-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 15 - 1

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى



الفصل الخامس عشر

الجزء الأول


حين تتعرض للخذلانِ على يـ.ـدِّ أحدهم يكونُ الأمرُ مؤلماً 

وعندما تأتيكَ الصفعةَ على يـ.ـدِّ من كُنتَ تظنُّهُم لكَ سنداً

         فحينها يُصبحُ الشعورَ مُراً والوجعُ حقاً مُبرحاً

              ما أصعبُ الشعور بخَيْباتِ التَخَلِّي


خاطرة مليكة عُثمان 

بقلمى روز امين


وقفت مليكة أمام ثُريا وهتفت بنبرة حادة تنمُ عن مَدى غضـ.ـبها: 

-ماما،أنا قررت أروح الشركة وأدير نصيب أولادى بنفسى 


توقفت ثريا عن إطعام الصغير بعد ذهولها الذي أصابها من ما إستمعت إليه من فمِ تلك البريئة،نظرت إليها وتحدثت بنبره مُستفهمة:

-إنتِ بتقولى إيه يا مليكة،شركة إية دي اللى عاوزة تروحيها،مالك يا بنتى،إنتِ فيه حد زعلك؟! 


أجابتها بنبرة يملؤها الألـ.ـم جراءِ خيبات الخذلان التى تلقتها على يـ.ـد من كانت دوماً تصفهُ بالشقيق والأخ الذى لم تلدهُ أمها:

-الدنيا كُلها مزعلاني يا ماما،حاسة إنى كُنت نايمة نومة أهل الكهف وفجأة صحيت لقيت كُل الناس اللى حواليا إتغيرت، الضماير والنفوس،حتى نقاء القلوب إتغير لدرجة إنى إبتديت أشُك فى كل الناس 


أغرورقت عيناها ثم أسترسلت بنبرة بائسة: 

-أنا ما بقتش قادرة أثق فى حد يا ماما



كانت تستمع إليها بجبينٍ مقطّب مُستغربة حالة الحُزنِ والألـ.ـم اللذانِ سكنا عيناها وتمكنا وكأنهما مستوطنان مُنذُ قديمُ الأزل



إستطردت ذات القلب المُنشطر ومالت رأسها وتمعنت بالنظر لعيناها وأردفت مُتسائلة بقلبٍ نـ.ـازف وكياناً يحـ.ـترق: 

-هما ليه كل اللي حواليا شايفيني واحدة هبلة ومحدش فيهم بيعمل لزعلى أو رد فعلى حساب؟!

  

إنتفض قلب تلك الراقية المشاعر والأخلاق على حال مُتيمة فقيدها الراحلُ حتى أن عيناها أغرورقت بالدموع على حالة تلك التى تتخذها كإبنة لها وتساءلت بقلبٍ مُرْتَاع: 

-إيه اللى حصل يا يا مليكة،إحكي لي يا بنتي وما تخوفنيش عليكِ


أجابتها مليكة وهى تتلفت حولها بترقُب وعيناي يملؤها الحُزن والألـ.ـم: 

-هحكي لك يا ماما،بس الأول تعالي ندخل أوضتك علشان ما حدش من الشغالين يسمعنا


تحدثت إليها ثريا لكي تُطمئنها:

-ما فيش حد موجود هنا يا بنتي،تعالى إقعدي واطمني 

واستطردت بإبانة: 

-عَلية أخذت البنات وراحوا ينظفوا بيت نرمين ويجهزوه علشان العيد،وهيخلصوا ويروحوا بعدها عند يُسرا 



هزت رأسها عدة مرات مُتتالية وجلست ثم تحدثت إلى صغيرها الفَطن الذي يتبادل النظر بين كِلتاهُما بترقب شديد: 

-حبيبي،أنا هكلم صفية تيجى تاخدك وتوديك عند جدو علشان يحكي لك حكاية من حكاياته الجميلة،إتفقنا


أومأ لها الصغير وتحدث بفطانة: 

-إتفقنا يا مامى،بس بعد ما تحكى لنانا على السِر،تيجى تاخدينى علشان ألعب معاكى بالرمل ونرسم،أوك؟ 


هزت رأسها وتحدثت بنُصحٍ تحت استحسان ثُريا لتصرف مليكة التربوى: 

-أوك،بس ما تقولش لحد إن مامى بتحكى سِر لنانا،علشان عيب نخرج اللى بيحصل فى بيتنا لأى حد،حتى لو كان الحد ده جدو عز بنفسه،إتفقنا يا بطلى؟ 



إتفقنا يا مامى...جُملة تأكيدية نطق بها الصغير قبل أن يُغادر مع عاملة منزل عز المغربى التى هاتفتها مليكة وقامت بإستدعائها لتبعث بالصغير معها إلى جدهُ



وضعت ثُريا كف يـ.ـدها الرقيق فوق سـ.ـاق مليكة وربتت عليه بحِنو وتحدثت لتحثَها على الكلام: 

-أدينا يا ستى بقينا لوحدنا،يلا بقى إحكي لي إيه اللي مزعلك من الناس قوي كدة؟


نظرت لها بقُدرة شبه مُنهكة وباتت تقصُ على مسامعها كل ما دار بينها وبين تلك اللمار،وايضا أخبرتها عن مكالمتها مع طارق وما أستمعته منه والذي أكد لها صحة حديث لمار


تنهدت ثُريا بقلبٍ حائر،ثم تحدثت بنبرة تعقُلية كعادتها لتخفيف عبئ تلك الحزينة: 

-مش يمكن يا بنتي يكون اللي قالهُ لك طارق صح،وإنه فعلاً مستني يتأكد من كلام لمار عن الأرباح وبعدها هيضيف الأسهم بتاعتنا في الإتفاق؟ 


خرجت إبتسامة ساخرة من جانب فمِ تلك المُنهكة وتحدثت بنبرة تشكيكية: 

-طارق مش حد ساذج علشان يغامر بالشركة اللى بناها فى سنين وتعب عليها ويحطها فى إختبار يا ماما؟ 

ده رجُل أعمال ناجح وعارف مصلحته كويس أوى،وهو بنفسه أكد لي إنه بحث عن الموضوع وأكتشف إن الشركة فعلاً قوية وإن الموضوع يستحق التجربة 


واستطردت بنبرة حزينة: 

-مش طارق اللى يدخل فى تجارب مش محسوم أمرها،طارق حـ.ـَسبْ حِـ.ـسبته وعجبه المكسب وقال لنفسه أنا إيه اللي يخلينى أدخلهم معايا ويكسبوا ملايين وهما قاعدين فى بيوتهم


واسترسلت بنبرة جادة: 

-وعلى فكرة يا ماما،أنا مش بلوم طارق على تصرفه ولا أقدر أتهمه بالأنانية،طارق واحد بيشتغل وبيتعب في شركته ومن حقه يفكر في نفسه وفي إنه يستحوذ على المكسب السريع ليه لوحدة

واستكملت بإِسْتِسْلام: 

-أنا بس خاب أملى فيه وما كنتش متوقعة،كُنت فاكرة إنى أقدر أعتمد عليه وارمى عليه هم إدارة حق ولادى وأنا مطمنة،بس الظاهر إنى إتعشمت بزيادة


واسترسلت بنبرة صارمة:

-وزى ما هو فكر في مصلحته أنا كمان من حقي أدور على مصلحة أولادي وأحمى مالهم لحد ما يكبروا ويستلموا الشركة اللى أبوهم تعب فيها وأسسها علشانهم  



تنهدت ثريا بإِنْكِسار بعدما إستمعت لتفسيرات مليكة وتيقنت من صحتها،ثم سألتها مُستفسرة: 

-طب وتفتكرى ياسين هيوافق على إنك تنزلى الشركة؟


واسترسلت بإبانة:

-ده ما بيرضاش يخليكِ تروحي النادي غير ورجلك على رجله،ده حتى مرواحك عند بباكى هو اللى بيوصلك ليه،من كل عقلك فاكرة إنه هيوافق إنك تروحي الشركة كل يوم وتتعاملي مع الناس كده عادي؟


واستطردت بإفصاح لتوضيح الصورة كاملةً أمامها: 

-ما أنتِ عارفة غِيرة جـ.ـوزك وطبعه الشديد يا بنتى،ده غير حَملك وتعبك وغير ولادك وعز اللي لسه صغير ومحتاج لوجودك،عملتى حساب لكل ده يا مليكة؟ 

ولا قررتى كدة فى وقت غضبك من غير ما تقعدى مع نفسك وتحسبيها وكمان تستأذنى من جـ.ـوزك 


أردفت برجاء: 

-أرجوكى يا ماما ما تكسريش عزيمتى،أنا كل اللي أنا عاوزاه إن أعمل كرامه ليا واعيش أنا وأولادى براس مرفوعة وسط العيلة 


ثم أغرورقت عيناها بالدمع واسترسلت بإخْفاقٍ ونبرة ضعيفة:

-أنا حاسة إني بقيت حِمل تقيل أوى على الكُل أنا واولادي،مش عاوزاهم لما يكبروا يتعايروا بده. 


جحظت عيناى ثريا وتحدثت بنبرة حادة غاضـ.ـبة:

-إخص عليك يا مليكة،ده كلام تقوليه،عيلة المغربي لا يمكن تعاير ولادها ولا تحـ.ـسسهم بإن ليهم فضل عليهم أبداً


واستشهدت بقصتها:

-ما أنا قدامك أهو،عز وعبد الرحمن هم اللي ربوا لي رائف وأخواته 


وسألتها بنبرة حادة: 

-كان حد فيهم جه قدامك وعايرني في مرة وقال لي أنا ربيت لك ولادك يا ثُريا؟ 

دول ولادهم ودول أهلهم وواجب عليهم إنهم يقفوا جنبهم لحد ما يصلبوا طولهم ويكبروا ويبقوا رجاله 


استطردت ناصحة بنبرة أهدى: 

-ما تخليش الشيطان يلعب في دماغك يا بنتي علشان موقف حصل 



تحدثت مليكة بنبرة صوت أسفة:

-أنا ما قصدتش أزعل حضرتك منى يا ماما،أنا أسفة وصدقيني أنا عُمري ما فكرت فى الكلام ده ولا كنت حتى أتخيل إنه ييجى اليوم وأقوله بينى وبين نفسي


واسترسلت بإنكسار: 

-بس اللى حصل النهاردة من طارق خلانى وقفت مع نفسي وقررت إنى لازم أراجع كل حاجة فى حياتى من جديد،اللى حصل زعزع ثقتى بكل اللي حواليا يا ماما


واسترسلت بتذكُر:

-ياسين قالها لي زمان،قال لي ما تثقيش في أي حد من اللي حواليك ودايما خلي عقلك يفكر ويشتغل قبل أى خطوة هتخطيها أو أى كلام هيخرج منك



تنهدت ثريا وتحدثت بتعقل:

-طب أقعدي مع ياسين واحكي لي اللي حصل وخليه يتكلم مع طارق ويشوفه عمل كده ليه،مش يمكن يا بنتي يبقى عندي مبررات أو حتى يمكن الكلام اللى قالهُ لِكِ ده صح



أجابتها بنبرة هادئة: 

-خلاص يا ماما،أنا هتكلم مع ياسين وهشوف رأيه إيه فى الموضوع،وهفاتحه فى موضوع نزولى الشركة،بس لو سمحتي يا ريت تخلي الموضوع ده بينى وبينك،وياريت ما تقوليش لعمو عز ولا حتى تحـ.ـسسي طارق اني حكيت لك أي حاجة عنه



أجابتها ثريا بهدوء: 

-حاضر يا بنتى،أكيد مش هتكلم مع حد بس إنتِ حاولي تِهدي عشان ما تتعبيش،واتكلمي مع ياسين بالعقل ولو رفض موضوع شغلك ده يا ريت ما تقفيش قُصاده وتِعندي،ياسين مكسب لولادك وحمايه ليهم من الزمن،إوعى تخسريه يا مليكة 



أومأت لها بموافقة وتحدثت إليها ثُريا بنبرة حنون: 

-إطلعى إملى البانيو ماية دافية وإفردى ضـ.ـهرك فيه،الماية الدافية هتخفف التوتر اللى عندك وهتريح لك أعصابك وهتبقى أحسن بإذن الله 



حاضر يا ماما... جُملة هادئة نطقت بها وتحركت الى الأعلى لتأخذ بنصيحتها وتغمر جَـ.ـسدها بالماء الدافئ علهُ يُزيل عنها هَمْ ما تلقتهُ من حديث تلك اللمار وذاك الطارق الذي أنهك روحها واستـ.ـنزف قواها

  


❈-❈-❈



داخل مكتب ياسين المتواجد بجهاز المخـ.ـابرات المصرية


إستمع الى بعض الدقات فوق الباب،سمح للطارق بالدخول، فُتح الباب وطل منه ذاك الضابط الهُمام المُلقب بكارم المعداوى والذي تم إستدعائهُ من قِبل ياسين بذاته،تحرك إليه بجـ.ـسدٍ ممشوق وخطواتٍ ثابته وتحدث بنبرة رسمية: 

-سيادة العميد،أوامر معاليك يا باشا 


أشار لهُ بكف يـ.ـده على أحد المقاعد وتحدث: 

-إقعد يا كارم 


بالفعل جلس كارم وأردف متسائلاً بنبرة وقورة:

- خير يا باشا،أؤمرني معالي 


نظر له ياسين وتحدث بإبتسامة طفيفة:

-أبشر يا سيادة الرائد،عملية خلية الدخِيلة تمت ومن غير أى خساير فى أرواح رجالة الداخلية


واسترسل بنبرة فخورة: 

-والعيال إتقبض عليهم كُلهم وزمانهم بيتنـ.ـفخوا من رجالة أمـ.ـن الدولة وبيتعمل معاهم أحلا واجب 


كان يستمع إليه ونظرة فخورة إعتـ.ـلت ملامحهُ بإنجاز عملاً قام بالمشاركةِ بهْ: 

-عاش الرجالة والله،ألف مبروك يا باشا،شُغل جنابك مِشرف المُخـ.ـابرات كُلها ورافع راسنا 



أجابهُ ياسين بتَوَاضُعْ ونسب الفضل إلى أهلهْ:

-الله يبارك فيك يا كارم،كله بفضل ربنا وتوفيقه ثم مجهودك الجبار إنتَ والرجالة 


أجابهُ بإحترام: 

-ونعم بالله سعادتك،إحنا بنفذ تعليمات معاليك ياباشا 


إبتسم ياسين وتحدث بنبرة فخورة:

-عارف أنا بحبك ليه يا كارم؟


نظر له ذاك الكريم وانتظر حديثه بتمعُن شديد فاسترسل ياسين حديثه قائلاً بنبرة ودودة:

-علشان بشوف نفسي فيك وكأنى واقف قدام مرايتى،وأنا فى سِنك كُنت زيك كدة بالظبط،مليان حيوية وحماس وشُغلى أهم حاجة فى حياتى 


إبتسم كارم وتحدث شاكراً بعِرفان:

-كلام معاليك شرف كبير ليا جنابك


نظر لهُ ياسين بإحترام ثم تحدث بنبرة مرحة:

-إبسط يا سيدي،جاية لك مكافأة مُحترمة في الطريق 


إبتسم كارم وتحدث مداعباً سيدهُ: 

-الله عليك وعلى أخبارك يا أفندم،أهو هو ده الكلام المظبوط اللى يشجع 


وسألهُ مستفسراً بمشاكسة:

-كام بقى المُكافأة دي معاليك؟ 


ضحك ياسين على حديث مساعدهُ وأردف مُشاكساً إياهْ بفُكَاهَة لطيفة:

-إطمن يا سيادة الرائد،هتجدد العربية اللى قربت تشتكيك فى مجلس الآمن وكمان هتجيب الكَحك والغُريبة لسِت الكُل 


ضحك كارم على ملاطفة سيدهُ لهْ وتحدث بإحترام: 

-كل سنة وسعادتك طيب يا باشا


رد عليه بهدوء: 

-وإنتَ طيب يا كارم


واسترسل حديثهُ بنبرة جادة:

-معالى رئيس الجهاز لسة مكلمنى قبل ما تدخل بربع ساعة،بلغنى إن القيادات مبسوطة إن العملية تمت على خير،وهتصرف للفريق كُله مكافأة محترمة 


هز كارم رأسهُ ثم تحدث بنبرة جادّة تاركاً المُزاح جانباً: 

-صدقنى يا باشا أنا وباقى الفريق مش مستنيين أى مكافأت ولا كانت فى حساباتنا أساساً، كفاية علينا إننا قدرنا نساعد فى القبض على خلية خطر زي دي،وأفشلنا خططهم اللى كانت ممكن تدمر البلد،وهى دي مكافأتنا اللى بجد


وده المتوقع منكم يا رجالة،بس البلد كمان بتقدر رجالتها الجدعان،وزي ما بيضحوا بأرواحهم فداها هى كمان لازم تديهم حقهم وتضمن لهم عيشة كريمة ليهم ولأسرهم...كان هذا رد ياسين البليغ على كارم


أردف كارم بنبرة جادة وبدا على وجههِ بعض القلـ.ـق: 

-أنا شايف إنك لازم تزود الحراسة على سعادتك وأهل بيتك يا باشا 


واسترسل بإِبَاحَـ.ـة: 

-الناس دى مش هتسيبك فى حالك بعد العمـ.ـلية الأخيرة،الضـ.ـربة المرة دى كبيرة أوى عليهم والخساير ضخمة جداً،سواء إذا كان فى رجالتهم اللى إتقبض عليها أو الأسـ.ـلحة والمتفـ.ـجرات والدو لارات اللى إتحرزت،ودى ضربـ.ـة فى مقـ.ـتل ليهم وأكيد وجـ.ـعتهم أوي 


واسترسل بنبرة عملية: 

-والأكيد إنهم هيفكروا يردوها لسعادتك،ما تنساش إن للأسف إسم حضرتك إتسرب عَمداً فى كذا عملية من اللى الجهاز قام بيهم مؤخراً 


أجابهُ بيقين: 

-خليها على الله يا كارم،ربنا هو الحافظ،بالنسبة لى مش عاوز حراسة أنا كفيل بفضل ربنا إنى أحْمِى نفسي 


واسترسل بمُبَالاَة: 

-أنا بس كُنت محتاج منك إنك تشرف بنفسك وتنسق مع شركة الحراسات الخاصة اللى بتعامل معاها،كُنت عاوزك تتابع بنفسك وتتأكد من كفاءة تدريب أفراد الحراسة اللى بتطلع مع مراتى وولادى،وأنا هكلم الشركة وأخليهم يزودوا أعداد الأفراد


أراد كارم أن يُخرج رئيسهُ من تلك الحالة فقرر مُلاطـ.ـفتهُ قليلاً فإبتسم لهُ وتحدث بمشاكسة: 

-أى هانم فيهم يا باشا،ياريت جنابك تفَسر وتحدد الهدف المطلوب بالظبط تفادياً للبس


إبتسم على مداعـ.ـبتهُ وتقبلها بصَـ.ـدرٍ رَحِب وتحدث مازحاً: 

-إتلم يا كارم وما تتذاكاش عليا ولؤم رجالة المخـ.ـابرات ده تعمله على حد غيرى



ضحك كارم وتحدث مفسراً حديثهُ: 

-اعمل إيه بس يا باشا،الواحد مش عارف ياخد خطوة الجواز ومتعقد من كُتر اللى بشوفة وبسمعة من أصحابى المتجوزين ومشاكلهم اللى ما بتخلصش 


ورفع ساعديه لأعلى فى حركة فكاهية واسترسل: 

-وسعادتك اللهم لا حَسد،متجـ.ـوز إتنين وعايش حياتك معاهم بالطول والعرض ومتهنى 


رفع ياسين أحد حاجبيهْ وسألهُ مستفسراً:

-وإنتِ إيه اللى عرفك إنى متهنى معاهم يا عم الصَايع؟! 


أجابهُ سريعاً بنبرة حماسية: 

-يا باشا بيبان،وبعدين عِيون جنابك كشفاك،سعادتك بتدخل الصبح من باب الجهاز فارد طولك والبسمة على وش سعادتك عرضها مترين 


هتف ياسين مُخمساً بكف يـ.ـده في وجهه: 

-الله أكبر يا كارم،إنتِ هتقر يَلاَ ولا إيه؟ 

واسترسل بفُكَاهَة: 

-وأنا أقول مال صحتى فى النازل اليومين دول 


أجابهُ بطُرفة: 

-ما تخافش منى يا باشا،العين ما بتحـ.ـسدش حبايبها 


تحدث إليه ياسين: 

-طب يلا يا حبايبها إنجر على مكتبك،وماتنساش تجهز لى ملف كامل عن الشركة اللى بلغتك بإسمها فى التليفون إمبارح 


أوامر معاليك يا باشا،بعد إذن جنابك...قال كلماته وانسحب إلى الخارج تحت تنهيدة ياسين التى خرجت منه شقت صـ.ـدرهُ عِندما تذكر ما أخبرهُ به طارق مُنذٌ القليل،أمـ.ـسك هاتفهُ وقام بالإتصال برقم حبيبته كى يطمئن عليها


كانت داخل الحمام ترتدى رداء الإستـ.ـحمام وتلف شعر رأسها بمنشفة كبيرة لتجفيفهُ بعد أن أخذت بنصيحة ثُريا لها وأخذت حماماً دافئاً ليُريح جَـ.ـسدها ويُقلل من حالة الألـ.ـم التى إنتابتها جراء ما عَلمت بهْ،إستمعت إلى رنين هاتفها،إنتهت سريعاً من لف شعرها وتحركت خارج الحمام والتقطت هاتفها ونظرت بشاشته،تنفست بعمق حين وجدت نقش إسم حبيبها وتحدثت سريعاً: 

-ياسين،أنا كُنت لسة هكلمك 


أجابها بملاطفة عاشق: 

-وأنا أقول ماله قلبى عمال يقول لى إتصل بحبيبك ليه،أتاريه حَـ.ـس إن حبيب جـ.ـوزه محتاج لهُ 


إبتسمت رغم كَم الألـ.ـم القَاطِن بروحها وتحدثت بنبرة هادئة: 

-ربنا يخليك ليا يا ياسين 


كَم الأَنِيـ.ـن السَاكن بصوتها كان كفيلاً ليُبلغهُ عن معانـ.ـاة روحها وتمـ.ـزُقُها،سألها بترقُب: 

-مالك يا قلبي،صوتك زعلان ليه يا حبيبي؟ 


أخذت نفساً عميقاً وتحدثت بنبرة صوت مختنقة: 

-لما تيجى بالليل هبقى أحكى لك ونتكلم،وكمان عاوزة أخد رأيك فى موضوع مهم 


قطب جبينهُ وسألها مستوضِحاً: 

-موضوع إيه ده يا حبيبي؟ 


أجابتهُ بإِخْتِزال: 

-هاحكى لك بالليل يا ياسين،الموضوع مُهم ويطول شرحه ومش هاينفع الكلام فيه فى التليفون  


سألها مترقباً: 

-إنتِ هتقلقينى ليه يا مليكة


أجابتهُ كى تطمأنهُ: 

-إطمن يا حبيبي،مافيش حاجة تقلق 

واسترسلت بترقُب: 

-ياسين،أنا هاطلب منك طلب بس أرجوك توافق 


أؤمرينى يا قلب ياسين...جُملة سريعة نطقها ياسين بقلبٍ يصـ.ـرُخ لأجلها 


أردفت قائلة: 

-أنا عاوزة أخد ولادى وأروح أفطر مع بابا وإخواتى النهاردة 

واسترسلت شارحة:

-عاوزة أقعد مع سيف ومـ.ـراته

 

واسترسلت على استحياء: 

-وكمان علشان إنتَ تاخد راحتك مع ليالى وسيلا 


شعر برهبة لمجرد تخيُلهُ لإبتعادها عن عيناه ولو لمجرد عِدة سويعات،لم يَكُن يخطُر ببالهِ يوماً أن تتملكهُ إمـ.ـرأة هكذا مثلما فعلت تلك السَاحرة،وأن تمتلك بيـ.ـداها كيانهُ ومفاتيح شخصهُ الصَعب 


تحدث سريعاً بنبرة لائمة: 

-راحتى إيه دى اللى هاخدها وإنتِ بعيدة عنى وعيونى مش شايفاكى قدامى يا مليكة؟

واسترسل متسائلاً بنبرة تفيضُ حناناً علها تُخرج مكنُون قلبها الذي يؤرق روحها لتستـ.ـريح:

-مالك بس يا حبيبي،إحكى لى إيه اللى مضايقك،هو أنا مش جـ.ـوزك حبيبك اللى بترتـ.ـاحى فى الكلام معاه؟ 


كَم تمنت بتلك اللحظة أن يكون أمامها لتُلقى بحالها داخل أحضـ.ـانهُ التى تمتـ.ـص منها أية حُزن أو ألـ.ـم،ودت أن تقول له تعال حبيبي،اترك كل ما بيـ.ـدكَ ويشغلُك عنى وتعال إلىّ،كَم أحتـ.ـاجك وبشدة ياسينى 


كان يُميـ.ـتهُ أَنِيـ.ـنُ صمتها الذى وصل لقلبهِ،ليتهُ كان بإستطاعته أن يضمها بأحضـ.ـانه ويقص لها كل ما خطط له مع طارق ووليد،ولكن، ليس كُل ما يتمناه المرء يُدركهُ،الموضوع حقاً ليس بالهين


لم يستطع بالتفوه بحرفٍ واحد قبل أن يتأكد من ظنونهِ وهذا لحمايتها وحماية الجميع، 

سألها من جديد: 

-ساكتة ليه يا مليكة؟ 


تنفست بعمق وتحدثت بنبرة هادئة: 

-يا حبيبي قُلت لك هحكى لك بالليل

ثم استرسلت بترجى: 

-علشان خاطرى بقى توافق يا ياسين 


أجابها مُـ.ـستسلماً: 

-حاضر يا حبيبي،لو هيريحك بُعدك عن حبيبك أنا مش هقدر اتكلم،

واسترسل بنبرة جادة:

-بس إعملى حسابك إنى هاجى بعد صلاة التراويح على طول أخدك،علشان نقعد نتكلم براحتنا لأنى هبات النهاردة كمان عند ليالى


واسترسل شارحاً سريعاً قبل ان يُصيب الحُزن قلبها:

-علشان عاوز أقضى ليلة العيد فى حُضـ.ـن حبيبي 


إبتسمت رغم حزنها واستطرد هو بمرح ليُخرجها مما هى فيه: 

-فاكرة المَـ.ـساچ بتاع الإسبوع اللى فات،البنات هييجوا بُكرة علشان يدلعـ.ـوكى تانى 


إبتسمت وسألته بإستفسار: 

-ومالك بتتكلم كدة وكأنك مُتأكد إن بُكرة الواقفة


أجابها مازحاً: 

-عيب عليكِ يا موكة،مش متجوزة رجُل مخـ.ـابرات إنتِ ولا إيه؟ 


إبتسمت بخفة رغم الوجع وتحدثت:

-هى دى كمان فيها عمليـ.ـات إستخـ.ـباراتية يا سيادة العميد؟


رد عليها بثقة: 

-لا يا قلب سيادة العميد،كُل الحكاية إن قلب المؤمن دليله 


أجابته بهدوء: 

-طيب يا حضرت المؤمن،ممكن بقى تبعت لى الحراسة علشان الأولاد قربوا يوصلم من المدرسة،وعاوزة أمشي بسرعة علشان الحق أقعد مع بابا وإخواتى  


أجابها بطاعة نال بها استحسانها: 

-حاضر يا حبيبي،نص ساعة بالكتير والحراسة تكون عندك، أنا للأسف عندى إجتماع مُهم بعد ساعة بالظبط ولازم اجهز له،لولا كدة كُنت جيت وصلتكم بنفسي 


واسترسل بتوديع: 

-لا إله إلاّ الله 


اجابته بيقين: 

-مُحمد رسول الله 


أغلق معها وهاتف كارم من جديد وأبلغهُ بأن يُهاتف شَركة الحِراسة ويُبلغهم بتجهيز سيارة حراسة مُشـ.ـددة،وبالفعل قام كارم بالإتصال على الشركة،وطلب منهم تجهيز مجموعة من العناصر المُدربة جيداً لحين الذهاب إلي مقر الشركة والتأكُد بنفسهِ من تدريب الرجال 


❈-❈-❈ 


بعد مرور حوالى الساعة،وصلت مليكة إلى منزل والدها بعدما أبلغتهُ بمجيأها من خلال الهاتف الجوال ولاقت تِرحاباً عالياً منهْ،إستقبلها الجميع بحفاوة هى وأطفالها الثلاث،إحتضنها والدها وسيف وشريف الذي وضع كفهُ على موخرة رأسها ومال على جبهتها واضعاً قُـ.ـبلة حنون ثم أبعد وجههُ وتحدث بحمـ.ـيمية: 

-إزيك يا حبيبتي،عاملة إيه؟ 


إبتسمت له وأردفت بحنين ظهر بعُمق عيناها حيث كان هذا أول لقاء بينهما مُنذ تلك المُشـ.ـاحنة التى دارت بينهُما فى ذاك اليوم:

-الحمدلله يا شريف أنا كويسة 


واسترسلت بإستفاضة:

-سألت عليك المرتين اللى جيت فيهم بعد الفطار أنا وياسين وكان نفسى أشوفك،بس من سوء حظى مرة كان عندك هوا، والمرة التانية كُنت معزوم على الفطار مع أصحابك


إبتسم لها وتحدث وهو ينظر إليها بعيناى حانية:

-أدينا إتقابلنا يا حبيبتي


وقفت سُهير بقُبالة غواليها وربتت بكفاى يـ.ـداها فوق كَتـ.ـف كليهُما وتحدثت بإبتسامة سعيدة: 

-ربنا يهديكم لبعض ويصلح حالكم يا ولاد سُهير 


أمن على دُعائها سيف وسالم الذي كان حاملاً عز وتحدث إلى إبنتهِ بنبرة عطوفة:

-يلا يا حبيبتي إدخلى أوضتك وغيرى هدومك علشان وحشانى وعاوز أقعد معاكى وأشبع مِنك


إبتسمت إلى عزيزُ عيناها وأردفت بحنِو: 

-إنتَ كمان واحشنى أوى يا حبيبي 


ثم نظرت إلى صغيرها وتحدثت بتنبية: 

-ما تتعبش جدو على ما أدخل أغير هدومى وأرجع لك يا عزو،إتفقنا؟ 


إتفقنا يا مامى...جُملة حماسية قالها الصغير،أما مروان وأنس فمنذُ حضورهما هرولاَ إلى صِغار خاليهُما ودخل جميعهم إلى الغرفة ليكونوا على حريتهم فى اللعب 


دخلت مليكة بغرفتها الخاصة بمنزل والدها تحت تعجُب سُهير التى دخلت خلف نجلتها وهى تقوم بتبديل ثيابها 


نظرت لها بتمعُن وتحدثت مُتسائلة: 

-فيه إيه يا مليكة،هو إنتِ متخانقة مع ياسين؟ 


أردفت سريعاً وهى تهز رأسها بنفى: 

-لا يا ماما،أنا وياسين كويسين جداً الحمدلله

وسألتها مُتعجبة: 

-ليه بتقولى كدة؟! 


أجابتها والدتها بإيضاح: 

-أصل مش بعادتك تتصلى وتيجى مفاجأة كدة وخصوصاً إنك مكلمانى أنا وأبوكِ إمبارح بالليل وما قولتيش؟ 


تنهدت مليكة وتحدثت بصَـ.ـدرٍ مُحملاً بأثقالاً من الهموم: 

-بصراحة يا ماما أنا جاية هربانة بروحى من ليالى وأيسل،من وقت ما رجعوا وهما متغيرين من ناحيتى ومش طايقين وجودى

واسترسلت بإنهاك ظهر على صوتها: 

-وأنا تعبانة وطاقتى مُستهلكة ومش قادرة أتعامل مع حد مش حابب يشوفنى قدامه 


رفعت سُهير أحد حاجبيها بتعجُب وتحدثت بنبرة شبه ساخرة:

-وإنتَ بقى كُنتى مستنياهم ياخدوكى بالحُضن ويقابلوكى بالورد؟!

واسترسلت باستحسان:

-عموماً عَملتى خير إنك جيتى وسبتيها لهم مخضرة،يارب بس يرتاحوا


أخرجت تنهيدة حارة ثم تحدثت بترقُب شديد: 

-أنا مش جاية علشان أريح اعصابى وبس يا ماما،فيه موضوع مهم حابة أخد رأيكم فيه 


قطبت سُهير جبينها وسألتها مُستفسرة: 

-موضوع إية ده يا بنتى؟ 


وقفت مليكة من جلستها وتحدثت: 

-هتعرفى حالاً وأنا بقول لبابا 



❈-❈-❈ 


داخل غُرفة اللواء عز ومنال،حيثُ كانت تقبع بها لحالها كعادتها،تجلس فوق مقعدها المخصص لها أمام مرأة الزينة تقوم بوضع بعض مساحيق الزينة وتتطلع على حالها بخُيَلاء 


إستمعت إلى نقر فوق بابها،سمحت للطارق بالدلوف فطلت ليالى من فتحتهْ وأردفت مُتحدثة إلى عَمتها بإبتسامة سعيدة:

-ممكن أدخُل يا عمتو؟ 


إبتسامة عريضة إرتسمت فوق شـ.ـفاه تلك المُتَغَطْرِسةُ وتحدثت بترحابٍ عالْ: 

-طبعاً يا روح قلبى


أَوْصَدت الباب بعد دخولها وتفوهت بإبتسامة هادئة: 

-أنا لقيتك إتأخرتى فى النزول قُلت أجى أشوفك بنفسي وأصبح عليكى

واسترسلت: 

-أنا حتى سألت عمو عز عليكى قال لى إنك تقريباً نايمة


ضحكت ساخرة وتحدثت بنبرة تهكُمية: 

-ومالقتيش غير عمو عز وتسأليه عليا،ده لا يعرف أمتى بقوم ولا حتى أمتى بنام 


واسترسلت بنبرة بائسة: 

-حياتى معاه بقت واقفة وملهاش طعم،وأنا لازم أتحرك قبل فوات الآوان





ضيقت عيناها وأردفت مُتسائلة: 

-إيه اللى حصل وغير حياتكم تانى بالشكل ده؟ 

أنا فاكرة إن حضرتك قربتى منه جداً قبل سفرى مع سيلا وعلاقـ.ـتكم كانت كويسة إلى حَد كبير


إشتدت ملامحها بالإمتعاض وهتفت بنبرة ساخطة: 

-هى طول ما اللى إسمها ثُريا دى موجودة فى حياتى أنا هشوف راحة 



إستمعت كلتاهُما لبعض الطرقات فتحدثت منال بنبرة جادّة: 

-إدخل 


دلفت تلك الأفعى المُتلونة وتحدثت بإبتسامة خَادعة: 

-صباح الخير 



ردتا عليها الصباح وتحدثت هى من جديد إلى منال كى تُزيد من نـ.ـارها التى شرعت مُتعمدة فى إشعـ.ـالها مُنذ مُدة ليست بالبسيطة:

-أنا جيت أشوف منيو الفطار اللى حضرتك إختارتيهُ لنا النهاردة 


واسترسلت مبررةً كى لا تدع للشك فرصة التسلُل إلى قلباى تلك الساذجة والبلهاء:

-أنا أصلى نفسى فى البيكاتا بالمشروم،وعلشان عارفة إن ذوقنا واحد فى الأكل قُلت أسأل حضرتك يمكن تكونى إختارتيها 



أردفت ليالى بتِلْقائية لم تكُن تعلم أنها بذاك الحديث الحَسِن النية ستُزيد من لهيـ.ـب عمتها: 

-مش عمتو اللى بتختار منيو الفطار يا لامى،طنط ثُريا هى المسؤلة عن الموضوع ده وعن أى حاجة خاصة بتجمُع العيلة 



إتسعت عيناى تلك الخبيثة بتصنُع وتحدثت بما جعل نـ.ـارها تلتهب أكثر وأكثر:

-معقولة اللى بتقوليه ده يا لى لى؟!


ثم رسمت علامات التعجُب فوق ملامحها الكاذبة وتوجهت بسؤالاً خبيثاً إلى تلك التى تنصاع كالمغيبة وراء خطة تلك اللعينة: 

-مظبوط الكلام ده يا auntie؟! 

حضرتك فعلاً مش بتختارى أنواع الأكل اللى أولادك وجـ.ـوزك هيفطروا بيه بعد يوم صيام شاق؟! 



نظرت إليها ليالى وعلامات التعجُب فوق ملامحها ثم سألتها:

-إنتِ ليه مستغربة ومحسسانى إن الموضوع غريب ولسة جديد عليكِ؟! 


ثم استرسلت بنبرة متفهمة: 

-وبعدين ده طبيعى جداً يحصل لأن الفطار بيتجهز فى ڤيلا طنط ثُريا وهى اللى بتشرف على تجهيزه بنفسها،وفيه أكلات عمو عز بيحبها وبيطلبها منها وهى بتطبخها له بنفسها  


بسُرعة بديهة أجابتها تلك التى لديها ردود لكل الأسئلة التى توجه إليها:

-أنا أه بقى لى أربع سنين متجوزة،لكن بصراحة أول مرة أعرف الموضوع ده،يمكن لانى مش متداخلة بطبعى ومش بحب أسأل فى اللى ما يخصنيش


واسترسلت بنبرة جادة:

-نيجى بقى للموضوع الأساسى يا لى لى،مش معنى إن تجهيز الآكل بيتم فى بيت auntie ثُريا إنها تستهون برأى auntie منال وحتى ما تاخدش رأيها؟ 




كانت تستمع إلى نقاشهما وقلبها يوشك على الإنفـ.ـجار من شدة إشتـ.ـعالهُ لكنهُ كبرياء الآنثى المتعجرفة هو من جعلها تتحدث بنبرة حادة لتُنهى تلك المجادلة: 

-خلاص إنتِ وهى،يلا إنزلوا وأنا هحصلكم على تحت بعد ما أتصل بصفية علشان تروح تجيب لى عزو يقعد معايا شوية 



شعرت بأن القدر يعاونها فيما تفعل عندما أستمعت لجُملة تلك البلهاء،رفعت أحد حاجبيها وتسائلت بإندهاش: 

-هو حضرتك ماعندكيش عِلم إن مليكة أخدت الأولاد وراحت تفطر عند بباها؟ 



إنفرجت أسارير ليالى وشعرت بالراحة لأنها لم ترى أمام عيناها نظرات الوله التى تنالها تلك المدللة على يـ.ـد زو جها 



أما منال فشَعرت بالد ماء ترتفع وتضرب فى أعلى المُخيخ، وبالرغم من أن مليكة لم يأتى يوماً وأخذت فيه الأذن منها فى أية شئ يخصها مُنذُ أن أصبحت زو جة نجلها البكرى وحتى الآن،لكن صيغة سؤال تلك الحية أثار حفيظتها وأشعل قلبها،سألتها مستفسرة بملامح وجه غاضـ.ـبة: 

-إنتِ متأكدة من الكلام ده يا لمار؟ 




أجابتها شارحة بإستفاضة: 

-طبعاً متأكدة يا auntie،أنا كُنت راجعة بعربيتى من شُغلى،لقيت عمو قاعد فى الجنينة وبيبنى بيت بالبازل هو وعزو،روحت أسلم على عمو ووقتها جت شغالة مليكة الى إسمها مُنى وطلبت تاخد عزو،وبلغت عمو إن مليكة عوزاه علشان رايحة تفطر عند بباها النهاردة

  


واسترسلت كى تُزيد من درجة لهيب تلك التى لو خرجت نـ.ـار غضـ.ـبها الساكنة بداخلها لأشـ.ـعلت حى المغربى بأكمله وما تركت أخضراً ولا يابس: 

-هى ما أستأذنتش منك قبل ما تتحرك؟! 



هتفت بنبرة حادة تدلُ على وصولها لأقصى درجات الغضـ.ـب: 

-وهتستأذنى ليه،هو أنا كُنت حماتها علشان تعمل لى إعتبار وتستأذن منى




إستغربت ليالى وهى تنظر بتمعُن على تلك اللمار التى إستطاعت إيصال عمتها إلى حالتها تلك بمجرد تفوهها بكلماتٍ بسيطة،لكنها لم تُبالى فكل ما يشغل حيز تفكيرها الآن ويُسيطر علي كيانها هو شعوراً بالراحة لمجرد تخيُلها مشهد عدم تواجد مليكة عن مائدة الإفطار




تحدثت إلى عمتها بنبرة باردة: 

-إنتى مزعلة نفسك ليه بس يا عمتو؟ 

واسترسلت بنِيَّةً حَسنة بما جعل من نـ.ـار منال يزيدُ إشـ.ـتعالُها أكثر: 

-هى من أمتى كانت مليكة بتستشير حضرتك فى أى حاجة،ما طول عُمرها بتعتبر ثُريا هى اللى حماتها 

واسترسلت بطُرفة: 

-دى يمكن تكون بتحترمها أكتر ما بتحترم أمها نفسها



قاطعتها تلك الخبيثة التى إنتوت أن تستغل الوضع كاملاً: 

-بس ده سلوك غير صحيح يا لى لى،المفروض إن auntie منال هى مامت جـ.ـوزها الحالية،وواجب علي مليكة إنها تِظهر الإحترام الكامل فى معاملتها ليها قدام العيلة كُلها


واسترسلت بعدما رأت ما سعت إليه ظهر على وجه منال: 

-بعد إذنكم،هروح أشوف auntie ثُريا واطلب منها تعمل لى البيكاتا 


قالت كلماتها وتحركت خارج الحُجرة تحت إستياء منال وسعادة ليالى


تابع قراءة الفصل