-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 11 - 1

 


رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

الفصل الحادي عشر

❈-❈-❈




أكادُ فى عِشْقِهَا أصلُ لِحافَّةِ الجُنُونِ ولعقلى أفقدُ


أتقلَّبُ على جمرٍ يكوى لُبِّي ولِرُوحِى يكادُ ينتزعُ 


تُحاصِرُنُى الأفكارُ ودوماً عَقٰلِى بهَوَسٍ يتسائلُ

            أتتخيلُ؟! 

كانتْ بِأَحْضَانِها الحَنُونِ تُعانقُ غيرِكَ مِنَ الرجالِ وبِضَمِّتِها كان يتنعمُ


إنها حقاً لكبيرةٌ على عاشقٍ ذابَ وباتَ محروماً لسَنَواتٍ على أَعْتابِ قَصْرِها يَتُوقُ شوقاً ويتضرَّعُ


خواطر ياسين المغربى

بقلمى روز آمين 


تحركت أيسل وخرجت من باب الجامعة،رأها إيهاب الذى كان مثبتاً بصرهِ على البوابة،فتح باب السيارة وترجل منهُ وهرول إليها مسرعاً ثم أردف متسائلاً بتعجُب:

-حضرتك خرجتي بدري ليه يا دكتورة؟ 


واكمل برِيبَة: 

-مش قولتي إنك هاتقعدي كمان ساعة في المكتبة علشان محتاجة تَطَلعِي علي مَرجع مُهم؟ 


نظرت لهُ بضيق وتحدثت بنبرة حادّة تنمُ عن مّدي وصولها إلي المنتهي في غضـ.ـبها: 

-فيه إيه يا إيهاب،هو إنتَ بتحقق معايا ولا حاجة؟!


تحمحم إيهاب بحرجٍ من إسلوبها المستفِزٌّ وتحدث بإعتذار بطريقة رسمية: 

-أنا آسف يا دكتورة،أنا ماقصدتش أبداً من كلامي إني أضايقك أو أتدخل في شؤنك الخاصة 

واسترسل بإعتراض هادئ:

-لكن إسمحي لى أوضح لك،سؤالي لحضرتك ده من صميم شُغلي


واستطرد شارحاً:

-حضرتك إتصلتي بيا من حوالي تِلتْ ساعة وبلغتيني إنك هاتتأخري ساعة ونص علشان هاترُوحِي المكتبة تَطَلعِي علي مَرجع مهم،وأنا بناءاً عليه قعدت في العربية أنا والرجالة وبعِدنا عن مدخل البوابة


وأكمل بتذكُر:

-وزي ما حضرتك عارفة أوامر ياسين باشا اللى بتجبـ.ـرك بإنك لازم تبلغينا قبل ما تخرجي من البوابة علشان نأمن خروجك كويس 


سَارت بجانبه متجهةً في طريقها إلي السيارة ثم أردفت بإعتذارٍ هادئ بعد أن رأت بوادر اِسْتِياء إرتسمت فوق ملامح وجههِ الجادة:

-خلاص بقى يا إيهاب ماتزعلش،أنا عارفة إني غلطت وإني كان لازم أبلغك إني كنسلت حوار المكتبة

واسترسلت وهي ترفع كتـ.ـفاها بتهاون:

-بس حقيقى نسيت.


سبقها بخطوة وفتح لها الباب الخلفي الخاص بالسيارة وتحدث وهو يُشير إليها بالصعود: 

-حصل خير يا دكتورة 


توقفت عن الحركة ونظرت إليه وتحدثت بإلتماس: 

-إيهاب،ممكن ماتقولش لبابى 

نظر إليها بإستغراب فتحدثت وهي تُميل برأسها إليه في نظرات تستدعي بها تعاطفهُ: please


ضيق عيناه وهو ينظر إليها بشك وتسائل مُستفسراً: 

-هو فيه حاجة حصلت جوة أنا ما اعرفهاش يا دكتورة؟


هزت رأسها سريعاً وتحدثت نافية:

-لا طبعاً يا إيهاب،هايكون حصل إيه يعني. 


واسترسلت بنبرة زائفة: 

-كُل الحكاية إن في الفترة الآخيرة حصل لي مشاكل كتير،وبابي إضطر يسيب شغله وييجي علشان يقف معايا فيها،وده طبعاً أثر علي كفاءة شغله المُعتاد عليها 


واستطردت بتأثر زائف: 

-مش حابة إنك تحكي له الموقف وينشغل باله وممكن كمان تلاقيه هنا بكرة،ما أنتَ عارف يا إيهاب بابي بيحبني وبيخاف عليا إزاي 

وأكملت لإقناعه:

-وبعدين ماحصلش حاجة أصلاً علشان تحكيها له 


تنهد إيهاب وهو ينظر إليها بتَرَدُّد،عادت هي تتوسلهُ بعيناها،حرك عيناه بموافقة إجبـ.ـارية تحت إستعطافها له وتحدث: 

-مع إن ده بيتعارض مع طبيعة شُغلى،لكن موافق علشان خاطرك


واسترسل وهو يُنبهها بتذكير: 

-بس يكون فى معلومك يا دكتورة،دى أول وآخر مرة هخبى فيها حاجة عن سيادة العَميد


قال كلماته ثم أشار لها بالدخول،إبتسمت له بشكر وامتنان وأستقلت السيارة وجلس هو بالمقعد المجاور للسائق الذي إنطلق سريعاً حتي وصل بها إلي المنزل 


بعد قليل توقفت السيارة داخل حديقة المنزل وترجل منها إيهاب تلتهُ أيسل التى تحركت وسارت متجهةً إلي الداخل،وجدت والدتها تجلس أمام شاشة التلفاز تُشاهد بإهتمام وتركيز بالغ أحد البرامج الطبية الألمانية التي تستضيف طبيب تجميل يتحدث عن أخر صيحات عمليات التجميل 


نظرت أيسل عليها وزفرت بضيق بعدما وجدتها تضع كُل تركيزها فى حديث ذاك الطبيب حتى أنها لم تشعر بقُدُمها من الأساس


ألقت بجـ.ـسدها بإهمال فوق الأريكة لتجاور بجلوسها تلك الغائبة عن الواقع،نظرت إليها ليالي وتحدثت مستفسرة: 

-إنتِ جيتي يا سيلا؟ 


إبتسمت الفتاة بجانب فمها بمرارة وأجابتها ساخرة: 

-لا لسة يا مامي


عاودت ليالي مرة آُخري ناظرة إلي الشاشة وهي تُشاهد بمنتهي التركيز متغاضية عن تهكُم صغيرتها عليها،أمسكت هاتفها ودونت به رقم هواتف المركز الظاهرة أسفل الشاشة،ثم تحدثت إلي إبنتها بنبرة حماسية: 

-المركز ده هايل،هاتصل بيهم وأحجز علشان أروح أظبط نفسي عندهم قبـ.ـل أجازة العيد،لازم أظهر قدام الكُل بشكل غير اللي شافوني بيه آخر مرة 


واسترسلت بانتشاء: 

-هاخلي كل اللي يشوفني يتأكد إني رجعت عشر سنين لورا


واسترسلت بإبتهاج وإعجابٍ شديد وهي تنظر بتدقيق للفيديو المعروض على الشاشة:

-شايفة يا سيلا غيروا إزاي شكل الشِـ.ـفة وخلوها جذابة؟ 


أمـ.ـسكت الفتاة بجِهَازُ التَّحَكُم عَنْ بُعْد ( الريموت كنترول) وقامت بغلق الشاشة بعدما طَفَحَ بها الكَيْلُ وشعرت بالإختناق من تصرفات تلك اللامبالية سوي بحالها ولا تَكْتَرِثْ بغير ما يهمها وفقط،حولت ليالي بصرها سريعاً وتحدثت بنبرة حادة معاتبة صغيرتها: 

-إيه قلة الذوق اللي إنتِ فيها دي يا سيلا ! 


زفرت الفتاة وظهر علي وجهها الإستياء وهتفت بنبرة غاضـ.ـبة: 

-ممكن تسمعيني شوية،أنا في مشكلة ومحتاجة أتكلم معاكي. 


إنتفض داخل ليالي رُعباً من هيئة صغيرتها المستاءة وتحدثت متلهفة خشيةً من أن يكون أصابها مكروهً وهلعاً أيضاً من ذاك الياسين: 

-مشكلة إيه يا سيلا،إتكلمي؟ 


تنهدت الفتاة بثُقل وأردفت قائلة بنبرة تحمل الكثير من الهموم: 

-أنا عملت مُشكلة النهاردة مع اللي إسمه نوَّاف والموضوع وصل لأمن الجامعة 


شهقة عالية خرجت من ليالي مع إتساع حدقة عيناها مما يُوحي إلي إنزعـ.ـاجها بشدة وهتفت بإرتياب: 

-إنتِ بتقولي إيه يا سيلا؟ 


زفرة الفتاة بقوة وبدأت تروي علي مسامع والدتها ما بدر من ذاك المستفز وأوصلها إلي قمة إستفزازها منه وأجبـ.ـرها علي الرَد عليه ومبادلتهُ التهديد واللعـ.ـن 


هتفت ليالي مُعـ.ـنفةً لصغيرتها:

-ليه عملتي كدة،مش بابا قال لك تتجنبي الولد ده خالص وما تديلوش أي فرصة في إنه يفتح معاكي كلام؟ 


تذمرت الصغيرة ودبت بساقيها علي الأرض في حركة تدل علي مّدي غضـ.ـبها وهتفت بإنزعاج:

-هو اللي وصلني لكدة يا مامي،ما قدرتش أمـ.ـسك لساني قدام إستفزازه ليا وغروره وهو بيكلمني 


ونظرت إليها بعيناي حائرة وتسائلت بتَلَجْلُج:

-مامي،تفتكري لو بابي عرف ممكن يزعل مني ويعنـ.ـفني؟ 


هتفت ليالي بإرتياع ظهر علي ملامح وجهها: 

-بابي مش لازم يعرف أبداً بالموضوع ده،وكويس أوي إنك طلبتي من إيهاب إنه ما يبلغهوش بإنك خرجتي بدري من الجامعة 


تحدثت الصغيرة بإِبَانَة: 

-بس أنا خايفة لبابي يعرف اللي حصل بطريقته،أنا لما طلبت من إيهاب إنه ما يبلغش بابي علي إني خرجت قبل ميعادي ومن غير ما أبلغه إني خارجة علشان التأمين الشخصي،كان كُل قصدي إني أدي لنفسي فرصة أفكر فيها وأرتب كلامي وأعذاري اللي هقولها له،مش إني فعلاً أخبي عليه 


تأففت ليالي وتحدثت بمنتهي السطحية والأنانـ.ـية:

-إسمعي الكلام اللى بقولهُ لك يا سيلا،بابي لو عرف هايخرب الدُنيا علي دماغي وأنا الوحيدة اللي هاتإذي من ورا الموضوع ده كله 


واسترسلت شارحة:

-إنتِ دلوعته اللي ما بيحبش يشوف دموعها ولا بيهون عليه زعلها 


وأستطردت بأنانـ.ـية وحَمـ.ـاقَة: 

-وأكيد زي عوايده هايدفعني أنا تمن الفاتورة،وطبعاً كالعادة هايعاقبني ويمنعني إني أروح مركز التجميل علشان أظبط نفسي قـ.ـبل ما أنزل مصر 

وأكملت: 

-يعني من الآخر كدة ياسين هايشيلنى أنا حساب الليلة دى كلها


كانت الفتاة تنظر إلى والدتها بإستغراب وداخلها يتسائل بتعجُب شديد...كيف لياسين المغربي رجُل المخابـ.ـرات والمؤامـ.ـرات والذي يمتلك عقلاً داهياً وشديد الذكاء بأن يكون لهُ زو جة بتلك السذاجة والفراغ الداخلي؟!


الآن وفقط تأكدت من أن والدها كان معهُ كُل الحق في بحثه عن زو جة آخري لتلبية إحتياجـ.ـاتهُ الفكرية والرَوحية علي الأقل


تنهدت ثم هبت واقفة وتحدثت وهي تصعد الدَرج بتراخي: 

-أنا طالعة أوضتي أغير هدومي وانام علي ما المغرب يأذن 


واسترسلت: 

-ومن فضلك خلي هيلين تعمل لي just food (شوربة كريمة) 


أومات لها ليالي بموافقة وأمـ.ـسكت بيـ.ـدها جهاز التحكم من جديد وأشعـ.ـلت شاشة التلفاز وجلست تُشاهد تكملة البرنامج وكأن شيئاً لم يكُن 


❈-❈-❈


كانت تجلس فوق مقعداً موضوعاً أمام الباب المؤدى إلى الحديقة الخَلفية،تستند بكف يـ.ـدها على وجنتها،تنظر شاردة للأمام فى اللاشئ بملامح وجه أصبح الحُزنُ لا يُفارقُها بفتراتها الآخيرة 


أما هو،فكان ينزل الدرج حيثُ فاق للتو من غفوة قيلولتهْ،كان يُمشط المكان بعيناه باحثاً عنها وبالأخير إهتدى لمكانها،سار بخطوات هادئة إلى أن وصل لجلوسها وتحدث مُبتسماً: 

-قاعدة لوحدك كدة ليه يا نرمين؟ 


لم تنظر إليه،فقط إكتفت بإخراجها لتنهيدة حَـ.ـارة من داخل أعماق صـ.ـدرها،سحب مقعداً وجاورها الجلوس وتسائل من جديد:

-مالك يا نرمين؟ 

أنا ملاحظ فى الفترة الآخيرة إنك دايماً قاعدة هنا لوحدك وسرحانة،ده أنتِ حتى ما بقتيش بتروحى الڤيلا تجهزى معاهم الفطار زى عادتك


حولت بصرها إليه وتحدثت بنبرة صوت يملؤها الإحباط:

-كويس إنك أخدت بالك من حاجة تخصنى يا سراج


ضيق عيناه بإستغراب وسألها مستفسراً:

-فيه إيه يا نرمين،إنتِ ليكِ مُدة متغيرة معايا ليه؟

ليكِ فترة يا إما قاعدة هنا لوحدك،يا عند يُسرا أو مامتك وبتتجنبي القُعاد معايا


إعتدلت بجلستها وكأنها كانت تنتظر تلك اللحظة فتحدثت بصياحٍ عالى وإنفـ.ـجار: 

-إنتَ إمتى كُنت موجود علشان أقعد معاك؟ 


واسترسلت بنبرات معترضة: 

-ده أنتَ بتقوم من النوم على شُغلك،ترجع منه تتغدى وتدخل تنام وبعدها تقوم تشرب قهوتك وتروح تقعد مع عمى عز وعمي عبدالرحمن لحد بعد المغرب،وبعدها ترجع هِنا علشان تتعشي وتروح عند ماما تشرب معاها القهوة وتكمل سهرتك 


واستطردت بنظرات غاضـ.ـبة: 

-وبعد ما تشرب قهوتك ترجع لى علشان تنام بدري وتصحى فايق لشُغلك،وكأن البيت بقى عبارة عن لوكاندة لأكل ونوم وخدمة سيادتك! 


كان يستمع إليها بعيناي مُتسعة مُتعجباً لنوبة الغـ.ـضب الشديدة التي إنتابتها وتملكت منها،تحدث بإسلوبٍ لبق ووتيرة صوت هادئة كي يمتـ.ـصّ غضـ.ـبها: 

-إنتِ شكلك واخدة على خاطرك منى قوى،هو أنا للدرجة دى مزعلك يا نرمين؟! 


إغرورقت عيناها وتلألأت بداخلها حبات الدموع وتحدثت بهدوء نتيجة تهذيبهُ العالى: 

-المُصيبة إنك حتى مش عارف إذا كُنت مزعلني ولا لا يا سراج

واسترسلت بدموعها التي تُقطّع نياط القلب:

-ده إنتَ لا شايفنى قدامك ولا حتي حاسس بوجودى


بسؤال خرج مُتألـ.ـماً من داخل قلبها أردفت بعيناى حزينة:

-تقدر تقول لى أنا إيه بالنسبة لك يا سراج؟! 


مـ.ـراتى وحبيبتي وأم إبني...جُملة حنون نطق بها ذاك المُهذب 


وأسترسل موضحاً: 

-أنا حبيت أهلك وأعتبرتهم أهلي وعيلتي التانية من شدة حبي ليكى يا نرمين،يمكن أكون مابعرفش أعبر عن اللي جوايا بشكل كويس،لكن والله بحبك 


واسترسل شارحاً لها شخصيته: 

-أنا راجل عادي جداً،بتعب في شُغلي وعاوز أرجع بيتي أرتاح مع مـ.ـراتى وأولادى،مش عاوز من الدُنيا غير إنى أعيش فى هدوء ومن غير مشاكل،ويمكن دي أكتر حاجة شدتني لعيلتك وخلتني أحب صُحبتهم،عمك عز وعبدالرحمن ووالدتك بيوصلونى للسلام النفسي اللي عيشت طول عمري بدور عليه


سألته بإستفسار مُتعجب:

-طب وأنا يا سراج،حياتنا مع بعض وسعادتنا فين من حساباتك وسلامك الداخلى اللي مبسوط إنك أخيراً لقيته؟ 

واسترسلت بإعتراض: 

-إحنا لا بنخرج مع بعض ولا لينا أى حياة بعيد عن تجمعات العيلة


تحدث بإبتسامة رضا: 

-طب وهو فيه أحسن من لمة العيلة يا نرمين؟ 


صاحت بنبرة عالية بعدما وصلت لذروة غضـ.ـبها من ذاك المستفز: 

-فيه يا سراج،فيه إن يبقي لنا حياة بعيد عن الروتين اللي خنـ.ـقني وطَبقْ على نفَسِيْ لما قرب يطلع روحي معاه 


واستطردت بنبرة ساخـ.ـطة: 

-بص كدة بعيونك علي حياة ياسين إبن عمى،ما هو شغال ومنصبه أعلى منك ومشغول وعنده إلتزامات أكتر منك، ومع ذلك مش مقصر مع مليكة فى اي حاجة،كل مُدة بيحدد لها يوم بيخرجها فيه ويعشيها ويباتوا كمان فى الأوتيل،بيحاول يسعدها بأى طريقة

  


وسألته بعيناى حادة: 

-ليه ماتبقاش زيه؟ 


أجابها بنبرة جادة بعدما رأى عدم قناعتها وسخـ.ـطها عليه وعلى حياتها معهْ: 

-علشان تكوين شخصيتي وإحتياجاتي من الدُنيا ونظرتي ليها مُختلفة عن نظرة ياسين 


واسترسل بنبرة صارمة: 

-أنا مش مطلوب مني أبص لحد وأحاول أكون شبههُ وأقلده علشان أعجب مِـ.ـراتى،هو ده أنا وهى دي شخصيتي اللي إتجـ.ـوزتك بيها واللي ظهرتها لك من أول يوم عرفتك فيه 


ثم وقف بحدة وتحدث بنبرة حازمة: 

-أظن إن المشكلة عندك إنتِ،وحلها يكمُن فى كلمة الرضا


قال كلماتهُ وتحرك إلي الحديقة بملامح وجه عابـ.ـسة،أمـ.ـسك خُرطوم المياة وبدأ بري الحشـ.ـائش والأشجار والزهور 


أخرجت تنهيدة حارة وهي تنظر إليه وتهز رأسها بلا أمل وعدم رضا


❈-❈-❈


بمنزل سالم عُثمان 

تقف أمام الموقد مُمسكة بالملعقة الخشبيه تُقلب بها الحَساء داخل القدِر الموضوع فوق النـ.ـار،تجاورها الوقوف نُهي التي سألتها بإستفسار هادئ:

-أخبارك إيه مع سيادة العميد يا مليكة؟


أجابتها بإبتسامة سَاكنة:

-الحمدلله يا نُهى،بخير


لكـ.ـزتها نُهي في ذراعها بخفة وتساءلت بإبتسامة مرحة:

-لسة بتحبوا بعض بجنون زي أول ما أتجوزتم ولا شُعـ.ـلة الإشتياق اللي كانت بينكم هديت شوية 


  


تبسمت مليكة بخفوت في حين هتفت علياء بنبرة حماسية موجهةً حديثها إلي نُهي:

-شُـ.ـعلة مين دي اللي هِديت يا بنتي،دي إسكندرية كُلها مابقاش ليها سِيرة غير عِشق سيادة العميد ياسين المغربي لمراته التانية 


وأكملت شارحة:

-الباشا أصله مقضيها من ملوكة ومش راحم نفسه من عيون الناس،ده أنا في مرة كُنت بتعشي أنا وشريف في مطعَم وشوفناهم هناك بالصُدفة،كان بيرقص بيها علي أنغام كلمات لماجدة الرومي


توقفت عن الحديث لبرهة،ثم أخدت نفساً عميقاً وهمهمت بصوتها بهيام مغمضة العيناى: 

-أمممم،صدقيني يا نُهي اللي كان يشوفه وهو بيبص لها وهياكُـ.ـلها بعيونه ومحاوط وسـ.ـطها زي ما تكون أغلي جواهرة،يقول إنهم إتنين في شهر العسل ومتجوزين بعد قصة حب أفلاطونية كمان    


واسترسلت بحماس: 

-ده غير إن الباشا مخصص لها يوم من كُل شهر بياخدها فيه علي الأوتيل ويقضوا فيه اليوم من أوله ويباتوا فيه كمان


إتسعت عيناي نُهي بإنبهار وتساءلت بإندهاش: 

-ده بجد يا مليكة؟ 

إنتوا فعلاً بتعملوا كده؟ 


أجابتها مليكة بنبرة هادئة وإبتسامة إمرأة عاشقة: 

-ياسين بيحاول على قد ما يقدر يجدد في حياتنا ويغير من الروتين علشان يكـ.ـسر الملل الزو جي 


سألتها نهى بإستغراب: 

-طب والأولاد فين من ده كُله؟! 


أجابتها تلك العالية بفخرٍ بعمتها الحنون: 

-الولاد بيفضلوا مع عمتي طبعاً،عمتي ثُريا دي مافيش في حنيتها وعقلها 


أكدت نُهي علي حديثها وأردفت قائلة بثناء:

-معاكي حق يا عالية،السِت دي أثبتت فعلاً إنها قوية وجميلة من جواها،واحدة غيرها بعد اللي حصل لإبنها كانت لا يُمكن تسمح لمراته تعيش حياتها مع جـ.ـوزها الجديد بالأريحية دي، ده مش بس كدة،دي كمان بتساعدهم وتهئ لهم الجو في إنهم يخلقوا فُرص يختلوا بيها بنفسهم ويجددوا من حياتهم 


تنفست مليكة براحة وحمدت الله في سريرتِها علي رزقهِ إياها بذاك العاشق التي باتت تتنفسُ عشقهْ وبدونهُ تشعُـ.ـر بغُربة روحها،وعلى تلك الحما جميلة الخُلق والطباعِ


أخرجها من شرودها إستماعِها لصُدَاح جرس الباب، إنتفـ.ـض قلبها وبات يدُق بوتيرة عالية وحينها تيقنت أن الطارق ما هو إلا متيم روحِها،وتأكد ظنِها عِندما وصل لأذنيها صياح أنس وهو يُهلل بسعادة ظهرت بصوتهِ ويُناديهْ بأبي 


تنفست بسعادة وباتت تُحرك الحَساء بحماس،ثم تحركت إلي موقد الخَبز وفتحت بابه وأخرجت منه أحد الصَوَانِي التي تحتوي علي صنفاً من الطعام اللذيذ والمُفضل لدي زو جها ولذا فقد صنعتهُ خصيصاً لهْ بكل الحُب والإهتمام


❈-❈-❈


بالخارج 

وصل حمزة بصُحبة ياسين وتم الترحاب بهما بحرارة من قِـ.ـبل الجميع،جلس الفتى بصُحبة فتِيان المنزل،أما ياسين فجاور سَالم وسَيف الجلوس بأحد الأرائِكْ وجلس يُشاهد معهم برنامج حديث الروح لفضيلة الشيخ الجليل مُحمد متولي الشعراوي، 

نظر علي صغيرهُ الجالس فوق الأرضية مُنشغل باللهو مع أنس وابناء المنزل الصِغار 


لاحظ بجانب عينه نظرات صغيره الخاطــ.ـفة وهو يستـ.ـرق النظر إليه،نظر عليه فسحب ذاك اللئيم بصرهِ سريعاً وتظاهر بإنشغاله بألعابه.من جديد،إبتسم علي صغيرهُ الذي ورث عنه الدهاء والذكاء والكرامة،كانت هُناك من تراقب نظرات الصغير وأبيه، إنها سُهير التي تحدثت إليه متسائلة:

-ما سلمتش علي بابي ليه يا عزو؟


نظر عليها الصغير وتحدث بغيـ.ـظٍ طفولي: 

-عزو مش بيكلمه أصلاً وكمان مخاصمه 


قهقه ياسين وكُلً من سَيف وشريف وسالم الذي سأل الصغير بدُعـ.ـابة:

-وياتري عزو باشا مخاصـ.ـم سيادة العميد ليه؟


هتف أنس متطوعاً بالرد كعادتهْ:

-هقول لك أنا يا جدو،عزو زعلان لأن بابي زعق له علشان رفض يرجع ورا معانا وما يضايقش أختي اللي في بطن مامي

  


أشار ياسين إلي الصّبي وأردف بنبرة حنون:

-تعالي يا حبيبي 


نظر الصّغير له ومَط شـ.ـفتاه بحركة طفولية وهز رأسهُ برفضٍ قاطع،إبتسم ياسين واستقام واقفاً وتحرك إليه وقام بحمله وسار إلي الأريكة وجلس مُجدداً ثم قام بتقـ.ـبيلهُ وتحدث متأسفً بنبرة حنون:

-أنا أسف،ماتزعلش مني أنا كُنت متضايق شوية لما زعلتك


نظر الصغير وأردف متسائلاً بإبتـ.ـزاز عاطفي:

-يعني مش هتزعل عزو تاني؟


هز رأسهُ وتحدث بتأكيد:

-أكيد مش هزعله،حد يزعل حبيبه منه؟


إبتهجَ داخل الصغير الذي عبر عن بالغ سعادته بلف ذراعيه الصغيران حول عُنـ.ـقْ والدهُ وقام بتقـ.ـبيل وجنتهْ بحماس وتحدث: 

-عزو بيحبك قوى يا بابى


تنفس ياسين براحة وتحدث إلى صغيرهُ إبن غاليته:

-وبابى بيحبك قوى يا حبيبي


تنهد بقلبٍ مهموم بفضل ما أصابهُ من تلك التى غـ.ـرزت بخِنـ.ـجرها المـ.ـسموم عُمق صَـ.ـدره بحديثها،تنفس عالياً فى محاولة منه لإخراج حالهِ من حالة الغليـ.ـان تلك،ثم عاود بنظره إلي شاشة التلفاز ليتابع مشاهدة تفسير الشيخ لبعض أيات القرءان الكريم


إنهت مليكة ما كانت تتابعهُ بالمطبخ وخرجت سريعاً بقلبٍ مُتلهـ.ـفاً لتُشبع عيناها من رؤية وجه حبيبها الغاضـ.ـب،نظرت عليه وتحدثت بنبرة تقطرُ عِشقاً وإشتياقاً:

-حمدالله علي السلامة يا ياسين 


أجابها بإقتضاب دون إحالة بصره إليها:

-الله يسلمك. 


شعرت بالخجل عندما نظرت إليها والدتها وهي تتنهد بإشفاق، تحدثت سُهير إلي صغيرتها كي تُخرجها من حالة الحُزن التي أصابتها:

-يلا يا مليكة جهزوا السُفرة وطلعوا السلطات والعصاير،المغرب خلاص قرب 


هزت رأسها بإيجاب وانسحبت عائدة إلي المطبخ من جديد وبدأت بتجهيز المائدة هي وزو جتي شقيقاها 

تحدث سالم إلي ياسين بترحاب:

-منورنا إنتَ وحمزة يا سيادة العميد


أجابهُ بإحترام: 

-ده نور حضرتك يا سالم بيه.


بعد قليل،إلتف الحضور حول مائدة الطعام التي إحتوت علي العديد من الأكلات المتنوعة والمحببة لدي الجميع،وبدأوا بتناول طعام إفطارهم بتلذُذ وشهية عالية عَدا ذاك الثُنائي 


كانت تجلس بالمقعد المجاور لهْ،أمـ.ـسكت قطعة من اللَحـ.ـم المُتبل والمُعد علي الطريقة المُحببة لدي حبيبها والتي صنعتهْ خصيصاً لأجلهِ،كادت أن تضعها بصَحنهِ وهي تقول: 

-عملت لك البوفتيك في الصَينية زي ما بتحبه 


بملامح وجه حاول جاهداً برسم الهدوء فوقها كى لا يظهر كلاهُما بمظهر غير لائق أمام الجميع،أشار بكف يـ.ـده رافضاً الطعام وأردف بنبرة خرجت إلى حدٍ ما هادئة:

-تسلم إيـ.ـدك مش عاوز،أنا أكلت فراخ خلاص


إبتلعت لُعابها من شدة خجلها الذي أصابها جراء رفضه لتقبُـ.ـل الطعام من يـ.ـدها،وبرغم محاولاتهُ المُستميتة بعدم ظهور أية بوادر لتشاحنُهما إلا أن الجميع لاحظوا تغيُر ذاك العاشق مع زو جته التى إعتادوا على رؤيتهم لتدلـ.ـيلهُ لها أمام الجميع،تحمحمت وسحبت يـ.ـدها وأعادت قطعة اللحم إلي حيثُ كانت،وبدأت تتناول طعامها وتمضغهُ وتبتلعهُ بمـ.ـرارة  


تناولت سُهير الطعام ووضعته بصَحن حمزة وتحدثت بنبرة حنون: 

-كُل يا حمزة 


شكرها الفتى قائلاً بنبرة مُهذبة:

-تسلم إيـ.ـد حضرتك يا تيتا،الأكل حلو قوي 


ردت عليه بنبرة رحيمة: 

-بألف هنا علي قلبك يا حبيبي. 


شَـ.ـعر ياسين بإنتباه البعض لتغيرهُ الواضح مع زو جته فأراد أن يُغير تلك الأجواء فأختلق بعض الأحاديث المُشتركة واندمج معه الجميع عَدا تلك التي تشعُـ.ـر بالخِزي والألـ.ـم 


وجه لهُ سالم حديثهُ قائلاً: 

-ياريت يا سيادة العميد تجيب مليكة والأولاد وتفطروا معانا بُكرة في عزومة الباشمهندس حسن وعيلته 


أجابهُ ياسين بإحترام: 

-معلش يا سالم بيه،إعفينا إحنا من العزومة دي وخليها بينكم وبين عمي حسن


واسترسل بإبتسامة مجاملة: 

-وبعدين ما إحنا معاكم النهاردة أهو 


إنتهي الجميع من تناولهم للإفطار وأنتقلوا إلي الردهة وجلسوا يتناولون مشروب الشاي تحدثت نُهي إلي ياسين: 

-مش ناوي تشرفنا إنتَ ومليكة والأولاد وتقضوا معانا إسبوع في لندن يا سيادة العميد؟ 


أجابها بإحترام: 

-إن شآء الله يا مدام نُهي،ربنا يسهل 


تحدثت سُهير إلي علياء التي تعتبرُها إبنتها التى أنعم بها الله عليها ورزقها إياها: 

-هاتي لي"السبرتاية"وعِدة القهوة يا عالية علشان أعمل لسيادة العميد قهوته. 


نظر عليها وإبتسم شاكراً وتابع إحتساءه لمشروب الشاي تحت مراقبته لنظرات مليكة الحزينة


أحضرت علياء ما طلبته منها والدة زو جها وتحدثت بنبرة لينة: 

-إتفضلي يا ماما 


صنعت سُهير القهوة للجميع بحرفية ومذاقاً مميز،وناولت إلي ياسين قدحهُ،وتحدثت علياء وهي تُبسط له ذراعها وتُقدم لهُ صَحناً من الحلوي قائلة: 

-إتفضل بقى كُل حتة الكُنافة بالنوتيلا والمكسرات دي مع القهوة 


واستطردت بإنتشاء حماسي وهى تنظر على تلك الجالسة بجانب والدها: 

-دي من صُنع إيـ.ـدين مليكة 


أشار لها بيـ.ـده وتحدث بإعتذار هادئ: 

-متشكر يا عالية،أنا مباخدش أي حاجة حلوة مع القهوة. 


واسترسل وهو ينظر إلي سُهير قائلاً بإمتداح: 

-بحب أستمتع بطعمها وخصوصاً قهوة ماما. 


إبتسمت لهُ سُهير وتحدثت بعيناي شاكرة: 

-بألف هنا علي قلبك يا حبيبي 


وجه سالم حديثهُ إلي ياسين بمشاكسة: 

-يا بخت اللي حماته راضية عنه يا سيدي 


إبتسم لهُ ياسين وتحدث بثناء: 

-هو فيه في حنية ولا ذوق حماتي،ربنا يخليها لي


إبتسمت سُهير وشكرته قائلة:

-تسلم وتعيش يا أبن الأصول 


تحدث سيف إلي شقيقتهُ الجالسة تتابع ما يحدث بصمتٍ تام:

-عملتي سُونار للبيبي وعرفتي نوعه يا مليكة؟


أجابته بنبرة حنون:

- أه يا حبيبي،مِـ.ـسك إن شاء الله 


نطق شريف قائلاً بإنبهار: 

-واااو،مِـ.ـسك،ده إيه الإسم الجامد أوي ده،ده أكيد ذوقك إنتِ يا مليكة؟ 


تنهدت ثم نظرت لذاك الذي يعرض عن النظر إليها ويتحاشاه وتحدثت بنبرة بها فخر واعتزاز: 

-لا يا شريف،ده إختيار ياسين 


نظر شريف إليه لمتابعة رد فعله علي ثناء شقيقتهُ عليه وأغتاظ بشدة حينما وجدهُ يتجاهل حديثها وكأن وجودها والعَدم أصبحَ سواء،هتفت نُهي بإعجاب: 

-حلو قوي الإسم يا سيادة العميد


متشكر يا مدام نُهي... جُملة نطقها ياسين وهو ينظر إلي نهي بإحترام 


بدأ يرتشف قهوته ولكن لم يتلـ.ـذذ بطعمها لسببين،أولهما أنه حينما يتشاحن مع حبيبته يُصبح كل شئ بلا طعمْ،أي بلا حياة،

والسبب الآخر وأهمهما أنهُ ما عاد يتذوق شيئاً من صُنع يـ.ـداي غيرها وبالأخص قهوتهُ 


مّر الوقت بصعوبة وتخطت الساعة من التاسعة مساءً،وقف ياسين منتصـ.ـب الظـ.ـهر وتحدث إلي الجميع قائلاً بإستئذان: 

-أستأذن أنا،وكل سنة وإنتم طيبين 


ثم نظر إلي سُهير وتحدث بإحترام: 

-تسلم إيدك يا ماما علي كُل حاجة وعقبال كل سنة إن شاء الله 


أجابته بإستغراب: 

-بألف هنا يا ياسين،بس مستعجل ليه يا أبني،ما لسه بدري 


وقف سالم وتحدث إليه بتعجُب: 

- رايح فين يا سيادة العميد بدري كدة؟! 


أجابهُ مُعللاً: 

-معلش يا سالم بيه،أصلي مرتبط بميعاد ضروري ولازم أتحرك حالاً

وتحدث إلى نجله المشغول بالحديث مع أقرانه ليحثهُ على التحرُك: 

-يلا بينا يا حمزة


وقف الفتى إستعداداً للذهاب بصُحبة والده،فى حين تسائل مروان بتعجُب: 

-هو إحنا مش هنروح مع حضرتك يا عمو؟ 


حول ياسين بصره إليه وتحدث بنبرة حنون: 

-لا يا حبيبي،إنتوا هتباتوا النهاردة مع تيتا وخالو سيف وأولاده علشان تشبعوا منهم 


هلل الصغار وصفقوا بأيـ.ـاديـ.ـهم ونظر مروان إلى إبن خاله وتحدث بسعادة: 

-كدة هنكمل دور البلاي ستيشن 


حول هو بصره إلي تلك الجالسة بإستسـ.ـلام تام وأرتسم علي ملامحها الخُزن والألـ.ـم،وتحدث بنبرة هادئة: 

-جهزي نفسك بكرة علي الساعة 12 الظهر هبعت لك عربية الحراسة علشان تروحك إنتِ والأولاد 


ظلت ساكنة بجلستها ولم يتحرك لها ساكن،هي نظراتها المُلامة فقط من كانت تتحدث إليه وتسألهُ بصـ.ـراخ...ماذا فعلت لأُعاقـ.ـبُ بكل تلك المهانة والقسوةِ،أخبرني عن جُـ.ـرمي لكى يرتاح قلبي 


سحب بصرهِ عنها سريعاً قبل أن يضعف أمام نظراتها المتوسلة ويُجبـ.ـرهُ قلبهُ علي الرضـ.ـوخ لها والإرتماء تحت قدمـ.ـيها ذليـ.ـلاً ليعتذر منها علي ما سببهُ لها من جـ.ـرح بقلبها الرقيق، لكنها الكرامةِ لا غيرها من منعتهْ


نظر سالم على إبنته وعلم حينها أن فى الآمر شيئاً ما


إنسحب بصُحبة نجلهِ إلي الخارج مع توديع سيف وسالم له وإيصالهُ إلي باب المنزل بإحترام وتقدير تحت صرخـ.ـات قلبها المُستغيث به وهو يتوسلهُ بألا يتركها ويرحل



تابع قراءة الفصل