رواية جديدة أسود الداخلية لأسماء عبد الهادي - الفصل 16
قراءة رواية أسود الداخلية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية أسود الداخلية
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء عبد الهادي
الفصل السادس عشر
أيهم قيد إيدين ورجلين مرام
وقال
_ وكمان البنت اللي هربتيها كانت متقيدة بالسلاسل دي مش كدا؟
_ أيهم أنا مش فاهمة إنت عايز توصل لإيه
أيهم مسك الكرباج الجلد وضرب بيه ضهر مرام
اللي من صدمتها صاحت بألم اااه
فأيهم قال
_ واضربت بالكرباج دا وإنتي بقى فكتيها وهربتيها مني بدون اذني فتحملي اللي هيجرالك
وبدأ يضرب مرام مرة بعد مرة
مرام مأصدرتش بعدها أي صوت واتحملت الضرب بدون ما تفتح بوءها واكتفت إنها تتأوه بصمت
أيهم
_ دا عقابك يامرام والمرة اللي تفكري فيها إنك تعصي أوامري هيكون فيها حياتك فاهمة
قالها وضربها المرة دي بقوة أكبر فأصدرت مرام تأوه وهي بتقول .
_ فاهمة ياأيهم كفاية ..
أول ما أيهم سمع الكلمة دي منها دا أرضى غروره في إنها ضعيفة وبتطلب منه السماح مش زي مابيظهر عليها إنها قوية... طول عمروا بيحب يكسر شوكتها علشان متحسش إنها أعلى منه
فوزي ورغم فزعه من أيهم إلا إنه متحملش يشوف مرام بتتضرب فكلم سليم اللي حسن إنه هيتجنن مكانه... وحس إن جسمه كله بيتقطع بسكاكين الألم وجري بسرعة يلحقها
أما أيهم فنادى على فوزي
_ فوزي تعالى فك مرام
فوزي اتحرك من مكانه بسرعة وبدأ يفك قيود مرام
أما أيهم فاتحرك وسابهم ومشي
فوزي وهو بيفك مرام
_ أنا آسف يا هانم
لفت مرام وشها لفوزي وقالت بهدوء
_ بتتأسف ليه هو إنت اللي ضربتني!!
_ آسف لأني مقدرتش أدافع عنك
إبتسمت مرام
_ وأنا سبته يضربني بمزاجي لأنه مش هيرتاح إلا كدا... لو مكنتش عايزه دا محدش كان هيقدر يلمسني خليك فاكر دا
هنا وصل سليم وعلى وشه هم الدنيا كلها وجري بسرعة وحضن مرام وقال وهو بيبكي
_ ياريتني كنت اتقطعت حتت ولا إني أسمع باللي حصلك دا ..
ردت بهدوء
_ لا الظاهر إني أنا اللي هعمل فيك دا بنفسي لو سمعتك بتقول كدا تاني
_ مرام إنتي انضر...
قاطعته
_ اشش سيبك وإيه يعني كام جلدة
تلقائياً بعد عنها سليم وجري بسرعة على ضهرها يشوفوا فمرام بعدت إيده ومسكتها
_ أنا كويسة متقلقش
_ مقلقش إيه حرام عليكي يامرام ليه بتعملي فيا كدا ليه تخليني أموت في اليوم ميت مرة بسبب جبني وخوفي من أيهم وإنك تتعاقبي بدالي
اتكلمت مرام بنبرة حادة
_ قلتلك مش عايزة أسمع كلامك دا أنا كويسة ياسليم فهمتني
قالتها وخدته تاني في حضنها
وقالت بهدوء
_ والله أنا كويسة متقلقش
وهنا شهقت مرام أول ما بصت قدامها وشددت من قبضتها على قميص سليم أول ما شافت أيهم قدامها وفي إيده ......
أيهم كان جاي عليهم وفي إيده مسدس ومصوبه على دماغ سليم من ورى
مرام برقت وحاولت تحمي سليم
_ أيهم إنت ناوي على إيه.. أوعى تفكر تعملها
أيهم بوش خالي من الملامح وعيون كلها شر
_ هقتله يامرام...هقتله
سليم بلع ريقه من الرعب
ومرام عرفت إن أيهم مش بيهزر وممكن يقتل سليم فعلاً لأنه معندوش عزيز
فزادت ضربات قلبها وحست بنغزة في قلبها وشددت سليم وقفته وراها وقالت بخوف على سليم
_لا ياأيهم أرجوك أعمل فيا اللي إنت عايزه بس سليم لا بالله عليك
أيهم وهو مسدسه موجهه على دماغ سليم اللي خلاص دمه نشف وحس إنه هالك لا محالة
_ هقتله يامرام علشان بعد كدا تبقي تعصي أوامري
مرام بسرعة
_ مش هعملها تاني ياأيهم أنا آسفه مش هكررها تاني والله أوعدك إني مش هعصي أوامرك تاني وهنفذ كل اللي تطلبه بس بلاش سليم إنت عارف إنه الوحيد القريب ليا
_ عارف وعلشان كدا هقتله قدام عنيكي عقاباً ليكي
_ ااا أنا هجيبلك بدل البنت عشرة بس بلاش سليم
_ لا البنت دي بالذات ولا مليون بنت تقدر تعوضها أنا كنت عايزها هي علشان كدا مش هعديهالك يامرام وهقتل سليم اللي فرحانة بيه دا.. الواد دا مش بينزلي من زور ومبحبوش ومن أول ماشوفتوا وأنا ساكت عليه بس علشانك... لكن علشان اللي عملتيه مش هرحمك وهفضل اعذبك بيه
قالها وعمر الفرفر استعداداً لأنه يضرب على سليم اللي كان واقف مستكين وبيحاول يداري خوفه
مرام أعصابها انهارت وخافت على سليم اللي بيمثل لها حاجة كبيرة أوي ومتقدرش تتحمل فكرة موته على إيد أخوها
فلأول مرة تظهر دموع مرام وكأنها اتحولت لشخص تاني غير المعروف عنها وقالت
_ أيهم لا بالله عليك متعملهاش
أيهم بسخرية
_ اتغيرتي أوي يامرام
_ أنا آسفة ياأيهم على كل حاجة أوعدك هنفذ كل اللي تطلبه
_ تنفذي المهمة الأساسية اللي طلبتها منك والليلة يكون عندي راكع إنتي فاهمة
هزت راسها بسرعة
_ حاضر حاضر هنفذها زي ماإنت عايز
أيهم
_ أما بالنسبة لصاحبك دا هيشرف مكان البنت هنا في الزنزانة لحد ماتنفذي مهمتك لو إتأخرتي ثانية واحدة بس يامرام ابقي إقري الفاتحة على روحه
مرام بصت لسليم وبلعت ريقها لأنها لأول مرة في حياتها تعرف معنى الخوف
هنا ضحك أيهم بقوة وأمر فوزي إنه يقيد سليم
_ فوزااااي ... تعالى خد الداهية دا وقيده ولو خرج من هنا أو سمعت إنك فكيته متلومش إلا نفسك
فوزي بطاعة
_ أمرك ياأيهم بيه
مسك فوزي ايد سليم وشده
لكن مرام جريت على سليم وحضنته
سليم
_ مرام مش عايز أشوفك بتعيطي
مرام بألم ودموع خوف عليه
_ متخافش مش هيعمل فيك حاجة أنا هنفذ اللي طلبه وهرجعلك تاني ياسليم صدقني مش هسيبك
_ مش مهم أنا المهم إنتي تكوني كويسة مش عايز أشوفك منهارة بالشكل دا فين مرام الأفعى اللي متعود عليها
ضحكت بقهر
_ مرام ملهاش وجود لو جرالك حاجة ياسليم وللأسف أيهم عرف نقطة ضعفي كويس
سليم
_ لا يا مرام أنا مش نقطة ضعفك مش عايزك تكوني ضعيفة كدا واعملي اللي إنتي عايزاه مش اللي مغصوبة عليه
_ لا يا سليم هعمله اللي هو عايزوا وبعدها همشيك من هنا ومش هتفضل تحت إيد أيهم تاني
أيهم زعق
_ فوزي أخلص .. وإنتي يامرام يلا امشي إخلصي
اتنهدت مرام وجت تبعد فسليم قال
_ مرام متنسيش تعالجي جروح ضهرك بالله عليكي
إبتسمتله بوجع
_ حتى وإنت في اللي إنت فيه دا خايف عليا وبتفكر فيا أنا .. سليم أنا بحبك أوي
_ وأنا بحبك يامرام بحبك أوي .
❈-❈-❈
رجعت مرام بيت قصي تاني لكن بحالة نفسية سيئة جداً وكانت منهارة تماماً
دلوقتي بس حست بكمية الألم اللي بيعاني منه الناس بسببها هي وأخوها عرفت قد إيه إن إنسان عزيز عليك يجراله حاجة أو يتأذى
حست إن ضهرها اتقطم ومبقتش قادرة تتحرك
شافها قصي جاية من برا فزعق
_ نور إنتي إزاي خرجتي من غير إذني وإزاي تخرجي كدا وإنتي عارفه كويس إنك مطاردة إنتي اتجننتي في عقلك
جت أمه وقالت
_ ما أنا قلتلك ياقصي يابني إنها كانت مخنوقة وخرجت تشم شوية هوا وبعدين كانت مداريه وشها بالزعبوط علشان محدش يشوفها وقالتلي إنها مش هتروح بعيد وأهي الحمدلله رجعت بالسلامة فخلاص بقى يابني
قصي بصلها شوية وقال بحدة
_ على أوضتك يلا
دخلت مرام أوضة سمر واترمت على السرير ونامت على بطنها علشان ألم ظهرها وسمحت لنفسها إنها تعيط براحتها زي ما هي عايزه
شافتها سمر فانصعقت لحالتها دي وقربت منها
_نور إنتي بتعيطي ليه في حاجة.. اا أنا كنت سامعة أبيه قصي بيزعق هو كان بيزعقلك ولا إيه... نور بالله عليكي متزعليش .. نور .. نور
هنا منة ولينا دخلوا الأوضة وشافوا نور على حالتها دي
فقربوا منها
منة بقلق وهي بتحط ايديها على ضهرها
_ نور حبيبتي فيكي إيه
هنا مرام اتألمت من حطة إيد منة على ضهرها
منة بإستغراب
_ مالك يانور في حاجة بتوجعك.. ضهرك بيوجعك؟؟
وحطت ايدها تاني فتألمت مرام تاني
لينا
_ لا نور فيها حاجة نور ردي علينا
قامت مرام وقلعت بلوزتها وفضلت ببادي كات وأول ما شافوا ضهرها متبهدل البنات شهقت بصدمة وحطوا ايديهم على بوءهم وبصولها بألم
لينا
_ ااا.. نور ااا ضهرك .. مين اللي عمل فيكي كدا
سمر
_ ياحبيبتي يانور ضهرك متبهدل خالص
منة وهي بتعيط علشانها
_ ياقلبي يانور مين اللي اذاكي بالشكل دا ... دا شكله ضرب بحاجة جامدة وكأنه جلد .. نور إيه اللي حصل معاكي بالظبط
مرام مكانتش مصدقة إن ألم وخوف البنات عليها هيكون بالشكل دا وكانت هتحنلهم لكنها افتكرت سليم فبكت وقالت
_ روحت أشوف حبيبي لأنه وحشني فمسكوني وعملوا فيا اللي إنتوا شايفينوا دا وكمان اخدوه
قالتها وانفجرت في البكا ولكن هل بكاءها دا حقيقي ولا مزيف؟
البنات حطوا ايديهم على بوءهم بصدمة أكبر
لينا
_ إنتي بتقولي إيه يخربيتهم هو فيه كدا منهم لله .. صحيح اللي يقتل أرواح بريئة هنستنى منهم إيه
سمر
_ حسبنا الله ونعم الوكيل منهم لله ربنا ينتقم منهم .. الحمد لله إنهم سابوكي ترجعي
أما منة وهي أكتر بنت فيهم رقة
قربت من مرام وحضنتها بالراحة علشان ضهرها وفضلت تعيط
_ ياحبيبتي يانور عانيتي كتير أوي عااااا
فضلوا البنات على وضعهم دا
وجريت سمر بسرعة علشان تجيب كريم تعالج بيه جروح مرام
وفضلت لينا ومنة مع مرام
❈-❈-❈
أدهم شاف سمر وهي طالعه من الأوضة فنادى عليها بحدة
_ سمر
لفت وشها ليه فقرب منها وقال بلهجة حازمة لأنه لسه متضايق منها
_ رايحة فين
لسه هترد قال بسخرية
_ إيه الواد إياه بيبتزك تاني ولا إيه ها
سمر بلعت ريقها وبعدين ضمت شفتها بأسى
فقال هو بغيظ
_ نفسي أعرف حاجة واحدة بس مجنناني وبسببها عايز ادشدشلك دماغك دي ... يعني إنتي أخوكي وحش الداخلية وولاد عمك أسود الداخلية ومع كل دا مش عارف إزاي تسمحي لواحد زي دا يبتزك بالشكل دا ها لا وكمان يتجرأ عليكي إنطقي أنا مش فاهم عقلك دا كان فين يازفتة إنتي بحاول الاقي مبرر لتصرفك دا مش عارف
جت ترد علشان تدافع عن نفسها
فجت لينا وقالت بلهفة
_ ها يا سمر جبتي المرهم!!
سمر اتكلمت بخفوت
_ ااا لسه كنت لسه رايحة أجيبه
لينا
_ بسرعة ياسمر
أدهم
_ لينا مرهم إيه دا حد فيكم تعبان؟؟؟
لينا
_ اه ياأبيه نور تعبانة أوي
أدهم بإستغراب : مالها
لينا
_ تصور ياأبيه لما خرجت المجرمين مسكوها وجلدوها واخدوا واحد قريبها كمان تعرفه
أدهم رفع حاجبه
_ نعم جلدوها
سمر
_ اه للأسف ضهرها متبهدل أوي
أدهم بعدم تصديق
_ معقول
لينا
_ إحنا شوفناه بنفسنا ونور مش بتخبي عننا حاجة يلا يا سمر فين المرهم
جريت سمر علشان تجيبه
أما أدهم فدخل لقصي وحكاله اللي حصل
وقال
_ بس شاكك إن دي لعبة جديدة منها يعني مش جلد حقيقي
قصي قال وهو بيفتكر منظرها وهي راجعة
_ لا أعتقد إنه حقيقي لما جت من برا مكانتش طبيعية ولو ربطنا كلام البنات ببعضه هنستنتج إن اللي عمل فيها كدا هو أيهم لحاجة مش معروف سببها لينا وأكيد بينهم وبين بعض.. ولو صدق حدسي ممكن الشخص اللي أخدوه دا قصدهم سليم دراعها اليمين
أدهم
_ سليم! دا واحد من رجالة أيهم
قصي
_ لا من رجالة مرام ودراعها اليمين والمقرب ليها جداً
أدهم
_ إنت عرفت عنها كتير
قصي
_ طبعاً هو أنا بلعب
فضحك أدهم
_ بس تصدق إني مبسوط فيها علشان اتجلدت والله تستاهل جتها قصف عمرها ... لو كانوا خلصوا على بعض وارتحنا منهم هما الإتنين وخلصنا
قصي
_ بس اللي مستغرب منه إن مرام بقوتها واللي معروف عنها وحسب المعلومات اللي جمعتها .. إزاي سمحت لأخوها إنه يعمل فيها كدا ... وهو كمان إيه اللي وصله إنه يعمل فيها كدا وهي الكل في الكل عندوا ودراعه اليمين
أدهم
_ أكيد إختلفوا في حاجة
قصي
_ وممكن يكون هروب نور هو العامل الأكبر لدا... أنا محتاج أروح علشان أقابل نور ياأدهم
أدهم
_ تمام بس من رأيي استنى كام يوم
قصي
_ لا النهاردة هروحلها
أدهم
_ تمام اللي تشوفوا ... إلا صحيح عدي ومازن كل دا لسه نايمين
_ لا طبعاً هيناموا لحد الضهر ليه ومين اللي هيسمح لهم بدا
_ ما أنا بردوا مستغرب لدا
قصي
_ عدي ومازن في الإدارة بيخلصوا التقرير اللي طلبته منهم وراجعين
أدهم
_ ااااه علشان كدا البيت هادي
❈-❈-❈
البنات فضلوا يعالجوا جروح مرام وفضلوا معاها يدعموها نفسياً مسابوهاش خالص وهي مكانتش مصدقة إنها ممكن تلاقي الدعم النفسي دا من ناس غريبة بالشكل دا واتمنت فعلاً إنها تعيش وسطهم في الحقيقة
لكنها قالت في نفسها
_ سامحوني أنا لازم أنفذ المطلوب مني علشان سليم... كلوا إلا سليم هو الوحيد والأول اللي قلبي حبه
❈-❈-❈
عند نور في بيت العجوزين
سلم قصي عليهم وهما رحبوا بيه جدا
_ أهلاً يامؤمن يابني نورتنا ياحبيبي
الراجل العجوز
_ ليك وحشة كبيرة أوي يابني
قصي قرب منهم بالكرسي المتحرك وباس ايديهم وقال
_ عاملين إيه ياحبايب
الست العجوزة
_الحمد لله بخير يابني طول ماإنت بخير
الراجل العجوز
_ إنت جاي تشوف الضيفة مش كدا
قصي
_ بالظبط كدا ياأبي
الراجل العجوز
_ الله طالعة من بوءك زي العسل كلمة أبي
قصي
_ علشان طالعة من القلب يا راجل ياطيب
الراحل العجوز
_ ربنا يباركلنا فيكم ياولادي يارب
قصي
_ويبارك في صحتك ياأبي وإنتي ياأمي اللهم آمين
بعد ما أكل قصي معاهم بناء على رغبتهم لأنه محبش يكسفهم
راحت الست العجوز لنور تنادي عليها فلقتها واقفه في المطبخ
_ بتعملي إيه يابنتي
نور
_ بنظف المطبخ ياتيتا
_ يابنتي هو أنا طلبت منك دا
_ مش لازم تطلبي ياتيتا أنا عايزه أساعدك ياحبيبتي
_ يابنتي إنتي شكلك تعبان أوي وحالتك مش كويسة ودا باين عليكي
نور حاولت تتحامل على نفسها وقالت
_لا الحمد لله أنا كويسة ربنا بيعين والله الحمد لله
_ طب سيبي اللي في ايدك دا وتعالي
_ طب أخلص الطبقين دول
_ بعدين تعالي إنتي اتغديني
_ اه أكلت والله تسلميلي جزاكم الله خيراً
_ واياكم يابنتي... حيث كدا بقى تعالي في ضيف عايز يقابلك
_ حضرة الظابط مؤمن ولا إيه
_ اه هو بس زميله جه معاه تعالي
نور طلعت معاها وشافت قصي وهو قاعد على الكرسي المتحرك
الراجل العجوز
_ دا يابنتي حضرة الظابط... كان ظابط ملوي هدومه وليه إسمه ومركزه وزمجرته كانت تسمع لبلاد برا بس منهم لله اللي غدروا بيه
قصي
_ إزيك يا آنسة نور
_ ااا حضرتك تعرفني
_ عندي كل المعلومات اللي تخصك واسمحيلي أسألك كام سؤال علشان أمشي
الراجل العجوز قام وخد إيد مراته وقال
_ طيب هنسيبكم براحتكم البيت بيتك يابني
قصي
_ تسلم ياأبي
قصي لنور
_ إتفضلي اقعدي
قعدت نور فقال
_ ممكن تحكيلي أكتر عن الناس اللي خطفوكي وإزاي هربتي منهم
_ أنا مش فاكرة حاجة غير إني كنت راجعة من شغلي ومروحة البيت فجأة الدنيا كلها اسودت قدامي ومحستش بالدنيا بعدها صحيت ولقيت نفسي في مكان غريب زي أوضة صغيرة بس باين من فرشها إنه مكان نظيف الفرش والأثاث كان قيم أوي وفوجئت بواحد بيحاول يعتدي عليا بس الحمد لله ربنا نجاني منه
_ الواحد دا ملامحه عاملة إزاي
_ واحد كدا وشه بيخوف أول ماتشوفوا تحس بالسواد اللي في قلبه ملامحه قاسية طويل وعريض وليه شامة فوق عينه
قصي
_ هو أيهم ها إزاي فلتي منه
_ لما لقاني بقاومه اتعصب وأمر إنهم يسجنوني في السجون اللي تحت الفيلا واللي عرفته إن في ناس كتير تحت مسجونة ومعظمهم بنات للأسف وإنه بيستعملهم كجواري ليه... عذبوني كتير أوي وكنت بموت لحد ما فتحت عيني ولقيتني في أوضة تانية نظيفة قلبي وقع في رجليا قلت يبقى أخدني تاني لعندوا
لقيت حد تاني قالي إنه أنقذني منه وإني عندوا هنا في أمان وإن دا بيته وأقعد فيه براحتي لأنه مش بيجي هنا كتير لكن أنا مكنتش مرتاحة وهربت من بيته
_ الشخص دا راجل ولا ست
_ لا راجل
_ شوفتيه كويس
_ اه شوفتوا كويس كان شاب عادي
_ لو جبتلك كام صورة تطلعيه من وسطهم
_اه أطلعه
فتح قصي موبايله وطلعلها صورة سليم وكام راجل وكمان صورة أيهم
قدرت نور تتعرف على سليم
_اه هو دا
قصي : تمام
نور أول ما شافت صورة أيهم شاورت عليه قالت بغضب
_ ودا عليه لعنة الله الراجل اللي كان عايزني جارية عندوا لولا معية الله لي
_ الحمد لله ربنا يحفظك إنتي وبنات المسلمين....تمام يا نور حمدالله على سلامتك
_ الله يسلمك شكراً ليكم ويارب اكون قدرت أفيدكم
_اه فدتينا جداً...
واتحرك من مكانه علشان يمشي
فقالت نور
_ يا حضرة الظابط
_ أفندم
_هو أنا ممكن أكلم بس أهلي اطمنهم عليا
بلع قصي ريقه وحس بغصة مريرة في قلبه وقال وهو بيحاول يداري أسفه
_ أنا هقوم بالمهمة دي لكن إنتي في الفترة دي لازم تختفي عن الأنظار نهائي أنا جاي هنا متخفي أصلاً
_اا اه ماشي
سلم قصي على العجوزين ومشي
❈-❈-❈
رجع قصي البيت من تاني وفضل يتكلم مع أدهم اللي قال
_ يعني سليم اللي هرب نور من زنزانة أيهم ... طب ليه يعمل كدا وليه يعرض نفسه لبطش أيهم
_ سيبك من ليه المهم إن الجلد اللي اتعرضتله الأفعى مرام كان بسبب تغطيتها على سليم
_ معقوله لا مش ممكن للدرجة دي بتحبه
_ سليم نقطة ضعف مرام لو نعرف نبتزه بيها هنقضي عليها بسهولة
أدهم عينه اتحولت للون الدم من الغضب
_ أنا ممكن أدخلها دلوقتي أخلص عليها
_اشش تخلص على مين الحكاية مش حكاية فرد وخلصنا منه دي منظمة عالمية عارف يعني إيه عالمية يعني تنظيم متفرع في كل بلد ومهمتنا مش بس القضاء على مرام وأيهم وأظن إنك عارف دا كويس
_ عارف بس مش قادر أمنع نفسي عايز أولع فيها إنت ناسي موت أهل نور بسببها علشان خطتها تنجح في إنها تيجي هنا
_ ماظنش إن دي فكرتها... دي فكرة أيهم أخوها ودا لأنها انصدمت أول ما عرفت الخبر
_ ومتنساش إنت كمان إنها ممثلة هايلة جدا... ودموعها دي دموع تماسيح
_معاك حق
_الخطوة الجاية إيه
_ هنا سمعوا الباب بيخبط ولينا دخلت وبتتكلم وهي بتنهج
أبيه أدهم أبيه قصي
_ أدهم في إيه يا لينا مالك
_ نور يا أبيه
قال بملل : مالها
_ مش مبطلة عياط ومصرة إنها تقوم من مكانها تزور قبر أهلها وبتقول إنها في الوقت دا في أمس الحاجة ليهم ومصرة تخرج رغم إنها مش قادرة تتحرك من جروح ضهرها
أدهم بص لقصي
فقال قصي
_ كنت بتسأل عن الخطوة الجاية أهي جتلك فستغلها وخلينا نخلي اللعب على المكشوف
لينا
_ أنا مش فاهمة حاجة ياأبيه
قصي
_ ماشي يالينا قولي لنور إن أدهم هيخدها تزور أهلها
لينا بفرحة
_ بجد ياأبيه شكراً أوي لحضرتك
وخرجت لينا فأدهم قال
_ البت دي ناوية على إيه
قصي إبتسم بمكر
_ على خراب عشها هي وأخوها ... خد بالك علشان هي عاملة الهليلة دي علشان تخرج بيك وأنا شامم ريحة غدر هتحصل فحصن نفسك
_ تمام ياوحش علم
وخرج أدهم علشان يستعد
شافته أمه
_ أدهم يابني علشان خاطري خدها تزور قبر أهلها
أدهم
_ حاضر ياأمي أنا أهو طالع ألبس
أدهم وهو في أوضته عمل إتصال بفرقه الأسود وعينيه لمعت
وبعد عشر دقايق كان لبس ونزل
فلقى مرام جاهزة والبنات مسنداها
فبصلها بوجه خالي من التعابير لوهلة وبعدين حاول إنه يرجع ثاني لطبيعته في تعامله معاها
_ آنسة نور أنا جاهز...
و لما مشيت جنبه قال
_ طمنيني إنتي كويسة ؟
مرام عيطت
_ لا ياأدهم مش كويسة وديني عند قبر أهلي
أدهم بغموض
_ عينيا هوديكي المكان اللي إنتي عايزاه المهم تكوني مرتاحة
حنان
_ ربنا يباركلك ياأدهم يابني
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء عبد الهادي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية