-->

جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 31 - 2

 

رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين
رواية قلوب حائرة
الجزء الثاني



رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الواحد والثلاثون

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة


وصل عمر إلي مقر الجهاز،وجد كارم في إستقباله بناءاً علي تعليمات ياسين له،رحب به وتحرك بجانبه داخل الرواق المؤدي إلي المكان الموجودة بداخله تلك الخائنة،خرج ياسين وتحرك إليه،نظر لملامح وجههِ المقتضبة وتحدث قائلاً وهو يُشير إلي باب الغُرفة: 

-قدامك نص ساعة مش أكتر يا عُمر،المتهمة عندها جلسة تحقيق كمان ساعة إلا ربع ولازم تبقي جهزة 




هز رأسهُ دون حديث ويرجع ذلك لغضبهِ الحاد من شقيقهُ لتركهُ مخدوعاً كُل تلك المدة دون إعلامه،فتح الباب ودخل إليها تحت شجن ياسين،تنهد ثم تحرك إلي مكتبه تحت أنظار كارم الذي ذهب إلي غُرفة المراقبة المُلتصقة بحُجرة لمار كي يراقب ذاك اللقاء تنفيذاً لأوامر ياسين حيثُ طلب منه مراقبة شقيقهُ خشيةً تهورهُ وإيذائها للثأر منها



أما داخل الحُجرة،خطي عُمر بساقيه وبات ينظر علي تلك الجالسة فوق مقعداً بحالة مزرية،وجهاً منتفخ متصبغاً بعدة ألوان نتيجة تلقيها أمس لصفعات ياسين القوية،وشَّعرٍ أَشْعَثُ جراء عدم تمشيطهُ والإهتمام به كما إعتاد رؤياها،وعيناي ذابلة لعدم غفوتها بمكانٍ مريح لإجبارها علي الإعتراف والإدلاء بكل ما تعلم به


كانت تُلقي برأسها علي صدرها باستسلام،رفعت بصرها لتري من ذا الذي دخل إليها،ضيقت عيناها بتدقيق وما أن رأته حتي ضحكت ساخرة وتحدثت بصفاقة: 

-دلوع عيلة المغربي بنفسه جاي يزورني؟ 


واستطردت بتهكم: 

-إزاي منال هانم سمحت لك تيجي أماكن زي دي وتقابل الساحرة الشريرة من غير ما تخاف عليك؟ 




كان ينظر لهيأتها ويستمع لسخريتها بألم،هل حقاً تسخر منه بكلماتها تلك! شعر بأن ساقاه لم تعُد تتحملا جسدهُ الذي باتَ مُحملاً بأثقال الهموم،تحرك حتي إقترب من المقعد المقابل لها وجلس ثم وضع كفاه فوق المنضدة وسألها پصوتٍ خافت: 

-أنا جاي أسألك سؤال واحد وعاوزك تجاوبيني عليه بصراحة



إسأل يا عُمر،يعني هي جت عليك...جُملة نطقتها بنبرة إنهزامية



سألها بعيناي متألمة: 

-ليه أنا بالذات؟! 


أطلقت تنهيدة حارة ثم تحدثت بصدقٍ تام: 

-علشان إنتِ كُنت ومازالت أضعف جبهات عيلة المغربي يا عُمر



نزلت جُملتها الصريحة علي قلبه شطرته لنصفين،شعر بكم ضألته فاسترسلت هي بدون رحمة: 

-المنظمة بَنت كل أمالها عليك بعد ما عملت دراسة علي شخصيتك المتمردة،وعِرفت إن الدخول لعِش الدبابير من غير أذي هيكون عن طريقك إنتَ   




إبتسامة ساخرة ظهرت علي جانب فمه وتحدث متهكماً علي حالة: 

-قصدك تقولي إني المُغفل الوحيد اللي إكتشفتوه في العيلة،بس بتحاولي تجملي الكلام




إبتسامة ساخرة إعتلت ثغرها وألقت برأسها للخلف لشدة إرهاقها،نظر لها وتحدث مُتأملاً إنكارها: 

-إحساسي لسة بيقول لي إن فيه حاجة غلط


واستطرد بعدم إستيعاب: 

-ما هو مش معقول هحبك الحُب ده كُله وروحي تتعلق بيكِ بالشكل ده،وفي الآخر أطلع بالنسبة لك مجرد وسيلة رخيصة إستخدمتيها علشان توصلي لهدفك الكبير 



ضحكة ساخرة خرجت عنوةً عنها وباتت تُكررها مما جعل الاخر يستشيطُ غضباً،إنتهت من ضحكاتها ثم رفعت رأسها ونظرت عليه وأجابتهُ متهكمة وكأنها خُلقت منزوعة القلب معدومة الشعور بالآخرين:

-أهو سؤالك الغبي ده أكبر دليل علي إن المنظمة إختارت الشخص الصح


واستطردت بنبرة متهكمة:

-واحدة وأتقبض عليها متلبسة بعد ما أتصورت وهي بتزرع أجهزة تصنت في بيت لواء وعميد في المخابرات الحربية،ده غير إنه إتقبض عليا وأنا هربانة مع عزيز



واسترسلت وهي تُطلق ضحكاتها الساخرة من حالها:

-عزيز اللي مطلعش عزيز،كان بيضحك عليا لما وعدني بالجنة بعد خروجي من بيت الأفاعي،وعدني بالفلوس وعيشة الأميرات وإن حياتي هتتحول لجنة 


واستطردت بخيبة أمل: 

-أتاريه كان بيجهزني لجهنم الحمرا اللي دخلتها معاه بكامل إرادتي 



أردف بألم: 

-يعني إنتِ فعلاً طلعتي جاسوسة زي ما ياسين بلغني،وبنتنا اللي قوُلتي لي إنها إتولدت ميتة!

كُنتي بتكذبي عليا؟

طب ودموعك وحُزنك اللي إستمر شهور عليها،كان كله كذب؟


واستطرد بتذكر مؤلم: 

-ده أنا كُنت بموت من قهرتي عليكي وأنا شايفك منهارة قدامي،وديتك لدكتور نفسي علشان يساعدك تخرجي من اللي إنتِ فيه،وفضلت معاكِ لحد ما قدرتي تخرجي من صدمتك 



هتفت متلهفة عند ذِكرهُ تلك النُقطة وأشارت بسبابتها إليه وكأنها تحولت: 

-كويس إنك فكرتني بموضوع الدكتور النفسي ده يا عُمر،أحب أفاجأك وأقول لك إن الدكتور ده ما كانش دكتور




قطب جبينهُ متعجباً حديثها فاسترسلت بإبانة:

-الدكتور والعيادة الشيك بتاعته وحتي الكام زبون اللي كانوا موجودين في كل زيارة بنروحها،ما كانوش أكتر من خطة رسمتها المنظمة علشان ادخل عند الدكتور في الجلسة اللي كانت عبارة عن جلسة تبادل معلومات 


واستطردت بإبتسامة ساخرة: 

-أنا أدي له خط سير العيلة وكل المعلومات اللي قدرت أوصل لها،وهو يبلغني بالمطلوب مني





إتسعت عيناه بذهول وتحدث بعدم استيعاب:

-قد كدة أنا كُنت مُغفل،بقي أنا كنت ببقي قاعد في الإستراحة مستنيكي وإنتِ جوة في الجلسة بتخوني عيلتي وبتتأمري عليهم؟ 


واستطرد بعيناي متألمة ظهرت بها لمعة لدمعات حبيسة تُريدُ من يُطلق لها العنان: 

-ليه عملتي كدة فيا؟ده أنا كنت ماشي وراكي وأنا مغمض عيوني،كنت واثق فيكي أكتر ما بثق في باَباَ وراضي ومبسوط بحبي ليكِ


واستطرد بذهول: 

-إزاي قدرتي تخدعيني وتقنعيني بعشقك ليا بالبراعة دي؟ 

ده أنا صدقتك وحبيتك واتغيرت علشانك،بقيت مسؤل والتزمت في شُغلي علشان أكبر في نظرك وتشوفيني راجل ناجح


واكمل بسؤالاً متعجباً: 

-وبنتك اللي فهمتيني إنها ماتت،إزاي قدرتي تبعدي عنها وترميها وهي لسة بيبي مفتحتش عيونها،ماكانتش بتوحشك ولا بتشتاقي لها؟! 




زفرت بقوة وتحدثت كألة مبرمجة فاقدة للشعور والحِس: 

-أحس بمين وأشتاق لأيه،يا ابني إفهم بقي،البنت بالنسبة لي كانت مجرد رُكن من أركان الخطة مش أكتر،عمري ما بصيت لها غير إنها كارت نجاتي وخروجي الأمن من قبضة ياسين 


واستطردت بحالمية:

-أنا كنت راسمة لحياتي الجاية حاجات حلوة قوي،كنت هاخد الفلوس الكتير وأتجوز عزيز ونعيش مع بعض أحلا حياة،نُخرج ونسافر ونلف الدنيا وندوق مع بعض كل متع الحياة 



واستطردت بجحود:

-والبنت كانت هتعيش مع ماَماَ وباَباَ حياة كويسة،ما كنتش هأذيها



وكنتي هتتجوزي إزاي وإنتِ علي ذمة راجل تاني يا مدام؟...سؤال ساخراً طرحهُ عليها فاجابته بإنحطاط: 

-الحاجات البسيطة اللي زي دي عُمرها ما كانت عائق في طريقي،ما أنتَ عارفني يا عُمر،طول عُمري تفكيريOpen mind 


رمقها بإشمئزاز وتحدث قائلاً: 

-أنا إزاي ما كنتش شايف قذارتك وحقارتك دي كُلها،إنتِ أقذر مخلوقة قابلتها 



هتفت ببجاحة: 

-من بعض ما عندكم يا عُمر بيه،إوعي تكون فاكر نفسك أنضف مني،إرجع بذاكرتك وإفتكر إنتَ كنت عايش إزاي في لندن؟ 

واستطردت بتذكير: 

-إنتَ نسيت مغامراتك الغرامية مع البنات الإنجليزيات اللي كنت بتحكي لي عنها ولا إيه؟ 




هز رأسهُ عدة مرات دلالةً علي التأكيد وأردف باستسلام: 

-لا مش ناسي،والظاهر إن ربنا حب يعاقبني علي كُل تجاوزاتي دي،فحط في طريقي أقذر مخلوقة علي وجه الأرض علشان أكفر بجوازي منها عن ذنوبي الكتير




إبتسمت ساخرة،وهُنا إستمع كلاهما لطرقات فوق الباب وبعدها دخل ياسين الذي تحدث إلي أخاه بنبرة جادة: 

-يلا يا عُمر 



أومأ له وهب واقفاً ثم تحرك حتي اقترب من جلوسها ووقف يتطلع إليها بإشمئزاز وفجأة تلون بياض عيناه إلي الأحمر وما شعر بحالهْ إلا وهو يصفعها بقوة كادت أن تطرحها أرضاً وهتف بقوة: 

-إنتِ طالق،طالق يا أقذر مخلوقة عرفتها 



تنهد ياسين بألم لحال أخاه أما تلك الخائنة فباتت تُطلق الضحكات العالية وكأنها أُصيبت بحالة من التبلُد وعدم الشعور واللاوعي بواقعها المرير

   


❈-❈-❈


بعد عدة ساعات

داخل منزل المهندس أحمد العشري

دق ياسين جرس الباب،فتحت لهُ العاملة وتحدث هو بنبرة جادة:

-الباشمهندس أحمد موجود؟ 



أردفت العاملة بترحاب وهي تُشير إليه وتستدعيه للدخول: 

-موجود يا أفندم،إتفضل حضرتك 




خطي بساقية للداخل وضل واقفاً إلي أن خرج أحمد من الداخل وتحدث بترحاب رغم حُزنهِ علي إبنته الشابة:

-أهلاً يا ياسين


واسترسل وهو يُشير بكفهُ إلي إحدي المقاعد: 

-واقف ليه،تعالي إقعد 



أردف قائلاً بنبرة حادة: 

-أنا مش جاي علشان أقعد يا خالي،أنا جاي أقول لحضرتك كلمتين تبلغهم لقسمة هانم وداليدا وماشي علي طول 




قطب أحمد جبينهُ فاسترسل ياسين بنبرة جادة:

-ياريت تبلغهم بإنهم يبعدوا نهائي عن مليكة،وإن اللي حصل في أيام العزا وتعديهم عليها بالكلام أنا هعديه بس علشان حالتهم النفسية


واستطرد بنبرة تحذيرية: 

-لكن لو إتكرر تاني أنا هنسي أي صلة قرابة وهتصرف ساعتها بطريقة مش هترضيهم



إحتدت ملامح أحمد وهتف بسخط: 

-إنتَ جاي تهددنا في بيتي يا ياسين؟




أردف ياسين بقوة: 

-أنا ما بهددش حضرتك،أن ببلغك باللي هيحصل علشان ما تقولش إني ما نبهتكش




تمالك من غضبه وتحدث بنبرة هادئة: 

-وهو ده وقت كلامك ده يا ياسين،وبعدين قسمة وداليدا هيكونوا قالوا إيه يعني لمليكة مخليك غضبان قوي كدة لدرجة إنك جاي تهددني في بيتي؟ 




تحدث بإبانة: 

-قسمة هانم وداليدا أهانوا مراتي قدام الناس وسمعوها كلام مؤذي لدرجة إنها تعبت ونقلناها المستشفي إمبارح  بالليل،وهناك إكتشفنا إن جالها ضغط حمل من كتر الضغط العصبي اللي إتعرضت له من الكلام اللي سمعته 



بنبرة حادة هتفت قسمة التي خرجت من الداخل بعدما تسمعت علي حديثيهما: 

-وإنتَ بقي هازز طولك وجاي لحد هنا علشان تقول لنا الكلمتين دول؟ 


واستطردت لائمة بنبرة حادة:

-ده أنا لما البنت بلغتني قُلت أخيراً إبن الأصول جه يقف معانا ويساندنا في مصيبة موت بنتنا اللي إندبحت بسببه


واسترسلت بصياحٍ حاد:

-أتاري سيادة العميد جاي يهددنا ويهينا علشان الهانم بتاعته، الهانم اللي كانت السبب في قهرة قلب بنتي وخلتها تسافر علشان تهرب من نظرات الناس المهينة ليها بعد ما جوزها فضل عليها واحدة تانية




بدهاء تحدث مستغلاً إعترافها الصريح: 

-وهو ده بالظبط اللي بنتي قالتهُ لي في وشي وقدام العيلة كلها إمبارح

واسترسل شارحاً مما جعل الخجل يعتري أحمد: 

-أنا كنت شاكك إن حضرتك وداليدا اللي مليتوا دماغ بنتي بالكلام الفارغ ده،بس إنتِ أكدتي لي إن شكي كان في محله


واستطرد بقوة: 

-والوقت أقدر أقول لك وأنا ضميري مرتاح،إن من النهاردة لا حضرتك ولا داليدا هتشوفوا أيسل تاني،وحتي رقم التليفون هغيرهُ لها


بحِدة بالغة هتفت بحِنق: 

-إنتَ بتقول إيه يا ياسين،إنتَ أكيد إتجننت،إنتَ عاوز تحرمني من حفيدتي زي ما حرمتني من بنتي،مش كفاية بنتي اتقتلت بسببك؟ 



هتف بصياحٍ وإيضاح بعدما أفقدته صبرهُ: 

-فوقي يا قسمة هانم،بنتك ما اتقتلتش بسببي،اللي حصل لبنتك ده نتيجة كلامك ليها وتحريضها عليا وعلي توصياتي ليها،بنتك لما خدعت الحرس وخرجت لموتها كانت بتنفذ كلامك وتوصياتك ليها طول الوقت بالتمرُد



واستطرد موضحاً بغضبٍ عارم: 

-بنتك باللي عملته كسرتني ودمرت سُمعتي في شُغلي،رجالة الجهاز كلهم مبقاش ليهم سيرة غير سيادة العميد وَحش المخابرات اللي معرفش يسيطر علي مراته 


واسترسل بألم: 

-ليالي ما دمرتنيش أنا لوحدي،ليالي بعملتها دي دمرت مستقبل طقم الحراسة وحادثة موتها بقت نُقطة سودا في تاريخ شغلهم،وللأسف مش هتتمحي




هتفت بنبرة غاضبة متغاضية عن كُل ما نطق به:

-إنتَ ما تقدرش تحرمني من حفيدتي يا ياسين


صاح بقوة: 

-أقدر ونص،لما يوصل الأمر إنك تدمري لي بنتي وتلوثي تفكيرها وروحها يبقي وقتها لازم أحمي بنتي،أيسل محتاجة تتابع مع إستشاري نفسي بعد ما ممليتوا راسها بأفكار غلط وخليتوا البنت بقت عدوانية وشرسة


  


ثم إلتفت إلي ذاك الصامت واسترسل مستفسراً: 

-ولا أنتَ إيه رأيك يا خالي،مش سامع صوتك يعني؟




تنهد أحمد وتحدث بنبرة خجلة من أفعال زوجتهُ ونجلتهُ ولعلمهِ صِحة حديث إبن شقيقتهُ:

-اللي تشوفه في مصلحة البنت إعمله وأنا معاك يا ياسين



هتفت صائحة بإعتراض: 

-إنتَ بتقول إيه يا أحمد؟

إنتَ فعلاً موافقه علي إنه يحرمني من حفيدتي؟



تجاهل ياسين حِدتها وحديثها وأردف شاكراً وهو يستعد للمغادرة:

-متشكر يا خالي،وأسف لو كنت تجاوزت حدودي في الكلام،بس صدقني غصب عني




أومأ أحمد بتفهُم وتحرك ياسين إلي الباب وغادر المنزل تحت صياح قسمة وجنونها علي أحمد الذي صاح بنبرة حادة:

-مش عاوز أسمع صوتك يا قسمة،إنتِ إيه،مفيش حاجة بتهدك أبداً،حتي موت بنتك بالطريقة دي ما خلاكيش تتعظي وتندمي علي اللي وصلتيها ليه بأديكي



سألته مستنكرة: 

-إنتَ هتمشي ورا كلامه وتصدقه يا أحمد؟ 


أجابها بنبرة حزينة: 

-أنا ما بمشيش ورا كلام حد يا هانم،إنتِ ناسية إني كُنت شاهد علي كلامك لبنتك وتحريضها علي جوزها طول الوقت ولا إيه




نظرت لهُ بذهول فتركها وانسحب إلي الداخل تحت صدمتها مما حدث للتو وشعورها بالغضب العارم،وزاد من حقدها علي ذاك الياسين وتلك المليكة 

    


❈-❈-❈

 


ليلاً داخل المشفي

كان يجلس بالمقعد المجاور لها

نكس رأسهُ وأردف قائلاً بنبرة خافتة:

-مليكة،أنا مضطر أسافر بكرة 


واستطرد لطمأنتها:

-بس هرجع قبل ميعاد ولادتك إن شاء الله  



نظرت إليه بإرتياب وسألته بنبرة مرتعبة: 

-هتسافر فين،وليه؟      



أجابها بمراوغة كي لا يدع للقلق فرصة للتسلل إلي قلبها في ظل ظروف مرضها: 

-هسافر علشان أنقل لأيسل من جامعتها واصفي كل حاجة هناك،إيهاب ماعرفش يخلص إجراءات النقل ولازم أروح مقر الجامعة بنفسي



نظرت إليه بتشكيك وسألته بإرتياب: 

-إنتَ مسافر علشان تدور علي المجرمين اللي قتلوا ليالي يا ياسين،صح؟ 



زفر بإنزعاج وأجابها بنبرة زائفة أجاد صُنعها مما جعلها تُصدق علي حديثهُ: 

مجرمين إيه بس اللي هروح أدور عليهم يا مليكة،ما أنتِ عارفة إن رئيس الجهاز رفض إني أتدخل بنفسي في التحقيقات ووكل حد تاني يتابع القضية


أومأت بتصديق علي حديثهُ وتحدثت بعيناي متوسلة تُظهر كم رُعبها عليه: 

-طب ممكن تخلي بالك من نفسك وتخلص الإجراءات وترجع بسرعة


خاضر يا قلبي...نطقها ثم أمسك كف يدها وقام بتقبيلهُ 




في اليوم التالي 

ليلاً،داخل دولة ألمانيا،ترجل من السيارة الخاصة التي كانت بانتظارة وأتت به من المطار إلي عنوان المنزل القاطن به ذاك المهندس الذي أخبرهُ عنه الضالط عابد،تحرك وفتح باب الحديقة الذي كان بالفعل موارباً وبات يتحرك بخطواتٍ واثقة داخل المشاية إلي أن وصل إلي الباب الداخلي للمنزل وقام بالضغط علي زر الجرس


بالداخل

كان يجلس داخل مكتبهُ المتواجد بالطابق الأرضي يُتابع بعض أعماله بعد صعود زوجتهُ الجميلة إلي الطابق الأعلي لتأخذ حماماً دافئاً وتعود لتستأنس بوجود حبيبها من جديد،إستمع إلي جرس الباب فأمسك بجهاز التحكم عن بُعد وقام بتوجيههُ علي تلك الشاشة الصغيرة الموضوعة جانباً فوق سطح المكتب ليستكشف من خلالها عن شخص الطارق


قطب جبينهُ متعجباً ذاك الزائر الغير معروف لديه،وقف فارداً ظهرهُ وتحرك بخطوات واسعة إلي أن وصل إلي الباب وقام بفتحهِ ونظر لهُ بترقُب ينتظر حديثهُ،فأردف ياسين متسائلاً بنبرة جادة لملامح وجه صارمة إستغربها سليم: 

-حضرتك الباشمهندش سليم قاسم الدمنهوري؟ 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة