-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 14

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى



الفصل الرابع عشر 

 


أقلـ.ـعت الطائرة المُتجهة من مطار برلين الدولى فى طريقها إلى مطار الإسكندرية،داخل الطائرة يجلس إيهاب وأحد أفراد الأمن الملازمين له،يُدققان النظر فى مراقبة كِلتا اللتان تتجاورتان الجلوس،ليالي وأيسل التى تحدثت إلى والدتها بنبرة مُحـ.ـرضة: 

-مامى،زى ما أتفقنا،لازم توقفى اللى إسمها مليكة دى عند حدها وتحطى لها حدود فى التعامل ما بينكم،مش لازم من النهاردة تتهنى بشعُور راحة الضمير اللى هى عايشة فيه،لازم تحس إنها عاملة ذنب وذنب كبير كمان 


واسترسلت بنبرة غاضـ.ـبة:

-لازم تعرف إنها إرتكبت جريـ.ـمة فى حقك يوم ما فكرت تسـ.ـرق منك جـ.ـوزك وسعادتك وسعادة أولادك


زفرت ليالي التي تُلقي برأسها للخلف وتضع فوق عيناها عصـ.ـابة العينين،ذاك القناع الأسود الذي يحجب عنها إضاءة الطائرة فى محاولة منها للإستجمام كى تحافظ علي نضارة ما حول العينين وايضاً نقاء ذهنها كى تزدادُ نضارةِ وجهَهَا كما أخبرها طبيب التجميل الألمانى،وتحدثت إلى صغيرتها بتذمر: 

-خلاص يا سيلا جيبتى لى صُداع،بقى لك إسبوع مش بتتكلمى غير عن مليكة وإزاى نحاول نعاقـ.ـبها على سِرقـ.ـتها لأبوكِ ونحـ.ـسسها بالذنب


واسترسلت بكلمة حق نطقتها بنبرة ساخرة:

-وكأن ابوكِ الراجل السـ.ـاذج اللي يا حرام لافت عليه الأرملة اللعُـ.ـوب وضحكت عليه وخلته يتجـ.ـوزها بالإجـ.ـبار


مامى،إحنا إتفقنا على إيه...جُملة إعتراضية نطقت بها أيسل بتأفُف


ثم استرسلت شارحة وجهة نظرها بهدوءٍ: 

-يا مامى إفهمينى،أنا مش بقول لحضرتك نتحول لأشـ.ـرار ونِكَوِن فريق ونتَحِد على أذيـ.ـتها ونبدأ نخطط ونعمل عليها مؤامـ.ـرات،أنا كل اللي عوزاه من حضرتك إنك تعملى كرامة لنفسك وسط العيلة،لازم يحـ.ـسوا إن الموضوع فارق معاكى وإنهم بمباركتهم لجـ.ـوازة بابى دى أذوكـ.ـى وظلـ.ـموكى،بلاش التسـ.ـاهُل واللامبالاة اللى بتظهريها وصدرتيها للكل دى


واسترسلت بإبداء: 

-وعلى فكرة بقى،تعاملك بسلـ.ـبية مع الموضوع وعدم ظهُورك بموقف حَازم تجاه الى بابى عمله فيكِ هو السبب فى عدم تعاطفهم معاكِ وتعاملهم مع الوضع بإنه أصبح أمر واقع مُـ.ـسَلَّم بيه


سأمت وهى تسمتع إلى مُبالغة صغيرتها للأمر وحديثها اللاَذِعٌ وهى تُحاول أن تجعلها تثـ.ـور على وضعها وتثـ.ـأر لكرامتها من مليكة بالرغم من مرور أكثر من ستة أعوام على هذا الز واج، وبرغم هذا كله تحدثت كى تحِثها على الصمت حتى تُريح رأسها من تلك الثرثرة الذي إنتفخ بفضلها رأسها:

-حاضر يا سيلا،لما نوصل هعمل كُل اللى إتفقنا عليه،ممكن بقى تسيبينى أستجم شوية 

  


نعم فلقد بدأت تغار من تلك المليكة وتشعُر ببعض الضـ.ـغينة تجاهها وهذا بسبب عِشق ياسين ودلالهُ الزائد لها والذي بدأ يظهر من مجرد تطلعهُ عليها عِندما تطُل علي مجلس العائلة،نظراتهِ الهائمة وهو يتطلع إليها ليست كالنظرات الشائعة،بل وصلَ حد التأمُل وإحتواءً وأحتضـ.ـان بالأعيُن،فعشقهُ وصل حد الهـ.ـيام والولهْ وهذا ما جعل ليالى تشعُر بالضَجر والضـ.ـغينة


وبرغم شعُورها هذا إلا أنها لا ترغب فى التنـ.ـازُع وخَلق المُشـ.ـاحنات بينها وبين تلك المليكة كى لا تُثير حَفيظة ياسين ويتـ.ـهمها بإثـ.ـارة المشـ.ـاكل ويبدأ كعادتهُ بمعاقـ.ـبتها بحرمـ.ـانها من متطلباتها الطائلة التي لا تنتهى أبدا،هكذا قامت ليالى بعقد حِسبتها العاقلة من حيثُ المكسب والخَسارة ورأت ان مكسبها من وراء الصمت أقيم، لكنها وبنفس التوقيت قررت أن تستـ.ـغل ذكاء الأنثى لديها فى إغـ.ـاظة مليكة بشكل غير مباشر وغير ملحوظ بحيثُ لا يكتشفهُ ياسين ويـ.ـثور لأجل خاصتهْ


❈-❈-❈


بعد أذان العَصر مباشرةً

داخل مطبخ ثُريا حيثُ كان يأجُ بنـ.ـساء المنزل والعاملات اللواتى بدأن بالتحضير لإفطار العائلة والذى سيتميز بالخصوصية حيثُ إنضمام ليالي وأيسل وحضورهم للفطور العائلى ولأول مرة مُنذُ بداية الشهر الفضيل 


طلت عليهم منال التى حضرت للتو وتطلعت بحِـ.ـقدٍ على تلك الواقفة أمام الموقد تتابع الطعام بنفسها وتواليها ظَـ.ـهرها،وذلك بعدما بدأت تشعُر بالسَـ.ـخط على تلك الثُريا بعدما شاهدت زو جها وهى تُراقبهُما من خلال شُرفتها وأدركت إهتمام رجُلها وضحكاته ونظراتهِ الساحرة وأحاديثهُ الذى كان ينثُرها علي تلك التى لم يسمح قلبهُ بدخول أنثى بهِ بإستثنائها،تعلم عِلم اليقين أن لا ذنب لتلك الثُريا،لكنها غِيرة الأنثى هى من تُمـ.ـلكت منها وانتهى الآمر


تحدثت وهى تقترب عليها بعدما رسمت علي وجهها إبتسامة مُزيفة:

-خلصتوا تجهيز الفطار يا ثُريا؟ 


إلتفتت تتطلع عليها وأردفت قائلة بإبتسامة بشوش صادقة: 

-خلصنا الصعب كُله وفاضل حاجات بسيطة

وأسترسلت بنبرة حنون: 

-أنا عملت كل الأكلات اللى سيلا وليالى بيحبوها


إبتسمت منال بمجاملة وتحدثت:

-تسلم إيدك يا ثُريا 


أردفت ثُريا بتساؤل مُهتم وهى تنظر إليها: 

-حد راح يستقبلهم فى المطار؟ 


أجابتها وهى تسـ.ـحب أحد المقاعد وتجلس فوقهُ لتُقابل تلك المليكة الجالسة بهدوء وتجاورها نرمين الجلوس: 

-طارق ووليد إتحركوا من ربع ساعة 


ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بنظرات ذات معنى: 

-المفروض إن ياسين هو اللى كان راح إستقبلهم بنفسه علشان سيلا ما تزعلش،لكن هقول إيه

واسترسلت وهى تنظر بتمعُن داخل عيناها: 

-حُكم القوى 


إستغلت نرمين الموقف وتحدثت فى محاولة منها لإزدياد الوضع سوءً بين مليكة ومنال: 

-عندك حق يا طنط،المفروض ياسين كان راح بنفسه علشان على الأقل يحَـ.ـسسهم بإهتمامه


تغَاضَت مليكة عن ما تفوهت به مرمين لعدم اهميتهُ بالنسبة لها،ثم أردفت قائلة بدفاع عن رجُـ.ـلها وذلك بعدما شعرت بإتهام غير مباشر موجه إليها من تلك المنال: 

-ياسين فعلاً كان هيروح يستقبلهم وكان محضر نفسه يا طنط،لكن إتفاجئ بالإجتماع اللى حدده الجهاز وأستدعوه بعد حـ.ـادثة التفـ.ـجير اللى حصلت وقت صلاة الفجر قدام بيت مدير الأمن 


رفعت حاجبيها بتعجُب ثم تحدثت بنبرة ساخرة: 

-يظهر كدة إن ياسين عين مُحامى علشان يرُد بالنيابة عنه


ضيقت عيناها متعجبة من هجـ.ـوم تلك المنال عليها والغير مُبرر أو مسبوق وتحدثت بنبرة حادة وذلك لعدم قبولها لنبرات ونظرات تلك التى سخرت منها وقامت بالتهكم عليها أمام العاملات: 

-ياسين مش محتاج لمحامى وخصوصاً قدام والدته،لأن المفروض إن حضرتك أكتر حد عارفه كويس ومقدر ظروف شُغله


كانت تستمع وتنظر لذاك الحوار المتراشق بين كِلتا الحادتين فتحدثت كى تُنهى تلك المُـ.ـشاحنة المبلورة فى هيئة حديث وخصوصاً بعدما رأت غضب منال الذي يتطاير شـ.ـزراً من عيناها وموجه إلى تلك المُسالمة،وكُل هذا أمام العاملات: 

-قومى يا مليكة صحى مروان علشان يلحق يصلى العصر ويجهز نفسه قبل ما سيلا توصل،وإنتِ كمان خدى شاور وغيرى هدومك

واسترسلت بإيضاح: 

-الأكل خلاص جهز ومش محتاجينك هنا معانا 


فهمت مليكة رسالة ثُريا التى تُريد إيصالها لها فتحدثت بطاعة وهى تقف إستعداداً للمغادرة:

-حاضر يا ماما

ثم نظرت إلى مُنى وتحدثت بهدوء:

-هاتى لى عزو من عند الباشا الكبير علشان أبدل له هدومه يا مُنى  

أجايتها مُنى: 

-من عنيا يا سِت مليكة 


ثم حولت مليكة بصرها من جديد إلى منال وتحدثت بإحترام كى لا تسمح بحدوث فجوة بعلاقتها بأم زو جها وايضاً لتحسين الصورة أمام العاملات: 

-بعد إذنك يا طنط


قالت جُملتها وتحركت إلى الخارج تحت إستـ.ـشاطة منال من برود تلك المليكة التى لم تستطع إمـ.ـساك أية ذلة لها مُنذُ زوا جها بنجلها وإلى الآن،فى حين رمقت ثُريا إبنتها بنظرة حادة وذلك لتدخُلها فيما لا يعنيها وإشـ.ـعَال فَتـ.ـيل الفتنة بين منال ومليكة،وتحدثت بنيرة صارمة: 

-وإنت يا نرمين،قومى شوفى أختك ما جتش من بيتها لحد الوقت ليه؟ 


حاضر يا ماما...جُملة مُرتبكة خرجت من نرمين بعدما لاحظت ضَجر والدتها منها 


❈-❈-❈


بعد حوالى الساعة

داخل منزل سيادة اللواء عز المغربي،وصلت ليالي وإبنتها وبات كُلٍ من عز ومنال وعمر ولمار وچيچى بالترحاب الشديد بهما، كانت أيسل قابعة بأحضـ.ـان جدها الذي كان مُشدداً من ضـ.ـمته لحفيدته الكُبرى وهذا ما يزيدُ من مكانتها الخاصة بقلبه وبقلب الجميع،تحدث وهو يُربت على ظهـ.ـرها بحِنو:

-وحشتينى يا قلب جدو 


أجابته بسعادة مفرطة وهى مُـ.ـستسلمة ومُـ.ـستمتعة بضـ.ـمته الحنون:

-وحضرتك كمان وحشتنى أوى يا جدو 

أخرجها من بين أحضـ.ـانه وتحدث بفُكاهة مـ.ـداعباً إياها بمرحهِ المعتاد: 

-بطلى بكش يا بنت ياسين،لو كُنت واحشك صحيح زى ما بتقولى كُنتى جيتى فطرتى معايا أول يوم رمضان،لكن إنتِ إكتفيتى بلمة أبوكِ وأمك وأخوكِ حواليكى


وضعت كفاى يـ.ـداها الحنونتان وحاوطت بهما وجنتاى ذاك الرائع وتحدثت بحُبٍ صادق ظـ.ـهر بَيّن داخل عيناها: 

-صدقنى يا جدو كان غصب عنى،على العموم أنا جيت لك أهو وهقعد معاك عشر أيام بحالهم 

سعد عز لذاك الخبر وحول بصرهِ ناظراً على زو جة نجلهِ التى كانت تحتضن حمزة،وقام بمصافحتها والترحاب بها بحفاوة


حمدالله على السلامة،إسكندرية كُلها نورت...كلمات إطرائية قالتها ثُريا بإطراء لكِلتا الليالى والأيسل


حول الجميع أبصارهم عليها وتلك التى تجاورها وتُمـ.ـسك بكف يـ.ـدها بصغيرها،نظرت عليها ليالى وبلحظة إشتعل داخِلُها عندما رأت تلك التى زاد وزن جـ.ـسدها قليلاً بسبب الحمل فجعلهُ مُثـ.ـيراً للغاية ناهيك عن وجهها الذى زاد جمالاً وذلك لبلوغها سِن الرابعة والثلاثون حيث تكتمل الأنثى وينضـ.ـج جمالها وجَـ.ـسدها وتظـ.ـهر إنوثـ.ـتها مَكتملة،وما جعل جمالها يظهر بطُـ.ـغيان هو عِشق ذاك الياسين الذي جعلها تتطاير كفراشة من شدة سعادتها معهْ 


هرولت أيسل إلى ثُريا وارتمت داخل أحضـ.ـانها الحانية وتحدثت وهى تتمـ.ـسح بها بحِنو: 

-وحشتيني يا تيتا،وحشتينى جداً 


ضـ.ـمتها أكثر تلك الحنونة وقربتها لصـ.ـدرها وتحدثت بنبرة صادقة: 

-وإنتِ كمان وحشتينى أوى يا سيلا


نظرت مليكة على أيسل بإبتسامة ساحرة وتحدثت بحذر لعِلمها عدم تقبل الفتاة لها مؤخراً: 

-حمدالله علي السلامة يا أيسل


رفعت الفتاة قامتها وكأنها تبدلت لأخرى متعجرفة عديمة الحِـ.ـس فاقدة الذوق وتحدثت بجدية وملامح وجة صارمة مما أحزن مليكة وجعلها تشعُر بالخجل من الحضور:

-مُتشكرة


ثم نزلت ببصرها للأسفل وبلحظة إعتَـ.ـلت إبتسامة واسعة ثـ.ـغرها وشعرت بالسعادة تغـ.ـزو قلبها الرقيق وتقتـ.ـحمهُ عِندما لمحت شقيقها الصغير،دنت من وقفته وحملته وأبتعدت به عن مكان غريمـ.ـتها،ثم باتت تُمطرهُ بوابلٍ من القُـ.ـبلات تحت سعادة الصغير وتحدثت بنبرة تقطرُ حناناً: 

-يا روح قلبي وحشتنى،كبرت يا صُغنن وطِوِلت حبة


ضحك الصغير وتحدث مادحاً حاله وهو يُشير بأصابع يـ.ـده الأربع: 

-عزو طِولْ كتير،بابى قال لى عزو طول أربع سَنتى متر


ضحكت على ذاك الفطن واردفت بمداعـ.ـبته: 

-عقبال ما يبقوا أربعين يا عُمرى


واسترسلت بنبرة حماسية أدخلت السرور على قلب الصغير وجعلتهُ يتحمـ.ـس: 

-أما أنا جبت لك شوية لعب وهدايا،هيعجبوك أوى 


إنسحب عز ونجليه وخرجا إلى الحديقة تاركين النساء ليقومن بالترحاب ببعضهِن على راحتهن،في تلك الأثناء دلفت راقية لتُرحب بهما،تغاضت مليكة إسلوب أيسل التجاهُلى وعذرتها عليه ثم سارت فى طريقها إلى ليالى وتحدثت بنبرة صادقة وهى تقترب عليها لتحتضـ.ـنها وتقوم بتقـ.ـبيلها كما هو المعتاد بينهما: 

-حمدالله على السلامة يا لى لى، وحشتينى 


نظرت عليها ليالي بتَرَفُعْ وبالفعل قامت بتقبيلها ولكن بإختلاف، حيثُ قَبـ.ـلتها بطريقة رسمية خالية من الحمـ.ـيمية أو التودد كما المُعتاد،وهذا ما إستغربته مليكة وتعجبت منه تحت نظرات لمار التى تراقب أفعال كلتاهما بداخلٍ سعيد وإبتسامة ساخرة 


أما مليكة فسُرعان ما تمالكت من حُزنها والتمست لها العُذر ورجحت بأن تكون مُتعبة جراء مشاقة السَفر وتحدثت بإطراء صادق: 

-إيه الجمال ده كله يا ليالي،ماشاء الله عليكي،اللى يشوفك ما يدكيش أكتر من 30سنة


نظرت لها بتفاخر وتباهى لم يدوما كثيراً وذلك بعد إستماعها لهِجَاء تلك الراقية التى إقتحمت حديث مليكة وتحدثت بنبرة ساخرة: 

-مش قوى كدة يا مليكة،بلاش هَجـ.ـس يا حبيبتي وجاملى ضُرتك براحتك بس ما تخيهاش توسع منك أوى كدة 


ثم نظرت إلى تلك الليالى وتحدثت وهى تتحَـ.ـسس وجنتها وشفـ.ـتاها بمنتهى عدم التَحضُر: 

-هى آه شَـ.ـدت وشها وخبت التجاعيد ونفـ.ـخت شـ.ـفايفها وبقت شبه الستات اللى بييجوا على التلفزيون اللى كلهم شبه بعض دول

واستطردت بنبرة ساخرة: 

-بس شكلها بقى عامل زى عروسة المولد وبعد كل الصَرف ده لسة بردوا السِن باين عليها 


واسترسلت بما جعل الثلاثى ليالي وايسل ومنال يشتـ.ـعِلنْ وتحتـ.ـرق قلوبهن:

-الزمن ما بيرجعش لورا ولا حد بيعرف يضحك عليه يا ليالى 

ثم نظرت إلى مليكة وتحدثت بإطراء:

-وأهى قدامك أهى،جمال ربانى والسِن مساعدها 

ثم قامت بمَـ.ـصمـ.ـصت شـ.ـفتاها وتحدثت لحَـ.ـرق روح منال بعدما شاهدت غضـ.ـبها:

-ده غير دلَـ.ـع سيادة العَميد ليها


إستـ.ـشاط داخل أيسل من سليطة اللسان تلك وأكثر ما أثـ.ـار حفيظتها هو ذِكْرِها لعِـ.ـلاقة والدها بمليكة،أما منال فهتفت بنبرة حادة وملامح وجه يملؤها الغضـ.ـب:

-جرى إيه يا راقية،هو إنتِ يا حبيبتى لسانك ما بقاش بيخرج منه كلمة عِدلة لحد أبداً،ده أنتِ من كتر كلامك الماسخ بقيت بقلق عليكى لو قُلتى كلمة حلوة

مَـ.ـصمـ.ـصت شـ.ـفتاها من جديد وتحدثت بتعجُب: 

-هو اللى يقول كلمة الحق فى الزمن ده يبقى كُخة،يعنى أنافق وأكدب علشان أعجب يا منال؟ 

واسترسلت تلك السـ.ـخيفة عديمة الآدب بكلمات فظَة:

-مرات إبنك داخلة على الخمسة واربعين سنة ولسة ماسكة ومتبتة فى العشرينات،وبدل ما تفوقيها وتخليها تشوف سنها وتاخد بالها إن بنتها بقت عروسة،زعلانة إنى بفوقها لك؟! 


الكلمة الطيبة صدقة يا راقية،وإنتِ بنت أصول وأهل للأخلاق الحميدة ولازم ده يظهر فى معاملتك مع الناس...كانت تلك كلمات عَطَّرةُ خرجت من فَاه تلك الثُريا الدَمِثَةِ الأخلاقِ


أما ليالى فقد إستـ.ـشاط داخلها من فظاظة تلك المرأة عديمة الأخلاق وكادت أن تتحدث لولا مليكة التى أردفت قائلة بنبرة هادئة فى محاولة منها لفض الاشتـ.ـباك ولإمتـ.ـصاص غضـ.ـب ليالى الذى ظهـ.ـر فوق ملامح وجهها: 

-السِن عُمره ما كان مقياس لجمال السِت أو إنها تهتم بنفسها وبجمالها يا طنط


تحدثت ليالى إلى مليكة بنبرة حادة وهى ترمقها بنظرات غاضـ.ـبة: 

-على فكرة يا مليكة،أنا عندى لسان وقادرة أرُد بيه ومش محتاجة حد يتكلم بالنيابة عنى


نظرت أيسل إلى والدتها بفخر واستحسان،ثم استرسلت ليالى وهى تحول بصرها وترمق تلك الراقية بنظرات يملؤها الإشمئزاز: 

-لكن الحوار كله بالنسبة لى زي قلته وعديم القيمة،لأنى ببساطة ماطلبتش رأي حضرتك العظيم يا طنط،فمن الذوق إنك كُنتى تحتفظى بيه لنفسك 

ولعلمك بقى،كلام حضرتك ده رأى الناس البيئة اللى مش فاهمة قيمة الحياة ولا مقدراها 

واسترسلت بغرور وهى ترفع قامتها للأعلى بكيرياء: 

-حياتى هاعيشها مرة واحدة ولازم أستمتع بكل لحظة فيها،واعيشها بالطريقة اللى تريحنى وترضى غرورى كست أرستقراطية عارفة قيمة نفسي ومقدرة جمالى الفريد


إبتسامة جانبية ساخرة خرجت من جانب فمها وتحدثت وهى تنظر لها بتحدى: 

-وأخر همى أراء اللى حواليا فى اللى بعمله 


إبتلعت راقية لُعابها بعدما رأت هجوم الجميع عليها وأستنكارهم لحديثها المُشين،فارادت أن تستقطب تعاطفهم معها فتحدثت بنبرة غليظة: 

-هو إنتِ زعلتى ولا إيه يا ليالى،ده أنا بهزر معاكى،طب والله بقيتى زى القمر وتسلم إيد الدكتور اللى رمم لك وشِك


رفعت حاجبيها بإستنكار من تلك الشنيعة،فتحدثت منال وهى تُشير إلى الجميع كى تُنهى ذاك الحديث السخيف: 

-إتفضلوا يا جماعة إقعدوا 


نظرت مليكة بعيناها إلى ثُريا فكادت أن تتحدث الأخيرة بإنسحاب لكنها صمتت عِندما صَدح صوت أيسل التى إنطلقت مهرولة إلى أبيها الذي دخل للتو من باب المنزل وذلك بعدما ناولت الصغير إلى منال ونطقت: 

-بابى


إنتعش قلبهُ حينما رأها أمام عيناه،شعر وكأن روحهُ كانت غائبةً عنه والآن رُدَّت إليه بطلتها البهيةُ،ما أَحَـ.ـسَّ على حالهِ إلا وهو يفتح لها ساعديه على مسرعيهما ليتلقى قُرة عيناه عزيزةُ أبيها ويُدلفها داخل أضلُـ.ـعهُ،إرتمت داخل أحضـ.ـانهُ مُتعطِشةً لحنانهِ ودِفئ أحضـ.ـانهْ،تحدث وهو يتحـ.ـسس ظهـ.ـهرها بيـ.ـدهِ الحنون: 

-حمدالله علي السلامة يا أميرة بابى،إسكندرية نورت 


إبتعد عنها قليلاً وحاوط وجنتيها بكفاى يـ.ـداه ثم تحدث بتَعَلُّق وهو ينظر لداخل أعماق عيناها:

-وحشتينى يا سيلا

زمت شـ.ـفتاها وانزلت بصرها للأسفل بحُزنٍ ممزوج بدلال وتحدثت بنبرة إستيائية مُفتعلة: 

-لو وحشاك بجد كُنت جيت إستقبلتنى فى المطار أنا ومامى


إبتسم على دلال صغيرتهْ ثم وضع سبـ.ـابته أسفل ذقنها ليرفع رأسها لكى تتقابل أعيُنهم وقال بحنانٍ دافيء: 

-إنتِ أكيد عارفة غلاوتك عندى قد إيه وإن لو كان عندى فرصة إنى أجي لك واستقبلك بنفسي ماكُنتش هتأخر دقيقة واحدة،بس إنتِ عارفة شُغل بابى وتحكماته

واسترسل بعيناى أسفةُ: 

-علشان خاطرى ما تزعليش


كانت مليكة تنظر عليهما بسعادة وفخر بزو جها الحنون، إبتسمت أيسل وتحدثت بنبرة هادئة: 

-خلاص يا بابى مش زعلانة

  

واسترسلت بإبتهاج وهي تنظر على والدتها بإعجابٍ شديد: 

-شوفت مامى إحلوت وبقت زى القمر إزاى يا بابى؟ 


حول ياسين نظره على تلك التى لم يلحظ وجودها لإنشغاله بإبنته،خطت بساقيها إليه بخطوات مُتعجلة حتى إقتربت عليه، ثم ألقت بحالها داخل أحضـ.ـانهْ وباتت تتحَـ.ـسس ظهـ.ـرهُ بحميـ.ـمية تعجب لها ذاك الذي حول بصرهُ على عُجالة ليتطلع إلى حبيبتهُ التى إشتـ.ـعلت نيـ.ـران غيرتها عِندما رأت رجُـ.ـلها ومتيمْ روحها بين أحضـ.ـان غيرها من النساء

تحدثت من داخل أحضـ.ـانه: 

-وحشتنى يا حبيبى


أمـ.ـسك يـ.ـداها التى تحاوطهُ بها وقام بإنزالهما لجانبها،مراعاة لمشاعر حبيبتهُ وأيضاً لهؤلاء المحيطين بهما ويُدققان النظر عليهما،تحدث إليه بإبتسامة خفيفة: 

-حمدالله على السلامة يا ليالى


شـ.ـعرت بالضيـ.ـق جراء فعلته تلك واكثر ما جعلها تشعُر بالإنزعاج هو وجود هذا الجمع الهائل من نساء العائلة،لكنها تحاملت وأخرجت إبتسامة رسمتها بطريقة رائعة وتحدثت:

-الله يسلمك يا حبيبي


أمـ.ـسكت مليكة كف ثُريا وهمـ.ـست قائلة بنبرة يشوبها التوتر والقلق:

-يالا بينا يا ماما 


أومأت لها بطاعة وتحدثت مستأذنه من الجميع:

-نستأذن إحنا،حمدالله على سلامتكم يا بنات 


نطق سريعاً وهو يتحرك إليهما تاركاً تلك الواقفة بمكانها تشعر بالإهـ.ـانة جراء تجاهل ذاك الياسين لجمالها الخلاب وعدم تعليقهُ على سحرها،وتحدث موجهاً حديثهُ إلى ثُريا وهو ينظر على مليكة: 

-رايحين فين يا أمي؟ 


أجابتهُ ثريا بنبرة هادئة: 

-هنروح علشان نشوف عَلية والبنات ونجهز الفطار  

اقترب على مليكة وتحدث إليها متسائلاً بنظرة عيناى حانية: 

-عاملة إيه يا حبيبتي


ابتسمت له وردت بنبرة صوت رقيقة كعادتها:

-الحمد لله يا ياسين 

بادلها الإبتسامة وتحركت هى بجانب ثريا عائدتان الى منزليهما لتتابعا تحضير الإفطار

كان ينظر على أثرها،تحركت أيسل الى وقفته وارتمت داخل أحضـ.ـانه من جديد كي لا تدع له فرصة التفكير بمليكة،في تلك الاثناء دلفت ساره وهي تهرول الى أيسل وهتفت بنبرة حماسية:

-وحشتيني يا سيلا،وحشتيني قوي


سارة،وحشتيني أوى...جُمله قالتها أيسل بابتسامة حنون وتودد وبعدها إحتضـ.ـنتا الفتاتان بعضيهما 


وحضرت أيضاً يسرا بصُحبة نرمين ومعهما مروان وانس للترحاب بعوده ايسل وليالي سالمين الى ارض الوطن 


وما أن رأت أيسل أنس حتى هرولت عليه وبقلبٍ يفيضُ حناناً دنت منه وقامت بإحتضانهُ وتحدثت بنبرة حنون تحت سعادة الصبى: 

-أنوس،وحشتنى يا قلبي 

واسترسلت بعيناى سعيدة وهى تتطلع على طولهُ: 

-كبرت يا حبيبي 


إبتسم الصغير بشدة حتى ظَـ.ـهرت صفاى أسنانه مما جعلهُ وسيماً وأردف قائلاً بنبرة مُهْذبة: 

-إزيك يا سيلا


الله يسلمك يا حبيبي...جُملة حنون خرجت منها وهى تمـ.ـسَح على شعر رأسهُ بحِنُو


حمدالله على السلامة يا أيسل...كانت تلك جُملة نطق بها الشاب مروان مُرحباً بإبنة عَمهْ الذى يكِنُ لها كُل الإحترام والتقدير


رفعت بصرها إليهْ وهمت بالوقوف سريعاً وتحدثت وهى تنظر عليه بإنبهار متعجبة:

-مروان؟! 

واسترسلت بإستغراب: 

-هو فيه إيه يا جماعة لا كدة كتير بجد،إنتوا ليه محـ.ـسسنى إنى غايبة ليا سنة مش يادوب أربع شهور! 


تطلعت للأعلى وهى تنظر على ذاك الذي سبقها بعِدة سنتيمترات ولكزتـ.ـه فى ذراعة وتحدثت بدُعابة:

-ده أنتَ بقيت أطول منى يا مارو؟ 


إنضمت إليهم سارة وهتفت إليها بدُعابة: 

-وإنتِ مِـ.ـستهونة بالأربع شهور دول يا دوك؟!

واسترسلت بطُرفَة وهى تُبسط ذراعها وتُشير بكفها إلى مروان:

-ده مارو طلع له شنب إعدادى فيهم


أما مروان فأمـ.ـسك ياقة كِنزته بكفاى يـ.ـداه فى حركة دُعابية وأردف موجهاً حديثهُ إلى الفتاتان بنبرة مَرحة:

-مبدأياً كدة بلاش مارو دى لأنها ما بقيتش لايقة مع طولى ووضعى الجديد

   

تحرك حمزة وجاور مروان الوقوف ثم وضع ذراعهُ فوق كَـ.ـتفه محاوطاً إياه وتحدث بمرحٍ إلى شقيقتهُ قاصداً بحديثهُ إبن عمه وصديقهُ: 

-شوفتى يا سيلا،الأستاذ شاف نفسه علينا من وقت ما ربنا رزقه بـ إتنين سنتيمتر زيادة،حضرته بيفـ.ـرض علينا شروط معاملتنا ليه من وقت ما طول 

ضحكت الفتاتان وأكمل الجميع احاديثهم الدعابية 


❈-❈-❈


بعد مرور حوالى الساعة

كانت العائلة تجتمع على طاولة الإفطار كعادتهم،يتناولون طعامهم وسط أحاديثهم الشيقة مع إطلاقهم الضحكات العالية،كان يتوسط بجلوسهِ زو جتاه بحالٍ ليس بالأفضل،فحقاً تَجمُع كِلتاهُما بنفس المكان بات يؤرق نفسهُ اللوامة دائمة المحاسبة وقـ.ـذفهِ بتهمة التقصير لكِلتاهُما


أما مليكة فكانت تتناول طعامها وهى تنظر داخل صَحنها بهدوء بملامح وجه مُبهمة ويرجع هذا لحُزنها وضِيقها من معاملة ليالى والتى لا تدرى سبباً لتغيُرها هكذا 


أمـ.ـسكت ليالى الشوكة والسـ.ـكِين وألتقـ.ـطت بهما قطعة من اللَـ.ـحم المشوى وقامت بوضعها داخل صَحن ياسين وتحدثت إليه بدلال قاصدة إغَاظَـ.ـت مليكة: 

-كُل يا حبيبى 


ألقى عليها نظرة سريعة واردف شاكراً بنبرة عادية:

-تسلم إيدك


إحتدمت غيـ.ـظاً من معاملتهِ الرسمية الخالية من أية بوادر بالإنبهار بجمالها الفاتن كما توقعت ومَنتْ حالها،لكنهُ وكعادته خيب أمَالها وحطـ.ـمها بتجاهلهُ لجمالها الذى أصبح أيقونة لاحظها الجميع إلاَه وعدا تلك الغليـ.ـظة المسماه براقية


كظـ.ـمت غيظـ.ـها بداخلها وقررت عدم الإسـ.ـتسلام وأعادت المحاولة ولكن بأقوى من سابقتها،إقتطـ.ـعت قِطـ.ـعة من الطعام الموجود بصَحنِها وبسطت ذراعها إليه وقربت بشوكتها إلى فَـ.ـمهْ وهى تنظر إليه بعيناى عاشقة وأبتسامة ساحرة،نظر عليها رافعاً أحد حاجبيه مُتعجباً أفعالها الغريبة،فتح فمه وألتقط منها الطعام ومضغهُ ثم تحدث:

-متشكر يا ليالى،إفطرى إنتِ أنا باكل بنفسى


كانت تراقبهُما بطرف عيناها بحرصٍ شديد كى لا تلفت الأنظار إليها وتضع نفسها بموقف لا تُحسَد عليه،رُغماً عنها شَـ.ـعرت بنـ.ـار الغيـ.ـرة تسرى بجَـ.ـسدها وتتـ.ـوغل به،وفجأة شَعـ.ـرت بيـ.ـدهُ الحنون تمتدُ من تحت الطاولة وتربت على فخـ.ـدها بمؤازرة وكأنهُ يقول لها أنا هُنا غاليتى


إلتفتت لهُ وتعمقت بالنظر داخل عيناه وأبتسامة رضا وحنان إعتَـ.ـلت ثغرها،قابلها بأخرى هائمةُ ذائبة فى عِشقها وحدثتها عيناه: 

-عودى لثباتك ولا تقلقى سيدة قلبى،فقلبىّ النابضُ مِلكًُ لك وفقط،أعشَقُكِ فاتنتى وبحنون


إبتسمت له وكى لا تدع الحِـ.ـقدُ يتسللُ لقلب أيسل أو ليالى عاودت النظر لداخل صَحنها من جديد تحت إستشاطة كِلتا اللواتى تراقب نظراتهما ويـ.ـد ياسين التى إمتدت تحت الطاولة،إنها الفتاة وأمها 

رمقت أيسل مليكة بنظرات حاقـ.ـده وذلك جراء ما رأتهُ من عِشقٍ جارف ظَـ.ـهر بَيِنّ بعيناى أبيها لتلك الدخيلة على عائلتها الصغيرة


نظر عز الى ولَدهِ وابتسامة ساخرة ظَـ.ـهرت فوق شَـ.ـفتاه عندما رأى وضع نجلهُ السئ والذي لَا يُحْسَدُ عَلَيْهِ،فهم ياسين مغزاها وابتسم له وهز رأسه باستـ.ـسلام وتحدث مُداعـ.ـباً أباه:

-ربنا ما يحرمني منك ولا من دَعمك يا باشا


أطلق عز قهقهاتٍ عالية أثـ.ـار من خلالها إنتباه الجميع إليه وتحدث مُتهـ.ـكماً:

-أي خدمة يا حبيبي،إنتَ تؤمر


ضحكة عالية خرجت من طارق الذى كان يتابع ذاك الثُنائى المنسجم،في حين تحدث وليد مُستفهماً بدُعابة: 

-ماتضحكونا معاكوا يا بشوات ولا على الأقل عرفونا السبب


تحدث إليه عز بحديث ذات مغزى وهو ينظُر إلى راقية: 

-إبقى إسأل راقية عن السبب وهى تقول لك يا وليد 


ضيقت راقية عيناها ولوت فاهها بتعجُب ثم سألته مُـ.ـستنكرة:

-كان حد قال لك إنى خبيرة فى لغة العيون علشان أفهم بصاتك إنتَ وإبنك اللى مليانة ألغاز يا سياده اللواء؟! 


ضحك عز وياسين بأصواتٍ عالية وصلت حد القهقهة وتحدث عز إلى وليد مؤكداً على ما ذكرهُ مُنذُ القليل: 

-مش قلت لك إسال أمك يا وليد


ثم حول بصرهِ إلى عبدالرحمن وأردف بحديث ذات مغزى: 

-الله يعينك على الى إنتَ فيه يا عُبد 


عقب عبدالرحمن على حديث شقيقهُ قائلاً بدُعابة: 

-علشان تعذرنى يا عز يا أخويا،أنا عايش مع شارلوك هولميز شخصياً 


تَضاحَكَ الشقيقان بشدة ثم أردف عز موجهاً حديثهُ إليها قائلاً بنبره ساخرة:

-عارفة يا راقيه،إنتِ ثروة قومية وخسارة كبيرة إن البلد ما تستغلش موهبتك بالشكل اللى يناسب قدراتك العظيمة،المفروض مثلاً جهاز زى المخـ.ـابرات العامة يشغلك معاه ويستفيد من قدراتك الخارقة فى مراقبة أكتر من مية شخص فى نفس ذات اللحظة 


قهقه الجميع وتحدثت هى بإبتسامة جانبية ساخرة في محاولة منها بتحسين صورتها أمام الجميع:

-أنا مش هزعل منك يا سياده اللواء علشان عارفاك طول عُمرك بتحب الهزار،ولولا إنى مُتأكدة من كدة كُنت قُلت إنك بتهزقنى بالذوق 


أجابها عز بنبره جادة وحديث مقصود:

-لو قُلت لك إنى ما بهزرش هتصدقينى يا راقية؟

إنتِ بجد عندك قُدرات خاصة في قوة الملاحظة ده غير سُرعة البديهة اللى ربنا ميزك بيها 

واسترسل بحُبور:

-بس يا خساره بتستـ.ـغليها في المكان الغلط وبالطريقة الغلط 

واستطرد بتمنى: 

-يا ريتك يا راقية تحاولي تستـ.ـغلي نِعَم ربنا عليكى في الخير وإصلاح حياتك،صدقيني هيفرق معاكى جداً 


كانت تستمع إليه بعدم إكتراث،هزت رأسها بلامبالاة ثم تابعت تناول طعامها بشهية مفتوحة وكأن شيئاً لم يكُن 


أرادت تلك الثُريا راقية الأخلاق أن تَخلق جواً أسرياً مليئ بالتودُدْ بين الجميع،ولتُخرج الجميع من حالة المُـ.ـشاحنة تلك فتحدثت إلى ليالي مُتسائلة بنبرة حنون: 

-عجبك الأكل يا ليالي،أنا عملتهُ لك بنفسي يا حبيبتي،عملت لك كُل الأصناف اللي بتحبيها إنتِ وأيسل


نظرت إليها ليالي بإبتسامة بشوشة وتحدثت بنبرة مُمتنة:

-تسلم إيدك يا طنط،بس أنا مش هاقدر أكل غير من نوعين بس وحبة صُغيرين خالص 


واسترسلت شارحة بنبرة غَليظة تصل حَد العجرفة:

-أصلى بصراحه ما بقتش باكل كثير علشان وزني ما يزيدش،ودى نصايح الدكتور ليا علشان أفضل محافظة على جمال بشرتى ورشاقتى


أومأت لها ثُريا بفطور وهى تنظر داخل صَحنها بتجاهل تام لتُرَّهَات تلك الفارغة من الداخل تحت غضـ.ـب عز من إسلوب تلك الحَمْقَاء، إستـ.ـشاط داخل ياسين الذي رمقها بنظرات حـ.ـارقة إكتفى بهم كى لا يُهين تلك الفارغة أمام الجميع ويُحزن قلب أبناءه


إنزعجت أيسل من إسلوب والدتها الوقـ.ـح في حق تلك الثُريا التى تكِنُ لها كل التقدير والحُب فتحدثت إليها بنبره حنون: 

-تسلم إيدك يا نانا الأكل تحفة،الإسكالوب وهم،ولا المكرونة حلوة أوى 


واسترسلت بطريقة ساخرة كى تُدخل السرور إلي قلب تلك الثُريا:

-بصراحة كدة طعم أكلك غسل قلبى من جوة،وعوضنى عن مُعاناتى مع أكل هيلين الألماني اللي ما لوش لا طعم ولا لون


إبتسامة سعيدة إعتلت ثغر ثُريا التى تحدثت بنبره تقطرُ حناناً:

-بألف هنا وشفا على قلبك يا حبيبة نانا،إن شاء الله هعمل لك كُل الأكل اللي بتحبيه وأعوضك طول أجازتك 


أما راقية فقد إستغلت الوضع كعادتها لبخ سُمها وتحدثت بنبره مُتهكمة وهي تنظر إلى ليالي:

-يا ضنايا يا بنتى،ما هي لو أمك بتعرف تُطبخ زي الستات كانت أكلِتك ولا أتحوجتي ياعين أمك للأكل الألماني اللي بتقولي عليه ده 


رمقتها منال بنظرة حـ.ـارقة وكادت أن تُهـ.ـاجم تلك الراقية مُدافعة عن إبنة شقيقها،سبقتها ليالي متحدثةً بطريقة مُتعجرفة وهي ترفع قامتها لأعلى: 

-أكيد حضرتك بتهزرى وما تقصديش الكلام اللى قُلتيه ده 

واسترسلت وهى تتحدث بتَّعَظُم لحالها: 

-بقى عوزانى أنا،ليالى العشرى تربيه المدارس الألمانية أدخل المطبخ وألبس المريله وتبقى ريحتى كلها بصل وتوم


زفر ياسين وتحدث بنبرة حادة بعدما طفحَ بهِ الكيل من تصرُفات تلك الفارغة ليالى وتلك المتحشرة الملقبة براقية: 

-هو فيه إيه يا جماعة،هو إنتم ما بتعرفوش تاكلوا وإنتم ساكتين أبداً؟

واسترسل بنبرة جافة: 

-نفختوا قلبنا وصدعتونا من المـ.ـدَافِعْ اللى عمالين ترموها على بعض من ساعة ما قعدنا على السُفرة


عَقب عز على حديث نجلها قائلاً: 

-والله يا أبنى عندك حق 

واستطرد بنبرة صارمة وهو يوزع نظراتهِ السَـ.ـاخِطَة على نساء العائلة مما أربك الجميع وبالأخص تلك اللمار بالرغم من صمتها التام فى حضرت ذاك الداهى: 

-الوضع كدة زاد عن حَده ولازم له واقفة! 

ده لا بقى فيه إحترام لوجود رجالة العيلة 

وأكمل بإستحسان وهو يُشير إلى ثُريا بكف يـ.ـده:

-ولا حتى للسِت اللى فاتحة لكم بيتها ومغرقة الكُل فى كَرمها طول الشهر،والواحد عمال يفوت وأقول على الله يحِـ.ـسوا على د مهُم وياخدوا بالهم من وجودنا ويسكُتوا،بس بيزيدوا 


أردفت ثُريا بنبرة صوت هادئة كى تستدعى هدوء ذاك العِز: 

-هدى أعصابك يا سيادة اللوا،مقامك محفوظ وعلى راس الجميع إنتِ وكل رجالة العيلة

واسترسلت بإبانة: 

-كل الموضوع إنهم بيفكوا عن نفسهم مع بعض فى الكلام 


وكأن بكلماتها أطفـ.ـأت نـ.ـارهُ فتحول لأخر وتحدث بوجهٍ بشوش: 

-أنا هعدى الموضوع علشان خاطرك إنتِ بس يا أم رائف 


إشـ.ـتعل داخل منال التي رمقته بنظرة حـ.ـارقة رأها وتلاشاها وعاد يُكمل تناول طعامهُ

تابع قراءة الفصل