رواية جديدة للقلب أخطاء لا تغتفر لآية العربي - الفصل 8 - 1
قراءة رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للقلب أخطاء لا تغتفر
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة آية العربي
الفصل الثامن
الجزء الأول
صدمة فراقكِ جعلت من قلبي مكعبُ ثلجٍ يحوي داخله جمرةً ملتهبة
❈-❈-❈
بعد مرور عام على تلك الأحداث المــ.ؤلمة
لم تتغير طباع أحدٍ تماماً إلا أثنين تبدلت حياتهما ،،، إثنين أثر فيهما ما حدث ربما بشكل سيراه البعض إيجابي والبعض الأخر سيراه تأثيراً سلبياً ومخالفاً لرغــ.باتهم .
أحدهما هنا .
حيث أصبح حمزة شخصاً بارداً ،،، يتعامل بلا مبالاه مع الجميع ،،، بأستثناء شقيقته التى تعلم خباياه والذي بات يتكتم عليها ،، بات يتكلم قليلاً ويسمعُ كثيراً .
كلماتٌ حنونة من أمهِ بعدما علمت بحبه الممــ.نوع هذا وهى تواسيه مرددة أن النصيب والقدر هما الغالبان وبرغم ذلك فهي ما زالت تخشى بطش سالم .
كلماتُ مواساة من شقيقه مراد الذى يرأف بحاله ولكن قابلها حمزة بجمود لذلك توقف مراد عن طرحها منذ زمن .
كلماتٌ معنفة من سالم وأوامر وقرارات أصبح يتجاهلها ويتمرد عليها بالصمتِ والبرود مما جعل الآخر يتعجب ليبدأ مجبراً تدريجياً بتغيير طريقته معه .
كلماتُ حبٍ كاذبة من مها تلقى على مسامعه فيبتسم ساخراً على حاله ويقابلها بالصمتِ أيضاً ويعجز لســ.انه عن التبادل ويعجز قلبه عن النبضِ لها .
تساؤلات من شوقي عن تحديد موعد زفافه فبات يبحث عن أعذار في قاموس عقله ويلقيها عليه ليســ.كته .
ولكن لمتى ؟ ،،، إلى متى ستظل تتعامل بهذا البرود ! ، وكأن أحدهم قطع الشريان الموْصل لتيار مشاعره فأصبح كمبرد جليدي يحوى داخله جمرةُ نارٍ ملتــ.هبة .
يذهب لعمله ويعود ويأكل ويمــ.ارس رياضته ويذهب دوماً لشقيقته ثم يهرب بالنوم آخيراً قبل أن تداهمه الأفكار .
وأحداهما هناك .
فقط أصبحت ريتان زوجة كما يجب ،،، حياة هادئة تحمل بعض الغموض ولكن تقودها ريتان بتعقلها وهدوئها لاغية سلطان القلبِ تماماً .
لقد أدخرت مرحها ومشاعرها وطاقتها التى كانت تخطط لإستعمالها ، إلى أجلٍ غير معلوم .
خبأت في صندوق حياتها أغلب المشاعر والضحكات والنبضات وأوصدته جيداً وألقت به داخل الأعماق .
تحسن التصرف مع ناصف الذى يحترمها ويعاملها بودٍ ولطف ،،، نعم إلى الآن بالنسبة لها يعدُ غامضاً ،،، لا يخبرها شيئاً عن عمله ،،، لديه خصوصيته في غرفة مكتب يغلقها عليه عندما يدلفها ،،، وهى أعطت له كامل الحرية ،،، الأن لم يعد يهمها غير ما تراه وتسمعه ،،، أحياناً يأتيها سؤالٌ من الأعماقِ عن لماذا لم يتزوج إلى الآن ؟ ولكنها سريعاً تنفضه عن رأ. سها وتشغل أفكارها بأي شئ ،،، اقتربت كثيراً من ربها فطمئن قلــ.بها ولكن أحياناً تراودها كوابيس مزعجة ،،، أمورٍ متداخلة لم تجد لها تفسير ،،، ولكنّ الحياة مستمرة وما يهون عليها حقاً هو تقرب شقيقتها منها وذهابها إليها دوماً .
❈-❈-❈
في أحد نوادى الطبقة المُرفهة
تجــ.لس مها بعد إنتهائها من لعبة كرة التنس التى تفضلها وكالعادة كانت الجولة لصالحها .
تجلــ.سن أمامها بعض الصديقات من نفس المستوى المادي والفكري تتحدثن وتتباهين بإنجازاتهن سواء في الحبِ أو الأعمال .
رمقتها غريمتها في لعبة التنس بنظرة متفحصة تردف بتساؤل وخبث وكيدٍ مكتوم :
- صحيح يا مها ،،، كنتِ قولتى بعد ما رجعتى من فرنسا إن جوازك إنتِ وحمزة الجواد قريب جداً ،،، بس أنا شايفة إن خطوبتكم طولت أوى ،،، ليكون فيه مشاكل لا قدر الله ؟ .
أخفت غضبها وغيــ.ظها ببراعة أعتادت عليها ثم أكملت تتناول عصيرها المفضل وأردفت بثقة زائدة أمامهن جميعاً :
- أكيد كلكوا تعرفوا كويس مها أبو الدهب ،،، أنا لو حابة من بكرة أعمل فرحى هعمله ،،، بس أنا اللى اقترحت على حمزة نأجل شوية ندرس أطباع بعض الأول ،،، أنتِ عارفة كويس يا سو إن الجو از بالذات زي لعبة التنس عايز ذكاء وخطة وفهم .
تآكلت غريمتها غضباً بينما ضحكن الأخريات عليها وأردفت أخرى بإعجاب :
- بصراحة يا مها أنا معجبة بيكي جداً ،،، إنتِ قيادية ممتازة ،، وأنا متأكدة إنك هتقدرى تحققي كل اللى إنتِ عيزاه .
ضحكت أخرى مردفة بترقب :
- أنا بقى بصراحة معجبة بحمزة الجواد ،،، sorry يا مها بس بجد يا بختك بيه ،،، أنا شفته مرة في جراچ المول التجارى وحاولت أتكلم معاه بس هو من النوع التقيل جداً ،،، بجد واقعة واقفة .
ضحكت مها بغرور وأردفت :
- أنتِ مش معقولة يا بوسى ،،، إنتِ عايزاه يبقى خاطب مها أبو الدهب ويبص لواحدة تانية ؟ ،،، No impossible .
أومأت المؤيدة لها تردف بحماس :
- وااو تعجبيني يا مها ،،، على فكرة أنا بعمل زيك ،،، لأن شخصية الزوجة الضعيفة المستسلمة دي أنا بكرهها جداً ،،، علشان كدة إنتِ صح .
أردفت مها بتعالى للجميع :
- أكيد أنا صح ،،، أنا راسمة أهدافي كويس وبحققها .
❈-❈-❈
تقف ريتان في مطبخ شقتها مع المساعدة التى أتت لتساعدها في التحضيرات .
تعد طعام العشاء حيث سيزورها أفراد أسرتها الليلة .
رن هاتفها فتناولته من جيب كنزتها تنظر للمتصل ،، تنهدت تجيب برتابة وهدوء :
- أيوة يا ناصف .
أجاب ناصف بترقب :
- عاملة إيه؟
تنهدت وأردفت بنعــ.ومة :
- كويسة الحمدلله ، قربت اخلص أهو ، حاول متتأخرش لو سمحت .
تنهد يفكر ثم أردف بتساؤل :
أوكى مش هتأخر ،، أجيب حاجة وأنا جاي ؟
أردفت شاكرة بإختصار :
- لاء ميرسي .
أغلق معها وشرد يفكر قليلاً في الحياة التى يعيشها ،، لديه الكثير من الأسرار التى لا تعلمها عنه ،، الآن بدأ يخشى إنكشاف ما يخفى ،، فريتان ليست تلك المرأة التى ترضخ للأمور مثلما ظنها ،، لذلك فلينتبه جيداً وليحافظ على الهدوء والراحة الذي ينعم بهما الآن .
رن هاتفه الخاص فزفر بضيق وأجاب قائلاً :
- سامعك ؟
أردف الطرف الآخر بترقب :
- إيه أخبار الشحنة يا ناصف ؟ ،،، لازم تاخد بالك كويس أوى ،،، الناس دى مبتلعبش ؟
شرد يفكر ثم قال :
- عارف ،،، مافيش داعى لأي تهــ.ديد ،، كل شئ هيتم زى ما هو متخطط له .
أردف الطرف الآخر :
- تمام ،،، أنا بس بنبهك .
أغلق معه وتنهد بقوة ثم وقف يتناول مفاتيحه وأغراضه وخطى للخارج ليعود إلى منزله مبكراً.
❈-❈-❈
أنتهت كارى من حِصتها ووقفت مودعة أولاد سناء فهى أصبحت تدرسهما بجانب المدرسة الخــ.اصة التى ذهبا إليها بدايةً من هذا العام الدراسي .
ولجت للخارج فقابلتها سناء بإبتسامة هادئة تردف متسائلة :
- خلصتوا يا كاري .
أومأت كارى وهى تملــ.س على وجنة سليم وتقى بحب وحنو مردفة :
- أيوة النهاردة تمام ،،، خلصنا بدرى علشان يروحوا مشوارهم .
طالعتها سناء بأمتنان وأردفت شاكرة :
- شكراً بجد يا كارى ،،، أنا عارفة إنك بتتعبي معاهم .
هزت رأسها تردف بتروى :
- لاء بالعكس أنا بكون مبسوطة جداً وأنا بدرس لهم ،،، يالا أنا همشي عن إذنك .
اتجهت لتودعها عند باب الفيلا .
في نفس اللحظة كان مراد يترجل من سيارته الجديدة بحماس كي يصطحب توأم شقيقته إلى منزلهم ،،، فمراد معروف بقيادته المتــ.هورة بعض الشئ لذلك منعه سالم من إستعمال سيارة خــ.اصة بيه ولكنه أثبت مؤخراً حسن تصرفه والتأنى في القيادة لذلك وافق سالم على شراء سيارة جديدة له .
خطى بإتجاه الفيلا ،،، لقد أتى متعمداً ليراها ،،، يكن لها مشاعر إعجاب تظهر للعلن بشجاعة ولكن ما زال سالم لا يعلم عنها شيئاً .
رآها تولج للخارج فانفرجت أساريره وانتابته سعادة كحاله مؤخراً بعدما أصبح يخترع المجئ تشوقاً لرؤيتها .
أتجه يبتسم بقلبٍ راقص وأردف بمرح ووجهٍ مشرق :
- دانا ماما دعيالي بقى ،،، مساء الجمال .
تنهدت سناء وأردفت بتهكم لمعرفتها سبب مجيئه:
- إنت جيت ليه يا مراد مش أنا طلبت من حمزة هو اللى ييجي ياخدهم ؟ ،،، انت سواقتك تخوف .
طالعها بلوم يردف بعدما أحرجته أمام كارى :
- أوبس ،،، كدة تكسفيني قدام المــ.س ،،، وبعدين ده كان زمان يا نونا أنا حاليا بسوق أحسن من حمزة وابوه .
ابتسمت كارى بخفوت عليه فطالعها بسعادة وضحك يردف :
- ماشاء الله ،،، عسل يا اخواتى .
خجلت كاري وأردفت سناء بعتب :
- مراد ميصحش كدة ،،، أعقل شوية .
وضع كف يــ.ده االيمنى على صــ.دره وانحــ.نى بطريقة مسرحية يردف بطاعة :
- أمرك يا اختى الكبيرة ،،، ممكن بعد أذن سعادتك تدخلى تجيبي حبايب قلب خالو علشان نمشي .
مال قليلاً وأردف بهمــ.س أمام وجه كارى التى تعجبت وأهتزت :
- بحب الأطفال جدااا وبساعد في تربيتهم كمان .
ضحكت سناء عليه بينما كاريمان كتــ.مت ضحكتها بصعوبة وأردفت مودعة :
- عن اذنكوا أنا لازم أمشي .
خطت لتغادر وتتبعها بعــ.يون لامعة زفير قوي ،، لا تنكر إعجابها بشخصيته ولكن لن تقع في نفــ.س خطأ صديقتها أبداً ،،، ولكن ما يبدو لها أن حمزة ومراد مختلفان تماماً فالأول أكثر هدوءاً والتانى أكثر شغفاً .
غادرت ونظر لشقيقته يردف بلهفة :
- أنا عايز اتجــ.وزها يا سناء ،،، خلاص أنا قررت أتكلم .
طالعته سناء بتمعن ثم تذكرت أمر حمزة الذى دخــ.ل في بالون حزنه منذ زو اج ريتان وبات صامت معظم الوقت .
هزت رأسها بيأس وأردفت بتروى :
- إنت عارف اللى فيها يا مراد ،،، لو مش هتقدر تواجه يبقى الأحسن تبعد ومتعلقهاش بيك ،،، أديك شفت حمزة يا حبيبي .
تنهد وأردف بإصرار وجدية :
- مهو علشان شفت حمزة مش هقبل إنى أكمل زيه ،،، حمزة مطيع أوى يا سناء ،،، وأنا مش حمزة .
نظرت لعــ.ينيه ورأت فيهما الإصرار فتنهدت تومئ ثم أردفت لتنهى هذا النقاش :
- تعالى لما أجهز لك الأولاد .
أومأ لها وخطى معها للداخل .
❈-❈-❈
بعد ساعة في الشركة
يجلس حمزة خلف مكتبه يتابع عمله بملامح باردة .
دلفت عليه فجأة مها التى إنضمت مؤخراً لمجلس إدارة الشركة بعدما تنازل لها والدها عن نصف أسهمه .
رفع حمزة نظره وطالعها بضيق بينما هى لم تبالي واتجهت تجــ.لس أمامه مردفة بترقب وتساؤل :
- مش بترد على مكالماتى ليه ؟
تنهد بعمق وأردف وهو ينظر لحاسوبه :
- عندى شغل يا مها ،،، مش هعرف أرد على الموبايل وأنا بشتغل .
طالعته بتمعن ثم تنهدت ووضعت ســ.اق فوق الاخرى تردف بترقب :
- اوكى ،،، خلينا نسهر أنا وانت النهاردة ؟
أردف بهدوء :
- مش هينفع النهاردة للأسف .
وقفت ثم ضــ.ربت بكفــ.يها على سطح المكتب فطالعها بتفاجؤ فتابعت بغــ.ضب وخبــ.ث :
- مش أنا اللى تتعامل معايا بالأسلوب ده يا حمزة ،،، بحاول معاك من أول خطوبتنا ،،، فكرتك هتتغير بس كنت غلطانة ،،، أنا مش هكمل فى المهزلة دي .
ترك ما في يــ.ده وشبك كفيه يتساءل وهو يطالعها بتمعن وبرود :
- عايزة إيه يا مها ؟ .
طالعته بحدة وأردفت :
- إهتمامك .
زفر بقوة ثم وأردف بضيق يتساءل :
- مش ملاحظة إنك بتتكلمى بطريقة بعيدة عن نمطك شوية ؟ .
ضيقت عيــ.نيها وابتسمت ساخرة تردف :
- نمطى ؟،،، وهو إنت تعرف إيه عنى أصلاً .
طالعها بضيق نعم لا يعلم عنها شئ ومؤخراً أصبح يبتعد أكثر وأكثر .
طالعته تنتظر حديثه فتساءل مجدداً :
- عايزانى أعمل أيه يا مها ؟
عادت تجلس مرتدة ثم طالعته قائلة بترقب :
- تثبتلى أنك باقي عليا ،،، تحدد فرحنا زي ما عمو سالم وبابي طلبوا منك ،،، خطوبتنا طولت أوووى .
زفر بقوة ولم يجب فشعرت بالضيق والغضب لذلك وقفت تردف بتعالى ودهاء :
أنا مش هتكلم في الموضوع ده تانى يا حمزة ،،، أنا عرفت أنا هعمل إيه ،،، هعملك اللى إنت عايزه من زمان .
التفتت تغادر وتركته يتطلع على أثرها بضيق .
أسرعت مها تتجه إلى مكتب والدها لتخبره بما قاله حمزة بخبث ،،، سردت ما حدث وازادت عليه فغضب شوقي ووقف يردف :
- هو مفكر نفسه إيه ؟ ،،، الباشا اللى مافيش زيه وأنا برمي بنتى عليه ؟ ،،، لاااء ده لازم يفوق لنفسه كويس .
ذرفت دموع التماسيح وأردفت :
- أعمل ايه يا بابى ،،، انا حبيته وأنت عارف كدة كويس .
إتجه شوقي إليها يحتويها ويشدد من عناقه بها وهى أتقنت دورها جيداً ،، حاول تهدأتها ثم أردف بحبٍ لها وغضبٍ لحمزة :
- أهدى يا حبيبتى ،،، صدقيني هيندم هو وعيلته كلها .
إبتعد عنها وألتفت يولج خارج مكتبه وتتبعته مها بترقب حتى وصل إلى مكتب سالم فدلف دون إستئذان يردف بغضب :
- كلم إبنك خليه ييجي حالاً .
تعجب سالم من هجومه ووقف يردف وهو يرى مها تدلف خلف والدها مدعية الحزن :
- فيه ايه يا شوقي ؟
جلس شوقي أمامه يردف بحدة :
- خلى ابنك ييجي يا سالم وإنت هتعرف في إيه .
طالعهما سالم بتعجب ولكن أسرعت مها قبل أن يرفع سماعة هاتفه ويهاتف حمزة تردف بخبث:
- أستنى يا اونكل سالم متكلمش حمزة .
نظرت لوالدها بخبث وأردفت :
- بابي خلاص مبقاش ينفع كلام ،،، سيبه يعمل اللى هو عايزه خلاص انتهت .
تعجب سالم وهو يطالعمها ثم أردف متسائلاً :
- هو إيه اللى إنتهى ؟
أردف شوقي بحدة وغضب :
- إبنك اللى جه طلب أيــ.د بنتى وفكرته أد كلمته ،،، بقالنا سنة بنتحايل عليه يحدد فرحه ،،، هو مفكر علشان بنتى بتحبه إنى هرميها عليه ؟،،، بنتى بيتقدملها أولاد وزراء وسفراء بس أنا اللى قولت ده جدع وطيب وأد كلمته ،،، لكن يظهر كدة كنت غلطان وهو فكر إن بنتى مفروضة عليه ،،، يبقى بيحلم ،،، أسمع يا سالم ،،، أنا عندى راحة بنتى وسعادتها في المقام الأول ،،، ولو أبنك هيقل معانا يبقى أعتبر الشراكة بينا ملغية ،،، وأبقى خلى إبنك بقى يتحمل نتيجة أفعاله مع بنتى .
شهقت مها تدعى الصدمة ثم أردفت بأستعطاف وهى ترى حالة سالم الذى شحب وجهُ :
- بابي مينفعش تعمل كدة ،،، بلاش تخلط الأمور في بعضها ،،، مشكلتى مع حمزة بعيدة عن شراكتك إنت وأونكل سالم .
أردف شوقي بغضب وحدة من أجل أبنته :
- أنا اللى عندى قولته ومش هتراجع فيه .
إندفع للخارج بينما هي إدعت الحزن وأردفت مطمئنة بدهاء :
- معلش يا أونكل ،،، ياريت حضرتك تتكلم مع حمزة وأنا هحاول أتكلم مع بابي واهديه ،،، عن أذنك .
غادرت خلف والدها تبتسم بإنتصار وأتجهت إلى مكتب والدها تغلق خلــ.فها وتطالعه وهو يجــ.لس يتنــ.فس بقوة وغضب ثم جلست أمــ.امه وأبتسمت تضع ســ.اق فــ.وق الأخرى مردفة ببرود :
- إهدى يا بابي ،،، إهدى صدقنى حمزة بنفسه اللى هييجي يحدد معاد الفرح معاك .
طالعها بتعجب وأردف من بين غضبه :
- إزاي ؟ ،،، إنتِ لسة عايزاااه ؟،،، مش بتقولي مش مهتم بيكي ؟
زفرت تردف بترقب :
- يا بابي أنا بحب حمزة وإنت عارف كدة كويس واللى بيحصل بينا ده أمور عادية بتحصل بين أي اتنين مخطوبين ،،، وبعدين من الأول إنت اللى حطيتنى في التحدي ده ،، صدقنى حمزة ليا أنا وبس ،،، أصبر وهتشوف إنه بنفسه هيكلمك يحدد معاد الفرح .
في ذلك الوقت رفع سالم سماعة هاتفه وطلب حضور حمزة .
بعد دقائق دلف حمزة يتطلع عليه بترقب ،، جلس أمامه وأردف متسائلاً بجمود :
- خير يا بابا ؟
زفر سالم بقوة ،،، لقد أدرك مؤخراً أن التهــ.ديد والعــ.نف لم يعد يجدى نفعاً مع حمزة لذلك وقف يتجه إليه ثم جلس أمامه وطالعه بترقب يردف بهدوء :
- هتحدد فرحك أمتى يا حمزة ؟ ،،، شوقي شايف أنك بتماطل في تحديد معاد الفرح ،،، والمفروض إنك خطبتها واديت كلمة ،،، وأنا شايف إن خطوبتكم طولت أوى .
تنهد ينظر لوالده بتمعن ،،، يريد أن يسأله عن ماذا عنه هو ؟ ،،، أولم يرى سالم ماذا يريد إبنه ؟ ،،، يرى فقط ما يراه شوقى وما تراه إبنته ولكن يأتى عنده وتبيض عيناه ؟
تابع سالم عندما لاحظ صمته وتمعنه به :
- إسمع يا حمزة ،،، يمكن أنا في الأول ضغطت عليك في موضوع أرتباطك علشان كدة إنت مش عايز تدي مها فرصة ،،، لكن مها بنت ممتازة ،،، وأنا متأكد أنها هتسعدك وهيكون وشها حلو جداً على العيلة ،،، ده غير إن ميصحش تتراجع في كلمتك ،،، ده مش حلو على شغلنا ،،، قولتلك الجو از بالذات لازم تفكر فيه بالعقل ،،، بالنسبة للمشاعر دي بتيجي بعد الجو از مش قبــ.له يا حمزة ،،، إنت وريث مكانتى من بعدي ،،، لازم تحكم العيلة كلها بعقلك وتعرف كويس مصلحتهم فين ،،، أيوة أنا قسيت عليك بس لأنى عايزك شبهى ،،، قوي مش ضعيف ،،، فهمتنى ؟
وقف حمزة بعدها ينظر لوالده بتمعن ثم أردف قبل أن يغادر بملامح باردة لم يستطع سالم تفسيرها :
فهمت .
❈-❈-❈
مساءاً في شقة ناصف الفاخرة .
يجلس الجميع حول مائدة الطعام .
أردف حمدى بحنو وأعجاب :
- تسلم ايدك يا حبيبتى الأكل حلو جداً .
إبتسمت له ريتان قائلة بحب وسعادة لرؤيتهم :
- ألف هنا على قلبك يا بابا .
مد ناصف يــ.ده يلتقط كــ.فها ثم رفعه يقــ.بله بحب وأردف مؤكداً أمام أعــ.ينهم :
- تسلم ايدك فعلاً ،،، الأكل هااايل .
ابتسمت له بهدوء بينما طالعتهما جميلة بسعادة وأردفت بعفوية :
- عقبال ما ناكل عندكم يوم ما ربنا يكرمكم بنونو ينور البيت .
توتر ناصف وترك يــ.د ريتان ثم أردف مبتسماً بتحمحم :
- إحنا مش مستعجلين يا طنط ،،، ولا إيه يا ريتا ؟.
نظرت له ريتان مبتسمة بهدوء ،، نعم شعور الأمومة يتــ.وغلها وتحن إلى طفلٍ يلون حياتها الباهتة ولكن أحياناً يخطط القدر بطريقة محكمة ،، فالتمهل في تلك المسألة أفضل كثيراً من العجلة ،،، ربما يفاجئها القدر .
أردفت جميلة بتعجب :
- مستعجلين إيه يا بنى دانتوا بقالكوا سنة متجــ.وزين أهو ! ..
أشارت ريتان تغمز لوالدتها وأردفت بهدوء :
- عادى يا ماما لسة بدرى ،،، كملوا اكلكوا وانا هقوم أجيب الحلو .
أردفت بسمة بحماس وهى تقف :
- خليكي يا ريتان وانا هجيبه .
اومأت لها ووقفت بسمة تتجه للداخــ.ل لتحضره ولترضي فضولها عن أكتشاف ما هو جديد في منزل شقيقتها .