-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - الفصل 17 الجزء1

    قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل السابع عشر

الجزء الأول


التفت بفستانها الجديد أمام المراَة وكأنها طفلة صغيرة في يوم عيدها، نوع جديد عليها لطالما رأته على واجهات المحلات ولم تجرأ حتى في الحلم أن ترتديه، نوع لا تعرف اسمه ولكنه قصير يظهر رشاقة جسدها بشكل محبب، لونه الفوشيا ضاف على بياض بشرتها توردًا ونضارة، تشعر أنها واحدة أخرى ليست مودة التي تعرفها، زينة وجهها المتقنة، قصة الشعر القصير وقد فردته مكواة الشعر ليغدوا ويطير مع خطواتها، فرحة تغمرها لتجعل احلاما وأماني تداعب خيالها شاعرة أنها على وشك القرب من تحقيقها.

- عجبك الفستان يا مودة؟

قالتها ميرنا بجوارها، وهي تقف أمام المرأة الأخرى في غرفة لتبديل الملابس، التفت إليها الأخرى ليفتر فاهها وتتوسع عينيها بإعجاب شديد، لما ترتديه الأخرى من فستان أسود وضيق انساب على جسدها، حتى اعلى الركبة البيضاء الامعة والناصعة بإغراء، فقالت مودة بانبهار؛

- يا لهوي، بسم الله ما شاء الله يعني، ايه الحلاوة دي؟

اطلقت الأخرى ضحكة رنانة وهي تعدل من شعرها الطويل وتقول بزهو:

- يا ختي انا بسألك عن فستانك انتي مش عني .

- ما انتي حلوة وتعجبي الباشا، معقول ولا حد من الناس دي كلها يقدر الجمال ده ويتجوزك؟ دا انتي حقك تبقي هانم.

- ما انا برضوا هانم يا بت،  بس في نفسي

قالتها ميرنا بتهكم ساخر لتتابع بغمغمة خفيضة مع نفسها. 

- قال اتجوز قال.

خاطبتها مودة بامتنان:

- ميرنا، انا مش عارفة اشكرك على ايه ولا ايه؟ ع الفستان ولا ع المكياج، ولا ع الشفت الإضافي اللي نفذت منه النهاردة بمعجزة من الست الولية الظالمة،  والبركة فيكي.

ردت ميرنا بطيبة مصطنعة:

- عيب عليكي يا بت احنا اخوات متشكرنيش،  بس برضوا متقوليش على ريستك ظالمة، الست يا حبيبتي معذورة، النهاردة يوم مش عادي، واديكي شوفتي معظم الموظفين مطبقين، غيرش بس صاحبتك دي اللي جاية تحضر النهاردة بحجز متأنتكة ولابسة، ولا اكنها من الجمهور، والبركة في سي شادي جارها، اللي شايل كل حاجة فوق راسه.

عقبت مودة تمط شفتيها بتحسرة

- صبا دي مدلعة وحظها ماشي في كله، هتيجي يعني ع الشغل، يالا بقى، المهم يا ميرنا،  انا مش عايزاك تسيبني لوحدي النهاردة، معلش يعني، اصل انا زعلانة منها، ومش عايزاها تفتكرني محتاجالها، بعد ما طنشتني وسابتني. 

ردت الأخرى تطالع صورتها عبر المراَة:

- ولا تشيلي هم فيها دي، انا هخليكي تقضي الحفلة وتنبسطي اخر انبساط.

تبسمت مودة بانشكاح، لينعقد كفيها خلف ظهرها وتهتز بسعادة بحركة غريزة تفعلها كالأطفال، ثم توقفت فجأة مستدركة:

- صحيح يا ميرنا، انا شوفت النايت اللي بتشتغلي فيه من شوية بيشغي بالناس والضيوف، ازاي مقرطوش عليكي انتي كمان عشان تاخدي اضافي.

ردت ميرنا بعدم اكتراث مع ابتسامة تميل إلى الغرور وهي تنثر عطرها الخاص:

- عشان انا مش أي حد يا روحي، أنا مميزة عن الكل.

- ازاي يعني مميزة عن الكل؟ مديرك ملوش سلطة عليكي ولا انتي عندك واسطة؟

سألتها بعفويتها لتجعل الأخرى تنتبه لخطئها، والتلفت إليها بجدية قائلة بإنكار:

- لا طبعًا مفيش الكلام ده، دا انا كنت بهزر معاكي، وحكاية إني فلت النهاردة من الشغل الأضافي، فدي عملتها بالتنسيق مع واحدة زميلتي.

أومات مودة بهز رأسها، وقبل أن تخرج بسؤال آخر، سبقتها الأخرى بقولها:

- احنا هنقضيها اسئلة وكلام طول الليل، مش ياللا بينا بقى ناخد الليلة من أولها.

ردت مودة بلهفة وقد عاد إليها الحماس لتلقي بنظرة اخيرة على طلتها أمام المراَة:

- أيوة بقى يالا بينا.


❈-❈❈


إحساس بالرهبة وفرحة صاخبة تجعلها تكبت رغبة مجنونة كي تصيح بصوتها العالي معبرة عن فرحها، لقد صافحت نجمها المفضل والتقطت عدد لصور تذكارية معه على هاتفها لازالت تتأملها حتى الآن، وعدد اَخر بهاتف رحمة التي كانت تسحبها من مرفقها الاَن، للابتعاد عن محيط النخبة المخملية، ثم يقفن بجانب ما بالقرب من المدخل، في انتظار شادي الذي كان يتحدث مع أحد الموظفين بالفندق يعطيه بعض التعليمات..

- أنا مش مصدقة نفسي يا رحمة، سلمت على عمر دياب وهزر وضحك معايا كمان؟

ردت رحمة تشاكسها:

- مش لوحدك يا اختي، أنا كمان سلمت واتصورت وهزر معايا، اه يعني مش انتي لوحدك اللي حلوة.

تبسمت صبا قائلة:

- مش حكاية حلاوة ولا وحاشة، هو فنان جميل اساسًا مع الكل، انا بشوف أغانيه وحفلاته ع الفون وشاشة التليفزيون، دايما فرفوش وبيضحك، فنان جميل بجد.

تبسمت رحمة لسعادتها تقول:

- واديكي هتحضري حفلته ع الطبيعة يا ستي. هيصي، بقى. 

- حاضر ههيص، بس انتي عارفة احلي حاجة في الموضوع ده ايه، 

قالتها صبا لتتوقف ثم تخطف نظرة للخلف شديدة الإمتنان  نحو شادي مستطردة:

- ان الموضوع ده جه فجأة، والبركة في شادي اخوكي ربنا يحفظه، وينول اللي بيتمناه يارب.

رددت رحمة خلفها وعينيها تتنقل من صبا إلى شادي بتمني داخلها:

- يارب.


❈-❈❈


- جامدة، بس انتي برضوا لازم تمسك نفسك عن كدة.

قالها كارم بمغزى ليلتف نحوه عدي قائلًا:

- امسك نفسي ازاي ليه؟ هو انتي شايفني قومت عندها يعني؟

ألقى كارم بنظرة للخلف نحو مجلس النساء الذي يضم زوجته وبهيرة شوكت وميسون زوجة الاخر ليقول هامسًا:

- يا بني خلي بالك، انفعالك في الرد اساسا غلط، دا غير انك مش شايل عينك من ع البنت، دي القاعة على اخرها ولا انتي مش واخد بالك؟

زفر الاَخر، ليعود بظهره للاَريكة مرددًا:

- واخد بالي طبعًا يا كارم، بس انا مش عارف ايه اللي بيحصل معايا، محتار ومش لاقي مدخل معاها، انت لو مكاني تعمل ايه؟

رد كارم رافعًا حاجبه بثقة:

- الفلوس تشتري كل حاجة في الدنيا.

ابتسامة متهمكة اعتلت ثغر الاَخر يرد:

- وكأن مستنيك تقولها، انا،  عايز بس مش لاقي الطريقة اللي توصلني،  معتزة بنفسها اوي، دا غير انها زي ما انت شايف كدة، بتشد النظر ناحيتها من غير مجهود، والزفت شادي بيستفزني بعمايله معاها، بيقوم بمعظم الشغل وحده، واكنه جايب بنت اخته يفسحها. 

ألقى كارم بنظره متفحصة نحو شادي الذي وقف بابتسامة يتحدث مع شقيقته وصبا، ليُعقب قائلًا:

- دي مش نظرة واحد لبنت اخته، ولا حتى لاخته.

- قصدك ايه؟

قالها عدي والتف نحو الجهة التي ينظر بها كارم والذي تابع له:

- اصل انت مركز مع البنت ومش واخد بالك من الولد.

وصل إلى عدي ما يرمي إليه الاَخر، لتضيق عينيه بتفكير مراقبًا الإثنان، ومتابعًا في نفس الوقت أجواء الإحتفال الخاص ، قبل احتفال الجمهور.


❈-❈❈


بعد انتهائهم من معظم المجاملات الضرورية مع رجال أعمال ومسؤلين وشخصيات شهيرة بالمجتمع، اجتمع الأصدقاء بجلسة وحدهم، فقال جاسر:

- الليلة تجنن يا مصطفى، تليق فعلا بالحفل الخمسيني. 

رد الأخيرة بنصف ابتسامة:

- يمكن، بس انا عن نفسي بتمنى الوقت يمر عشان تخلص، حاسس إني مش مرتاح .

تدخل طارق، وانظاره متجهة نحو كارم :

- ومين سمعك؟ انا والله ما قاعد غير عشانك .

عقب جاسر بينهم:

- يا جماعة متشغلوش نفسكم بحد، ركزوا في الليلة وانسو أي حاجة تعكر مزاجكم.

ردت نور:

- ازاي بس يا جاسر واحنا عاملين زي الاغراب؟ طنت بهيرة مقدمة الباشا ومراته مع عدي اللي لازق فيه..... حمد لله بقى مصطفى مش محتاج تعريف.

فقالت زهرة:

- أديكي قولتيها بنفسك، مصطفى عزام اسم اشهر من النار ع العلم، وانتي كمان، دا نص الفنانين هنا جاين مجاملة عشانك، ولا انتي ايه رأيك يا كاميليا؟

خاطبتها عن قصد لتخرجها من حالة الشرود التي تلبستها منذ مجيئها، فردت الأخرى باقتضاب وضعف:

- طبعًا معاكي حق يا زهرة، مصطفى ونور مش عايزين كلام.

شعرت بها نور، لتخاطبها بتأثر هامسة بصوت خفيض:

- لو تحبي ممكن انا وزهرة نتوسط ما بينكم ونصلحكم، انا كمان ملاحظة نظراتها ليكي، رغم تمثيلها والقنعرة اللي رسماها، لكن والله، باينة أوي نظراتها المفضوحة ليكي.

ابتسامة مريرة ارتسمت على ثغرها لتقول:

- ما هو دا اللي مضايقني، دي اختي الصغيرة وانا حفظاها، حتى بعد ما قلبت شكلها لواحدة تانية، لكن برضوا واصلني الإحساس اللي انتي بتقوليه ده، وكان ممكن اوافقك ع الاقتراح، بس للأسف هي مش عايزة او بالأصح لسة.

هتف طارق بينهم فجأة:

- لا بقى انا مبحبش جو الكاَبة ده، سيبكم من الرسميات والكلام الفاضي، انا هروح وكاميليتي نسبقكم على حفلة الجمهور، كدة كدة عمر خرج يجهز .

قال الاَخيرة متناولا كف الأخرى ليوقفها، ويقبلها بجرأة على وجنتبها لتلفت انظار الجميع نحوهما، ثم حاوط بذراعه على كتفيها باحتواء متابعًا لأصدقائه:

- حد جاي معانا يا شباب؟

- احنا يا باشا.

قالها جاسر بابتسامة لفعله وهو ينهض ليمسك بكف زهرته التي وقفت على الفور بجواره، فحاول تقليد الأخر ولكنها  ابتعدت مبتسمة بخجل، ترمقه بتحذير حتى لا يفعل ويزيدها حرجًا، فشاكسها بتلاعب حاجبيه، ليعقب مصطفي لزوجته:

- قوم يا ست انتي لنبقى زي عواجيز الفرح، دا الباشوات جاين يعلموا علينا. 

ضحكت نور مرددة خلفه باستغراب:

- ست انتي! شكل حبيب عايز يشرفني الليلادي قدام الجمهور 

ضحك مصطفى ليضمها من خصرها، ويلحق بأصدقائه، غير ابهًا بأي شيء، ولا حتى بالعيون التي تناظر الثلاث أصدقاء وزوجاتهم بحقد .


❈-❈❈


بعد قليل

في وسط القاعة الضخمة كان الحفل الأضخم، طاولات لكبار الزوار في الصف الأول مع من حجزوا بأرقام خيالية ليكونو بالقرب من المطرب، ليتدرج بعد ذلك اسعار التذاكر في التراجع حتى المقاعد الفردية في الأخير، والتي كانت عليها صبا ورحمة ضمن الجمهور وشادي كالنحلة يجيء هنا وهناك ويطوف عليهن كل دقيقة برعاية وحماية وهن يرددن مع المطرب بمرح.


عارف إنت الحظ بعينه

كان وشِك حلو عليّ

كُل اللي الناس شايفينه

ما يجيش واحد في المية

من اللي أنا لسه ما قولتوش


عارف إنت الحظ بعينه

كان وشِك حلو عليّ

كُل اللي الناس شايفينه

ما يجيش واحد في المية

من اللي أنا لسه ما قولتوش


أنا لو تبقى معايا بيترج القلب ويِتهز

أنا لو تاخذ عيني يا نور عيني يا عيني ما تتعز

ده أنا خايف من العين يا حبيبي

اللي يغير واللي يِجز، يِجز

عارف إنت الحظ آه

أهو إنت الحظ يا حظ، يا حظ


تردد مع رحمة خفيفة الظل بحرية ولكن بحساب ، تضحك وتستمع باستمتاع، وشادي يراقبها ببهجة تغمر قلبه لسعادتها، رغم ضيقه من العيون التي تتابعها، فهي ورغم كل شيء ملتزمة محلها ولا تقف أو تتقصد لفت النظر إليها كما تفعل صديقتها في ناحية أخرى مع هذه المدعوة ميرنا، والذي لا يعلم سرها ولا هذه الصفة المميزة لها بالفندق، فهو يجدها في كل الأقسام تقريبًا.

- ايه يا عم شادي سرحان فيه ايه؟

خاطبه حمدي المسؤل العام ورد الاَخر يجيبه بإرهاق:

- وليك عين تسألني كمان يا حمدي، انا هلكت من الصبح يا بني، دا غير اني سايب والدتي تعبانة في البيت،  لولا الست جارتنا، والله كنت سيبتك تحتاس لوحدك.

ضحك الاَخر يربت على كتفه قائلًا بلطف:

- معلش بقى يا عم شادي، هو يوم واحد في السنة، روح ريح رجلك وانبسط مع عمر وأغانيه،  هي خلاص الليلة قربت تنتهي اساسًا، يعني لو عايز تروح برضوا ولا يهمك.

تمتم بارتياح:

- الحمد لله، اخيرا جات منك.

تحرك خطوتين ليتابع:

- بس انسى اني اجيلك بكرة اساسًا.

ضحك حمدي بمودة قائلا

- لا يا حبيبي مش لدرجادي، بس جدعنة مني همشي الدنيا على ما تيجي براحتك، ان شاء الله حتى لو بعد الضهر. 

تبسم شادي برضا ليتابع طريقه:

- ماشي يا حمدي، الف شكر يا سيدي .

ضحك الاَخر يقارعه:

- لا شكر على واجب يا حبيبي. 


خطفت رباب بنظرة سريعة نحو الطاولة السعيدة أو الأصح المحظوظة بوجود الجالسين عليها قبل أن تعود لحديثها مع ميسون التي كانت تثرثر، غير مكترثة بالغناء وحالة الصخب المنتشرة في الأجواء حولهم. وذلك بجلستها على الطاولة الرئيسية لأصحاب الحفل، والتي ضمت عدي وميسون وأبنائهم  الصغار وكارم زوجها، وبهيرة شوكت المرأة المتعالية والتي همست بغيظ لإبنها الأصغر:

- شايف يا عدي، اخوك وعمايله، بيهيص ويغني زي الرعاع، مع شلة الهم بتوعه، دا بدل ما يقعد معانا، ويتصرف بأصله النبيل ومكانة أهله! 

تبسم عدي بجانبية ساخرة يغمغم:

- عندك حق، هي فعلا شلة هم، واحنا اولاد الأصول اللي سعدا بالفعل.

قال الاَخيرة ليخطف نظرة جانبية نحو ميسون،  التي تأبي أن تشعره بلهفتها، او ضعفها لوصاله، ثم انتقل لاَخر القاعدة، وهذه الوردة التي تحاوط نفسها بالأشواك وتتحداه، ويتذكر معها كلمات كارم مع رؤيته لهذا الذي يجلس بجوارها، وقد بدأ يستشعر بالفعل صدق نظرية الاَخر.


❈-❈❈


- صاحبتك مودة النهاردة عايشها ع الاَخر.

قالتها رحمة وهي تشير بذقنها نحو الجهة التي تتخذها الأخرى وترقص فيها بحرية مع المدعوة ميرنا، وردت صبا بعد أن ألقت إليها بنظرة خاطفة:

- سيبك منها، دي بت مخها طاقق بتعمل كدة مخصوص  عشان تبين نفسها قدامي،  لولا بس عارفة انها هبلة وزعلها غبي لكنت روحت سحبتها من شعرها.

ردت رحمة ضاحكة:

- قلبك أبيض يا صبا، هي بتعمل ايه يعني؟ دي اخرها بترقص، طب انا ياريت اكون سفيفة كدة زيها وصغيرة، لكنت عملت عمايل، وكنت ساعتها هكتسح الساحة وقعد الكل في بيوتهم. 

ضحكت صبا لتندمج معها :

- يا خسارة، ابو الدهون دي اللي خسرت البشرية  موهبة خطيرة وخارقة وعابرة للقارات كمان. 

بروحها الجميلة ردت رحمة بدرما تدعيها:

- رغم انك فكرتيني بالدهون ودي حاجة بتضايقني عشان انا انسانة مرهفة المشاعر، بس انتي بتفهمي يا بت يا صبا.

ضحك شادي بصوت مكتوم والذي كان مكتف الذراعين وناظرا للأمام لمتابعة فقرات الحفل، وقد سمع بكل الحديث ليسأل بجدية ذائفة:

- طب يا مرهفة المشاعر يا خارقة، احنا يدوب نروح بقى، عشان الوالدة، وقبل الموهبة الخطيرة كمان ما تلح عليكي للظهور.

ضحكت رحمة قبل أن تجيبه:

- طب ما نستنى شوية، انا اتصلت بوالدة صبا وقالت انها بتتفرج على فيلم مع ماما وبيتسلوا، حتى جوزي ربنا هداه ونيم العيال.

التف بنظره نحو صبا ليسألها:

- تحبي نمشي ولا نقعد شوية؟

أجابت بابتسامة خجلة وعينيها الجميلة تشغله عن التركيز:

- يعني لو شوية كمان....

ابتلع ليزيح أنظاره القريبة عنها وعن سحرها الذي يفقده اتزانه، ليومئ برأسه وبصوت خرج بصعوبة:

- تمام، شوية تاني، بس مش عايزين نتأخر بقى زي ما انتي عارفة. 

- متشكرة أوي.

قالتها بفرحة لتلتف نحو الفقرات وعمر يداعب الفنانة وزوجها مالك الفندق مصطفى عزام، دون أن يغفل عن الترحيب بجاسر الريان وصديقه طارق.


تابع قراءة الفصل