى هناك هبعتلك علطول  . 


عصف قلبها بشعور سئ ثم أردفت متسائلة  : 


- هو إنت هتسافر إمتى  ؟  . 


أردفت بترقب ومكر  : 


- يعنى كمان شهر بالكتير  ،،، بس ماتقلقيش  ،،، أنا هعملك فرح يليق بيكي وكل اللى إنتِ عايزاه هجبهولك  ،،، هنكتب كتابنا في قاعة ونعزم الحبايب وزمايلنا في المدرسة وأهلك وأهلى  . 


زفرت بضيق تردف معترضة وقلبها يعصف بقوة  : 


-  لاء يا كريم مالوش لزوم  ،،،  خليه كتب كتاب على الضيق  . 


أردف بإصرار وثبات  : 


- لااا  ،،،  لازم أفرحك وأقول للدنيا كلها إنى المرة دي إخترت صح  . 


زفرت تومئ تحاول التغلب على هذا الشعور السئ الذي ينهش صــ.درها مردفة  : 


- تمام   ،،،  اتكلم مع بابا وشوف هتعملوا إيه . 


أغلق معها بينما جلست شاردة تفكر هل ما تفعله صواب  ؟  ،،،  هل تلك المرة أختارت الأفضل أم ستندم لاحقاً  ،،،  بمن تستعين ومن تسأل  ؟ 


رفعت رأ سها للأعلى تطلب العون من ربها  . 


طرق بابها فتنبهت تسمح للطارق بالدخول  ،،،  دلفت جميلة تطالعها بحنو مردفة  : 


- ينفع أتكلم معاكى شوية  ؟ 


أومأت تردف بهدوء   : 


- طبعاً يا ماما أتفضلي  . 


تقتربت جميلة وجلست على مقدمة الفراش تطالعها بعمق وشرود ثم أردفت بترقب  : 


- ليه مقولتليش إنك بتحبي حمزة الجواد  ؟ 


تعجبت ذاهلة تنظر لوالدتها بصمت فتابعت جميلة بتروى  : 


- أبوكى مقاليش يا ريتان  ،،،  أنا اللى سمعتكوا الصبح  ،،،  سمعت كلامكوا مع بعض  . 


زفرت ريتان تنظر أرضاً فمدت جميلة يــ.دها تضعها أسفل فــ.ك ريتان وترفع رأ سها للأعلى مردفة بحنو  : 


- را سك متنحنيش أبداً  ،،،  إنتِ معملتيش حاجة تخزي  ،،  بالعكس إنتِ جيتي على نفسك وسعادتك علشان متاخديش سعادة غيرك  مع إن كنتِ تقدري لو عايزة . 


أبعدت يــ.دها تطالعها وتكمل  : 


- هتقدرى تسعدى نفسك مع كريم يا ريتان  ؟  ،،،  هتقدرى تواجهى مشاعرك وتغيريها  ؟  ،،  سيبك من موضوع أمه وسيبك من سفره وسيبك من كلامه   ،،،  إنتِ هتعرفي تغيري اللى جواكى  ؟ 


هزت رأسها تردف بصدق  : 


- مش عارفة يا ماما  ،،،  طول ما أنا كدة مش عارفة هقدر أو لاء  ،،،  علشان كدة جازفت وقولت أحاول  . 


نظرت لوالدتها بقوة وأردفت بعيون باكية  : 


- العمر بيجري يا ماما  ،،  لازم أحاول  ،،،  لازم أحاول أخد من الدنيا أي حاجة حلوة  ،،  يمكن حد يحبنى ويخليني أحبه  ،،،  يمكن أقدر أخلف طفل أنسى بيه الدنيا كلها وعذابي كله   ،،،  يمكن حاجات كتير أوى تتغير في حياتى  ،،،  بس لازم أحاول  ،،،  معرفش أيه اللى مخبياه الأيام ليا بس عندى ثقة في ربنا  ،،،  هو عارف اللى في قلبي وهو اللى هيعوضنى  . 


تنهدت جميلة بقوة ثم إقتربت منها تعانــ.قها وتربت على ظــ.هرها بحب وحنو وتبادلها ريتان بقوة  . 


❈-❈-❈


في سيارة مراد يقود وتجاوره كاري متجهان إلى منزل ريتان لتراها  . 


يتحدث معها ويدللها وهى تجلس تضحك على أفعاله  . 


يردف بحب وهو يتمسك بيــ.دها ويدنو يقــ.بلها  : 


- أيوة كدة يا حبيبتى إضحكى  ،،،  خلى قلبي يرتاح  . 


طالعته بعشق وأردفت بحنو  : 


- ربنا يخليك ليا يارب   . 


تأملها بعشق لثوانى ولم ينتبه إلا عندما إستمع لبوق السيارة الآتية فجأة ليزعر ويحاول تفاديها بصدمة ولكن لم ينجح واصــ.تدم بها  . 


❈-❈-❈


في ذلك الوقت 


يجلس حمزة في غرفته يتحدث مع مها بعدما طلبت أن تتحدث معه لتخبره بأنها ستسافر ولتبعد عنه أي شكوك   . 


أردفت بخبث ودهاء  : 


-  خلاص يا حمزة أنا هسافر بلجيكا أمضي معاهم التعاقد  ،،،  ولما أرجع هنتمم بيع الأسهم وأتنازل عن حضانة مروان وننفصل  ،،  حبيت أشكرك على كل حاجة عملتها علشاني  ،،،  وأنا متأكدة إن الأفضل لمروان أنه يبقى معاك إنت  ،،،  لإنك هتعطيه كل اللى هو محتاجه  ،،  بس متخليهوش يكرهنى لو سمحت  . 


زفر بأرتياح  ،،  هل حقاً سيتحقق أخيراً ما سعى له لسنوات ودون أي مشاكل؟ ،،،  هل أخيراً سيجتمع مع حبيبته ريتان  ؟ 


أردف بترقب وتساؤل  : 


- هترجعي أمتى  ؟  . 


طالعته بخبث  ،،  رأت السعادة تقفز من عيــ.نه  ،،  لتلك الدرجة يتمنى الخلاص منها  ؟  . 


أردفت وهى تهز منكبيها  : 


- لسة مش عارفة بس أعتقد أسبوعين  ،،،  يعنى مش كتير  . 


أومأ يردف بشرود وهو يقف  : 


- تمام يا مها  . 


رن هاتفه فالتقطه يطالع رقم شقيقه  ،،،  أجاب يردف بترقب  : 


- أيوة يا مراد  ؟ 


أردف مراد ببكاء حاد  : 


- ألحقنى يا حمزة  ،،،  كااااري هتروح مني  . 


صُدم حمزة ينظر لمها بعيون متسعة ثم تساءل مستفهماً وهو يسرع للخارج  : 


- أهدى وفهمنى إيه اللى حصل  ؟ 


أردف مراد ببكاء وندم يتآكله  : 


- كنا رايحين لريتان تصالحها وفجأة دخلنا في عربية وأنا سايق  ،،،  أنا كويس بس هى خدوها على العمليات  ،،   ألحقنى يا حمزة بالله عليك همــ.وت لو حصلها حاجة  . 


كان حمزة قد وصل إلى الأسفل واستقل سيارته يغادر على الفور متجهاً لشقيقه ليرى ماذا حدث  . 


❈-❈-❈


في منزل حمدى 


عاد من عمله بعد أن عاد العامل وأخبره بنتيجة سؤاله  . 


جلس بشرود وأتت إليه جميلة وكذلك ريتان تجلسان بجواره  ،،،  تساءلت جميلة بترقب  : 


- ها يا حمدى  ،،،  عرفت حاجة  ؟ 


تنهد بقوة يردف وهو يطالع إبنته  : 


- زي ما هو قالك يا بنتى  ،،،  ناس قالت عنه كويس ومشافوش منه حاجة وحشة  ،،،  وناس قالت إن أمه ست صعبة وطماعة  ،،  وناس تانية قالت إن أهل مراته هما اللى صاعبين وانهم غلابة  ،،،  وناس قالوا إن أمه طيبة وهى اللى ربته واشتغلت علشان تعلمه علام عالى وتتباهى بيه قدام أهل القرية  ،،،  أنا دلوقتى محتار نصدق مين ولا مين  ؟ 


نظرت جميلة لأبنتها بترقب ورأت شرودها ثم عادت تنظر لزو جها وتردف  : 


- كريم وافق على وضع ريتان يا حمدى  ،،،  وافق وقالها إن أمه حبيتها وإن موضوع الحمل ده هما متفائلين خير  . 


نظر لأبنته وتساءل يتأكد  : 


- صحيح يابنتى  ؟  ،،،  يعنى قالك أنه موافق  ؟  ،،،  بسرعة كدة  ؟  . 


أومأت تردف بعقلٍ مشوش  : 


- أيوة يا بابا  ،،،  قولتلك إن هو قالي على حياته كلها مع مراته  ،،،  وأهل بلده طبيعي تلاقي ناس بتكرهُ وناس بتحبه خصوصاً بعد الخلاف اللى حصل بينه وبين أهل مراته  ،،  يعنى كل حاجة واضحة قدامنا وهو مأنكرش أي حاجة  ،،،  الأحسن تقعد معاه يا بابا وتقوله كل اللى إنت عايزه وتشوف هو هيقولك إيه  . 


زفر حمدي بقوة يردف بإيماءة بسيطة  : 


- تمام  ،،،  تمام يا بنتى  . 


استمعت إلى رنين هاتفها من داخل غرفتها فوقفت تتجه إليها لتحضره  ،،،  رأت رقمه فنبض قلبها بقوة يلكم صــ.درها  ،،،  حاولت تهدأة أنــ.فاسها وشردت أتجيب أم تتجاهله  ؟ 


ولكن بالطبع خالفتها يــ.دها وهى تضغط على زر الأجابة وتفتح الخط ثم وضعت الهاتف على أذ نها تردف بترقب  : 


- ألو  ؟ 


أردف بحب ممزوج بحزن وترقب  : 


- ريتان  ؟  ،،  ينفع تيجي مستشفى  ••••  ؟  . 


وقع قلبها أرضاً كمن تزحلقت من على منحدرٍ عالٍ وأردفت بلوعة قلبٍ متسائلة  : 


- فيه إيه  ؟  ،،، حصلك حاجة  ؟ 


أردف بعشق وحب ليطمئنها  : 


- لاء أنا كويس متقلقيش  ،،،  بس كارى ومراد عملوا حادثة بسيطة وهى في أوضة العمليات دلوقتى  ،،،  بتولد  . 


صرخت باكية بصدمة  : 


- بتولد  ؟  ،،،  ازاااي دي لسة في السابع  ؟  ،،،  طمنى بالله عليك حصلها حاجة  ؟ 


أردف بتروى وحنو  : 


- إهدى يا ريتان هى هتبقى زي الفل ان شاء الله  ،،،  أنا بس حبيت ابلغك لو تحبي تيجي  . 


أومأت تردف بتأكيد  : 


- جاية حالاً  ،،،  مسافة الطريق  . 


أغلقت معه وخرجت لوالدها تطالعه بلهفة وتردف مترجية  : 


- بابا لو سمحت ممكن تيجي معايا  ،،،  كارى بتولد ولادة مبكرة ولازم أروحلها  . 


أومأ ووقف يردف بعجلة  : 


- أكيد طبعاً  ،،،  يالا يا حبيبتى البسي وتعالى مستنيكي  . 


❈-❈-❈


بعد ساعة في المشفى  . 


دلفت ريتان تركض مسرعة ومتلهفة للإطمئنان على رفيقة دربها وشقيقة قلبها ويتبعها والدها  . 


سألت عن مكانها فأخبرتها الممرضة أنها خرجت من غرفة العمليات وتقطن في غرفة 320  . 


أسرعت ريتان وخلفها حمدى ليصعدا عبر المصعد الكهربائي  . 


بعد دقائق وصلت إلى الغرفة  ،،  أردف حمدى بتروى  : 


- إدخلى إنتِ يا بنتى وأنا هستناكى هنا  . 


أومأت واتجه هو ينتظرها في الإستراحة بينما هي سبحت نفساً قوياً وطرقت الباب  . 


كان في الداخــ.ل يقف عند مهد الصغير الذى أنار المكان بمجيئه يضحك له بحب وحنو وعندما إستمع لطرقات الباب أيقن أنها هى  ،،  وكأنه يعلم لمــ.ستها لهذا الجماد الخشبي  ،،،  رفع نظره يصب عينه على الباب بعدما سمح مراد للطارق أن يدلف  . 


لفت مقبض الباب وفتحته تميل برأ سها بترقب قبل ان تتقابل أعــ.ينهما ببعضها لثوانى وقلبيهما يعلنان تمردهما حتى كادا يقفزان من بين قفصيهما الصــ.دري .


دلفت تلقى السلام ثم لفت نظرها تطالع كارى الممتدة على الفراش تئن ويجلس بجوارها مراد يمــ.لس على رأ سها بحب وحنو ولكنه أبتعد ليسمح لها بالمرور  . 


نظرت كارى لريتان بعيون لامعة ثم أشارت لها بيــ.دها فاسرعت ريتان إليها تتمــ.سك بيــ.دها وتدنو تعانــ.قها بحب وتمهل حتى لا تؤلمها  ،،،  تبكيان بحنين أخوي بينما كاري تردد بوهن  : 


- حقك عليا  ،،،  متزعليش مني  . 


تبادلها ريتان بصدق وتأثر  : 


- حمدالله على سلامتك إنتِ والبيبي يا قلبي  . 


أعتدلت ريتان بحرج تنظر لمراد الذي يبتسم عليهما بينما هناك ضماد على جبينه يبدو أنه جرح  . 


أردفت وهى تقف بجوار كاري وتتمــ.سك بيــ.دها بعدما ابتعد مراد  : 


- حمدالله على سلامتك يا مراد  ،،،  إيه اللى حصل  . 


كان هذا الذي يقف بجوار مولود شقيقه يقف يتابع كل حركة وهمــ.سة لها بعشق  ،،  يعشق حبها لصديقتها ويعشق حنانها ورقة قلبها وعيــ.نيها اللامعتان تلك  . 


إنتابته غيرة العشق وهو يرى شقيقه يشرح لها ما حدث وهى تستمع له فأردف ليحصل على انتباهها  : 


- مش تيجي تشوفي حمزة الصغير  ؟ 


تنبهت له تطالعه بتمعن  ،،،  تنهدت بقوة ثم أبعدت نظرها عنه وتقدمت من مهد الصغير لتراه  ،،  وقفت عنده تنظر له بذهول وعيون لامعة بالحنين  ،،  للحظة تخيلته طفلها هي  ،،  إبتسمت بسعادة وسقطت دمعة من عيــ.نها على وجنتها أمام عينه وقلبه الذي تلوي متوعداً داخــ.ل نفسه أن يعوضها عن كل ما مرت به وأن يجعل من المستحيل ممكناً وستنجب منه  ،،،  سيكون لحبهما ثمرات وثمرات ولن ييأس أبداً  . 


أفاق من شرودهما على طرقات على باب الغرفة تبعها دلوف صفية وفريد وشيرين ومها  ؟ 


تفاجأ هو بمجيأها فهى دائماً تبتعد عن تجمع عائلته ولكن بالطبع هى لن تترك فرصة مثل هذه بعدما علمت بمجئ ريتان  . 


دلفوا جميعهم يتمنون السلامة لكارى ومراد ويستقبلون المولود بسعادة  . 


وقفت ريتان تتنهد بقوة وصفية تتقدم منها وتمد يــ.دها مردفة بود وحنو  : 


- إزيك يا حبيبتى  ،،  عاملة اية  ؟ 


بادلتها ريتان بود واحترام تردف بهدوء تحت أنظار مها الحاقدة التى تحاول إخفاؤها  : 


- الله يسلمك  ،،  أزي حضرتك  ؟  


أومأت صفية بود ثم نظرت للصغير بحب وحنو وانشغلت به واتجهت شيرين إلى ريتان لترحب بها أيضاً ثم أبتعدت لترى الصغير بحب  ،،،  بينما تقدمت مها من حمزة متعمدة حتى أنها وقفت بينه وبين ريتان حائلة ثم أرتفعت قليلاً إلى أذ نه تردف بهمــ.س متعمد  : 


- حمزة أنا طيارتي كمان ساعتين  ،،  لازم أسافر زي ما قولتلك  ،،،  هتواصل معاك علشان أبلغك عملت إيه   . 


كان يستمع إليها بضيق ويعلم لما فعلت ذلك لذلك إبتعد عنها يردف بصوت مسموع  : 


- تمام  ،،  هبقى أتواصل معاكى أشوف وصلتى لإيه  . 


إبتسمت له برغم غيظها ونظرت لريتان بعيون حاقدة ثم وعدت الجميع وغادرت بينما وقفت ريتان تحاول التحكم في هذا الشعور الي راودها عندما همــ.ست له مها  ،،،  يحق لها كل شئ تتمناه هي  ،،،  يحق لها أن تحصل وتنعم بما حلمت هي به  ،،،  هى زو جته بينما أنا الغريبة هنا  ،،،  هى لها مكان بينهم وأنا التى عليها أن ترحل  . 


لم تنظر له بل تقدمت من كاري مجدداً ودنت منها تردف بقبضة تعتصر قلبها حاولت إخفاؤها  : 


- كاري حبيبتى  ،،  أنا همشي علشان بابا مستنيني برا وهجيلك وقت تانى  ،،  مرة تانية حمدالله على سلامتك  . 


تمسكت كاري بيــ.دها تشدد عليها وكأنها تطيب خاطرها ولكنها تتألم لذلك إبتسمت لها ريتان وتحركت للخارج بعدما وعدت الجميع ووقف هو يتنهد بقوة ويتتبع أثرها بحسرة  ،،  يردد بين نفسه أن لم يتبقى سوا أيام  ،،،  أيامٍ فقط وسآتى إليكِ وسأكون ملكاً لكي وحدكِ إسماً وقلباً وكياناً  .

تابع قراءة الفصل