-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 12 - 2

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

الفصل الثاني عشر

الجزء الثاني

العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈

أما بالحديقة الخاصة بمنزل رائف 

تجلس كُلٍ من ثُريا وإبتسام تحت المظلة الحاجبة للشمس أمام حمام السباحة تتسامرتان بالحديث


أردفت ثُريا بنبرة متمنية:

-ما تكلمي حسن وتخليه يمد أجازته هو ورؤوف يومين كمان واقعدوهم معانا يا بسمة 


واسترسلت بأسي: 

-إنتِ وحسن والاولاد ماليين البيت علينا وحـ.ـسستونا بلمة العيلة زمان أيام بابا وعمي محمد الله يرحمهم 


تنهدت إبتسام ونطقت بنبرة تحمل بين طياتها بعض الشَجن: 

-والله يا أبلة لو عليا لأقعد معاكي كمان إسبوع مش بس يومين 


واسترسلت بإبانة: 

-لكن إنتِ عارفة طبيعة شُغل حسن،ده كويس إنه عرف ياخد الكام يوم دول وهما في عِز الموسم 


تنهدت ثُريا ونظرت للأسفل وهي تومي لها بإستـ.ـسلام 


دققت إبتسام النظر إلي ملامحها الحزينة ثم تساءلت بإستعلام: 

-مالك يا أبلة،هو أنا ليه حـ.ـساكي مهمومة؟

ده حتي في عز ضحكتك بلمح حُزنك سَاكن جوة عيونك. 


أطلـ.ـقت تنهيدة حـ.ـارة توحي بمّدي إحتـ.ـراق روحها وأردفت قائلة:

-الحُزن مابقاس ساكن عيوني بس يا بسمة،الحُزن عشش جوة قلبي وروحي بقت دَاره وسَكنه 


واسترسلت بعدما أخرجت تنهدت شقـ.ـت صـ.ـدرها لنصفين: 

-من يوم ما وقِفت علي قبر رائف وشفته وهما بيقفلوا عليه وأنا حاسة إن روحي إندفنت معاه،أنا لو كان لسه فاضل فيا عزيمة وصِحة،فده من عند ربنا رزقني بيهم علشان خاطر العيلين اليتامي اللي سابهم الغالي 


تنفست إبتسام عالياً ثم تحدثت بشَجْو:

-إنسي بقي يا أبلة علشان تقدري تكملي حياتك


نظرت لها بعيناي صارختان تتألـ.ـمتان دون أن تُشعر أحداً بما يسكُن روحها المُنطفأة:

-أنسي! أنسي إيه ولا إيه يا بسمة؟!

أنسي أحمد اللي المرض نهش في جِـ.ـسمه لحد ما نهي عليه وراح في عز شبابة وملحقش يفرح بولاده،ولا أنسي عَمي محمد اللي إنقهر من حزنه عليه ومات بعد منه بست شهور 


واسترسلت بنبرة وعيناي تصرخُ ألـ.ـماً:

-ولا أنسي إبني اللي بدل ما يقف ويحل عليا الكَفن أنا اللي وقفت علي دفنته وأخدت بإيـ.ـدى عَزاه 

ولا عياله اللي سابهم زي القطط المغمضة وما أتهناش بحُضـ.ـنهم ولا هما يا حبايبي شِبعوا من حنيته 


أرادت إبتسام إخراجها من تلك الحالة التي لو إستمرت ستُنهي علي قلبها الضعيف: 

-بصي للجانب الإيجابي في الموضوع يا أبلة،الولاد أه إتحرموا من رائف بس ربنا عوضهم بياسين اللي شايلهم جوة عيونه وعمره ما فرق بينهم وبين عياله،ده غير إنه صاين مالهم وحماه من اللي كانوا طمعانين فيه. 


تنهدت وتحدثت بإستجواد: 

-والله دايماً بقول الحمدلله وبشكر فضله علينا،وياسين فعلاً وفي بوعده وكان ليهم الأب اللي إتحرموا منه 


واسترسلت بنبرة يملؤها الشَجنْ: 

-بس غـ.ـصب عني،ساعات الشيطان بيتملك مني وبلاقي نفسي بفكر في اللي راحوا وسابوني بدري،بس برجع لعقلي واستغفر ربنا واحمده علي نعمهُ اللي لا تُعد ولا تُحصي واللي شملني بيها أنا والولاد ومليكة 


وضعت إبتسام كف يـ.ـدها علي كف ثُريا الموضوع فوق فخـ.ـدها ثم ربتت عليه بحِنو وأردفت قائلة: 

-ربنا يصبر قلبك يا أبلة ويرحم رائف وبباه ويبارك لنا في عُمرك 


إبتسمت لها ثُريا بمجاملة ثم تنهدت وتحدثت للإفصاح عن ما يضيقُ بصَـ.ـدرِها وما بات يؤرقُ روحها مؤخراً: 

-تعرفي إيه اللي مضايقني وبدأ ينغص عليا حياتي بجد يا بسمة؟ 


دققت إبتسام بالنظر داخل عينَاهَا بترقُب شديد لباقي كلماتها ونطقت بإستفسار: 

-خير يا أبلة؟! 


أخذت ثُريا نفساً عميقاً ثم زفرته بهدوء وتابعت إعترافها: 

-مروان كِبر وبدأ يتمرد علي الوضع واسألته ولومه ليا كتر أوي في الفترة الآخيرة


واسترسلت بتعجُب: 

-الولد بدأ يتضايق ويغير من علاقة ياسين بأمه، 

تخيلي إنه بيلومني ويقول لي ليه وافقتي علي جواز ماما من عمو ياسين؟ 

بيقول لي ليه ماما مافضلتش من غير جواز وأنا وأنس كنا هانكبر وناخد بالنا منها ومنك ومن نفسنا


ثم زفرت وهزت رأسها بإستسلام: 

-مروان مابقاش قابل وجود ياسين في حياة مليكة،ولولا إنه متربي كويس وأنا بهديه بكلامى كان عمل مشـ.ـاكل مع ياسين 


أجابتها تلك التي تستمع إليها بإنصاتٍ تام: 

-معلش يا أبلة،مروان في سِن مراهقة واللي بيحصل له ده طبيعي،أنا متأكدة إن لو كان رائف الله يرحمه لسة عايش كان هيغير علي أمه منه 

واستطردت بتفسير مستشهدة: 

-رؤوف وإسلام عملوا نفس اللي بيعمله مروان مع أمه بالظبط، 


قطع حديثهم دخول منال من البوابة الحديدية حيثُ سارت بإتجاههم وتحدثت بنبرة حماسية:

-صباح الخير


صباح النور يا منال،تعالي إقعدي...جُملة هادئة نطقت بها ثُريا  


تحركت بالفعل وجلست بجانب كلتاهُما وأردفت موجهةً حديثها إلي إبتسام:

-خلاص مسافرة بُكرة يا بسمة؟


إبتسمت لها بخفوت وتحدثت بنبرة متأثرة:

-إن شاء الله يا أبلة 


تحدثت ثُريا بإستياء:

-قعدوا معانا يومين وهايمشوا ويسبونا بعد ما علقونا بيهم وأخدنا علي وجودهم علي سُفرة الفطار والسحُور


أكدت منال علي حديثها في حين أردفت إبتسام: 

-صدقيني يا أبلة أنا لو عليا كُنت قضيت باقي الشهر وعيدت كمان معاكم،لكن شُغل حسن ورؤوف حاكمهم بجد 


واسترسلت موضحة: 

-ده غير إن أنا وإخواتي لسة لحد الوقت ما فطرناش عند بابا وماما ولا يوم


دلفتا يُسرا ونرمين من داخل البوابة وأستمعتا حديث زوجة خالهما الحبيب،فاردفت يُسرا بنبرة يُغلفها بعض الشَجنْ: 

-لسة مصممين علي السفر بكرة بردوا يا طنط؟ 


إبتسمت لها وأردفت لتهون عليهم: 

-لازم نسافر يا يُسرا،زي ما أنتِ عارفة شغل السياحة بيكون في عز ذروته في الشتا 


واسترسلت ضاحكة: 

-وبعدين ما إحنا هانتجمع تانى بعد العيد في خطوبة رؤوف وسارة إن شاء الله


أبتسمت يُسرا ووافقتها الرأى،جلست نرمين بجانب مقعد والدتها وأردفت قائلة بتمني:

-نفسي أوي أحضر أيام العِيد عندكم في أسوان يا طنط،ياريت سِراج يوافق ويخلينا نسافر ونبقي نيجي معاكم وإنتم جايين للخطوبة


ردت عليها منال بنبرة متعجبة:

-وإيه اللي هايخلي سراج يرفض سفركم يا نرمين؟! 

المفروض هو اللي يسعي لكدة علي الآقل تجددوا من روتين حياتكم شوية بدل الملل اللى إنتوا فيه ده 


تنهدت ونظرت بأسي إلي شقيقتها التي بادرت في الرَد للتخفيف عنها وطأة حُزنها:

-أنا هكلم سليم وأخليه يحجز لنا إحنا وسراج ونيرو في الباخرة إسبوع في رحلة نيلية،بس خلينا لبعد خطوبة سارة 


إبتسامة سعيدة ظهرت فوق ثَغر نرمين التي أسرعت متلهفة بتساؤل: 

-بتتكلمي جد يا يُسرا؟ 


إبتسمت يُسرا لسعادة شقيقتها التي تخطت عنان السماء من مجرد ذِكرها لتلك الكلمات البسيطة وتحدثت بتأكيد علي ما تفوهت به لطمأنة نرمين: 

-أيوة يا حبيبتي بتكلم جد. 


كانت تنظر إلي إبنتيها بفخر واعتزاز علي ترابطهما وتحدثت بنبرة حنون: 

-عين العقل يا يُسرا،ربنا يخليكم لبعض يا بنات  


خرجت هالة من الداخل وتحدثت إلي ثُريا: 

-عمتي ثُريا،الراجل بتاع السمك نسي يبعت الجندوفلي 


إلتفت لها ثُريا وردت: 

-دورتي كويس في الأكياس يا هالة،مش يمكن يكون موجود وإنتِ ما اخدتيش بالك منه يا بنتي 


اجابتها بنفيٍ قاطع: 

-دول خمسة كيلو بحالهم يا عمتى،مش هاخد بالي إزاي بس، وبعدين دادة عَلية فضت كُل الأكياس وملحتهم هي ومُنى


هُنا أرادت إبتسام مُـ.ـداعبة ثُريا لتُخفف عنها وطأة ما تحملهُ بداخل قلبها فأردفت بنبرة مَرحة:

-بقي ما تعمليش الجندوفلي والجمبري غير اليوم اللي هنفطر فيه عند الأستاذ سالم يا أبلة؟

واسترسلت:

-ده أنتِ قصداها بقي علشان عارفة إني بعشقهم وخصوصاً من إيدك 

  

ضحك الجميع وتحدثت منال قائلة بتوضيح: 

-ماتظلميش ثُريا يا بسمة،سيادة اللوا هو اللي إتصل بالسماك إمبارح وطلب منه السمك علشانكم وما كانش يعرف إنكم معزومين عند سالم بيه النهاردة  


إبتسمت ثُريا وتحدثت: 

-ما تقلقيش يا بسمة،إنتوا كدة كدة مسافرين بكرة بعد الفِطار، 

واسترسلت:

-ليكي عليا يا ستي هاعمل لك أكلة سمك بكرة تفضلى تحلفي بيها طول حياتك 


بس إوعي تنسي الجندوفلي يا أبلة... جُملة لطيفة داعـ.ـبت بسمة بها تلك الثُريا مما جعل ضحكات الجميع تتعالى وتصدح في الحديقة


إبتسمت ثُريا وأكدت بحديثها:

-أكيد مش هنساه يا بسمة  


نظر الجميع لذاك الثُنائي اللذان دلفا من البوابة الحديدية وهما ينظران لبعضيهما ويبتسمان وما أن شاهدا التجمُع حتي إرتبكت تلك الخجولة وبرغم عِلم الجميع بخبر خطبتهما،إلا أن جَـ.ـسدها اصابتهُ الرجفة لرُعبها الشديد من فكرة أن يكون أحداً أَدْرَكَ لما بينهُما من عِشق،تحدثت إبتسام متسائلة لنجلها: 

-رؤوف،إنتَ خرجت إمتي؟! 

أنا كُل ده فكراك نايم جوة مع أخوك! 


أجابها وهو يقترب عليهم بينما تسمرت تلك السَارة بوقفتها: 

-صحيت من حوالي ساعتين وخرجت اتمشي علي البحر، وبالصُدفة لقيت سَارة هي كمان واقفة عند الشَطْ 


إعتـ.ـلت ثغر تلك الذكية إبتسامة فرحة وتحدثت إلي نجلها لتمرير الموضوع أمام الجميع:

-وماله يا حبيبي 


ثم نظرت علي تلك المُنكمشة علي حالها وتصبغت وجنتيها بالأحمر الداكن من شدة خجلها:

-قربي عندي يا سَارة،واقفة بعيد كدة ليه يا حبيبتي


أشفقت يُسرا علي حال صغيرتها،وأقتربت سارة فوقفت إبتسام وجـ.ـذبتها لتُدخلها لأحـ.ـضانها وتحدثت بنبرة حنون:

-تعرفي إن أسوان مضلمة من يوم ما سبتيها يا سَارة؟ 


إبتسمت يُسرا وسَعد داخلها في حين تحدث رؤوف بمداعـ.ـبة وهو ينظر إلي حبيبته:

-علشان كدة ما هانش عليا الضلمة تطول أكتر من كدة وقررت أتجـ.ـوز سَارة لأجل إسعاد الأخرين 


تحركت يُسرا ورافقت إبنتها الوقوف وحاوطت كتـ.ـفاها وتحدثت بمشاكسة موجة الحديث إلي ذاك الرؤوف: 

-لا والله،يعني سيادتك قررت تتنازل وتتجـ.ـوز بنتي من أجل إسعاد الأخربن؟!


واسترسلت بمُمازحة لطيفة: 

-طب إيه رأيك بقي إني مش موافقة،وإبقي خلي الآخرين ينفعوك يا باشمهندس


ضحك الجميع حد القهقهة وتحدثت إبتسام بدُعـ.ـابَةٌ: 

-إتفضل رُد على حماتك يا لِمض،ولا هى لماضتك إنتَ وأخوك مابتظهرش غير على الغلبانة إبتسام


جحظت عيناى رؤوف وتحدث بتعجُب مُصطنع:

-قوام كدة كونتوا حِزب وإتفقتوا عليا؟! 

ثم نظر علي تلك الخجولة وتحدث بنبرة حنون وهو يتعمق داخل عيناها:

-على العموم براحتكم،أنا كفاية عليا سَارة


خجلت تلك البريئة وانزلت بصرها للأسفل باستحياء وضحكت يُسرا وتحدث وهي تُشدد من ضُـ.ـمتها لكـ.ـتف صغيرتها: 

-إنسي يا حبيبي،سَارة تبع رأى أمها،يعنى لو أنا قُلت مافيش رؤوف يبقي مافيش رؤوف 

وسألتها بدُعـ.ـابة: 

-ولا إيه يا سو؟ 


أجابتها بنبرة خجِلة: 

-أكيد طبعاً يا مامى


رفع إحدي حاجـ.ـبيه متعجباً من حديثها وأردف متسائلاً بإندهاش مُصطنع: 

-بقى كدة،إحنا هانبدأها كدة من أولها بـ أكيد طبعاً يا مامى؟! 


واسترسل بمفاخرة بحاله: 

-طب إظبُطى كدة علشان سيادتك هاتتجـ.ـوزى مغربى،وأظن إنتِ معاشـ.ـراهم وعارفة الطبع وحفظاه 


ثم مال برأسهُ وأخذ يعد علي أصابع يـ.ـده بمُزاح: 

-ركزي معايا كده يا ست البنات،الراجل المغربى ليه عند مراته إيه،الطاعة ثم الطاعة ثم الطاعة ثم الطاعة 


إبتسمت سَارة برقة أذابت قلب ذاك العاشق،في حين ضحكت ثُريا وهتفت مُتعجبة: 

-ده أنتَ طلعت مغربى بجد يا رؤوف،وأنا اللي قُلت أهل أسوان الطيبين طبعوك بطبعهم


ضحك الجميع وفجأة صدح صوت مُكبرات الصوت الخاصة بالمسجد المُجاور ليُعلن عن بدء قرءان ما قبل خطبة الجُمعة، إنتبه الجميع إلي ياسين الذي خرج من بوابة المنزل الداخلية وأقبل عليهم بملامح وجه هادئة وتحدث إلي الجميع: 

-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رد الجميع عليه السلام،وتسائلت ثُريا التي نظرت إليه بإستغراب:

-ياسين! 

هو أنتَ كُنت بايت هنا؟! 

ده أنا كُل ده فكراك نايم عند سيادة اللوا 


أجابها بإِبَانَة: 

-أنا روحت جِيبت مليكة الصُبح علشان عارفها مابتقدرش تنام غير على سريرها،وطلعنا نِمنا فوق أنا وهى 


كانت تستمع إليه بقلبٍ مُتـ.ـألم حزين علي ما وصلت إليه وبدأت بمقارنة ذاك المُتيمِ بزو جها البارد المسمى بسِراج،وهُنا شَعرت بضغـ.ـينة داخل قلبها من ناحية مليكة وذلك بعدما رأت عشق ذاك الذي لم بستطع إبتعادهُ عنها وذهب إلي منزل والدها بقلبٍ عاشق مُهرولاً كي يُجلبها لتسَكُن أحضـ.ـانهِ كي يشعُر بالطمَأْنينة والإسْتِقرار داخل ضـ.ـمتها التي ما عاد يستطيع الإستغناء عنها ولو مُجرد عِدة سويعات 


أما ثُريا فسألته مُتلهفة عن فلذات كَبد فقيدها الغالي:

-جبت الولاد معاك يا ياسين؟ 


هز رأسهُ نافياً وتحدث مُفسراً: 

-لا يا عمتى،أنا كُنت رايح فعلاً علشان أجيب الأولاد معايا،لكن مامت مليكة حذرتني وقالت لي إن الجو برد والأولاد دفيانين ولو خرجوا من تحت الغطا هياخدوا دور أنفلنونزا، فخفت عليهم وسبتهم نايمين 


واسترسل مطمأناً تلك الثُريا التي ظهر القلق علي ملامح وجهها: 

-هاحضر خُطبة الجمعة وبعد الصلاة هروح بنفسى أجيبهم 


أومأت له بطمأنة فأكمل هو بتوصية: 

-ياريت يا عمتي تبلغي عَلية والبنات إن مليكة في جناحها علشان ماحدش منهم يطلع للتنظيف 

واسترسل بإيضاح: 

-أصلها نايمة الساعة ثمانية الصُبح وكانت تعبانة شوية 


إستـ.ـشاط داخل نرمين، أما ثُريا أومأت لهُ بهدوء

نظر إلى والدته وتحدث موجهاً لها سؤالاً بإحترام: 

-الباشا في البيت ولا راح المسجد يا ماما؟ 


أجابته بنبرة حنون: 

-الباشا سبقك هو وطارق على المسجد يا حبيبي 


أومأ لها بهدوء وأنسحب هو بصُحبة رؤوف ليذهبا إلي المسجد كي يحضرا خُطبة الجمعة من بدايتها 


❈-❈-❈


بعد الإنتهاء من صلاة الجمعة 

داخل مسكن سالم عُثمان،دخلتا علياء ونُهى إلي المطبخ ليشرعا في التجهيزات الواجبة لفطور اليوم المُهم والذي يحتاج لتحضيرات كثيرة حيثُ عزيمة حسن المغربى وعائلته 

أما سُهير فكانت تجلس ببهو المنزل مُمـ.ـسكة بمـ.ـسبحتها وتراقب الصِغار حيثُ يتحركون ويلهون بضحكات تصدح وتملئ المكان،  


إستمعت إلي صدوح صوت جرس الباب،فتحركت وفتحته،دخل سالم هو ونجلاه وأحفادهُ الكِبار حيثُ كانوا يحضرون صلاة الجُمعة داخل المسجد المجاور للبناية

ألقي السلام علي زو جته وتحرك الجميع وجلسوا ببهو المنزل، نظر سالم حولهُ وتحدث إلى زو جته متسائلاً: 

-هي مليكة لسة نايمة لحد الوقت ولا إيه؟! 


بسمة ساخرة خرجت من ثغر ذاك الشريف في حين تحدثت سُهير وهى تنظر إلي زو جها بنظرة ذات مغزي ووجهٍ بشوش كي تطمأنه: 

-مليكة روحت بيتها،ياسين جه أخدها الساعة سابعة الصُبح 


قطب سالم جبينهُ وتسائل مُستغرباً: 

-سابعة الصُبح،كان جاي يبيع لبن ده ولا إيه؟! 


بضَحكة راضية أجابتهْ سُهير: 

-سيادة العميد شكلة ماقدرش على بُعد مليكة عنه لسواد الليل


تنهد سالم وتحدث برضا:

-ربنا يهدى سرهم يا سُهير،أنا قايم أريح شوية فى أوضتي وصحيني علي أذان العصر علشان الصلاة


أومأت له وتحرك هو إلى حُجرته وأغلقها خلفهُ

كان ذاك الشَريف يجلس بجانب شقيقه الذي سأل والدتهُ بتعجُب: 

-هي مليكة مشيت بدري ليه يا ماما؟! 

مش المفروض كانت هاتمشي بعد أذان العَصر مع أولادها؟ 


أسرع شريف بالإجابة بنبرة متهكمة: 

-لا ما هو الباشا عفي عنها و جِه أخدها وهي كالعادة نفذت الآمر بطاعة عَمياء 


زفرت سُهير بإستـ.ـسلام وباتت تهز رأسها بأسي جراء حديث ولدها الذي مازال غاضـ.ـباً من تصرف شقيقته وتحدثت بنبرة قاطعة: 

-أنا مش فاهمة إنتِ إيه اللي مزعلك أوي كدة في إن أختك ربنا هادي لها حالها مع جـ.ـوزها؟ 


إحـ.ـتد بحديثهُ من جديد وتحدث: 

-لو كان علي الأقل إحترمها وعاملها بشكل كويس قدامنا ماكُنتش هاعترض يا ست ماما،لكن ما يبقاش مبهدلها بالليل وعلي ما يخبط علي بابها لما تجري وتترمي تحت رجـ.ـليه بمنتهى الذُل والمهَانة 


سريعاً حولت سُهير بصرها علي الفتي الذي يجلس بمقعداً داخل الشُرفة ويجاورهُ إبن خاله سيف يتحدثان وأردفت غاضـ.ـبة: 

-وطي صوتك يا أبني لمروان يسمعك وإنتَ بتقول كدة علي أمه


واكملت متسائلة بإعتراض: 

-وبعدين فين البهدلة اللي بتقول عليها دي؟! 


أشاح لها بكف يـ.ـده وتحدث سيف بنبرة مُتعقلة: 

-ما تكبرش الموضوع قوى كدة يا شريف،الموضوع بسيط جداً ومش مستاهل كلامك وحِدتك دى كلها 

واكمل موضحاً: 

-أنا لاحظت إمبارح تغيير بسيط فى مُعاملة ياسين لمليكة،وبالفعل دخلت لها أوضتها بالليل وقعدت أتكلم معاها وسألتها لو فيه حاجة بينهم تقول،لكن مليكة نفت وقالت لي إن مافيش أي مشاكل وكل أمورهم تمام 


واسترسل وهو ينظر إلي شقيقه: 

-وطالما هي مش حابة تتكلم وعاذرة جـ.ـوزها في اللي عمله معاها يبقي أكيد هي شايفة إن معاه حق،ومن الأحسن إن ماحدش يتدخل بينهم علشان الزعل ما يكبرش ويتطور


واستطرد مُبَرِّراً:

-وخصوصاً إن ياسين ما أهانش مليكة ولا تعدي حدوده قدامنا وكان طبيعي جداً مع الكُل،هو بس كان مُتجنب الكلام معاها ويا عالم إيه اللي حصل بينهم ووصله لإنه يتصرف بالشكل ده على غير العادة


واسترسل ناصحاً لأخيه بنبرة متعقلة: 

-ثم إن مليكة مش بنت صُغيرة علشان تقرر لها وتوجهها إزاي تتعامل مع جـ.ـوزها وتدير حياتها 


يسلم فُمك يا سيف،هو ده الكلام المظبوط...جُملة نطقت بها سُهير بإشادة لنجلها الأكبر


في تلك الأثناء أتي الصَغير إلي سُهير وتحدث مُتذمراً بعدما أصابهُ الملل من اللهو مع الصغار وأشتاق والدهُ الحبيب الذي ما عاد يشعَر بأيٍ من المُتـ.ـعْ سوي بحضرتهْ: 

-تيتا،أنا عاوز أروح عَند بَابِي 


أجابته سُهير وهي ترفعهُ بساعديها وتجلسهُ فوق ساقـ.ـيها: 

-خليك قاعد في حُضـ.ـن تيتا وبابي هاييجي كمان شوية ياخدك إنتَ وإخواتك 


رفض الصغير حديث جدتهْ وأظهر إستيائهُ وتكدرهُ بشكل طفولي قائلاً بتعنت: 

-أنا مش عاوز أقعد،أنا عاوز بابي. 


وبدأ الصغير يُصيح بمزاجٍ سئ مما جعل شريف يتحدث إليه بهدوء:

-خلاص يا حبيبي إهدي وأنا هاخدك إنتَ وإخواتك وأوصلك البيت عند مامي 


هُنا لانت ملامح الصغير وهدأ قليلاً فتحدثت سُهير بنبرة مُعترضة: 

-مش هاينفع توديهم من غير حراسة يا شريف،ياسين هايخرب الدُنيا لو عملت كدة


ياسين ده إنسان مريض بجنون العظمة،دى حتى العِيال الصُغيرة لما مِمشى وراهم حراسة مُشددة... جُملة حادّة متهكمة تفوه بها 


ضحك سيف حد القهقهة وأردف قائلاً بدُعـ.ـابة لشقيقهُ: 

-فيه إيه يا ابني،مالك قالب علي الراجل زي ما يكون قـ.ـتل لك قتـ.ـيل كدة ليه؟! 


واسترسل بنبرة جادة: 

-بالراحة شوية يا شريف،ياسين مايستاهلش تتكلم عنه بالطريقة دى


أردفت سُهير بنبرة حَـ.ـادة:

-قول له يا سيف وعقله،عرفه إن ما يصحش يتكلم كدة علي راجل شايل أخته وولادها جوة عنيه


واسترسلت شارحة بإعتراض: 

-وبعدين جنون عظمة إيه اللي بتتكلم عنها دي،إنتِ ناسي ياسين بيشتغل إيه ومقصود من كام جهة ومُنظمة؟!


هو عينك المحامى بتاعه ولا إيه يا ماما؟ جملة ساخرة نطق بها شريف وضحك علي أثرها سيف الذي تحدث بإنصاف: 

-علي فكرة بقي يا شريف،ماما معاها حق،وياسين فعلاً منصبه حساس ولازم ياخد إحتياطاته كويس


واسترسل مُذكراً إياه بواقعة الإغتـ.ـيال:

-إنتَ ناسي محاولة الإغتـ.ـيال اللي ياسين نفسه إتعرض لها من كام سنة؟ 


تنهد شريف وتحدث رافعاً راية الإسـ.ـتسلام: 

-خلاص يا جماعة،ياريت نقفل علي السيرة دي وتشوفوا لنا موضوع غير ده نتكلم فيه


نظرت سُهير إلي سيف وهزت رأسها باستـ.ـسلام 


❈-❈-❈


فاقت مليكة من غفوتها ودخلت الحمام توضأت وصلت فرضها ثم أمـ.ـسكت بهاتفها وخرجت بشرفة جناحها الخاص،قامت بالضغط على زِر الإتصال برقم هاتف والدها وأنتظرت إجابته، كان يجلس فوق تختهِ يُهئ حالهُ للدخول في قيلولته،إبتسم حين وجد نقش إسم صغيرته وتحدث بنبرة حنون: 

-إزيك يا حبيبتي

واسترسل بنبرة مُعاتبة: 

-كدة تمشي مع ياسين من غير ما تسلمي علي أبوكِ

واكمل مُداعـ.ـباً إياها: 

-ولا هو من لقى أحبابه نسي أصحابه


كانت تستمع إلي غاليها بسعادة بالغة وتحدثت بنبرة حنون: 

-وهو أنا عندي اغلي منك حبيب يا بابا 


ضحك بشدة وتحدث مشاكساً إياها: 

-فيه يا بنت سُهير،سيادة العميد اللي أول ما شفتيه نسيتي الدُنيا ومشيتي معاه


إبتسمت خجلاً فأكمل هو برضا: 

-ربنا يهدي سِرك يا بنتي


أمنت على حديث والدها وتحدثت بإعتذار: 

-مش هاعطلك يا حبيبي،أنا عارفة إن ده ميعاد نومك بس حبيت أتصل وأتأسف لك إنى مشيت من غير ما أشوفك وأسلم عليك


واستطردت: 

-وإن شاء الله يومين بالظبط وهاجي أنا وياسين والأولاد ونقضي معاكم يوم كامل ونتسحر معاكم كمان 


تحدث برضا: 

-إن شاء الله يا مليكة،مش عاوزة أي حاجة؟ 


أجابتهُ بحِنو: 

-عاوزة سلامتك يا بابا،يلا يا حبيبي نام 


مع السلامة يا بنتي...جُملة حنون نطق بها سالم 


أردفت قائلة بنبرة يملؤها الحنان: 

-الله يسلمك يا بابا


اغلقت معه وتنفست بهدوء ثم تحركت إلي الخارج ومنه للأسفل 


❈-❈-❈


بعد أذان العَصر

ذهب ياسين وجلب الأولاد من منزل سالم عُثمان بعد أن إلتقى به وقام بمصافحتهُ ومر اليوم بسلاسة،وعندما حل الظلام أخذ حبيبته وذهب بها إلي المَشفي وطلب من الدكتورة مُنى أن تُجري لها بعض الفحوصات للإطمئنان عليها وصغيرته الساكنة بأحشـ.ـائها،وبالفعل إطمئن وصعدت مليكة إلي جناحهما للإسترخاء بعد ليلتها الشاقة،كانت تتمدد فوق تختها لأخذ قسطاً من الراحة،وجدت باب الغُرفة يُفتح وظهر من خلاله خاطف أنفاسها وهو يحمل بين ساعديه صِينية يوجد عليها كأسان من الحلوى وصَحناً كبيراً مملوء بالفاكهة الموسمية المتنوعة 


إبتسمت لرؤيتها لضحكة وجههُ العاشق وهو يتحدث لها بنبرة حماسية: 

-جبت لنا طبقين قمر الدين وشوية فاكهة علشان مِـ.ـسك هانم تتغذي كويس 


ضحكت له وسحـ.ـبت جَـ.ـسدها للأعلي وجلست مستندة علي خلفية التخت،وضع ما بيـ.ـده جانباً فوق الكومود وتحرك إليها أمـ.ـسك بإحدي الوسائد وقام بوضعها خلف ظهـ.ـر تلك الجميلة، ثم إحتـ.ـضنَ وجنتيها بكفاي يـ.ـداه ومال برأسه عليها وقام بتقـ.ـبيل شـ.ـفتاها برقة أذابت كلاهُما،إبتعد قليلاً وتحدث وهو ينظر داخل عيناها: 

-بحبك


إبتسمت بعدما تنفست باسترخاء،جلس بجانبها وجلب الصينية وقام بوضعها فوق ساقية وتحدث وهو يُمـ.ـسك كأس الحلوى والملعقة ويقربها من فمها: 

-يلا إفتحي بُقـ.ـك 


أردفت قائلة بمشاكسة: 

-إنتَ كمان هاتأكلنى بإيـ.ـدك،أنا مش قد الدلال والدلـ.ـع ده كله يا ياسين باشا


أجابها بعيناه الهائمة: 

-ياسين باشا ودلـ.ـعُه موجودين في الدنيا دي علشان دلال البرنسس مليكة وبس 


ربنا يخليك ليا يا حبيبي 

جُملة حنون نطقت بها ثم فتحت فاهها وبدأت بتناول الحلوي من يـ.ـده بتلـ.ـذُذ حتي أنها أنهت كأس الحلوي بأكمله تحت سعادته


أمـ.ــسك إحدي حبات التُفاح وبدأ بتقطـ.ـيعها بالسـ.ـكين وقرب قطعة من فـ.ـمها فاقتضـ.ـمتها وباتت تمضغها باستمتاع،أخذ ما تبقي من القِطعة ووضعها بداخل فَمه وهو ينظر لداخل عيناها بشوق،ثم مال من جديد وألتهَـ.ـم شـ.ـفتاها في قُـ.ـبلة شغوفة أشـ.ـعلت قلبهُ وجددت لهيب عشقهِ المجنون بها،إبتعد عنها وبات يُكرر ما فعلهُ حتي تحدثت مُدللة مُتيمها بتمنع: 

-كفاية يا حبيبي أنا شبعت خلاص


أجابها وهو يُقرب من شـ.ـفتاها إحدى ثمرات الفراولة وتحدث: 

-طب كُلي واحدة الفرولاية دى بس


هزت رأسها برفض وتحدثت بتذمر ودلال: 

-خلاص يا ياسين قُلت لك شبعت


أردف باستعطاف وهو يُقربها أكثر من فَـ.ـمها: 

-علشان خاطر ياسين تاكليها من إيـ.ـدي


إبتسمت له وفتحت فَـ.ـمها واقتضمت نصف الثمرة وأكل هو ما تبقي منها تحت نظراتهم الذائبة،رفع الصينية ووضعها جانباً ثم اعتدل ونظر علي تلك العاشقة ومال عليها ليُلبي نداء قلبهُ الصارخ والذي يشتاق حبيبتهُ حد الجنون


بعد مرور حوالى الساعة،كان يُجلسُها فوق سـ.ـاقيه يستمعان لإحدي مقطوعات الموسيقي الكلاسيكية بقلوبٍ ذائـ.ـبة فى العِشق هائمة،بعد إنتهاء المعزوفة إعتدلت تتطلع عليه وتحدثت بنبرة جادة: 

-ياسين،عاوزة أتكلم معاك في اللي حصل منك إمبارح فى بيت بابا


نظر لها وتنهد بضيق لعلمهِ أنهُ حقاً ازادها عليها وتحدث بنبرة حنون: 

-قولي كُل اللي إنتِ عوزاه يا حبيبي وأنا سامعك


نظرت عليه بعيناى حزينة وأردفت مطالبة:

-يا ريت ما تحطنيش قدام أهلي في الموقف البايخ ده تانى


تنهد وبعيناى نادمة أومأ لها بأهدابه وتحدث بتَلْبِية: 

-حاضر يا حبيبي


ثم إقترب علي وجهها وأسند جبهتهُ بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفسُ أنفاسها واسترسل بندم: 

-أنا أسف،غيرتى وجنونى خلوني مش قادر أتحكم فى غضبي،أنا كُنت هاتجنن من اللي سمعته بودانى يا مليكة


واستطرد بحالة من الهيام: 

-أنا وصلت في حُبك لأعلي درجات العِشق والجنون،ولما الموضوع بيتعلق بيكِ ما بقدرش أتحكم في إنفعلاتي

وأستطرد بولهْ: 

-بتجنن يا مليكة،بموت من غيرتي عليكِ


وأمال وجههُ واستطرد مستشهداً ببيتٍ من الشِعر وهو يترجاها بعيناه: 

-لا تلومن عاشِقٍ على عشقه فالعشق مثل الرزق مُقَسمّا..فلا تلومنى على حبه فأنا بهواه عاشق ومتيمًا


كانت تنظر إليه بعيناى عاشقة ذائبة،ومع هذا تحدثت بنبرة أكثر تعقُلية إصطنعتها بإعجوبة:

-أنا عارفة ومتأكدة من درجة حُبك ليا لأنى وصلت معاك لنفس مرحلة الجنون اللي وصفتها،وده السبب اللى خلاني أسامحك وأرجع معاك بعد ما رفضت تاخدنى معاك بالليل


ثم وضعت كَف يَـ.ـدها علي وجنته وتحـ.ـسستها بنعومة أثارت حبيبها وتحدثت: 

-بس أنا عوزاك تاخد بالك مني ومن مشاعري أكتر من كدة،أنا مش عاوزة أهلي يشيلوا همى ويقلقوا عليا معاك يا ياسين 


واسترسلت وهى تُشير بكف يـ.ـدها بإتجاه باب الحُجرة: 

-مش إنتَ قبل كدة قُلت لي إن اللى هايحصل بينا مش هيخرج برة الباب ده 


أنا أسف،والله أسف...قالها بندم ومازال جبينيهما ملتصقان وهو ينظر داخل عيناها الخاطـ.ـفة لأنفاسهْ

مالت علي شـ.ـفتيه ووضعت فوقهُما قُبـ.ـلة رقيقة إستقبلها منها بنعومة وتحدثت: 

-بحبك 



يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة