رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 19 - 2 - الثلاثاء 9/4/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل التاسع عشر
2
تم النشر الثلاثاء
9/4/2024
بغرفة جواد بالمشفى
جلس بجواره لبعض الوقت حتى فتح جواد عيونه بإرهاق، فتململ وهو يهمس باسم زوجته
-غزل..قالها بصوت متقطع..توقف صهيب متجهًا إليه، دنى منه وهو ينحني بجسده
-عامل إيه دلوقتي ؟!
ابتلع ريقه ..يطبق على جفنيه
-صهيب..ربت صهيب على كتفه
-غزل عندها كام كشف ودلوقتي تيجي، انت حاسس بإيه دلوقتي
-الحمد لله..استدار برأسه محاولا الأعتدال بعدما حاول نزع جهاز تنفسه
-الحمد لله ياصهيب، قرب اعدلني علشان البتاع اللي في مناخيري دا
-خليك مرتاح زي ماانت، علشان متتعبش، أشار على الأجهزة التي توضع بصدره
-فين غزل تشيل الحاجات دي بختنق
-ايه ياجواد هتعمل زي الأطفال ولا إيه
أراد أن يشاركه الحديث فرفع نظره إليه
-اقعد واسمعني ياصهيب ..تحركت أنامله المرتجفة على رأس جواد
-جواد ارتاح وبعدين نتكلم ..
-جنى كلمتك الفترة اللي فاتت ياصهيب..تسائل بها جواد
نظر إلي أخيه مذهولا
-السؤال دا ليا انا وياترى دا شك فيا يااخويا ولا بتحاول تبرر أفعال ابنك
نزع الجهاز من أنفه عندما فقد بإنسحاب الهواء من رئتيه، واعتدل بهدوء..هب صهيب من مكانه
-بتعمل ايه بس..اعتدل جالسا وتعالت أنفاسه يتحدث بتقطع:
-ابني مظلمش بنتك يا صهيب وانت اكتر واحد عارف
-جواد ممكن تسكت انت تعبان، لو سمحت بلاش تتكلم
رفع يديه ببطء وتحدث بنبرة حزينة
-لو مصدق أن جاسر ممكن يأذي جنى تبقى مصيبة ياصهيب، هتنكر أنه بيحب بنتك ومستعد يضحي بنفسه علشانها..فتح صهيب فمه للحديث
فأشار له بالوقوف
-مش عايز ولا كلمة، اسمعني للأخر، يمكن تعرف ليه بنتك عملت كدا
-جاسر وجنى الاتنين الظروف ظلمتهم، بس متنكرش رغم كدا، بس القدر كان رحيم بيهم وجمعهم ، اه ابني غلط عارف، بس بنتك غلطها اكبر ياصهيب، جنى مش وحيدة ولا مقطوعة من شجرة علشان تعمل كدا، لو انت راضي باللي عملته يبقى لازم تراجع نفسك يابن ابويا
نهض صهيب يهز رأسه وهتف
-اه فعلا ياجواد عندك حق، ماانا معرفتش اربيها
-اسكت ياصهيب..قالها جواد بتقطع، وانفاسًا ثقيلة ..دنى صهيب منه
-خلاص ياجواد اسكت دلوقتي مش وقت كلام، قاطعهم دلوف غزل..هرولت إليه بعدما وجدت شحوب وجهه
-ايه اللي حصل..اتجهت للأجهزة تتابعها
-جواد ممكن تنام تاني..استدارت تنظر بعتاب لصهيب..الذي استدار بوجه للجهة الأخرى دون حديث
قبل السفر لتركيا بيومين ..وهو اليوم المقرر بخروج جواد من المشفى
عند جاسر
ترجل من سيارته سريعا متجهًا إلى غرفتها بمنزل عمه صهيب، ولج يبحث بأركان الغرفة عله يجد شيئا..دلف لغرفة الرسم دفع بقدمه كل صورها يمسح على وجهه بعنف
-روحتي فين ليه تعملي فيا كدا ..، شهر ونص معرفتش أوصلك،،هوى جالسًا على الأرضية الباردة أنامله على صورتها يضمها بإشتياق كأنها غادرت منذ سنوات
تجول بأنظاره بين تلك اللوحات وصوره المختلفة بين أعظمها ...ابتسم بين دموعه
-غبية ياجنى متعرفيش انا بتنفس حبك يابنت عمي، والله لأحاسبك حساب عسير، اعرفك ازاي توجعي قلبي كدا..هلاقيكي هتروحي فين يعني ..قالها وهو يزيح كل ما يقابله توقف يحطم كل ما بالغرفة حتى أصبحت الغرفة أشلاء..وصلت الخادمة على صراخه مذهولة من حالته التي توصل إليها ، رفعت هاتفها وقامت بمهاتفة صهيب ولكنه لم يجب، فاتجهت إلى عز الذي كان عائدًا من الخارج
وصل إليه عز
-جاسر ايه اللي بتعمله دا..اقترب من عز يدقق النظر بمقلتيه
-بقالك يومين مختفي فين، كلمتك صح، وممكن تكون انت اللي مخبيها
-جاسر أنا بحاول اتغاضى عن عمايلك مع اختي لخاطر ابويا وابوك، إنما تستهبل مش هسكتلك
❈-❈-❈
امسكه من تلابيبه يهزه بغضب ونيران جحيمية تخرج من مقلتيه
-متستعبطش ياعز ، جنى متعرفش تتحرك من غيرك، صمت للحظة ثم تحرك متجهًا إلى ربى..ولج الى منزل والده سريعا
-ربى..صاح بها بصخب حتى خرجت من غرفتها بثيابها المنزلية
-جاسر فيه إيه، بابا حصله حاجة
اقترب يجذبها من ذراعيها بعنف
-جنى كلمتك صح..هزت رأسها بالنفي سريعا
-ابدا والله معرفش عنها حاجة ..نزع عز ذراع ربى من بين يدي جاسر
-كفاية بقى يااخي، ومتفكرش هسكت عليك، اقسم بالله اختي لو مظهرتش ياجاسر لأبلغ فيك وأقول انت السبب في اختفائها ، أشار بسبباته محذرا إياه
-احمد ربنا لولا تعب عمي كنت ولعت فيك ياجاسر وجنى هوصلها ، سمعتني
قالها واستدار يرمق ربى بنظرات متألمة ثم تحرك للخارج
مساء اتجهت غزل لمنزل صهيب
ولجت للداخل تبحث عن نهى، وجدتها تجلس بغرفتها تنظر بشرود أمامها
خطت حتى وصلت إليها
-نهى!!..استدارت نهى بعينها تطالعها بصمت ..تحركت غزل إلى أن وصلت إليها
-حبيبتي عاملة ايه؟!..حدجتها نهى بهدوء ثم اردفت بهدوء:
-من 25 عشرين سنة أول مرة قابلتك فيها وانتي بتعيطي قدام المدرسة علشان جواد زعلك ومكنتيش عايزة ترجعي على البيت، فاكرة اليوم دا ..أنا كنت راجعة من شغلي .. كنت لسة أول مرة انزل شغل بعد دراستي وراجعة زعلانة علشان أسلوب مديري، أنتِ كنتي في ثانوية عامة وقتها يعني فرق كبير في السن، مش أقل من سبع سنين..وقتها رغم حزني ومكنتش عايزة اتكلم مع حد، لكن شوفت فيكي براءة وحزن في نفس الوقت وجعلي قلبي، يوميها سألتك زعلانة ليه وبتعيطي كدا ليه
-قولتلي مالكيش دعوة وسبتيني ومشيتي، وبعد مامشيتي متر تقريبا هجم عليكي ابن عمك عاصم كان عايز يخطفك وقتها، انتي جريتي عليا وقولتي احميني لو سمحتي، مكنش فيه غيرنا تقريبا قدام المدرسة..فاكرة ايه اللي حصل ياغزل
انسابت عبرات غزل تومأ برأسها
-يوميها ضربتي عاصم بجذمتك لما حاول يشدني، واصابك بالمطوة بأيدك، وصرختي لما الناس اتجمعت علينا، واتصلتي بجواد من تليفوني لما لقيتني بعيط وبقول اسمه
ابتسامة حزينة لاحت على وجه نهى
-ودا كان أول تعارف بينا، وقتها قربتي مني أوي ، وانا عوضت حرمان الوحدة فيكي، حبيتك زي اخت ليا، لدرجة اليوم اللي مكنتش اشوفك فيه كنت بحس إن نقصني حاجة كبيرة اوي، صداقتنا قبل جوازي من صهيب فضلت 5سنين ، ياغزل، وبعد الجواز لحد دلوقتي عمرك مازعلتيني كنت أختي الصغيرة الحنينة وارتبطنا ببعض لدرجة الكل كان مفكرنا من نفس العمر أو القرابة، لحد ماجه موضوع جاسر وجنى وهنا بدأت حياتنا تفرقنا بسبب ولادنا، لأول مرة من وقت مااتجوزت اشوف وجع صهيب منك، لأول مرة أحس إنك واحدة غير صاحبتي اللي بقالنا اكتر من 35سنة صداقة بينا، ليه ياغزل ، ليه دا كله، لو اعرف علاقتنا هتبقى كدا كنت مستحيل اوافق صهيب على جواز جنى من جاسر
قالتها ببكاء، حتى اقتربت منها تحتضنها
-آسفة يانهى سامحيني غصب عني والله ، أنتِ عارفة جواد بالنسبالي ايه، حتى ولاده مابستحملش حد فيهم يزعله
ضربت نهى على صدرها تبكي بنشيج
-قلبي مولع نار على بنتي ياغزل، بنتي معرفش عنها حاجة، طيب انت ِ جواد قدام عيونك حتى لو تعبان بس مطمئنة أنه قدام عيونك، أما أنا بنتي معرفش عنها حاجة..أزالت عبراتها تطالع غزل تستعطفها بنظراتها
-جاسر لسة معرفش أي اخبار عن جنى ياغزل .. طمنيني ياغزل، بالله عليكي هزت رأسها بالنفي
-بيسأل في كل مكان، نفسي اعرف ليه يانهى جنى تعمل فينا كدا
تراجعت بجسدها تضع رأسها على ظهر المقعد تبكي
-ياترى يابنتي إنتِ فين، ياترى عايشة ولا ميتة..تدفقت عبراتها عبر وجنتيها كالشلال ..تهمس بخفوت
-عايزة بنتي، هاتيلي بنتي ياغزل، شوفلي بنتي عايشة ولا ميتة
ضمتها غزل تربت على ظهرها
-نهى ممكن تهدي، والله كلهم بيدوروا عليها، حتى جواد لما فاق عمل اتصالته وان شاءالله هيوصلولها قريب
اعتدلت ترفع كفيها
-ازاي ياغزل دي بقالها شهر ونص، دا اخوها مسبش مكان الا لما سأل عليها.، وصل صهيب من الخرج ،.فاتجهت إليه سريعا
-ايه ياصهيب مفيش جديد بردوا
هوى على المقعد يهز رأسه بالنفي
بكت بشهقات مرتفعة
-لأ اكيد حصلها حاجة، دا حتى مااتصلتش بعز، لازم جاسر يقول ايه اللي حصل خلاها تعمل كدا ياغزل
ابنك اكيد عمل حاجة ...ربتت على كتفها
-طيب ممكن تهدي، والله جواد قالي هيتصرف وخلال يومين أن شاءالله هيلاقيها، بس يسترد صحته الاول يانهى، جواد تعبان ومش حمل زعل ، اعذريني لو سمحتي
وضعت رأسها على المقعد تنظر من الشرفة تبكي
-ومفيش غير جواد اللي هيجبلي بنتي عارفة ومتأكدة من دا، مش كدا ياصهيب
كانت نظراتها على صهيب الصامت ..عيناه التي أصبحت خاوية من الحياة..نهضت من مكانها وجلست بجواره
-عامل إيه يا صهيب .رفع نظره بنظرات تائهة معذبة
-الحمد لله، جواد عامل إيه وهيرجع إمتى البيت..اقتربت منه وطالعته متألمة
-لسة زعلان مني..نهض من مكانه بجسدًا منهك، يكاد أن ينصب عوده وتحرك كالطفل الذي يتعلم السير، وتحدث:
-نهى هطلع ارتاح، ولما عز يرجع خليه يطلعلي..نهضت سريعا متجهة إليه
-صهيب إنت تعبان..هز رأسه بالنفي وتحرك مرددا
"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
كانت نظراتها عليه..انشق صدرها لحالته، وشعرت بتأنيب الضمير بسبب ما قالته له ..ربتت نهى على كتفها
-متزعليش منه، استدارت إليها وطأطأت رأسها بندم
-أنا اللي آسفة، انا اللي آسفة يانهى..قالتها وحملت حقيبتها متجهة للخارج دون حديث
بالأعلى ولج لغرفة ابنته، وزع نظراته على الغرفة بأكملها، وانسابت عبراته بقوة..تحرك إلى أن وصل فراشها ..هوى عليه يتلمسه
-ابوكي هان عليكي ياجنى، لدرجة دي يابنتي ..ليه يابنتي تكسريني كدا..ليه توجعي ابوكي ياجنى ، والله يابنتي لو كنت شكيت فيه ماكنت رميتك له..ولجت نهى إليه انتابها الخوف والألم معا..جلست بجواره ، وضعت رأسها على كتفه تحتضن كفيه
-صهيب هنعمل ايه، عز وجاسر مش عارفين يوصلولها، اعتدلت تنظر إليه
-تفتكر ممكن تكون راحت فين ..مسح دموعها ثم رفع كفيها وقبلها
-أنا آسف يا نهى معرفتش احافظ على بنتنا، بس والله كنت عايز أسعدها مع الشخص اللي حبته، قالها مع تدفق دمعاته
احتضنت وجهه وبكت على بكائه
-حبيبي جنى كويسة، انا قلبي بيقولي كويسة ياصهيب، بنتي كويسة ، اوعى تزعل نفسك ..استمع الى رنين هاتفه، فالتقطه
-أيوة..قالها بصوت خافت
-بابا..قالتها ببكاء
هب واقفا وانعقد لسانه عن الحديث لفترة ..حاول اخراج الكلمات ولكنها خرجت بتقطع
-ج..ن..ى..صرخت نهى تجذب الهاتف من صهيب
-كدا ياجنى، أمك وأبوكي هانوا عليكي ياجنى ..
-ماما وحشتيني..
-والله ياجنى، لسة فاكر عليكي، إن ليك أهل ،أنتِ فين يابت
-ماما عاملين ايه؟! ..وجا..سر ..جاسر عامل ايه
أشار صهيب إليها أن تعطيه الهاتف
-انتِ فين يابنت صهيب، وايه اللي حصل خلاكي تقلي بأبوكي كدا، دي تربيتي فيكي ياجنى
بكت بصوت مرتفع
-آسفة يابابا سامحني، عارفة إنك زعلان مني، بس والله ماقدرت اتحمل يابابا، انا بطمنك انا كويسة جدا، وكمان ولادي كويسين، حبيت اطمنكم ، سامحني ياحبيبي ، وخلي عمو جواد يسامحني
-لو مرجعتيش ياجنى يبقى انسي أن ليكي أهل
-بابا..صاح بصوتًا غاضب حتى شعر بألمًا بصدره
-اسمعيني يابنت صهيب لو مرجعتيش انسي أن ليكي اب، ابوكي وأخواتك موجودين علشان تهربي، انا بنتي تهرب من جوزها واتعاير بيها
-بابا..قولت بكرة تكوني عندي، هنا خلص بينا الكلام..ووقت ماتوصلي اعتبري هتكون ورقة طلاقك من ابن عمك في ايدك ودا اخر كلام
هوت جالسة على الفراش تنظر حولها بصدمة بعدما أغلق والدها الهاتف ..
بعد فترة
استمعت لرنين هاتفها
-غنى ..اجابتها غنى سريعا
-جنى لازم ترجعي مصر ..بابا محجوز في المستشفى من وقت مامشيتي وعمو صهيب متخانق مع جاسر، انا خايفة من بابا وعمو وجاسر، بجد معرفش أن الدنيا هتولع كدا، من فضلك ارجعي في أقرب وقت..انا سبتك وقت كافي اهو، كويس بقى ارجعي
-آسفة ياغنى مش هقدر دلوقتي
-جنى ..جاسر بيدور عليكي زي المجنون، وعز كمان، تعرفي بيجاد كان هيقوله، غير بابا اللي وقع من طوله بسببك، ولسة لما يعرف اني ساعدتك
وضعت كفيها على أحشائها وهتفت
-أنا هكلم عمو، عرفت من يعقوب أنه تعب وبقى كويس كمان، انا خلاص رسمت حياتي ياغنى، هم هيزعلوا شوية بس بكرة هيتأقلموا على كدا
صاحت غنى تجذب خصلاتها للخلف بغضب
-جنى انسي لو جاسر عرف مكانك هتفضلي عندك، مشفتهوش دلوقتي ، صدقيني دا اتجنن ومش على لسانه غير انك غدرتي بيه، ولولا تعب بابا كان زمانه وصلك
ارتجف جسدها ، تتصارع مشاعرها بالأشتياق إليه:
- هو كويس ياغنى، صحته كويسة..سالت عبرة عبر وجنة غنى مردفة
-صعبان عليا اوي ياجنى، تعرفي انا بهرب من وجوده ، يعتبر ماتقبلاناش غير مرتين بس، هو معظم الوقت في المستشفى..
سحبت نفسًا مردفة
-معتقدش إن جاسر بيحب فيروز ياجنى، ارجعي واقعدي معاه حبيبتي
-غنى الباب بيخبط هكلمك بعدين، بس عايزة أقولك حاجة قبل مااقفل
-أنا وجاسر حياتنا انتهت ، الراجل اللي مرعاش مشاعري ميلزمنيش حتى لو روحي فيه ياغنى، بحبه وبموت فيه بس بتوجع اكتر من حبه ..سلام ياغنى