رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 16 - 2
رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل السادس عشر
الجزء الثاني
داخل منزل سراج
كان يجلس فوق تختهُ ممـ.ـسكاً بكُتيبْ يقرأ به بتركيز شديد،خرجت نرمين من الحمام وهى ترتدى ثوباً قصيراً شـ.ـفافاً ويُظهر جميع مفاتـ.ـنها،تضع بعض مساحيق الزينة فوق وجهها وناثرة عطرها فوق جَـ.ـسدها بسخاء مما جعل منها فاتنة،تحركت بغـ.ـنج إليه وقامت بجذب الكُتيب من بين يـ.ـداه،جحظت عيناه وفَغَـ.ـر فاهـ.ـهُ بإندهاش حين رأها امامهُ بكُل ذاك السِحر ثم تحدث بذهول:
-معقولة اللى أنا شايفه قدامى ده؟
واسترسل بإعجابٍ شديد:
-إنتِ حلوة أوي يا نرمين
مطت شـ.ـفتاها بدلال وتحدثت وهى تجاورهُ الجلوس:
-لسة واخد بالك إن أنا حلوة أوى يا سراج
أجابها وهو ينظر إليها بإنبهار:
-أنا طول عُمري وأنا شايفك حلوة أوى يا حبيبتي،بس بصراحة النهاردة إنتِ فاتنة
ضحكت بدلال وتحدثت بنبرة سعيدة:
-طب ما أنتَ بتعرف تقول كلام حلو أهو
تحدث وهو يقترب عليها كالمسحور:
-الكلام الحلو موجود بس بيطلع فى أوقاته
إقترب عليها ومال على شـ.ـفتاها واندمجا معاً وغاصا داخل عالمهُما ليخـ.ـطفا من الحياة لحظات يُنعشا بها قلبيهما
بعد مُدة كانت تقبع داخل أحضـ.ـانه ويضُـ.ـمها بإرتياح،تحدث بنبرة حنون:
-نرمين،أنا عاوز أقولك إنى بحبك أوى،يمكن أكون ما بعرفش أعبر عن حُبي ليكي بالطريقة اللى ترضيكى أو اللى إنتِ مُنتظراها،بس اللى عاوزك تتأكدى منه إنى والله العظيم بحبك أوى،علشان كدة عاوز أطلب منك طلب
رفعت رأسها ونظرت عليه وتساءلت مُستفهمة:
-طلب إيه ده يا سراج؟
أجابها بإبتسامة بشوش:
-أنا عاوزك دايماً تقولي لى على الحاجات اللى بتعجبك علشان أعملها لك
واستطرد بنبرة صادقة نالت استحسانها:
-أنا عاوز أشوفك دايماً مبسوطة وبتضحكى يا نرمين،شكلك بيبقى حلو أوى وإنتِ مبسوطة
إبتسمت بإنشراح وتسائلت بدلال:
-يعنى لو قُلت لك على أى حاجة أنا عوزاها هتوافق؟
أجابها بتأكيد:
-جربينى وشوفى
وضعت سبابتها على مقدمة رأسها بتفكُر ثم تحدثت بترقُب:
-طب لو قُلت لك إن نفسي تاخد إسبوع أجازة ونسافر أى مكان فيه لوحدنا؟
إبتسم لها وتحدث بنبرة حنون:
-مع إنى ما بحبش السفر بس علشان خاطرك موافق،إن شآء الله بعد خطوبة سارة هاخد الأجازة وإنتِ إختاري المكان اللى يعجبك وأنا هحجز فيه على طول
إتسعت عيناها بعدم تصديق وهتفت متسائلة:
-إنتَ بتتكلم جد يا سراج؟
ضحك بقوة وتحدث:
-وأنا من أمتى بحب الهزار فى الكلام يا حبيبتى
رمت حالها داخل أحـ.ـضانه وتحدثت بنبرة حماسية:
-ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابداً يا حبيبي
إبتسم لسعادتها وضمها لأحضـ.ـانه وباتا يتحدثان حتى غفي كلاهُما داخل أحضـ.ـان الآخر
❈-❈-❈
صباح اليوم التالى تحرك ياسين وطارق وعُمر لإستقبال شقيقتهم الغالية وزوجها وطفلاها وأستقبلتهم جميع العائلة بحفاوة شديدة عَدا مليكة التى رفضت الذهاب إلى منزل عز المغربي لتنأى بحالها من مقابلة منال وليالى وايسل لها،فلقد تعهدت أمام حالها بأن لا تذهب بعد الآن إلى مكان تعلم أن وجودها به غير مرغوب به
بررت الخلوقة ثُريا عدم حضورها بإنهاكها من الحمل مما جعل شيرين تتعاطف وتُقدر وضعها وتذهب إليها بنفسها مما أسعد مليكة التى تحدثت إليها وهى تحتـ.ـضنها بحفاوة:
-حمدالله علي السلامة يا شيرى
أجابتها بوجهٍ بشوش:
-الله يسلمك يا مليكة
أردفت مليكة بإعتذار مُهذب:
-أنا أسفة لأنى ماقدرتش أجى بنفسي أستقبلك فى ڤيلا سيادة اللواء
ربتت شيرين على كتفها وتحدثت بتقدير لحالتها:
-ولا يهمك يا حبيبتى،أنا مجربة تعب الحمل ومقدرة اللى إنتِ فيه،المهم طمنينى عليكِ،إنتِ كويسة؟
هزت رأسها بإيجاب وتبسمت لتلك الخلوقة التى أخذت كُل خِصالها من والدها الحنون وأبتعدت عن چينات تلك المتعجرفة المسماه بمنال
تحدثت شيرين قبل أن تنسحب إلى الخارج عائدة لمنزل والدها:
-أنا هروح علشان أنام لأنى تعبانة جداً من السَفر وأشوفك على الفطار، أوكِ
أومأت مليكة بموافقة وأنسحبت تلك الجميلة وجلست مليكة مع ثُريا تقص لها ما حدث فى مناقشتها مع ذاك الياسين ليلة أمس
عصراً داخل منزل ثُريا
كان المطبخ يكْتظّ بنساء المنزل والعاملات وهُن يصنعن طعام الإفطار لأخر أيام الشهر المُبارك وايضاً إحتفالاً بحضور شيرين وعائلتها،الكُل حاضر عَدا منال ونساء منزلها كعادتهم وايضاً شيرين المُتعبة من مشقة السفر،دلفت هُدى وتحدثت إلى ثُريا:
-ست ثُريا،عز باشا مـ.ـستنى حضرتك برة فى الرسيبشن
إبتسمت لها بخفة وتحركت إليه وجدته يقف وبجانبهُ بعض العُلب المُعبئة بالحلوى الخاصة بالعيد،شعر بسعادة الدُنيا عندما هلت عليه،تحدث إليها بنبرة حنون:
-أنا قُلت ألحق أجيب لك الكحك قبل ما دار الإفتاء تعلن إن بُكرة العيد وتقولى إن عز بقى بخيل ومجابليش الكحك زى كُل سنة
واسترسل بإبتسامة جذابة:
-كُل سنة وإنتِ طيبة يا ثُريا
تبسمت مما جعل وجهها كقمرٍ مُنيراً وجعل نـ.ـار العِشق تضرم بقلب ذاك الولهان وتحدثت بإطراء:
-طول عُمرك إبن أصول وسِيد من يفهم فيها يا سيادة اللوا
واسترسلت بنبرة رقيقة علي استحياء:
-بس مكانش فيه لزوم تكلف نفسك وتجيب الكمية دي كُلها،ما ياسين ربنا يبارك لى فيه جاب لنا إمبارح كُل حاجة وفرح الأولاد،حتى يُسرا ونرمين لما عمل حسابهم
نطق بعيناى هائمة:
-ياسين جايب لمراته وولاده،وأنا جايب لحبيبتى وست قلبي
إبتلعت لُعابها وارتجف بـ.ـدنها أثر حديثهُ المعسول ونظراتهِ الولهة،إبتسم حين رأى خجلها الذي يعشقهُ وكأنها تعود كإبنة الثامنة عشر حين تتعرض لنوبات الخجل،أخرج من جيب سترته ورقة مالية فئة الخمسة جُنيهات خارجة للتو من ماكينة البنك وتحدث وهو يُبسط لها ذراعهُ بها:
-كُل سنة وإنتِ طيبة
توردت وجنتيها من شدة سعادتها وتحدثت بحْبُور:
-ياااه يا عز،عدى كام سنة وإنتَ كُل عيد تدينى الخمسة جُنيه الجديدة
أجابها بإبانة:
-من أيام ما دخلت الكُلية لحد النهاردة،وعُمرى ما هبطل أديها لك يا ثُريا
واسترسل بعيناى تأنُ من شدة عِشقها:
-كُل سنة وإنتِ طيبة يا حبيبتى
إرتبكت بوقفتها وتحدثت بتلبك وهى تستدعى العاملة:
-عَلية،تعالى خدى عِلب الكَحك ودخليها جوة
ضحك على حبيبتهُ الخجولة وتحدثت إليه عَلية التى أتت:
-كُل سنة وإنتَ طيب يا باشا،تعيش وتجيب وعقبال كُل سنة يارب
أردف قائلاً بنبرة شاكرة:
-وإنتِ طيبة يا عَلية،على فكرة،أنا ما نسيتكيش إنتِ والبنات،السواق هيروح بعد المغرب يجيب العلب بتاعت كل واحدة فيكم،أنا جيبت لكم من نفس المَحل اللى جيبت منه لينا
يجيب لك السعد والهنا يا باشا وتعيش وتفتكرنا...كلمات إطرائية شاكرة قالتها عَلية لسيدها
ونطقت ثُريا باستجواد:
-ربنا يجبر بخاطرك يا سيادة اللواء،كُل سنة وإنتَ طيب ومغرقنا في خيرك ومفرح الكبير والصُغير
إبتسم لها وتحدث بنبرة حنون:
-كل سنة وإنتِ لمانا حواليكِ يا أم رائف
بالأعلى
كانت تُحمِم صغيرها داخل حوض الإستحمام بعناية،إستمعت إلى رنين هاتفها،تركته يصدح وتابعت ما تفعله،غمرت بدنهُ بالماء والصابون ثم فتحت المياه الجارية وشطفت صغيرها،بعد مُدة كانت تضعهُ فوق تختهُ وتقوم بإلباسهِ لثيابهُ،بدأ هاتفها يصدح من جديد فتحدث صغيرها:
-مامى تليفونك بيرن،ردى ليكون بابى حبيبي
تنهدت بأسي وتحدثت:
-بابي مش هيتصل يا حبيبي
إنتهت من ما تفعلهُ وتحركت إلى مكان الهاتف ورفعته تنظر لشاشته وجدت رقم مركز التجميل التى تتعامل معه،زفرت ثم ضغطت زر الإجاية وتحدثت بفطور:
-ألو
تحدثت إليها إحدى الفتيات:
-مساء الخير يا مدام مليكة،أنا بفكر حضرتك بميعادنا النهاردة الساعة سابعة بعد المغرب
تحدثت بنبرة فاترة:
-من فضلك تِلغى الميعاد لأنى مش جاهزة نفسياً
أجابتها الفتاة:
-بس البنات جهزوا نفسهم للميعاد بعد مكالمة ياسين باشا،هو لسة مأكد عليا الميعاد من نُص ساعة يا أفندم
إنتفض قلبها وشعرت بروحها الغائبة قد رُدت إليها وتحدثت بلهفة:
-إنتِ متأكدة إن ياسين باشا كلمك بنفسه وأكد الميعاد
عقبت على حديثها بنبرة تأكيدية:
-أيوة يا أفندم،هو كلمنى شخصياً وأكد عليا أبعت لك البنات
هتفت بنبرة إندفاعية:
-تمام أنا مستنياكم،وياريت تبعتى لى البنت اللى عملت لى المساچ المرة اللى فاتت،كانت هايلة وإديها تتلف فى حرير
أردفت الفتاة بإحترام:
-حضرتك تؤمرى يا أفندم،هبعتها لك حاضر،أى أوامر تانية؟
ردت عليه بهدوء:
-متشكرة جداً،مع السلامة
أنهت معها المكالمة وأخذت نفساً عميقاً وهى تبتسم بسعادة وتيقنت أن تصرف ياسين هذا معناه أنه تفهم تخوفها علي صغارها وتقبل الموضوع وانتهي الأمر
لكنها مازالت غاضـ.ـبة من ما شاهدته بالأمس فحدثت حالها بثقة:
-صبراً ياسينى،فقط تعا إلى وسأعاقبك على ما بدر منك بالأمس،أُقسم أنى لن أدع الآمر يمُر مرور الكرام تلك المرة،عليك أن تفسر لى كيف لك أن ترحل من أمامى وتتركنى بحالة يُرثي لها وتذهب فى الحال وتلهو مع زو جتك،كيف لك أن تكون بتلك الأنانية وعدم الإنسانية
أخرجها من شرودها هِتاف الصغير الذي تحدث بضجر:
-يلا يا مامى سرحى لى شعرى وحُطى لى البرفن بتاعى علشان أروح أشوف بابى
هرولت إليه وأمـ.ـسكته وباتت تدغدغهُ من بطـ.ـنهِ تحت ضحكات الصغير العالية وباتت توزع قُبلاتها السعيدة على جميع أنحاء جَـ.ـسده بالكامل تحت إبتهاج الصغير
❈-❈-❈
إنطلق مدفع الإفطار وأذن أذان آخر أيام الشهر الفضيل بمشاعر متضاربة من الجميع،ألـ.ـم وحُزن يخيم على الجميع لفراق ذاك الشهر الملئ بالروحانيات التى تُطهر القلوب وكأنها تغسلها من الداخل،وبين سعادة كبيرة لإستقبال العيد الذي يجدد الفرح داخل قلوبنا ويُذكرنا بأيام طفولتنا حيثُ الجميع كان يمرح ويلهو بقلبٍ وعقلاً خاليان
تجلس مليكة بجانب ذاك الذي يتناول طعامهُ ببرود وملامح وجه مُبهمة لم تستطع أن تستشف ما بداخله من خلالها،كانت تنتظر منه أية إشارة لتفهم من خلالها ما وضع ليلتها تلك،هل سيأتى لها وكأن شيئاً لم يكُن ويتنعم كلاهُما داخل أحضـ.ـان الأخر،كان يشعر بحيرتها وترقبها الشديد له لكنهُ مازال غاضـ.ـباً منها لأبعد حَد لذا فقد قرر معاقـ.ـبتها علي عدم إستماعها لنبضات قلبهِ المرتعبة عليها
وايضاً ليالى الجالسة بوجهٍ عابس جراء ما حدث بينها وبين ياسين ليلة أمـ.ـس وبات على أثرها فوق الأريكة تاركاً إياها تتنعم بالتخت لحالها
تحدثت شيرين وهى تنظر إلى سُفرة الطعام المُمتدة بطول الحديقة وتحمل فوقها الكثير من خيرات الله علي الإنسان:
-قد إيه كُنت مشتاقة للمة دى وخصوصاً أكل عمتو ثُريا اللى مالوش زي
إبتسمت لها تلك الخلوقة وتحدثت بنبرة هادئة:
-بألف هنا على قلوبكم يا بنتى
أردف سامح زو ج شيرين قائلاً بنبرة شاكرة وهو ينظر إلى ثُريا:
-بصراحة يا طنط الأكل طعمه حلو أوى وخصوصاً المحشي اللى كان واحشنى،تسلم إيـ.ـد حضرتك
وبرغم حِقد منال الذي زادَ على ثُريا فى الأونة الآخيرة إلا أنها كانت سعيدة لإهتمام ثُريا بحضور إبنتها وعائلتها وصُنع جميع الأطعمة اللذيذة المفضلة لديهم فتحدثت بعفوية:
-تسلم إيـ.ـدك على كُل حاجة يا ثُريا
إبتسمت لها ثُريا تحت سعادة عز،أما شيرين فتنهدت ونطقت بنبرة صوت يملؤها الحنين والتأثُر:
-رمضان بادئ ليه تسعة وعشرين يوم والنهاردة اليوم الوحيد اللى حَـ.ـسيت بيه،حقيقى اللمة والعيلة هما اللى بيحلوا كُل حاجة فى حياتنا ويدوها طعم
تبسمت مليكة وأردفت قائلة بنبرة متأثرة:
-كل حاجة فى حياتنا ليها ضريبة لازم تندفع،والغُربة تمنها غالى أوى،ياريت لو ترجعوا وتستقروا هِنا قبل السنين ما تسرقكم وتلاقوا العُمر جري من غير ما تستمتعوا بلمة حبايبكم حواليكم
تنهدت منال وعَقبت بنبرة هادئة على حديث مليكة الذي لمَـ.ـس داخلها:
-ياريت فعلاً يعملوا كدة
تحدث سامح بنبرة عملية:
-ياريت كان ينفع أكيد ما كناش هنتأخر،بس للاسف شغلى هناك مستقبله أحسن كتير،ده غير إن الأولاد إتعودوا خلاص على العيشة هناك،ده أحمد إبنى مابيعرفش ينطق كلمتين عربى على بعض
فى حين هتفت هادمة اللذات ومفرقة الجماعات تلك التى تُسمىّ براقية الغَير راقية بالمرة والتى لم تحْظَى من إسمها سوى بحروفهُ وفقط،هتفت موجهة حديثها إلى مليكة:
-لمة العيلة وسُفرة رمضان دى إتعملت للناس الطيبين اللى زيك يا مليكة
واسترسلت وهى تتبادل النظر بين شيرين وسامح:
-لكن الى زى شيرين وجـ.ـوزها عارفين كويس هما عاوزين من الدنيا إيه،أهم عايشين برة أحسن عيشة وبيحوشوا فلوس لو قعدوا هنا العمر كُله ماكانوش حوشوا ربعهم،ده غير عيالهم
واسترسلت وهى ترمق الصغير:
-ده الواد الصُغير عامل زي البربنط فى الانجليزى
واستطردت بحسرة:
-مش زي خيبة عيالنا اللى مشطبين على اللى ورانا واللى قدامنا فى المدارس الانجليزية وياريتهم فالحين،العيل منهم بيتهته فى الكلام ومابيعرفش يتكلم كلمتين عدلين
جحظت عيناى شيرين وفغرت فاهُها من بشاعة تلك المرأة التى لا تعرف للخجل أو الذوق عِنواناً
رمقها عبدالرحمن بنظرة حـ.ـارقة وهتف بإسمها ليحثها على الصمت فى حين نطق وليد سريعاً بخجل:
-صلى على النبي فى قلبك يا أم وليد
أجابته بتذمُر وهى تُشيح له بكف يـ.ـدها:
-عليه الصلاة والسلام يا أخويا
أما عز فتحدث بنبرة ساخرة:
-إنتِ شكلك أكلتى محشى كتير يا راقية لدرجة إنه كَبس على نفسك وخلاكى ما بقتيش عارفة إنتِ بتقولى إيه
لوت فاهُها وكعادتها قامت بمـ.ـصمـ.ـصة شـ.ـفتيها بطريقة جعلت عز يدخل بنوبة ضحك هيستيرية مما جعل جميع الحضور بلا إستثناء يلحقوا به وكأنها عدوي واصابت الجميع الذين دخلوا بنوبة من القهقهة العالية تحت نظرات تلك التى باتت تتناقل النظر بينهم بتعجب ولم تتوقف عن المَـ.ـصمَـ.ـصة
تحدثت إليها هالة وهى تناولها شريحة كبيرة من اللحم وتحدثت:
-كُلى البُفتيك اللى بتحبيه يا حماتى،هيعجبك أوى
رمقتها بنظرة باردة ثم تناولت منها القطعة وبدأت بتناولها بغضـ.ـبٍ مع إستمرار هيستريا الضحك التى أصابتهم جميعاً حتى وليد وعبدالرحمن
بعد قليل إنتهى الجميع من تناولهم لوجبة الإفطار وقامت العاملات بلملمة السُفرة وجلس الجميع يتناولون قهوتهم بجانب الإستمتاع بالأحاديث الشيقة
كان ياسين يتوسط بجلوسهِ والدهُ وشقيقتهُ التى تحدثت إليه بحميمية فسألته مستفسرة:
-عامل إيه فى شُغلك يا حبيبي؟
أجابها بنبرة جادة:
-الحمدلله الدنيا ماشية،طمنينى عليكِ إنتِ وعلى أخبارك
باتا يتحدثان ثم إنشغلت شيرين بالحديث مع منال وثُريا وراقية
مال عز علي جزعهِ وهَـ.ـمس بطُرفةً:
-مَال حالك إنتَ وحريمك يا هارون الرشيد؟
نظر بطرف عيناه لأبيه ونطق بنبرة مُحبطة:
-هو مَال فعلاً يا باشا
طب والوقفة يا حزين؟سؤال ساخر نطق به عز مشاكساً بهِ نجلهُ
عقب عليه مُسْتهزئً:
-شكلها كدة إتضربت وهقضيها لوحدي فى أوضة المكتب
هأهأ عز بقوة لفت بها إنتباه الجميع الذي نظر عليه وعلى ذاك المجاور له المبتسم بطريقة ساخرة على حاله وما أوى إليه،وهمـ.ـس متهكماً:
-إنتَ محسود يا ابنى ولازم تبخر
ثم حول بصرهِ إلى راقية وعقب ساخراً:
-هى راقية الله يجازيها،شامم ريحة قر أمها فى الموضوع
اجاب والدهُ:
-وراقية مالها باللى أنا فيه،أنا اللى منحوس سعادتك،الهانم ما يحللهاش تفاتحنى فى موضوع شُغلها غير قبل الوقفة بيوم
واستطرد بنبرة كَظِيمة:
-ما كانتش قادرة تستنى لبعد العيد
ضحك عز وتحدث مازحاً:
-كله من راس الحية اللى إسمها لمار،أنا لو منك أشدها على بورتو الحَضرة تعيد على البورش هناك
ضيق عيناه بحنق ثم حَـ.ـك ذقنهُ وتحدث وهو ينظر أمامهُ بتوعُد:
-الصبر جميل يا باشا والحساب يجمع،ومرات إبنك حسابها معايا تِقل أوى
واسترسل بحرقـ.ـة قلب ظهرت بنبرة صوتهِ وهو يتطلع على شُرفة مليكتهُ التى صعدت كي تستعد لحضور فريق المـ.ـساچ:
-وكله كوم والليلة اللى إنضربت دى كوم تانى
لم يستطع كبح ضحكاته فأطلق لها العنان وتحدث من بين قهقهاتهُ بنبرة شامتة:
-دى بتقعد مع العاقل أربعين يوم،ما بالك بمجنون مليكة
نظر على والده وهز رأسهُ بإستسلام
هرولت أيسل وسارة إلى الجميع وتحدثتا بصوتٍ واحد:
-دار الإفتاء أعلنت إن بُكرة العيد
تصفيق حار من الصِغار وحالة من البهجة ملأت المكان وبدأ الجميع بتبادُل التهنئة بين بعضهم البعض وتحدثت ثُريا إلى الجميع بوجهٍ بشوش:
-كُل سنة وانتم طيبين
رد عليها الجميع معايدتها واستمعت لرنين هاتفها فنظرت به وجدتهُ شقيقها حسن،إنسحبت لترد عليه وتحرك إليها عز بحجة معايدتهُ لحسن تحت استشـ.ـاطة منال وأبتسامة تلك الخبيثة لمار التى تبسمت عندما رأت غيرة منال المُرة من إهتمام زو جها بتلك الثُريا
أغلقت ثُريا مع شقيقها فنظر لها ذاك الولهان وتحدثت بولهْ ظهر بَيّن داخل بحر عيناه:
-كل سنة وانتِ عيدى يا حبيبتى
إرتبكت من نظرات الوله الذي تحاوطها من ذاك العاشق وتحدثت بنبرة صوت مُهتزة:
-عيب كدة يا سيادة اللواء
العيب هو اللى إحنا فيه يا ثُريا،العيب إنك تكونى عارفة إنى بتمنى التُراب اللى بتمشي عليه ومع ذلك حارمانى منك ورافضة إننا نكون مع بعض،وافقى يا ثُريا وريحى قلبى
صدح صوتٍ غاضب من خلفهُما قائلاً بنبرة شديدة الحِدة:
-فيه حاجة يا سيادة اللواء؟
تُري من صاحب ذاك الصوت الغاضـ.ـب
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية