رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 8
قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أقزام بنجايا
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ابتسام رشاد
الفصل الثامن
تفاجئت "ليزا" مما قاله "مارتي"، أخذت تجوب الغرفة بعيناها، وقالت متعجبة:
- أسفل قدماي! ومن يتوقع وجود نفق هنا؟
تبادلوا النظرات، ثم قال "مارتي":
- أتفكرون فيما أفكر فيه؟
رد "والتر" قائلاً:
- إذًا هيا لنحفر سويا.
بدأوا جميعًا بالحفر بأيديهم حتى وصلوا إلى باب مربع خشبي سميك، مسحوا الرمال عنه، وجدوا عليه قفل مفتوح، وهذا دليل على أن أحد ما كان يتنقل عبر النفق، قالت "ليزا":
- هيا لنرفع القفل ولنرى ماذا يوجد تحت هذا الباب؟
❈-❈-❈
رفعوا الباب ليتفاجئوا بوجود سلم يقود إلى الأسفل، قال "والتر":
- المكان بالأسفل مظلم، ولا يظهر لهذا السلم نهاية.
فكرت "ليزا" وقالت:
- هذا هو مخرجنا الوحيد، هيا اتبعوني، وأنت يا "مارتي" عليك احضار صندوق الأوراق هذا وإتبعنا.
نزلت "ليزا" أولاً على الدرج بكل شجاعة، لحق بها "والتر" ثم "مارتي" لم تكن نهاية السلم بعيدة، سارت "ليزا" بهم بذلك النفق المظلم.
بينما في جزيرة العمالقة والتي أصبح فيها العمالقة أقزام بعد أن تم كسر بيضة طائر البنجايا، هناك "ريتا" ابنة الزعيم "برايم" تجلس باكية بجوار جثة أبيها بعد أن مات فجأة، والجميع ملتفون حولها ، تسائل "ماريز" الصياد قائلاً:
- لقد مات زعيمنا، والوقت الذي يعيشه الأقزام، لم يكن يحتمل موت الزعيم، معنا بشر على الجزيرة، ونحن في موقف سيء، لقد جف نبات القرقاط وها نحن محاصرون هنا، والجيد في الأمر أنه قد إزداد عددنا بعد أن تحول العمالقة إلى أقزام وعادوا إلى طبيعتهم، والآن أصبح علينا اختيار زعيم لنا ليتولى أمرنا.
وافق الأقزام على فكرته، وليس هذا فقط بل عرضوا عليه تولي قيادة القبيلة، وليصبح هو زعيمهم، بإعتباره أكثرهم حكمة وفهم.
أما السفينة قد مرت فوق السور بسلام وتابعت رحلته بسلاسة ويسر، ولم يعترضها أذى حتى وصلت جزيرة الأقزام، "الجد ماكس" يمضغ طعامه، ضحك بتفائُل وقال:
- ها قد وصلنا إلى جزيرة الكنوز.
ردت "أرورا" بغضب:
- امضغ طعامك أولاً ثم تحدث أيها الجد.
طيور النورس تحلق بالسماء فوق الجزيرة بكثرة، رست السفينة على شاطئ الجزيرة، وبدأ الجميع بالنزول.
تحدث "ديفيد" إلى "داني" قائلاً:
- هيا لتنزل معنا.
رد "داني":
- سوف ألحقكم بعد قليل.
وما هي إلا دقائق وعادوا مسرعين يهرولون جهة السفينة، حتى الشباب الثلاثة ذو البشرة السمراء، ولكن "أرورا" و"أريك" هربوا وإختبئوا بجانب إحدى الصخور ومن ثم تسللوا هربًا بالجزيرة.
إنطلق "أوين" عائدًا بالسفينة بعد أن صعد الجميع، تفاجئ "داني" وسألهم قائلاً:
- لماذا رجعتم؟! ماذا حدث... لما تهرولون؟!
"ديفيد" قلق على أخته، أجابه قائلاً:
- الوحوش والمفترسات تلحق بنا، قد تقضي علينا، و"أرورا" إختبئت هناك مع "أريك".
صعدوا جميعًا إلى السفينة ماعدا "أرورا" والقزم ، وتراجعت السفينة إلى الماء والمفترسات تلحق بالسفينة، متتبعة رائحة البشر، نجت السفينة بعودتها إلى الماء، ولكن مازالت "أرورا" و"أريك" على أرض الجزيرة.
صعد الجميع إلى سطح السفينة، وقف ديفيد" و"داني" غاضبين، تحدث "ديفيد" للجد "ماكس"، قائلاً:
- ما هذا الذي حدث أيها الجد العجوز؟
رد الجد "ماكس" قائلاً:
- ماذا تقصد بإهانتك لي؟
رد "ديفيد" بصوت عالٍ:
- ألم تأتي بهؤلاء الشباب لحمايتنا، وماذا حدث الآن، لقد فروا هاربين مثل الفئران!.
اقترب منه "استيفن" ووضع يده على كتف "ديفيد"، وقال:
- ماذا تقصد... أتريد أن تقول أننا جُبناء، نحن نحافظ على حياتنا، وأسلحتنا لن تُمكنا من القضاء وحش واحد من هذه الوحوش، يجب أن نستعد بأسلحة أكبر وأقوى.
ومازال "داني" يحافظ على صمته، لكن "ديفيد" غاضبًا، قال:
- أختي مازالت على الجزيرة.
رد الجد "ماكس":
- لن نستطيع العودة لأجلها، كما أن أختك كانت على الجزيرة من قبل، ومؤكد سوف تنجو... لا تقلق.
رد فعل الجد ماكس" جعل "ديفيد" يغضب أكثر، قال:
- لن نترك "أرورا"، ولن تتحرك السفينة بدونها.
تبسم "برات" بنظرة خبث، وقال له:
- إذا أردت البقاء مع أختك، إذا إرجع إليها وحدك.
❈-❈-❈
غضب "ديفيد"، وأخذ يرفع صوته ويتحدث إليهم وإلى "أوين" حتى يعود بالسفينة، إلى شاطئ الجزيرة مرة أخرى.
ولكن بلا جدوى وسارت السفينة لتبتعد عن الشاطئ وعن المفترسات.
وبنفس الوقت تلقى القبطان "روبرت" إتصالاً من صديقه "كيفن واترسون"، يطلب منه أن يحضر إليه بمكتبه، ولما حضر إليه، قدمت له "أنيتا" موظفة الإستقبال فنجان من القهوة، قال له "كيفن":
- لدي خبر سئ لك، وأخشى أن تحملني النتيجة.
رد "روبرت" متلهفًا قال:
- ماذا حدث؟... أخبرني.
أجابه "كيفن" قائلاً:
- عبر اللاسلكي تلقيت إتصالاً من "إستيفن" وقال أنه فقد "أرورا"...
تنهد روبرت منصتًا، تابع "كيفن" حديثه:
- قال "استيفن" أن الوحوش المفترسة هاجمتهم فور وصولهم الجزيرة، وهرب الجميع إلى السفينة، أما "أرورا" والقزم، فلم يتمكنوا من العودة إلى السفينة، وإختبئوا بين الصخور، أما السفينة تراجعت هربًا من الوحوش.
رد "روبرت" قائلاً:
- هذا يعني أنها قد تكون مازالت على قيد الحياة... "ايملي" في غاية القلق والخوف عندما اكتشفت أنهم هربوا وعادوا إلى الجزيرة،
قال له "كيفن":
- نعم، أتمنى أنها تكون مازالت بخير، الشباب أخبروني أنهم بحاجة إلى قوة أكبر، وأسلحة أقوى وأكثر.
تعجب "روبرت" وقال:
- لهذه الدرجة أمر الدخول إلى الجزيرة خطر.
اقترب منه "كيفن"، وقال:
- هم الآن يحاولون إنقاذ "أرورا"، ولكن المفترسات تُحيل بينهم.
قال "روبرت":
- ماذا تقترح أن نفعل؟
رد كيفن قائلاً:
- دبر الأمر لنا في الميناء، سوف نرسل سفينة أكبر، دعني أُجري إتصالاً أولاً.
تحدث "كيفن" عبر اللاسلكي مع "إستيفن"، وعاد إلى "روبرت" ليخبره، قائلاً:
- لقد علمت أن الوحوش الموجودة هناك ضخمة، وأيضًا منها وحوش غريبة لم يشهدها البشر من قبل.
هز "روبرت" رأسه قائلاً:
- فيما تفكر أنت؟! وانا أولادي في خطر.
إستدار "كيفن" وجلس على كرسي مكتبه وقال:
- أملك ميزانية كبيرة، ولدي عقل مدبر... ما رأيك في بناء محمية أو حديقة حيوانات ونجمع هذه الحيوانات بها؟ سوف نجني الكثير من الأموال.
قال "روبرت":
- فكرة ممتازة، ولكن الأمر مُكلف جداً.
خطرت ببال "كيفن" فكرة أخرى قال:
- لدي فكرة رائعة... ماذا لو أخذنا الجزيرة كلها، سوف أصنع عقد مزور ينص على أن الجزيرة ملك لشركتي، وأقوم بجمع هذه الحيوانات في محمية خاصة بها، ومن ثم أبدأ بفكرتي التي أحلم بها طوال حياتي...
قاطعه "روبرت" قائلاً:
- مازلت تحلم ببناء أكبر مدينة ترفيهية بالعالم؟!
- بالطبع أجل، ولن أنساك يا صاح، ستكون لك نسبة من الأرباح، فقط تعاون معي حتى يكتمل الحلم.
رد "روبرت" قائلاً:
- حسنا سوف أساعدك بقدر استطاعتي، ولكن عليك وضع خطة تتضمن سلامة أولادي.
رد "كيفن" بحماس قائلاً:
- حسنًا أعد لي سفينة كبيرة تكون جاهزة صباحًا.
ثم نادى إلى "أنيتا" قائلاً:
- اتصلي بشركة "مايكل بيتر" ليرسلوا لنا عدد خمسون حارس أقوياء، مثل الثلاثة الأخرين.
"روبرت" يشعر بالصداع، قال لصاحبه:
- سوف أغادرك الآن، وسأتصل بك لاحقًا.
أخذ "كيفن" يخطط لتنفيذ حلمه، بينما "أرورا" و"أريك" يختبئون في حفرة صغيرة مغطاة بصخرة محاطة بالقش، "أرورا " تشعر بالقلق قالت:
- لقد رحلوا وتركونا هنا.
طمئنها "أريك" قائلاً:
- سوف يعودوا لأجلنا.
ازداد قلق "أرورا" لما سمعت صوت زئير أحد الحيوانات الجائعة يقترب، قالت:
- وماذا نفعل إن لم يرجعوا؟
أجابها "أريك" قائلاً:
- لن يكون أمامنا سوى أن نختبئ بعرش السلافادور، إلى أن يعودوا لإنقاذنا.
سألته قالت:
- وكيف سنصل إلى هناك؟
- سوف نخاطر بحياتنا من أجل النجاة.
أما "والتر" و"ليزا" و"مارتي" استمروا بالسير بداخل النفق المظلم الدافئ إلى أن رأوا الضوء هناك بعيدًا مما شجعهم للسير أسرع وبث في نفوسهم الأمل، ولما وصلوا وجدوا أنفسهم خرجوا الى جزيرة العمالقة مرة أخرى، قال "والتر":
- خرجنا إلى جزيرة الأقزام، وقد تفترسنا الوحوش.
رد "مارتي":
- هذه ليست جزيرتنا.
سألت "ليزا" قائلة:
- اذًا أين نحن الآن؟
رد "مارتي" قائلاً:
- مؤكد أننا على جزيرة العمالقة.
فرحوا جميعًا لأنهم نجوا من الوحوش المفترسة على تلك الجزيرة، وأخذوا يبحثون عن الأقزام، حتى وصلوا إليهم.
وبالفعل وجدوا أن العمالقة قد تحولوا إلى أقزام، وإنتهت لعنة قبيلة العمالقة، ولكن رأوا الأقزام مجتمعين هناك، قاموا بوضع جثة الزعيم "برايم" على صخرة مستطيلة الشكل، وقاموا بإحضار أوراق أشجار مبللة وأخذوا يلطخون أوراق الأشجار بمادة لزجة، ويلصقونها على جسد الزعيم، حتى تغطى جسده كله بالأوراق.
تدخلت "ليزا" وسط تجمعات الأقزام وسألت أحدهم:
- ما هذا... ماذا حدث للزعيم "برايم"؟
أجابها قائلاً:
- لقد مات الزعيم مساء الأمس، مات بشكل مفاجئ، دون سبب.
تحركت "ليزا" بضع خطوات لتخرج مبتعدة عن تجمع الأقزام، جذب إنتباهِهَا قزم عجوز، الشعر يغطي وجهه، ويرتدي جلبابً قصير، أشار لها برأسه لتقترب منه، قال لها:
- لقد كُسرت البلورة بالأمس تلك البلورة كان يبحث عنها طوال حياته.
سألته "ليزا" قالت:
- وضح لي الأمر، وما علاقة البلورة بموت الزعيم؟
أجابها وهو يدقق النظر إليها، قال:
- حيات الزعيم كانت معلقة على هذه البلورة، حيث ألقيت عليه لعنة من قبل أخيه الذي كان سيتولى زعامة القبيلة مكانه، ولكن بعد أن تولى "برايم" زعامتنا، اختفى أخيه في ظروف غامضة.
تركته "ليزا" وجلست بعيدًا أسفل شجرة، وأخذت تفكر في ما قاله لها ذلك العجوز، ثم رأت الأقزام أحضروا أوراق أشجار كبيرة مبللة أيضًا، وقاموا بلف جثة الزعيم بعناية، تذكرت "ليزا" البلورة التي كانت معها وكُسرت منها بالأمس، سمعت الأقزام يتناقشون حول طريقة تعليق جثة القزم الزعيم.
ومع غروب الشمس قررت "أرورا" و"أريك" الذهاب إلى عرش السلافادور، للإختباء هناك حتى يعود البشر لإنقاذهم، قال "أريك":
- لا أعرف إلى أين ذهب الأقزام!
ردت "أرورا":
- مؤكد صنعوا مختبئ؛ ليحتموا فيه.
شجعها "أريك" قائلاً:
- هيا لنخرج من هذا الجحر، أعرف طريق مختصر يقودنا إلى عرش السلافادور.
"أرورا" مترددة، قالت:
- أنا خائفة، ولا أعرف كيف سنصل إلى هناك بأمان.
رد "أريك":
- لا تقلقي، اتبعيني ولن يُصيبنا أذى، هيا لنخرج من هنا وكل منا يحمل بعض أفرع الأشجار؛ لتشوش على رائحتنا.
فكرت "أرورا" وقالت:
- لقد وجدت فكرة جيدة، المفترسات تتبع رائحة الأجساد البشرية، وأجسادنا هي طعامها الشهي، ماذا لو جعلنا رائحتنا كريهة؟ يمكننا أن نغطي على رائحتنا برائحة شيء أقوى!
أعجبت الفكرة "أريك" رد قائلاً:
- فكرة رائعة، ولكن...
قطع كلامهم صوت أقدام أحد الوحوش يقترب من الحفرة، يبدو وزنه ثقيل؛ لأن خطواته قوية وكأنها تهز الأرض.
ارتعبت "أرورا" و"أريك"، ارتفعت أنفاسهم، قال "أريك":
- لا تصدري صوتًا.
أخذ ذلك الضبع يشتم الرائحة حتى كاد أن يصل إليهم، فجأة انقض عليه وحش آخر أكبر حجمًا، وأكثر قوة، وأخذ ينهش في لحمه، "أرورا" و"أريك" يستمعون إلى هذه الأصوات قالت "أرورا" بصوت خَفِت:
- كيف لنا أن نخرج ونغادر الحفرة؟
أجابها "أريك":
- يجب أن نجد طريقة أخرى.
انتظروا قليلاً حتى ابتعد عنهم هذا الحيوان وهدأت أصوات الحيوانات، قال "أريك":
- تبدو الأمور هادئة، ويمكننا الخروج... هناك يوجد بركة وحل، سوف نلطخ أنفسنا بالوحل.
- حقًا سنفعل؟!
- لا يوجد أمامنا خيار آخر.
وبالفعل خرجوا ببطئ نحو بركة الوحل، ولطخوا أنفسهم وثيابهم، نسيت "أرورا" وشاحها بجانب البركة، ثم تابعوا السير إلى عرش السلافادور بحذر شديد حتى تمكنوا من الوصول إلي هناك بسلام.
احتمى "أريك" و"أرورا" من المفترسات في عرش السلافادور، بينما "ليزا" تجلس وحيدة تحت ضوء القمر، جائها "والتر" قائلاً:
- ماذا بكِ؟ لما لا تنامين؟!
تنهدت وقالت:
- أشعر بالإحباط، هناك شيء يدور بعقلي، أُحاول فهمه.
تعجب "والتر" قائلاً:
- أنت فتاة ذكية، لن يستعصى عليكِ شيئ... ما هذا الأمر.
سكتت "ليزا" قليلاً، وقالت:
- ألم تلاحظ عندما كنا نحاول إنهاء لعنة العمالقة، عندما انكسرت الكرة المضيئة التي كانت معنا من قبل، لقد مات الزعيم "برايم" بنفس اللحظة التي انكسرت بها البلورة المضيئة.
هز "والتر" رأسه قائلاً:
- ماذا تقصدين؟ هل توصلتي لشيء لا نعرفه؟!
- هناك علاقة تربط بين موت الزعيم، والبلورة المضيئة.
"والتر" يحاول تفسير ما حدث، رد قائلاً:
- هو حقٕا مات في ظروف غامضة، ولكن لا أعتقد أن للبلوة دخل في الأمر.
لم تنطق ليزا بكلمة، ساد الهدوء المكان، والجميع نيام، قال "والتر":
- ما رأيك أن أُشعل النيران ببعض الأخشاب لتُضيء لنا ظلام الليلة، ولنتحدث سويا بعض الوقت.
تبسمت" ليزا" وهزت رأسها بالموافقة، تركها ليجمع بعض الأحطاب، وليجد شيء يساعده على الإشتعال.
أخذت تتحسس الرمال بيدها، جائها ذلك القزم العجوز، وجلس بجانبها، قالت متنهدة:
- لقد أخفتني... ماذا تريد مني؟
أجابها قائلاً:
- جئت لأحذرك.
تفاجئت "ليزا" وقالت:
- تحذرني أنا؟ من ماذا؟
رد القزم العجوز قائلاً:
- أدعى "موريس"، وأنا من يعرف أسرار الجزيرة كلها، وأسرار الأقزام أيضًا.
قاطعته "ليزا" وما دخلي بالأمر؟!
أجابها القزم قائلاً:
- أنتي من كسرتي البلورة، واللعنة كانت معلقة على هذه البلورة، وأنت من أخر شخص لمس البلورة وانتِ من كسرتها؛ لذا اللعنة حلت عليكِ أنتي.
اندهشت "ليزا" مما قاله القزم، وقالت:
- ماذا؟! وما دخلي أنا؟ وما صحة كلامك هذا؟
رد "موريس" بحزم، وقال:
- أيها الفتاة البشرية الآن أصبحت حياتك معلقة على بلورة مثل تلك التي كسرتِها أنتِ، والآن عليكِ العثور على الصولجان، وفك اللعنة لتعود المدينة الغارقة إلى الأقزام؛ ليحتموا بها وليعودوا إلى سابق عصرهم.
"ليزا" لم تستوعب ما قاله القزم العجوز:
- إن كان كلامك صحيح، فهذا أمر صعب ألا يوجد حل آخر؟
عاد "والتر" قائلاً:
- أسف لقد تأخرت عليكِ... سوف أُشعل النيران حالاً.
إلتفتت شمالها فلم تجد القزم العجوز، تنهدت بفزع قائلة:
- أين ذهب؟ لقد كان يجلس هنا.
رد "والتر":
- من هو؟ لما أنتِ قلقة هكذا؟
أحست بقشعريرة تنتابها قالت:
- ألم تراه؟ لقد كان يجلس بجواري!
أخذ "والتر" يطمئنها قائلاً:
- كوني هادئة، لا شيء غريب، هيا لنجلس وقصي عليَّ ما حدث.
يُتبع..