-->

رواية جديدة البحث عن هوية لهالة محمد الجمسي - الفصل 9

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية البحث عن هوية



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل التاسع

خيط من نار 



ارتشف حاتم قطرات  من القهوة السوداء، وهو ينظر إلى غادة في هدوء ثم قال: 


_كيف يبدو المتحف مختلف؟ اريد توضيح لعبارتك 


همست غادة في خجل وقد شعرت بالندم على كلماتها: 

_هي مجرد::::: 

بترت عبارتها في قوى حين سدد لها حاتم نظرة محذرة إياها أن لا تحاول الكذب، شعرت معها غادة ببعض الرهبة نظرت حاتم جدية جداً تكاد تصرخ في كيانها كله: 

_الموقف هنا لا يتحمل مراوغة 

فكرت غادة أن أشجان على حق حاتم جاد جداً ويحمل قوة الحسم  في شخصيته، لهذا قالت في صوت به من الرعشة ما يفيد باهتزاز الفتاة: 


_هي مجرد فكرة طرأت في عقلي، فكرة لا أعلم  هل هي هامة أو لا؟ 


قالت حاتم وهو يعيد فنجان القهوة من  فمه إلى المكتب الذي يفصل كل منهم عن الآخر: 

_من الأفضل أن تتحدثي عن أفكارك هنا معي؟ لقد أوضحت لك تلك الأمور من قبل


ثم نظر لها في نفاذ صبر وقال: 

_تلك الأمور تعرقل الهدف الذي نسعى من أجله، أنت تدركين هذا أليس كذلك؟ 


هزت راسها علامة الموافقة ثم قالت: 


_حين عدت من رحلة المتحف في هذا اليوم لم أغفو ظللت أفكر كثيرا ً لماذا ذكرت المتحف رغم أن لم اشاهده؟ فكرت في كلماتك ربما هي معلومة تندرج تحت المعلومات العامة المعرفة لي، ولكن  عدت وتذكرت أن المتحف أرتبط في عقلي بالعملات، هناك عملات في المتحف، تقسيم المتحف أيضاً يبدو مختلف عن ما فكرة ما تحتل رأسي، تترسخ عن يقين أن المتحف به عدد من القاعات، هو أيضاً ليس فرعوني 


ظهر بريق لامع في عين حاتم، خيل إلى غادة أن عينيه تضحكان في قوة ثم ردد في صوت به لهجة ظفر: 


_جيد 


ثم استدرك  قائلاً: 

_لا تتوقفي عن الكلام الآن 


فركت غادة يدها في ثوبها وهي تشعر بالتعرق ثم قالت:  


_ حاولت أن أحصل في عقلي عن عنوان المتحف ولكن لم أستطع، كل ما أستطيع تذكره هو أن المتحف الذي شاهدته ليس هو الذي ظهر في مخيلتي، ربما كان هناك عبث في الأفكار ولكن المتحف لا يختص بالحضارة المصرية القديمة، لا المتحف يوجد به مآذن، ولكن أيضاً يوجد به عملا قديمة وهو أمر مربك 

كل تلك الأفكار راودتني أمس ليلاً، لم أستطيع الحصول على النوم 


نظر حاتم في فنجان القهوة الذي قل منسوبة إلى النصف، ثم قال دون أن يرفع رأسه لها: 

_عقلك  لا يخدعك، ليس هناك أي خدع في الأمر، ليس هناك عبث كما يتوهم عقلك

سادت لحظات من الصمت، لحظات ثقيلة ودت غادة أن تسأله هل أنتهت جلسة التمارين  النفسية اليوم؟ ثم وبخت نفسها لماذا هي فظة إلى هذا الحد؟ لماذا ترغب في مغادرة الطبيب المكان؟ رغم أن حاتم هو يد العون لها، ولكن الشاب به شيء من الثقة بالذات تجعلها تشعر بالارتباك، تجعلها تشعر  بضآلتها وهشاشتها في مواجهته، هي تجد شيء من  عدم الاريحية في التعامل، رغم أن الطبيب لا يتفوه بأي كلمة خاطئة أو تجد منه قلة الحياء، على النقيض من هذا حاتم دمث الأخلاق، ولكن غادة تشعر بحاجز ما 

لا تعرف كهنه  ولا تعلم كذلك لماذا تنظر إلى الطبيب بنظرة مختلفة عن نظرتها إلى رامي؟ 


جذب غادة من أفكارها صوت حاتم وهو يقول:

 

_من المنطق أن يبدو لك المتحف مختلف 


رفعت غادة بصرها له، لحظات فكرت أنه يقرأ أفكارها الآن في وضوح رباه هل يفعل حقاً؟ 


قال حاتم وهو يضع فنجان القهوة صوب عين غادة: 


_أنت تتحدثين عن متحف الإسكندرية، ذو القاعات الأربع، أحداهن قاعة مخصصة لعرض العملات،  وقاعة من أجل التماثيل الرومانية،  وقاعة آخرى مخصصة على الطراز الإسلامي 

شعرت غادة ببهجة تدق في جوارحها كاملة،ضوء شمس تسلل إلى المكان، كان يحمل قوة غريبة رغم أن الوقت هو ساعة  الغروب تمتمت غادة في عدم تصديق: 


_هل هذا حقيقي؟ ما أخبرتك عنه هو متحف حقيقي؟ 


هز حاتم رأسه علامة الموافقة ثم قال في ثقة: 

_المتحف، المنتزة، كلماتك أيضاً عن المدن كانت محافظة الإسكندرية من أولى المحافظات في الكشف عنها بلسانك، هناك أمور يجب أن يتم الربط بينهم، العقل الآن يمرر إشارات مختلطة، هو نوع من التخبط وأظن أنك السبب في هذا التخبط الذي يعانيه العقل

شعرت غادة بالارتباك وتسلل لها الغضب من كلمات حاتم، ارتفعت حمرة الغضب في كيانها كله وظهر في وجنتاها التي بدت مثل كرات النار المشتعلة وقالت في صوت معترض: 

_أنا؟! 


تأمل حاتم وجهها لحظة، ثم ظهرت إبتسامة طفيفة  ساخرة على زوايا فمه، رؤيته إلى دماء الغضب في وجهها جعله ينظر إليها مثل طفلة غاضبة، لهذا قال في لهجة تأكيد تحمل الثقة أيضاً: 

_أجل هذا صحيح، هناك جزء داخلك يرفض أن يتعرف العقل على الماضي 


همست غادة في اعتراض: 

_لا أنا ارغب في التعرف على ذاتي، الأمر ليس مسلياً 


أرخى  حاتم عينيه  في هدوء ثم قال: 


_عليك تكرار تلك العبارة إلى ذاتك في صوت عالي في الصباح والمساء 


 شعرت غادة بثورة غضب تموج في كيانها مما دفعها أن تقول: 

_هذا أيضاً ليس مسلياً



رفع عينيه لها، كانت نظرتها تحمل التحدي والكثير من الغضب، مما دفعها أن تقول في حدة: 

_ أبذل قصارى جهدي في التعرف إلى ذاتي، ما أشعر به مخيف ومؤلم وقاسي، الأمر مثل خناجر تحيط بي من كل جانب، أحاول أن اهرب من تلك الخناجر فاختبيء في بؤر مخيفة، بل هي حفر عميقة، أريد أن أنجو من الأمر ولكن لا يبدو لهذا الأمر طوق نجاة، لا يوجد نهاية إلى تلك المتاهة 


هتف حاتم في صوت منخفض  دون أن يظهر أي تأثر بكلماتها  كان  يتابع وجهها وانفعالا تها في عمق : 


_البداية هي دليل على وجود النهاية، لا شيء يستمر إلى الأبد 


شعرت غادة بإهانة وهي تحاول أن تكبح مشاعره، قاومت كذلك رغبتها في البكاء و الأنهيار، هي لا تريد أن تظهر بكل هذا الضعف والذل أمام حاتم المتغطرس، أجل هكذا نعتت غادة الشاب في ذاتها

نهض حاتم من مقعدة، التقط سلسلة المفاتيح من أعلى المكتب قال في صوت يحمل لهجة التحذير والوعيد أيضاً: 

 والآن يا غادة لا أريد إجهاد إلى العقل أو محاولة كبت تدفق الذكريات في عقلك، لقد بدأ العقل يكشف عن أسراره، لقد بدأت الخفايا في التحدث عن ذاتها 

ثم سار بضع خطوات   في إتجاه البوابة   قائلاً: 

_نلتقى في جلسة مقبلة


راقبت غادة الطبيب حاتم وهو يغادر بسيارته، كانت الشابة تفكر في  تلك السحابة من الجذب المشحون بالغضب التي ظللت  أجواء الجلسة، هل يمكنها أن تلوم الطبيب على إتهامه لها؟  هل الفتاة فعلاً هي من تحاول عرقلة عودة الذاكرة لها؟ هل يلمس تلك الأمور هو؟ ولكن كيف هذا؟ الشتات التي تعيشه تجعلها تتوق إلى لحظة التعرف إلى ذاتها، 

حدثت ذاتها في صوت منخفض: 


_من الأفضل أن يتم وقف تلك الجلسات


ولكن هذا يبدو تأكيد على صواب كلمات حاتم، أنها هي من تحجب العقل عن التذكر، تنهدت في عمق، هل لديها منقذ آخر؟ رامي مع عائلته وحاتم متطوع  من يباشر أمورها الغامضة، لقد تبددت لحظة الفرح التي أخبرها فيها حاتم أن ما تقوم على وصفه هو متحف الأسكندرية تلك اللحظة التي بدت مثل التقاط خيط رفيع جداً من الذاكرة الملتوية والمعتمة، 


نهضت غادة في تثاقل، نظرت في أرجاء المركز الخيري  كان المكان خالياً شعرت بحاجتها  إلى الاستلقاء في الفراش، هي تريد أن تنال قسط من الهروب، أجل تريد أن تغرق في دوامة نوم عميقة

وصلت غادة إلى المنزل، لم تضيء الأنوار، فضلت أن تمضي إلى غرفة النوم في منزل أشجان باكية دون أن تسمح للنور أن يشاهد وجهها الباكي، هي تعلم جيداً أن المنزل خالي، أشجان في نوبة العمل الليلي لن يشاهد أحد أنكسار ذاتها وهزيمة جوارحها، فلتبق مواطن الضعف إذن في العتم، هي لا تريد ضياع أكثر من هذا

وضعت رأسها على الوسادة وهي تشعر بالصداع يضج في رأسها كلمات الطبيب حاتم تطن في رأسها 

التقطت ورقة وقلم من جوار الفراش وكتبت بضع كلمات، ثم وضعتها أعلى الفراش وهي تشعر بألم حاد في يدها وكأن جسدها كله يمارس العقاب عليها في ما خطته يدها، شعرت بثقل حاد في جفونها المتورمة قالت في صوت خافت:     

الإ يكفيك يا عقلي هروب؟ هربت من الماضي وتركت لي يوم بلا ملامح وتريد الآن أن تهرب من اليوم و الساعات التي أحيا بها، ليتك تنال موت أبدي حتى تكف عن الهرب 

❈-❈-❈


المستقبل باب مغلق أخشى كثير أن يفتح لي بوابته، والرعب الحقيقي أن تظل أبوابه مغلقة إلى الأبد 

اليوم هو بركان خامد أقف في خطوات مرتعشة أعلاه، و أنتظر  ثورة الحمم حين يعبر عن ذاته، أشعر  أن الماضي مخيف وبه من الألم ما لن يتحمله قلبي وعقلي إذا كانت كل آثارها ترفض أن تظهر في وضوح الشمس إذن فلأمس به شديد العتم



مجهولة الهوية 

قرأت أشجان الكلمات في صوت عالي ثم نظرت إلى غادة وقالت: 


_يا الله ما أروع كلماتك


نظرت لها غادة في خجل وقد أربكها أن اشجان قرأت كلماتها التي خطتها على الورق دون الاهتمام به أن يكن في مكان سري، لقد وضعته أعلى الفراش التي تنام به،  وأشجان قرأت وهي تظن أن الورق به أمر تذكير ل أشجان أن تلتفت إلى أمر ما في خلال فترة عمل غادة، خاصة أن الأخيرة تركت الباب مفتوح  أن غفت بعد شعور بالألم والارهاق البدني والجسدي  


 قالت غادة وهي تتلعثم: 


_هي مجرد حروف وكلمات كنت أحاول أن اشغل بها الوقت


نظرت لها اشجان  ثم ضحكت وتابعت: 

_أنت خجولة، يا صديقتي هي موهبة من الخالق  فأشكري الله عليها هذا واجب




نهضت اشجان ثم سارت في إتجاه النافذة  فتحت أبوابها وقالت وهي تنظر إلى الشارع الذي يضج بالحياة:

 

_هناك في نهاية الشارع توجد مدرسة تلقيت تعليمي هناك، كنت دائما ً مسئولة تقديم  الإذاعة المدرسية، كنت أبحث دائماً عن أبيات الشعر و الخواطر  الأدبية حتى أبدأ بها الإذاعة كان حلمي في هذا الوقت أن أصبح محاورة أو كاتبة ولكن الأحلام تتغير مع الوقت 


أطلقت اشجان تنهيدة طويلة وقالت وهي تنظر إلى غادة في ود: 

_أ نت تملكين إحساس مرهف


ثم نهضت في سرعة واتجهت إلى المطبخ وهي تقول: 


_لماذا لا نعد وجبة الإفطار  سريعاً معاً؟ 


سارت غادة خلفها دون أن تبدي اي أعتراض في حين قالت أشجان وهي تضع الجبن على صينية الإفطار: 


_لقد حدثني الطبيب حاتم عن أمر المتحف 


شعرت غادة بالقلق والتوتر مما دفعها أن تقول: 

_متحف الأسكندرية 


هزت أشجان رأسها علامة الموافقة،ثم التقطت الخبز وضعته إلى جوار الجبنة وتابعت: 


_ينبغي عليك الذهاب الى هناك 


همست غادة في حذر: 

_أذهب إلى هناك!؟ 

اتجهت اشجان إلى الخارج وهي تحمل الصينية بعد أن وضعت البيض المسلوق والخيار والطماطم إلى جوارهم، وضعت الصينيه أعلى المنضدة وجذبت يد غادة إلى جوارها وقالت: 


_أجل، هذا أمر لا مناقشة به 

تمتمت غادة في خفوت: 

_ ولكن كيف؟ ومتى؟ أنا لا أستطيع أن أفعل هذا، لا لا لن اذهب 


 اخذت أشجان نفس عميق ثم قالت: 


_ في الغد، مع الطبيب حاتم

ثم نظرت إلى غادة في عمق وتابعت: 


_عزيزتي، يجب أن تصغي لي الأمس  إذا كان مخيف أو قاسي أو به من الكوارث الكثير ولكنه ليس افضل من هذا الشتات 



قالت غادة في حدة: 

_الطبيب حاتم يظن أن أنا من تعرقل خطوات العلاج 

تمتمت أشجان: 

_هذا ليس ظن، أنها حقيقة، أنا أيضاً المس هذا الأمر بذاتي، كل من يقترب منك يبصر هذا الأمر،  

هناك خوف داخلك، خوف يكاد يقترب من حدود الفزع، ولكن يجب أن تواجهين الحقائق 

الفزع الحقيقي هو البقاء دون هوية، كل ما هو معلوم ءامن، وكل ما هو مجهول و مختبيء خطر 


ساد صمت بين الفتاتين، أنفاس كل منهم غاضبة قالت أشجان  في سرعة: 

_يمكنك الوثوق بي، وبالطبيب حاتم أيضاً، هو في طريقه إلى حضور مؤتمر طبي سوف يدوم ثلاث أيام، عليك أن ترافقيه  إلى هناك 

قبل أن تهم غادة بالأعتراض قالت أشجان في حسم: 


_لا ينبغي أن نتجاهل يد العون التي أرسلها الله لنا، بل يجب أن تقدم الشكر والثناء لها على كل ما فعلت وما تحاول أن تفعله من أجلنا


نكست غادة رأسها خجلاً، كلمات اشجان جعلها تشعر بالذنب 


ثم فكرت هل الطبيب حاتم هو من  أخبر أشجان أن غادة فتاة  فظة في التعامل؟ لا ريب أن الأخير قص عليها انفعالها الأمس  وما حدث بينهم؟  تحدثت اشجان عن متحف الأسكندرية  لماذا تخبرها اشجان بتلك الكلمات إذن ؟ لا ريب أن حاتم قد فاض في الشكوي من فاقدة الذاكرة التي تتعامل مع الأمور بتخبط شديد

جذبت اشجان غادة من أفكارها وهي تتابع: 


_سوف أهتم أنا بتجهيز حقيبتك 


تمتمت غادة في عدم فهم: 

_حقيبة!؟ 

اخذت أشجان نفس عميق ثم تابعت: 

_ملابس عملية تصلح إلى التجول في المتحف، بعض الملابس الداخليه، فرشاة أسنان ومعجون أسنان، راديو صغير سوف تمضين أوقات كثيرة بمفردك في غرفة الفندق حين يكون الطبيب حاتم في المؤتمر


قالت غادة وهي تشعر بقيلة الحيلة: 


_معي بعض المال

سددت لها أشجان نظرة عتاب ثم

 تابعت في لهجة مرحة: 

_إذن يا صديقتي ربما رحلة الإسكندرية تكشف النقاب عن فتاة ثرية  تمتلك من الرفاهية ما لا يتصوره عقل  تعيش في قصر ما، تمتلك الف خادم وألف خادمة،  أو أنت  سيدة أعمال، رائدة في مجال العمل، تمتلكين أسطول من الشركات والجميع يخشون ذكاءك وسطوتك في عالم رجال الأعمال  ربما كان الماضي جميلاً مخملياً  يحمل الكثير من السعادة، وما يخفيك هي ظنون لا أساس لها من الصحة، في هذا الوقت، سوف أستعيد كل قرش دفعته لك حين تتأكد لي الحقائق أنك فتاة من الأثرياء، ولن أتنازل أيضاً عن آخذ المال بصيغة الفوائد

 


لم تجب غادة مما دفع أشجان أن تضع يد على كتفها وهي تقول: 

_هيا يجب أن نتناول معاً وجبة الإفطار الآن، سوف يكون الغد جميل ومشرق، وسوف تتذكرين تلك اللحظات، أعلم أن كل الأمور سوف تكون بخير عزيزتي فقط عليك التفاؤل


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية البحث عن هوية لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة