-->

رواية جديدة خداع لإيمي عبده - الفصل 8

 

قراءة رواية خداع كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية خداع

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي عبده

الفصل الثامن




لقد كان العمل الذي نالته "شهد " أكثر من رائعاً، فقد أحبتها صاحبة المخبز، كما أحبت ما تصنعه، لذا تركت  لها الحق فى إختيار ما تقدمه إلى الزبائن، فالبعض منهم يطلب المشورة في إختيار ما يرغب به، خاصه وإن كان صغيراً فى السن.


فرواد مخبزها كثيراً ما يكونوا صغاراً أتوا لأجل طعاماً شهياً، وسريعاً فبالمنطقة عدد من المدارس، وكذلك بعض المؤسسات الحكومية، ولأن "شهد " لطيفة، متواضعه، سهلة المعشر، فقد أحبها رواد المخبز، وخاصة الأطفال.


القلب أدماه الجراح، كلما مر جرح تلاه آخر، فبعد أن وجدت "شهد " شغفها بعملها، وإستعادت حيويتها، فاجئتها إصابة والدتها بنوبة قلبيه مفاجئه، وتم حجزها بالمشفى، فإضطرت "شهد " لترك عملها؛ لترعى والدتها.


❈-❈-❈


مر اليوم تلاه الثاني، وبعد أكثر من إسبوع، بدأت والدتها تظهر تحسناً بطيئاً جعل "شهد " أخيراً تلتقف أنفاسها إرتياحاً، ولكنها لا تستطيع تركها، والعودة إلى العمل، وقد كانت صاحبة المخبز أكثر من كريمه حتى الآن، فقد تحملت منها كل هذا الغياب، ولكنها لم تعد تحتمل.


إنها تريدها إما أن تعود إلى العمل، أو أن تتركه نهائياً؛ لتجد بديلة لها، ولا عتاب عليها حقا، فإختارت "شهد " مرغمه أن تستقيل من عملها، وتظل بجوار والدتها تخدمها حتى تتعافى، ولكن ألمها أن والدتها أصبحت ضعيفة جداً.


وقد حذرها الطبيب أن والدتها لن تتحمل نوبة أخرى بلا تدخل جراحي لذا يجب الحذر بشده، وأصبحت "شهد " فى فزع دائم، كلما بدى أقل إرهاق على والدتها، ولاحظت والدتها ذلك، فمازحتها بأنها ستحيا حتى تزو*ج أحفادها، ولن تتركها حتى تهنأ بوحدتها بلاها.


وقد ظنت شهد  ستضحك، لكن كلماتها كانت مؤلمه، وليست مرحه، فصرت "شهد " أسنانها بشدة؛ لتمنع بكائها، وظلت تتصنع المرح حتى نامت والدتها، فعادت إلى غرفتها، وانهمرت دموعها، وتعالت شهقاتها الحزينه.


فمنذ مرضت والدتها، وقد بدت أكبر من عمرها الحقيقي، وقد أحست "شهد " أيضا أنها نفسها أصبحت عجوز باليه ترى البؤس بكل شىء من حولها، مما جعلها تتذكر كل ما عانته بحياتها، بدئاً من سخرية أهل قريتها من والدها، ومنها، وصولاً إلى غدر الحبيب، ثم الصديقة.


لقد كانت شهد  تبحث أثناء خطبتها عن كل ما يزعج "زياد" لتدفعه إلى فسخ خطبتهما، وذلك لأنها لم تكن تريده فقط، بل لأجل صديقتها التى كانت تحبه، لكنه لم يكن وحده المتمسك بها، فقد كانت والدته ترغب بها وحدها زو*جة لإبنه.


رغم السخرية التى تعرضت لها شهد  دوماً منذ صغرها، لكنها كانت دوماً مرغوبة كزوجة لأى شاب بقريتها، تعلم أنها جميله، لكنها يوماً لم تغتر بهذا الجمال، أو حتى إهتمت بإظهاره، وحده "فهد" من إهتمت حقا برأيه بها.


ولكنه أصبح ماضٍ لا داعي لتذكره، هذا لو كانت قد نسيته من الأساس، فكلما أتاه خطيب ترائى لها شبح "فهد" ينظر نحوها بغضب ، ودون أن تدرى كانت  تقارنه به، ودوماً ما كانت كفة "فهد" تربح، حتى بخطبتها لم تتزين.


أدركت أنه لتتخلص من تلك الخطبة ، يجيب عليها إزعاج " والدة زياد" حتى تنفر منها، فتجبره على تركها، وعمدت على جعلها فى مواقف حرجة جداً لتدفعها إلى ذلك.


لقد كان هناك أكثر من مناسبة تفاخرت بها أمام الحضور، فبادلتها بالسخرية، واللامبالاه، واكم من محاولة قامت بها "شهد " لإحراجها بين الناس على وجه الخصوص من هنا مقربات منها.


آخر تلك المحاولات، ما كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، فقد كان من المفترض أن هناك زوار مهمين إلى أسرة خطيبها، حسنا من المفترض أن تستقبلهم  مع حماتها؛ لتتعرف عليهم، فأفنت "شهد " كل الطعام المجهز للمناسبه قبل أن يصل الضيوف بدقائق قليله.


لم تستطع تناول كمية كهذه وحدها، لكنها جمعتها فى أكياس بلاستيكيه، واخفتها بين شجيرات للحديقه، حيث وجدتها حماتها باليوم التالي، فأيقنت أن "شهد " تقصدت إحراجهم، وكان سيحدث هذا لولا أن أسرع إب*نها بشراء طعام آخر جاهزاً من القرية المجاوره.


بهذا واجهت "شهد " بكل ما تظنه، ولم ترتبك "شهد " أو حتى تنفي هذا، بل واجهتها بشجاعة بأنها لا تميل إلى إب*نها، وتأسف على تسرعها بالموافقة فى نوبة غباء أصابتها، ولكي لا تؤلمها، أخبرتها أنها لا ترغب بإبنها لأنها تعتبره بمنزلة أخ لها أكثر منه زوج لها.


نعم هى ليست نادمة على هذا، كما أنها سعيدة؛ لأنها إكتشفت دنائة صديقتها الحقود، وخرجت أخيراً بلا عودة إلى تلك القرية المزعجه، واصبح لها اسرة محبة ثانيه، ولكنها لن تقبل بإحسانهم.


❈-❈-❈


لقد حثتها والدتها للعودة إلى العمل لعلها تستعيد حيويتها من جديد فحاولت "شهد " التهرب من الموضوع؛ لكى لا تخبرها أنها تركت عملها مرة أخرى، فقد كان الأمل كبير على راتبها؛ ليساعد فى مصروفاتهما المعيشيه.


فلم يعد معاش والدها يستطع كفايتهما، ومع مرض والدتها، وأدويتها الغاليه، لم يعد هناك حل آخر سوى العمل بجد، ولكن أين؟ لذا قررت البحث عن عمل، ولكن إيجاده بوقت قصير بلا شهادات خبره درب من المستحيل.


لقد كانت "ليلى" جدية جداً مع "عز" لكن بعد مرض "والدة شهد " وذبول "شهد " هكذا، ورفضها التام أن تساعدها "ليلى" مادياً، أصبحت "ليلى" تشرد كثيراً، ولا تنتبه لمحاولات "عز" إزعاجها، بل كانت تومئ فقط بلا إنتباه.


وقد أزعجه هذا بصورة لم يتوقعها، ولكن حين سأل إبنته وجدها لا تعلم شىء، فسألچ رئيسها المباشر لعل هناك من يزعجها بالعمل، متغاضياً عن أفعاله هو نفسه معها، وجده يؤكد له أنها ليست على خلاف مطلقاً مع أحد زملائها، فجميعهم يحبونها، بل وعقب بلا مبالاه.


- لعلها معضلة عائليه، أو لعلها تعشق أحدهم، وتهيم بذكراه.


أشتعلت حرائق بقلبه، وجعلته هذه الكلمات ثائراً بشده، فعنف الرجل بلا سبب منطقي، وأصبح عصبي بشكل ملحوظ، يتصيد لليلى الأخطاء حتى فاض بها الكيل، وذهبت تخبره أنها لا تريد العمل بمطعمه، ولا حتى رؤيته مرة أخرى، فيكفيها ما تعانيه.


حينها هب واقفاً بوجه متجهم، ودار حول مكتبه، بلحظة وجدته أمامها، يقبض على كتفيها بكفيه بقوه يهزها، ويسألها بغضب عما تعانيه، ولسبب لم تفهمه لم تثور، بل بكت كطفلة ضاعت لعبتها، وانهارت قواها فترك كتفيها، واحتض*نها.


وظن للحظه أنها ستنفر منه، وتدفعه بعيداً، لكنها على خلاف كل توقعاته، تمسكت به، وكأنه طوق النجاة، فجذبها أكثر بلهفه إلى صد*ره بقوه كادت أن تحطم عظامها، فإزداد نحيبها حتى أفضت بكل ما يختلج نفسها من حزن من خلال دموعها.


حينها إنتبهت لوضعهما سوياً، فتملمت بين ذرا*عيه فتركها على مضض وظل يتأمل إرتباكها ، وحرجها ، وتورد وجن*تيها لهذا الموقف الحرج، فسألها بهدوء حذر عن سر حزنها، حينها جلست أمامها تفرك ك*فيها ببعضهما بتوتر واضح.


بدأت تقص له ما تمر به صديقتها، وكم هى حزينة لأجلها، ولأجل والدتها، وتريد مساعدتها ، لكنها ترفض بشده، رغم إحتياحها، حتى عملها إضطرت لتركه، ولا تملك المال، لكن كرامتها تأبى منها أن تقبل أى مال من أحد حتى لو كان من صديقتها المقربه، فالديون آخر ما ترغب به، وحتما ترفض الإحسان.


❈-❈-❈


وللحق كانت هناك مشاعر تتحرك بقلب "ليلى" نحو "عز" رغم عدم إعترافها لهذا، وقد وجدتها مشاعر قويه بخلاف ذاك الاحمق الذى ظنت يوماً أنها تحبه، ولكن "عز" رجل مهذب له هيبته، وشخصيته الرزينه التي تجعلها تغرق فى عشقه.


وقد حثها على إستكمال دراستها حين علم بأنها لم تنهيها رغم كل محاولاته الدائمة في إستفزازها، وقد كانت قد بدأت بالفعل الدراسه وهى فى قمة حماستها لأن "عز" قد وعدها أنها لو بدأت بجديه هو من سيساعدها فى الإستذكار.


وتحمست كثيراً، لكنها بعد تفكير قررت ألا تخبره، ستذاكر بدونه، وتنجح بلا علمه، لتفاجئه بنجاحها بالأخير؛ لتفتخر بنفسها أمامه بدلاً من أن تنجح بعناء مساعدته هو، رغم أنها كانت حجة جيده لتجلس معه، وتنصت إليه، تتلذذ بدفء صوته الحنون، والحديث إليه.


لكنها لم تكن تضمن إذا ما كان سيسخر منها إذا ما أخطأت ورغم الإغراء بأن تتعامل معه خارج نطاق العمل، لكن من الأفضل ألا تنجذب إلى هذا الإغراء كإنجذاب الناموسة للضوء. 


بعد أن أنهت ما تخبره به حول مأساة صديقتها، عرض "عز" عليها بأن تحضر صديقتها للعمل بمطعمه منذ الغد، فقفزت واقفه، تصيح بحماس، وتحتضنه بقوه، مما جعله يفقد سيطرته على نفسه، فقد أسعده كثيراً الشعور بها بين ذرا*عيه منذ لحظات.


فعان*قها بشغف لم يستطع إخفاؤه، ولولا أن رن جرس الهاتف لما إبتعد عنها، بينما غادرت غرفة مكتبه راكضة بو*جه ينبض بإحمرار الخجل.


❈-❈-❈


أصر أن يأتى معها بالمساء مع إب"نته؛ لزيارة والدة صديقتها، وقد وجد ألفة رائعة هناك، واستقبلته "والدة ليلى" بحفاوة شديده، واحس بالود والمسؤلية تجاه "شهد " لقد أحس بضعفها، وحزنها، ووجد بها أختاً صغيرة، بائسه.


وأصر عليها رغم ترددها بأن تعمل لديه، وقد ساعدته " ليلى" فى الضغط عليها، وتحفيزها لكونهما ستعملان سوياً مجدداً حتى ولو إختلفت الوظيفتين، فيكفي أنهما بمكان واحد.


وافقت "شهد " بالأخير، وقد عاتبتها والدتها؛ لأنها أخفت عنها الأمر، ولكي لا تتمادى في الجدال معها، وقد تمرض مجدداً، أسرعت "ليلى" بالتدخل، حيث طلبت من والدتها أن تخبرهم بقصة زو*اجها المرحة.


حينها بدأت والدتها تصف ما حدث تلك الليلة التي إلتقت بها بزو*جها حينما أصبح شاباً، فقد عرفته منذ الصغر، فقد خفت ضوء النهار تدريجياً، ونجمة تلو الأخرى، تتسلل بضوئها، تزين ثوب السماء القاتم، ومن بين تلك النجوم سطح القمر.


يظهر كتاج، يزين السماء، ومن المفترض ان يسود صمت الحياة فى القرية فى هذا التوقيت، لكن اليوم يختلف عن باقى أيام العام، إنه العيد، وهذا الغريب وصل لتوه إلى تلك القرية؛ ليزور جدته التى لم يرها منذ كان صبياً صغيراً، لكنه لم يكن وحده من أتى.


فكل الغائبين يعودون؛ لأجل العيد؛ لأجل قضاؤه مع أسرهم، إن العيد للم شمل العائله، والجميع أتى متحمساً ومن بينهم "والد ليلى" الذى  غاب فى سفر بعيد منذ أعوام مضت، وعلى بعد عدة خطوات من منزل جدته، إصطدمت به، فقد كانت تركض مسرعه.


وحين صدمته، توقفت تنظر له بإنزعاج، وتتهمه بالغباء؛ لأنه وقف فى الطريق فعنفها؛ لأنها هى الحمقاء التى إرتطمت به، رغم أن القمر يضىء السماء، وإنارة الشوارع تزيد من شهد  المكان فلا حجة لها، وأثناء شجارهما خرجت الجدة تنظر بإنزعاج.


فمن  يتشاجر بليلة العيد، وحين رأت وجه حفيدها، تهلل وجهها العابس، ورحبت به بحماس كبير، وحين إستدارت، ورأت "والدة ليلى" إزدادت سعادتها، فهى حفيدة صديقتها المقربه، ورحبت بها كثيراً، ودعتها لتناول كعك العيد، ولكن "والدة ليلى" رفضت بأدب؛ لأن باقى الأسرة تنتظرها.


وغادرت بوجه أحمر من الخجل، وقد ظل "والد ليلى" للحظات، يحاول إستعادة إتزانه بعد أن علم من تكون، لقد كانت رفيقة الصبى، وحبه الأول، وكان يخشى أنها أصبحت قبيحة، ولكنها أصبحت أجمل مما كانت عليه.


وبعد يومين، كان يساعد جدته بالعمل بالحقل، وقد تأخر هناك إلى وقت ليس بقصير، وعاد ليلاً، حينها كانت "والدة ليلى" تركض فى الطريق تريد إحضار الدواء من الصيدليه بأسرع وقت ممكن؛ لأجل والدتها.


فقد فاجئها المرض، وقد وصف الطبيب لها العلاج، وقال أنه لابد أن يأتى اليوم؛ لتأخذ منه والدتها، ولا أحد يمكنه الإسراع؛ لجلب الدواء سواها، فوالدها كان مسافراً، وهى بلا إخوة، ولكنها مرت بكلب ضال حين رآها تركض نبح فتوقفت متجمده حيث هى.


واستدارت لتجده يزمجر بعينان مخيفتان فى عتمة الليل، وضوء القمر يلقى بظلاله على وجهه مما زاده شراسه، فصرخت كالحمقاء، وهرولت فزعة، فلحق بها، مما زاد من سرعتها فى الركض، وصراخها، وكان السكون يخيم أرجاء القرية، فلا أحد خرج؛ لنجدتها.


فالوقت متأخر، ولولا الصدفة البحته، أو تراه القدر من أوجد " والد ليلى" بهذا الوقت، وهو عائد من الحقل، بعد يوم عمل شاق حين رآها لم يفكر كثيراً، فلا حيلة له للحاق بها، أو إيقاف الكلب، فنظر حوله ليجد حجراً كبيراً حمله، والقى به بكل قوته بإتجاه الكلب.


أصاب الكلب، وبدلاً من أن تلتقف أنفاسها، ويهدأ روعها، نظرت نحو الكلب بإشفاق، وعادت تجثو بجواره، تبكى وتصرخ نحو "والد ليلى".


- قاتل! لما فعلت هذا أيها القاتل؟!


وقبل أن يجيبها خرج صوت أنين منزعج من الكلب، ونظر لها، فإنتفضت فزعه، وتراجعت خائفه، وركضت تصرخ مجدداً، لكن حين لاحظت أن الكلب لا يجرى خلفها، وقفت تنظر نحوه بغضب.


- أيها الفظ! إما أن تمت، أو تركض خلفى لا داعى لهذا المزاح الثقيل.


حينها إعتقد "والد ليلى" يقينا أنها مختله عقلياً، كما أخبرها لاحقاً حين تزوجا، وحين إستدارت، وغادرت تركض نظر إلى الكلب بأشفاق، وحمله معه ينوى علاجه، واخذه إلى أقرب طبيب، وتم فحصه، وعلاجه حتى أتم شفاؤه.


ومن ثم قرر "والد ليلى" أن يقتنيه، وبعد شهر كامل من تلك الليله، كان بالخارج برفقة الكلب، فتصادف بواىدة ليلى مجدداً، فقد كانت تتشاجر مع أحد الماره؛ لأنه ارتطم بها، ولسبب أحمق ظل يتابعها بتسليه حتى إنتبهت له، وتذكرته سريعاً.


كما تذكرت الكلب مع أنها كانت مطاردة عابره لعدة دقائق محدوده، وبالكاد تبينت ملامحه بضوء القمر، ولكن يبدو أن الكلب يتذكرها هو الآخر، فقد زمجر بإنزعاج حين رآها.


لكن لا يهم كل هذا المهم أنها توجهت لهما، وعيناها تنذران بالخطر، ونظرت إلى الكلب.


- هل هذا الكلب لك؟!


كانت تسأله، وعيناها على الكلب، فأجابها بهدوء: الآن أصبح كذلك.


فرفعت رأسها إليه، وصرخت به: إذا كانت حيلة دنيئة منك؛ لتتعرف علي، تدعي أنك أنقذتنى لهدف سىء فى نفسك.


رفع حاجبيه مندهشاً مما تقول: أرى أن خيالك أوسع من الحديقه، أخبرينى حقاً ما الذى قد يدفعنى لفعل هذا، لست أجمل فتيات الكوكب.


- ماذا؟! أنت غليظ، أيها الوغد! 


- وأنتِ مزعجه.


ثم تركها، وابتعد، وبعد إسبوعين لا أكثر، وجد والدته تريد تعرض عليه أن تزو*جه إب*نة صديقة لها، وجدته تؤيد ذلك بحماس، فوافقمها لكن حين ذهب؛ لرؤية العر*وس، كانت المفاجئه، لقد كانت تلك البلهاء هى نفسها العر*وس، وقبل أن يعترض.


كان صوتها يصل إلى البلدان المجاوره، وهى تتهمه أنه أتى لخطبتها بعد فشل كل محاولاته الحمقاء، حينها دارت كل الرؤؤس، والأعين نحوه بإتهام واضح، فاخبرهما القصة كامله، وقد صدقوه فوراً، فقد علم أنه كان لها صديقة مقربه، خدعها شاب بحبه واصبحت تظن جميع الشباب هكذا.


ولم تعد تحسن الظن بأى شاب، ولكنه لم ينزعج، ويهرب كغيره، بل وجد فى الأمر تحدياً له، واصبح يحاول بإستماته كسب ودها حتى وافقت، فتزو*جها سريعاً قبل أن تغير رأيها، ولكن المزعج أن صديقة أخرى لها خدعها زو*جها، وهجرها هى وطفلها.


فقررت ألا تنجب الآن حتى تطمئن له، وتأخر الأمر لعدة سنوات، ولم تقنع إلا بعد أن تدخل والديها؛ لإقناعها، وبعدها منعها تماما من مصادقة أى فتاة، أو إمرأه، إن أرادت، فوالدتها، ووالدته، وجدته أيضاً هنا، فلا داعى لصداقات أخرى مؤذيه لها.


ولقد أتى حصاره بثماره فقد انجبت له طفل آخر، تركه بعمر صغير، لكنه كان ونعم الأب، والز*وج.


إستمع الجميع إلى القصة بإهتمام، وشغف، وإنتشرت الضحكات بينهم، وضحك "عز" وإب*نته كما لم يفعلا من قبل، وقد أدرك من أين ورثت "ليلى" بلاهتها تلك.


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة إيمي عبده من رواية خداع، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية