-->

رواية نابغة بعصر الأغبياء - للكاتبة أسماء المصري - الفصل 21 - 1 الأثنين 27/5/2024

 

قراءة رواية نابغة بعصر الأغبياء  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية نابغة بعصر الأغبياء

للكاتبة أسماء المصري


الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر يوم الأثنين

27/5/2024

نقطة فارقة وصلا إليها في حياتهما جعلتهما يشعرا بحياتهما وقد وصلت أخيراً لنصابها الصحيح وهما اﻵن معا وبأحضان بعضهما البعض، تململت بحضنه وهى نائمة فشعر بها فاستيقظ ينظر لها ببسمة فرحة فهل حقا أصبحا معا وأخيراً وإلى النهاية؟


مسح بكفه على وجهها برقة ففتحت عينيها تنظر له بوهج عاشق ولكنها نظرت بعمق عينه لتتأكد أنه لا زال هو فرعونها وحبيبها سيتي، ابتسمت فور أن انحنى وطبع قبلة على وجهها هامساً برقة: 
-صباح الخير يا شقية.

حاوطت رقبته بذراعيها متعلقه به وارتفعت قليلاً بجسدها هامسة بدورها: 
-صباح الخير مولاي وحبيبي.

قبلته قبلة عميقة وابتعدت تقول بنهم: 
-أشعر بالجوع يقطع معدتي وكأنني لم آكل منذ قرون.

ابتسم بسمة خفيفة وتحرك صوب الهاتف المعلق بأحد جدران الغرفة الفندقية هاتفاً بمرح: 
-لن أعتاد أبداً تلك الحياة المترفة، ولا خدمة الغرف والهواتف.

ضحكت ملئ فمها وعقبت على حديثه بمكر: 
-أتريد أن نعود لحياة القصور والخدم والجواري يا مولاي؟

التفت ينظر لها ورد بتبرم: 
-متى رأيتني أهتم للجواري وما غيرهن أيتها الغيورة؟ كل ما أقوله أن تلك الأشياء الحديثة غريبة علي.

لفت الملاءه على جسدها ونزلت من الفراش واقتربت منه تستند بجسدها على جسده وقالت بتلاعب: 
-ما رأيك بإفطار على الفراش كما تعودت قديماً عندما تكون برفقتي؟

انحنى لطولها واقتنص شفتيها بقبلة عميقة ورد: 
-بل ترتاحين أنتِ يا حبيبتي ذات البطن المنتفخ وأنا رهن إشارتك وخادمك المطيع.

اتسعت بسمتها من الدهشة وتلاعبت معه بالحديث: 
-ماذا تقول؟ هل الفرعون سيتي مر إن بتاح فرعون مصر وحاميها يريد خدمة الكاهنة بنترشيت ابنة بائعة الخضار.

عاد مقتربا منها و سحبها داخل حضنه وحاوط خصرها بتملك ورد متنهدا بحب: 
-أﻻ تعلمين حبيبتي أن تلك الفتاة الصغيرة ابنة بائعة الخضار قد استطاعت أن تهز عرش هذا الفرعون العاشق وجعلته أسير غرامها وعبدها أبد الدهر!

شعرت بتضخم عضلة قلبها وهو يستطرد حديثه: 
-جاب العالم بحثا عنها بعيون المواليد، بل جاب العصور والقرون لآلاف السنوات وانتظرها لعقود حتى نضجت وأصبحت ملك له تنتظره كالثمرة الناضجة والجاهزة للأكل.

انحنى مقتربا منها هامسا بإثارة: 
-وأنا جائع أكثر منكِ ولكنني جائع لتذوق رحيق عشقنا المتقد ولا ينضب أبداً.

فور أن انتهى حملها فسقطت عنها الملاءة فابتسم بشغف ووضعها على الفراش ليبث عشقه لها بلا حدود.
❈-❈-❈

تأخرهما جعل عزيزة تشعر بالقلق على فلذة كبدها فظلت مترقبة عودتهما ولكن جاء زوجها هاتفا بفروغ صبر: 
-ابنك مش صغير يا عزيزة، وكان عايش في بلاد بره سنين ومش هنخاف عليه وهو هنا وسطنا.

ردت بقلق بالغ: 
-قلبي مقبوض يا سي عبده وكل يوم يجيلي في المنام يقولي الحقيني يا امه.

زفر عبد المجيد أنفاسه بضيق وقال: 
-انتي هتفضلي تندبي كده لحد الفقر ما يركبنا.

ردت عليه واجمهة: 
-الواد راجع كويس وفي يومين حالة اتبدل يا سي عبده، ما أنت لو كنت هنا كنت عرفت بقول ايه، كأنه واحد تاني واهو راح اديله اربع أيام ولا حس ولا خبر.

رد عليها مؤكداً: 
-أكيد بيفسح مراته يا عزيزة، مش كان بيبعت لنا دايما عنها إنها نفسها تزور مصر! أكيد بيفسحها في الأقصر ولا أسوان.

بكت بقلة حيلة وترجته: 
-طمني عليه يا سي عبده ابوس ايدك، ابني فيه حاجه وقلب اﻻم ميغلطش ابدا.

تركها زافرا بضيق وخرج وهو يتمتم: 
-مش هخلص من زنك أبدا، ربنا يردك بسلام يا ابني عشان امك تحل عني.

فور أن وصل للطابق السفلي من البناية التي يقطن بها وجدهما يترجلا من سيارة أجرة حاملان متاعهما فاقترب منهما بفرحة وصاح مهللاً: 
-يا أهلا يا أهلا يا ابني، أنت كنت فين كل ده يا واد أنت وقلقنا عليك كده؟

ابتسم بتصنع ورد عليه: 
-كنا في طيبة.

تعجب عبد المجيد وسأله بحيرة: 
-طيبة! فين دي يا ابني؟

تدارك خطأه ورد موضحا: 
-الأقصر يابا، كنا في الأقصر بفرج قيثا.......

قضم كلمته بجوفه وتدارك خطأه مجددا مصححا: 
-بفرج دورثي على البلد.

امتدح فعلته هاتفاً: 
-خير ما عملت، يامه كتبت لنا إن مراتك بتحب لآثار المصرية، بس المره الجايه ابقى عرف امك عشان كانت قلقانه عليك.

أومأ له بصمت وتحرك من أمامه فنظرت بنترشيت له وهمست تسأله: 
-ماذا يحدث؟

أاجابها بهدوء: 
-لابد أن ننتقل للعيش بعيداً عن عائلته، فلا أظن أنه من السهل علي أن أتعامل معهم دون أن أخطئ.

وافقت فوراً وأكدت: 
-معك حق، وحتى نستطيع اﻻستقلال بحياتنا سوياً حبيبي.

رد بضيق وهما يصعدا للطابق المنشود: 
-لولا حاجتي للمال لأخذتك بعيداً وعشنا سويا دون خوف أو قلق، ولكنني لابد أن أظل إمام عبد المجيد حتى أجد طريقة لفتح تلك الحجرة السرية وآخذ ما يخصني منها.

دلفا للمنزل فهرعت عزيزة تحضنه باشتياق وصرخت هاتفة: 
-ابني يا حبيبي، كنت فين كل ده؟

رد بهدوء: 
-في الأقصر.

حاولت التحدث أكثر وربما فتح تحقيق هو ليس على استعداد له فقاطعها: 
-دورثي راجعه من السفر تعبانه، وانتي عارفه انها حامل فهنرتاح شويه وبعدها هقعد واحكيلك على كل حاجه.

ربتت على كتفه بحب وقالت: 
-ماشي يا حبيبي، ادخلوا اﻻوضه نظيفه و زي الفل، اختك لسه منضفاها وفرشت السرير بملايه جديده.

أومأ لها بفروغ صبر وتحرك واضعا راحته خلف ظهرها يقودها للداخل وفور أن دلفا تنفس بصعوبة وأخرج زفرة قوية ناظرا لها وهمس بضيق: 
-حقا لن أستطع فعلها قيثارتي، لابد أن ننفصل عنهم بأقرب فرصة.


الصفحة التالية