-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 7 -2

 

   رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين

رواية قلوب حائرة

الجزء الثاني



رواية جديدة تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قلوب حائرة الجزء الثاني

بقلم الكاتبة روز أمين

تابع قراءة الفصل السابع


قبل موعد أذان المغرب بحوالي نصف ساعة 

داخل حديقة رائف حيث تجمُع العائلة اليومي،بجانب أسرة حسن حضرت أيضاً عائلة سالم عُثمان التي دعتهم ثُريا للترحيب بأسرة حسن ولجمع شمل علياء بوالديها وشقيقاها 


أعدت ثُريا وليمة ضخمة جهزت بها كُل ما لذ وطاب من الطعام وذلك كي تتناسب مع أذواق جميع الحضور، وطلبت من العاملات بمد طاولات بطول الحديقة بأكملها كي تحتوي ذاك العدد الكبير


حضر ياسين من عمله وقام بالترحاب بحفاوة بعائلة حسن وأيضاً عائلة مليكة التي سعدت كثيراً بإلتفاف جميع أحبتها من حولها،وما كان حال علياء ببعيداً عنها،فقد شعرت بإمتلاكها العالم أجمع بحضور عائلتها حيثُ كانت تشتاقُ إليهم كثيراً



وقف ياسين أمام سُهير وأحتضـ.ـنها ثم تحدث بترحاب:

-إزيك يا ماما، أخبارك إيه يا حبيبتي 


فقد أصبحت علاقتـ.ـهُ بأسرة مليكة وطيدة للغاية وبات ينادي سُهير بأمي من شدة عِشقه الجارف لمليكة فؤادهُ 


إنفرجت أسارير سُهير وأردفت قائلة بإبتسامة حنون:

-بخير يا إبني طول ما أنتَ ومليكة بخير 


ثم تحرك إلي سالم وشريف وقام بالترحيب بكلاهما بإحتفاء 

     


وبعد قليل إنطلق مدفع الإفطار 

وقام المؤذن برفع الأذان،تحرك الرجال ليؤدوا صلاة المغرب، بعد الصلاة إلتف الجميع حول الطاولة، وتحدث حسن إلي ياسين متسائلاً:

-ليالي وسيلا أخبارهم إيه يا سيادة العميد؟


نظر لهُ ياسين وتحدث وهو يتناول طعامه:

-بخير يا عمي الحمد لله 


ثم حول بصرهُ إلي إبتسام وأردف مرحبً بحفاوة:

-منورة إسكندرية كلها يا هانم 


إبتسمت له بهدوء وأردفت بشكر:

-إسكندرية منورة بناسها يا سيادة العميد،مع إني زعلانة علشان كان نفسي أشوف مدام ليالي وسيلا 


أجابها بهدوء: 

-إن شاء الله هيكونوا موجودين علي العيد، وطبعاً حضرتك وعمي والشباب مشرفينا لحد العيد 


ضحك حسن وتحدث موضحاً:

-عيد إيه بس اللي هنحضره هنا يا ياسين، ده أنا ورؤوف خطفنا الإسبوع ده من بُق الأسَد زى ما بيقولوا، إنتَ ناسي إننا في موسم والسياحة شغالة في أسوان 


يعني مش هتحضر معايا العيد يا حسن ؟ كانت تلك جُملة حزينة نطقت بها ثُريا بصوت يملئ نبراته الشَجن 


نظر بأسي لحال شقيقتهُ الحنون وتحدث بنبرة متفائلة كي يُراضيها:

-إن شآء الله هحاول أجي لك يا حبيبتي،ولو ظروف شُغلي منعتني هبعت لك رؤوف يجيبك إنتِ ومليكة والأولاد تقضوا معانا أجازة العيد كلها 


علي ذِكر إسم رؤوف، إكفهرت ملامح وجه ياسين وحول بصرهُ سريعً إليه،وجدهُ بعالم أخر،فقد كان يجلس مقابلاً لتلك الرقيقة ويختلسان النظر من الحين للأخر مع أخذ الحيطة كي لا يلاحظهما الحضور،ولكن مع صَقر المخابرات لا شئ يبقى في الخفاء 


شعر بالإستياء من ذاك الرؤوف الذي تجاوز الحَد وبدأ بتقـ.ـطيع الطعام بحِـ.ـدة مما أصدر ضجيجاً ناتجاً عن إحتـ.ـكاك الشوكة والسكين بالصَحن،شعرت به الجالسة بجواره فهمـ.ـست له بهدوء:

-مالك يا ياسين؟ 


أخرجه من حالته تلك صوتها الحنون فنظر إليها وتحدث بهدوء بعدما عاد لتوازنهُ: 

-سلامتك يا قلبي


أمسـ.ـكت قطعة من اللحُوم بالشوكة والسكين ووضعتها أمامهُ قائلة بإبتسامة عذبة:

-كُل يا حبيبي 


إبتسم بسعادة ونظر لها بعيناي تكاد تتأكلُ كُل إنشٍ بملامح وجهها 


تحدثت ثُريا إلي عائلة سالم عثمان مرحبة بهم: 

-نورتنا يا سالم بيه إنتَ وسُهير هانم 


واسترسلت بإستفهام:

-مليكة كانت قالت لي إن الدكتور سيف هيجيب نُهي والأولاد وينزل مصر يحضر رمضان والعيد معاكم    


تبسمت سُهير وأجابتها بملامح سيطرت عليها البهجة:

-إن شآء الله هييجي بعد يومين 


وجهت منال حديثها إليها بإبتسامة مجاملة:

-يوصل بالسلامة يا مدام سُهير


أومأت لها سُهير بشكر وأردفت راقية:

-ربنا يبلغه السلامة يا حبيبتي 


نظر ياسين إلي رؤوف وتحدث وهو يرمقهُ بنظرات مبهمة:

-منور يا باشمهندس رؤوف 


إرتبك رؤوف وسحب بصرهُ الذي كان مصوباً بتركيز علي سارة ونظر إلي ياسين وتحدث بصوتٍ مُرتبكاً:

-ده نورك سيادة العميد


نظر عز إلي حسن وتحدث بجدية: 

-أخبار السياحة في أسوان إيه يا حسن، إتحسنت بجد زي ما بنسمع كدة،ولا ده كلام جرايد؟ 


تحدث حسن: 

-لا طبعاً مش كلام جرايد يا سيادة اللواء، السياحة إتحسنت جداً عن التلات سنين اللي فاتوا وخصوصاً الموسم ده


وتدخل عثمان وشريف وباقي الرجال في الحوار، 


بعد إنتهاء الجميع من تناول الإفطار، جلس الرجال وبدأوا يتحدثون وأيضاً النساء اللواتي بدأن بالثرثرة المعتادة    


  ❈-❈-❈


أما عن عُمر المغربي، دخل إلي جناحه الخاص، وجد لمار تجلس فوق المقعد المجاور للتخت، تتحدث عبر الهاتف لكنها سُرعان ما أغلقته عند دلوفه، سار بخطوات واسعة حتي وقف أمامها ومال علي وجنتها ووضع قُبـ.ـلة حنون وتحدث مستفسراً: 

-كنتي بتكلمي مين يا بيبى؟ 


أجابتهُ بنبرة واثقة: 

-دي سيرينا صاحبتي 

واسترسلت وهي تُشير إليه وتدعوه للجلوس بالمقعد المجاور:

-إقعد يا عُمر، عاوزة أتكلم معاك شوية 


وكعادته إنقاد لأوامرها وأطاعها ومال بجـ.ـسده ليجلس وتحدثت هي بنبرة عملية: 

-أنا خليت وليد إتصل بطارق وأخد لنا منه ميعاد بكرة في الشركة،

واستطردت بملامح وجه جادة: 

-عوزاك تكون موجود معانا وإحنا بنفاتح طارق 


زفر بضيق وأردف قائلاً بتملل ونبرة متذمرة:

-وأنا قُلت لك فكك من الحوار الفاكس ده لأن طارق مستحيل يوافق عليه 

واسترسل موضحاً بنبرة ساخرة:

-إذا كانت مليكة اللي عاملة زي القُطة المغمضة وملهاش في أي حاجة رفضت العرض،عاوزة طارق رجُل الأعمال المُحنَك يوافق؟!  


إستشاط داخلها من ذاك المستهتر عديم الطموح لكنها وكعادتها إستطاعت كَبـ.ـح غضـ.ـبها وأظهرت عكسهُ حيث تحدثت قائلة بهدوء:

-ما تقلقش،وليد إداني فكرة كويسة غيرت بيها العرض


واسترسلت شارحة:

-إحنا مش هنشتري منه أسهم زي ما كُنا متفقين،أنا هخليه يكسب عشر أضعاف اللي بيكسبه من غير ما يفقد سهم واحد من شركته


وأستطردت وهي ترفع حاجبها له بتفاخر بذكائها:

-أظن كده مش هيكون له حجة علشان يرفض عَرضى 


قطب جبينهُ بإستغراب وسألها: 

-طب وإحنا كدة إيه اللي هنستفاده لما مش هنشتري الأسهم ؟!


  

أمـ.ـسكت كف يـ.ـده كي تستطيع السيطرة علي تفكيرهُ وتحدثت: 

-مش مهم الإستفادة في الوقت الحالي يا عُمر، المهم إننا نحط رِجلنا ونثبتها جوة الشركة، وبعدها نفكر إزاي هنقدر نستفيد 



رفع حاجبهُ الأيسر وسألها وهو ينظر إليها بتعجُب: 

-أنا مش قادر أفهم إيه السّر ورا إصّرارك العجيب لدخولك شركة طارق بالذات؟! 


قلبت عيناها بتملُل وأردفت قائلة بتأفُف: 

-تاني يا عُمر! ما أنتَ سألتني السؤال ده قبل كدة وجاوبتك 


واسترسلت بنبرة حادة:

-وقُلت لك إن المُورد طالب شركة تكون موجودة في السوق من مدة طويلة علشان تكون موثوق فيها من الجمارك  


هتف سريعً متسائلاً بإستفسار: 

-أيوا، السؤال ده بالذات اللي عاوز أعرف إجابته،هو ليه مُصِر علي إن يكون فيه ثقة بين الشركة وبين الجمارك؟ 

وأكمل متسائلاً بتشكيك:

-هو الراجل ده عاوز شركة تغطي علي شغل شِمال ومُخالف يا لمار؟ 


جحظت عيناها بذهول مُصطنع وتحدثت بنبرة حزينة:

-هى دي نظرتك ليا يا عُمر؟ 

معقولة تفكيرك يوصل بيك إني ممكن أشارك في حاجة تأذي حد من عيلتك؟

واسترسلت لإقناعه: 

-طب ما أنا وإنتِ كمان أول الناس اللي هتتأذي لو كلامك ده طلع صح


أجابها وهو يُشدد من مـ.ـسكة يـ.ـدها كى لا تحزن: 

-أكيد يا حبيبتي ما أقصدش المعني اللي وصل لك، أنا بس قلقان من الموضوع ومش مرتاح،وبقول خلينا في شُغلنا أحسن بدل الباشا الكبير ما يقلب علينا 


واسترسل بقناعة ورضا نابعتان من بذرتهِ الطيبة:

-إحنا كويسين جداً في شُغلنا يا لومي،أنا في مُدة قصيرة إترقيت تلات مرات ومرتبي محدش في سِني يحلم بربعه، 

وإنتِ كمان أثبتي كفائتك في الشركة وبقيتي مسؤلة العلاقات العامة  


    

بطريقة عنيـ.ـفة جـ.ـذبت كف يـ.ـدها من ببن راحته، وهبت واقفة من مقعدها وتحدثت بإهانـ.ـة غير مباشرة وهي تنظر إليه وتحرك رأسها يميناً ويساراً في حركة إستسلامية يائسة:

-إنتَ مافيش فايدة فيك يا عُمر، هتفضل سلبي ومتواكل كدة لحد إمتي؟ 


واسترسلت كي تبث بداخلهُ روح الغيرة والحقد علي شقيقاه: 

-مش شايفك إخواتك واللي وصلوا له؟ 

ياسين ومنصبه الكبير اللي وصل له، ولا المكافأت الخيالية اللي بتنزل عليه زى المطر من العمليات اللي بيقوم بيها في الجهاز 


واستطردت بنبرة حَـ.ـادّة: 

-ولا طارق والمكانة اللي شركته وصلت لها، دي حتي مليكة ثروتها هي وولادها بتزيد كل يوم مش كل شهر، كل واحد منهم عنده ماليته الخاصة بعيد عن أملاك العيلة


وسألتهُ بطريقة تهكمية:

- تقدر تقول لي إنتِ عملت إيه علشانا؟ 

رفعت كتفيها وتحدثت بإحباط: 

-ولا حاجة. 


تنهد بضيق ثم هتف بتَذْكير: 

-أنا لا سلبي ولا معنديش طموح يا أستاذة،أنا كام مرة فاتحتك في إننا نفتح شركة إلكترونيات خاصة بينا وإنتِ رفضتي؟ 

واهو علي الأقل هنكون بنشتغل في مجالنا اللي بنفهم فيه، 

ده غير إن الباشا وعدني إنه هيمول لنا تأسيس الشركة كهدية منه لينا



زفرت بضيق وهتفت بنبرة حـ.ـادّة: 

-وأنا قُلت لك قبل كدة إني مش حابة أشتغل في مجال الإلكترونيات

واستطردت مفسرة: 

-مش لاقية نفسي فيه يا عُمر 


رفع حاجبهُ مستغرباً حديثها وسألها بتهكم:

-مش لاقية نفسك في مجال دراستك؟!

طب ولما إنتِ مش حابة المجال ومقررة إنك مش هتشتغلي فيه،كُنتي بتدرسيه ليه من الأول؟



أجابتهُ بتفسير:

- أنا مش أول ولا أخر حد يدرس حاجة وبعدين يكتشف إنه مش حابب يكمل في مجال شُغلها، عادي، ياما حصلت مع ناس كتير 

ثم أنا حاسة إني هلاقي نفسي في مجال الإستيراد والتصدير أكتر،ده غير إن عرض الشركة الأوربية مُغري جداً، وبصراحة لو فوت الفرصة أبقي غبية  


واسترسلت وهي ترفع قامتها بتعالى:

-وأنا عُمري ما كُنت غبية يا بيبى  



تنهد بضيق وتحدث وهو يتحرك بإنسحاب مُخزي: 

-إعملي اللي يريحك، بس أنا مش هروح معاكي عند طارق، أنا مش عاوز مشاكل مع الباشا 


قال كلماتهُ وسار نحو الباب، خرج منهُ ثم أغلقهُ بحِـ.ـدة مما إستدعي غضـ.ـب تلك اللمار التي حدثت حالها وهي تدور حول نفسِها بإشتـ.ـعال:

-يا لك من أَرْعَن عديمُ المنفعة 

وأسترسلت ساخرة من حالها:

-وماذا كُنتي تنتظرين من إبن أمِهِ أيتها الحمقاء


توقفت عن الحركة واستطردت بعدما إتخذت قرارها: 

-من الآن فصاعد وجبَ عَليّ التصرُف بمفردي وعدم الإعتماد علي ذاك الإمعة عديمُ الفائدة


❈-❈-❈


كان يُسكنها داخل ضمـ.ـته، يحملها فوق سـ.ـاقيه ويلف ذراعيه حولها برعاية بين أحضـ.ـانه ويشدد عليها كمن يحمل رضيعهُ، دافـ.ـناً أنفهُ داخل خصلات شعرها يشتم رائحتهُ المِسكية بإنتشاء،ضيق إحدي عيناه بتفكُر وابتسم ثم وضع راحة يـ.ـدهُ علي أسفل بطـ.ـنها وتحـ.ـسسها بحنان ثم قرب فـ.ـمه بجانب أذنها وهـ.ـمـ.ـس:

-مِسك 


إبتسمت وتمـ.ـسحت بوجنتها علي صَـ.ـدره كقطة سيامي ظنناً منها أنهُ يُشيد برائحة شَعر رأسها،فأعاد على مسامعها الكلمة مرةً آخري ناطقاً بتفسير: 

-مِسك ياسين المغربي. 


رفعت بصرها سريعاً تنظر عليه فأكمل هو بإبتسامة: 

-مِسك يا مليكة،بنتي منك هيبقي إسمها من ريحتك، مِسك


لفت ذراعـ.ـيها حول عُنق زو جها وتحدث بدلال أثار ذلك العاشق: 

-مِسك، حلو أوي يا ياسين 



مال عليـ.ـها ووضع قُـ.ـبلةً شغوفة فوق شـ.ـفتاها ثم داعـ.ـب أنفهُ بأنفها وتحدث وهو يغمر لها بإحدي عيناه:

-هو إنتِ إزاي بتحلوي كل يوم عن اللي قبله كدة؟ 


ضحكت و رمت حالهـ.ـا داخل أحضـ.ـانه،ضلت ملتصـ.ـقة بصـ.ـدره لبعض الوقت،وفجأة تنهدت بصـ.ـدرٍ مهموم وأردفت بنبرة خافتة تُظهر مدي حُزنها: 

-ياسين 


أجابها مهمهماً بهيام: 

-أممم 


أخرجت تنهيدة حارة وتسائلت بصوتٍ يملؤه الغيرة والألـ.ـم: 

-هو أنتَ وليالي 


واسترسلت بحيرة ممزوجة بخجل: 

-يعني،كان فيه وقت تكونوا مع بعض فيه، ولا 


لم يدعها تُكمل حديثها لشعورهُ بوجـ.ـع روحها وتألـ.ـمها، أمـ.ـسك ذقنها ورفع وجهها لتواجههُ ثم نظر داخل عيناها الحزينة وتحدث بنبرة حنون:

-مش أنا قُلت لك قبل كدة ماتفكريش في الموضوع ده طالما بيضايقك؟ 


مالت رأسها وأردفت بوجـ.ـع:

-حاولت،والله حاولت،بس ماقدرتش،غصب عنى الغيرة بتقـ.ـتلني لما بتخيلك مع واحدة غيري 

وأسترسلت موضحة:

-أنا عارفة إن أنا اللي دخيلة علي حياة ليالي ومش من حقي أعترض أو أغير،بس مش بقدر 


وأستطردت قائلة بصـ.ـدرٍ مشتعـ.ـل:

-كل ما اتخيلك وإنتَ معاها ببقي هتجنن، وبقعد أسأل نفسي، ياتري بتكون معاها زي ما بتكون معايا،طب بتقول لها نفس كلام الغزل اللي بتقوله لي


وأكملت بضغف ونظرات تكاد تصـ.ـرخُ من شدة تألـ.ـمها:

-بتبص لها إزاي يا ياسين، بتقول لها يا حبيبي زي ما بتقول لي؟


   

زفر بضيق لأجلها وأردف قائلاً: 

-أنا مش قُلت لك قبل كدة ماتخليش الأفكار السودة دي تسيطر علي عقلك وتشتتك 


وأسترسل مفسراً:

-عاوزة تعرفي إيه أكتر من أني بحبك وبعشق التراب اللي بتمشي عليه؟ 


عاوزة أعرف هي إيه بالنسبة لك؟ سؤال غبى تفوهت به بألـ.ـم 


أجابها سريعً: 

-مراتي وأم أولادي وعشرة عُمري وبحترمها جداً 


نطقت علي عُجالة بنظرات متوسلة: 

-بس إنتَ مابتحبهاش،إنتَ عُمرك ما حبيت حد غيري يا ياسين، صح؟ 


إحتـ.ـدت ملامحهُ وهتف بنبرة غاضـ.ـبة لأجل الحالة التي وصلت لها، وأيضاً أراد ان يضع حَداً لها في الحديث عن ليالي،  فحتي وإن لم يكُن يعشق ليالي فهي زو جتهُ ويحترمها ويكن لها مشاعر إيجابية كثيرة: 

-مليكة،بلاش الإسلوب ده علشان ماتخلنيش أخد فكرة مش كويسة عنك،طول عُمرك وإنتِ التسامح والحب عنوانك،لو سيبتي نفسك ومشيتي في السكة دي هتخسري روحك النقية اللي كلنا عرفناكي وحبناكي بيها 


وياريت ماتنسيش إن ليالي هي كمان مِراتي وليها عليا حقوق زيها زيك بالظبط،وأول حقوقها إني أحترمها واحافظ علي كرامتها وما أسمحش لأي حد إنه يقلل منها 


وأستطرد بترسيخ: 

-حتي لو كان الحد ده هى السِت اللي بعشقها وبتمني رضاها 


قال كلماته وبكل هدوء أنزلها من أحضـ.ـانه وهب واقفً، أمـ.ـسك رداء النوم ( الروب) وقام بارتدائه، تناول علبة سجائرهُ الموضوعة فوق الكومود وتحرك بها إلي الشرفة،أخرج واحدة وقام بإشعالها ونفث دُخانها بعُـ.ـنف 


تحركت هي الآخري وقامت بارتدائها للرداء وقامت بوضع غطاء الرأس وتحركت إليه،وقفت بجانبه،وضعت كف يـ.ـدها علي يـ.ـده المُمـ.ـسكة بسُور الشُرفة وتحدثت وهي تنظر لهُ بخجل:

-أنا أسفة يا ياسين،وأوعدك مش هتكلم تاني في الموضوع ده، 


وأسترسلت بحُزن:

-شكلي إديت لنفسي حق ومساحة أكبر من اللي مسموح لي 


زفر بضيق ونظر لها وتحدث بنبرة ملامة:

-يعني بعد كل اللي قُلته ده ومش قادرة تفهمي إني زعلان علشانك مش منك يا مليكة؟



نظرت له وامتلئت عيناها بالدموع وأنسحبت سريعاً إلي الداخل،لم يتحمل شجنها وقام سريعً بإطفاء السيجارة وتحرك خلفها للداخل 


وجدها تجلس القُرفصاء فوق الأريكة ودموعها تسري فوق وجنتيها بهدوء، تحرك وجلس بجانبها وسحـ.ـبها داخل أحضـ.ـانه وتحدث: 

-ليه مُصرة علي إنك تنكدي علينا في عز لحظات سعادتنا


أبعد وجهها وأمـ.ـسك ذقنها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها بهيام:

-يا مليكة أنا بموت فيكي ومبقتش بحـ.ـس بوجودي وإني عايش غير وأنا جوة حُضـ.ـنك،حتي عيوني مابقتش تشوف في الدنيا كلها غيرك، وأظن ده اللي يهمك في الموضوع كله


وأستطرد مناشداً إياها: 

-ممكن علشان خاطري تريحي نفسك من العـ.ـذاب ده وتريحيني معاكِ 


أومأت لهُ بطاعة وأبتسامة خفيفة بعدما شعرت بالإطمئنان والراحة جراء حديثهُ المريح لقلبها،فسـ.ـحبها من جديد لأحضـ.ـانه وتحدث وهو يُشدد من ضـ.ـمتها:

-ربنا يهديكي ليا يا قلب ياسين 


تنفست براحة ودفـ.ـنت حالها أكثر داخل أحضـ.ـانه الدافئة مما جعلهُ يصل لقمة سعادته 


بعد قليل،دخل إلي الحمام وقام بأخذ حمامً دافئً تطهر به كي يستعد للصيام وللقيام بصلاة الفجر،خرج وجدها تُحضر ثياباً من خزانتها للإستعداد لأخذ حمامها هي الآخري، قَبـ.ـل جبهتها ودخلت هي إلي الحمام  



خرج إلي الشُرفة كي يُشعل سيجارة وجد ذاك الرؤوف يتحرك بالحديقة ويهاتف أحدهم من خلال هاتفه الجوال،نظر تلقائياً إلي شرفة غرفة سارة وجد الضوء شاعـ.ـلاً،إشـ.ـتعل داخلهُ وامتلئ بالغضـ.ـب وبلحظة كان يتحرك سريعاً نحو الدرج ومنه إلي الحديقة 


في أثناء ما كان هائـ.ـماً سارحاً في سماء العشق، يُحادث حبيبته الرقيقة التي تتَمـ.ـدَّد كالفراشة فوق تختها وتحادثهُ بنعومة وحالة من الهيام والغرام تُسيطر علي كيانها بالكامل،إرتعب جـ.ـسده وأهتز هاتفهُ من يده فجأة وكاد أن يسقط أرضاً، حينما وجد قبضة أحدهم قد وُضِعَت بحِدة وأعتصـ.ـرت كـ.ـتفه، إستدار سريعاً بعيناي مُتسعة ليكتشف من صاحب تلك القبضة الحـ.ـادّة،نظر إليه بذهول 


من غيرهُ ذاك الياسين،أخذ نفساً عميقاً في محاولة منه لتهدأة حالة الزُعر التي أصابته ونظر له مضيقً عيناه وتسائل مستفسراً بدهشة: 

-خير يا سيادة العميد، فيه حاجة ؟ 


تري ما سيكون رد ياسين علي ذاك العاشق ؟       


 يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة