-->

رواية جديدة أقزام بنجايا لابتسام رشاد - الفصل 6

   قراءة رواية أقزام بنجايا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أقزام بنجايا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ابتسام رشاد


الفصل السادس

انطلقت السفينة بقيادة الشقيقين بعد أن تجهزت لرحلة العودة، ومازال "أريك" مختبئ بالأسفل، السفينة تبحر بأمان، لكن الجميع يخشى مواجهة العقبات، حل الليل عليهم وأوقفوا السفينة لتتابع رحلتها نهارًا، ونام الجميع، تسلل "أريك" يحاول إيقاظ "أرورا"، يهمس لها قائلاً: 

-"أرورا" استيقظي، لقد اختبئت بالسفينة... "أرورا" استيقظي رجاءً. 

فتحت "أرورا" عيناه تنظر إليه، قالت: 

- "أريك"... أنت هنا! كيف أتيت إلى هنا؟ 

أجابها قائلاً: 

- أجل أنا هنا، لقد اختبئت حتى لا يراني أحد وسوف أذهب معك لأرض البشر. 

تبسمت "أرورا" وقالت: 

- أحببت شجاعتك، ولكن في المدينة قد لا تكون بأمان... على أية حال لا تقلق ستكون بأمان مادُمت معي. 

❈-❈-❈

إطمئن "أريك" وقال: 

- أعلم هذا جيدًا؛ ولذا لن أُفارقك أبداً. 

بات "أريك" مع "أرورا" ولم يفارقها، وفي صباح اليوم التالي، استقيظ الجميع وبدأت السفينة في الإبحار، صعدت "أرورا" مع "أريك" ليتناولوا الطعام جميعًا، "ديفيد" بيده بعض الفاكهة، غضب كثيراً بسبب وجود "أريك" معهم على السفينة وقال: 

- كيف جاء هذا القزم إلى السفينة؟ هل أنتِ من أحضرتيه؟ 

واقترب من القزم ليعنفه، منعته "أرورا" وقالت: 


- توقف، لقد جاء من أجلي... لقد خاطر بحياته حتى لا يفارقني. 

هدأ "ديفيد" بعض الشيء، ثم قال: 

- وماذا سيحدث لهذا القزم في المدينة؟! سيضعونه في قفص كالقردة ليشاهدة الناس. 


أشارت "أرورا" "لديفيد" بإصبعها، وقالت له بإسلوب حاد: 

- لا دخل لك، أنا من ستحميه... وهو هنا لأجلي. 

 

لم يجادلها "ديفيد" فهو لا يهمه أمر "أريك" وجلسوا جميعا يتناولون الطعام، بينما الجد "ماكس" تولى عجلة القيادة، طيور النورس تحلق بالسماء عاليا فوق السفينة، استمرت السفينة في طريقها، الجميع يخشى حدوث أمر طارئ. 

اقترب "داني" من الماء ومعه دلو صغير، وملأ منتصفه بالماء وعاد لسطح السفينة، سألته "أرورا" متعجبة: 

- ماذا تفعل بهذا الماء؟!  

أجابها قائلاً: 

- أحاول رؤية وجهي. 

ضحكت "أرورا" وأعطته هاتفها الذي توقف عن العمل، وقالت وهي تمازحه: 

- انظر هنا، سترى بوضوح تلك الخنفساء الذى حولتك لوحش أزرق. 


بعد مرور بعض الوقت من الإبحار، جمعهم "ديفيد" ليتناقش معهم حول أمر العودة إلى تلك الجزيرة، وقال: 

- يا رفاق هل سنعود لهذه الجزيرة مرة أخرى؟ 

ردت "أرورا"، قالت: 

- أجل سنعود، لن ترك "والتر" و"ليزا". 

وافقها "داني" الرأي وقال: 

- أجل سنعود برفقة الشرطة؛ لندُلهم على المكان. 

رد الجد "ماكس"، وقال: 

- سنعود، ولكن بدون علم أحد، كما ذهبنا لأول مرة؛ علينا التفكير بذكاء الجزيرة مليئة بالكنوز والأشياء الثمينة... مثل ذلك العقد بعنق "أرورا" لو جهزنا أنفسنا بطريقة جيدة لمواجهة تلك المخاطر على الجزيرة، يمكننا أخذ بعض من تلك الثروات الهائلة وإنقاذ الفتى والفتاة هناك ونعود إلى مدينتنا ونصبح أثرياء. 


الفكرة أعجبت "ديفيد" وقرر العودة سرًا مثل ما قال الجد ماكس، ولكن "ديفيد" يرى الأمر غامض، تسائل قائلاً: 

- كيف سنعود سرًا؟ وكيف سنجهز للرحلة كهذه؟ علينا وضع خطة.

أجابه الجد "ماكس" قائلاً:

- ليكن بيننا إتفاق، لا أحد يبلغ الشرطة بأمر هذه الجزيرة ولا عن الفتى والفتاة هناك، حتى نجهز للعودة مرة أخرى، ولكن سنجهز أمتعتنا، ونحضر ما طلبه زعيم الأقزام. 

ثم أشار الجد "ماكس" نحو "أريك" وقال: 

- وهذا القزم من يخبرنا عن أماكن وجود كنوز الجزيرة، وأيضًا يدُلنا على هضبة الألماس الملون. 

تراجع "أريك" بضع خطوات خائفًا، ردت "أرورا" دفاعًا عنه، قالت:

- لا دخل "لأريك" بخطتكم هذه، وما ان نصل سأخبر "روبرت" و"ايملي" بكل شيء. 


غضب "ديفيد" بسبب ما قالته "أرورا"، سحب أريك من سترته بعنف وقال: 

- حسنًا، عندها الجميع سيعرف بأمر قزمك الصغير هذا، وسيتم وضعه بقفص حديقة الحيوانات، أو أقتله أنا وينتهي أمره بدون أن يلومني أحد عليه... انه مجرد قزم. 


حزن "أريك"، وتبدل لمعان عيناه بدموع تنهمر على خديه، حزنت "أرورا" لأجله ومسحت دموعه لتطمئنه قائلة: 

- سأفعل أي شيء لسلامتك، لن تتعرض لأذى ما دمت معي... لا تقلق البشر طيبون. 

❈-❈-❈

استمرت السفينة في سيرها، "أرورا" تفكر في طريقة لتنقذ بها "ليزا" و"والتر" بدون أن يتئذى "أريك"، بينما رأى الجد "ماكس" ذلك السور الحجري الضخم إنه سور المدينة الغارقة، رأهُ عن بُعد، لذا قام بتوجيه السفينة جهة الجنوب حتى لا ترتطم بالسور الصخري كما حدث من قبل، ثم أخذ ينبه الفتية قائلاً: 

- لقد وصلنا المدينة الغارقة وسوف نمر من فوق سورها؛ لذا كونوا حذرين. 


أسرع القزم "أريك" نحو حافة السفينة ليشاهد ذلك السور، لحقته "أرورا" خوفًا عله، عادت عيناه تلمع من جديد عندما رأى السفينة تمر من فوق السور، تبسمت "أرورا" بسعادة بالغة. 


بينما على جزيرة الأقزام مازال الأقزام يعملون على تهيئة الجزيرة للعيش عليها بطريقة ذكية؛ حتى لا يتعرضوا لهجوم المفترسات عليهم، أنهكهم العمل ولكن الزعيم يقسوا عليهم ليستمروا، بينما "ليزا" و"والتر" فى قفصهم أثرى لدى الأقزام، يطلبون من الزعيم أن يفرج عنهم، لمساعدة الأقزام. 

ولكنه يرفض قائلاً: 

- أنتِ أيتها الفتاة حاملة البوصلة يختفي خلفك سر كبير، والأفضل أن تبقين حبيسة. 


الأقزام منتشرون بالمكان يجمعون الأطعمة والنباتات لتخزينها، "ليزا" تنظر إليه وكأن عيناها تشع نارًا تجاه القزم "برايم"، أمسكت البوصلة بقوة، ثم دفعت باب القفص بقوة حتى إنكسر الباب وخرجت "ليزا" و"والتر"، تعجب الجميع مما حدث. 

خرجت "ليزا" من عرش السلافادور، وقالت "لوالتر": 

- إلحق بي، ولا تقلق لن نتأذى. 

لحق بها "والتر" وهي مسرعة قال: 

- تبدين غريبة الأطوار، ماذا بكِ؟ 

لم ترد عليه واستمرت بسيرها مسرعة وكأنها تعرف جزيرة الأقزام جيدًا، فهي تعرف إلى أين تتجه، انطلقت تسير بين الأشجار والصخور، وبعض المنحدرات ومازال والتر يلحق بها، حتى قادته إلى غابة الموتى، حيث جثث الأقزام الموتى محفوظة ومغلفة بأوراق الأشجار، ومعلقة في أفرع الأشجار، ومازالت الجثث تحتفظ بخصائصها ولم تتأثر بعوامل الزمن ولم تصدر عفونة حتى. 


اقتربت "ليزا" من إحدى هذه الجثث، وتبدو أطول قليلاً من باقي الجثث، كما أنها أكثرهم قربًا لسطح الأرض، تحسست "ليزا" الجثة بيدها، وكأنها تستمد قواها من هذه الجثة، ثم جلست على الأرض وقالت: 

- ها قد جائت حارستك البشرية أيها الزعيم. 

ثم إلتفتت إلى "والتر"، عندها تراجع "والتر" بضع خطوات للوراء، يريد أن يفر هاربًا.

وقالت له: 

- لا تخف، إنها جثة الزعيم الأول للجزيرة، وهو يريد السلام، يسعى لإستعادة المدينة الغارقة، هو يتواصل معي حتى أسترجع الصولجان، ومن خلاله أُعيد المدينة الغارقة، ومن ثم فك اللعنة عن العمالقة؛ لتعود الحياة كما كانت ويعم السلام بين الأقزام من جديد   


سألها "والتر" قال: 

- كيف تواصل معك؟ وكيف عرفتي كل هذا؟ 

أجابته "ليزا" بحكمة وقالت: 

- هو من منحني قوة غير عادية منذ أن لامس البوصلة لأول مرة، وكنت أنا أول بشرية تلمس البوصلة، وسأكون أنا أول بشرية تلمس الصولجان. 

"والتر" يشعر بالخوف قال لها: 

- لا دخل لنا بهذ الأشياء، دعينا نجد طريقة لنرحل من هنا. 

أجابته بنبرة صوت حادة: 

- لا رحيل لي إلا بعد إنهاء المهمة التي كلفني بها زعيم الأقزام الأكبر، ولدي خطة سوف نبدأ بتنفيذها معًا قريبًا. 

عادت "ليزا" و"والتر" إلى عرش السلافادور عند حلول الليل، ولم ينته الأقزام من العمل بعد، طلبت منهم "ليزا" أن يجتمعوا؛ لتعرض عليهم أمر هام، قالت: 

- لدي خبر جيد لكم، لن تتابعوا العمل المرهق هذا بعد، لأن هناك أنفاق تحت الأرض بالفعل، وأنتم لستم بحاجة إلى الحفر.  

❈-❈-❈

تجمعوا الأقزام من حولها، تابعت حديثها بنفس الثقة، قالت: 

- في الصباح الباكر كونوا على إستعداد لمغامرة جديدة. 


أصبح الأقزام يثقون بها، أكثر من ثقتهم بالزعيم "برايم"، وكل ما يريده الأقزام هو النجاة من المفترسات، باتوا الليلة في أكواخهم كما قالت 

"ليزا". 

وفي الصباح استيقظوا باكرًا، صاح "مارتي" بالأقزام قائلاً: 

- لقد جف نبات القرقاط نهائيًا، علينا إيجاد حل بأسرع وقت... قد تُهاجمنا المفترسات. 


رد أحد الأقزام يدعى "زيغي": 

- لقد اتبعنا أوامر زعيمنا وحافظنا على حياة هذه المفترسات، وها نحن الآن سوف نهلك. 

رد قزم آخر يؤكد على قوله، قال: 

-"زيغي" مُحق، ماذا لو كنا قتلنا هذه الوحوش منذ البداية؟ 

قرر الأقزام اتباع "ليزا" وبالفعل قادتهم "ليزا" نحو فوهة البركان الذي ألقاهم بداخله طائر بنجايا، وشرحت لهم الأمر، ومن بين الأقزام الزعيم "برايم" وابنته "ريتا"، وفي طريقهم شعروا بأن الحيوانات المفترسة تلحق بهم؛ لذا طلبت منهم "ليزا" أن يسرعوا، ولما وصلوا طلبت منهم أن يتسلقوا فوهة البركان مثلها وبالفعل اتبعوها حتى نزلت إلى قاع فوهة البركان التي تقود إلى نفق جزيرة العمالقة.  


بينما عادت سفينة القبطان "روبرت" إلى "أديليد" حيث أبحرت أخر مرة، اتصل حراس الموانئ بالقبطان "روبرت" ليخبروه بعودة السفينة، جاء القبطان "روبرت" وزوجته ليطمئنوا على "أرورا" و"ديفيد"، وبسرعة خبئت "أرورا" القزم "أريك" بسيارة أبيها بالجزء الخلفي؛ كي لا يراه أحد. 


كانت "اميلي" غاضبة جداً من "أرورا" و"ديفيد"، ولكن "روبرت" هدأ من حدة غضبها قائلاً: 

- كوني هادئة وتوقفي عن الثرثرة، لقد عادوا إلينا بعد غياب عدة أيام كنا نخشى فقدانهم... والآن هم بخير.

 

تنهدت بعمق وقالت: 

-  لن أهدأ إلا عندما أعرف إلى أين ذهبوا؟ وماذا حدث لهم؟! 

أمسك "روبرت" بيدها وهو ينظر بيعيناها وقال: 

- حسنًا، سوف نعود إلى البيت ونعرف منهم كل شيء، فقط كوني ممتنة لأنهم عادوا بخير.  


وأثناء انسجامهم فرحين بعودة التوأمين مر بجانبهم "داني" بوجهه الأزرق، فزع الأبوين متسائلين: 

- ماذا حل له؟! 

رد "داني" ضاحكًا، قال: 

- تناولت طعام فاسد. 

وغادرهم ذاهبًا إلى المشفى، ضحك الجميع لردة فعله وعادت الأسرة لمنزلهم، أدخلت "أرورا" معها "أريك" إلى المنزل دون أن يراه أحد. 


وبعد مرور بضع ساعات، مازال "أريك" مختبئ بغرفة "أرورا"، جمعت "اميلي" أسرتها؛ لتعرف من التوأمين تفاصيل رحلتهما، قالت: 

- هيا لن أصبر أكثر، أريد أن أعرف كيف كانت رحلتكما العجيبة؟! 

تردد "ديفيد" و"أرورا" عن قول الحقيقة، "أرورا" تخشى أن ينفضح أمر "أريك" القزم، تبادلا النظرات في صمت، بينما الأب يجلس على الأريكة مبتسمًا، عقدت الأم حاجبيها يبدو أنها تخفي غضبًا، قالت: 

- لما لم تُجيبا عن سؤالي؟ أتفكرون بكذبة لأخفاء الحقيقة؟! كيف حصلتي على هذا العقد الثمين بعنقك يا "أرورا"؟ 


تدخل "روبرت" قائلاً: 

- أرجوكِ يا "اميلي"، هذه ليست طريقة... نحن رفاق لسنا مجرد أبوين.  

قاطعة "ديفيد" قائلاً: 

- أبي، سوف أخبركم بكل شيء. 

جلسا الأبوين في هدوء تابع "ديفيد" حديثه قائلاً: 

- لقد أبحرنا نحو تلك الجزيرة التي وجدنا خريطتها بمكتبك، ومررنا بالكثير من المغامرات والتجارب. 

تعجب الأب وقال: 

- كيف؟! إنها جزيرة غير حقيقية، وأيضًا لا أحد يعرف من صمم الخريطة، كما أن السفينة التي أبحرت بهذه الجهة تعرضت للغرق، ولم ينجو منها أحد، ولم تبحر أي سفينة أخرى إلى هناك من قبل. 

رد "ديفيد" قائلاً: 

- لقد وصلنا نحن يا أبي، وبسفينة عائلية غير مجهزة. 

اندهش الأب وقال: 

- لا أصدق، والغريب أنكم مازلتم أحياء!

ردت أرورا قائلة: 

- لقد تعرضنا للخطر عدة مرات، وكنا سنفقد حياتنا. 

بينما يتبادلون الحديث صعدت "إميلي" الطابق العلوي لتتفحص هاتفها، سمعت صوت يصدر من غرفة أرورا اقتربت لتفتح الباب، ولما فتحته وجدت أمامها "أريك" القزم صرخت الأم عاليًا، واستمرت تصرخ مرارًا حتى جائها زوجها الذي أصابته صدمة هو أيضًا عندما رأى "أريك" القزم. 

❈-❈-❈

لحقه التوأمين ليشرحوا لهم الأمر، "أرورا" متلهفة بقلق قالت: 

- إنه أحد أقزام الجزيرة، وهو مسالم جداً، لن يتسبب بأي ضرر. 

هدأت الأم وقالت:

- أبعدوا هذا الشيء عني، بل أخرجوه من المنزل. 

"أرورا" تتوسل لأُمها: 

- لا إنه "أريك" أجمل من إلتقيت بحياتي. 

وبعد مرور يومين، تحدث التوأمين مع أبيهما عن كل ما حدث على هذه الجزيرة، قال "ديفيد": 

- لقد تركنا رفاقنا، وعلينا إعادتهم ولكن زعيم قبيلة الأقزام لن يتركهم يعودا بسلام، وطلب منا بعض الأغراض، لذا علينا إحضار ما طلبه؛ لكي نستعيد رفاقنا. 

تحدثت "أرورا" وقالت: 

- أبي أرجوك ثق بنا سننجح لنُعيد رفاقنا، لا تبلغ الشرطة بأمر الجزيرة المفقودة، دع الأمر يمر فقط ساعدنا لخوض هذه المغامرة، وأعدك أننا سننجح. 


تفهم الأب وجهة نظرهم، وقال: 

- سأفكر بالأمر، والأهم هو سلامة "ليزا" و"والتر".


 بينما على الجزيرة "ليزا" و"والتر" قادوا الأقزام إلى مدينة العمالقة، ساروا بالنفق حتى وصلوا ذلك الباب الأخضر، وقاموا بفتحه ودخلوا إلى الجزيرة، الغريب أن العمالقة هم من شعروا بالخوف عندما رأوا الأقزام في جزيرتهم، تعجب الفتية من هذا، سألت "ليزا": 

- كيف تخافون منهم؟! هم صغار الحجم وأنتم عمالقة. 

أجابها أحد العمالقة وهو يتراجع إلى الوراء: 

- أنتم لا تعرفون كم هم خطرين، إذ حدث بيننا تلامس سنحترق. 

تحدث "مارتي" وقال لها: 

- اللعنة هي السبب، لقد تأثروا باللعنة كثيراً، وأصبحت تجعل أي عملاق يلمس قزم منا تحترق يده فورًا. 

تعجبت "ليزا" وقالت: 

- إنها مسألة وقت، وستعود الأمور لطبيعتها، سوف أُنقذكم جميعًا، سوف أتمكن من استعادة الصولجان. 

مكث الأقزام مع العمالقة بنفس الجزيرة دون أن يحتكوا ببعضهم نهائيًا؛ لحدة العداوة القديمة بينهم. 


وفي اليوم التالي في "أديليد" تواصل "ماكس" مع "ديفيد" هاتفيًا يعلن استعداده لخوض الرحلة مرة أخرى.  


عرض "ديفيد" الأمر على "روبرت" و"أرورا" وبعد نقاش طويل اقتنع الأب وقال: 

- حسنا سوف أترك لكم حُرية الذهاب ولكن سأوفر لكم سفينة أخرى، بقيادة "أوين" أفضل تلاميذي وهو قبطان جيد. 

فرح التوأمين وأخذوا ينتابوا على أبيهم بالقُبل، تابع الأب حديثه قائلاً: 

- لا يجب أن تعلم "اميلي" بشأن هذا الإتفاق... هيا استعدوا أيها المغامرون. 


تحدثت "أرورا" إلى "داني" ليأتي معهم فرفض تماماً، وفي صباح اليوم التالي استعد التوأمين وجهزوا أغراضهم وأصطحبت أرورا أريك معها بعد أن حملوا معهم خمس حاويات من تراب الأرض، وعشر أصناف من الفاكهة الحمراء، كما طلب الزعيم "برايم".


 وتقابلوا مع "ماكس" عند الشاطئ، وكان معه ثلاثة شباب ذو بشرة سمراء، يتميزون بقامة طويلة وشعر أجعد وقوة البُنية، كل منهم يحمل حقيبة كبيرة بعض الشيء. 

سأله "ديفيد": 

- من هؤلاء الشباب أيها الجد "ماكس"؟! 

أجابه الجد "ماكس" قائلاً: 

- هؤلاء حُراس لنا، لا تقلقوا، هم معنا لحمايتنا...   قد نتعرض لخطر هناك. 


شعر "ديفيد" و"أرورا" بالقلق حيال هؤلاء الشباب، ولكن تحسن مزاجهم لما رأوا "داني" قادم، ليشاركهم الرحلة، قال: 

- لا يمكنني التخلي عن رفاقي. 

 

صعدوا جميعًا وإستعدوا للإبحار، وبعد إنطلاق السفينة ببضع ساعات، بدأ الشباب الثلاثة بفتح حقائبهم، ليتفاجئ "ديفيد" و"أرورا" بما تحتوي عليه حقائب الشباب الثلاثة ذو البشرة السمراء... 

❈-❈-❈

استمرت السفينة في سيرها، "أرورا" تفكر في طريقة لتنقذ بها "ليزا" و"والتر" بدون أن يتئذى "أريك"، بينما رأى الجد "ماكس" ذلك السور الحجري الضخم إنه سور المدينة الغارقة، رأهُ عن بُعد، لذا قام بتوجيه السفينة جهة الجنوب حتى لا ترتطم بالسور الصخري كما حدث من قبل، ثم أخذ ينبه الفتية قائلاً: 

- لقد وصلنا المدينة الغارقة وسوف نمر من فوق سورها؛ لذا كونوا حذرين. 


أسرع القزم "أريك" نحو حافة السفينة ليشاهد ذلك السور، لحقته "أرورا" خوفًا عله، عادت عيناه تلمع من جديد عندما رأى السفينة تمر من فوق السور، تبسمت "أرورا" بسعادة بالغة. 


بينما على جزيرة الأقزام مازال الأقزام يعملون على تهيئة الجزيرة للعيش عليها بطريقة ذكية؛ حتى لا يتعرضوا لهجوم المفترسات عليهم، أنهكهم العمل ولكن الزعيم يقسوا عليهم ليستمروا، بينما "ليزا" و"والتر" فى قفصهم أثرى لدى الأقزام، يطلبون من الزعيم أن يفرج عنهم، لمساعدة الأقزام. 

ولكنه يرفض قائلاً: 

- أنتِ أيتها الفتاة حاملة البوصلة يختفي خلفك سر كبير، والأفضل أن تبقين حبيسة. 


الأقزام منتشرون بالمكان يجمعون الأطعمة والنباتات لتخزينها، "ليزا" تنظر إليه وكأن عيناها تشع نارًا تجاه القزم "برايم"، أمسكت البوصلة بقوة، ثم دفعت باب القفص بقوة حتى إنكسر الباب وخرجت "ليزا" و"والتر"، تعجب الجميع مما حدث. 

خرجت "ليزا" من عرش السلافادور، وقالت "لوالتر": 

- إلحق بي، ولا تقلق لن نتأذى. 

لحق بها "والتر" وهي مسرعة قال: 

- تبدين غريبة الأطوار، ماذا بكِ؟ 

لم ترد عليه واستمرت بسيرها مسرعة وكأنها تعرف جزيرة الأقزام جيدًا، فهي تعرف إلى أين تتجه، انطلقت تسير بين الأشجار والصخور، وبعض المنحدرات ومازال والتر يلحق بها، حتى قادته إلى غابة الموتى، حيث جثث الأقزام الموتى محفوظة ومغلفة بأوراق الأشجار، ومعلقة في أفرع الأشجار، ومازالت الجثث تحتفظ بخصائصها ولم تتأثر بعوامل الزمن ولم تصدر عفونة حتى. 


اقتربت "ليزا" من إحدى هذه الجثث، وتبدو أطول قليلاً من باقي الجثث، كما أنها أكثرهم قربًا لسطح الأرض، تحسست "ليزا" الجثة بيدها، وكأنها تستمد قواها من هذه الجثة، ثم جلست على الأرض وقالت: 

- ها قد جائت حارستك البشرية أيها الزعيم. 

ثم إلتفتت إلى "والتر"، عندها تراجع "والتر" بضع خطوات للوراء، يريد أن يفر هاربًا.

وقالت له: 

- لا تخف، إنها جثة الزعيم الأول للجزيرة، وهو يريد السلام، يسعى لإستعادة المدينة الغارقة، هو يتواصل معي حتى أسترجع الصولجان، ومن خلاله أُعيد المدينة الغارقة، ومن ثم فك اللعنة عن العمالقة؛ لتعود الحياة كما كانت ويعم السلام بين الأقزام من جديد   


سألها "والتر" قال: 

- كيف تواصل معك؟ وكيف عرفتي كل هذا؟ 

أجابته "ليزا" بحكمة وقالت: 

- هو من منحني قوة غير عادية منذ أن لامس البوصلة لأول مرة، وكنت أنا أول بشرية تلمس البوصلة، وسأكون أنا أول بشرية تلمس الصولجان. 

"والتر" يشعر بالخوف قال لها: 

- لا دخل لنا بهذ الأشياء، دعينا نجد طريقة لنرحل من هنا. 

أجابته بنبرة صوت حادة: 

- لا رحيل لي إلا بعد إنهاء المهمة التي كلفني بها زعيم الأقزام الأكبر، ولدي خطة سوف نبدأ بتنفيذها معًا قريبًا. 

عادت "ليزا" و"والتر" إلى عرش السلافادور عند حلول الليل، ولم ينته الأقزام من العمل بعد، طلبت منهم "ليزا" أن يجتمعوا؛ لتعرض عليهم أمر هام، قالت: 

- لدي خبر جيد لكم، لن تتابعوا العمل المرهق هذا بعد، لأن هناك أنفاق تحت الأرض بالفعل، وأنتم لستم بحاجة إلى الحفر.  

يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ابتسام رشاد من رواية أقزام بنجايا، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية