-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 10 - 2

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

الفصل العاشر 

الجزء الثاني

العودة للصفحة السابقة





بعد قليل خرجت مليكة هي وأطفالها وأقتربت من سيارة ذاك العنيد القابع بها ولم يتزحزح من مكانه،إستقلت بالمقعد المجاور له وأصّر الصغير علي الجلوس فوق سـ.ـاقيها فحينها قرر الخروج عن صمته وتحدث بقلق خشيةً عليها وعلي صغيرتهُ الساكنة أحشائها من ذاك المشاغب الذى كان مفرطاً بحركته: 

-إقعد مع أخواتك ورا يا حبيبي علشان مامى تعبانة 


تذمر الصغير وهتف بنبرة غاضـ.ـبة وهو يتشبث بحُـ.ـضن والدته:

- لا أنا هفضل في حُـ.ـضن مامي. 


خلاص يا ياسين سيبه...جُملة مترقبة نطقت بها مليكة بنبرة حذرة 


لم يُعْر لحديثها أية إهتمام،بل غضـ.ـب وهب به بصياح عالٍ أخاف الصغير وأرعب داخلها هي أيضاً: 

-إنتَ ما بتسمعش الكلام ليه؟ 

قُلت لك إرجع عند إخواتك. 


ثم إستدار بجـ.ـسده للخلف وطل برأسه علي مروان وتحدث بإحترام وهدوء نال به إستحسان الفتي: 

-خد أخوك جنبك وراضية يا مروان. 



تحمس الفتي وأومأ له بطاعة ثم بسط ذراعيه في حين تشبث الصغير بعُنِق والدتهُ تحت غضـ.ـب ياسين الذي مد يـ.ـده ليسحبهُ من أحضـ.ـان مليكة مع تذمر الصغير وتحريكهُ لسـ.ـاقيه لتتخبط ببطـ.ـن مليكة مما جعلها تتـ.ـأوه بألـ.ـم وأرعب ياسين الذي أمـ.ـسك بسـ.ـاقاي الطفل كي يمنعهُ من الحركة وحملهُ وناولهُ لشقيقهُ الذي حملهُ وشدد من ضـ.ـمته داخل أحضـ.ـانه كي يهدأ من صريخهُ العالي 



نظر عليها وتحدث بنبرة جادة وملامح صارمة:

-إنتِ كويسة؟


أومأت له بإيجاب ثم نظرت للخلف علي صغيرها الذي يبكي بصياح عالي وتحدثت بنبرة مُترجية:

-هات لى عز واوعدك هيقعد هادي ومش هيتشاقي 


لم يُعر لحديثها إهتمام وأمـ.ـسك مقود القيادة وتحرك تحت صريخ صغيرها الذى زادَ،فتحدثت هي بإستعطاف وهى تستمع لصريخهُ العالى:

-الولد هيتفلق من العياط يا ياسين  


أجابها بصياحٍ أرعب اوصالها: 

-ما ينفلق،ماهو دلعك الزيادة فيه ده يا هانم هو اللي وصله للتمرد وإنه ما يسمعش الكلام بالشكل ده.


حزن داخلها علي تلك المعاملة السيئة التي عاملها بها أمام أطفالها،ففضلت الصمت وعدم الدخول معهُ في حوارات آخري كى لا تجلب لحالها المهانة أكثر،ضل الصغير يبكي وضل شقيقاه يراضياه حتي إستكان وهدأ داخل أحـ.ـضان مروان الحنون وبدأ أنس بمداعـ.ـبته حتي إندمج معهُ قليلاً



بعد قليل 

كانت تقف بمدخل شقة أبيها ترتمي بأحضـ.ـان شقيقها الذي بات يُربت علي ظهـ.ـرها بحنان وهو يقول: 

-وحشتـ.ـيني يا مليكة،وحشـ.ـتيني أوي يا حبيبتي


ردت عليه بنبرة حنون وعيناى مُشتاقة: 

-وإنتَ كمان يا سيف وحشتـ.ـني جداً 

تحرك سيف ووقف يقابل ياسين وتبادلا الإحتـ.ـضان بينهما 


دخل الجميع إلي بهو المنزل وجلسوا يتبادلون الأحاديث والسلام، كانت تجلس بجانب والدها الممـ.ـسك بكف يـ.ـدها وتحدث معاتباً إياها:

-كدة يا مليكة،رمضان بادئ من أكتر من عشر أيام ما تجيش ولا يوم منهم تفطري معايا فيه؟ 


واسترسل وهو يحول بصره إلي ذاك الجالس بهدوء يرسم إبتسامة زائفة علي ثغره وكأن داخله غير مُشتـ.ـعل بالغيرة: 

-وكل ما أكلم سيادة العميد علشان أعزمكم يطلع لي بحجة شَكل  


إبتسم ياسين وتحدث بلباقة: 

-غصب عني والله يا سالم بيه،حضرتك عارف شهر رمضان قد إيه الوقت فيه بيمر بسرعة واليوم بيكون مزدحم ومليان 

واسترسل بلباقة وإبتسامة وهو ينظر إلي سيف: 

-وبصراحة كده إحنا كُنا بنأجل علشان نتشرف بالفطار مع دكتور سيف ومدام نُهي والأولاد. 


تبسمت نُهي وأردفت بنبرة وقورة:

-الشرف لينا إحنا يا سيادة العميد. 


وهُنا هتفت علياء بتذمر وخفة د مها المعهودة:

-طب بالنسبة لبنت عمك اللي قاعدة دي،إيه موقعها من الإعراب عند سعادتك،ولا أنا هوا ومش متشافة للدرجة دي؟  


ضحك الجميع علي دُعـ.ـابتها وأجابها ياسين بإبتسامة: 

-أولاً بنت عمي مش مستنيه إني أتكلم عنها،لأن الكُل عارف ومتأكد من غلاوة عالية اللمضة في قلوب عيلة المغربي كُلها 


واسترسل مُذكراً إياها: 

-وبعدين يا بنتي إحنا مش فطرنا مرتين مع بعض ولسه كُنا سهرانين بنتسحر من كام ساعة بس؟! 


ردت على حديثهِ بدُعـ.ـابة: 

-ولو يا حضرت،المفروض تذكُرني قدام عِيلة جـ.ـوزي وتعزز من مكانتي 


تحدث شريف مُشاكساً زو جته: 

-أنا هاذكرك يا ماما ولا تزعلى،قومي بقي شوفي الكَنافة اللي في الفُرن بدل ما تشيط وشكلك يبقي وحِش قدام سيف ومراته اللي أكلتي دماغهم من ساعة ما وصلوا الفجر،وإنت عماله تقولي لهم وتوعديهم بإنهم هياكلوا تشكيلة حلويات شرقية ما داقوش زيها حتي في أكبر المحلات 



إتسعت عيناها بتذكر وهبت واقفة وهرولت سريعاً وهي تتحدث:

-الكُنافة. 


نظرت سُهير إلي نجلتها وتحدثت بنبرة هادئة: 

-قومي يا مليكة خدي سيادة العميد ودخليه أوضتك علشان ينام له شوية لحد ما الأذان يأذن،وإنتِ غيري هدومك وتعالي علشان تساعدينا في تجهيز الأكل 



وقف منتصـ.ـب الظـ.ـهر وتحدث بإعتذار هادئ: 

-متشكر لذوقك يا ماما،أنا مُضطر أمشي علشان هاوصل حمزة النادى للتمرين لأن مروان إعتذر عن تمرينه معاه علشان يقعد مع خاله، وإن شاء الله هاجي علي الفطار 


ثم نظر إلي مليكة وتحدث بنبرة هادئة: 

-مليكة هتبات معاكم النهاردة علشان تقعد براحتها مع إخواتها 

نزلت كلماته عليها أحزنتها،تيقنت أنه بهذا القرار يُعاقبها 


نظر لهُ عز وحزن علي عدم مراضاته لهُ كما تعود منه،في حين تحدث إليه سالم الذي وقف ليتحرك معه ويوصله إلي الباب: 

-ما تتأخرش علي الفطار يا سيادة العميد وماتنساش تجيب حمزة معاك 


أومأ له بموافقة وهبت هي واقفة وتحدثت إلي أبيها: 

-خليك مرتاح يا بابا، أنا هوصل ياسين 



وافقها والدها الرأي وجلس من جديد وتحركت هي خلف ذاك الغاضـ.ـب حتي وصلا للباب وكاد أن يغادر دون النظر لها، أمسـ.ـكته من ذراعهْ لإجبـ.ـاره علي التوقف 


نظر عليها وهز رأسهُ يتسائل بعيناه عن ماذا تريد،أجابته بنبرة حزينة:

-قد كدة زعلان مني لدرجة إنك تسمح لي أبات هنا وتوافق تبعدني عن حُضـ.ـنك؟ 


واسترسلت بنبرة عاتبة فى محاولة منها لإرجاعه إليها من جديد: 

-فين كلامك علي إني بقيت بجري في د مك وإني بقيت منومك اللي ما بتعرفش تنام من غير ماتُحضـ.ـنه وتشم ريحة مِسكهُ؟  

لو خلصتي كلامك إدخلي علشان الولاد..كانت تلك كلماتهُ المقتضبة التي نطق بها بملامح وجه صارمة 


رفعت كف يـ.ـدها وتلمـ.ـست به ذقنه النابتة وتساءلت وهي تنظر داخل عيناه بحنان: 

-طب أنا زعلتك في إيه قول لي،عرفني غلطي علشان على الأقل أكون عارفة أنا بتعاقب علي إيه؟ 


رفع كف يـ.ـده وأمـ.ـسك به كفها وانزلهُ عنه،ثم رد عليها بإحتدام: 

-فعلا مش عارفة؟  


هزت رأسها بنفي قائلة بنبرة حنون ونظرة عين مُستعطفة: 

-مش عارفة يا حبيبي،ياريت تقول لي 


أومأ برأسه عدة مرات متتالية وأردف قائلاً بصرامة: 

-نبقي نتكلم بعدين يا مدام وأعرفك 


أردفت بتلهُف:

-خلاص،هاروح معاك بالليل ونتكلم في أوضتنا 


رمقها بنظرة غاضـ.ـبة وهتف بحِدة:

-وأنا قُلت لك هتباتي هنا. 


أجابته برفضٍ مؤكد: 

-مش هبات غير في جناحنا يا ياسين، 


واستطردت بإستعطاف من عيناها:

-مش هيجي لي نوم طول ما أنا بعيده عن حُضـ.ـنك يا حبيبي 


برغم كلماتها ونظراتها الحنون تارة والمترجية تارةً آخري إلا أن داخلهُ لم يتزحزح ولم يـ.ـشعر بإتجاهها بالإستجابة،وتحدث بصرامة: 

-بياتك هنا من عدمه شئ يرجع لك وما يخصنيش،  

لاني مقرر إني هبات في جناحي مع ليالي. 



نظرت إليه وعيناها تُظهر كّم الألـ.ـم الذي يسكُن داخلُها ويتوغل بروحها،توسلتهُ بنظراتها بادلها إياها بآُخري باردة وتحدث بنبرة غليظة:

-خلي بالك من الأولاد 

  

قال كلمتهُ وتحرك متجهً إلي المَصعَد الكهربائي،ضغـ.ـط زر الإستدعاء وأستقلهُ ونزل سريعاً دون النظر عليها،تنهدت بأسي وتراجعت خطوة بسـ.ـاقيها لتغلق الباب بعدها وتترجل للداخل


جلست بجانب والدتها وتحدثت متسائلة فى محاولة منها للهرب من حُزنها العارم الذي سكنها:

-اُمَال فين عالية ونُهي يا ماما؟ 

أجابتها سُهير بهدوء: 

-دخلوا المطبخ 


أومأت لها ثم نظرت علي سيف وهو يحتـ.ـضن مروان وأنس ويتحدث إليهما بوِد:

-وحشتـ.ـوني قوي يا ولاد،أما أنا جيبت لكم معايا شوية هدايا إنما إيه،حلوة قوي ومتأكد إنها هتعجبكم 


ببراءة الأطفال وتذمر هتف الصغير الجالس بأحضـ.ـان سُهير التي تُطعمهُ بعضاً من الحلوي التي صنعته له خصيصاً لعلمها شدة حُبه لها:

-وعز مش وحـ.ـشك ومش جبت له هدية؟ 


ضحك الجميع علي ذاك المشاكس وتحدث سيف بنبرة حنون: 

-مين قال كدة يا قلب خالو،ده أنتَ وحشـ.ـتني قد الدُنيا بدليل إن أكتر حد جبت له هدايا هو عزو حبيبي 


هلل الصغير ببراءة في حين نظر شريف إلي مليكة وأردف متسائلاً بتعجب: 

-هو ليه إبنك بيتكلم دايماً عن نفسه بصفة الغير يا مليكة؟! 


بتصنُع صعب رسمت بسمة فوق ثغرها بخفوت وتحدثت مفسرة: 

-مش عارفة والله يا شريف،أنس كان زيه ولما كِبر غير من طريقة كلامه 


هز رأسهُ وتحدث بطريقة ساخرة: 

-تقريباً دى بداية الأنا عنده،من الآخر كدة إبنك شكله طالع لأبوه 


شريف،عيب كده... جُملة حادّة أردف بها سالم 

تحمحم شريف وتحدث مفسراً:

-فيه إيه يا بابا،أنا بهزر


نطق سالم بنبرة صارمة وهو ينظر إلي مروان وأنس: 

-ده لا مجال للهزار ولا ده الشخص اللي ينفع يكون مادة لسُخرية سعادتك. 



تحدثت مليكة لتلطيف الجو بين أبيها وشقيقها: 

-الموضوع ماوصلش لحد السخرية يا بابا،شريف ما قصدش كده أبداً من كلامه 

تحدث شريف بعدما شعر أنهُ حقاً أزادها وما كان ينبغي عليه أن يتحدث هكذا في وجود الأطفال 


وقف أنس وتحرك إلي والدتهُ وهو يحثها علي التحرك: 

-مامي،أنا عاوز أغير هدومي علشان ألعب مع عزو وأولاد خالو سيف وخالو شريف 


تحدثت سُهير وهي تنظر لإبنتها: 

-قومي يا حبيبتي غيري له هو وأخوه وغيري إنتِ كمان وإلبسي جلبية واسعة علشان تقعدي براحتك 


إستندت مليكة بساعدها علي جانب المقعد ووقفت بهدوء وتحدثت إلي مروان:

-فين شنطة الهدوم اللي كانت معاك يا مروان؟ 

أجابها الفتي المُنشغل بالحديث مع إبن خاله القريب من عُمره بإحترام: 

-دخلتها أوضة حضرتك يا ماما 


تحركت بصغيريها إلي الغرفة وابدلت لهما ثيابهما بآخري مريحة وتحركا الصغيران إلي الخارج،بعد قليل دخلت والدتها عليها وهي تمشط شعرها وترفعهُ للأعلي ثم ثبتته،أمـ.ـسكت سُهير كف يـ.ـدها وتحركت بها إلى طرف الفراش وجلستا تتجاورتان وتحدثت سُهير بإرتياب:

-هو إنتِ وياسين زعلانين ولا حاجة يا بنتي؟


تهربت بعيناها بعيداً عن مرمي عيناي والدتها خشيةً إنفضاح أمرها وتحدثت بزيف:

-لا طبعاً يا ماما، ليه بتقولي كده؟

ردت بنبرة عاتبة:

-بتخبي عليا يا مليكة،هو أنا تايهة عنكم ؟ 


أخذت نفساً عميقاً وتحدثت بنبرة صادقة: 

-مش عاوزة أزعلك وأشيلك همي يا ماما 


أجابتها بأسي: 

-ولو ماشلتش همك هشيل هم مين يا "مليكة"؟ 


نظرت لها "مليكة" وقصت لها ما حدث اليوم داخل المقابر واسترسلت بنبرة متألـ.ـمة وملامح وجه حزينة: 

-وشكله كده سمع كلامي مع الولاد عن "رائف" الله يرحمه. 


تنهدت "سُهير" وظـ.ـهر الأسي علي ملامح وجهها وسألتها مستفسرة: 

-إنتِ متأكدة إنه سمع كلامك يا "مليكة"؟

مش يمكن يكون زعلان لأي سبب تاني، ولا تكوني زعلتيه في أي حاجة وإنتِ مش واخدة بالك؟ 



ردت عليها مفسرة: 

-هزعله أمتي وإزاي بس يا ماما،إحنا نايمين بالليل وكُنا كويسين وكان حنين معايا جداً،وقام من النوم علي شغله،هزعله أمتي يعني،وأنا نايمة مثلاً؟ 


حدثتها سُهير بنبرة مُطمأنة:

-ماتقلقيش،ياسين بيحبك ومش هيقدر يبعد عنك كتير،كبيره يوم ولا إتنين وييجي يصالحك علشان يتهني بقُربك.


أخرجت تنهيدة حارة وأنزلت بصرها وأردفت قائلة بنبرة محملة بأثقالٍ من الهموم:

-حضرتك بتقولي كده علشان ماتعرفيش ياسين كويس،ياسين غضـ.ـبه صعب وعلي قد ما هو حنين عليا، لكن لما بيزعل بيقلب عليا ولا كأنه حبنى في يوم  


وقفت سُهير وتحدثت وهي تحث صغيرتها علي النهوض وترك تلك الأفكار جانباً كي لا تتأرق نفسيتها وخصوصاً بحملها:

-سيبك من التفكير في الموضوع ده وريحي دماغك وسبيها علي ربنا،ويلا نروح المطبخ علشان نشوف علياء ونُهي عملوا إيه في الفطار 


تنهدت وبالفعل تحركت بجانب والدتها ودخلت إلي المطبخ وبدأت بالإندماج معهما بالحديث 


شرعن في تحضير الطعام ووقفن علي قدمٍ وساق لينتهوا من تجهيز قائمة كُل ما لذ وطاب من الأطعمة التي إنتوت سُهير أن تحضرها لغاليها العائد من السفر بعد غياب


❈-❈-❈


داخل المكتبة الخاصة بجامعة هايدلبيرغ المتواجدة بالاراضي الألمانية

كانت تجلس بالمكتبة في جو هادئ وهي منكبة علي كُتيبً تقرأ به بتركيز شديد،أخرجها من تركيزها صوت ذاك النوَّاف الذي تحدث بنبرة حنون في محاولة منه لإستقطابها العاطفي: 

-كيفك يا أيسل


زفرت بقوة بعدما إستمعت إلى صوتهِ وبدأت تُقلب عيناها بتملُل ثم هبت واقفة ولملمت أشيائها،وضعتها داخل حقيبة يـ.ـدها وعلقتها بظـ.ـهرها وتحركت دون النظر إليه مما جعله يُسرع ويقف أمامها ليسد عنها الطريق وتحدث بعدما رسم علي وجههُ حُزنً زائف: 

-ليش المعاملة هاذي يا أيسل؟


زفرت بضيق وتحدثت بنبرة حادة: 

-إبعد عن طريقي خليني أعدي 


بنبرة حنون إصطنعها،سألها مستفسراً: 

-أبوكِ ما قال لك إني طلبت يدّك منه للزواچ؟! 


زفرت بضيق وتحدثت متهكمة بإهانة لشخصهْ: 

-قال لي طبعاً،وقال لي كمان إنه رفض عرضك الأهبل ده، وهددك وحذرك من إنك تحاول بس تقرب مني تاني


واسترسلت مقللة من شأنه وهى ترمقهُ بنظرة إشمئزاز: 

-والوقت تبعد عن طريقي وتخليني أعدي وإلا هنده لك الـ body guards من برة يضحكوا عليك الجامعة كلها زي ما حصل المرة اللي فاتت 


إستشـ.ـاط داخلهُ من تعاليها وسخريتها منه ولم يستطع كَبـ.ـح غضـ.ـبه، فهتف عالياً بنبرة متعالية حادة:

-إنتِ إيش مفكره نفسك،إنتِ ولا شي إنتِ وابوكِ هاذا، لتكوني مفكرة إن ابوك لَهْ قيمة بين الناس،لا حبيبتي فوقي،السفير حقي هو اللي إترچاني اعدي الموضوع لجل ما نعمل مشاكل بين الدول وبعضها،بس والله العظيم لو الموضوع بيـ.ـدّي كنت خليتك تعرفين قيمتك وقيمة أبوكِ المغرور هاذا



لاحظت أمِينة المكتبة صوت نواف المُرتفع وتصديه لوقفتها ومنعها من المرور،أمـ.ـسكت الهاتف وأخبرت أمن الجامعة الذي حضر إلي مبني المكتبة سريعاً وأشارت الأمينة إلي نواف قائلة بلغتها الآُم: 

-هذا هو المُتعـ.ـدي،فلتتحفظوا عليه. 



هرولوا سريعاً وتحفظوا علي نوَّاف مكبلين ساعديه وتحدث رجل الآمن إلي أيسل متسائلاً بلغتهِ الآُم:

-ماذا يحدث هُنا أنستي،هل يقوم هذا الشاب بإزعاجك؟ 


تحدث نوَّاف بنبرة غاضـ.ـبة وهو يُحرك جـ.ـسده في محاولة منه للتملص: 

-دعوني وشأني،أنا لم أفعل لها شيئا لتكبلوني هكذا 


أسرع فَهِد في سَيرهِ إلي نوَّاف بعدما أخبرتهُ إحدي صديقات نوَّاف أنه يعترض طريق أيسل ويُعرضها لمضايقته من جديد 


كادت أيسل أن تتحدث فنظر لها فهد وهتف متوسلاً إليها:

-بلاش يا أيسل،ما تضيعِين مستقبل نوَّاف بالچامعة،إنتِ بعد راح تعرضين نفسك لتحقيقات كِثيرة ووچع راس


واسترسل بتعقُل:

-ولا تنسين إن حِنّا عرب ومش مرحب فينا بدِول الغرب،إدارة الچامعة لو حست إن راح يچيها وجع راس من وراكم بتفصلكم  اثنينكم ولا تتردد لحظة واحدة 


نظرت إليه بتشتت وشعرت بحجم غلطتها عندما تذكرت حديث والدها حينما أوصاها بألا تُعطي لهُ المجال للتحدث معها من جديد،وأيضاً رأت بحديث هذا الفهد بعضاً من الصِحة 


أعاد عليها رجُل الامن السؤال مرةً آخرى:

-هلا أجبتني أنستي؟

أيقوم هذا الشاب حقاً بمضايقـ.ـتك؟ 


نظرت لذاك الإمعة المُقـ.ـيد من قِبل رجال الأمن وتحدثت بنبرة جادة:

-لا سيدي،إنه زميل،وكان يعترض طريقي ليسألني بشئ خاص بالدراسة 


واسترسلت وهي تنظر إليهم بثناء:

-أشكركم علي سرعة تحرككم وعلي ضبط الإمن داخل الحرم الجامعي  



نظرت عليها أمينة المكتبة وسألتها بترقب: 

-أمتأكدةًُ من كلامك هذا أيسل،أم أن في الآمر شئً آخر لا نعرفهُ؟ 

واسترسلت بمساندة ودعم لعلمِها مدي نفوذ ووقـ.ـاحة ذاك النوَّاف:

-إذا كُنتي تتعرضين للتـ.ـهديد أفصحي يا صغيرتي،وأنا سأساندك واقف بجانبك؟


أجابتها بهدوء وعيناي ممتنةً: 

-شكراً لكي سيدتي،لا يوجد ما يستدعي القلق،صدقاً أنا بخير 


نحن أسفون علي سوء الفهم الذي حدث أيها الشباب...كانت تلك هي كلمات ألقاها رجُل الأمن علي مسامعهم قبل الرحيل 


نفض نوَّاف يـ.ـدهُ بعدما تركاه،ثم وقف أمام تلك الأيسل التي تحدثت إليه بنبرة تهديـ.ـدية:

-إوعى تكون فاكر إني خُفت من كلام إبن عمك عن إن الجامعة ممكن ترفدني،أنا بس حبيت أدي لك فرصة أخيرة علشان مستقبلك ما يضيعش 


واستطردت بوعيد: 

-وقسماً بالله لو ما بعدت عني لأكلم بابي وأخليه يتدخل ويرحلك من البلد ومن أروبا كُلها 


إبتسم ساخراً وتحدث بنبرة تهكمية إستحضر بها غضبها: 

-ليش،فاكرة نفسك بنت شارل ميشال لترحلينى؟ 


إستشـ.ـاط داخلها وكادت أن ترُد لولا تدخُل فهد الذي نهر إبن عمه وتحدث بنبرة حادة: 

-ممكن تسكت وتنطم وما أسمع لك حِس،و يلا  قدامي عشان نرجع للأوتيل 


زفر نوَّاف بضيق وتحدث فهد إلي أيسل بإمتنان:

-مشكورة أنسة أيسل وبوعدك ما راح تتكرر مرة ثانية،ومن اليوم نوَّاف ما راح يضايقك 


بمنتهي التعالي أجابته بوجهٍ مُكفهر: 

-هو مُجبر يعمل كدة علي فكرة،لأنه لو فكر بس يكررها هيشوف وقتها أنا هعمل إيه. 


قالت كلماتها وتحركت إلي الخارج تحت إشتـ.ـعال ذاك النوَّاف الذي تحدث بوعيد وهو يجز علي أنيابه: 

-ماشي يا بنت سيادة العميد،لو ما خليتك تِندِمين على كِل كلمة قِلتيها ما كون أنا نوَّاف العبدالله،وراس أُبوي راح تِدفعين ثمن هاذا الكلام غالي، وكثير غالي وبتشوفين 



هتف فهد ناهراً إياه بنبرة حادة:

-والله يا وِلد عمي الظاهر إنتَ اللي راح تدفع ثَمن عِنادك هاذا غالي،إِنتْ ناسي تهديد عمي لك،نسيت إنه شرط عليك لو عَملت بعد غلطة واحدة راح ترجع الديرة وتكمل هناك دراستك؟ 


زفر نوَّاف بضيق لتذكير إبن عمه دائماً بتهديدات والدهُ له وبإرجاعه للوطن وعدم تكميله لتعليمه خارج البلاد،وتحرك هو الآخر إلي خارج المكتبة بل وخارج الجامعة بأكملها


تري ما الذي ينتوي علي فعلهِ نواف؟ 

وهل حقاً سيكمل تخطيطه لاذية أيسل! 

أم أن تذكير فهد له بتهديد والدهُ سيجعله يُعيد تفكيرهُ من جديد ويعدل عن إنتقامه 

كل هذا سنتعرف عليه في الحلقات القادمة



 يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة