رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 10
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل العاشر
إرتجف جـ.ـسد ذاك الواقف خلفها وهو يستمع إلي حوارها ذاك الذي نزل علي قلبه كمادة كـ.ـاوية أحـ.ـرقته وجعلتهُ يصرخ متـ.ـألماً،شعور بالغيرة والألم والمرارة تملكوا منه وسيطروا علي كل ذرة بجـ.ـسده حتي باتت جميع عروقهُ تنتـ.ـفض غضباً وغيرة لو خرجت منه لأشعـ.ـلت كل ما حوله وحولتهُ إلى لهيب
نظر عليها وهي تنتحب وتشهق بشدة على رجُـ.ـلها وحبيبها السابق،كّم أَحَـ.ـسَّ حينها بالمهَانة والأسّى والوجـ.ـع،إن أسوء ما يشعُر به الْمَرْءُ على الإطلاق هو تمزق الروح بفضل الغَيْرَة على المحبوب،كّم أن مذَاقها مُرّاً كَالحَنْظَلِ
إبتلع لعابهُ التى صَار مذاقهُ كَالعَلْقَمِ، بصعوبة تمالك من حالهْ وتحمحم منضفاً حنجرتهُ كي ينتبه الجميع له،شعرت بعالمها ينهار من تحـ.ـتها خشيةً من يكون إستمع لكلماتها تلكْ،إرتبك داخلها وسريعاً جففت دموعها لكي لا يراها ويحزن داخلهُ وتقـ.ـتلهُ غيرته الشديدة عليها،تعلم جيداً أنهُ يُحبها بل ويعشقُ جُل ما بها،لكنهُ فى الغيرة يتصرفُ بجنون
أخرجت سريعاً نظارتها الشمسية وارتدتها كي لا يُلاحظ إحمرار عيناها جراء دموعها،رأها "مروان" وشعر بالغضـ.ـب وانقبـ.ـاضة بداخل قلبه
هرول أنس إليه وهتف بنبرة حماسية وهو يقترب من ذاك الذي حملهُ وأسكنهُ داخل أحضـ.ـانه:
-باااابي
إستدارت ثُريا خلفها ونظرت إليه وتحدثت بخفوت وصوتٍ يبدوا عليه التأثُر:
-تعالي يا "ياسين"،واقف بعيد كدة ليه يا حبيبي؟!
تحمحم كي يُنظف حنجرتهُ وتحدث بنبرة جادة لملامح وجه مُكفهرة إرتسمت رُغماً عنه:
-مش عاوز أزعجكم يا أمي،أنا خلصت الإجتماع بدرى وجيت علشان أطمن علي أمانكم وأرجعكم البيت بنفسي
وأكمل وهو ينظر بحِـ.ـدة إلي تلك التي تواليه ظهـ.ـرها وهي منكمشة علي حالها دون النظر إليه حتي لا يري إحمرار أنفها:
-أنا هستناكم في العربية علي ما تخلصوا زيارتكم
هلل الصغير قائلاً:
-أنا هاجي معاك يا بابي
قال كلماته وانسحب حاملاً الصغير وأستقل سيارته الواقفة بعيداً، جلس بمقعده أمام مقود القيادة ثم نظر عليها وحسرة ملئت قلبه وهو يري تأثُرها الشديد،نـ.ـاراً تُشـ.ـعل داخلهُ جراء كلماتها التي باتت تتردد داخل أُذِناه وكأنها صدي صوت يتكرر ويُجلجل برأسهِ
أما ذاك الفتي الذي نظر بحِـ.ـدة للتي تَبدَل حالُها ورأي رُعبها من مجرد إستماعها لحمحمته وتحدث متسائلاً بنبرة غاضـ.ـبة وأسلوب غير لائق لمحادثة والدتهْ:
-هو إنتِ ليه سكتي ومسحتي دموعك بسرعة أول ما سمعتي صوت عمو "ياسين"؟!
إرتبكت من سؤال صغيرها وحمدت الله أن ثُريا لم تستمع إلي سؤال حفيدها وذلك لإندماجها مع قراءة القرآن الكريم بصوتٍ عالْى،أجابتهُ بزيف ونبرة خافتة للغاية:
-طول عُمرى وأنا ما بحبش أعيط قدام حد يا "مروان"
نظر لها بترقُب وسألها:
-وهو عمو "ياسين" حد؟
واسترسل بنبرة حادّة:
-مش المفروض إنه جوزك؟
تنهدت بثقل وألـ.ـم نفسى إنتابها جراء كلماته المُجـ.ـلدة لذاتها، حقاً لقد هَرمتْ روحها وما عاد فيها لتحمُل الأكثر،يكفيها الحَملُ وما تقاسيه من تبعاته وتغير الهرمونات لديها،ناهيكَ عن تأرق روحها الدائم بفضل غيرتها المُرة على متيم قلبها
وضعت كف يـ.ـدها علي كتف صغيرها وربتت فوقهُ بحنان ثم تحدثت بمراوغة كي تحث صغيرها علي الصمت والتركيز في غير موضوع:
-إقرأ الفاتحة لبابا وإدعي له يا حبيبي،هو شايفك وحاسس بيك،بلاش نضيع الوقت اللى قاعدينه معاه فى الكلام.
تنهد الفتي وأَحَـ.ـسَّ بصحة حديثها مما جعلهُ يُمسك بكتاب الله وبدأ بقراءة سورة "يس" على روح أبيه الطاهرة
أخذت نفساً عميقاً وتناولت القرأن الكريم من حقيبة يـ.ـدها وبدأت هي الآخري بقراءة سورتى التكاثر والإخلاص لعلمها بفضلهما الكبير العائد على المتوفىّ
بعد مرور حوالي ربع ساعة أردفت ثُريا بعدما أغلقت كتاب الله ووضعته بحقيبة يـ.ـدها:
-يلا يا ولاد علشان كدة أخرنا "ياسين"
هتف الفتي بنبرة حادة تنمُ عن مّدي غضـ.ـبته:
-ماحدش قال له ييجي يا نانا،أنا طلبت منه نيجي هنا لوحدنا علشان نقعد مع ذكري بابا براحتنا وماحدش يستعجلنا، والمفروض إنه كان إحترم رغبـ.ـتي
أغمضت مليكة عيناها بأسي لحال نجلها الثـ.ـائر،أما ثُريا فقد إتسعت عيناها بذهول من حِـ.ـدة الفتي وثـ.ـورتهُ الغاضـ.ـبة ضـ.ـد "ياسين" فتحدثت بنبرة صارمة كى لا تدع فرصة للشيطان للعب برأس حفيدها الغالى:
-مروان،من إمتي وإنتَ بتتكلم كدة علي عمك؟
واسترسلت بإمتنان:
-مش كتر خيره إنه قلقان علينا وجاي يروحنا بنفسه؟
أجابها بنبرة معترضة:
-الحَرس معانا وإحنا ماكناش محتاجين لوجوده أصلاً يا نانا،كل اللى عمله بحضوره إنه قلب لنا هدوءنا وخِلوتنا
هتفت ثريا من جديد بنبرة حادّة مُحذرة:
-مروان،قُلت لك عيب كدة
ثم نظرت إلى تلك الجالسة ولا حول لها ولا قوة وهتفت:
-لو مش عامل لى أنا حساب أعمل حساب لأمك التعبانة دى
واسترسلت بنبرة شديدة اللهجة:
-قوم يلا نروح علشان الضيوف اللى فى البيت
إلتزم الفتى الصَمت إحتراماً لكلمة جدته وايضاً رأفةً بوالدته المرهقة،وقفت مليكة ثم أسندت ثُريا وتحركتا بجانب مروان الذي أصّر علي عدم صعودهُ بسيارة ياسين وأستقل السيارة الذي أتي بها وجاورته ثُريا لعدم تركه وحيداً،وجلست مليكة بجوار ياسين، أما الصغير فاستقر بالأريكة الخلفية
إنطلق "ياسين"بسيارته وقادها دون النظر إلي تلك التي تجاورهُ وألتزم الصمت التام مع إكفهرار ملامح وجهه،إبتلعت لُعابها وأرتابها الشَك وأهتدت إلي أنه قد إستمع إلي حديثها وهذا ما جعلهُ يتحول هكذا
نطقت بتلبك سائلة إياه بإرتياب:
-مالك يا ياسين؟
لم يُعيرها حق الرد بل زاد من عُبُوس ملامح وجههُ مما جعلها تنـ.ـزع عنها حِزام الأمان وكادت أن تتحرك وتقترب من مقعده أوقفها بإشارة صارمة من كف يَـ.ـده متحدثاً بنبرة شديدة الصرامة وهو ينظر أمامهُ مراقباً الطريق:
-خليكى مكانك.
مما جعلها ترتعب وتعود لمقعدها وتنكمش به حفاظاً علي كرامتها وايضاً تركهُ لحين أن يهدأ قليلاً
بعد قليل،أوقف السيارة خارخ البوابة الحديدية ومازال علي وضعيته،فتحت الباب وترجلت منه ثم فتحت الباب الخلفي وأنزلت صغيرها وامـ.ـسكت كفه وتحركت إلي الداخل، وتحرك هو بسيارته متوجهاً إلي الجراچ بحِـ.ـدة مما أسفر عن خروج صفير نتج عن إحتـ.ـكاك إطارات السيارة بالأسفلت مما جعل جـ.ـسدها ينتفـ.ـض وأغمضت عيناها ثم أخذت نفساً عميقاً ومَضت فى طريقها متجهة إلى الداخل
رفع الصغير قامته ونظر إليها وتحدث مُستفسراً:
-مامى،هو بابى شكله زعلان ليه؟
أجابته وهى تسير بجانبه على عُجالة:
-بابى مش زعلان يا أنس،بابى كان عنده شغل كتير ومُرهق ومحتاج ينام علشان يرتاح
دخلت إلي المنزل وجدت يُسرا ونرمين تجاورتان ثُريا ومروان اللذان وصلاَ للتو،تساءلت مستفسرة عن صغيرها:
-هو عز فين يا يُسرا؟
أجابتها بهدوء:
-طنط منال جت أخدته علشان يقعد معاها هى وحمزة علي ما ترجعوا.
هزت رأسها بتفهم ثم تحدثت إلي مروان قائلة:
-يلا يا مروان خد أخوك وإطلعوا علي فوق،هناخد شاور سريع علشان نروح بيت جدو نسلم علي خالو.
تحركا الطفلان وبدأ يصعدان الدرج،نظرت إليها نرمين ثم أردفت مُتسائلة:
-هتفطروا فى بيت أنكل سالم يا مليكة؟
هزت رأسها بإيماء وتحدثت بخفوت:
-بإذن الله
ثم هتفت بنبرة عالية وهي توجه بصرها إلي المطبخ:
-مُنى
أتت العاملة علي عُجاله وتحدثت بإحترام:
-نعم يا ست مليكة؟
ردت عليها بهدوء:
-روحي هاتي لي عز من ڤيلا الباشا،وبلغي الحرس برة يجهزوا العربية علشان هروح بيت بابا أنا والأولاد
ثم أسترسلت بإهتمام:
-وقولى لحمزة يجهز نفسه علشان هايروح معانا
تحركت العاملة بطاعة إلي الخارج وتساءلت ثُريا بإستفسار:
-هو إنتِ يا بنتي هاتروحي من غير ياسين؟
واسترسلت موضحة:
-مش المفروض يروح يسلم علي أخوكِ ومراته،الإصول بتقول كدة،وبعدين هو بلغني إمبارح وقال لي ما أعملش حسابكم علي الفطار لأن بباكي إتصل بيه وعزمه هو وحمزة.
شعرت بغصة مُرة وقفت بحلقها لعدم إيجاد إجابه لديها،إبتلعت لُعـ.ـابها وتحدثت بنبرة حاولت جاهدة في إخراجها هادئة:
-مش عارفة يا ماما إذا كان هيروح معانا ولا لا،شكله راجع تعبان من الشُغل وأنا مش عاوزه أضغط عليه
قالت كلماتها وصعدت إلى الأعلى،وتساءلت يُسرا والدتها:
-هي مليكة مالها يا ماما،وشها لونه مخطوف وباين عليها متضايقة
مش عارفة يا يُسرا،جايز تكون تعبانة من الحَمل..جُملة نطقتها ثُريا
أما نرمين فهتفت بنبرة حماسية عبرت بها عن مدي سعادتها:
-شكلها كدة متخانقة مع ياسين
رمقتها يُسرا بنظرة حزينة على حالها،أما ثُريا فتنهدت بأسي وتحدثت بهدوء حيثُ أنها لم ترى وجه إبنتها الشامت:
-ربنا يهديهم ويهدى سركم يا بنتى
ثم نظرت إلي طفل نرمين التي تحمله وتحدثت وهي تُبسط ذراعيها لإلتقاطهُ بحنان:
-تعالي يا رائف لحُضن تيتا
ناولتها نرمين إياه بسعادة وادخلته ثريا لداخل أحضـ.ـانها وبدأت بتقـ.ـبيلهُ بحِنو
❈-❈-❈
داخل منزل عز، دخلت العاملة إلي الداخل وجدت كُلً من عز ومنال وطارق وعُمر وحمزة يجلسون ويداعـ.ـبون الصغير بلعبة تجميع وتكوين الأشكال(البازل)، تحدثت مُني إلي منال بإحترام:
-ست مليكة عاوزة عزو علشان هتروح بيت بباها يا هانم
سألها عز بإستفسار:
-ياسين باشا هو اللي هيوصلها؟
أجابتهُ وهي ترفع كتفاها بعدم معرفة:
-ما أعرفش والله يا باشا،الهانم قالت لي أجي علشان أخد عز وأخلي الحرس يجهزوا لها العربية
أمسـ.ـكت منال الصغير وقبـ.ـلته وتحدثت وهي تغمرهُ بدلالها:
-هتوحشني يا عزو
ضحك الصغير بدلال وتحدث بطلاقة:
-إنتِ كمان هتوحـ.ـشي عزو يا موني
أردفت لهُ بتدليل وغَنِجَ :
-طب يلا هات بـ.ـوسة لموني قبـ.ـل ما تروح عند مامي
قَبـ.ـلها الصغير ثم أشار إلي شقيقهُ وهتف ببراءة:
-تعالي يا حمزة علشان تبـ.ـوس عزو إنتَ كمان
ضحك عز المغربي وتحدث بمداعـ.ـبة:
-بكاش زي اللي مخلفك
قهقه الجميع وتحرك حمزة سريعاً لذاك المشاكس الصغير وأحتضـ.ـنهُ وبات يزيدهُ من قُبـ.ـلاته الصادقة والمُحبة وتحدث إليه الصغير:
-شيل البازل وإوعى تخلى حد يلعب بيه وبالذات ساندرا طارق، وأنا لما أجى من عند جدو سالم هكمل تكوين الأسد والحمار الوحشى
عقب طارق على حديثهُ بطريقة ساخرة:
-هو أنتَ أى جُملة تلزق فيها إسم ساندرا وخلاص،ولا أنتَ عاوز تعمل لنفسك منظر قدام العيلة علشان البنت مش معبراك
ضحك الجميع حتى الصغير الذى لم يُدرك ما نطق به طارق،وتحدث حمزة إلى الصغير بنبرة حنون وهو يُملـ.ـس على شعر رأس شقيقهُ:
-عيب عليك،ماحدش يقدر يلمـ.ـس الأسد بتاع عزو طول ما أنا موجود
بعدما أطمئن الصغير على ألعابه هرول إلى جدهُ وارتمى داخل أحضـ.ـانهُ وبات يتمـ.ـسح بصـ.ـدره وتحدث بحنان نابع من داخله:
-جدو حبيبى،هتوحـ.ـش عزو قد البحر وسمكاته
تحدث ساخراً ذاك الذى ضـ.ـمهُ إليه بشدة وحنان:
-جاى تُحـ.ـضن جدو بعد ما أطمنت على البازل يا إبن ياسين
تحدث طارق بمشاكسة:
-طالع واعى زى أبوه؟
أخذت مُني الصغير وخرجت إلي الحديقة،أخرجت هاتفها وتحدثت إلي سيدها لتبلغهُ كعادتها:
-سعادة الباشا، الست بتجهز نفسها هي والأولاد وخلتني بلغت عربية الحراسة علشان هتروح بيت سي سالم بيه.
أجابها ذاك الجالس علي طرف الفراش بصـ.ـدرٍ مُستشـ.ـاط وقلبٍ مُلتهب يتمـ.ـزق:
-الحرس بلغوني من شوية،قولي للمدام إني قُلت لك تبلغيها إنها تستناني علشان هوصلها بنفسى
أجابته بطاعة:
-أوامرك يا باشا.
❈-❈-❈
دلفت إلي جناحها بعدما حممت أنس وساعدته في إرتداء ملابسه وبعد قليل كانت تقف أمام مرأتها تضع بعضاً من الكريمات المُرطبة علي وجهها وكفيها وتدلـ.ـكهما بعناية،إستمعت إلي بعض الطرقات فوق الباب،سمحت للطارق بالدخول ففتح الباب وخطت مُني نحوها وهي تحمل الصغير الذي هلل وأشار على والدتهُ قائلاً بحماسة:
-مامي،وحشـ.ـتيني
حملتهُ ووضعت قُبـ.ـلةً شغوفة فوق وجنتهُ وتحدثت إلي مُنى:
-خلي الناني تجيب لي هدوم عز اللي هيخرج بيها علشان هغير له يا مُنى
أومأت لها بطاعة ثم تحدثت لتُخبرها:
-ياسين باشا بيقول لحضرتك تجهزوا وهو هييجي يوصلكم
إنتفـ.ـض قلبها بسعادة وشعور بالراحة غـ.ـزى روحها وجعلها تشعر بالسَكينة،فتحدثت بلهفة وحماسة ظهرتا عليها:
-طب يلا بسرعة هاتي اللبس لعز علي ما ألبس أنا كمان هدومي
خرجت مني وأجلست هي صغيرها فوق التخت وشرعت بإرتداء ملابسها وحجابها
عودة إلى منزل عز
كانت منال تتحدث عبر شاشة جهاز اللاب توب بنبرة تملؤها السعادة:
-وحشتـ.ـينى قوى يا شيرى،مش مصدقة نفسى من الفرحة،معقولة أخيراً هاشوفك على العيد إنتِ وحازم والأولاد
تحدثت تلك الجميلة عبر الشاشة:
-وحضرتك كمان وحشتـ.ـينى قوى يا مامى
تحدث عِز إلى خَالد زو ج إبنته بنبرة ودودة:
-أخبار شُغلك إيه يا حازم؟
أجابهُ بإحترام:
-كله تمام يا سعادة الباشا،الدنيا هنا ماشية كويس جداً
تحدث إلى إبنته بحنين وعتاب مُحب:
-وحشتـ.ـينى يا شيرين،سنة بحالها ماتنزلوش إسكندرية، للدرجة دى حُضـ.ـن أبوكِ ما وحـ.ـشكيش؟!
اغْرورَقَت عيناها بدمع الحنين وتحدثت:
-غصب عنى والله يا بابا،حضرتك عارف الغربة والتمن اللى بندفعه
هز رأسهُ وتحدث بنبرة حنون:
-خلى بالك من نفسك ومن جـ.ـوزك وأولادك يا بنتى،ونشوفك على خير إن شاء الله
اغلق الإتصال مع إبنته ثم نظر إلى عُمر الجالس قُبالته وتحدث متسائلاً:
-كلمت مـ.ـراتك فى موضوع الخِلفة زى ما قُلت لك؟
إبتلع عُمر لُعابه وتحدث بإرتباك:
-ما جتش فرصة يا باشا،
واكمل سريعاً كى لا يرى غضـ.ـبة أبيه المُعتادة:
-بس أوعد حضرتك إنى هكلمها النهاردة فى الموضوع
رمقهُ عز بنظرة عدم رضا وتحدث:
-أما أشوف
نزلت تلك المُريبة من أعلى الدرج وتحدثت:
- Hello
رد عليها الجالسون ونظر لها عز بسخطٍ،جلست وبدأ الجميع يتحدث فعلمت من منال حضور شيرين فتحدثت بنبرة أسفة مُصطنعة وهى تنظر إليهم:
-يا خسارة،كان نفسى أكون موجودة فى إستقبال شيرين
وإيه اللى هيمنع جنابك من إستقبالها،ليكون عندك إجتماع فى الأمم المتحدة يومها واحنا ما نعرفش...كانت تلك كلمات عز الساخرة التى ألقاها بوجه تلك التى لا يشعر بالراحة بتاتاً فى حضرتِها
كظـ.ـمت غيـ.ـظها من ذاك المَاكر التى تعلم علم اليقين بأنهُ لم يتقبلها مُنذُ الوهلة الأولى حيث لقائهما وتحدثت بنبرة هادئة مرحة:
-ياريت يا uncle،لكن للأسف أنا مش بأهمية عز باشا المغربى علشان أحضر إجتماعات مُهمة بالشكل ده
إبتسم بجانب فَـ.ـمه ونظر لها بعدم قبول ظاهر فاسترسلت هى حديثها وهى تنظر إلى ذاك العُمر بنظرة سعيدة:
-أنا ومورى مسافرين إنجلترا علشان نقضى أجازة العيد فى لندن
حول عز بصرهِ سريعاً على عُمر الذى نطق على عُجالة مزعـ.ـوراً متنصلاً من حديثها:
-والله يا باشا أنا زيى زى حضرتك وأول مرة أسمع الكلام ده
حول بصرهِ من جديد على تلك اللمار التى تحدثت إلى عُمر بمنتهى البرود:
-ما هى دى بقى مفاجأتى اللى كَنت بحضرها لك يا بيبى
هبَ عز واقفاً وتحدث بنبرة حادّة:
-وهو اللى بيجهز مفاجأة للشخص مش يشوف الأول ظروفه وظروف عيلته إيه ويتحرك على أساسها؟
واسترسل بنبرة رافضة:
-مافيش سفر يا مدام لأن شيرين جايه هى وجـ.ـوزها واولادها من السفر علشان تحضر مع عيلتها وإخواتها العيد،ده غير ليالى وايسل
وسألها بنبرة حادّة:
-عاوزة عُمر يسيب عيلته فى مناسبة مهمة زى دي ويسافر علشان سيادتك تتفسحى؟
قال كلماته وتحرك للأعلى ليأخذ قيلولته،نظرت هى إلى عُمر لإستطلاع رأيهِ فرفع هو كتفاه بإستسلام وتحدث بدُعـ.ـابة:
-الباشا أصدر فرمانه وقُضى الآمر يا بيبى
نظرت إليه بإمتعاض من حديثه الذي جعلها تحـ.ـترق داخلياً من ذاك عديم الشخصية،فتحدثت منال حين رأت حُزنها بعيناها:
-كلام الباشا صح يا لمار،مش هينفع تسافروا فى مناسبة زى دى،وكمان رؤوف هيخطب سارة رسمى على العيد
واسترسلت لمراضاتها:
-إبقوا سافروا فى وقت تانى
تحدثت بإمتعاض وهى تتأهب للصعود من جديد تحت نظرات طارق المتفحصة لها وصمتهِ العجيب:
-أوك، بعد إذنكم