-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 14 - 2

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى



الفصل الرابع عشر

الجزء الثاني

العودة للصفحة السابقة



بعد انتهاء الإفطار ذهب كُلٍ الى منزله وذهبت أيسل وليالي ليستريحا داخل غرفهم بعد مشاقه السفر ويومهما الطويل،


تحرك ياسين إلى مليكة حيثُ صعدت بعد الإفطار إلى جناحها لتتناول أدويتها الخاصة بالحمل،وجدها تتمدد فوق تختها،جلس على طرف الفراش وسحـ.ـبها ليُسكنها داخل أحضـ.ـانهُ ثم أمـ.ـسك أسفل ذقـ.ـنها ورفع وجهها للأعلى لتتقابل أعيُنهم وسألها بإِعتِنَاء:

-مالك يا حبيبي؟

واسترسل بسؤالٍ مُبالٍ: 

-فيه حاجة مضايقاك؟ 


ابتسمت له ببشاشة وجه لكى تجعلهُ يطمئن عليها وتحدثت بنفى: 

-ما فيش يا ياسين،تعبانه بس شويه


يعلم أنها لا تقُل الحقيقة خشيةً إزعاجه فتحدث متسائلاً: 

-تعبانة إزاي؟ 


لم تُجيبهُ على سؤالهْ واكتفت بدفـ.ـن حالها داخل أحضـ.ـانهُ الحنون حتى تُشعر روحها بالسَـ.ـكينة والأمان،شدد من ضـ.ـمته بقوة وتنهد بأسي لأجلها،وتحدث وهو يُمرر كف يـ.ـده مُملـ.ـساُ بها على شعرها بحنانٍ بالغ طمئن روحها: 

-حبيبي،أنا مضطر أبات النهاردة عند ليالى،مش عاوزك تزعلى،علشان خاطري حاولى تاخدي الأمور ببساطة علشان ما تتعبيش


أبعَد رأسها عنه ونظر داخل عيناها واستطرد بنيرة حنون: 

-مش عاوز أبقى قلقان عليكِ يا مليكة،علشان خاطر ياسين تخلى بالك من نفسك


واسترسل بإبتسامة سحرتها وهو يُشير إلى قلبهُ:

-ومش عاوزك تنسي إن مافيش غيرك هنا  

 


هزت رأسها عدة مرات متتالية وابتسامة طمأنينة رُسمت على ثغرها،واسترسل هو بنبرة تقطرُ حناناً: 

-حاولي تستريحي وتنامي وأنا إن شاء الله هاجي أشوفك قبل ما أروح الشغل بكرة،إتفقنا يا حبيبي



شعرت بسعادة تغـ.ـزو روحها ثم حركت رأسها بإيجاب وتحدثت بنبرة هادئة: 

-ما تقلقش عليا يا حبيبى،أنا عارفه إنك لازم تروح لها وصدقني مش زعلانة،ده حقها عليك



واسترسلت وهى تحـ.ـسهُ على المغادرة:

-يلا قوم علشان تجهز لصلاة التراويح وأنا هاحاول أنام شوية وبعدها هاقوم أقعد مع الأولاد


أومأ لها بموافقه وبالفعل تحرك للخارج كي يذهب الى المسجد لقضاء صلاه التراويح مع التجمع العائله اليومي



بعد الثانية عشر من منتصف الليل،داخل جناح ياسين المُشترك مع ليالي 


كانت تتمـ.ـدد بجوار ذاك الذي يستند بظـ.ـهرهِ على خلفية التخت ويبدوا على وجهها الراحة بعد أن قضت معهُ وقتاً مُمـ.ـتعاً للغاية بالنسبةٍ لها،تنفست براحة وتحدثت: 

-ما تتصورش إنتَ كُنت واحشني إزاى يا ياسين


إبتسم لها بخفوت وهز رأسهُ وكُل ما يشغل بالهُ فى هذه اللحظة هى تلك العاشقة ونـ.ـارها المتيقن أنها وصل إشتِـ.ـعالها للمنتهى،نظر عليها وتحدث بنبرة هادئة وهو ينزل من فوق التخت وشرع بإرتداء ثيابهُ: 

-هاروح أطمن على غز وارجع لك تانى


إتسعت عيناها وهتفت بنبرة حادة بعض الشئ: 

-إنتِ بتتكلم جد يا ياسين؟! 

إنتَ هاتسيبنى وأنا لسة راجعة من السفر من كام ساعة وتروح لمليكة؟ 


تحدث إليها بنبرة باردة: 

-بس أنا ما قولتش إنى رايح لمليكة؟! 


أجابتهُ بنبرة جادة: 

-بس اللى حوالينا مش هايفسروها غير كدة يا ياسين

واسترسلت بعيناى لائمة: 

-ما إنتَ لو كُنت شوفت اللى إسمها راقية وهى بتلقح عليا بالكلام عن حُبك العظيم لمليكة اللى بقى ظاهر للكل،ما كُنتش فكرت تحطنى فى موقف زى ده؟ 


إتسعت عيناه بحِدة وهتف بنبرة صارمة:

-هو إنتِ دماغك بقت تافهة لدرجة إنك تحطى كلام واحدة حقـ.ـودة ومخها ضايع زى راقية فى دماغك؟! 


أجابتهُ بنبرة حادة تصل حد الغضـ.ـب: 

-ولما تقرر تسيبني بعد وصولى من السفر بكام ساعة وتروح لها،مش كدة تبقى بتأكِد للكل إن كلامها مظبوط؟! 


واسترسلت بنبرة حادة وهى ترفع قامتها للأعلى: 

-إحنا مش عايشين فى المكان لوحدنا،والكل بيراقب تصرفاتنا وبيحكموا على علاقـ.ـتنا من خلالها 

واستطردت بنبرة متعالية: 

-ياريت تبقى تاخد بالك من أفعالك قدام العيلة بعد كدة،وما تنساش إنى مِـ.ـراتك من قبلها وأم أولادك ولازم أبقى المُفضلة وتدينى برستيچى فى المعاملة قدام كُل العيلة 


واسترسلت بما أشـ.ـعل داخلهُ: 

-أنا الأصل يا سيادة العميد 


إستـ.ـشاط داخله وصاح بها بصرامة وملامح وجه حازمة:

-أنا ماعنديش أصل وفالصو يا ليالى 


واسترسل بنبرة قاطعة: 

-مليكة مِـ.ـراتى زيها زيك وليها كُل الحقوق اللى ليكِ بالظبط،وإذا كُنتى إنتِ أم أولادى زي ما بتقولى فهى كمان أم أولادى،يعنى زيها زيك فى كُل حاجة وما فيش واحدة منكم مفضلة على التانية 


واستطرد بصياحٍ بنبرة تنبيهية: 

-فاهمة ولا لاء؟


كانت تستمع إليه بعيناى غاضـ.ـبتان ثم تحولت إلى ضعيفتان بعد أن اغرورقت بالدموع وتحدثت مُترجية بنبرة مُتـ.ـأثرة: 

-بلاش تروح لها يا ياسين،لو فعلاً بتحترمنى زى ما بتقولى دايماً يبقى بلاش تقلل منى قدام العيلة؟

 

واسترسلت بعيناى مستعطفة: 

-بلاش تخليهم يبصوا لى على إنى الست اللى فشلت تحتوى جوزها وتخليه يحبها،ما تخليهُمش يبصوا لى على إنى مش مالية عينك لدرجة إنك تسيبنى فى يوم زى ده وتروح لها بحجة إبنك الصُغير


نظر علي عيناها وتذللهما له ولان قلبهُ وأنبهُ ضميرهُ فاقترب من وقفتها وسحـ.ـبها لداخل أحضـ.ـانه وتحدث بنبرة هادئة فى محاولة منه لمراضاتها وٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّه: 

-إهدى يا ليالى،ولو هايريـ.ـحك إنى ما اروحش أشوف الولد اللى ما بيعرفش ينام من غير ما يشوفنى أنا هعمل ده علشانك 


تنفست براحة وتحدثت بسكينة: 

-ربنا يخليك ليا يا ياسين 


تنهد بثقل،وأبعدها عنه ثم نظر إليها وسألها مُستفسراً: 

-ليالى،هو فيه حاجة حصلت بينك وبين مليكة أنا ما أعرفهاش؟ 


ضيقت عيناها وسألته متعجبة: 

-هى مليكة إشتكيت لك منى ولا إيه؟ 


أجابها نافياً: 

-خالص،ما أنتِ عارفة مليكة وطبعها،أنا اللى لاحظت ده فى تصرفاتها معاكى،حـ.ـسيت إنكم مُتجنبين بعض شوية


إشتد غيـ.ـظها ووجهت لهُ سؤالاً بنبرة مُتبرِّمة: 

-وياترى ما لاحظتش أى حاجة تاني غير إن مليكة زعلانه ومتجنبة الكلام معايا؟! 

ولا ملاحظاتك القوية بتبقى لمليكة بس يا ياسين؟ 


قطب جبيبنهُ وسألها مستفهماً: 

-تقصدى إيه؟ 


هتفت بنبرة حادة تنمُ عن مَدى إنزعاجها: 

-زى تغيير شكلى مثلاً؟! 

واسترسلت بعيناى لائمة: 

-اللى كل اللى شافنى لاحظه وانبهر بجمالى إلا جـ.ـوزى اللى أنا عاملاه علشانه أصلاً 



رفع حاجبيه بإستنكار وسألها بنبرة تشكيكية: 

-وإنتِ فعلاً عاملة التجميل ده علشانى أنا يا ليالى؟! 


نظرت إليه وأجابته بنبرة زائفة فهى لا تفعل شئ سوى لليالى وفقط: 

-هو أنتَ عندك شك فى كِدة يا ياسين؟ 


إبتسم بجانب فمه ساخراً وتحدث متهكناً: 

-لا طبعاً،أنا متأكد

ثم استطرد بإبانة: 

-على العموم أنا ما طلبتش منك تعملى كدة،ومش مقتنع ولا موافق على الموضوع كله من أصله،أنا وافقت مجبر علشان ما تزعليش وتفتكرى إنى مانع عنك حاجة بتسعدك


واستطرد بنُصح: 

-لكن لحد هنا ولازم تقفى مع نفسك وتراجعيها يا ليالى،لأن الموضوع بدأ يزيد عن حده معاكِ وممكن يقلب لمَرَضِى


جحظت عيناها وأبتسم ساخرة وتحدثت: 

-قوام حولتنى لمجنونة علشان باهتم بجمالى يا ياسين؟ 


أشار لها بكف يـ.ـده ليحـ.ـثها على التوقف وتحدث بنبرة إستسـ.ـلامية وذلك لعدم رغـ.ـبته فى الناقشة: 

-خلاص يا ليالى،أنا غلطان لك وإنتِ حُرة، خليكى ماشية فى طريقك بس ما تبقيش تيجى تعيطى لما تعملى عملية من دول ويحصل لك لا قدر الله تشـ.ـوهات زى ما بنسمع وشوفنا كوارث من دى كتير مؤخراً 


إرتدى معطفاً فوق منامته وتحدث كى يُنهى ذاك الجدال العقيم بالنسبة له: 

-أنا رايح أشوف سيلا وأقعد معاها شوية 


واسترسل ساخراً: 

-ولا ده كمان ممنوع؟ 

 

تنهدت بضيق وتحرك هو متجهاً لحجرة صغيرته


❈-❈-❈


تحركت مليكه الى غرفه مروان في محاوله منها باشغال حالها بأطفالها كي لا تدعى فرصة للشيطان الدخول إليها


دقت باب الصبى ودخلت بعدما سمح لها هو،وجدته مُمـ.ـسكاً بالجيتار هدية ياسين له ونظرت عليه وتحدثت بإبتسامةحانية:

-بتعمل ايه يا حبيبي؟


أجابها الفتى بنبرة صوت حماسية:

-بلعب على الجيتار شويه يا ماما 


تحدثت اليه من جديد:

-طب تعالى ننزل عند تيته،أنا هاخد إخواتك وأنزل أقعد معاها شويه عشان نونسها،الكل روح بدرى النهاردة وسابوها لوحدها


وافقها الفتى على حديثها وقام بوضع الجيتار جانباً ثم تحرك بجانب والدتهُ ودخلا سوياً إلى غرفة الصغيران،حمل عنها عز الصغير وجاورت هي صغيرها أنس وتحرك الجميع الى الاسفل عبر الدرج، وقفت بصغارها أمام حجره ثريا ثم دقت بابها بهدوء،إستمعت الى صوت ثريا من الداخل فتحت الباب وطلت هي واطفالها مما اسعد قلب تلك الجميله التي تحدثت بنبره سعيده:

-أهلاً أهلاً أهلاً،تعالوا يا حبايبي واقفين بره ليه 



سارت بأطفالها إليها وتحدثت بإبتسامة بشوش:

-إحنا قُلنا نيجي نونس حضرتك ونقعد معاكِ شوية،أنس وعزو عايزين يسمعوا حكاية من حواديت نانا،وأنا ومروان كمان إشتقنا لحكايات حضرتك

واسترسلت بإبتسامة بشوشة: 

-إيه رأيك بقى تحكي لنا حكاية من حكاياتك الجميلة 


إبتسمت لها بحنان ثم قامت بفتح ذراعيها على مسرعيهما في دعوة منها للصغيران وإشارة لدلوفهما إلى أحضـ.ـانها،هرول عليها الصغيران وقبع عز داخل أحضـ.ـانها الحنون وجاورها أنس الجلوس وتحرك مروان وجلس بجانب جدته التى باتت تُدثرهم بالأغطية الوثيرة بمنتهى الحنان،أما مليكه فجلست بالمقابل بالطرف الآخر للتخت 


وجهت ثُريا إلى أحفادها بنبرة حنون: 

-يلا قولوا لي بقى عاوزين تسمعوا حكايه إيه ولا تخلوها لذوقي أنا؟



تحدث أنس بنبره حماسية وصوت عالي:

-أنا عاوز حكاية سنو وايت والأقزام السبعة يا نانا


 أما عز فتحدث بتذمر طفولي ونبره إعتراضية قائلاً:

-لا أنا مش عاوز سنو وايت،أنا عاوز حكاية التعلب المكار 


ضحكت ثريا بمرح وتحدثت إليهما بنبرة عطوفة:

-طب إيه رأيكم أنا هريحكم خالص وهختار لكم أنا


وسألتهم من جديد: 

-إيه رأيكم في حكاية ليلى والذئب المكار 



هلل الصغيران وصفقا بأيـ.ـاديهم وبدأت ثريا بسرد الروايه بطريقة رائعة تحت إبتسامة الجميع وتصفيق الصغار وسعادة مليكة البالغة لسعادة أطفالها الصِغار وتجمع العائلة والدفئ والحنان الذي غمرتهم بهِ تلك الثريا عالية المقام



مر الوقت ولم يشعر الجميع به من شدة إندماجهم،غفا أنس داخل أحضـ.ـان ثريا وأيضاً عز القابع فوق ساقـ.ـيها،أما مروان فكان مُستمتع للغاية بالجمع العائلي وحنان جدته الذي يفيضُ على الجميع


طلبت ثريا من مليكة أن تترك لها الصغيران ليغفا بجانبها وبالفعل وافقت وتحركت للأعلى هي ومروان بعد أن دثرت الصغيران تحت الأغطية واطمئنت عليهما داخل أحـ.ـضان جدتهُما الحنون وصعدت هي ومروان كل الى حُجرته وانتهت الليلة

 


❈-❈-❈


صباح اليوم التالى 


خرجت مليكة وأتجهت إلى البحر لتتمشي على شاطئهِ علها تستطيع إخماد نيـ.ـران قلبها التى تتمدد وتكاد تُطالُ كُل ذرةٍ بكيانها وتدمـ.ـرهُ،كانت تتحرك بخطواتٍ هادئة ترفع قامتها للأعلى وتتنفس هواء البحر المُنعش برائحة اليود التى تعشقُها ولكن هذة المرة لم تكُن بإستـ.ـمتاع،بل كانت بجَـ.ـسدٍ مُحـ.ـترق بنـ.ـار الغيرة 



إستمعت إلى صوتٍ يصدح من خلفها قائلاً: 

-مليكة

واسترسلت بعدما جاورتها: 

-ده إيه الصدفة الحلوة دى،إنتِ كمان جاية تمـ.ـارسي رياضة المشي على البحر؟ 


اِرتَسَمَت اِبتسَامَة هَادِئة عَلَى محُيَّاها وتحدثت: 

-لمار إزيك 


أجابتها تلك التى لم يكُن وجودها هُنا من باب الصُدفة كما ادّعت: 

-أنا تمام،إنتِ كويسة؟

واسترسلت بنبرة خبيثة: 

-شكلك بيقول إنك متضايقة؟ 


هزت مليكة رأسها وتحدثت نافية بإدعاء بعدما فهمت مغزى سؤالها الخَبيث:

-وأنا هاتضايق من إيه،أنا الحمدلله كويسة جداً 



أومأت لها بموافقة ثم تحدثت بما أتت إليه خصيصاً بعد ترقُبها للفرصة المناسبة وها هى قد أتت إليها: 

-طارق قال لك إنه وافق على عرض الشراكة اللى أنا جيتها؟ 


قطبت مليكة جبينها بمباغتة وتحدثت بنبرة مستفسرة: 

-وافق إزاى يعني؟ 


ضيقت لمار عيناها ومن ردة فعل مليكة المتعجبة،إستطاعت أن تَستنتِج عدم إبلاغ طارق لتلك البلهاء، ومن هُنا لمعت عيناها وأردات أن تتوغل بأفكارها الشيطانية داخل عقل مليكة فى محاولة داهية منها للمُضي فى خطتها فى التفرقة بين ذاك الطارق وتلك المليكة مُتبعة قانون فَرِّق تَسُدْ 



إتسع بؤبؤ عينيها وفرغت فاهها بعدم تصديق زائف إصطنعته كى تُزيد من إِمْعَاض تلك المليكة،ثم تفوهت مُتعجبةُ بنبرةٍ خَبيثة تقطرُ سُمًّا: 

-معقولة طارق ما بلغكيش بالخبر؟! 

ده أحنا مضينا عقود التعاون مع الشركة بقى لنا يومين بحالهم؟! 


ثم تفوهت بتذكر واهى لتزيدُ من تشتُت عقلها وزعزعت ثقتها بذاك الطارق:

-آه إفتكرت،هايبلغك ليه وهو مضي عقود التعاون على حصته هو وبس،يعنى من الآخر كدة الأرباح كُلها هتدخل للأسهم بتاعته هو والموضوع أصبح ما يخصكيش


قضبت مليكة جبينها وسألتها بإندهاش:

-إنتِ متأكدة من الكلام ده يا لمار،يعنى طارق ما مضاش العقد على كل أسهم الشركة؟!

  


رفعت حاجبيها بتعجب وأردفت مُفَسِّرةً: 

-طبعاً مُتأكدة،أنا كُنت موجودة بنفسي والطرفين بيوقعوا على العقود

 

ثم استرسلت بإستفاضة: 

-ده غير إن طارق ماينفعش يتفق على دخول الأسهم بتاعتك داخل الإتفاق من غير موافقتك وإمضتك على العقود


واستطردت بإعلام: 

-على فكرة يا مليكة،أنا إتعينت تبع الشركة الموردة وهتابع الشُغل بنفسى وهاستقبل الشُحنات أنا ووليد


إبتلعت لُعابها وتحدثت منسحبة بعيناى زائغة تكشف مَدى تخبُط ذهنُها وتشتُت روحها: 

-بعد إذنك، أنا مضطرة أرجع علشان عز 


هتفت قائلة بما جعلها تتسمر بوقفتها لإستماع تكملة حديثها: 

-أنا عارفة إنك رفضتى العرض علشان كُنتى قلقانة منى

واسترسلت بنبرة مستاءة أَتْقَنَت صُنعها بمهارة عالية:

-مش عارفة ليه دايماً بحِـ.ـس إنك مش بتستريحى لى ولا بتثقى فيا،مع إنى عُمرى ما اذيتك فى حاجة،"بالعكس" 


واسترسلت بنبرة زائفة وهى تلعب على وترها الحَـ.ـساس بكل براعة:

-كُل كلامى ليكى بيكون فى إطار مصلحتك وإنى حابة أساعدك وأساعد أولادك اليتامى،أنا عُمرى ما فكرت أعمل حاجة تأذيكى أو تأذي أولادك يا مليكة 


واظن أكبر دليل على صحة كلامى هى موافقة طارق على العرض اللى أنا كُنت مقدماهولك قبل منه


نظرت داخل عيناها لستدعى إنتباهها الكامل وتنهدت بأسي ثم تحدثت بنبرة بها الكثير من الشَجن قاصدة بحديثها طارق:

-للأسف يا مليكة،إحنا بقينا فى زمن صعب أوى،أصبح فيه الكُل معمى بالطمع وكل واحد عاوز يكوش على حق غيره 


أخذت مليكة نفساً مطولاً يكشف مدى الألم الذى سَكن روحها وتحدثت بإقتضاب: 

-بعد إذنك 


قالت كلماتها وسارت بطريقها نحو المنزل بخيبة أمل وروحٍ مشتتة،نظرت عليها لمار وأطلقت إبتسامة واسعة مليئة بالسخرية ثم رفعت قامتها للأعلى وتنفست براحة 



دلفت مليكة إلى حديقة المنزل،أخرجت هاتفها الجوال من جيب بِنطالها وطلبت رقم طارق وتساءلت بنبرة جادة بعدما إستمعت لتحيتهُ لها وردتها: 

-إلا قول لى يا طارق،إنتَ صحيح مضيت عقود التعاون مع الشركة الأوربية اللى لما كانت جيباها كوسيط؟ 


أغمض عيناه بضيق جراء المفاجأة،كل ما كان يُشغل بالهُ طيلة الأيام الماضية هاهو قد حدث،كان يتأمل أن يمُر الأمر بسلام قبل أن يتم إنكشافه وبالأخص من تلك البريئة


أردف قائلاً بنبرة صوت جاهد فى إخراجها متماسكة: 

-آه يا مليكة،أنا كُنت هقول لك بس إنشغلنا برجوع أيسل وليالى وما كانش فيه فرصة علشان أفاتحك وأبلغك


أرادت أن تكشف عن إن كان ما أبلغتها به تلك اللمار صحيحاً أم أنهُ مُجرد إفتراءٍ كاذب،فتحدثت بذكاء بنبرة حادة لم تستطع التغلُب عليها: 

-وأنا إيه اللى يخُصنى فى الموضوع علشان تبلغنى بيه يا طارق،على حسب المعلومات اللى وصلتنى إنك مضيت عقد التعاون على الأسهم بتاعتك بس 


هز رأسهُ بأسي،ثم ألقى بها إلى الخلف مُستنداً على خلفية مقعدهِ وسألها بنبرة هادئة: 

-مين اللى قال لك يا مليكة؟ 


أجابتهُ بقوة: 

-مش مُهم مين اللي قال لى،المهم إنى إتأكدت إن اللى الكلام اللى وصلنى صح 


واسترسلت: 

-على فكرة يا طارق،أنا مش زعلانة على إنك خليت الإتفاق على الأسهم بتاعتك بس،أى حد من الطبيعى إنه هيسعى يكبر شغله ويدور على المكسب الكبير لنفسه 


واسترسلت بمرارة ملئت صوتها:

-أنا اللى مزعلنى إنك حذرتنى من لمار وبعدها روحت إتفقت معاها ومضيت العقود من غير حتى ما تكلف نفسك وتبلغنى 


أغرورقت عيناها بالدموع واسترسلت بنبرة صوت مختنقة بفضل دموعها المحتجزة: 

-يمكن يكون الموضوع عادى بالنسبة لك وبالنسبة لكل الناس،أنا بس اللى بتعشم فى الناس زيادة عن اللزوم علشان كدة بزعل 



أما ذاك المتألـ.ـم لألـ.ـم صديقتهُ البريئة فاردف مُفسراً تصرفهُ: 

-إسمعيني من فضلك يا مليكة،أنا فعلاً رفضت العرض فى الأول لكن بعد ما قعدت مع نفسي وفكرت بالعقل لقيت إنها فعلاً فرصة ما تتعوضش،قُلت لما أجرب أنا معاهم بالأسهم بتاعتى كام صفقة ولو فعلاً طلعت الأرباح زى ما بتقول لمار هضيف الأسهم بتاعتك إنتِ والأولاد وعمتى وكمان يُسرا


اردفت بصلابة:

-مافيش داعى تبررلى تصرفك يا طارق،أنا مش بحاسبك،إنتَ حر تدير نصيبك من الشركة بالطريقة اللى تريحك وتدور على مصلحتك 


واسترسلت لتُنهى المحادثة:

-بعد إذنك يا طارق 


أغلقت هاتفها وشعرت بكَمٍ هائل من الخزلان،أما طارق فنفخ بضيق،وبسرعة البرق كان يضغط زر الاتصال برقم شقيقهُ الذي أجاب سريعاً من مكتبهِ داخل جهاز المخابـ.ـرات قائلاً بمرح:

-طروق باشا صباحك فُل 


نطق طارق بنبرة صوت مُغلفة بالألـ.ـم:

-مليكة عِرفت يا ياسين 


وبدأ بسرد ما دار بينهما،زفر ياسين بضيق ثم اخذ نفساً عميقاً وتحدث مُهدءاً شقيقهُ: 

-روق يا طارق ومتزعلش نفسك 


رد بنبرة حزينة: 

-مش عاوزنى ازعل إزاى يا ياسين،إنتِ أصلك ما سمعتش مليكة وهى بتكلمنى وصوتها كله إتهام ليا، 


واسترسل وهو يهز رأسهُ بأسي: 

-أنا الوقت فى نظرها مجرد واحد جَشع،طِمع فى المكسب الكبير لوحده 


هتف ياسين بنبرة قوية: 

-خلاص يا طارق إهدى،مليكة طيبة وما بتعرفش تزعل من حد وخصوصاً منك إنتَ،لأنها بتعزك وبتعتبرك زى أخوها،هاتزعل لها يومين وبعدين هتصفى 


واسترسل بتهاون لتيقنهُ من قلب حبيبتهُ الرقيقة: 

-سيبك من موضوع مليكة وزعلها،ده سهل السيطرة عليه،خليه عليا أنا 


واسترسل بنبرة غاضبة: 

-أنا فى بنت الكلـ.ـب اللى مش مخلية فرصة إلا لما تستغلها علشان تفتن الكُل فى بعضه،نفسي أفهم البت دى عاوزة إيه وبتعمل كُل ده ليه، ومين اللى وراها 


واسترسل بنبرة تنمُ عن مدى إشتـ.ـعال روحهُ: 

-قسماً برب العزة لو طلع اللى فى دماغى صح، لأخلي اللى هعمله فيكِ يا لمار يتحكى عنه ويتدرس للأجيال اللى جاية



عودة إلى مليكة

دلفت لداخل المنزل،وجدت ثُريا تجلس فوق الأريكة تُطعم الصغير عز الجالس بجانبها،وقفت أمامها بملامح وجه يُسيطر الغـ.ـضب عليها وهتفت بنبرة حادة قوية: 

-ماما،أنا قررت أروح الشركة وأدير نصيب أولادى بنفسى. 


تُرى ما الذي إنتوت عليه تلك المليكة؟ 

وكيف سيكون ردة فعل ياسين علي قرارها ذاك؟ 


وهل سيخضع لقرارها أم أنهُ سيرفضهُ وبقوة؟ 


كل هذا واكثر سنتعرف عليه من خلال الفصول القادمة


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة