رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 27 - 2
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر كاملةتنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل السابع والعشرون
الجزء الثاني
بعد ساعتين في الغرفة الخاصة بهما .
يتمددان على الفراش بعدما جلسا بعض الوقت مع مروان قبل نومه .
يعانق ريتان وهي تضع رأ سها على صــ.دره وتنظر للأعلى بشرود ،، تحدث متسائلاً بإهتمام بعد تفكير :
- ريتا ؟
تمتمت بترقب فعاد يتابع :
- فيه إيه بينك وبين بسمة ؟ .
توتر جــ.سدها وشعر هو بذلك فشدد من ضمه لها ليطمئها فقررت البوح له بما يثقل صــ.درها ،، قررت مشاركته ما يؤلمها عله يخبرها تفسير يريحها .
هزت رأ سها الموضوعة على قلبه وتحدث بعيون لامعة :
- مش عارفة يا حمزة ،،، من ناحيتى مافيش أي حاجة ،، من ناحيتى كنت بتمنى إننا نكون زي أي أختين متفاهمين ،، كان نفسي لما أزعل من حاجة أو أفرح أجري عليها وأشاركها ده ،،، صحيح ربنا عوضنى بكاري بس دي أختى؟ .
أختى اللى يوم فرحها كنت فرحانة ليها كأنى بجوز بنتى مش أختى ،،، ويوم ما عرفت أنها حامل أول مرة كنت فرحانة جداً لدرجة وزعت شوكلت على المدرسة كلها ،، لأنى كنت خايفة يكون عندها نفس مشكلتى لا قدر الله ،،، ولما جه ياسين حبيته كأنه إبنى ،،، وحتى جــ.وزها أعتبرته اخويا اللى ربنا مأكرمناش بيه .
كانت تتحدث ودموعها تبلل فانلته القطنية وهو يعتصرها وقلبه يتلوى أسفل رأ سها حزناً ووجعاً على ما تشعر به .
تابعت هى تخرج ما تكبته لسنوات :
- معرفش هي جواها إيه وليه دايماً شيفانى إنى عايزة أخد سعادتها منها ،،، معرفش هي ليه دايماً شايفة إنى وحشة وأنى خبيثة ؟ ،،، لدرجة إنى شكيت إنى كدة فعلاً بس دورت جوايا يا حمزة ملقتش ده ،، ملقتش أبداً خبث ناحية أي حد ،، مكرهتش حد خالص حتى ناصف مكرهتوش بعد كل اللى عمله فيا ،، ولا كريم ولا مها ولا أي حد أذانى عرفت أكره ،، مش بقول أنى ملاك لاء خاالص ،، أنا مقصرة جداً في أمور كتير ومش ملتزمة بالشكل اللي يليق بس حقيقي مبعرفش اكره حد ،، يبقى ليه هي دايماً فهمانى غلط .
اعتدلت تستند على جذعها وتطالعه بعيون أوغرقت بالدموع متسائلة وقد بدأ جــ.سدها يهتز :
- قولي يا حمزة ليييه هي شيفانى كدة ؟ ،، ليه مش قادرة تشوف اللى جوايا مع إنها أختى وأتربينا نفس التربية سواا ؟ ،،، ليه يا حمزة .
دخلت في نوبة هيستيرية وأجهشت في بكاء جعله ينتفض ويعانقها بقوة برغم غضبه من تلك البسمة يحاول تهدأتها ويربت على ظــ.هرها يهدهدها كالأطفال ويردد :
- علشان هي غبية ،، غبية ومتخلفة كمان ،،، إنتِ مستحيل حد يعرفك ويفهمك غلط ،، بالعكس يا حبيبتى أنتِ شفافة جداً وواضحة مع الكل ،، قلبك نقي وأبيض واللى نفوسهم خبيثة هما بس اللى هيشفوكى غلط ،،، أنتِ فعلاً ملاك يا ريتا ،، ملاكي أنا ،، طيبة وحنونة علشان كدة كنتِ بتقعي في مشاكل وربنا بيخرجك منها لأنه عارف نيتك ،، أوعى تزعلي علشان خاطري ،،، أوعى تعيطي وأنا موجود ،، أنا أسف إنى أخدتك هناك النهاردة ،،، لو أعرف مستحيل كنت هعمل كدة .
كانت تتعلق به وتسمعه وكلماته كانت لها سحراً لتطيب خاطرها وتهدأ قليلاً ،،، ظلت مستكينة داخــ.ل صــ.دره وهو يربت بحنو على طول ظــ.هرها وقلبه يعتصر ألماً عليها ،،، غاضباً وبشدة من شقيقتها ولكنه أراد إلقاء تفسير يريحها لذلك تحدث بتروى بالقرب من أذ نها :
- هي أكيد مش بتكرهك طبعاً ،، مستحيل عم حمدى يربي حد يعرف يكره ،،، بس هي في نفسها حاجة بدأت صغيرة ومع مرور الوقت كبرت لإنها مخرجتهاش ،،، أختك شكلها من النوع الشكاك للأسف ،،، والنوع ده بيتعب نفسياً جداً في حياته ،،، ويمكن شكها كله تمحور حواليكي إنتِ وبدأت تغزيه بأوهام جواها وهي وبس ،،، صدقيني لو خرجتوا كل اللى جواكوا لبعض هترتاحوا ،،، وهى محتاجة حاجة تفوقها قبل فوات الأوان ،،، وأنا أعتقد إن علاقتك القوية مع كاري زودت شكوكها أكتر ومخلياها مفكرة إنك بتكرهيها أو بتغيري منها ،، علشان كدة أنتوا محتاجين تتكلموا مع بعض بصراحة ولوحدكوا ،، وتحاولي تتقبلي منها اللى هتقوله وتكوني مجهزة الرد عليه من غير أي صدمة منك ،، المهم متفكريش إنها بتكرهك وتعملي زيها .
إبتعدت تنظر له بعمق ،، بدى كطبيباً نفسياً أراحها وحلل أفعال شقيقتها ،،، تساءلت بعيون تملؤها الدموع :
- عمري ما غيرت منها ،، أتمنيت ليها الخير أكتر من نفسي .
عاد يحتــ.ضنها ويردف بثقة نابعة من عشقه لها :
- عااارف ،،، عارف حبيبتى كويس ومتأكد إنها مستحيل تغير من أختها ،،، عارف ريتان لإنها تربية قلبي .
لفت ذرا عيها بقوة حول خــ.صره ،،، تعتصره وكأنه دواءها ومرهم جروحها ،،، أخفت عنه أتهامها لها بأنها تود أخذ طفلها وزو جها منه حتى لا يحمل ضغينة منها ،، خصوصاً إن علم أن تلك الكلمات كان لها التأثير الأكبر في موافقتها على كريم ،،، لن تخبره حتى لا يراها بعد ذلك بصورة سيئة ،،، يكفي ما رآهُ اليوم .
ظلا متعانقان إلى أن شعر بإنتظام أنــ.فاسها فعلم أنها غفت بين أحــ.ضانه ،،، تمدد بها على الفراش مجدداً وسحب الغطاء عليهما وقبل جبينها قبل أن يغلق عينه وذرا عيه وقلبه عليها وينام هو الآخر وقد ترك أمر التفكير في ناصف قليلاً وبدى يفكر فقط في إزاحة الحزن من قلبها .
❈-❈-❈
بعد أسبوعين .
وبعد البحث عن ناصف المختفي .
أصيب حمزة بالضيق ،،، وبرغم ذلك يحاول جاهداً أن يخفي ما به عن ريتان ،، لذلك كان يقضي معظم وقته في شركته ،،، مراد وفريد يدعمانه وحتى أن سالم علم بالأمر منه وغضب كثيراً ولكن وعده حمزة أن يجد حل في أسرع وقت وطلب منه عدم إخبار النساء فقد ليظهر هذا المختل الذي وكل هذا المدعو وائل لإدارة نصيبه بدلاً عنه .
كان يترقب إتصالاً من مها تخبره بموافقتها ولكنها لم تهاتفه ،، وكيف تهاتفه وقد حاولت مع ناصف الذي لم يعد يجيبها وبالطبع مستحيل أن يقبل بالتنازل مجدداً .
لذلك وبعد كلمات خبيثة من والدتها بأنهم قادرين على التعاقد مع غيرها إن لم تقبل قررت الإتفاق معهم ولكن ليعطوها مهلة إلى أن تبدأ بإفتتاح شركتها .
أما سناء التى قررت رفض طلب معاذ بعد تفكير طويل في الأمر ،، فإن كانت تريد لنفسها القليل من السعادة فسعادة توأمها هي الأولوية ،، ولن تضعهما في ذلك الوضع أبداً ،، ستضحى لخاطرهما ولن تأتى بزو ج أمٍ لهما يقيد راحتهما خصوصاً بعد أن كبرا وأصبحا في الشهادة الإعدادية وعليهما التركيز على مستقبلهما ،، لذلك تركت هذا الأمر إلى أجلٍ غير معلوم وأخبرت حمزة بذلك وقد فهم عليها وبرغم ما كان يتمناه إلا أنه لم يعارضها وأخبر معاذ برفضها .
❈-❈-❈
ها هي تقف ريتان في حمامها تتمــ.سك بهذا الإختبار التى طلبت من العاملة إحضاره بعد غياب دورتها الشهرية عنها ،،، لا تعلم لما قلبها يكاد يقفز من صــ.درها ،،، شعور السعادة والخوف من حدوث العكس ،، شعور متناقض يهاجمها ،، النتيجة إيجابية وهناك شرطتين واضحين وعينيها مليئة بالدموع وتهز رأ سها بعدم إستيعاب ،،، أيعقل أن تكون حااامل ،،، أيعقل أن تزرق بطفلٍ ثانٍ بعدما إتخدت من مروان طفلاً لها ،، ولكن مؤكد هذا شعور مختلف ،، يا إلهى تخشى الخيبة ،، لذلك عليها التأكد ،، لتهدئ قلبها ولتخبئ فرحتها إلى أن تتأكد .
تناولت هاتفها من جيبها وقررت الإتصال على حمزة الذي أجاب بترقب :
حبيبتى ؟
تحدثت بصوت حاولت جاهدة أن تجعله هادئ ولكنه خرج مهزوز :
- حمزة ممكن تيجي على البيت ؟
تساءل بإهتمام وقلق وهو يقف :
- خير يا ريتان فيه إيه ؟
إبتلعت ريقها وأردفت بترقب :
- تعالى بس وهقولك .
أسرع للخارج بعد أن التقط أشياؤه ونزل ثم إستقل سيارته متجهاً إليها على الفور .
❈-❈-❈
بعد قليل
كان يدلف غرفته بقلق فوجدها جالسة تخفي شيئاً ما في يــ.دها ،، أسرع إليها يردف بتوتر وخوف ظناً منه أنها علمت بأمر ناصف :
- فيه إيه يا ريتان قلقتيني .
مدت يــ.دها إليه تفتح كفها بصمت وعيــ.نيها منكبة عليه بترقب من رد فعله فنظر لراحتها لثوانى ثم رفع نظره إليها بذهول وتحدث بدقات قلبٍ تكاد تنبض :
- حااامل ؟ .
نطقها بنبرة مأثرة ،، هزت كتفيها بقلة معرفة وتحدثت بصوت متحشرج باكي :
- معرفش ،، خايفة أقول أيوة .
طالعها لثوانى ثم تحدث بلهفة وسعادة بدأت تضرب صــ.دره بعنف :
- يبقى لازم نتأكد .
❈-❈-❈
إتجها سوياً إلى العيادة النسائية بريبة ورعب من أن ما رأياه على هذا الإختبار ليس حقيقى وأنهما توهما بحماس .
من شدة حماسهما لم يلاحظها تلك السيارة التى بدأت تلاحقهما منذ أن أصبحا على الطريق العام .
ينظر لها حمزة بسعادة تكاد توقف قلبه من فرطها ،، أتحمل طفله حقاً ،، أسيرزقه الله منها بطفلٍ ثانٍ يكن لهما ثمرة هذا العشق ؟ .
وصل أمام العيادة وترجل منها ثم التفت يفتح لها باب السيارة ويتناول كفها بحنو .
ترجلت معه ودلفا سوياً إلى الداخل .
بعد ربع ساعة من الإنتظار دلفت ريتان مع حمزة للطبيبة التى رحبت بهما .
تساءلت الطبيبة بهدوء :
- خير يا مدام ريتان ؟ .
نظرت ريتان إلى حمزة بسعادة مترددة ثم مدت يــ.دها في حقيبتها وأخرجت أختبار الحمل من عبوته تعرضه عليها بصمتٍ وترقب فاومأت الطبيبة وأردفت بعدما لاحظت حالتهما :
- أول مرة ليكي ؟
أومأت ريتان دون كلام بينما أردف حمزة بترقب :
- أيوة ،، إحنا متجوزين من فترة صغيرة ،، وريتان شكت في إنها حامل وعملت الإختبار وطلع positive ،، ممكن حضرتك تأكديلنا ؟
أومأت الطبيبة بهدوء تردف متسائلة بعملية :
- طيب يا مدام ريتان ال period متأخرة من امتى ؟ .
أردفت ريتان بتوتر :
- من حوالى أسبوع .
أومأت الطبيبة وقالت بتروى :
- طيب الأحسن بردو نعمل تحليل دم بسيط نتأكد .
وقع قلب ريتان مرتطماً أرضاً بقوة وعاد الخوف يتوغلها بينما حمزة يدعمها بحب ويردف بهدوء وهو بالقرب منها ويتمــ.سك بيــ.دها :
إطمنى أكيد علشان فى الأول مش ظاهر ،،، أنا متأكد إن التحليل هيثبت الحمل .
عاد اليأس يداهمها بينما رفعت الطبيبة سماعة الهاتف تردف بترقب :
-تعاليلي يا سهيلة .
بعد دقيقة دلفت سهيلة تلك الممرضة تردف بهدوء :
- اتفضلى يا دكتور ؟
أردفت الطبيبة وهى تشير على ريتان :
- تاخدى من مدام ريتان عينة دم حالا وتعمللها فحص حمل .
أومأ لها ثم نظرت لريتان وأردفت :
- إتفضلى معايا .
وقفت ريتان ووقف حمزة معها يخطيان إلى غرفة أخذ العينات تحت تعجب الممرضة والطبيبة من تتبعه لها .
جلست على المقعد وأشمرت عن ذرا عها ثم بدأت الممرضة بأخذ العينة منها وهى تميل برأ سها على ذر اع حمزة الذى يجاورها بحب .
إنتهت الممرضة وأردفت :
- ربع ساعة والنتيجة هتطلع ،،، إتفضلوا برا في الاستراحة .
وقفت ريتان تخطو مع حمزة للخارج ثم جلسا ينتظران النتيجة بقلوبٍ نابضة بخوف وأفكار متداخلة لكلٍ منهما .
بعد ربع ساعة دلفا مجدداً عند الطبيبة التى ظهر على ملامحها الزعر وهى تتمــ.سك بورقة الفحص بين يــ.ديها المرتعشة .
نظرت لها ريتان بريبة بينما أردف حمزة بقلق :
- خير يا دكتور في أيه ؟ ،،، ريتان حامل صح ؟
رفعت نظرها إليهما وأردف بتلعثم تحاول التحكم في حالتها :
- هي المدام كان عندها مشكلة في الحمل ؟
نظر الأثنان إلى بعضهما بصدمة بينما ظهرت الدموع في عين ريتان ولم تستطع نطق حرف فتابعت الطبيبة مهدأة ورائفة بحالتها :
- إهدى خالص يا مدام ريتان ومتقلقيش ،، الأمور كلها تمام بس هنعمل معاينة بسيطة كدة وبعدها هطمنك .
نظرت إلى حمزة بخوف فأدردف بثبات :
- تمام يا دكتور شوفي اللازم وهنعمله .
نادت الطبيبة على سهيلة مجدداً ونظرت لها بغموض تردف بقلة حيلة :
- خدى مدام ريتان وجهزيها يا سهيلة للفحص .
تحركت ريتان بخطى متعثرة وكاد حمزة أن يتبعها لولا نداء الطبيبة له مردفة بتوتر :
- لو سمحت يا حمزة بيه أنا محتاجة أسألك شوية أسئلة .
نظر حمزة للطبيبة وأردف :
- تمام يا دكتور هنخلص الفحص ونرجع لحضرتك .
التفت فتابعت لتوقفه بتوتر :
- لو سمحت يا حمزة بيه مش هأخرك .
نظرت له ريتان وأردف بحزن وتحشرج وخيبة أمل :
- خليك مع الدكتور يا حمزة وأنا هخلص الفحص واجي علطول .
زفر ثم نظر للطبيبة وأردف :
- تمام هوصلها وأرجع لحضرتك .
قالها ولن يفعلها ثم خطى مع ريتان للخارج وسبقتهما سهيلة إلى غرفة الأشعة المقطعية ودلفت قبلها ثم عادت تقف على بابها وأردفت بتوتر :
- إتفضلى حضرتك بس اللى هتدخلى .
تعجب حمزة وتساءل بقلق :
- إشمعنى؟
أردفت سهيلة كاذبة :
- دى أوضة أشعة معينة ومينفعش حضرتك تدخل لو معاك موبايل ،،، علشان كدة هتاخد موبايل المدام وتنتظر برا .
للأسف صدقها وزفر بضيق بينما ناولته ريتان حقيبتها وطمأنته تردف بتروى بعدما لاحظت تشنج حالته :
- خلاص يا حبيبي روح أنت للدكتور وشوف عايزاك في أيه وأنا هخلص علطول وأجى .
زفر بضيق وتناول حقيبتها يردف بتصميم :
- لاء إدخلى إنتِ وأنا هستناكى هنا .
أومأت بحب ودلفت مع سهيلة إلى الغرفة وأغلقت سهيلة الباب وللعجب أوصدته فالتفت لها ريتان وأردفت بريبة متعجبة :
- إنتِ بتقفلي بالمفتاح ليه ؟
أردفت سهيلة بأسف :
- أنا أسفة أنا ماليش ذنب هو اللى هددنا .
ضيقت عيــ.نيها مستفهمة قبل أن يأتي صوت من خلفها مردفاً بفحيح مرعب :
- وحشتيني يا ريتان .
اتسعت عيــ.نيها بحسرة وهى تتذكر هذا الصوت جيداً ،، التفتت ببطء مميت لتجده أمامها ،،، نفس الملامح ولكن للأسوء ،،، شُلت حركتها وعُقد لــ.سانها لثوانى وهى تراه يبتسم أمامها ،، لم تفق إلا عندما غادرت الممرضة من باب آخر فكادت أن تصرخ ولكنه أسرع يكمم فــ.مها بيــ.ده ويردف بغضب مهدداً :
- أوعى تعملي كدة يا ريتو ،، إنتِ مستغنية عن حبيب القلب ولا إيه ؟ ،، تعالى أوريكي كدة .
جرها معه إلى نافذة جانبة ويده على فــ.مها بقوة ونزع إحدى قطع الستار الخشبي عنها ليريها رجاله الذين يتوزعون في بهو العيادة بشكل ﻋشوائي بين المرضى ثم تحدث بفحيح مرعب :
- شايفة كل دول؟ ،،، إهدي وأسمعي كلامي بدل ما أطيرلك راس حبيبك في ثانية .
أرتعشت بين يــ.ده وأومأت بهستيرية ودموع فنزع يــ.ده بعدما تأكد أنها لن تخاطر وتصرخ لذلك إبتسم بجنون وتحدث :
- شطورة يا يتو .
هزت رأ سها عدة مرات ثم أردفت برعب ودموع وقلبٍ يكاد يقف متسائلة :
- إنت عايز إيه ؟
توقف أمامها وأردف بخبث وهو يتطلع على بطــ.نها :
- مبروك الحمل .
نظرت له بصدمة ،، أي حمل ؟،،، ماذا ؟ ،، أيعنى أنها حامل حقاً ؟ ،، أيأتيها أسعد خبراً في حياتها من فاه أكثر الأشخاص كرهاً ؟ أردفت بتلعثم :
- حمل ؟
أومأ عدة مرات يبتسم بجنون مردفاً :
- أيوة إنتِ حامل ،، نتيجة الفحص أكدت حملك ،، مبروك يا حبيبتى .
ضيقت عيــ.نيها وانعشها الخبر فظهرت قوتها وأردفت من بين أسنانها وهى تراه يقترب :
أوعى تقرب ،، إنت عايز إيه ؟ ،،، إنت مجنوووون ؟ ،، إيه اللى رجعك ؟ ،،، حمزة مش هيسيبك المرة دي .
ضحك كالشيطان وأردف بثقة :
-حمزة روحه في إي ــ.دي يا حلوة ،، ولو مفكرة أنه هيقدر عليا المرة دي تبقى غلطانة ،، كان عرف يوقعنى من أول يوم ظهرت فيه ،، هو مقالكيش ولا إيه ؟ ،، مش أنا شريكه الجديد ،،، أنا راجع وعارف كويس أنا هعمل إيه ،، علشان كدة أهدى واسمعى كويس اللى هقوله واختارى براحتك ،،، مش هجبرك على أي حاجة .
إنخفض نبضها بخوف وهى ترى إبتسامة شيطانية رسمت على وجهِ وهو يتابع :
- أول حاجة جــ.وزك روحه في إيدي وحواليه رجالى في كل مكان مش هنا بس منتظرين منى إشارة واحدة وهيخلصوا عليه بدليل أنى عرفت انكوا هنا وقدرت أوصلك مع إنه معاكي ،، يبقى لو يهمك حياته تعملى اللى هقولك عليه .
أصبح النفس شبه معدوم حتى كادت أن تسقط لولا إستنادها على المكتب الجانبي وحتى أنها تناست خبر حملها السعيد ونظرت إليه بتشوش وهو يتابع :
- هتخرجى من هنا وممنوع تعرفيه إنك حامل ،،، وزى ما هو هددنى أطلقك زمان إنتِ بشطارتك هتخليه يطلقك دلوقتي .
جحظت عيــ.نيها وهزت رأ سها بصدمة تردف مرددة :
- مش ممكن ،، مستحيل ،،، مستحيل حمزة يطلقنى .
هز منكبيه ومط فمه يردف بلا مبالاه :
- هيطلقك ،، مهو يا يطلقك يا أما هتربى إبنك يتيم ،، وكمان هتربى معاه أبن حمزة ومها ،،، بالمناسبة مها بعتالك السلام .
تستمع له وكأنها في كابوس مظلم ،، الرؤية أصبحت ضبابية والتنفس شبه منعدم ،، يتابع هو دون شفقة لحالتها :
- تقنعيه يطلقك ،،، لازم تقنعيه لو خايفة على حياته ،، وبعدها هاخدك ونسافر يا بيبي وأنا هطلع طيب وأربي إبن حمزة الجواد على إنه أبني ،،، وإلا هتستمع بقتل عيلتك وعيلته قبل ما يتقبض عليا ،، يعنى أنا مش هاممنى حاجة وبايع أوي ،، علشان كدة فكري كويس ،، وأنا هعرف أوصلك تاني علشان أعرف قرارك ،، وطبعاً مش معقول هتبلغيه إنى قابلتك ،،، وصدقيني أحسن حل إنك توافقي تسافرى معايا قبل ما الحمل يظهر ونتجــ.وز واكتب البيبي على إسمى أنا .
قرب وجهُ الخبيث من وجــ.هها وأردف بجنون :
- مهو أنا نسيت أقولك إن أنا اللى مبخلفش ،،، مش إنتِ .
شهقت بحسرة وعيون جاحظة فضحك وتابع :
فكرى كويس لو بتحبيه ،،، وشوفي أيه اللى يهمك أكتر ،، حياته ولا طلاقك ؟
طرقات على باب الغرفة وتبعه نداء حمزة يردف بقلق :
- ريتان ؟ إنتِ كويسة .
إبتلعت مرارة حلقها بينما هو ضحك وغمزها ثم تحرك يغادر من الباب الذى خرجت منه الممرضة بينما عادت هى تدلف وتتجه إلى ريتان المتجمدة والتى شُحب وجــ.هها كشحوب الموتى تطالعها بشفقة وتردف متأسفة :
أنا أسفة صدقيني غصب عنى ،،، هو هدد العيادة كلها ومعاه رجالة برا في كل مكان .
نظرت لها بلا وعى ،، ستقع في أي لحظة .
عاد حمزة يطرق بحدة وهو يحاول فتح الباب قبل أن تتجه سهيلة وتفتحه فاندفع يردف بغضب وقلق :
انتِ إزاي تقفلي الباب .
- نظر لريتان التى تقف متجمدة وأسرع إليها يردف بقلق :
- ريتان ؟ ،،، مالك يا حبيبتى فيكي إيه .
لم تجبه فالتفت يصرخ في الممرضة مردفاً وهو على وشك غضب عاصف :
- عملتى فيها إييييه ؟
أوقفته ريتان بلمــ.سة من يــ.دها ثم حاولت جاهدة التقاط أنــ.فاسها وأردفت :
- أنا تمام ،، بس كنت مفكرة أنى هطلع حامل .
إتجه يحتويها بذرا عيه ثم عانقها يردف بحب وتروى بعدما إستعاد هدوءه :
- هيحصل يا حبيبتى ،، هنروح مكان تانى ،،، أنا حاسس فعلاً إنك حامل .
ألصقت نفسها به تود حمايته وتود الآمان ،،، عالمها ينهار من حولها ولا تستطيع التفكير بشكلٍ سليم ،، تحدثت بأنفاس بطيئة :
- خلينا نروح يا حمزة دلوقتى لأنى حاسة إنى هقع .
نظر لها بإهتمام ،،، حالتها غريبة ومريبة ،، ما بها يا ترى ،، حتى جــ.سدها يهتز وفي حالة يثرى لها ،، مؤكد هناك شئ ،،، خصوصاً مع نظرات تلك الممرضة التى لا تروق له .
تحدث متسائلاً وهو يميل عليها بأهتمام :
- طمنيني بس حد عملك حاجة ؟
هزت رأ سها وهى تكاد تسقط ،،، حتى أنها تناست أمر حملها ولم تتذوق فرحة الخبر وباتت لن تستطع مشاركته معه ،،، إبتلعت مرارة حلقها بصعوبة وقطرات حارقة تسقط داخــ.لها خوفاً من أن يراها .
بينما هو زفر وتحركا للخارج ولم يعودا للطبيبة بل أخذها حمزة إلى السيارة على وعد الذهاب لعيادة أخرى عند إسترداد عافيتها .
انطلق بعدها عائداً إلى القصر وهى دلفت في عالمٍ مظلمٍ تماماّ تفكر وتفكر في حديث هذا المختل وتهديده .
لقد هجم على عيادة بأكملها وهدد من فيها فقط ليحدثها ،،، ما بالك بما يستطيع فعله في توأم روحها ونصفها الثاني ،،، عليها أن تفكر جيداً ولكن الآن لتنام ،،، فقد لتناااام فلم تعد قادرة على فعل شئ .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي من رواية للقلب أخطاء لا تغتفر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية