-->

رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 20

  

قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل العشرون




  -  ابتسامة وابتهاج ودموع وآنين في وقت واحد -

 

--

وقف ياسين يستمع الى صوت نغم بذهول تام، وكأن الصدمة قد شلت عقله تمامًا، لا يصدق انه استمع الى صوتها جميع الاسوار الذي وضعها لغلق قلبه وحبها بداخله، كل حصونه قد انهارت من وقت ان استمع صوتها، صوتها الذي طرب قلبه، حديثها معه كالالحان الموسيقية التي تُعزَف على أوتار قلبه المتيم بعشقها، عشقه لها قد جعله ينسى كل ما حوله في الحياة، وكأن الدنيا قد انتهت في الوهلة التي تفوهت باسمه بها  بصوتها العذب الذي جعل قلبه و جميع مشاعره التي دفنها تحيا من جديد، ابتسامة مشرقة زينت محياه، فهو اشتاق لها بالفعل اشتاق لها بمعنى ما تحمله الكلمة بين حروفها، شعر بنيران الاشتياق تزداد وتحرق قلبه كل يوم عن اليوم الذي يسبقه.

 

فاق من شروده مع ذاته وعالمه العاشق الذي كان به على صوت وصول رسالة على هاتفه عبر تطبيق الواتساب كانت من رقم آلاء شقيقته من الواضح أنها قد ارسلت إليه العنوان كما أخبرته، لكنه وجدها ارسلت ايضا رسالة صوتية ففتحها بلهفة شديدة، وهو يدعي ربه أن تكون هي صاحبة الصوت ليس شقيقته، هو يحتاج ان يستمع صزتها الذي يجعل كل شي في حياته وبداخله يحيا من جديد، بالفعل وجدها هي، ولكتها كانت تتحدث بصوت باكي مرتعش

 

:- يـ... ياسين تعالى سرعة عشان خاطري، ا... انا خايفة اوي بجد.

 

شعر بحادة قوية تعتصر قلبه، صوتهها الباكي الخائف قد المه بشدة تمنى لو ان يدمر العالم بأكمله لأجلها، قلبه يصرخ من فرط المشاعر المختلطة الذي يشعر بها، أغمض عينيه لوهلة يرتب افكار عقله، ثم سار متوجه الى سيارته مسرعا يأمر السائق الخاص به أن يقود السبارة بأقصى سرعة، وقد شرد عقله فيما حدث قي الماضي قبل وفاة والده، تذكر ذلك اليوم الذي يكرهه بضراوة

 

  --

دلف ياسين المكتب الخاص لعمر، الذي كان مندهش من وجوده فتلك اول مرة ياتي ياسين اليه، حمحم ياسين بصوت رجولي ثم تحدث بقلق وتوتر كالتلميذ الذي سيؤدي امتحان هام في حياته

 

:- عمر يعني بصراحه كنت عاوز اقولك على حاجة مهمة بس متوتر شوية.

 

عقد عمر كلا حاجبيه بدهشة حقيقية قد اجتاحته، لكنه سيطر في تعابير وجهه بمهارة ليخفي دهشته، و رد عليه بقلق شديد يعصف في جميع خلاياه

 

:- قول يا ياسين في إيه هي آلاء حصلها حاجة.

 

حرك رأسه نافيا على الفور ورد يجيبه بهدوء

 

:- لا آلاء كويسة متقلقش عليها يا عمر.

 

صمت لوهلة واسترد حديثه مرة اخرى بقلق واضطراب، مشاعر جديدة يشعر لاول مرة بها

 

:-الحوار اللي عاوز اكلمك فيه بعيد عن آلاء اختي، انا عاوز اكلمك في حاجة مهمة بس علشان نغم مش آلاء.

 

أسرع يقطعه ويرد عليه بنفاذ صبر وقلق على شقيقته

 

:- في إيه يا ياسين قول بسرعة متقلقنيش مالها نغم كنت لسة سايبها في البيت كويسة.

 

اومأ له أمامًا بهدوء، ثم رد عليه بصوت منخفض متوتر

 

:- ايوة هي كويسة، بس بصراحة يا عمر انا بحب نغم وعاوز اتجوزها واوعدك اني هحافظ عليها وهشيلها في عيني ودة وعد مني ليك لو حصل ليها اي حاجة في يوم من الأيام يبقى ليك حق.

 

صاح به غاضبًا وقد توقف عقله، لا يصدق مغزى حديثه باي عين يأتي ويطلب منه شقيقته كيف فكر أنه سيوافق على شئ مثل هذا

 

:- والله قولتلي عاوز تتجوز نغم اختي وبتحبها، انت جاي تهزر يا ياسين دة انت مصاحب بنات قد كدة بعدد شعر راسك، ولا الشغل اللي حتى مش عارف تمسكه لخالي انت كل اللي عاوزه منه فلوس وبس بمتتهى السهولة هجوزك اختي بعدين حب ايه هو اللي بيحب بيبقى كل يوم سهران في مكان شكل مع بنت شكل

 

حاول  ان يرد عليه بهدوء وهو يكبت غضبه بداخله حتى يشرح لعمر ماذا ينوى في حياته

 

:- عمر لو سمحت مسمحلكش تتكلم معايا بالاسلوب دة، انا قررت اني ابطل كل دة و هبدأ حياة جديدة عشان نغم تستاهل كدة فعلا.

 

ظل يستمع الى حديثه بسخرية تامة، فهو ليس أحمق حتى يصدق حديث مثل ذلك، لكنه انتظره حتى ينتهي و تحدث يرد على حديثه بتهكم ساخرا

 

:- لا ضحكت بجد طب معلش يا ياسين نقفل الموضوع دة عشان انا مش هرمي اختي لاي حد دي نغم السنماري اخت عمر السنماري يعني هجوزها اللي يستحقها ويعرف قيمتها دي اختي الوحيدة ولو سمحت مش عاوز نغم تعرف أي حاجة عن الموضوع دة يا ياسين نغم لسة صغيرة و مش عاوز أي حاجة تأثىرعلى مستقبلها.

 

صاح به هو الاخر بغضب،  يقف أمامه والشرر يتطاير من عينيه و كأن النيران قد اشتعلت بداخله

 

:- انتَ اناني يا عمر أناني بجد مش عاوز تجوزهاني عشان عارف اني بحبها اوي اكتر من نفسي، تحرم الحب عليا لكن انت والاء مقضيينها عادي صح فعلا ماهي الاء مش لاقية حد يلمها زي ما انت عامل مع اختك، ابوها سايبها براحتها وكل ما نكلمها لا دي دلوعة بابي تعمل اللي يعجبها

 

رفع عمر سبابته أمام وجهه وتحدث بغضب شديد ووعيد كان يشعر بعصبية مفرطة

 

: - ياسين، كلمة كمان على آلاء وهنسى كل حاجة واقوم اعرفك انت بتتكلم عن مين، الاء ملكش دعوة بيها بعدين انا والاء في حدود بينا عمرنا ما تخطيناها وانا عارف حدودي مع الاء حويس اوي مش هستنى واحد زيك يحي يتكلميس انت شكلك ناسي ان اللي بتتكلم عليها دي تبقى اختك، عارف يعني ايه اختك ولا مش عارف، وخالي مش سايبها كدة لا خالي عارف كويس هي بتعمل ايه وواثق فيها عشان عارف اخلاقها الكويسة، لكن انا عارفك كويس يا ياسين انا عاوز ادي نغم لراجل بجد، واخر مرة تجيب سيرتها او الكلام الزفت اللي بتقوله على الاء اختك.

 

رد عليه  الاخر بغضب شديد ووعيد، وقد اشتعلت الغيرة والغضب بداخله، ليتمكن عقله من تدمير اي ذرة حب لشقيقته الذي وضعها عقله في مقارنة معه بين حياتها الافضل في كل شي وحياته

 

:- ماشي يا عمر خليك فاكر اوعى تكون فاكر ان هسيب الاء تتهنى بالفلوس والجوازة اللي عاوزاها لا انسى مش هتحرم من كل حاجة وهي تبقى موحودة في حياتها..

 

من بعد ذلك قد تدمر كل شئ بداخل ياسين نحو شقيقته وكانه ينتقم منها بسبب رفض عمر، لكن مهلا لماذا ينتقم منها هي لم تفعل له أي شئ حتى ينتقم منها، كل ما في عقله اوهام ليس لها أساس من الصحة..

 

 --

 

فاق من شروده في افكاره على صوت السائق الذي تحدث باحترام شديد

 

:- وصلت يا ياسين بيه.

 

اوما له ياسين برأسه الى الأمام، ثم ترجل من السيارة التي توقفت للتو و قام بالاتصال على هاتف الاء مجددا، وهو يتطلع حوله لعله يراهما حتى نجح بالفعل ووجد نغم وهي تقف من بعيد، فهو يعلمها جيدا يعلم ادق تفاصيلها، هرول مقتربًا منها لكنه تفاجأ بشقيقته التي كانت واقعة ارضا مغشى عليها، قبل ان يتفوه بحرف واحد كانت نغم قد اقتربت منه مرتشعة بخوف، ثم القت بذاتها داخل حضنه بقلق شديد وتمتمت بخفوت وتلعثم

 

:- يـ... ياسين الحق الاء أنا خايفة اوي بجد احسن بكون حصلها حاجة والله ما هسامح نفسي انا السبب في كل اللي حصل، هـ.. هي قالت نقول لعمر انا رفضت انا خايفة يا ياسين.

 

وقف ياسين لوهلة مذهول من فعلتها التلقائية لكنه لم يظل في ذهوله ودهشته طويلا خاصة بعدما استمع الى نبرة صوتها المرتعشة، أسرع يمسد فوق شعرها بحنان، وتحدث يسألها بهدوء شديد

 

:- اهدي يا نغم، اهدي مفيش حاجة الاء هتبقى كويسه متقلقيش بس ايه السبب اللي جابكم مكان زي دة ومش قايلين لعمر كمان وهي من امتى الاء بتتصرف من غير ما تقول لعمر على حاجة.

 

ردت تجيبه بصوت مبحوح خافت و الدموع لازالت تهطل فوق وجنتيها، تُحمِّل ذاتها سبب كل ما حدث

 

:- مـ.. معلش يا ياسين شوف الاء بس الاول وانا هبقى احكيلك كل حاجة بس شوفها احسن يكون حصلها حاجة انا خايفة عليها اوي.

 

رد ياسين عليها بهدوء  ولازال يحاول ان يطمأنها على الرغم من دهشته بسبب تحول علاقة نغم والاء فهو يعلم بتوتر علاقتهما ما الذي جد

 

:- اهدي يا نغم خليكي بس واثقة فيا وانا مش هخلي اي حاحة وحشة تحصلك.

 

اومات له براسها الى الامام ودموعها لازالت لم تجف، اقترب ياسين من آلاء الملقاة ارضا وظل يحاول ان يجعلها تستعيد وعيها ولكن جميع محاولاته بلا فائدة فأسرع يحملها بقلق شديد يضعها داخل سيارته، وجعل نغم تاتي معه، ثم أردف قائلا السائق بتوتر

 

:- روح انت سوق العربية التانية بتاعتهم و تمشي ورايا بالظبط وانا هسوق دي.

 

وضع الاء في المقعد الخلفي الخاص بالسيارة بينما نغم ركبت بحانبه في المقعد الامامي بقلق شديد، انطلق ياسين يقود السيارة بسرعة شديدة حتى وصل امام مستشفى فاوقف سيارته مسرعا ودلف حاملًا إياها، اسرع الطبيب نحوه بعدما صاح ياسين بغضب، وظل يقف في الخارج ينتظر إياه حتى يخىح بعدما ينتهى من فحص الاء، وقف ياسين بحانب نغم يطمنها ان كل شي سيصبح بخير لا يجب عليها ان تقلق هكذا.

 

خرج الطبيب بهدوء ثم تحدث يجيب على سؤال ياسين بعملية

 

:- متقلقش يا استاذ هي بس من الواضح انها عملت مجهود كبير لكن هي صحتها كويسه و الحمل كمان كويس.

 

تفاجأ كل من نغم وياسين بعد سماعهم ذلك الخبر، فاسرع ياسين متسائلًا مرة اخرى بدهشة

 

:- هي حامل  يا دكتور، أنت متأكد؟

 

اومأ الطبيب يؤكد حديثه بابتسامة لطيفة تزين ثغره، وتحدث بهدوء

 

:- ايوة يا استاذ ياسين المدام حامل و في بداية الشهر الثاني تقريبا هنتأكد من كل دة لما اطلب الدكتورة هتيجي نشوفها وتفحص الحمل.

 

همهم ياسين يرد عليه بهدوء ثم دلف بصحبة نغم الى الغرفة طالعته الاء بدهشة فاثار ضرب عمر لازالت باقية على وجهه، لكن ما جعل دهشتها تزداد هو كيف جاء ياسين إلى هنا، ومَن الذي اخبره لكن سرعان ما فهمت ان نغم هي من اخبرته يأتي، اسرعت نغم تتحدث معها بفرحة

 

:- مبروك يا الاء على الحمل يا حبيبتي مبروك عمر هيفرح اوي.

 

صُدمت الاء من حديثها لكنها سرعان ما ابتسمت بسعادة شديدة سعادة فاقت اي وصف توصفه، شعرت انها كالفراشة الطائرة في السماء لم تصدق ان ما تحلم به سيتحقق منذ دهر وهي تتمنى تلك الامنية من قبل زواجها من عمر كانت دومًا تتخيل حياتها معه بعائلتها السعيدة المكونه منه هو وهي وأطفالهما القادمون، قطع شرودها صوت رنين هاتفها الذي صدح يجعلها تفوق من احلامها على الواقع، اسرعت نغم تتحدث بقلق

 

؛- الاء دة عمر واتصل كتير بس مردتش عليه، خدي كلميه قوليله انك جاية ويلا نمشي بسرعة.

 

تبتلعت الاء ريقها بتوتر وتعب ثم ردت عليها بقلق شديد

 

:- ايوة يلا بسرعة عشان نلحق دة زمانه هيقتلني عالتأخير دة كله.

 

كادت تنهض من فوق الفراش لكنها لم تستطع كانت ستسقط ارضا لولا ذراع ياسين الذي سندها مسرعا وتحدث بتعقل

 

:- انتي تعبانة مش هتعرفي تمشي بصي انتي هتكلميه تقوليله انك فالمسنشفى هو يجيلك و انا هاخد نغم ونمشي عشان ميعرفش حاجة.

 

اومأت الاء  باقتناع و باافعل ردت عليه ولكن قبل ان يتحدث كانت تحدثت هي بخفوت شديد

 

:- الو يا عمر انا في المستشفى تعالى عشان مش قادرة اروح لوحدي..

 

شعر عمر ان الحياة قد توقفت عند ذلك الحديث غمغم بقلق

 

:- في ايه مالك أنتي كويسة حاسة بأيه؟

 

ردت عليه مبتسمة بخفوت واضعة يدها فوق بطنها بسعادة

 

:- تعالى بس متخافش عليا أنا كويسة دلوقتي متخافش.

 

ترك كل ما في يده وما كان يفعله وهرول نحو سيارته ذاهبًا اليها بعدما اخبرته عموان المستشفى، كان يقود سيارته بقلق شديد يريد ان ينهي المسافة ويصل إليها مسرعا.

 

بينما ياسين بالفعل اخذ نغم وسار بها نحو المنزل بوصلها وهو يشعر بسعادة شديدة لكونه رآها اليوم، رؤيتها فقط تجعله سعيد سعادة لا توصف ظل يحدق بملامحها الذي يعشقها باكملها، يشعر ان الحياة قد تلونت اليه من جديد.

 

 --

 

على الجانب الاخر

 

كانت فريدة لازالت مثلما هي وقد ازدادت ضعف عما كانت في السابق، عقلها يفكر في مكان تذهب إليه وتستر فيه هي وطفلتها القادمة، تريد ان تبتعد عن تامر و حياتها السابقة تماما، تبني مستقبل جديد لها ولطفلتها، واحيانا تراودها افكار عن حديثها الاخير مع آلاء ماءا لو كان حديثها صحيح؟

 

ستحمل ذاتها ذنل كل ما يحدث لها، ولكن من الممكن ان يكون خاطئا ايضا خاصة أنها تعلم أن تامر قد وافق على زواجهما بالاجبار وهو يعشق بسملة.

 

دوامة كبيرة من الحيرة تعصف بداخلها، تشعر انها كالتائهة في طريق لم تعلم عنه شي ولم تراه من قبل حولها العديد من الطرق ولكنها لا تعلم ايهم تاذي سيوصلها للصواب.

 

كانت حالة تامر لم تقل سوء عن حالتها فهو الاخر قد امتنع عن كل شئ في حياته لم يفعل سوى شئ واحد وهو البحث عها يريد ان يجدها بأي طريقة، لا يريد ان يتعاقب على شئ لم يفعله لم يتخيل حياته من دونها ومن دون طفلته القادمة فهو قد بنى العديد من احلامه في الحياة علىيهما اصبح يعشق فريدة بكل تفاصيلها يتذكر كل لحظة تمر عليهما وهو يعاملها فيها بجمود ندم اشد الندم على ضياعها من بين يديه، يريد فرصة واحدة حتى يشرح لها موقفه ويخبرها انه لن يخونها و انه يحبها هي فقط..

 

يتمنى لو انه يجلب بسملة ويقـ ـتلها فهي من تسببت في كل ذلك، ظل يتوعد لها و لما سيفعله بها، سيجعلها تندم على افعالها..

 

 --

 

وصل عمر المستشفى لـ الاء بسرعة شديدة والقلق لازال سيقتـ ـله لا مفر، أسرع يسأل عنها في الاستقبال وصعد اليها وجد الطبيبة لازالت عندها في الغرفة فسألها بقلق شديد

 

:- ايه يا دكتورة طمنيني الاء اخبارها ايه وإيه سبب اللي حصل؟ 

 

ابتسمت الطبيبة على قلقه ولهفته عليها، ثم ردت مجيبة إياه بهدوء وهي تتطلع نحو الاء التي طلبت منها عدم اخبار زوحها بخبر حملها

 

:- مفيش هي حالتها بقت مستقرة دلوقتي، تقدر تاخدها دلوقتي وتروح لو حابب.

 

شكرها عمر بهدوء ثم اقترب يجلس بجانب الاء وهو ممسك يدها بين كفيه يحاول أن يهدأ ويطمئن ذاته

بأنه بجانبه. لا يوجد شئ يقلق بسببه، اردف عمر يسالها بقلق شديد

 

:- الاء انتي كويسة حاسة بحاجة وجعاكي؟

 

حركت رأسها نافية مبتسمة بسعادة حقيقية تريد ان تصرخ وتخبر الحميع بذلك الخبر السعيد، تريد ان تخبر للعالم بأكمله لو كان لديها القدرة على فعل ذلك كانت فعلتها على الفور دون بتردد..

 

ظل عمر يجلس بحانبها بهدوء يريد ان يسألها اين كانت هي وما الذي حدث معها لكنه قرر ان ينتظر الآن فحالتها و ذلك الوضع الذي هي فيه لم يتحمل ان يسأل اسئلة مثل هذة.

 

سارت معه وهو يسندها برفق شديد، يحيط خصرها بزراعه حتى يساعدها على السير برفق، جلست بحانبه في العربية و عادت براسها الى الخلف واغمضت عينيها باسترخاء.

 

ظل عمر يطالعها ويتطلع نحو ملامحها الهادئة والسعادة بادية عليه لكنه لا يعلم ماهو السبب لكنه يريد أن يراها دائما سعيدة كالان، قرر ان يؤجل اسئلته لها حتى تتحسن حالتها ويراها اصبحت افضل فهو بالطبع لن يترك الامر يمر بسلام بعد كل ماحدث.

 

انطلق عمر يسيارته بتمهل شديد حتى لا يزعجها في اي شي من عوامل الطريق وعينيه تطالعها من حين لاخر يريد ان يضمها داخل حضنه حتى يجعل قلبه يطمأن عليها،  فكرة مرضها وانه من الممكن ان يخسرها تسيطر عليه، ما ان يعلم ان شي قد اصابها يريد ا يحبسها داخل قلبه ويغلقه عليها حتى تظل بداخله دائما.

 

--

 

ساعد عمر الاء الصعود إلى الغرفة وهو يحاول أن يضعها فوق الفراش برفق، ثم اردف متسائلا  بهدوء

 

:- آلاء هو انتي كنتي فين قبل ما تتعبي

 

ابتلعت ريقها بتوتر تحاول ان تفكر في إجابة مقررة الحفاظ على سر نغم بداخلها كما ااتمنتها عليه، ثم ردت عليه بقلق وتلعثم وهي تحاول الهرب من امام عينيه

 

:- كنت... بشتري حاجات.. ليا وكدة يا عمر.

 

حرك رأسه الى الامام بعدم اقتناع لكنه حاول ان يتمسك فب هدوءه حتى لا يتعصب عليها وهي مريضة فقرر الذهاب من الغرفة، فغمغم بجدية

 

:- آلاء انا رايح الشركة في كم حاجة مهمة سيبتها لما عرفت إنك في المستشفى هبعتلك حد بالاكل عشان تاكلي.

 

تأفافت عدة مرات وهي تشعر بالحزن، لا تعلم كيف تخبره، قبل ان يخرج عمر من الغرفة استدار اليها مرة الاخرى وتحدث بجدية تامة

 

:- آلاء تاكلي سمعاني قسما بالله لو ما كلتي هقلب عليكي و مش بهزر فاهماني.

 

اومأت له عدة مرات برأسها إلى الأمام دون ان تعقب على حديثه سعيدة بشدة عما علمته مقررة أن تخبره بطريقة خاصة مبهرة كما تحب.

 

--

 

في مكان آخر

 

صاحت نهى تتحدث بغضب شديد وهي ترفع سبابتها امام وجه عدي

 

:- لا يا عدي بقا دي مبقتش عيشة مش هعرف استحمل كدة ولا بتديني فلوس ولا عارف تجيبلي الاء تحت رجلي زي ما اتفقنا امال هتعمل ايه وكمان اللي بتطلبه دة بالنسبالي مستحيل.

 

رد عليها بهدوء زائف، وهو يطالع جسدها الشبه عارى امامه بشهوة، طبع قبلة قاسية فوق عنقها وهو يتحدث محاولا أن يؤثر عليها كما يفعل دومًا

 

:- ليه يا نهى ليه يا قلبي هو في حاجة مستحيلة على عدي حبيبك، بعدين يا حبيبتي هرجع زي ما كنت وهغرقك فوس انتي اكتر واحدة عارفة كدة صح يا قلبي.

 

ابتسمت باستماع تجاريه في فعلته معها، وردت عليه بمكر وخبث انثوي

 

:- يا عدي افهمني اللي بتطلبه دة صعب بحد وبعدين انا فاعدة معاك عشان بحبك كان ممكن اتخلى عنك وانفذ اللي انا عاوزاه بمزاجي لكن انا واقفة معاك يا عدي مش هبقى واقفة معاك وعاوزني اجيبلك فلوس من بابا ثم ان هو اصلا مش هيرضى يديني.

 

حاول عدي ان يتمسك في اعصابه حتى لا ينفجر بها بسبب طريقتها معه حتى نجح بالفعل، ورد عليها بهدوء زائف مستمر في تقبيلها، يضغط فوق كل حرف يتفوهه محاولًا ان يكتسب صبر حتى يتعامل معها لانه يحتاجها

 

:- عارف يا قلبي بجد مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه بس يا حبيبتي اوعدك وعد مني هرجعلك قدهم تلت مرات يا قلبي خليكي واثقة في عدي حبيبك.

 

ابتسمت بمكر بعدما وصلت لما تريد، استمعت الى حديثه ااذي يرضي كبرياءها وغرورها، تريد دائما أن تشعر أنها الافضل حتى لو تعلم أن عدي كاذب في حديثه معها، لكنها تريد ان تستمع ذلك دائما كانت تستمع الى الجميع وهم يمدحون في الاء تستمع عمر وهو يعترف لها بحبه و يخبرها انها كل ما له في تلك الحياة، تنهدت بصوت مسموع ثم تحدثت معه بمكر وحقد شديد

 

:- ماشي يا عدي طبعا يا حبيبي انا واثقة فيك هطلب فلوس من بابا بس عاوزة نخلص ماهو انا مش هسيب آلاء تعيش هي في العز دة كله كتير اتجوزت عمر و محققة كل اللي هي عاوزاه، و بتنزل صور كتير ليهم يا عدي هي قاصدة تغيظني على فكرة.

 

اومأ  براسه الى الامام ورد عليها بخبث

 

:- خلاص يا قلبي قريب اوي كمان هجيبها تحت رجلك هي وعمر.

 

ابتسمت بغرور وسعادة شديدة وهي تتمتى ان ياتي ذلك اليوم مسرعًا اليوم الذي ستنال فيه ما تريد وتحقق أحلامها الماكرة..



يُتبع

إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة