-->

رواية جديدة ومقبل عالصعيد لرانيا الخولي - الفصل 9

   قراءة رواية ومقبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية ومقبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل التاسع

أستيقظت من غفوتها لتجد نفسها في غرفة غريبة مستلقية على ذلك الفراش 

أنقبض قلبها خوفًا لتنتفض برعب عندما وجدته يقف أمام المرآة يهندم من ملابسه وعندما رآى انعكاس صورتها في المرآة قال بابتسامة خبيثة

_ أخيرًا صحيتي 


التفت إليها ليردف وهو يقترب منها بخطوات بطيئة جعل قلبها تزداد وتيرته

_ مش عارف أقولك صباحية مباركه لأننا بقينا المغرب 

تظاهر بالتفكير ثم تابع قائلًا 

_ نمشيها مساء الورد لأحلى عروسه شوفتها في حياتي .

أتسعت عينيها ذهولًا مما يحدث وزاد أكثر عندما وجدت نفسها عارية تمامًا إلا من ذلك الغطاء الذي يسترها من نظراته الوقحة لتهز رأسها بعدم أستيعاب لما يحدث وكأنها داخل كابوس وتريد بشدة الإستيقاظ منه فتردد برعب

_ أنت عملت فيا أيه؟ 

صرخت بعلو صوتها 

_ عملت فيا أيه؟

تقدم منها ونظراته تلتهما برغبة مما جعلها تنزوى في الفراش بخوف وتشدد الغطاء أكثر عليها 

_ متخافيش أنا مستعد أصلح غلطتي، انا عملت كده بس عشان أجبرك توافقي عليا بس أوعدك إني مش هكررها تاني إلا برضاكي

عايزك كده زي الشاطرة تاخديلي ميعاد من أبوكي عشان نلحق الموضوع قبل ما نتفضح قلتي أيه؟


لم تجد الكلمات التى تصف بها مدى الإشمئزاز الذي شعرت به في تلك اللحظة وكأنها تقف أمام شيطان 

إستحل ما ليس له ليزداد بغضها له أضعافًا وهى تقول بحرقة 

_ مستحيل أتجوز واحد ندل وحقير زيك حتى لو فيها موتي 

رفع حاجبية وهو يقول ببساطة

_ براحتك بس متزعليش مني بقى فـ اللي هعمله 

مع إنك هتبقى مراتي ولا زم أخاف على سمعتك بس إنتي اللى بتطريني أعمل كده.

تحولت نظراته إلى غضب وهو يميل عليها ويتابع بتهديد

_ ياتوافقي تتجوزيني ياإما متزعليش من اللي هعمله

أنا خارج قبل ما ساندي ترجع وتشوفك في الموقف ده وانتي البسي هدومك وفكري براحتك 

جوازنا ادام فضيحتك وأبوكي الصعيدي لما يعرف أن بنته كانت بتستغفله ومقضياها مع كل واحد شوية

خرج من الغرفة ليتركها تصرخ بألم على حظها العثر الذي اوقعها في شباكه 

بيد مرتعشه تناولت ملابسها الملقاه بأهمال على الأرض وقامت بإرتداءها وخرجت من الغرفة لتجده جالسًا على المقعد بهدوء وكأنه لم يفعل شئ 

تقدمت منه وهى تنظر إليه بإشمئزاز قائله

_ من وقت ما شوفتك وانا عارفه إنك إنسان حقير وملكش آمان بس متخيلتش إن الحقارة توصل بيك للشكل ده.

عارفه إني مهما اقولك مش هيصحي ضميرك الميت ده بس كل اللي هقوله

حسبي الله ونعم الوكيل فيك.

أنتهت جملتها ثم أسرعت بالخروج من المنزل وهى لا تعرف إلى أين 

لن تعود إلى المنزل كي لا يعلموا بالحقيقة كما هددها ويجبروها على الزواج منه 

عليها ان تلوذ بالفرار من  براثين ذلك الشيطان الذي سيظل يطاردها أينما ذهبت 

لكن مازالت تتساءل إلى أين؟

لم تدري كيف ومتى وجدت نفسها داخل محطة القطار وكأن قوة خفية ساقتها إلى هناك دون أن تدري

إذًا فقد حان الوقت لتذهب إليهم تحتمى بهم من غدر الدنيا وقسوتها 

 

خطت بقدماها داخل القطار لتجلس على المقعد تنظر من نافذته وكأنها تودع كل شئ من حولها ولا تدري هل ستعود يومًا أم ستذهب دون عودة


❈-❈-❈


وقفت سمر في الردهة تنظر في ساعتها بين الحين والآخر تتساءل عن تأخيرها كل هذا الوقت 

حاولت الاتصال مرارًا وتكرارًا لكن لا فائدة مازال قيد الأغلاق 

عاد منصور من الخارج ليجدها بتلك الحالة فيسألها مستفسرًا 

_ واقفه كده ليه؟

أجابته بقلق

_ بنتك مرجعتش لحد دلوقت 

وضع حقيبته على المقعد وسألها بقلق 

_ مسألتيش مصطفى ليه؟

_ سألته وقال لي انها خرجت مع ساندي والمشكلة إني معرفش رقمها ولا بيتها حتى 

نظر في ساعته ليجدها قد تعدت التاسعة مساءًا إزداد قلقه أكثر عليها ليسألها بأهتمام 

_ اومال فين مصطفى

_ راح يشوف حد يوصله لصاحبتها 

لم تكمل جملتها حتى سمعوا صوت الجرس ليظن كلاهما انها عادت أسرع منصور بفتح الباب ليجده مصطفى فيسأله بلهفه

_ لقيت أختك؟

دلف مصطفى من الباب وهو هز رأسه بنفي

_ لأ ملقتهاش بس قدرت أوصل لرقم البنت دي 

صاح به 

_ طيب مستني أيه رن بسرعة 

اخرج الهاتف ليتصل على الرقم منتظرين الرد وعند سماع صوتها اخذت سمر الهاتف بسرعة 

_ أيوة يا ساندي انا مامت سارة 

ارتبكت ساندي وهى تنظر إلى أخيها فيشير لها بفتح سماعة الهاتف وتجيب 

_ أهلًا وسهلًا ياطنط خير؟

سألتها بخوف

_ سارة كانت معاكي النهاردة صح؟

اشار لها ان تجاريها لتجيب بتلعثم

_ اه كانت معايا بتساعدني في حاجه في البيت بس مشيت من بدري 

إزداد قلق الجميع ليأمذ منصور الهاتف ويسألها بحده

_ خرجت من عندك أمتى بالظبط 

إزداد ارتباكها أكثر وأجابت بخوف

_ على المغرب كده، ليه هى لسه مرجعتش ؟

أنقبض قلب الجميع وهم لا يعرفون ماذا حدث لها لتاخذ سمر الهاتف وتحدثها برجاء

_ ارجوكي يا ساندي لو تعرفي أى حاجة قولي، وهى خارجه من عندك ما قالتش هى رايحة فين؟

ازداد خوفها أكثر وكذلك وائل الذي يستمع للمحادثة وتفكيرة ذهب به إلى إنتـ.ـحارها 

_ لأ مقلتش هى رايحة فين وأنا افتكرت أنها روحت 

ازدادت الأسئلة من سمر وساندي تجيبها بمقدار معرفتها حتى انتهت المحادثة وأغلقت ساندي الهاتف 

ونظرت إلى أخيها برعب وهى تصيح به 

_ عجبك كده؟ البنت شكلها كده انتـ.ـحرت 

ظهر الخوف واضحًا عليه وقد ساوره الشك أيضًا بأنها لجئت إلى الإنتحـ.ـار 

فيجيبها بخوف

_ مظنش انها ممكن تعمل حاجه زي دي مع أني طلبت منها تاخد ميعاد مع أبوها

جلست على المقعد لهى تقول برعب 

_ أنا خايفة للموضوع ده ينكشف وأهلها يخلصوا علينا 

إزداد خوفه حقًا وقال يطمئنها 

_ لا أكيد راحت عند حد من قرايبها لحد ما تهدي وترجع تاني 

هكذا أقنع أخته كما اقنع نفسه أيضًا مقررًا الذهاب لخطبتها غدًا ..


❈-❈-❈


أنتهى دوامها في المشفى وقد أستفادت كثيرًا من تواجدها مع في المكان 

لكن أكثر ما كان يأخذ تفكيرها هو صدمته عند رؤيتها والوجوم الذي ظهر عليه بعدها 

كانت تود ان تسأل عن صحته لكن خشيت ان تجرحه بكلمتها ولذلك التزمت الصمت 

طرق الباب ليخرجها من شرودها ودخلت الممرضة تخبرها بأن المدير يود مقابلتها 


حملت حقيبتها وذهبت إليه لتطرق الباب وتدلف 

وعند رؤيتها قال د.عصام

_ تعالي يا ليلى اقعدي 

دلفت ليلى لتجده يضع أمامه مجموعة من الأشعة والتحاليل فيضعهم أمامها قائلًا

_ الحالة دي أنا عايزك تراجعيها كويس لأنك هتتابعيها معايا 

تناولت منه الملفات وردت بهدوء

_ مريض قلب؟

هز رأسه بتأكيد 

_ اه عنده عيب خلقي في عضلة القلب كل حاجه عايزة تعرفيها هتلاقيها في التقارير اللي ادامك 

بس عايز اقولك إن الحالة دي بالذات تخصني آوي تقدري تقولي كده أبني اللي مخلفتوش 

  

لا تعرف لما انقبض قلبها خوفًا من كلماته 

وكأنه يلمح لشئٍ ما

نظرت إلى الأسم لتزداد وتيرة تنفسها وهى تتأكد من صحته لتحاول بصوبة التماسك امامه

_ انا فكرة الحالة دي كويس، ده مستر أمجد مش كده 

 

أكد قائلًا

_ بالظبط بس للأسف الحالة كل مدى مـ بتسوء ولحد دلوقت مش لاقين متبرع بنفس زمرة الدم 

والأدهى انه مش حتى بيساعد نفسه ومستسلم لليأس تمامًا

 وزي ما انتي عارفه أهم حاجة في العلاج نفسيت المريض وإن يكون في دافع يخليه يتمسك بالحياة.


شعرت ليلى بأنه يقصدها بذلك تساءلت هل لاحظ نظرات الحب بداخل عينيها؟

هل أصبحت بتلك الشفافيه حتى يلاحظ عليها ذلك من مرات قليلة تواجدت فيها معه؟

لترد بكلمات مقتصده

_ حاضر أنا هدرس الحالة كويس وإن شاء الله خير 

بعد إذن حضرتك.


❈-❈-❈


توقف القطار ولكن عبراتها لم تتوقف أخرجت هاتفها من حقيبتها لتبعث لهم برسالة صوتية تخبرهم فيها بذهابها إلى أهلها ثم اغلقت الهاتف حتى لايستطيع ذلك الرجل الوصول إليها.

ترجلت من القطار وسارت بضياع وهى تنظر إلى تلك القرية التي تمنت كثيرًا المجئ إليها، وها قد جائتها لكن مكسورة الخاطر والفؤاد، آتت هاربه من براثين ذلك الشيطان الذي دمرها وقضى عليها بكل جبروت، ترى هل ستجد الراحه والسلوان في ذلك المكان التي آتت إليه تلتمس منه العزاء، أم كتب عليها أينما ذهبت تلاحقها الشياطين.

سارت بخطوات منهكه وقد تأخر الوقت كثيرًا

لم يخطأ العنوان الذي علمته من خالد لتقف الآن أمام  ذلك المنزل الذي يحتوى تلك العائلة التي سمعت عنها الكثير والكثير منه، لكن ماذا سيكون رد فعلهم عندما يعلموا من تكون.

طرقت الباب قبل ان يفتح ذلك الذي يعد نسخة مطابقه لأبيها مما جعلها تتأكد أكثر من أنها لم تخطئ هدفها فتسأله بتوجس

_ مش ده بيت الحاج عمران المنشاوي؟

أندهش جاسر من رؤية تلك الفتاة التي تأكد لهجتها وملابسها انها لا تنتمي إلى البلدة ليجيب بتعجب

_ أيوة هو عايزة مين؟

شعرت بالبرودة تجتاح جسدها رغم حرارة جو الصعيد وردت بثبات على ذلك الفظ وهى تخبره باسمها كاملًا

_ أنا سارة منصور عمران

ساد الصمت قليلًا وقد ألجمته الصدمه لحظات قبل أن يستعيد وعيه وقبل أن يجيب سمعت صوت قوي يتقدم منهم ويسأل مستفسرًا

_ مين ياجاسر 

نظر جمال إلى تلك الفتاة التي تقف بإنهاك ويجيب جاسر بإستياء 

_ دي واحدة بنتجول انها بنت منصور

رغم الصدمة التي اعترته برؤيتها إلا ان الشبه الذي يقربها من والدته جعله يصدق ما تقول دون أن يستفهم منها، او بالأصح هيئتها تلك وكأنها على وشك الأغماء لا تسمح بالأستفسار ابتسم بحب وهو يرحب بها 

_ أهلًا يابنتي أتفضلي نورتي الدار 

دلفت معه المنزل لتشعر براحة عجيبة داخله إلا من تلك العينين التي تخترقها 

لتقف أمام أعين أخرى تتساءل من تكون ليقترب منها جمال ويخبرها بسعادة وهو يعرفها عليهم

_ ده جدك عمران  وجدتك جليلة

ثم اشار على زوجته وأردف 

_ ودي وسيلة مرات عمك.

ثم قدمها إليهم 

_ ودي بنت منصور أخوى

نهض الجميع من أماكنهم إلا من عمران الذي لم تسعفه قدماه على الوقوف ويكتفي بالنظر إليها، ليسمع جليلة تقول بسعادة 

_ إنتي سارة بنت منصور ولدي.

إندهشت من معرفتها لإسمها وأومات دون قول شئ لكنها أقتربت منها لتجذبها جليلة لأحضانها وهى تقول بسعادة 

_ أهلًا ببنت الغالي نورت الدار ياغالية 

إندهشت من استقبالهم الحار لها ثم تقدمت من جدها الذي كان ينظر إليها بعتاب واضح كانه يعاتبها على تأخرها عليه لتقبل يده بإحترام وتقول بصوت خافت 

_ إزيك جدو

ربت على كتفها وهو يقول بحب 

_ زين والحمد لله كيفك انت وكيفه أخوكي

إزدرأت ريقها بصعوبة وردت بثبات

_ الحمد لله كويس كان نفسه ييجي معايا بس مقدرش 

نظرت إليها وسيلة التي ترمقها بإمتنان وإقتربت منها قائله

_ إزيك ياطنط 

رحبت بها وسيلة بسعادة 

_ بخير الحمد لله نورتي الدار والنجع كلاته 

نظرت إلى عمها الذي ينظر إليها بحب وردت 

_ منورة بأهلها 

ربت بيده على كتفها ونظر إلى وسيلة قائلًا 

_ يالا ياأم جاسر خلي سعدية تحضر العشا بسرعة عشان تتعشي وتطلع ترتاح في اوضة ليلى لأنها بينها مش واخده عـ السفر وجو الصعيد والصبح يبجى اتحددتوا معها كيف مـ انتوا عايزين 

ردت وسيلة 

_ لا انا بنفسي اللي هحضرلها العشا

لم تجادل لانها حقًا تشعر بالجوع فأشار لها جمال بالجلوس لتجلس بجوار جليلة التى لم تصدق عيناها حتى الآن

لم تتخيل يومًا ذلك الأستقبال منهم لولا تلك العينين التي تنظر إليها بغضب جحيمي، ولما لا وقد تلاعب الشك بداخله ظنًا منه أنهم بعثوها إليهم كي تحنن قلب جدها عليه فسألها بهدوء

_ وانتي جايه لحالك إكدة؟

اهتزت نظراتها بإرتباك عندما تذكرت ما حدث لتجيب بألم لم تستطيع إخفاءه

_ أنا جاية لوحدي.

تحولت نظراته لإستهزاء وعاد يسألها 

_ ومنصور سابك تاچي لحالك؟

_ جاسر بكفياك أسأله

قالها جمال بتحذير من تمادية في أسألته لتجيب هى بهدوء

_ بابا ميعرفش إني جاية هنا إلا لما نزلت من القطر 

لأنه رافض …..

إلتزمت الصمت عندما وجدت حديثها يأخذها بدون قصد لإحزان الجميع ليكمل عنها جاسر ببغض 

_ رافض إنك تاچي أهنه، مش أكده 

نظر جمال بحده لإبنه كي يلتزم الصمت فيقول جاسر بإمتعاض وهو يهم بالذهاب

_اني داخل اوضتي 

نظرة سارة في آثره وهى تجاهد كي لا تتحرر دموعها وعندما لاحظ جمال ظن انها حزنت من بغض ابنه معها فرفع عنها الحرج قائلاً 

_ المهم إنك طمنتيه عليكي 

اومأت برأسها دون قول شئ حتى دخلت وسيلة 

_ العشا چاهز تعالي 

جلست سارة على المائدة لتتناول طعامها بشرود 

مندهشة من طريقة استقبالهم لها وفرحتهم بها 

تتساءل لما شوهت والدتها صورتهم بكل ذلك الكذب 

فما تراه الآن لا ينتمي بصله لتلك الصور التي رسمتها لها 

أبيها لم يتحدث بل كان ينهرها إذا تحدثت عنهم بالسوء 

إذًا فهناك حلقةً مفقودة وعليها معرفة الحقيقة من جدها

 

❈-❈-❈


كانت سمر تزرع الردهه ذهابًا وإيابًا وكأنها تسير على جمر ملتهب 

_ المجرمة تستغفلنا كلنا وتعمل العمله دي 

ثم نظرت لمصطفى الذي كان أيضًا مصدومًا من فعلتها وسألته بأتهام

_ أنت كنت عارف أنها رايحه عندهم 

رد مصطفى بشرود 

_ خالص أنا مستغرب زيكم وأكتر كمان 

أما منصور فقد كان ملتزمًا الصمت يفكر في رد فعلهم عندما يعلموا من تكون، كيف تم استقبالهم لها؟

هل رحبوا بها؟ هل يتخذها جمال فرصة كي يخبرها بحقيقته؟

كل تلك الأسئلة تدور بخلده الآن 

لينتبه على صوتها وهى تسأله 

_ممكن أعرف انت ساكت ليه؟

نهض منصور ليقول بحده

_ عايزاني أعمل أيه؟ اروح أجيبها من شعرها؟

صرخت به 

_ يعني أيه هـ تسيبها كده تروح لهم عادي وتبقى فرصة لجمال ومراته يشوهوا صورتنا ادامها؟

مسح بيده على وجهه يحاول السيطرة على أعصابه وقال بثبات 

_ هتصرف

_ هتعمل أيه؟

أغمض عينيه محاولاً ضبط أعصابه قائلًا بهدوء

_ هكلم خالد يروح يجيبها.

همت بالمعارضة لكنه تحدث بتحذير 

_ كلمة تاني وهطربق البيت عـ اللي فيه انا مش طايق نفسي

ثم تركها وصعد إلى غرفته 


جلست سمر على المقعد تهز قدميها بغضب شديد تفكر في طريقة تعيد بها ابنتها دون الذهاب إليهم

 تقدم مصطفى منها ليجلس بجوارها وقال بهدوء

_ معلش ياماما هى كان نفسها تشوفهم وتتعرف عليهم وبعدين هترجع تاني، يعني يومين بالكتير وهتلاقيها رجعت

زمت شفتيها بضيق تحاول العثور على حل ثم 

نظرت إلى مصطفى وقالت بأمر 

_ روح انت أوضتك وسيبني دلوقت.

ذهب مصطفى إلى غرفته وهو يعاتبها على ذهابها من دون أن تخبره

حاول الاتصال بها لكنه لازال قيد الأغلاق 

ألقى هاتفه على الفراش وهو يفكر في طريقة يقنعهم بها فـ الذهاب إليها 


❈-❈-❈


ولجت الغرفة مع وسيلة التي قالت بسرور

_ اتفضلي دي أوضة ليلى بنتي 

تساءلت سارة عندما لم ترى أحد اخرى غير ذلك الشاب 

_ أومال هى فين؟

أجابت وسيلة 

_ في مصر أصرت انها تكمل سنة الإمتياز في مستشفى مش فاكرة اسمها، كان هيچراها حاچة لو مراحتش مرديناش نزعلها راحت مع اخواتها حازم ومعتز هما كمان يكملوا علامهم هناك ردت بهدوء

_ ربنا يوفقهم 

لم تريد ان تطيل عليهم اكثر من ذلك 

_ طيب اسيبك انا بجى ترتاحي من الطريج والصبح نكملوا حديتنا 

خرجت وسيلة لتتركها لعذابها ولحظة إستيقاظها لا تترك مخيلتها لحظة واحدة.


❈-❈-❈


عادت وسيلة إلى غرفتها لتجد منصور شاردًا فعلمت انه يفكر في أمر أبنة أخيه 

جلست بجواره تسأله بأهتمام 

_ سرحان في أيه؟

هز جمال رأسه بحيرة وهو يقول 

_ مش عارف اجولك أيه، بس جلبي حاسس إن في مشكلة كبيرة خلاتها تاچي من ورا منصور إكده، وشاكك اكتر إن ممكن يكون السبب فيها منصور او سمر 

ردت وسيلة بنفس حيرته 

_ انا كمان مستغربه زييك واكتر كمان، بس البنت شكلها زينة جوي وكيف النسمه أكيد حدا منهم زعلها وهو ده اللي خلاها تاچي غصب عنيهم 

أومأ جمال ثم قال بجدية 

_ أني عايزك تاخدي بالك منيها زين وأوعاكم تحكولها حاچه عن اللي عمله أبوها زمان 

وخلي ابنك ميضيجهاش بأسئلته البايخه دي ولا يتحددت معاها واصل 

لحد ما تهدي وترتاح وبعدين هجعد معاها واعرف أيه اللي مزعلها منيهم

يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية