-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم لخديجة السيد - الفصل 6 والأخير - 3 - السبت 28/12/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة العمدة وبنت العم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

العمدة وبنت العم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس والأخير

3

تم النشر يوم السبت

28/12/2024

توترت فردوس لأنها تعرف جيدًا أن ابنها لا يتنازل بسهولة، خاصة عندما يتعلق الأمر بشخص يثق به حتى لو كان ذلك على حساب عائلته ولقد شاهدته مع شقيقتها كيف استعاد حق زوجة ابنها سابقًا دون أن يهتم بأنها خالته. فهل سيعيد نفس القرار ويعاقبها؟ من المستحيل أن يحرمها من حفيدها ويعاقبها بتلك العقوبة القاسية.


وهنا فهمت جيدًا أن غالية لعبتها بشكل صحيح عندما أوكلت ابنها استعادة حقها كعمدة وليس كزوجها. فأفصحت فردوس له عما يثقل صدرها المتألم متسائلة بقلق


=وايه حكمك يا عمده اللي هيتنفذ على امك! 


في البداية لم ينطق بشيء، ظل ينظر إليها بطريقة باعثة على المزيد من القلق، كادت على وشك الحديث؛ لكنه جعلها تبتلع حروف كلماتها في جوفها عندما هدر فجأة يأمرها بعدائية مخيفة


= لمي خلجتك يا فردوس وعلى دار ابوك وامك القديمه، وما تعتبيش الدار إلا لما تستاذني الاول من اصحابها! واذا كان على احفادك هتشوفيهم لحد عندك بس كل فتره!. 


نظرت له في ذعرٍ ورددت وهي على حالة تامة من الذهول الممزوج بالخوف


=لا لأ يا سراچ بلاش تعمل فيا اكده.. إلا انك تحرمني من حفيدي اللي لسه ما شفتوش و عندي امل يطلع ولد كيف ما كنت بتمنى.. ليه يا ابني قاسي عليا اكده 


تنهد بيأس وعتاب كبير وهو يقول بصوت ميؤوس 


= انتي اللي قسيتي على نفسك ياما لما اذيتي ناس كتير ما عملوكيش حاچه من اول غالية اللي كانتش بتفتح بقها معاكي مهما تعملي فيها 

وانتي كنتي بتستغلي ديه! لحد التار واللي ماتوا بسببه ناس كتير، وانتٍ اللي وصلتي غاليه كومان انها تقتل ابنها عشان تحمي مننا.. 

ولا فؤاد وبسمله لو كان روحوا تفتكري ساعتها لو كان حصل كنت هقدر اسامح نفسي ولا ابص لمراتي وبنتي من تاني عادي... عشان اكده لازم تطلعي من الدار ياما لحد ما غاليه تعفي عنك . 


كان فاقدًا للصبر متوترًا للغاية، لذا هلل بها في شراسة جمة جعلت قلبها ينقبض بقوةٍ أكثر 


= أمي انتٍ عارفاني مهما تعملي ما برجعش في كلمتي خصوصا في الحق.. فوفري عليا وعلى نفسك المناهده.. وانا برده مش هسيبك امي وفي النهايه لازم ابرها لكن مش في الغلط! ولا على حساب ناس ملهاش ذنب عشان اكده قصه التار كومان لازم تخلص النهارده.


اتسعت عينا فردوس بلا تصدق وراحت تصيح بتهديد صريح


= هتعملي ايه اوعى تعملي اللي في بالي!. ساعتها مش هتكون ابني ولا اعرفك وهتبري منك.. هتضيع حق اخواتك يا سراچ ومش هتاخد بتارهم، أكده انت راچل لما تسيب عيله البدري تنتصر علينا من غير ما تقتل حد منهم وتطفي نار امك.. نسيت عوايدنا عاد.


لم يرد عليها أنما جاء صوت الغفير في تلك اللحظه مجلجلًا على الأخير


= يا سياده العمده خلاص الناس جهزت بره، عيله البدري والحكومه و ما فاضلش غيرك.. 


استفاق من نوبة الغضب الهوجاء التي سيطرت عليه، ليأمر به في صوت لاهج

ونظراته كانت مسلطه على والدته بتحدي سافر


= روح وأنا جي وراك علي طول.. بالكفن !. 


❈-❈-❈


بعدما مضي ما يزيد عن ساعات، بذل سراج خلالهما ما في وسعه ليل نهار لنيل رضاه عائلة البدري لتسليم الكفن أمام الجميع ومن ضمنهم أهل البلد وأسرته التي كان بعضها غير راضيه على فعلته لكن لم يستطيع احد الاعتراض، وعلى الجانب الآخر كبير عائله البدري إبداء فروض الطاعة الكاملة له وقبل تقديم العرفان دون تفكير، فكان الجميع حقا مل وتعب من قتل أرواح الأبرياء والحزن عليهم.


اقترب بتلك اللحظة المأمور وربت علي كتفه بتشجيع قائلاً بصوت جاد


= اللي عملته ده كبير أوي يا عمده، واحسن حل كفايه الناس اللي راحت بقى وحوطوا على أولادكم الباقيين.. وبكده هتلاقي ناس كتير هتتشجع زيك في البلد وتقدم الكفن وتعرف ان ما لوش دعوه بالعار ولا الفضيحه إنما حمايه لاولادكم اللي موجودين واللي لسه هيجوا.


بدأت زغاريد النسوه تتعالي ودماء الذبايح تنتشر حولهما ككبش فدا بدلاً من قتل الأشخاص واخيرا انتهت تلك القصه وتوقف سلسال الدماء بين العائلتين، لن تستطيع غالية وصف فرحتها السعيده تلك فهكذا ضمنت حياه كريمه لابنها القادم وجميع ابنائها وزوجها.


على عكس فردوس كانت تشاهد ما يحدث بروح مغلوله وحقد كبير فإفساد ما تحاول بنائه بأمنية شبه مستحيلة مرفوضة، بأخذ ثأر أولادها معتقده بتلك الطريقه هكذا نيران قلبها تنطفي ويعود حق أبناءها.


هتف فؤاد وهو يسير تجاه غالية التي كانت تهتم بالرحيل لدخول السرايا 


= استني يا غاليه!. 


توقفت مكانها بدهشة، ليقول بصوت حازم بشدة 


= انا عاوز اقدم انا كومان كفني قدام الكل على الغلطه الوعره اللي عملتها في حق بنت اخويا.. وبسبب تفكيري في الشر ربنا اذاني في اعز واحده ليا! عشان اكده روحي بين ايديكي واعملي اللي انتٍ عاوزاه فيا محدش هيعترض ولا هيتكلم . 


كان في تلك اللحظه يتابع الجميع ما يحدث وكان الخدم يجهز أشياء فردوس للرحيل، 

فصرخت تهاني فزعًا لرؤيته ذلك فجـأة


= يا مصيبتي الحقي يا ست فردوس، فؤاد قدم الكفن هو كومان لست غاليه 


لطمت فرودس على صدرها منددة ندبها المصدوم بما تراه بغضب شديد 


= هتقتله! انا عارفاها طول عمرها شرنيه ولما تصدق الفرصه تجيلها، عشان تحرق قلبي اكتر! 

مش كانت عماله تعاركني عشان ما اخدش بتار عيالي أهي دلوقيتٍ هتاخد بتار أبنها عشان تعرف وجع الضنا واللي انا فيه .


لم يتحرك سراج من مكانه ابدأ وشاهد ما يحدث بهدوء تام، عكس الجميع الذي شعر بالتوتر والقلق من رده فعل غاليه، ردد الآخر في لوعةٍ مشوبة بالإلحاح والتوسل بسبب عذاب الضمير بما جناه بتلك الطفله الصغيره


= ارحميني من عذاب الضمير يا غالية ابوس يدك 


تفاجأت غالية بإقباله على قدمه ليقبل يدها، ووارت ذلك الشعور بالضيق خلف ابتسامة لبقة مرسومة بعنايةٍ وهزت رأسها بسرعه باعتراض

هاتفه باسمة بحزم 


=قوم يا فؤاد ايه اللي بتعمله ده ما تذلش نفسك لحد مهما حصل، انا عارفه كويس ان اللي حصل ده غصب عنك وانت قد ايه بتحب بسمله وعمرك ما هتقصد تاذيها، عشان اكده عمري ما هحاسبك.. و ربنا يشفيها لي ويسامحك.


في التو تجهمت ملامح فردوس وانصدمت من رده فعل غاليه التي دون قصد انتصرت عليها، 

وكأنها ترسل إليها بفعلتها انها افضل منها على الأقل تجاوزت ألمها على ابنتها مقابل العيش في سلام وتوفير حياه هادئه، عكسها هي كانت دائما تسعى للخراب دون الإهتمام بابنائها التي كانت ستفقدهم واحد وراء الاخر . 


ابتسم فؤاد بلا تصدق وأحس بشعور مريح نوعا ما، وهي هزت راسها له مبتسمة بخفوت.


في حين أحست غالية بيدٍ تتلمس ظهرها فانتفضت بقلقٍ ونظرت جانبها، لتجد سراج يخاطبه بهدوء 


= لو عاوز تروح مع امك خلي الخدم يجهز حاجتك انت كومان يا فؤاد.


هز فؤاد رأسه ورد علي الفور بصوت جامد


= لع يا اخويا انا أهنأ مرتاح في الدار!. 


غضبت فردوس من قراره الصادم، لأنه يعني أنها ستظل وحيدة ولن يبقى أحد يريدها بسبب أفعالها، فقالت بغطرسةٍ 


= يلا يا بنت انتٍ وهي حملي حاجتي على العربيه كأني انا اللي هموت واقعد معاهم..


نظرت غالية الي ابنتها الجلسة فوق الكرسي المتحرك بحزن عميق، كادت تمضي فرحتها للنهاية لولا أن كدر صفوها هذه اللحظات، وعندما لاحظ ذلك سراج اخبرها 


= ما تقلقيش عليها وحياه اللي خلقها لا هعمل المستحيل عشان اخليها ترجع تمشي تاني على رجليها حتى لو هصرف اللي ورايا واللي قدامي واسفرها بره...


راقها ذلك التغيير واستحسنته منه بأمل فامسكت يده قائلة باسمة بأمل 


= بجد يا سراچ.. بسمله هترجع تمشي تاني 


أبعدها بجفاء قاصداً وهو يقول بجمود 


= انا قلتلك كلمتي وخديها ثقه، بس بلاش تتصرفي من دماغك تاني!. 


أخفضت رأسها بخزي وقد فهمت بأنه ما زال غاضب منها لأنها حاولت إجهاض نفسها، وتعلم بأنه معه الحق في ذلك فكانت سترتكب أكبر خطأ في حياتها.


❈-❈-❈


ظنت غالية بعد عودتها الى الدار سيكون مجرد خلاف عابر حدث وسيمضي مع ما يمضي من مشكلات معتادة، لكن تلك المرة تحديدًا رفض سراج تمرير الأمر مرور الكرام، بالكاد انتظر ذهاب الجميع ليظهر احتجاجه الشديد رافضًا التحدث معها حتى او النظر بوجهها، فخطاها لم يكن سهل بالنسبه إليه! أن تقتل إبنه وهي تعلم جيد بأنه كان يتمناه بشدة حتى وان كان معه بسمله ابنته الوحيده لكن لا ينكر بأنه أراد ان يكون له عزوه من الأولاد الكثيره لكن رفض ذلك بسبب خوفه عليها من تلك العمليات وارهاقها فيكون ذلك جزاءه تحرمه من طفل لم يراه حتي.


دخلت الغرفة وهي تحمل صينيه الطعام التي جهزتها خصيصاً لاجله، لتنتقل ببصرها تجاه زوجها المتجهم، تجاوزها لتحدق في وجه سراج بزعل ظل ذلك الحاجز الوهمي قائمًا بينهما فحاولت هي إزالته بسؤالها الفاتر


= اول مره تدور وشك لما تشوفني هتفضل زعلان مني اكده كتير؟.


الصفحة التالية