رواية جديدة وصمة عار لخديجة السيد - الفصل 32 - 2
قراءة رواية وصمة عار كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية وصحة عار
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني والثلاثون
الجزء الثاني
في منزل أدم، كانوا مجتمعين حول الطاوله يتناولون الغداء.. من ناحية أخرى كانت إليزابيث تراقبه و هي تأكل فكان هو شارد وكان يفكر دائما في تهديد انطون، بينما هي لم يختلف عليها الامر في التفكير في لارا ؟؟ وثقتها في التحدث معها بان آدم سيتركها قريباً و يذهب اليها؟؟ حاولت ان تتحدث وتجذب انتباهه لعلها تعرف ما الذي يشغل تفكيره هو الآخر
=لم تقول رأيك، هل الطعام لذيذ؟
هز كتفيه وأجاب آدم بشرود بينما استمر في تناول الطعام بهدوء
= مجرد طعام
تركت إليزابيث معلقه الطعام بحدة وهي تقول متسائله بجدية
= هل أنت بخير ؟
أنتبه إليها فقد تم سحبه من خياله عندما سمع صوت اليزابيث الحاد وكان القلق على وجهها واضحا. تنهد آدم وقال مبتسماً
= انا بخير يا حبيبتي، لماذا تسألي؟
هزت رأسها له بعدم تصديق وهي تبتسم بخفوت مرددة بحزن
= هل تعتقدين حقا أنني لم ألاحظ ان هناك شيء ما يحدث في الأيام القليلة الماضية؟ لم أقل شيئا لأنني لا أريد التدخل، طالما لا تريد ان تخبرني بنفسك.. أنت في النهايه بالغ بالفعل و أعلم إنك تستطيع التعامل مع مشاكلك ، لكن بعد ذلك لاحظت أنك كنت غاضب مني جدا في البدايه دون مبرر والان هادئ ، أشعر بالقلق
بشأنك. أخبرني بأمانة ، هل هذا الأمر الذي يشغل تفكيرك يتعلق بـ لارا ؟.
إبتسامة آدم اختفت فجاه فلم يعتقد أن اليزابيث ستلاحظ وجود شيء ما معه وبالاخص عندما ذكرت إسم لارا؟؟ ليتحدث وكان صوته يرتجف قليلاً بسبب الصدمة
= ولما لارا هي بالتحديد التي ذكرتي اسمها؟
ابتسمت اليزابيث بسخرية مريرة وهي تقول بصوت مرتجف
= لانها جاءت وزارتني في المتجر قبل ايام قليله ، و بالطبع لم تخلوا هذه الزياره من بعض الكلمات السـ.ـامه والتهديدات بانك ستتركني وتذهب اليها؟ لكني لم اعطيها إهتمام كثيرا لذلك لم اقول لك حينها حتى لا تذهب اليها وتتشاجر .
إتسعت حدقتـاه بذهول وهي تهمس بصوت مرتجف بينما كان قلبها ينتفض فازعاً داخل صـ.ـدرها
= لكن ربما شعرت بخيبة أمل و شعور بالقلق بسبب ما حدث؟ والثقه التي كانت تتحدث بها كانت مخيفه للغايه ..
ارتبك وجه آدم شاعرة بتأنيب الضمير من ابتعادوا عنها هذه الفتره لكن شعوره بالقلق والعجز من الضغط من الجميع حولة؟ جعلة غير مدرك ما كان يفعله هذا!! ليقول مغمغماً باختناق
= أنتٍ لست بحاجة إلى التورط في الأمر، واطمئني لن أسمح لي لارا أبدأ بابعادنا عن بعض.. ومن فضلك أتوسل إليك أن تفهميني و تعذريني يا حبيبتي، أعدك أن تكون هذه هي آخر مرة احزنك مني
رفعت وجهها اليه والدموع تلتمع في عينها مرغمة شـ.ـفتيها علي الانفراج و رسم ابتسامة واسعة متشنجة مغمغمة بقهر مريرة
= لماذا ؟ أليس هذا ما كنت أفعله منذ البداية حتى الآن؟ أن أكون الشخص الوحيد الذي يفهمك دائما لأنني أحبك كثيرا؟ لقد تعبت بالفعل من وضعنا ، الجميع يحقد علي ويكرهني ويريد ابعادنا عن بعض؟ انهم على استعداد ان يقـ.ـتلوني حتى لا اكون لك؟ هل تستوعب ذلك آدم ؟؟. كم من الحقد الذي يمتلكوا داخل قلوبهم .
صمت آدم لحظه شاعرا بالذنب ثم نهض ليجلس بجوارها وامسك يـ.ـدها تم حدق في وجهها الجميل مرددا بنبرة جاده
= تأكد من أن لارا لن تـ.ـلمس حتى أطراف أصـ.ـابعي يا اليزابيث، إذا كان الأمر يتعلق بـ لارا ، فسأحاول قصارى جهدي لفهم الأمر لأنك علي حق يجب ان ناخذ حظرنا من الجميع، ولا تهتمي الى كلامها ، ليس لدي أي خطط لمشاركة انتباهه معها ، إنها مجرد فتاه خبيثه و ليس لدي عـ.ـلاقة معها ، أنا خطيبك الأن و لم اقترب منها خاصة عندما لا يكون ذلك ضروريا
احمر وجهها فور سماعها كلامه ذلك غرزت اسنانها بـ.ـشـ.ـفتها السفلية وهي تهمس بصوت ساخراً بحرقه شاعراً بالألم يعصف بداخلها
= هذه هي المرة الثانية التي تحاول لارا فيها اذيتي و سرقتك بعيدا عني؟؟ و نتحدث عن نفس المرأة لكن لا أريد تكرار ما حدث في المرة السابقة ،عندما استسلم زين اليها وغضبت حينها مني بشده ، لذا لا اريد ان اسقط في نفس الفخ مرة أخرى.. لأن هذه ستكون الفرصة الأخيرة التي سأمنحها لك
إبتلع ريقه بشدة عندما رأى مدى جديتها بالطبع هي حبيبه. و مسؤوليته هي وحدها دون غيرها ليقول بتوتر
= ما بكٍ؟ اصبحتي جده هكذا فجاه؟ ماذا تعنين بحديثك؟
التقطت نفساً عميقاً مرتجفاً قبل ان تتحدث مؤكده علي حديثها متجاهلة وجه الشاحب
= سمعت ما قلته آدم.. تعبت من الصدمات والخذلان في حياتي؟ و إذا تكرر خطأي في الماضي مرة أخرى على الرغم من أنه يعارض إرادتك أو لا يعني حدوث ذلك ، فلن أعطيك أبدا فرصة للعودة إلى حياتي ؟؟ .
إبتلع ريقه بشدة و لم يستطع النطق بكلمة على الرغم من أنها لا تريد أن يكون كل شيء على هذا النحو ،لكن يجب عليها إخباره بوضوح حول ما بداخلها فيما يتعلق بوضعهم؟ لن يكون ذلك سيئا إذا حذرته مما سيحدث إذا خذلها هو الاخر مثل ما فعل نيكولا.. بعد ان اعطته ثقتها.. لأنه اذا حدث ذلك ، فانما ستتركة دون شرح مواقفة حتى، فقد أصابت بـ.ـأذى كبير في الماضي و لا تريد أن تشعر بذلك الشعور الرهيب مرة أخرى.. تطلع اليها بصمت عدة لحظات و شعور غريب من الضعف يسيطر عليه ليقول سريعاً نافيا
= أنتٍ تخيفني حبيبتي. من فضلك لا تكوني هكذا. لا تتحدثي عن هذه الأشياء لأن ذلك لن يحدث أبداً ؛ لأنك الشخص الوحيد الذي أحبه. لا تقلقي ، لن تسقطي في الخطأ نفسه مرة أخرى لأن ذلك سيكون غباء على حد علمي ،وانتٍ لست غبية في الوقوع في نفس المصيدة مرتين.. وأنا لم افرط بكٍ .
كان هناك تلميح من التردد في صوته، هزت رأسها مرة أخرى بسبب ما قاله. غاضبة من الدموع التي سقطت من عينيها بألم وضعفها الذي دائما يظهر امامه هو بالذات ، لتردف بجدية تامة
= فقط تأكد يا آدم.. لاني لم اتحمل خـ.ـيانتك و خذلاني مره ثانيه
هز ادم رأسه بتفهم ليقول متردد
=حسنا، هل نحن بخير الآن ملاكي؟ أما مازلتي غاضبه مني بسبب ما صـ.ـدر مني بذلك اليوم وكيف رفعت صوتي عليكٍ
أخذت نفسا عميقا مره ثانيه، ثم هزت رأسها فلم تستطع البقاء غاضبة لفترة طويلة من الزمن حتى لو أرادت ذلك، منذ ذلك الحين و حتى الآن ، هو ضعفها. ضغطت بـ.ـيـ ـدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به وهمست بصوت مرتجف ضعيف
= إذا كنت لا تريد مني أن أغضب عليك حقا، شاركني اسرارك ولا تكون هادي هكذا معي ولا تغضب علي دون مبرر..
فوجئت به يقترب منها محيطاً وجهها
بـ.ـيـ ـديه قائلاً بحيرة حقيقية
= يقولون؟ عندما تكون وحيدًا لفترة طويلة ، فإنك تنسى ابسط قواعد العـ.ـلاقات ، لذلك ربما مازلت خائف من ان اتحدث عن كل ما في خاطري؟ رغم أنني أحب التحدث معكٍ، أنا لا أعرف لما ولكني برتاح معاكٍ حقا!!
نظرت اليزابيث إليه داخل عينه وهي قائلة برقة و لهجة عميقة
= لكن تكون السعادة الحقيقي عندما نتشارك مع بعضنا البعض..
جذبها بلطف بين ذراعـ.ـيه ليجلسها فوق فـ.ـخذه ليـ.ـحتضنها مربتاً بحنان علي ظـ.ـهرها و هو يغمغم بهمس بجانب اذ نها بصوت اجش
= معك حقا اعتذر ملاكي، انتٍ المرأة المناسبة لحياتي التي أصبحت مكتملة بفضلك.. كنت أريد فقط أن أعود إلى حيثُ كان لكل شيء معنى، حيث لا ينبغي علي أن أشعر بالخوف طوال الوقت.. وعندما وجدتك اختفى ذلك الخوف
ليكمل وهو يبعد خصلات شعرها المتناثرة خلف اذ نها بينما ينظر لها بعشق عاقد ذراعـ.ـه حول كـ.ـتفيها يـ ـضـ.ـمها إليه بحنان
= اليزابيث أنا عندما اكون معكٍ أؤمن إني مع قدري
أغمضت اليزابيث عينيها شعرت برجفة حادة تسري بسائر جـ..ـسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئة تمر فوق عـ.ـنقها الذي كان يـ.ـقبله بشغف، تحاول السيطرة على الدموع التى ملئت عينيها بينما شعورها بالقلق ينهش قلبها.. لتهتف بصوت منخفض مليء بالعاطفه الجياشه
= أوه.. آدم أتمنى أن نبقى سعداء مثل هذا. أتمنى ألا يتشكل اي شخص تهديدا لعـ.ـلاقتنا ...
نعم. كانت تأمل أن تتمكن من توسيع فهمها أكثر. كانت تعرف أن المشاكل ستكون دائما بالقرب منهم؟ لأن دائما يظهر من هناك ويشكل خطر على علاقـ.ـتهما..
رفع آدم وجهها بين يـ.ـده لتنظر إليه باستغراب.. ثم اقترب منها آدم ليـ.ـقـ.ـبلها بشوق ورغـ.ـبة وحب من شـ.ـفتيها وهكذا بهذة الطريقة أحب أن يطمنها ويثبت اليها انه لم يتركها... ظلوا يتبادلون القـ.ـبلات بالحب والعشق، ليـ.ـقضيوا تلك الليلة آدم واليزابيث وهم يحلموا أنهم سعداء جدا، وبعد مرور وقت.. تظهر إليزابيث وهي تنام على صـ.ـدر آدم و تغطی جـ.ـسدها بغطاء ويظهر ظـ.ـهرها العـ.ـاري ويقوم آدم بتمرير يـ.ـده على شعرها لتبدأ هي بالتحدث معه بصوت منخفض شارد
= أتمني أن أظل هكذا طول حياتي.. نعيش هكذا؟
نظر لها آدم باهتمام ثم أمسكت الغـ.ـطاء تغطى وجهها و وجه آدم، لتتحدث وهم أسفل الغطاء بنبرة حالمه
= تخيل معي أنك وأنا في جزيرة بمفردنا؟ بخلاف أنا وأنتٍ فقط، نعيش بعيدًا عن أي ضغوط.. ومشاكل.. بعيدة كل البعد عن الناس؟ الذين يسرقون منا سعادتنا ، الناس الأنانيون ، الذي كل ما يهمهم المصلحه هي فقط ، أتمني حقا أن نظل هكذا.. اعتقد ستكون حياتنا أفضل حياة بهذا الشكل .
كان آدم يستمع إليها بصمت، فبالرغم من ان هذه الاحلام بسيطه بالفعل لكن بالنسبه إليهم صعبه للغايه، العيش دون الهدوء والراحه والبعد عن كل ما يؤذيهم؟ رفع آدم يـ.ـده واضعها فوق يديها محاولة اطمئنانها
ثم أبعد عنهم الغـ.ـطاء واقترب آدم مقـ.ـبلاً اعلى رأسها بحنان.. فلم تكن تتخيل عندما تقابله ان تصبح حياتها بهذا الشكل الرائع فادم رغم عصبيته في بعض الاحيان وغيرته عليها الا انها لم تقابل بحياتها رجل في مثل حنانه و لين قلبه عليها... تنهدت وهى تحيط خـ.ـصره بـ.ـذراعـ.ـها تضـ.ـمه اليه، وهو يفرك وجهه بـ.ـعـ.ـنقها قبل ان يطبع قـ.ـبلة حنونة عليه..ثم أبتعد لـ ينامون داخل احـ.ـضان بعض.. وكل شخص منهم يبحث عن الامان في حـ.ـضن الاخر .
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين.. في المنزل الجديد كانت اليزابيث تجهز نفسها للذهاب الى العمل بينما ادم ممتد فوق الفـ.ـراش امامها يراقبها وهي تجهز نفسها للذهاب بينما هو مازال مريض قليلا لذلك لم يذهب اليوم ايضا، ليهمس آدم بصوت اجش
= هل يمكن ان تتوقفي عن العمل اليوم وتظلي جانبي
التفتت اليزابيث له باهتمام واجابته مضيقة عينيها بتركيز على حركات جـ.ـسده وهي تقترب منه
= انا مشغوله اليوم كثيرا ..لكن ماذا تريد هل مازالت تتالم
أردف آدم و هو يعقد حاجبيه بأنزعاج شديد
= اذا قلت نعم سوف تظلي جانبي
اقتربت منه اليزابيث بسرعه دون تفكير و تملكت وجهه بين يـ.ـدها وهي تقول بقلق
=ماذا تشعر.. قول لي ما الذي يؤلمك هل احضر لك الطبيب
ابتسم آدم بسعادة علي خوفها عليه ثم أمسك بيـ ـدها الاثنين يقبلهم بحب و امتنان مرددا
=المرض الذي يسير بجـ.ـسديه لم يدويه الاطباء.. بلا أنتٍ فقط من تستطيعي.. انا لدي مرض اسمه اليزابيث ويجب ان تبقي قريبه مني حتى اشفي منه تماماً
استوعبت الأمر لتجذب يـ.ـدها منه و عينيها تضيق عليه بغضب مصطنع بإحراج
= هل كنت كل ذلك تمزح سخيف.. لقد اخفتني عليك
= ماذا افعل اذا كنتي لا تريدي ان تظلي جانبي وانا مريض.. كيف يكون قلبك قـ.ـاسي هكذا و تتركي حبيبك يعيني بمفرده وانتٍ تذهبي وتتركي
همس بذلك و عينيه تشتعل بالنيران قبل ان ينهى كلماته مـ.ـنقضاً على شـ.ـفتيها يـ.ـقـ.ـبلها بجوع و شغف جاذباً جـ.ـسدها اكثر فوق جـ.ـسده وهو فوق الفراش بين ذراعـ.ـيه.. وبصعوبة فصلت إليزابيث قـ.ـبلته طابعة قـ.ـبلة حنونة على جبينه هامسة بجانب اذ نه وهي تعدل من ملابسها
= سوف اعود في المساء لا تقلق
زفر بحنق قائلا و هو يرفع وجهه إليها باستعطاف
= هل بالفعل سوف تتركيني اعيني والمرض يـ.ـقـ.ـتلني؟ أنتٍ شريره اليزابيث
ضحكت اليزابيث وحـ.ـضنته وهو ابتسم على الفور وقـ.ـبل جبينها لتقول
=وانت تغضب مثل الاطفال حبي.. كفي مزاح واتركني اذهب حتى لا اتاخر عليك، وسوف اتي المساء كما وعدتك حسنا
هز رأسه باستسلام والتفتت اليزابيث لترحل وهي تنظر إليه بحب حتي أغلقت باب الغرفة خلفها بينما كان هو يبادلها الابتسامه بسعادة حتي استمع الى صوت هاتفة بجانبه و كان الرقم انطون كالعاده جز آدم علي أسنانه بغضب واجاب بنفاذ صبر
= هل ستظل كل يومين تتصل بي لنفس الموضوع؟ قلت لك لم اتزوج بشقيقتك ما بك عديم النخوه والـ.ـرجـ.ـوله هكذا؟ اسمعني انطون جيد لانني لم اعيد كلامي مره ثانيه وبدا صبري ينفذ حقا منكم جميعكم
قاطعة انطون وهو يغمغم بهدوء بينما يلوي شـ.ـفتيه بسخرية
= اسمعني انت جيدا لأن المهله التي اعطتها لك ستنتهي بعد نصف ساعه من الان وبعدها ستستلم جـ.ـثه حبيبتك المصونه في تابوت.. قلت لك انني لا امزح في هذا الامر ..وحتى تصدقني اذهب بنفسك ستجد رجالي محوطين المحل الذي اشتريته مؤخرا من مده في كل الانحاء
دب القلق داخله فور ادراكه ما يدبر له ويريد استسلامه له.. لذا قاومه بشراسة برفض.. وصرخ آدم مقاطعاً اياه بـ.ـعـ.ـنف و الخوف يدب بداخله بينما ينهض علي قدميه بترنح قليل من تعبة
= لن تستطيع ان تفعلها انت تكذب.. تريد ان تخفني حتى اوافق على طلبك، لكن لم يحدث ولم اتزوج شقيقتك العاهرة
زمجر انطون و هو يسب بقـ.ـسوة بينما حاول ضبط اعصابة قائلا بثقه
= القرار لك؟؟ وبعد نصف ساعه ستجد بنفسك هل امزح معك؟ أم اقول الحقيقه ؟؟ لكن تذكر بانك ستكون السبب الرئيسي في مـ.ـوتها ...!
❈-❈-❈
بعد مرور أربع ساعات متواصله بداخل محل الحلويات كانت اليزابيث تعمل بمفردها فيه ومعها فتاه صغيره تساعدها تعينت مؤخرا ، واثناء ما كانت تصنع اليزابيث الحلوى سمعت هاتف المحل يرن لتذهب لتجيب عليه قائله بابتسامة خفيفه
= محل طبقك المفضل، تحت امرك ما هو طلبك ؟
انتظرت ثواني حتى تستمع الى الطرف الاخر وكانت فتاه قائله
= اهلا بكٍ، أريد منك ان تصنعي طبق من الحلويات على ذوقك وترسليه الى عنوان ...) واريد ان ياتي الان دون تاخير والعنوان ليس بعيد بمسافه كبيره عن المحل.. حسنا مع السلامة .
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تقول بسرعة بينما يـ.ـدها كتبت العنوان في ورقه امامها
= مهلا انتظري لحظه لم نتفق على السعر ولا ما هي انواع الحلوى التي تفضلينها .. وايضا ساجد صعوبه في توصيل الطلب اليوم ..
الو.. الو
أنزلت الهاتف من أعلي اذ نها بأنزعاج شديد وهي تردد بغيظ
= يا الله اغلقت الخط ماذا سافعل الان؟ اوووف حسنا ساذهب انا بنفسي اوصله حتى لا تسيء سمعه المحل من البدايه ربما تاتي هذه الفتاه الى هنا وتشتكي من سوء الخدمة .
ذهبت اليزابيث لتبدأ في تحضير طبق الحلوى ولم تصنع شيء جديد بل وضعت ما كان موجود بالمحل الان! ثم ذهبت إلي الفتاه التي تساعدها لتخبرها بانها ستذهب لتوصيل الطلب بنفسها وتنتبه هي إلي المحل، بينما هزت الفتاه راسها بايجاب بالموافقه وبعدها صارت هي الى الخارج لتوقف سياره اجره وتذهب الى العنوان .
وعندما وصلت إلى المكان ورحل سائق التاكسي تقدمت اليزابيث وهي تحمل بيـ ـدها علبه الحلوى وكانت تبحث عن العنوان لتجد رقم الفيلا أمامها لكنها شعرت بالدهشة حين استمعت الى اصوات موسيقى بالداخل تدل على حفل زفـ ـاف أو ما شابه ذلك؟ لكنها هزت رأسها بعدم اهتمام واقتربت حتى تتدلف و عندما عرف الحرس الموجود امام المنزل عن هوايتها ادخلها على الفور!! وهذا ما زاد دهشتها أكثر .
خطت اول خطواتها نحو الحفل لتجد حشد من الناس كثيره بالداخل يرتدون ملابس سهره ثم ظهرت من البوابة الكبيرة تطل عروسه ترتدي فستان ابيض جميل، أبتسمت إليزابيث متمنيه السعاده لها، وعندما اقتربت الفتاه وهي تتربط بـ.ـذراع شقيقها انطون؟؟ عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة بصدمه فكانت العروس لارا؟؟ وقبل ان تبحث بعينيها عن العريس من يكن؟؟ وجدت شخص يقترب مرتدي بدله سوداء ومد يـ.ـده لياخذ لارا من انطون!! لتضع لارا راحة يـ.ـدها علي يـ.ـده و هي تقول بحب
= مبارك لنا حبيبي ادم ؟.
نظر آدم إليها بصمت ثم أخذها وذهب نحوه الكاهن لتبدا مراسم الـ ـز واج، واقترب نيشان يقف جانب انطون وهو يبتسم بسعادة وراحه.. حتي هتف الكاهن قائلا بابتسامه هادئه
= سيده لارا هل تقبلي السيد آدم نيشان ز وج لكٍ في السراء والضراء
أما اليزابيث وكأنها انفصلت عن العالم...ألم مهلك اجتاح قلبها لتنظر إلي آدم ولا تقوى على قول كلمة ترمش عدة مرات بعينيها بدون وعي.. ارتجفت شـ.ـفتيها لـ تنطق
= ما هذا الهراء الذي أراه؟ هذا كابوس مزعج بالتأكد ؟؟.
هزت لارا راسها بايجاب مع ابتسامة مشرقة و هي تنظر إليه قائلة بحب
= نعم اقبل ..واوافق بشده .
ثم التفت الكاهن إلي آدم ليردد نفس الشيء هل يقبل بالـ ـز واج من لارا؟ بينما هز آدم رأسه بايجاب موكداً و هو يقول بصوت منخفض
= نعم أقبل .
اتسعت عينا اليزابيث وعلامات التساؤل والصدمة تكتسي ملامحها.. بدأت مقلتاها تحمران تدريجيا معلنة عن دموع حبيسة أبى أن تحررها.. ضغطت بأظافرها على علبة الحلوي التي تحملها وكان الفارغ أمامها تحدق بادم بنظرة جمعت شتى المشاعر التي
تخالج صـ.ـدرها، من خذلان، حزن، صدمة.. إلى قلب محطم...
بينما اقتربت لارا و هي تنظر الي وجه آدم لاول مرة منذ فتره دون حقد أو غضب أو كره بل سعاده و انتصار لتتقدم منه أمام وجهه بالقرب من شـ.ـفتيه وهي تتسع عينها بسعادة تريد ان تـ.ـقـ ـبله لكنه اشاح وجهه بعيداً عنها، لتعود لارا الي الخلف لتبتعد عنه خطوة و قد تلاشت ابتسامتها وتطلعت إليه بغيظ وإحراج لكنها سريعه ابتسمت بثقه ولم تهتم فهو اصبح لها مهما فعل وحسم الامر .
بدأت الأجواء في الحفله تبدأ بالتهاني والمباركات لتتعالي اصوات الموسيقى باغنيه رومانسية والالعاب النارية تنطلق في الهواء، جذبت لارا يـ.ـده آدم إلي حلبة الرقص بينما كان هو مشحون بالتوتر والقلق وهو يشعر باليزابيث تقف تراقبهم فبينما لاتزال محطمه القلب ذلك، رافضه أن تصدق ما أملت عليه مسامعها بأن ادم هنا يـ.ـتـ.ـز وج غيرها؟ لتقف منتظرا تفسيرا من مالك قلبها، هذا الأخير الذي دفن نظراته بالأسفل يتجنب نظرات اليزابيث المعاتبة التي اعتصرت قلبه هو الآخر..
إلا أن لارا في الطرف الآخر يبدوا غير مهتمة لما يحدث أمامها وحاوطت يـ.ـدها بـ.ـرقـ.ـبته آدم وهي تبتسم بسعادة غامرة وتحرك جـ.ـسدها مقابل جـ.ـسده،ليكون آدم تارك نفسه لها تحركه كما تشاء لكن لم يبدو مصدوما أو كما لو رأى شبحا أمامه! كأنه كأن يعلم بأنها ستأتي؟ نطقت لارا بعد مدة من الصمت محادثه
=ادم! هل أنت بخير؟
التفت لها بكامل جـ.ـسده و نظر لها بصمت كأنه تمثال بـ.ـيـ.ـديها تحركة كما تشاء، ليجدها تبتسم له بين تلك العينين البارقة لتدفن رأسها في احـ.ـضانه مرة اخري و هي تحاوط رقـ.ـبته و تهتف بسعادة
= ما بك حبيبي متخشب هكذا، ام أنك سعيد مثلي بأننا اخيرا قد تـ.ـزوجنا.. لا اصدق حبيبي فقد حدث وتـ.ـزوجنا بالفعل رغم كل الصعوبات التي واجهناها؟؟ لقد اصبحت لي وانا لك .
تطلعت اليزابيث فيهم وهو منسجمين باحـ.ـضان بعض ولم ترمش للحظة لاتزال تحدق بخيبة أمامها لا تصدق ماسمعته وتراه للتو.. أيعقل؟ هل كان يتلاعب بها كل هذه المدة؟ ألهذا كأن متغير معها هذه الأيام؟ أكانت مجرد دمـ.ـية بين يـ ـديه كل هذا الوقت؟ طبق جانبي يستمتع به كيفما أراد؟ أحقا هذا الذي يقف أمامها هو نفس الشخص الذي قضيت معه شهور يتغزل بها في كل فرصة؟ أهذا نفس الشخص الذي تأبى عيناه النوم إن لم يـ.ـحـ.ـضنها كل ليلة؟ أهذا نفس الشخص الذي كان مستعد أن يتنازل عن كل شئ لاجلها ؟؟... كيف؟
صمتت محدقة بتلك الزاوية حيث لايزال يحركون اجسادهم على الموسيقى باحـ.ـضان بعض!! وهي تدمع عينها وتقف منصدما تنتظر تفسيرا أو بالأحرى انتهاء المزحة الثقيلة التي ألقوها عليها.. وتنتظر ان يفوقها احدهم ويقول ان كل ما يحدث امامها كان مجرد مزحه وليس حقيقه.. لكن ذلك لم يحدث؟؟.
حركت قدمها اخيرا لترحل بسرعه من الحفله
واستمرت بالركض بعيدا عن المكان، وعن الأصوات التي تلاحقها.. كصوت آدم الذي يغـ.ـازلها عند كل فرصة.. كصوت قهقاته.. صوته العميق عند الاستيقاظ من النوم، صوته القالق عندما يخبرها بأن يجب ان تهتم بصحتها وتتناول وجبة ما، وصوته المتذمر و صوته العاشق، و الجريء عندما يغيظها ويهمس بأذ نها بكلمات مخـ.ـجلة... حتي إلى صوته وهو يقف امام الكاهن عندما سأله هل يوافق على الـ ـز واج من لارا؟ وهو أجاب (بنعم أقبل)!! وهذا الذي شکل صـ ـفعة قوية أفاقتها ، من بحر تخيلاتها.. أجل هذا بالضبط ماكانت عليه عـ ـلاقـ ـتهما مجرد تخيلات و أوهام كاذبة، وعود مزيفة، وقلب محطم.
لم تستطع اليزابيث المواصله بالركض من التعب ومجهود جـ.ـسدها.. إلا أن قدمها لم تتوقف عن الركض حتى كادت تصل لمنزله الذي يبعد مسافة غير قصيرة عن الحفله لكن إلي هنا توقفت تلهث بتعب فلم تستطيع ان تعود لهذا المنزل مره ثانيه بعد ان حدث ما حدث؟؟
ضببت الدموع التي لاتزال مستمرة بالتساقط لتتعالى شهقاتها في ذلك الشارع وهي منكسرة كا شخص فقد ثقته بأكثر شخص وثق به! بأول شخص يسلمه قلبه، شخص لقنها درسا قاسيا وعلمها أن لاتثق بأي مخلوق مرة أخرى؟؟ شخص رفعها بفترة قصيرة إلى السحاب ليعود ويلقيها إلى أسفل الأرض مسببا بـ.ـتـ.ـحطيم عـ.ـظامها.. وما أهون حـ.ـطام العـ.ـظام أمام حـ.ـطام القلب!
وفجاه امتدت تلك الـ.ـيد من الخلف لتسحبها بقوة من معصمها وتتوجه بها نحوه.. أخذت اليزابيث تمسح بطرف قميصها على عيناها ليوضح الرؤية أمامها.. وما أن إكتملت الصورة حتى عضت على فـ.ـكها بقوة لتحاول تحرير يـ.ـدها من قبضته دون جدوى فقوتها ضعيفة مقارنة بضخم جـ.ـسد آدم، ليقول هو بخوف
= اليزابيث أنا أعلم أنكٍ على الأرجح غاضبة مني الآن ولا تريدي رؤيه وجهي حتي.. لكن ارجوك اسمعيني أولا ؟؟.
تحدثت اليزابيث بسخرية لتقترب منه وتلقي كلماتها بوجهه دافـ ـعه واحده
= غاضبة!! هههه حقا أتظنني غاضبة منك.. لا لست غاضبة منك بلا خائب الأمل ربما! أو أصبحت منفطره القلب و حزينة، وربما أؤنب نفسي على الإنـ.ـجراف ورائك، وربما أكرهك، لكنني أؤكد لك يا سيد آدم أنني لست غاضبه منك.. بل انا غاضبه من نفسي لانني وثقت بشخص مثلك ..حقا لما فعلت ذلك بي؟؟
رفع آدم حاجباه متألم من إعترافات اليزابيث.. أحقا كان السبب فكل هذا الألم لحبيبته! أحقا كرهته لهذة الدرجه!! أحقا تؤنب نفسها على ماحدث بينهما سابقا وتندم؟ لكنه لم يرد عليها وفضل الصمت .
قوست شـ.ـفتاها بحزن تام وعيناها أصبحت ضبابية من دموعها التي بدأت تنهمر من جديد وهي تقول
= تعلم اني لا احب اعادة سؤالي؟ لما كذبت علي و وعدتني بشيء لم تستطيع فعله.. وبسهوله تركتني هكذا وذهبت الي غيري
اخفض آدم رأسه شاعراً بالخجل و العجز لا يعلم بما يجيبها فهو نفسه لا يعلم كيف فعل ذلك بها، ارتجفت شـ.ـفتيها في قهر و هى تهمس بصوت ممتلئ بالألم و الحسرة
= لماذا لا تبدأ العـ.ـلاقـ.ـات من النهايه نفترق اولا ثم نلتقي للابد ..اشعر انني لا اعرف من تكون قط.. وهذا يؤلمني
أغمض عينيه بقوه وغضب من نفسه وهو يهمس بصوت بطيئ
= ملاكي البريء الجميل .. اليزابيث حبيبتي لا تفعليها وانا ساشرح لكٍ الوضع ..انتٍ تحبيني اليس كذلك؟ فقط اعطيني بعض الوقت .
لكن صوت بكائها كان يزداد وبعدها قـ ـبضت على قمیصه بشده لتصرخ عاليا...ودقات قلبها تعالت ليخرج صوتها ببحة بكاء لتجعله اوجع صوت على الأطلاق
= نعم لقد أحببتك ،وكنت حمقاء بما فيه الكفاية لأ اصدق كيف تحرجني في المقابل هكذا.. انا أحببتك وكأنك أخر رجل أحبة فأوجعتني وكأنني أكبر أعدائك
ظل آدم مخفض الرأس و هو لا يجروء علي رفع رأسه و مواجهتها بينما الالم يمزق قلبه وهمست بصوت مختنق وهي تتحدث بيأس من صمته
- من السهل الرحيل ، أليس كذلك ؟
رفع عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه ليشعر
بـ ـقـ ـبضة حادة تعتصر قلبه قائلا بسرعة بلهفه
= لا ليس كذلك .. ارجوكٍ لا ترحلي .
تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة و هى تقول بصوت منخفض ملئ بالحسرة
= وهل تركت لي أي فرصة سيد آدم ... انت لم تمنح نفسك و لم تمنحني فرصة و اخلفت بوعدك لي ، كان الجميع محق حين قالوا لي بانك ستتركني وتذهب إلي غيري لكني لم اصدقهم مع الأسف في البداية .
ابتسمت بغصة واستدارت مواجه ظـ ـهرها له.. رمشت بإستسلام لتتسارع الدموع بالهطول من مقلتيها دون إنقطاع.. تعض على شـ ـفتها السفلية مانعة شهقة قوية من عبور حلقها.. مررت أكمام قميصها على وجنتها لتمسح دموعها المتهاطلة بقـ.ـسوة.. قبل أن تسرع بخطواتها إلى الطريق تاركا إياه خلفها .
ليبقى هو متصنما مكانه وعينيه تنظر إلى اللاشيء ، بينما قبضة يـ.ـده كانت تشتد في محاولة منه ان لا يغضب ، كيف يغضب ، وهل يحق له الغضب !!! ، أنه اسوء عاشق ، لا يوجد أحد في هذا العالم ، يحب ويأذي الحبيب ، ليكون هو الاستثناء في مثل هذه المسألة ويا اللهي ، أي استثناء ، استثناء القذارة ، كل الغضب في هذه الدنيا انحشر بصدره عندما تركته ورحلت ، فإذا كيف متخيل سيكون وضعها عندما تراه تـ ـزوج من فتاه آخر ، وسعيد ولا يبالي.. لكنها لا تعلم انها تركت ورائها حطام رجل ، ترکت رجل مجنون بعشقها ، كيف ستكون ردة فعله ؟!! .
تحركت اليزابيث لتسير إلي الجهه الاخرى وهي تتعالى شهقاتها في ذلك الشارع الخالي من أي مخلوق فقط هي ومشاعرها المضطربة، وأحلامها المحطمة وقلبها المنكسر.. في وسط ظلمة الليل الذي حل في طريقها.. فالمسافة التي اجتازها ليست بالسهلة .. فقد رحلت وتركت كل شئ خلفها حتى أنها لم تعد خائفه و تفكر بان من الممكن ان يمسكوا بها رجال شويكار ؟؟ وتعود إليهم مره اخرى؟ و للحظه فكرت بان تمر على منزلها لعلها تجد هانا وتساعدها او بالأصح تواسيها؟؟
وصلت اليزابيث بعد فترة قصيرة إلي منزل شويكار وكانت الصدمه حين رايت المنزل متفحم ومـ ـحـ ـروق بالكامل؟ لتهز رأسها بوهن وهي تبحث هنا وهناك لتركض الى شخص يقف بجانبه بالطريق لتبتلع ريقها بارتباك وقلق قائله بتردد
= ما الذي حدث بالمنزل من فعل بي ذلك ؟ واين الجميع ؟؟
تطلع فيها الشخص قليلا ثم اجابها باختصار بأن أدريان هو من فعل ذلك ولا يعرف السبب؟ ثم اقترب منها ممـ.ـسك بـ.ـذراعـ.ـها يديرها نحوه و هو يتابع قائلا بجدية
= لم ينجي احد.. الجميع مات حتى السيده شويكار لم تنجو هي الأخري.. اذا كنتٍ تريدي عمل بدل احتراق منزل شويكار فيمكن ان ادبر لكٍ مكان ونتقاسم المال سوا ،ما رايك؟؟
نفضت اليزابيث يـ.ـده الممسكة بـ.ـذراعـ.ـها بعيداً بشراسة وقد اخرجتها كلماته القـ.ـاسية تلك من قوقعة صدمتها بموت اصدقائها التي تعرفت عليهم في ذلك المنزل.. التفتت اليزابيث لترحل بعيد عنه وتواصل الركض وعندما وصلت إلى نهاية الشارع انهارت فجأة راكعاً علي الارض بجـ ـسد منهك و اليأس و الألم يسيطران عليها و لأول مرة بحياتها تنفجر باكية بتلك الطريقة بكاء مرير اهتز لها كامل جـ ـسدها هامسة من بين شهقات بكاءها التى كانت تمزق صـ ـدرها لتخرج نشيج ممزق من بين شفتيها بينما تنفجر منتحبة على كل ما اصابها و ما اصبحت عليه...
= هانا مـ ـاتت وجومانه.. والجميع؟؟ يا الهي ما ذنبهم فكانوا ضـ.ـحايا مثلي.. لما دائما الضعفاء يصيبهم اشد الالام.. و أيضا آدم لقد تـ.ـزوج من لارا وتركني ..
لتضرب بيـ ـدها فوق صـ.ـدرها بهسترية بينما رفعت عينيها الي الاعلى وهي تهمس بعجز و تعب بينما الدموع تغرق وجهها الشاحب
= لماذا؟ لماذا دائما لا استحق السعاده لماذا انا بالذات عن الجميع اوعني من كل هذه الالم بمفردي.. اريد ان اعيش حياه سعيده مره واحده فقط.. من فضلك يكفي عذاب فقد تخطيت الكثير من الاوجاع والالام وما زلت لم تشفي حتى الان.. ارجوك يا الله ساعدني والهمني القوه .
نهضت بعد وقت وظلت تسير بخطوات ضعيفه تسمح بها قـ.ـدميها المرتجفة محاولة الهرب والابتعاد قدر الامكان عن الجميع.. حتي وجدت نفسها أوقفت سياره تاكسي وفتحت الباب لتدخل بالسيارة وتوصدها خلفها، ثم توجه السائق يقود مبتعدا عن تلك القرية وعلى ما يبدو عن جميع منازل المدينة! حتي وصلت بعد فتره طويله اخيرا الى منزل العم أركون ؟؟.
تحركت اليزابيث هي لا تشعر بألم حتى.. فقد عادت لوطنها وغادرت آدم ..لمَ تشعر أن الأمر أمَر مما تخيلت .. أثقل وأصعب مما ظنت و فبمجرد أن وصلت للبيت وقفت عده لحظات مترددة قبل ان تطرق الباب لياتي صوت سافانا من الدخل تسال عن الطارق؟ و همست اليزابيث بصوت يكاد لا تُسمعه خرج منها بينما كل خلية من خلايا جـ.ـسدها الذي ضعف منذ اختفائها ومن وجعها الطويل .. ولقاء آن أوانه أخيرا !
=انه انا ...!
انتفضت سافانا على صوتها لتسرع تفتح الباب لتجدها أمامها بالفعل.. بينما هي ظلت بحدقتين متسعتين وملامح شاحبة وشـ.ـفتين ترتعشان كالأطفال دمعت سافانا عيناها بدموع فراق وتمتمت
= يا الهي إليزابيث.. هل أنتٍ مزالتٍ علي قيد الحياة
بينما في نفس الوقت، جاء من الخلف أركون كان عائدا من العمل، الذي ما أن اقـ.ـترب يمسك البوابة ليغلقها خلفه حتى تسمر مكانه يطالع الواقفة مع ابنته لتنظر له من بين دموعها الجارية التي لم تشعر بهطولها .. تناظره باشتياق وشـ ـفتاها ترتعشان.. انتفض كل جـ ـسده متسائلا في نفسه هل هذه اليزابيث بنت أخيه حقا ؟ اليزابيث .. المـ ـيتة كما قال الجميع إلا هو، عقد حاجبيه وأنامله ترتعش على البوابة وأنفاسه كتمت في صـ.ـدره المتضخم تلفه مشاعر كثيرة ..
تسمرت اليزابيث نظراتها على ذلك الرجل الذي أختلط الشيب في رأسه بشعيراته القصيرة السوداء فأصبح شعره رمادي جميلا يليق به هذا الرجل .. الذي يبدو عليه وكأنه كبر في العمر خلال الشهور الماضية سنوات.. والذي أنحنى كـ ـتفاه بسبب حزنه عليها !
هتف أركون اخيرا بصوت خفيض مبحوح وكأنه يخشى لو ارتفع صوته ستتلاشى كحلم كل يوم بينما دموعه تنزل ولم يستطع مقاومتها أكثر
= اليزابيث ..!
ومع أول همسته وصلت لأذ نيها اللتين تحفظان صوته فردت بنفس همسه وهي تكاد يغشى عليها
= عم أركون ..!
ما أن قالتها حتى إندفعت له وخطواتها تتسابق مع بعضها بحثا عن حـ.ـضنه لتجد فيه الأمان الذي افتقده بسبب تجاربها السيئه.. لـ تلقي نفسها بين أحـ.ـضانه.. وهو استقبلها بسرعه ليرفع يـ ـديه المرتجفتين يحـ.ـتضنها بكل قوته التي عادت له فجأة بعودتها وكأنه عادت إليه روحه..و يـ ـديه كانت تتحركان عليها وكأنه يـ.ـتـ.ـلمس إن كانت حقيقة أم كذب ؟؟
وأخيرا .. أخيرا وصلت له.. عادت لحـ.ـضنه .. التي إشتاقت له بجنون، لتنفجر تبكي بشهقات ممزقة بينما كامل جـ.ـسدها يرتجف بقوة بينما أركون يربت علي ظـ.ـهرها بحنان محاولة تهدئته معتقد انها تبكي اشتياق له.. لكن كان بكائها يزداد بقوة و ضعف علي كل ما حدث وصار لها.. ظلت بين أحـ.ـضانه وهي تتـ.ـمسك به وتكاد تخترقه من تشبثها ومن وشهقات بكائها العـ.ـنيفة .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية وصمة عار، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية