-->

رواية جديدة وبها متيم أنا لأمل نصر - الفصل 29 - 2

    قراءة رواية وبها متيم أنا كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية وبها متيم أنا

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


الفصل التاسع والعشرون

الجزء الثاني


العودة للصفحة السابقة

ترجلت صبا من حافلة العمل الخاصة بموظفي الفندق وكانت في طريقها نحو وجهتها تتبع رئيسها الذي كان بالصدفة يمر أمامها، ولكنه لم ينتبه عليها خلفه، همت لتناديه حتى يقف وينتظرها لترافقه إلى القسم ولكن رنين الهاتف منعها، توقفت لتنظر من المتصل، فتقلصت تعابير وجهها بالضيق وهي ترى الرقم المميز على شاشة الهاتف أمامها، لتستجيب مضطرة للرد على صاحبه وقد تذكرت كلماته بالأمس عن وضع مودة:

- الوو السلام عليكم.

- السلام عليكم يا صبا، عاملة ايه بقى؟

سألها بنبرته الهادئة والتي دائمًا ما تثير عصبيتها، تمالكت لترد بجديتها المعهودة:

- تمام والحمد لله يا فندم، كنت عايزة أسألك بقى عن مودة.

- كدة ع التليفون يا صبا.

قالها ليصدر صوت طقطقة بفمه قبل أن يتابع:

- أنا منتظرك تجيني عشان افهمك الوضع كويس. 

اومأت برأسها ترد سريعًا:

- تمام تمام يا فندم، يعني انا دلوقتي لو جيت المكتب هدخل على طول .

- لأ.

قالها لترد بعدم فهم:

- لأ ليه؟

ردد يؤكد لها:

- بقولك لأ يا صبا، عشان انا مش موجود في الفندق النهاردة، انا عندي اعمال تانية بتابعها، لكن عشان خاطرك مخصوص اضطريت اوقف النهاردة ساعة وانتظرك في المطعم.

باستنكار احتلط بعدم التصديق رددت خلفه:

- مطعم ايه اللي عايزيني اجيلك فيه؟

اجابها محافظًا على هدوئه المستفز، 

- المطعم اللي جتيه المرة اللي فاتت يا صبا في عيد الميلاد ولا انتي مش فاكرة؟ 

افتر فمها وهمت أن تجيب برد غبي وليحدث ما يحدث بعدها، ولكن صوت الحكمة بداخلها لجم لسانها في اَخر لحظة، ليخرج صوتها وبصعوبة شديدة تجاهد لكبح انفعالها:

- يا فندم مينفعش انا المرة اللي فاتت روحت على عزومة كلها بنات، لكن دلوقتي بقى اروح ليه على مطعم غريب مع راجل غريب، مع احترامي طبعًا لحفظ الألقاب مع حضرتك، بس دا مينفعش معايا، دا......

- صبا انا مش تحت أمرك انتي وصاحبتك. 

قالها بحزم وقد تخلى عن بروده ليردف:

- عارف ان تقاليدك تمنعك بس انا مش طالبك في شقة خصوصي، دا مكان عام وانتي جاية بصفتك موظفة عند رئيسك صاحب العمل بخصوص مشكلة تخص زميلتك في العمل.

توقف برهة يصله صوت أنفاسها، ليتابع بصرامة:

- قدامك ساعة تحصليني فيها قبل ما امشي واسيب المطعم، دا لو عايزة حل لصاحبتك، لكن لو مش عايزة انتي حرة ، أنا مش راجل فاسد ولا سيء السمعة عشان تخافي مني، عن أذنك يا صبا.

قالها وأنهى المكالمة، ليتركها في تخبطها وقد فاز في هذه الجولة بتكبيلها ونزع الخيارات عنها ، لتوافق مجبرة، فلا مناص من التهرب او التراجع لقد بدأت طريق ومن الواجب أن تنهيه، ضربت بقدمها على الأرض 

لتستدير مغادرة نحو المطعم البائس، مغمغمة بالكلمات الحانقة عليه وعلى اليوم الذي رأت فيه مودة واليوم الذي طلبت فيه من شادي مرافقة هذه الفتاة للعمل معها هنا في الفندق.


❈-❈-❈


- وايه تاني كمان؟ كملي.

قالها ابراهيم في جلسته مع أمنية على إحدى الكافيهات الشعبية والمنتشرة على كورنيش النيل بكثرة، لتتابع له الأخرى بأسلوب يقارب الولولة، وهو يستمع بانتباه شديد دون كلل أو ملل:

- أكمل ايه تاني؟ بقولك جايبلها هدايا ياما وكلهم حاجة فاخر من الاَخر زي ما بيقولوا، دا انا صورت الطقم الفوشيا بس وسألت على تمنه في جروب ع الفيس، عرفت انه غالي نار، عارف يعني ايه غالي نار؟ يعني الطقمة اللي اشتريتهم كلفوا العريس مبلغ وقدره وهو لسة حتى مكتبش كتابه، ولا حتى لبس دبل، واخد بالك بقى من الكلام ده يا براهيم؟

نثر بطرف سبابته الرماد المحترق من السيجارة التي يدخنها ليسألها بهدوء مريب:

- قصدك إيه يا أمنية؟ مش فاهمك

ضربت بكفتيها على فخذيها مرددة بغباء أعماها عن هيبته الغير مطمئنة:

- لأ انت فاهم يا ابراهيم، يعني متعملهمش عليا، دا انت يدوب لبستني الشبكة وكأنها خلصت على كدة، مفيش مرة جيبلتي فيها شنطة ولا جزمة ولا بوك حتى، مش هدووم بالكوووم، كدة مرة واحدة.

بابتسامة جانبية جافة رمقها وهو يدخن من سيجارته بنهم، لينفث الدخان في الهواء، قبل أن يفاجئها بقوله:

- عينك زاغت ع البشمهندس ابن الناس يا أمنية، ومبقتش انا مالي عينك صح؟

بوجه انسحبت منه الدماء، وقد وعت لنفسها بعد هذا الإسهاب الأحمق منها، لتردد نافية على الفور برعب، تخشى رد فعله العنيف:

- لا والله يا ابراهيم، أنا عمري ما اقصد الكلام ده، دا انا بس بقول ع الهدايا، ااا أصلها عجبتني بصراحة، وبنفس الوقت اضايقت، عشان انا الصغيرة، يبقى انا الأول بالدلع ده كله، مش هي.

على نفس الوتيرة أردف بلغة النصح ليزيد على جزعها:

- يا بت خالتي انا مش غريب عنك، انتي عرفاني وعارفة حالي م الأول، أينعم ابويا مقتدر، بس انا اخري باخد اجرتي زي أي عامل عنده في الدكان، يعني هاجي اي بقى جمب البشمهندس خطيب اختك ولا اخوه الظابط،  ولا والدته اللي عاملة فيها الست المتواضعة، وهي راشقة في عيلة تسد عين الشمس بالبهوات رجال الأعمال ولا الرتب العالية فيها.

- إنت جيبت المعلومات دي منين؟

سألته وقد اعتراها اندهاش شديد من كم المعلومات التي يلقيها عليها مرة واحدة وبدون تمهيد، فجاء رده بنبرة تقارب الإقناع:

- طبعًا سألت عشان اعرف أصلهم وفصلهم، ولا انتي فاكراني هعديها  كدة؛  ان واحد غريب يدخل على خالتي وبنات خالتي، من غير ما اعرف هو مين ولا عيلته ايه؟ 

كالعادة وبدون تفكير أو تدقيق، صدقت حجته لتردف بغليلها:

- عشان كدة بقى،  شايفة نفسها وبتقول يا أرض انهدي ما عليكي قدي، طبعًا من حقها، فضلت تستعبط وتقول انا مش عايزة اتجوز، وهي بتنمر ع الجوكر اللي يقش، ااه.

خرجت الأخيرة منها بحرقة تعض على قبضتها المضمومة من الغيظ، عقب على هيئتها بابتسامة ماكرة:

- محروقة منها أوي انتي يا أمنية.

ردت موافقة بتحسر:

- أوي يا ابراهيم أوي، اصلك متعرفش هي اتغيرت وبقت ازاي؟ دي بقت مهتمة أوي بنفسها، بتحط كريمات ومكياج، وتلبس الجديد، لو شوفتها النهاردة وهي نازلة الشغل هتصدق كلامي .

- شوفتها. 

دمدم بها بداخله وبذهنه يعيد الصورة الجديدة لها، أو بمعنى أصح، تستعيد أمجادها القديمة، في الجمال والأناقة التي كانت تتميز بها، دونًا عن كل فتيات المنطقة، الحلم الذي كان يؤرق لياليه طويلاً.

- سرحت في إيه يا براهيم؟

قالتها أمنية لينتبه لها، فنظر لها بمكر قائلًا:

- في حالكم طبعا يا أمنية، اصلي يعني جوازة عليوي زي دي، أكيد لازمها جهاز عليوي من اختك، ودا طبعا هيكلف أضعاف.

رددت بسخط وقد تلون وجهها بالغضب:

- يكلف أضعاف، ودي هتجيب منين ان شاءالله؟ ولا هي فالحة بس تعملهم عليا وتقول ان مفيش فلوس لجهازي؟

مط بشفتيه يردف بفحيح:

- يبقى لازم تخلي بالك يا أمنية وتبقي عينك على كل قرش داخل أو خارج، دي ممكن تشتري عمارة وانتوا بهبلكم مش حاسين.

وقع قلبها تحت قدميها لتصيح بعدم احتمال تخيل الفكرة نفسها:

- يا نهار اسود، يعني ممكن تعملها صح؟ طب انا هعرف ازاي يا ابراهيم؟

أخرج من فمه دخان كثيف بانتشاء وقد وصل إلى مبتغاه ليردف:

- انا هقولك يا أمنية هتعملي إيه؟


❈-❈-❈


وصلت إلى الطابق الثاني من المطعم، بعد سؤالها عنه في الأسفل فور ولوجها بداخله، لتجد إحدى النادلات تسحبها من يدها بعد أن عرفت عن هويتها، ثم تأتي بها إلى هنا ، في هذه القاعة الفاخرة، والمحاطة بالزجاج الشفاف من كل الجهات، بإضاءة طبيعية، نتيجة الشمس التي تحدها من جميع النواحي، ومع برودة المكيف المركزي، لتجعل جوًا مميزًا من الرقي والرفاهية المبالغ فيها، وصاحب المطعم جالسًا على طاولة مستديرة وحده، ارتصت أمامه العديد من الأصناف الخاصة بالمطعم، يتابعها بعينيه وهي تقترب بخطوات مترددة، وشعور بعدم الراحة يطبق على أنفاسها مع هذا الهدوء المريب وخلاء المطعم من الرواد.

- السلام عليكم. 

القت التحية فور أن وصلت إليه، لتجده انتفض واقفًا بزوق أجفلها، لتمتد كفه إليها بغرض المصافحة قائلًا:

- وعليكم السلام، إزيك يا صبا؟

بفعل طبيعي اضطرت لمبادلته المصافحة، مع إحساس بعدم الجدوي لذلك، الا تكفي التحية الشفهية:

- اهلا يا فندم. 

قالتها باقتضاب وقد تمكنت من سحب كفها سريعًا،  أدهشه فعلها فابتسم ليجلس ويدعوها:

- اقعدي يا صبا.

خرج ردها سريعًا بانفعال:

- اقعد فين يا فندم؟ المطعم فاضي.

زاد اتساع ابتسامته وهو يستريح بجلسته على المقعد قائلًا بتسلية:

- فاضي فين يا صبا؟ امال انا قاعد هنا بعمل إيه؟ ولا الجرسونات اللي واقفين ورايا دول، شفافين أوي لدرجادي يعني عشان متشوفيهمش؟

نظرت صبا نحو ما يقصد لعدد من الندلاء فتيات وفتيان واقفين بتأهب، لخدمة السلطان المعظم، والذي كان يستفزها بعنجهيته وهذا التعالي المبالغ فيه، رغم تكرار دعوته بلطف:

- يا صبا اقعدي، هو انتي هتفضلي واقفة؟

أخرجت كتلة من الهواء محتجزة داخل صدرها ، لتجلس وتنهي هذا المشوار الثقيل.

انتشى بداخله ليبادره بقوله:

- اتفضلي بقى افطري معايا؟

باستنكار اعتلى ملامحها ردت بالرفض محتجة:

- لا طبعا مينفعش افطر حضرتك، افطر انت بألف هنا وشفا.

قابل رفضها بمناكفة قائلًا:

- ومالك بتقوليها وانت متعصبة كدة، دا فطار يعني حاجة بسيطة، ثم انا كمان محبش اكل لوحدي. 

بدت الشراسة تتراقص على صفحة وجهها بشكل زاد من تسليته لترد بانفعال يقارب الفظاظة:

- يا فندم بقولك مينفعش، دي عادة واتعودت عليها، أخري كباية شاي بلبن وفيها بسكوتة، أكتر من كدة مقدرش.

- طب ما هي دي عادة غلط على فكرة يا صبا، لازم الفطار يبقى متكامل عشان صحة الفرد. 

قالها ببرود كاد أن يصيبها بجلطة دماغية، بعدم قدرة على التحمل تنحت بوجهها عنه، حتى لا يزلف فمها بحماقة قد تضرها، ثم ما لبثت أن تعود بابتسامة صفراء تجيبه:

- ماشي يا فندم، لو قدرت اغير العادة الزفت دي، هغيرها ان شاء الله، المهم دلوقتي انا عايزة اسألك عن موضوع مودة، انا سايبة شغلي ولسة ممضتش حضور.

كان بوده المماطلة أكثر من ذلك ولكنها حاصرته بقولها المباشر فلم يجد أمام سوى الرد، تاركًا طعامه، ليركز كل حواسه معها:

- ماشي يا صبا هجاوبك عشان متتأخريش، ما انا برضوا مرضاش بأذيتك.... 

ركزت اهتمامها بشكل كامل معه، ليتابع بحرص حتى لا يتوه ببحر عينيها التي انعكس الضياء عليها، ليزيدها بهاءًا وروعة:

- شوفي يا ستي أنا كلمت مدام ناهد صاحبة الخاتم ، هي في الأول كانت معترضة، بس انا لما ضغطت وافقت اخيرا بس بشرط:

- شرط إيه؟

- الشرط هو انها تمضي على وصل أمانة بتمن الخاتم، لضمان رجوعه.

دمدمت بعدم استيعاب:

- إيه؟ وصل أمانة، يا نهار اسود، وافترض ملقتهوش هيحصل إيه؟

رد يمط شفتيه بعدم اكتراث:

- دا كلام الست وحقها على فكرة، انها تملك ضمان في إيديها، ولا انتي مش ضامنة صاحبتك ترجعه؟

ردت عن قناعة أدهشته:

- انا لو مش واثقة فيها رغم كل عيوبها مكنتش هتدخل لها، ولا كنت هتجرأ واكلمك عشانها.

عاد بجسده للخلف بتفكير عميق وعينيه لا تحيد عن تفاصيلها على الإطلاق، ليردف بعرض آخر:

- خلاص يا صبا مدام انت واثقة فيها اوي كدة، ما تضمنيها انتي عند الست، انا شايف انك شكلك ثقة، ولو اتدخلت انا بتقلي كمان ممكن اخليها توافق على كدة.


❈-❈-❈


جيرمين!

ضرب الأسم برأسها كصاعق كهربائي دفعها بعنف عليًا فجأة قبل أن يوقعها مغروزة لسابع طبقة في الأرض، على الفور اكتنفها دوار جعلها تميل للخلف برأسها، مغمضة عينيها بتعب، انتبهت عليها كاميليا لتتلقفها سائلة بخوف:

- ايه مالك يا رباب؟ حاسة بتعب ولا حاجة؟

تطلع الجميع لها بانتباه، ف استدركت كي لا تزيد أمرها سوءًا مرددة بلهجة مطمئنة:

- اطمنوا يا جماعة مفيش حاجة، انا بس استغربت من الأسم، دي جوزها يبقى ابن عم كارم، راجل كبير ومحترم......و... هو انتوا متأكدين من الكلام ده.

- أيوة طبعًا متأكدين.

قالها حامد ليتابع شارحًا:

- كاميرات العمارة والشارع، جايبة الست بطولها من ساعة ما دخلت الشقة اياها ولحد ما خرجت بتجري  تركب عربيتها، إحنا مجيبناس حاجة من عندنا.

اضافت على قوله كاميليا بظن رأسها لما تعلمه قديمًا بوجود علاقة وثيقة لهذه المرأة مع كارم:

- الست دي بتنتقم من جوزك فيكي، أنا عارفة من الأول إن في علاقة تجمعها بيه.

اومأت لها بهز رأسها وقد جف ريقها لهذه المصيبة الغير متوقعة على الإطلاق، ماذا تقول؟ والحقيقة المخزية لفعلتها في تصوير المرأة في علاقتها مع زوجها، هي المسبب الرئيسي لكل ما حدث.

وصلها صوت طارق بحنو يطمئنها:

- متقلقيش من حاجة يا رباب، ولا تشيلي هم جوزك المجنون ده، احنا كلنا حواليكي بقلبنا، ندافع عليكي بروحنا.

اضاف جاسر على قوله:

- دا غير ان اللي عملوا كدة هيتجابوا من قفاهم، البوليس شغال واحنا كمان شغالين ومش هنهدى غير لما يتحاسبوا وياخدوا جزاءهم. 

إمام هو الاَخر خرج قوله بتفاخر وأعين مشبعة بأعجاب نحو محمد:

- وراكي رجالة يا ست رباب، واديكي شوفتي بنفسك اصغر فرد في العيلة حلها لوحده من غير بوليس ولا مساعدة، بطل على حق.

تبسم الجميع ردًا على قوله، كما ضحك محمد مرددًا له:

- واحنا نيجي فيك ايه بس يا عم تايسون.

اطلق إمام ضحكة عالية قبل أن يرد بجدية هذه المرة:

- حلوة تايسون دي، بس عشان منبقاش اللي بنهيل بزيادة للبطل قبل ما يتغر ويقع على راسه، انت غلطت يا محمد.

بصدمة وتحول مفاجئ من الفرح إلى شعور بعدم الفم سأله مندهشًا:

- أنا غلطت طب في إيه؟

جاءه الرد من جاسر هو الاَخر:

- مكانش لازم تدخل شقة غريبة وتتواجه مع واحد بالحجم ده، دا ممكن كان قتلك ساعتها، او كان عمل فيك حاجة بشعة لا قدر عشان يكتم نفسك.

رد محمد بدفاعية مبررًا:

- ما انا مكنتش فاهم حاجة والله، كل اللي كان في دماغي هو إني اطمن عليها، تفكيري ساعتها مكنش موصل انها عملية خطف نهائي.

رد إمام بابتسامة مشاكسة غامزًا:

- دا عشان كان حظك حلو، بالك انت لو كبير شوية كنت أكيد هتفكر قبل ما تخطي خطوة وتعمل حسابك كمان، بس برضوا دا كان كرم من ربنا، خطوتك الغير محسوبة دي عجلت بإنقاذ اختك قبل ما يحصل فيها حاجة على ما يجي البوليس.

- الحمد لله. 

تمتم بها الجميع بارتياح، مترافقة مع دمعات ساخنة سقطت على وجنتي صاحبة الأمر، وقد أثرت فيها الكلمات التي عنت لها الكثير الاَن. 

توقفت على طرق على باب الغرفة، قبل أن يلج لداخل الغرفة رجل غريب موجهًا حديثه للجميع :

- هي دي غرفة مدام رباب؟ أنا الظابط المكلف بالتحقيق معها في قضيتها


❈-❈-❈


بداخل قسم الشرطة وعلى الكرسي المقابل لحضرة الضابط المتابع لقضية زوجته، كان يتناول منها الصور التي انطبعت من كاميرات التسجيل في المبني والشارع ، يشرح له بإيجاز عما تم التوصل إليه:

- زي ما انت شايف حضرتك، دي صورة الراجل اللي اتعرف عليه اخو المدام وقال ان اسمه حامد من كلام حارس العمارة وبنته، واللي قالوا كمان، انه صاحبنا ده كان مأجر الشقة من شهور بس، فكان بيتردد عليها لوحده والست دي اللي ظهرت معاه امبارح، كانت اول مرة تزور الشقة، دخلت بنسخة من المفتاح وفضلت مستنياه على ما وصل بالمدام ، زي انت شايف كدة يا فندم، وهو شايلها متخدرة بمادة قوية مستوردة من الخارج، على حسب كلام الطبيب اللي اسعفها.

بدم يغلي كسيل الأسيد الحارق في أوردته، كان يتأمل الصورة وهذا الحيوان الذي يضع يده على زوجته ويحملها حتى يفعل بها ما يشاء، وبمشاركة من جيرمين، عشيقته السابقة والتي تركته من نفسها، بعد مدة قصيرة من زواجه، الكلب الخائن والعشيقة الفاسدة، ترى ما الذي جمع بينهما، ليتفقا عليه؟ وينتقما منه في زوجته؟ 

إجابة السؤال سيعرفها قريبًا بعد أن يأتي بهم كالبهائم ، ليذيقهما من الوان العذاب شهورا وايام، حتى يكتفي، قبل أن يتخلص منهما. 

- كارم باشا.

هتف بها الضابط حينما طال تأمله في بعض الصور، رفع رأسه بتماسك يحسد عليه، ناظرًا إليه بتساؤل، فتابع له:

- كنت عايزة اسألك يعني لو تعرف الست دي ، زي ما اتعرفت على حامد الحارس بتاع المدام 

بصفحة ثلجية شملت ملامحه، رسم الجمود يجيب بإنكار محكم:

- طبعا اعرفها، دي تبقى مرات ابن عمي اللوا نجيب، بس انا اللي اعرفه انه راجل محترم، متخيلتش ابدًا أن مراته تطلع بالأخلاق دي

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة