-->

رواية جديدة براديسيا (التميمة الملعونة) لبسمة بدران - الفصل 5 - 2 - الأربعاء 29/5/2024

 

  قراءة رواية براديسيا (التميمة الملعونة)  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية براديسيا (التميمة الملعونة)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الخامس

2


تم النشر يوم الأربعاء

29/5/2024


عودة إلى مملكة النورس 


ولج غرفة العرش بعد أن أخبره الحارس بأنها تنتظره بالداخل 


رفع بصره إليها وجدها ترمقه بنظرات شرسة 


دنا منها بخطوات ثابتة حتى بات مقابل العرش 


وضعت سـ اق فوق الأخرى وما زالت ترمقه بعدائية شديدة 


بينما هو غمغم بلا مبالاة: صباحك حلو يا ملكة النورس 


اغتاظت من بروده ذاك ولم تعقب  انتظرت كي يبرر لها تأخيره لكنه لم يفعل مما جعلها تتحدث بحدة: لماذا تأخرت يا أمير عروة؟


كنت أحتسي القهوة 


أجابها ببساطة جعلها تكاد أن تصاب بالشلل 


خرجت عن وقارها ومن ثم هبت واقفة هابطة درج العرش حتى باتت قبالته مباشرة: عدم احترام المواعيد ليس من شيم الأمراء يا أمير براديسيا 


ابتلع إهانتها المبطنة تلك ورسم ابتسامة باردة فوق شفـ تيه: اعلم يا سمو الأميرة 


لكنني ربما رأيت أن هذا ليس موعدا ضروريا بالنسبة لي 


صكت على أسنانها بقوة ومن ثم هتفت بتحدي: أنت ماذا تظن نفسك أيها الأمير؟


أجابها بتلقائية: لا شيء أنا أمير براديسيا  وقائد جيوشها واا 


قاطعته بتساؤل فاجأه كثيرا: اتبارزني يا سمو الأمير؟


رمقها بسخرية لاذعة ومن ثم أجابها باستخفاف: أبارزك أنت!


أجل  ما رأيك؟


دنا من أذنها هامسا بجدية: أسف أنا لا أبارز امرأة فمن وجهة نظري النساء خلقن للفـ راش 


أعني بحديثي أن النساء دورهن المتعة فحسب 


فهمتني يا ملكة النورس؟


ابتعد عنها ومن ثم استدار دالفا للخارج هاتفا بجدية: أنا سأذهب الآن وعندما تريديني تعلمين أين سأكون؟


تابعت دلوفه بنظرات حارقة وجـ سدها ينتفض من شدة الغضب 


أقسمت بداخلها أنها ستذيقه أشد العذاب على كل ما يقترفه في حقها 


فمن يظن نفسه ذلك الأبله؟


أنه مجرد أمير 


لكن لم تكون الملكة جورية إن لم تثبت له أن النساء مثل الرجال وأكثر 


ستعرفه كيف تكون الرجولة واين تكمن


لكن عليها أن تفكر في خطة محكمة كي لا تخطئ وتجعله ينتصر عليها 


❈-❈-❈


راحت تتفحص غرفتها الجديدة بانبهار شديد فهي لم ترى غرفة كهذه من قبل 


كانت الغرفة شاسع بشكل كبير ألوانها هادئة تثير الراحة والاطمئنان 


فكانت مزيج بين اللونين الزهري والأبيض يتوسطها فـ راش متوسط الحجم باللون الأبيض وخزانة ضخمة بنفس اللون 


ناهيك عن طاولة زينة متوسطة الحجم 


أطلقت ضحكات سعيدة وراحت تقفز كالأطفال من فرط سعادتها 


ألقت بنفسها فوق الفـ راش وأغمضت عينيها تتخيل نفسها في الجناح الملكي 


وتتساءل بداخلها ان كانت الغرفة العادية الخاصة بالخدم مثل هذه!


فماذا عن الجناح الملكي؟


بالطبع سيكون أضعاف تلك الغرفة من حيث المساحة والأناقة والرقي 


استمعت إلى طرقات خفيفة فوق بابها 


هبت واقفة وسارت باتجاه الباب 


فتحت الباب وراحت تتلفت يمينا ويسارا ولم تجد أحدا لكنها سرعان ما وقع بصرها على ورقة مطوية ملقاة تحت عقب بابها 


التقطتها على الفور ومن ثم أغلقت الباب 


استندت بظهرها فوق الباب وفتحت الورقة بحرص شديد 


بدأت تقرأ بصوت خافت: أحسنني رونق لقد أتممنا المهمة الصعبة 


والآن عليك أن تنفذي خطتك التالية لكن كوني حذرة  فلو رآك أحد ستكون حياتك هي الثمن 


قبضت على الورقة بكلتا يديها ومن ثم حولتها في ثواني إلى قصاصات صغيرة وألقتها في سلة المهملات على الفور 


❈-❈-❈



استقبلتها الملكة آسيا بترحاب شديد 


مما جعل نور تشعر بالألفة سريعا تجاه تلك المرأة الجميلة من الداخل والخارج 


أشارت إليها لتجلس فوق أحد المقاعد المقابلة لها 


انصاعت لأوامرها

 فراحت الأخرى تتأملها بانبهار شديد فجمالها لا يضاهيه أحدا 


سألتها باهتمام: أخبريني يا نور كم هو عمرك؟


أجابتها بابتسامة: اثنان وعشرون يا جلالة الملكة 


رغما عنها شعرت بالحزن فمن المفترض أن تكون تلك الفتاة الجميلة ابنتها هي وليست ابنة تلك المرأة التي تنتمي إلى مملكة النورس لكن هذا هو القدر فماذا عساها أن تفعل؟


هي الآن الملكة آسيا ملكة براديسيا والدة الملك الأكثر شهرة في الممالك المجاورة 


ويجب عليها أن تحاول نسيان الماضي كي لا يشكل عقبة في حياتها القادمة  وكذلك في حياة أبنائها 


قاطع شرودها صوت نور الناعم: هل يمكنني أن أسأل جلالتك سؤال؟


رمقتها باهتمام  فاستطردت: هل يزورك الملك تميم باستمرار؟


قطبت حاجبيها المنمقين بدهشة 


فلماذا تسأل تلك الصغيرة هذا السؤال؟


رغما عنها ابتسمت بقوة 


فيبدو أن تلك الصغيرة مغرمة بولدها كبقية فتيات المملكة 


بينما نور راحت تترقب ردها بفضول شديد 


شعرت بخيبة أمل عندما لم  تسمع ردا 


وليس من اللائق أن تعيد سؤالها مرة أخرى لكن خفق قلبها بقوة عندما تحدثت الملكة آسيا أخيرا وما زالت ترسم تلك الابتسامة فوق شفـ تيها: أجل يا نور الملك يأتي إلى جناحي صباحا ومساء 


كادت أن تقفز من فرط سعادتها لكنها تراجعت على آخر لحظة 


فيجب أن تكون عاقلة فهي الآن وصيفة الملكة آسيا وليست الطفلة نور مدللة والديها 


فتحت فمها كي تتحدث لكنها أغلقته على الفور عندما استمعت إلى صوت الجارية زمرد تتحدث وهي تنحني باحترام: جلالة الملكة الملك تميم يطلب الدخول 


أشرق وجهها بابتسامة رائعة ومن ثم انحنت وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه 


ثواني وولج بقامته المديدة وهيئته الخاطفة للأنفاس 


استقامت واقفة عندما استمعت إلى صوت الملكة آسيا تأمرها بهدوء: ارفعي رأسك يا نور فالملك تميم جلس بالفعل 


أطرقت رأسها خجلا ولم تعقب 


بينما هو راحة يتفحصها بنظرات شمولية 


فتلك الفتاة جميلة  لا بل رائعة الجمال تجذب من يراها وكأنها مغناطيس ليس لأنه عاشق للنساء ولا لأنه من ذلك النوع من الرجال الذين يركضون خلف  شهواتهم 


بل لأنه يعشق كل ما هو جميل  فالعين تعشق الجمال 


رسم ابتسامة صغيرة فوقى شفـ تيه ومن ثم سألها بصوته الرخيم: هل أتى والدك يا نور؟


أومأت عدة مرات ولم تتحدث مما جعله يرفع أحد حاجبيه بدهشة مستطردا : هل أنت بخير؟


أيضا أومأت دون رد 


فتابع بحدة: لماذا لا تجيبين 


ازدردت ريقها الجاف بصعوبة فماذا تقول له؟


إنها تنسى الكلام في حضرته 


أم تقول إن أنفاسها تتوقف عندما ينادي اسمها بتلك الطريقة المميزة 


ماذا تقول له؟


خرج صوتها أخيرا لكن مهزوز: آسفة يا جلالة الملك لكنني لكنني 


قاطعتها الملكة آسيا فهي شعرت بما يحدث معها وصدق حدثها فتلك الصغيرة مغرمة بولدها: لا عليك يا جلالة الملك نور لم تعتد على الحديث معك بكل تلك الأريحية 


فلا تنسى أنها لم ترك إلا مرة واحدة لذا عليك أن تعذرها 


أومأ متفهما ومن ثم وجه نظراته المشاكسة تجاه نور هاتفا بجدية مصطنعة: معك حق يا جلالة الملكة فأنا لم أرها من قبل 


توردت وجنتيها من شدة الإحراج فهي فهمت ما يرمي إليه  أنه يقصد أنها كانت تراقبه طوال الوقت 


وزعت الملكة آسيا نظراتها بينهما فشعرت أن هناك خطبا ما لكنها فضلت أن تحترم خصوصيتهما قليلا فغيرت دفة الحوار سائلة ولدها: هل الأمير عروة استقر في مملكة النورس؟


ابتسم باتساع عندما تذكر وجه ابن عمه الحانق وغمغم: أجل يا أمي استقر في الملحق الخاص بقصر الملكة جورية يبدو أنه تمادى كعادته مع النساء 


ابتسمت باتساع فهي تعلم الأمير عروة جيدا 


بينما نور فقد كانت غير مكترثة بحديثهما بل راحت تتأمله وهو يتحدث بعينين عاشقتين 


تبتسم رغما عنها عندما يبتسم هو 


راحت تتفحص ملامحه الوسيمة وترسمها بداخل عقلها 


تابعت الجارية زمرد تصرفات تلك الغريبة باندهاش شديد وشعرت بان لديها قصة مع الملك تميم 


تعهدت في نفسها أن تعرف ماهية تلك القصة وتستغلها لصالحها أفضل استغلال


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة