-->

رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 27


قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للقلب أخطاء لا تغتفر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل السابع والعشرون




ستبقا يتيماً في غياب من تحب حتى لو عانقك العالم أسرهِ


❈-❈-❈


في منزل حمدى 


وبعد الإستقبال الهادئ 


تجلس بسمة بجوار زو جها صامتة تنظر أرضاً  ،،  كلمات الإعتذار ثقيلة على لســ.انها بينما بهاء يتحدث مع حمدى بهدوء عن العمل  . 


أما جميلة فمنذ أن رأت حفيدها وقد إنشغلت به وتجلس تشاغله ببشاشة والصغير يضحك ويمرح معها  . 


نكز وائل قدم بسمة ليحسها على الحديث فزفرت الأخرى ثم نظرت لوالدها تردف ببطء وترقب  : 


- بابا أنا كنت عايزة أقولك حقك عليا  ،،،  أخر مرة كنت عندى مكنش ينفع أسيبك تخرج زعلان مني  . 


تنهدت بقوة ثم تابعت بمغزى وهي تفرك يــ.دها  : 


- أنا حامل يا بابا  ،،  ربنا هيرزقنا بأخ لياسين  ،،  وزي ما أنت قولت  ،،  هحبهم هما الإتنين زي بعض  ،،  ومش هفرق بينهم أبداً  ،،،  حتى لو واحد فيهم أختياراته كانت غلط  ،،  بردو مش هفرق بينهم  ،،  وهسمعلهم وهفهم هما جواهم إيه  ،،،  وده اللى إتفقنا عليه أنا وبهاء ،،،  وأنا جيت النهاردة علشان مش عيزاك تفضل زعلان مني . 


كان حمدى يطالعها إلى أن إنتهت  ،،  فهم مغزى حديثها  ،،  ويعلم أنها تعاتبه من وسط إعتذارها المغلف  ،،  وللحق يقال فإن حديثها أثر به إلا ذلك الجزء الذي قصدت فيه إن ريتان إختياراتها خاطئة فهو يحمل نفسه الذنب بدلاً عن إبنته  ،،  كان يجب عليه هو أن يتأكد جيداً قبل كل شئ  ،،  ولكن الآن ليترك الأمور كما هي وليحاول إظهار التفاهم لأبنته علّ الله يزيح الغمامة عن  عقلها وترى قلب شقيقتها النقي  . 


تحدث حمدى بتروى وهدوء  : 


- ربنا يباركلك في ياسين يابنتى وفي اللى جاي ويرزقكوا برهم  ،،  وتلاقي فيهم الخير واللى زرعتوه جواهم  ،،  وحصل خير يا بسمة أنتِ بنتى وحتة منى ومهما زعلنا مستحيل هقدر أقسّي قلبي عليكي  . 


زفرت بإرتياح  ،،،  نظرت لزو جها الذي إبتسم براحة يغمزها فوقفت تتجه لوالدها وتدنو تقبل يــ.ده فقام بدلاً عن ذلك بإحتضانها وهو يربت على ظــ.هرها بحنو ويردف بحب صادق  : 


- ألف مبروك يا حبيبتى  ،،  ربنا يكملك على خير  . 


ظلت متشبته به  ،،  لا تنكر أن عناقه هو كل ما كانت تحتاجه ولكنه الكبر  ،،  تكابر وتعاند وتظن أنها على صواب دائماً خصوصاً من جهة شقيقتها  ،،  ولكنها مهما كابرت تظل صغيرة بحاجة أهلها خصوصاً والدها  . 


أبتعدت تجلس بينما أنفرجت أسارير بهاء وجميلة وأصبح الجو مبتهج عن قبل قليل وقامت جميلة لتحضر الضيافة وتركتهم يتناقشون  . 


❈-❈-❈


في الطريق يقود حمزة وتجاوره ريتان في حالة حماسية لرؤية أهلها فمنذ زوا جها ولم تراهما  ،،  الآن سترى والدها ووالدتها وسيرى كلٍ منهما سعادتها التى تتقافز في عيــ.نيها   . 


كان حمزة يحدثها ولكنها لم تنتبه فتعجب ولف وجهُ يطالعها متسائلاً بقلق  : 


- ريتان إنتِ معايا  ؟ 


تنبهت له فلفت وجــ.هها إليه تبتسم مردفة.: 


- معاك يا حبيبي  ،،  سرحت شوية بس  ،،  كنت بتقول إيه  ؟  . 


تناول يــ.دها يرفعها لفــ.مه ويلثمها بحب ثم عاد يتساءل  : 


- كنت بقول نعدى نجيب حلويات ولا شوكلت  ؟ 


هزت رأ سها تردف بحرج  : 


- مالوش لزوم يا حبيبي تسلم  ،،  بابا علطول بيجيب  . 


أومأ مؤيداً يقول  : 


- عارف يا ريتا  ،،  بس بردو ميصحش حبيبك يدخل كدة بإيده فاضية  ،،  وأنا أول مرة أروحلهم زيارة بعد الجــ.واز   ،،  ومع حبيبة قلبي  . 


قال الأخيرة يغمز لها فابتسمت له بحب ثم تنهد تردف بإستسلام وقد تذكرت أمراً ما  : 


- تمام خلينا نجيب شوكلت  ،،  بسمة كانت بتحبها جداً وبابا كان دايماً يجبلها  . 


إبتسم لها وتحدث متذكراً  :


-تصدقي نفسي أتعرف عليها وعلى جــ.وزها  ،،  أنا مشفتهومش يوم كتب الكتاب  ،،  وكمان لما جيت أخدك  ،،،  هي كويسة ولا إيه  ؟ 


عادت الذكرى السيئة تهاجمها واحضرت معها كلمات شقيقتها القاسية وإتهامها المدمر فتبدلت ملامحها من السعادة إلى الحزن أمام عينه فتساءل  : 


- مالك يا ريتان  ؟  ،،  فيه حاجة مخبياها عنى  ؟ 


نظرت له بتوتر ثم إبتسمت إبتسامة لم تصل لعينيها وتحدث بمراوغة  : 


- لاء أبداً يا حبيبي  ،،،  هي كويسة بس مشغولة مع ياسين شوية  ،،  هنروح نجيب الشوكلت منين  ؟. 


لاحظ وفهم أن هناك ما تخفيه واحترم ذلك وأردف وهو يقود  : 


- في محل في وسط البلد حلو أوي  ،،،  هنجيب منه ونروح علطول  . 


أومأت وعادت لشرودها تفكر في شقيقتها بينما هو عاد يشغله أمر ناصف فكلما حاول الإنشغال معها قليلاً عنفه عقله وأتى ناصف وأنتقامه يحتله ويهاجمه بضراوة  . 


❈-❈-❈


في كندا 


تجلس مها مع سعاد بعد أن أخبرتها بأمر المافيا والإتصال الوارد . 


تحدثت سعاد معنفة بتهكم  : 


- عايزانى أعملك ايه يعنى يا مها  ؟  ،،  كان قدامك فرصة ذهبية وضيعتيها بإتفاقك مع ناصف ده  ،،  إنت أزاااي أصلاً تروحي تتنازلي للبني آدم ده عن الأسهم بعد اللى عمله مع باباكي وورطه مع المافيا؟  ،،  دلوقتى عديتي حمزة وهو الوحيد اللى كان قادر يحميكي  .


تحدثت مها بغضب  : 


- يحميني إيه ؟  ،،  ده ضفحضنى قدام الناس كلها بسبب بنت السواق  ،،  كنتِ عايزانى أعمل إيه بعد ما إتجــ.وز الصعلوقة دي عليا  ؟  ،،  أنا مش ندمانة على أي حاجة عملتها  ،،  وبعدين هو معملش علشاني أي حاجة  ،، هو كان مجبر يحميني علشان إسمهم ميتهزش  ،،  يعنى مش جدعة منه  . 


زفرت سعاد ثم تابعت بخبث  : 


- تمام  ،،  بس بردو تقدرى تقلبي الوضع ده لصالحك وتستفيدي منه  ،،  حاولي تكلميه وتبينى إنك ندمانة  ،،  وتعرفيه إنك في خطر  ،،  وهو مش هيعمل زي الندل التانى ،، حمزة الحلو اللى فيه إن عاقل  ،، حاولي تكلميه وكأنك كنتِ زعلانة أوي من تصرفه معاكي . 


زفرت بقوة  ،،  تستنكر الإذلال له مجدداً ولكن يبدو أن ليس أمامها خيارٍ آخر  ،،،  ولكن أولاً لتحاول مع هؤلاء الجماعة ربما قبلوا بجزء من الأموال وليس كله  ،،  حينها ستضطر للدفع ولن تكون بحاجة لمهاتفته   . 


❈-❈-❈


وصلا حمزة وريتان أسفل بناية حمدي 


ترجلا وصعدا سوياً وريتان يسبقها حماسها  ،،  فهى لم تخبر والديها بقدومها لأنها أرادتها مفاجأة  . 


وصلا وطرقت ريتان الباب ثم نظرت لحمزة مبتسمة وهو يطالعها بسعادة  ،،  يحتفظ بأي أمرٍ يسعدها ليستعمله في وقت حزنها  ،،  يريد أن يراها دائماً مبتسمة وقلبها سعيد  ،،  يسعى دائماً لتحقيق ذلك  ،،  يخشى عليها من أي حزن كأنها أستنفذت نصيبها منه وباتت فقط أيامها فرح معه  . 


فُتح الباب وكانت جميلة تحمل ياسين بين يــ.ديها وتضحك ولكن حينما رأت ريتان تعجبت وأردفت بترحاب  : 


- ريتااان  ؟  إيه المفاجأة الحلوة دي  ؟  ،،  إتفضلوا   ،،  إتفضل يا حمزة  . 


بدأ التوتر ينهش قلب ريتان وهى تنظر للصغير بحنو ثم دنت تقبله على وجــ.نته ونظرت لوالدتها متسائلة بقلق  : 


- هي بسمة هنا  ؟ 


أومأت جميلة وهى تسحب يدها خوفاً من رحيلها وتبعها حمزة متعجباً من تغيير ملامحها  ،،  هي لم تحزن بسبب وجود شقيقتها  ،،  ولكنها خشت حدوث مالا تحمد عقباه أمام حمزة  ،،  حينها ستخجل  ،،  خشت أن تكسر شقيقتها خاطرها ككل مرة أو أن تلقى كلمةً على مسامع حمزة تخزنه  . 


وصلا إلى الصالة حيث يجلس الجميع وأردف حمزة بود  : 


- مساء الخير . 


صُدمت بسمة ولم تتحرك بينما وقف حمدى يبتسم بود ويتجه إليه ليبادله السلام مرحباً وكذلك وقف بهاء ليرحب به بأبتسامة هادئة برغم توتر الأجواء خصوصاً بعد أن نظرت ريتان لشقيقتها ورأت نظرتها المعتادة لها  . 


أتجه حمزة ببشاشة وتودد إلى بسمة يمد يــ.ده مردفاً بعد ان رحب ببهاء  : 


- أزيك يا بسمة  ؟  ،،  مبسوط إنى شوفتك  ،، كنا لسة في سيرتك أنا وريتان وإحنا جايين  . 


وقفت تمد يــ.دها وتبادله السلام ثم إبتسمت بخفوت تردف  : 


-الله يسلمك يا حمزة  ،،  أنا كمان مبسوطة أنى شوفتك  . 


تقدمت ريتان بخطى متوترة حتى وقفت مجاورة لحمزة تنظر لشقيقتها بترقب وتمد يــ.دها هي الأخرى مردفة  : 


- إزيك يا بسمة  . 


لم تمد لها يــ.دها لثوانى وظلت تطالعها بصمت  ،،  تلك الأفكار عادت إليها  ،،  تخبرها أن شقيقتها ليست كما بريئة تدعى وتتجمل  ،،  عندما طال الوقت مدت يــ.دها سريعاً بالكاد تلمــ.ست يــ.د ريتان التى حضرت الدموع في مقلتيها مما جعل حمزة يسحبها وينظر لبسمة نظرة غاضبة قد نمت منذ لحظة إنزعاج حبيبته  . 


كان بهاء يحاول جاهداً تلطيف الأجواء فأردف بتودد لحمزة  : 


- وأنا كمان يا باش مهندش حمزة كان نفسي أتعرف عليك وقولت لبسمة كدة  ،،  وبجد صدفة حلوة إنى أشوفك النهاردة هنا وأشوف ريتان  . 


ثم نظر لريتان التى ظهر عليها الحزن وأردف بإحترام وبنبرة كادت تشبه الإعتذار  : 


- عاملة إيه يا ريتان   ؟ 


اومأت له ولم تنظر إليه وتحدثت وهى تنظر للصغير بإبتسامة هادئة لن تستطع إخفاؤها على ذلك الذي يبتسم لها  : 


- الحمد لله يا وائل كويسة  . 


كان حمدى يجلس بضيق بعدما لاحظ سلام بسمة البارد لشقيقتها وأحراجها أمام زو جها  . 


وكأن هذا الصغير أراد مواساتها وجبر خاطرها فما كان منه إلا أن يمد يــ.ده مشيراً إليها ويردف بحب للمرة الاولى  : 


- تاااان  . 


نظر له الجميع وهو يتقلب على قــ.دم جدته ليترجل فتركته وبالفعل نزل أرضاً وأسرع يركض بإتجاه خالته التى لم ينساها  ،،  في بادئ الأمر خافت أن تمد يــ.دها وتلتقطه ولكن ما إن إقترب إليها أسرعت لا إرادياً تلتقطه وتحمله وتقبله بحب وقد تناست حزنها قليلاً بينما إشتعلت الغيرة في قلب بسمة ولكن حاولت التحلى بالهدوء حتى لا يحدث كالمرة السابقة ويراها الجميع انها المخطأة  .


زفرت وحاولت جاهدة أن تفعل كشقيقتها وكما تظن بها فنظرت إلى حمزة وتحدثت بخبث متعمد لتوضح للجميع حقيقة الأمر كما تتوهم  : 


- مجبتوش مروان معاكوا ليه  ؟،، ريتان بتحبه جداً هو كمان  ، يمكن أكتر من ياسين  . 


إستشعر حمزة ما تحاول تلك الخبيثة رميه لذلك مد يــ.ده يتناول كف زو جته ويقبله مردفاً بحب وثقة  :


- ده لإن ريتان قلبها أبيض وحنيتها بتوصل للأطفال علطول  .


إبتسم حمدي وتحدث مؤيداً  :


- معاك يا حق يابنى   ،،، هي أسم على مسمى فعلاً  ( ريتان هو الماء النقي الذي يوجد داخل الأصداف الصلبة  )  . 


بعد دقائق من الحديث الهادى بين وائل وحمدى وحمزة بينما جميلة تحاول التحدث مع إبنتيها بالتساوي كل واحدة على حدى  . 


تحدث حمدى بمغزى  : 


- باركي لأختك يا ريتان  ،،  بسمة حامل  . 


تحدثت ريتان دون تفكير وقد ظهرت الفرحة الصادقة على ملامحها  : 


- ألف مبروك يا بسمة  . 


وهذا ما كان يقصده حمدى  ،،  يعلم أن جميلة أخفت هذا الأمر عن ريتان معتقدة أنها ستحزنها أو ستؤلمها ولكن كلما طال الأمر زاد حزن ريتان إن علمت فهي ستعتقد أنهم أخفوا عنها لحالتها  . 


ردت بسمة بخفوت وهى تقف  : 


- الله يبارك فيكي  ،،  عقبالك  . 


أردفت تدعى الإرهاق  : 


- معلش إحنا هنستأذن لأنى تعبانة شوية  . 


إتجهت تلتقط الصغير من فوق ساقي ريتان دون نطق حرف ووقف وائل يودع الجميع بحرج وغادروا بعدها . 


نظر حمزة لريتان الشاردة وملامحها تحولت 180 درجة عن لحظة قدومهما إلى هنا لذلك لم يحتمل ووقف يردف هو الآخر  : 


- معلش إحنا كمان هنستأذن لأننا هنعدى على سناء  . 


وقفت ريتان تتنهد براحة فهذا ما تريده بينما أردف حمدى بحنو وهو ينظر لإبنته  : 


- إنتوا لسة واصلين أهو يا بنى  ،،  إقعدوا شوية أنا ملحقتش أشبع من ريتان  . 


أتجهت ريتان تعانق والدها وتردف بهدوء وهى تربت على ظــ.هره  : 


-معلش يا بابا علشان حمزة بيصحى بدرى لشغله  ،،  هجيلكوا وقت تانى  . 


أومأ لها يبتعد قليلاً ويطالعها بحنو ونظرة متحدثة كأنه يخبرها بأن لا تحزن  ،،  أومأت له وقد فهمت عليه واتجهت تعانق جميلة ثم غادرا بعدها  . 


إستقلا سيارتهما بعد أن نزلا وإلتفتت هي تسأله بترقب  : 


- حمزة هو إحنا هنروح لسناء فعلاً  ؟ 


نظر لها بعمق وتحدث  : 


-هو أنا قولت كدة علشان حسيتك عايزة تمشي بس لو تحبي نروح معنديش مانع  . 


إبتسمت له وتحدثت بصوت مجهد  : 


- معلش يا حبيبي خليها وقت تانى  ،،  الأحسن نروح لأنى مصدعة شوية  . 


ثبت أنظاره عليها لثوانى  ،،  هناك أمرً ما تخفيه وسيعلمه حينما يصلا ولكن الآن لتستريح قليلاً   . 


ضغط على أحد الازرار ليفرد المقعد الخاص بها ليجعله بزاوية منفرجة وتحدث بحنو وهو يخلع جاكيته  : 


- خلاص إرتاحي شوية لحد ما نوصل  . 


مددها على المقعد وهى لم تمانع بل كانت في حاجة لهذا الهروب المؤقت لا تقوى على الحديث ثم فرد عليها الجاكيت وبدأ يقود إلى المنزل 


بينما هى أغمضت عينيها تدعى النوم وهى أبعد ما يكون عنه  ،،،  ليتها تعلم السبب وراء تلك المعاملة القاسية من شقيقتها  . 


ليتها تستطيع تفسير هذا الكره التى تراه منبعث منها تجاهها  ،،  لقد سعدت حقاً بخبر حملها  ،،  ولكن هناك جزء بداخــ.لها عاد الخوف ينهشه  ،،  الخوف من عدم إعطاء هذا الذي أعطاها السعادة كلها حقه في أن يصبح لديه عزوة  ،،،  هناك خوف وكلما مر الوقت يزداد داخــ.لها من إحتمالية عدم حصولها على طفل ينمو في أحشاؤها  ،،  حسناً فلتترك الأمر لله  . 


تذكرت تلك القصة التى قرأتها في الماضي ودائماً تراودها عن العصفور الذي كان يسبح لله في كل صباح  ،،  وفي يومٍ عاد إلى عُشهِ فوجده مدمراّ رأ ساً على عقب وصغاره يقفون منكمشين على أنفسهم على أحد الأغصان من شدة البرد  ،،  فحزن العصفور ولم يعد يسبح الله  . 


فحدثه الله عز وجل متسائلاً وهو العليم  ( أيها العصفور لما لم تعد تسبحنى  ؟  ،،  فتحدث العصفور مستحياً بحزن ،،  يا ألهى لقد كنت أسبحك أناء الليل وأطراف النهار ولكنك جعلت العاصفة تهدم بيتي وتشتت صغاري  !  ،،  لما فعلتها ياربي  ؟ 


فقال الله عز وجل  ( كادت حية أن تدخل عُشك وتقتل صغارك وأنت تحضر لهم رزقهم  ،،،  فجعلت العاصفة تهدم بيتك لكي ترحل تلك الحية وتبتعد عنهم  ) 


فبكا العصفور وسبح لله بخشوعٍ وعلم أن الله يحسن تدبير الأمور كلها  ،،، وما نحسبه شراً يكمن فيه للخير لنا  .( القصة للعبرة فقط )  


نزلت دمعتها وهي تتذكر تلك القصة فسارعت بمسحها قبل أن يلاحظها حمزة وتحدثت بالصوت الداخــ.لى لها ( الحمد لله دائماً وأبداً  )   . 


❈-❈-❈


مرة أخري في كندا  . 


تجلس مها تتصفح حاسوبها وتحاول إيجاد فرص وصفقات جديدة حول العالم  ،،،  كم هي متحمسة لبدأ تشييد شركتها الخاصة  ،،،  ولكن يعوقها هؤلاء الجماعة التى ستحاول جاهدة الوصول إلى حل وسط مناسب للجميع  . 


رن هاتفها بنفس الرقم فتوترت وتهاوى قلبها ثم التقطت نفساً عميقاً وأجابت بترقب متحدثة بالفرنسية: 


- ألو  ؟ 


تحدث الرجل بخبث متسائلاً  : 


- هل هناك جديد سيدتى  ؟  ،،،  أم هل ما زالتى تحاولين إيجاد مخرج  ؟  ،، دعيني أختصر معكِ  ،،  ليس هناك مخرج من هذا الأمر  ،،،  ولكن لنكن منصفين لقد تحدثت مع شركائي وجعلنا لكي خياراً إضافياً  . 


تنبهت حواسها وتساءلت بريبة على عجالة  : 


-  ما هو  ؟ 


تحدث الآخر بثقة  : 


- مثلما أخبرتكِ سابقاً  ،،، إما الدفع أو الموت  ،،، أو  ،،  ربما تكونين عميلة لدينا وتممري بضاعتنا إلى كندا بإسم شركتكِ الجديدة ومنه تسددين دينكِ دون أي مشاكل  . 


أتسعت عيــ.نيها وأردفت بحدة متناسية هويته  : 


- ماذا تقول  ؟  ،،،  أجننت أم ماذا  ؟  ،،   أتريدنى أن أعمل معكم ؟  ،،  بالطبع لااا  ،،،  لن يحدث هذا أبداً  . 


تحدث الأخر ببرود يتنافى مع غضبه منها   : 


- حسناً الخيار لكِ  ،،  في تلك الحالة عليكِ الدفع  ،،  ولكن دعيني أخبركِ أمراً هام  ،،،  أن الدين سيُحسب بسعر اليوم وليس بالسعر الذي كان عليه منذ سنوات  ،،،  فكري جيداً يا قطة وردي لي خبر  . 


أغلق معها وكالعادة تركها في صدمتها  ،،،  بماذا تفوه هذا الأبله ؟  ،،،  ماذا يعنى سعر اليوم  ؟  ،،  لاااا هذا يعنى إفلاسها وليس هذا فقط بل ستصبح مديونة ومشردة أيضاً  ،،  ليس هناك مفر  ،،،  عليها مهاتفة حمزة في الحال  . 


وبالفعل بعد دقائب وبعد أن إستردت ثباتها حاولت الإتصال على حمزة هذا المرة  ،،،  كان يقود شارداً يفكر كالعادة في أمر ناصف  . 


رن هاتفه فتناوله ينظر له  ،،  رقم دولي إستشعر هوية صاحبه  ،،،  نظر جانباً لتلك الجميلة وجدها نائمة  . 


أجاب بترقب مردفاً   : 


- مين معايا؟ 


تحدثت بتوتر وقلق مردفة  : 


- حمزة أنا مها  . 


قبض بقوة على الهاتف وأغمض عينه لثانية ثم تحدث من بين أسنانه متسائلاً  : 


- خير  ؟ 


أبتلعت لعابها وصمتت لثوانى لا تعلم كيف تنطقها ثم لم تجد مفر فتحدثت قائلة  : 


- حمزة أنا واقعة في مشكلة كبيرة  ،،،  المافيا كلمونى وبيطالبونى بدين بابي  ،،  ويا أما إدفع يا إما يقتلوني  ،،،  وأكيد إنت مش هتسمحلهم يقتلوني ،،  مش كدة ولا إيه   ؟ 


زفر بقوة وضيق  ،،،  كان يعلم أنهم سيصلوا إليها بمجرد رحيلها بعيداً  عن مصر  ،،،  كان يعلم أنه لن يتركوا دينهم أبداً   ،،،  وللعجب لم يفرح أو يشعر بلذة الانتصار بل تحدث بإهتمام  : 


-  مين اللى كلمك  ؟ 


أنفرجت أساريرها وهي تستشعر إهتمامه وجلست بالقليل من الراحة تتحدث وتخبره بكل ما حدث معها  . 


زفر بقوة وشرد لثوانى  ،،،  مؤكد لن يؤَمّن لها كالسابق  ،،،  عليه تلك المرة أن يستغل الأمر لصالحه  ،،،  عليه أن يخيرها بين أمرين وليكن مشكوراً بعد كل ما فعلته به  . 


تحدث بترقب وهدوء يحاول إخفاء إسم ناصف حتى لا تسمعه ريتان  : 


- تمام  ،،  لو قدرتي ترجعي الأسهم لأسمك تانى وتاخديهم من اللى إنتِ كتبتيهم له وترجعي مصر وقتها الشرطة هيأمنك كويس أوي  ،،  المطلوب منك بس تحاولي تخليه يرجعلك الأسهم وأنتِ تتنازلي عنها لسناء زي ما كنا متفقين  وأنا هتواصل مع ناس تبعي يعملوا اللازم ويرجعوكى مصر بأمان   . 


شعرت مرة أخرى باليأس فهى تعلم ذلك الحقير لن يتنازل بسهولة عن ما أخذه لذلك تحدثت بيأس  : 


- مش هيوافق يا حمزة  ،،  مستحيل يوافق يرجعهم لي تانى  ،،  أنت عارف  ... 


تحدث بغضب يقاطعها قبل أن تنطق إسم ناصف  : 


- إنتِ عارفة قصدي كويس أوى   ،،  وده الحل الوحيد اللى أقدر أقدمهولك مش علشانك لأنك متستاهليش منى أي طاقة ولا أي حلول بعد كل اللى عملتيه فيا وف عيلتى   ،،  بس علشان أكون ريحت ضميري من ناحيتك  ،،،  وليكي حرية القرار يا مها هانم  ،،،  بس لو عايزة رأيي إدفعي الدين ليهم وابدأي من جديد  ،،،  إنتِ شاطرة أوي وكلها خمس سنين كمان وهتقدري ترجعي اللى خسرتيه  ،،، زى ما حصل قبل كدة  .


أغلق الخط هو الآخر  ،، مجرد الحديث معها جعله يشعر بطاقة سلبية تحيطه  ،، لف نظره ينظر لريتان التى وجدها تطالعه بصمت  ،، زفر بقوة وعينه عليها فاعتدلت تطالعه بترقب متسائلة باهتمام بعدما سمعت حديثه مع مها : 


- إنت كويس  ؟  


أومأ لها وقد عاد لهدوءه بعد رؤية ملامحها وتحدث بتروى  : 


- هنبقى كويسين  ،،  هنعدى كل التعب ده سوا  ،،  صدقيني يا ريتان أهم حاجة إننا مع بعض واللى بعد كدة مش مشكلة  ،،  كله هيتحل بإذن الله  . 


إبتسمت وأومأت بثقة ويقين  ،،  لم تزيد الأسئلة عليه  ،،  لقد سمعت معلمت ما يزعجه منذ أيام  ،،  وهو أمر تلك الأسهم  ،،  لذلك لا داعي لأسئلة تزعجه وبالطبع لن يخبرها أموراً خاصة بالعمل  . 


إتجهت إليه تعانقه وتقطن بين ذرا عيه بدلاً عن المقعد وكم شعرت بالدفء والأمان وكم شهر هو بالراحة كأنه لم يسمع صوت تلك الخبيثة منذ قليل  .


 تابع قراءة الفصل