-->

رواية حارس التايبان لنورا محمد علي - الفصل 4

 


رواية جديدة للكاتبة نورا محمد علي 
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية 
قبل أي منصة أخرى 




رواية حارس التايبان 
قيد الكتابة والنشر 
من قصص وروايات الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الرابع
❈-❈-❈

الخوف إحساس فطري وما أن ضرب نياط قلبه حتى أخذ يتلفت حوله، وهو يقول:

_  يا الهي ماذا عساي أن أفعل؟ أين أتخفى؟ لقد أتى الجيران والشرطة، لما تدخلت؟! كيف أرجع إلى حالتي الطبيعية؟ ولكن حتى لو رجعت أين هي ملابسي؟ 


نظر إليها وهمس بصوت مكتوم: 


_ لقد تمزقت!


  ألتفت حوله يبحث عن أي شيء يخصه في اللحظة التي تجسد فيها "الصامت في الغابة" وهو يقول:


_ ألم أقل لك لا تدخل نفسك في متاهات ومشاكل؟! 


"شي ريان":  أجل صديقي، لقد قلت ولكن هل أتيت بالفعل أم أنا أتخيل؟!


" فينغ ميان": وماذا تظن؟ أنا أمامك والآن عليك أن تنتقل معي إلي بُعد زمني آخر؛ حتى تخرج من تلك الورطة التي وضعت نفسك بها.


_ أجل صديقي أظن أن كلامك صحيح، أظن أنه علينا أن نتحرك الآن، قبل أن يقوموا بكسر الباب..


رفع "فينغ ميان" حاجبه وهو يقول: 


_ كان عليك أن تفكر في هذا قبل أن تتدخل..


_ ليس وقته  الباب سوف يكسر..


 وبالفعل حطم الجيران والشرطة باب البيت..


 كان فيها "شي ريان" ينظر إلي "الصامت في الغابة" بصدمة بينما لا يدرك أنهم انتقلوا بالفعل إلى بعد زمني آخر.. 


ولأن "شي ريان" لا زال يرى أمامه ما يحدث ويشعر بالخوف لكن  "فينغ ميان" طمأنه وهو يقول: 


_ لا تخف لا أحد يستطيع أن يراك 


_ حقا!


 رد عليه "الصامت في الغابة" وهو يبتسم ويقول:


_ اجل يا صديقي نحن الآن لسنا في البيت من الأساس 


- لكنني أراهم!


_ أنت فقط من تراهم والآن هيا نبتعد من هنا. 




 في الوقت الذي كان فيه "شي ريان" يتحرك معه على هيئة أفعى عملاقة، وهو لا يدرك كيف يستعيد صورته البشرية مرة أخرى؟


"شي ريان": انا اسف.


_ بالتأكيد يجب أن تكون كذلك. 


-  أعلم أنك  غاضب


_ حقا  تعرف هذا جيد!

 لقد قلت لك أمامك الكثير من الوقت  لتتعلم لكنك لا  تستمع الي!


- أنا..؟! 


_ أجل أنت؛  لماذا ورطت نفسك في مشاكل؟ 

لما حاولت أن تلمس يد والدك؟!


- لا أعرف السبب..


 نظر له وهو يأخذ شكل بشري وينظر له بطريقة  جادة وقال:


_ لا تكذب عليا فأنا أعرف السبب.


- وبما أنك تعرف السبب؛ لما تسأل؟ 

لقد أردت أن أعرف أن كان الأمر انتهى أم لا!


_ وهل عرفت؟!


- أجل لم ينتهي شيء، لازالت اللعنة موجودة! لازلت ملعون.


_ لا تقول ذلك، أنت لست ملعون؛ أنت تحمل هبه مختلفة تستطيع أن ...


- أستطيع  ماذا؟! هل ترى شكلي؟ لقد تحولت أفعى! انا لا أعرف كيف أستعيد شكلي الأصلي؟!


 إبتسم له "الصامت في الغابة" وهو يشير بيده بطريقة مسرحية وفي لحظة واحدة  رجع فيها" شي ريان" إلى شكله الطبيعي؛ بشر عادي وجد نفسه يضع  يده على جسده يحاول ان يواري سوئته.


إبتسم له"فينغ ميان" وأشار بإصبعه كانت الملابس تغطي "شي ريان"  تشبه تلك التي تمزقت وهو يقول:


_ هذه المرة فقط، ولكن لا تكررها مرة أخرى، عليك أن تتعلم الصبر والانتظار


- ولكنه كاد أن يقتلها!


_ وما شانك أنت؟! 


- كيف لك أن تقول ذلك؟! لي شان بالتاكيد! لقد حاولت أن أنقذ روح ليس لا ذنب أن تقتل !


الصامت في الغابة وهو يتحرك قال:


_ بالطبع حاولت أن تنقذها وفي النهاية قتلت ذلك المجرم وأثرت الشغب، ورأتك المرأة بهذه الصورة وكاد أن يكتشف امرك.. 


-  ماذا؟ 


_ كما سمعت ربما يبحثون الآن عن ذلك الثعبان العملاق، أو تلك الأفعى المهولة التي تتكلم عنها المرأة


_  لكن. 


- أنك لم تحسب كل ذلك قبل أن تفكر في خوض تلك المعركة، التى لا تخصك ولا هي قريبه لك، ولا صاحب البيت قريب لك ، لما تدخلت من الأساس؟


 نظر له  " شي ريان" له دون أن يرد، وهو يفكر أن كلامه حقيقي!

 ماذا قد يحدث أن علم أهله بما فعله؟!

 أو كيف سيبرر لهم حالته؟! هو الآن يدرك أن"الصامت في الغابه" أقرب الناس إليه فكل ما قاله له صحيح، لقد غاب عن بيته شهرا ورجع واهله يقولون بضع ساعات، وها هو انقذه من ورطة كادت ان تؤدي بحياته، أخرجه من شروده صوت "فينغ ميان" وهو يقول:


_ على رسلك لن أسمح لاحد بأن يؤذيك، أنت حارسنا أنت "حارس التايبان" ولذا أنا بجوارك، الى أن تتعلم كيف تتحكم في قوتك؟! وطاقتك! كيف تستعيد شكلك الطبيعي؟!


 - وهل أستطيع أن أفعل ذلك أيها الصامت في الغابة؟


_ تستطيع يا صديقي، سوف أعلمك كل شيء ولكن عليك أن تتريث، والآن عليك أن ترجع الى بيتك. 


- وكيف هذا؟ وماذا أفعل إذا علموا ما حدث؟!


_ وما الذي حدث؟


- ذلك الحادث وتلك المرأة التي فقدت الوعي، الرجل الذي فقد الحياة أن تكلمت المرأة وحكت عن تلك الافعى.


_ فلتحكي ومن سوف  يصدقها؟! أن هناك أفعى عملاقة قامت بقتل مجرم! حتى تنقذها من الموت! ربما تظنها أحد الأرواح الهائمة، ربما تقول أي شيء ولكن الطب الشرعي سوف يثبت أن الرجل حدثت له أزمة قلبية وفقد الحياة


- حقا؟!


 _ وهل كذبت عليك من قبل يا صديقي، أنا أقول الحقيقه فقط.


- أجل و..


_ وأيضا حتى لو تم تداول الكلام على ألسنتهم، لن يخطر في بال عائلتك إنك تستطيع أن تكون أفعى بحجم عملاق، أن كل ما يظنه أهلك أن بشرتك يتغير لونها وتحمل بعضا من السم فيها، ولكن في الحقيقة لا أحد يعلم باقي الحكاية، ولا أحد يعلم ما تستطيع أن تفعله غيرنا نحن فهمت 


- أجل ولكن ما فائدة القوة، أن لم أستطيع أن أساعد بها غيري؟ 

ما الفائدة من أن  أملك قوة بهذا الشكل؟

 وأحتفظ بها لنفسي فقط، تلك المسكينة كانت تصرخ وتتألم وهي تطلب منه أن يتركها، لحالها فلديها أطفال صغار تسعى عليهم.


_  أنا لم أطلب منك أن لا تساعد أحد ولكني طلبت منك أن تتأنى حتى تستطيع أن تسيطر على حواسك، وتعرف متى تستطيع أن تتحول ومتى تبقى على حالتك! 


-  هل تعني إني أستطيع التحكم في تحولي؟!


_ أجل تستطيع ذلك،  والآن هيا لتعود إلى بيتك حتى لا يقلق عليك أهلك، ولا يرتبط أسمك بالأحداث..

❈-❈-❈

هز "شي ريان" رأسه بالموافقة، ولم ينتبه حتى وجد نفسه أمام بيته بمفرده، تلفت حوله كمن يبحث عن شيئ! ولكن أين يجده لقد أختفى، طرق الباب ودخل قابله والده "جاين ي" بأبتسامة وكأنه يؤكد  له أنه ليس غاضب منه وهو يقول:


_ تعال يا بني الجو بارد في الخارج إن أمك تعد الطعام، هل تريد أن تجلس معي  ريثما تنتهي؟


 نظر له إبنه وهو يتأكد من ذلك القفاز على يديه وقال:


_ حسناً أبي سوف أجلس معك..


 في اليوم التالي أستمع إلى والده وهو يحكي عن تلك الحادث.. 

وقتها تدخل في الحديث  وهو يخرج من الغرفة ليسأل:


_ ماذا حدث يا أبي؟!


 "جاين ي": حادث سرقة يا بني هناك لص حاول أن يقتل خادمة. 


"يو تونغ": كيف هذا؟ لم يعد هناك أمان! 


"جاين.ي": أجل يا عزيزتي لم يعد هناك أمان.


"شي ريان":  ولكن أين حدث ذلك وهل تم القبض علي المجرم. 


"جاين ي": لا لم يقبض عليه بل أصيب اللص بأزمة قلبية وتلك الخادمة تهذي!


"شي ريان":  ماذا تعني يا أبي أن الخادمة تهذي؟!


"يوتونغ":  لما تقول ذلك يا عزيزي. 


"جاين  ي": تتكلم عن أفعى ضخمة، التفت حول الرجل اعتصرته وكأنها تتحدث عن "الاناكوندا"


"شي ريان ": ما هذا الهراء؟! هل هناك شيء كهذا؟!


 تدخلت الأم رغم ما تشعر به من فرح  لمشاركة أبنها الحوار وهي تقول:

_ ربما أحد عمار المكان نظر لها أبنها بإبتسامة تخفي خلفها الكثير، وهو يقول: 


-  وهل هناك شيء كهذا يا امي؟ إننا نعيش في عصر حديث، لا يحدث فيه ما تقولين، ربما يكون ذلك في الماضي، ولكن ماذا حدث للمرأة يا أبي؟!


 "جاين ي":  بخير يا بني لم يحدث لا شيء، لقد تم أخذ المسروقات من المجرم،  وسلمت جثته لاهله.. 


"يو تونغ":  أنه يستحق الموت كاد أن يقتل تلك المرأة. 


 "جاين ي": أجل تلك المسكينة لديها عدة أطفال صغار تسعى عليهم.


 "شي ريان": إذا هو يستحق ما حدث له.


 هز الأب رأسه بالموافقة وهو يجلس أمام ابنه الذي لم يظهر شفقة على تلك الحالة ولكنه لم ينتظر منه أن يشفق على مجرم رحل عن الحياة !

❈-❈-❈

مرت الأيام  ما بين هذا وذاك،  ولكنه صار يشعر بالملل؛ فهو يريد العودة إلى حيث" مملكة التايبان".


 ولكنه الآن يستطيع أن يتنقل في الشوارع دون ان يلاحظ أحد شيء، فان كان اهله لم يدركوا أن تلك البقع على جلده إختفت، فهل يدرك الغريب شيء خفي عن الأعين.!! 


كان يجلس في غرفته وحيدا وقد حفظ كل ركن فيها! وما أن شعر بأنه لم يعد يقوى على الإحتمال والصبر.


 حتى تجسد أمامه "فينغ ميان" وهو يقول:

_ ماذا بك يا صديقي؟! يبدو أنك تشعر بالسئم.


نظر له "شي ريان" وهو يقول:

- وهل تسأل أين كنت؟ لقد اختفيت فترة طويلة؟!


 _ كنت مشغول ولذا تاخرت، ولكن ليس لفترة طويلة كما تظن أنها بضع أيام من عندكم، هل مللت بهذه السرعة؟!


- ماذا تعني؟!


_ أذكر جيداً إنك كنت متلهف على العودة إلى موطنك، وحينما عدت لا تلبث أن تريد الرجوع مرة أخرى، هل أدركت الآن أن يوما من عندكم يعادل شهور من عندنا؟!


- أجل ولكني لا اعرف كيف يحدث كل ذلك؟! هل هو حلم أم وهم؟!


 _ لا تطيل في الحديث، كل ما في الأمر اننا في بعد زمني مختلف.. 


- حسنا، ولكن هل سوف  تذهب وتتركني مثل المرة الماضية؟  أم ماذا؟! 


_ الآن ستخرج إلى عائلتك تخبرهم بأنك سوف تنام باكر، تطلب عدم الٱزعاج.


- حسنا سوف أفعل. 


نهض من فراشه مسرعا خرج الى خارج الغرفة نادى على والدته، اقتربت منه "يو تونغ"  وهي تقول:


_ ماذا هناك "شي ريان"  هل تريد شيئا يا بني؟ هل أعد لك بعض الطعام؟!


 - لا أمي أنا أريد أن أرتاح بعض الوقت، ساغلق غرفتي وأذهب إلى فراشي باكراً لا أريد ازعاج، أرجو أن لا تطرقي على الغرفة حتى أخرج بمفردي. 


_ حسنا سوف أفعل، ولكن هل أنت بخير؟ هل حدث لك شيء؟ هل تشعر بأي ألم؟! 


- لا أمي اطمئني أنا بخير..


 دخل بالفعل إلى غرفته أغلق الباب ليتحرك الى حيث يجلس" فينغ ميان" وما هي إلاّ لحظة حتى كانوا في بعد زمني مختلف كانوا في "مملكة التايبان" وهناك لن يكون "شي ريان" بشري بل كان يتحرك كأنه افعى عملاقة ورغم ذلك لم يشعر بالإختلاف..


نظر له "فينغ ميان" وهو يقول: 


_الان حاول أن ترجع إلى صورتك البشرية. 


-  كيف ؟!


_ ركز علي صورتك السابقة  وحاول أن تتخيل نفسك فيها .


حاول "شي ريان" ولكنه كان يفشل إلا أن الوزير الأول ساعده وبعدها كان هناك الكثير ليعرفه.ويتعلمه ومر شهر كامل، وأتى  الوقت ليعرف فيه إجابة سؤاله؟


"فينغ ميان": نحن نحتاج "حارس التايبان" من أجل هذا !!.


وأشار إلى وادي النار الزرقاء! 


"شي  ريان": وادي النار الزرقاء؟! 


_ أجل.. 


- لما؟!


_ هنا يسكن الهائمون اعدائنا بالفطرة؛ هم العائدون من الموت الأرواح الهائمة، التي تنتقل لتبحث عن فريستها؛ التي قد تجعلها تستطيع أن تحظى ببعض الطاقة!.


 - وما هي فريسهم؟!


_ نحن فريستهم؛ هم يتغذون على أفعى التايبان، لما تملكه من سحر وقوة؛ فهي تمدهم بحياة لفترة وطاقة ينتقلوا بها إلى أبعاد زمنية أخرى، لكي يبتعدوا  خطوة عن مثواهم الأخير (الجحيم ).


- وهل تظن أنني أستطيع أن انتصر عليهم؟! 


الصامت في الغابه بابتسامة على وجهه: 

_اجل تستطيع أن تنتصر عليهم وإلا ما كنت هنا الآن، تستطيع تفعل أشياء كثيرة لا يستطيع أن يفعلها غيرك، وأهمها أنك تستطيع أن تبيدهم، سوف أخبرك أسمائهم في مرة قادمة.


 ولكن الآن عليك أن تعرف أن هذا الوادي محرم عليك أن تذهب إليه أو تخطو خطوة هناك ؛ قبل أن تتعلم كل فنون القتال وكيفيه التحكم بطاقتك .


-حسنا سوف أفعل صديقي! ولكن ماذا عن باقي الأماكن التي أخبرتني أن لا أذهب  اليها.


_  هي أيضا محرمة عليك لا يجب عليك أن تذهب سواء كان إلى نهر المياه الحمراء أو غابة الشرير نفسه، عليك أن تعرف جيداً أنني أُعدّك أن تكون شيء هاما لأفتخر بك وأتباهى أمام الملك لذا عليك أن تستمع  لكل شيء أقول له.


يتبع..