-->

رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني - هدير دودو - الفصل 23

 

 قراءة أنين وابتهاج الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة هدير دودو


الفصل الثالث والعشرون




دلفت آلاء تطمئن على فريدة وصحتها، أردفت قائلة لها بهدوء وحب وهي تحتضنها


:- ازيك يا ديدا عاملة إيه يا قلبي؟ 


ابتسمت في وجهها وردت عليها بشرود وذهن مشتت محاولة أن تخفي ما بداخلها،  كيف ستخبرها بالحزن الكبير التي تشعر به؟ قلبها أصبح يؤلمها من فرط الألم الذي يوجد بداخله تشعر بالاستنكار وكأن حياتها تبدلت في يوم واحد 


:- أنا اهو يا آلاء زي ما أنا،  المهم كنت هطلب منك طلب معلش تعباكي معايا اوي بجد بس كنت عاوزاكي تكلمي طنط سناء وتقوليلها تسيبني امشي مش عاوزة اقعد هنا يا آلاء غشان خاطري كلميها حقيقي مش هقدر استحمل. 


أسرعت تضمها بحنان شديد ثم ردت عليها بتعقل وحزن شديد جاهدت ألا تبديه أمامها 


:- عيب يا ديدا والله هزعل منك بجد تعب ايه انا حقيقي بعتبرك أختي، وبعدين تمشي ايه يا فريدة تامر بيحبك وانا واثقة من دة انتي مشوفتيش شكله كان ازاي وانتي جوة في العمليات، دة اتخانق معايا ومع عمر و مبقاش عاوز حاجة غيرك وقلقان عليكي زي العيل الصغير صدقيني تامر زي اخويا وانا عارفاه من وهو صغير حقيقي هو دلوقتي بيحبك.


ضحكت بسخرية شديدة على حديثها الساخر بالنسبة لها، تضحك بشدة وكانها تخرج حزنها في تلك الضحكات الموجوعة، ظلت تضحك بحالة هستيرية حتى اصطحبت ضحكاتها بالدموع الموجوعة التي كانت تكبتها، ذُهلت الاء بضراوة من رد فعلها ولكن قبل ان تتحدث وتحاول تهدئتها كانت تحدثت فريدة بسخرية 


:- اه فعلا يا الاء بيحبني عشان كدة سابني وراحلها في نفس اليوم دة حتى مكنش قلقان على بنته، الاء جوازي من تامر حقيقي اكبر غلطة كنت عاوزة اسيب مرات ابويا وبنتها واخلص منهم فللاسف اخدت قرار غلط ودبست نفسي في حاجة تانية ووجع تاني وجعه هو ليا يختلف عن اي وجع وحزن ممكن اكون حسيتهم قبل كدة، آلاء انا حبيت تامر بجد كنت مصدقاه وقولت اديله هو وحياتنا مع بعص فرصة وكان قدها لغاية ما اكتشفت انه كان بيمثل يا الاء ياريته ما علقني بيه ولا خلاني احبه واديله فرصة هو الاول رغم معاملته ليا الوحشة بس كان صريح في مشاعره.. وجعه المرة دي صعب اوي. 


تنهدت بصزت مسموع تشعر بوجع شديد من حديثها، لأول مرة تستمع إليها بذلك الشكل، لأول مرة تخبرها فريدة بمشاعرها الحقيقية وما تمر به بداخلها، هي تعلم جيدا ما تقوله لها لأنها مرت بذلك الشعور في خطوبة عمر من نهى، تعلم جيدا عن النيران المشتعلة قلبها، أردفت ترد عليها بحزن وضيق شديد لأجلها 


:- عارفة والله يا فريدة عارفة وفاهمة كل كلمة بتقوليها دلوقتي بس يا فريدة تامر بيحبك وواثقة انه مراحش للبت دي عشان اللي في دماغك فريدة تامر صريح صدقيني واديكي شوفتي لما كان مش بيحبك في البداية كان بيعاملك ازاي خليكي واثقة فيا وانا هثبتلك كدة والله ولو لقيته كان بيخدعك انا اول واحدة هساعدك في اي خطوة هتقوليها انتي عارفاني لما بقولك حاجة. 


ابتسمت فريدة أمامها بحب شديد لأول مرة تشعر بوجود احد بجانبها، أحد يحبها ويدعمها بصدق من دون اي متطلبات كما اعتادت دائما، وجدت آلاء في حياتها تعاملها بحب وكانها شقيقتها ورفيقتها كل ما تحتاجه تقدمه لها آلاء من دون تردد؛ لذلك تحدثت معها بشكر وامتنان شديد 


:- شكرا يا آلاء، شكرا بجد انا عمري ما هلاقي زيك بس برضو اسمعي كلامي وحاولي مع طنط انا بحبها ومش عاوزة ازعلها بس حقيقي مش مرتاحة هنا. 


احتضنتها بحب وحنان، ثم ردت عليها بهدوء شديد

 

:- حاضر يا ديدا هحاول اكلمها رغم إني مش هبقى متطمنة عليكي وانتي بعيد وخاصة إن صحتك لسة تعبانة يا قلبي، هقوم أجهز بقى عشان عندي معاد مع الدكتورة. 


اومأت لها براسها أمامًا ثم تحدثت بسعادة مبتسمة بهدوء

 

:- صحيح يا لولو مبروك يا قلبي على الحمل فرحتلك كتير والله، عارفة إني قولتهالك متأخرة بس حقيقي مش قصدي. 


ابتسمت آلاء على حديثها، وردت عليها بسعادة

 

:- الله يبارك فيكي يا قلبي عارفة طبعا بس اي حاجة منك قمر متأخرة او بدري قمر برضو.

 

احتضنت فريدة قبل ان تخرج من الغرفة بحنان، متمنية نجاح محاولتها في صلح تامر وفريدة. 


❈-❈-❈


دلفت آلاء غرفتها بعدما تركت فريدة حتى ترتاح التقطت هاتفها وقامت بالاتصال على عمر، الذي فاح عليها سريعا فتمتمت قائلة له بهدوء 


:- الو يا عمر انا هروح للدكتورة عشات انهاردة معاد المتابعة. 


اسرع يرد عليها بقلق وعدم ارتياح


:- لا يا آلاء استني انا في الطريق جاي عليكي هنروح مع بعض ومفيش نزول بعد كدة لوحدك دلوقتي بالذات. 


عقدت كلتا حاجبيه بدهشة، ثم هتفت تساله بعدم فهم واستغراب شديد 


:- ليه يا عمر هو مش انت عندك شغل متخافش هبقى اطمنك لما ارجع وهقولك الدكتورة قالت إيه بالتفصيل. 


رد عليها بنفي وحدة جعلت دهشتها تزيد فهي لم تتفوه بشئ خطأ حتى يتحدث معها بتلك الصرامة والحدة


:- آلاء قولت لأ استنيني هو اي مجادلة معايا وخلاص، اجهزي واستني لما اوصل انا في الطريق اصلا. 


تافأفت عدة مرات بعدم رضا، ثم ردت عليه بضيق وحنق


:- ماشي يا عمر براحتك انا غلطانة تمام كدة. 


همهم يرد عليها ببرود كعادته مما جعلها تعلق الهاتف بغضب وضيق من دون ان ترد عليه، او تستمع لحديثه الباقي. 


وقفت تختار ملابسها بعناية شديدة كعادتها، ثم بدأت تعد ذاتها وبالفعل ما ان انتهت حتى استمعت الى صوت مكابح سيارة عمر التي تعلمها جيدا، تطلعت من الشرفة حتى تتأكد ونزلت من الغرفة بعدما رأته. 


رآها عمر وهي تتطلع عليه من الشرفة فوقف ينتظرها وهو يضع يده في جيب سترته ويسند على سيارته، ما أن رآها أمام عينيه حتى اتسعت ابتسامته ابتسامة عاشقة لها هي فقط لم تظهر سوى عندما يراها. 


ظل يطالعها بنظراته المليئة بالحب والشغف من اعلاها إلى ادناها حتى وصلت اليه ووقفت أمامه فاعتدل في وقفته، وحمحم بخشونة يحاول استيعاد ذاته، ثم تحدث بجدية 


:- الهانم بتقفل التليفون في وشي صح؟ 


ابتلعت ريقها بهدوء مزيف، ثم حركت رأسها نافية وردت عليه بكذب 


:- لـ... لا، لا طبعا يا عمر أنا يا حبيبي تعرف عني كدة انا عمري ما اقفل الفون في وشك دة تلاقي الخط قطع أو عيب شبكة يا حبيبي. 


حدقها بنظراته بعدم اقتناع، وغمعم بسخرية 


:- والله؟ 


اومأت له برأسها الى الامام ثم ركبت السيارة بصمت من دون ان تعقب على حديثه ولو بحرف واحد، ركب عمر هو الاخر السيارة ثم اردف بنبرة تحذيرية 


:- آلاء تاني مرة متعمليش الحركة دي تاني لانك عارفة انها بتعصبني وبتخليني اقلق عليكي. 


شبكت زراعها في زراعع وتحدث بعتاب


:- يعني بتقلق عليا اهو ولسة بتحبني امال ليه بقالك كذا يوم مش بتبات معايا في البيت وكمان لسة زعلان وانا شرحتلك وجهة نظري مليون مرة ومعترفة ان انا غلطانة بس وعد مش هخبي عنك اي حاجة. 


حاوطها بزراعه بحنان شديد ثم رد عليها بحب هو ينطلق بالسيارة 


:- اولا انا ببات برة عشان عندي شغل وحاجات مهمة مش عشان زعلان منك لاني مهما زعلت عمري ما هعمل حاجة زي دي عن قصد، ثانيا متفتحيش الحوار دة عشان بيعصبني لانك شرحتى وجهة نظرك بس برضو متعصب قال ايه انتي وعدتي فريدة انك مش هتقوليلي مكانها وبتوفي بوعدك، لكن اني لما اسالك تكدبي عليا وتقولي لا يا الاء دة مش عادي. 



اومأت له براسها الى الامام وتحدثت بخفوت شديد 


:- ايوة عارفة عشان اني غلطانه يا عمر بس والله ما كان قصدي اسفة. 


اومأ لها براسه من دون ان يعقب بشئ، وصلوا عند الطبيبة التي طمانتهم على صحة الاء والحمل وأعطتهم بعض الادوية والنصايح الطبية. 


تحدثت الاء مع عمر بعدم تصديق وسعادة حقيقية تعصف بداخلها 


:-لا لا بجد يا عمر مش مصدقة ان كمان كام شهر وهبقى ماما يلاهوي هتحصل ازاي دي.


ابتسم عمر على حديثها هو الاخر بسعادة شديدة تفوق الوصف لازال لم يصدق مع يحدث، لكنه رد عليها بهدوء واطمئنان


: - هتبقي احلى ماما انا واثق من دة يا قلب عمر، انتي اصلا مفيش حد زيك في العالم كله. 


وضعت رأسها فوق كتفه بأمان وحب شديد تشعر بمشاعر مختلطة عندما تكون بحانبه وكانها طفلة وجدت والدها وأمانها.. 


صمتت لوهلة ثم استردت حديثها مرة اخرى بهدوء شديد 


:- عمر بما إن الدكتورة طمنتك على صحتي وعلى الحمل وانا تمام وزي الفل عاوزة انزل الشركة معاك اشتغل مش معقول هفضل في البيت التسع شهور بتوع الحمل. 


صمت لوهلة يحاول ان يفكر في حديثها، ثم رد عليها برفض وغموض


:- لا يا الاء الفترة دي لا معلش، ارتاحي الفترة الاولى دي وبعد كدة انزلي يا قلبي ووعد انا بنفسي اللي هقولك كمان ماشي، الاء صحيح اوعي تنزلي الفترة دي من غير ما اعرف ولا تنزلي لاي ظرف غير معايا ماشي. 


اومأت له برأسها الى الأمام على الرغم من عدم اقتناعها بحديثه لكتها قررت أنها لن تجادله تلك المرة. 


❈-❈-❈ 


بعد مرور يومين... 


كانت الاء تجلس في عرفتها مع عمر بعدما عاد يتحدث معها من جديد، كانت تجلس بجانبه تتصفح في هاتفها بملل بينما هو بجلس أمام حاسوبه ينهي بعض الاشياء الخاصة بالعمل، وجدت ياسين شقيقها يتصل على هاتفها فاسرعت ترد عليه بقلق 


:- الو يا ياسين في حاجة دلوقتي؟ 


رد يجيبها بالموافقة وغمغم يخبرها بهدوء 


:- ايوة يا الاء البنت اللي اسمها بسملة دي عرفتلك مكانها هي فعلا كانت مغيرة عنوان وواخدة احتياطاتها بس انا جبتلك مكانها هي موجودة في............ 


انهى حديقه متسائلا باهتمام 


:- ها يا اللاء عاوزة مني حاجة تاني؟ 


حركت راسها نافية وردت عليه بهدوء وهي تبتسم بسعادة لكونها وصلت لما تريد


:- لأ شكرا يا ياسين. 


انهت المكالمة ثم توجهت نحو عمر و تحدثت بسعادة 


:- عمر عرفت مكان بسملة اللي وقعت بين تامر وفريدة عشان احاول أصلح اللي عملته  اديت ياسين كل حاجة عنها وطلبت منه يتصرف هي اهو العنوان ابعت اي حد يجيبها وخليها تفهم فريدة الحقيقة.


اخذ منها الهاتف ليرى العنوان ثم تحدث معها بعدم رضا من مساعدة ياسين لها 


:- انتي متأكدة من العنوان وياسين ولا لا وبعدين انتي طلبتي منه هو ليه؟ 


اوئمت له برأسها إلى الأمام وتحدثت بهدوء 


:- ايوة طبعا يا عمر ياسين فعلا فاق لنفسه واتغير أنا واثفة فيه، وطلبت منه عشان انت مشغول يا حبيبي وكمان انا كنت حاسة بالذنب من اللي حصل ليهم ققولت اساعدهم وقولتلك اهو متصرفتش من دماغي. 


همهم يرد عليها ثم تحدث مع سامر رئيس الحراسة الخاص به واعطاه العنوان. 


جلست الاء تنتظرها على نار تريد ان تنهي ذلك الحوار الذي تم بين فؤيدة وتامر، لكنها وجدت ان تلك فرصة مناسبة للتحدث مع عمر فيما تريد تمتمت بقلق شديد وتلعثم 


:- ع... عمر كنت عاوزة اقولك على حاجة وكدة؟ 


طالعها بقلق وعدم فهم اردف يسألها باهتمام 


:- ايه يا الاء في ايه مالك؟ 


ردت عليه بتوتر شديد تتمنى ان تجعله يغير رايه ويتطلع للامر كما تريد 


:- عمر هو لما خرجت مع ياسين وكدة حكالي عن ان هو بيحب نغم وعاوز يخطبها وقالي اني متدخلش في الموضوع وكدة بس والله يا عمر ياسيت اتغير خالص وبقا شخص كويس وانا مش بقول كدة عشانه لا انا كمان حسيت بمشاعر نغم ليه هو بيحبها وهي شبه بتحبه وهو حقيقي بيحبها اوي انت مشوفتش لهفته عليها واتغير عشانها وعشان حبها فيه متفكرش في الموضوع وتديهم فرصة لو لقيت علاقتهم نجحت يبقى تمام منجحتش يبقى تجربة وعدت عادي. 


لم ينكر اقتناعه بحديثها فاصرار ياسين على زواجه من نغم يجعله يصدق حبه لها لكنه لا يريد ان يغامر بحياة شقيقته لكن ما يجعله سيفكر في الموضوع هو وجود مشاعر لشقيقته نحوه، همهم يرد عليها بخفوت وتفكير شديد 


:- هشوف يا الاء هشوف. 


بعد مرور بعض الوقت


 دلفت الاء الى غرفة فريدة واخبرتها بما فعلت اختتمت حديثها بهدوء 


:- ٠شوفي يا ديدا هو عمر كلم تامر وجاي بس لو لفيتي فعلا ان اللي حصل صح هخلي عمتو وعمر يخلو تامر يطلقك والله لكن لو اللي بيقوله صح، يبقى تحاولي تصلحي حياتكم وتبنوها من جديد. 


كان قلب فريدة يدق بعنف وصوت مرتقع حيث انها اصبحت تستمع الى صوت دقات قلبها لكنها حاولت ان تخفي كل ذلك لا تتمنى ان نرى تلك الفتاة مرة اخرى لكنها ستتحمل تلك المرة،  لا تعلم ماذا سيكون رد فعلها على اي حديث سيدور اسفل لكنها سارت مع الاء متوجهة الى اسفل وجدت تامر يجلس بحانب عمر وسامر رئيس حراسة عمر يقف بجانب بسملة التي كانت تتطلع نحو عمر بخوف شديد لن تفعل حساب لتلك الوهلة هي فقط ظنت ان تامر سيعود اليها بعدما يبتعد عن فريدة ولكن قد انقلب السحر على الساحر وجاء كل شي فعلته علي راسها هي. 


غمغم عمر بنبرة آمرة وجمود شديد يتحدث يشخصيته القوية كعادته التي تجبر الجميع على ان يهابه 


:- قولي يلا يا بت اللي عملتيه وقيما بالله لو كدبتي بحرف واحد لاكون قاتلك هنا ومحدش هيعرفلك مكان انتي عارفة كويس اوي مين هو عمر السنماري. 


انتفضت بسملة برعب من هيئة عمر الغير مبشرة إطلاقا، فبدأت تقص ما فعلته تهديداتها لتامر حتى يقابلها وتصويرها له وارسال الصور لفريدة اخذت تقص كل شئ فعلته بينما فريدة وقفت تستمع الى حديثها بصدمة هل كان تامر على حق وهي مٕن ظلمته تلك المرة. 


جلب عمر إيصال امانة ووجهه نحوها ثم تحدث بحدة 


:- امضي على الوصل دة وهيوصلوكي لاول طيارة ترجعي تاني مكان ما كنتي بس لو عرفت انك نزلتي مصر هسجنك مش بوصل الامانة بس لا بكم قضية كمان. 


بالفعل فعلت ما امرها به عمر، وطلب من سامر ان يتأكد بنفسه من سفرها، اخذت الاء فريدة وصعدت غرفتها بدات تتحدث معها اخبرتها فريدة عن كل ما تشعر به، لم نصدق انها بسبب عدم ثقتها به قد وصلت إلى ذلك الطريق الذي يسيران فيه، أردفت الاء بتعقل وهدوء 


:- يا حبيبتي اهدي عشان انتي مكنتيش تقصدي ودي فرصة ليكي يا فريدة انتي اتاكدتي من حب تامر ليكي يبقى تقعدي وتفهمي مع نفسك ازاي لازم تثقي فيه وتبني معاه طريق جديد ليكون وهو بيحبك اصلا تامر مفيش اطيب منه. 


اسفل عند تامر وعمر 

تحدث تامر معه بندم شديد


:- انا اسف يا عمر بجد على اي حاجة قولتهالك وانا في المستشفى بس بجد حاسس اني مش كنت في وعيي واللي حصل بعدها بسبب فريدة خلاني اتعب خالص. 


ربت عمر فوق كفه بحنان وتحدث معه بحب اخوى شديد وهدوء


:- اكيد مش هزعل منك يا تامر انا مقدر موقفك طبعاً والحالة اللي كنت فيها، بس اللي عاوزك تفهمه ان فريدة ملهاش دعوة مفيش حاجة اسمها بسبب فريدة هي معملتش حاجة يا تامر انت اللي مخليتهاش تعرف تثق فيك من الاول خالص طبيعي مش هتثق فيك من يوم وليلة وبعدين انت بتحبها يبقى خلاص خلي دة درس تتعلمو منه انتم الاتنين انتوا الاتنين غلطانين  يا تامر مش هي، ايوة هي غلطت الموقف دة بس انت غلطت من البداية خالص اتعود تشيل مسؤولية غلطك مينفعش تشيلها هي الغلط كله فاهمني 


اومأ له برأسه الى الأمام ثم القى ذاته داخل حضن عمر ملجاه الوحيد الذي يأتي اليه عندما يحدث معه اي شي، قرر ان يفتح حياة اخرى وجديدة مع فريدة يبنيها معها على الثقة المتبادلة بينهما والحب الشديد الذي يوجد في قلب كل واحد منهما للاخر لكنه لا يعلم كيف سيبدأ معها؟! 


❈-❈-❈


كاد ان يدلف  غرفته لكن استوقفنه سناء التي اردفت باسمه بقلق، فاقترب منها وسالها بهدوء


:- ايه يا ماما في حاجة؟ 


اومأت له برأسها الى الأمام، وردت عليه بإهتمام وقلق شديد 


:- اه عملت ايه مع تامر لما كلمته كان لسة بيقولي الصبح انه هيطلقها. 


رد عمر عليها بهدوء يحاول أن يجعلها تطمئن 


:- متقلقيش يا ماما حليت الحوار كله اصلا ابنك ميقدرش يطلقها دة بيحبها بس انتي عارفاه، روحي نامي وارتاحي هو هيصالحها. 


تنهدت بارتياح شديد، فكانت طوال الفترة الماضية تدعي لهما ان تتحسن علاقتهما بالفعل دلفت غرفتها وهي تبتسم بسعادة وراحة شديدة بينما عمر توجه نحو غرفة نغم حتى يتحدث معها، اقترب منها وجدها تجلس أمام الحاسوب الخاص بها تشاهد احد مسلسلاتها المفضلة أغلقت الحاسوب ما ان راته واعتدلت في جلستها، ظل عمر يتحدث معها في اشياء متعددة ستفعلها، حتى اعتدل الجو وقضى على التوتر الذي ملأ الغرفة فسالها بهدوء شديد


:- نغم هاخد رأيك في حاجة يا حبيبتي ايه رايك في ياسين ابن خالك شخصيته ونظامه وكدة؟ 


توترت بشدة من سؤاله المفاجي لها وابتلعت ريقها بتوتر وقلق حاولت ان تخفي مشاعرها ولكن خجلها قد بدا عليها وجنتيها قد تحولا الى اللون الاحمر الخجل، وردت عليه بصوت خافت متلعثم 


:- م... ماله ياسين كويس وطموح اوي على فكرة شايل شغل خالو الله يرحمه من غير مساعدة، ا.... ايوة يمكن الاول مكنش كدة بس حقيقي الايام دي بقى كويس اوي يا عمر انت لازم تغير فكرتك عنه عشان هو يستاهل. 


ظل يتطلع اليها بشرود بعدما تستمع إجابتها التي قد فهمها جبدا مهما جاهدت ان تخبر مشاعرها الحقيقية لكنه اكثر واحد يفهم في ذلك الشئ بالتحديد فهو قد عاش تلك التجربة لذلك يعلمها جيدا، واصل حديثه معها حتى يجعلها تشك وتقلق من أي شي، وهو يفكر ماذا سيفعل؟  و الأهم هل ياسين يستحق فرصة أخرى، وسيحافظ على شقيقته أم لا؟ هل يحبهحب صادق أم لا؟ 


لكنه يرى دايما في عينيه حبه الصادق لنغم واصراره الشديد على الزواج منها وبناء حياتهما معا.. 


خرج من غرفة نغم وتوجه بعدها صوب غرفته وجد الاء تحلس أمام مرآه الزينة تهندم من هييتها وهي ترتدي قميص من اللون الاحمر الناري الذي جعل النيران تشتعل داخل قلبه، ابتسمت الاء ابتسامة مشرقة جذابة ما ان رأته وتحدثت معه بسعادة وعشق شديد 


:- تعالى يا حبيبي كنت قاعدة مستنياك. 


توجهت نحوه على الفور ولفت زراعيها حول عنقه بدلال شديد فاسرع يحيط خصرها بزراعه ويقربها منه اكثر واكثر، ثم تحدثت هي بشغف شديد ونبرة مدللة 



:- وحشتني اوي بجد يا عموري الايام اللي فاتت مكنتش عجباني وبعدين انت وعدتني انك مهما زعلت مني يا عموري عمرك ما هتبعد عني ليه كنت مش بتيجي البيت. 


ظل يستشق عبيرها الخلاب الذي سحره الى عالم آخر، حاول ان يستحمع الكلمات حتى يىد عليها وبالفعل رد عليها بصوت اجش 


:- قولتلك يا قلب وحياة عمورك ان بجد كنت بعمل شغل مهم وانتي وحشتيني اكتر بكتير مما تتخيلي. 


صمت لوهلة ثم استرد حديثه مرة اخرى وهمس بحب شديد امام وجهها مما جعلها تغمض عينيها بين يديه بتستمااع شديد وقلبها يدق بداخلها بسرعة شديدة كانه سيخرج ويتركها يتوجه نحو قلبه ويسكن بداخله


:- بحبك اوي يا احلى واجمل الاء في العالم بجد انتي مصدر النور والسعادة اللي موجودة في حياتي. 


ابتسمت بخجل شديد وكانت كلماته كالسحر الذي يجعل قلبها يرفرف في السماء عاليا بانطلاق وسعادة تعجز عن وصفها اي وصف يتصف به سعادتها سيكون ظالم لشعورها الحقيقي الذي تشعر به. 


دفنت وجهها في عنقه ثم طارت معه الى عالمهما الخاص بهما هما فقط يفعلان به ما يشاءوا.. 


❈-❈-❈


بعد مرور اسبوع 


ركبت آلاء سيارتها وتوجهت نحو الشركة الخاصة بعمر تريد ان تفاجئه وخلفها سيارة الحراسة كما تعتاد دائما، وجدت هاتفها يرن ووجدته عمر لكنها تفاجأت به ما أن فتحت يتحدث بصوت عالي تشبه بالصراخ 


:- آلاء انتي فين هو انا مش قولت متنزليش نهائي ايه اللي نزلك. 


عقدت حاجبيها بعدم فهم، لا تعلم لماذا كل ذلك القلق والعصبية الذي يفعلها هو، لكنها حاولت ان ترد عليه بهدوء 



:- ايه يا عمر متقلقش يا حبيبي انا كنت جيالك اعملك مفاجأة وعربية الحراسة ورايا متقلقش والـ.. 


لكنها بطرت جملتها عندما تطلعت في المراة الأمامية لسيارتها ولم تجد سيارة الحراسة خلفها، تمتمت قائلة لعمر بتوتر شديد وعي تبتلع ريقها الذي جف تماما والخوف سيطر عليها فهي ليست حمقاء خوف عمر الزائد بالطبع له معنى واختفاء سيارة الحراسة قد يؤكد ظنونها 


:- عـ.... عمر الحقني مش لاقية عربية الحراسة نهائي. 


اغمض عمر عينيه بغضب شديد وشعر كان عقله قد توقف عن العمل كور قبضة يده وضرب المكتب الخاص به بقوة وغضب شديد لم يهتم لجرح يده، واردف يسالها بقلق شديد


:- الاء انتي فين بالظبط. 


اجابته بصوت هادئ تشبه بالبكاء قد تملك منها الخوف 


:- انا في نص الطريق يا عمر لكن ممشيتش من الطريق الاساسي زي كل مرة. 


كان سيصرخ بها لكنه حاول ان يبقى هادئا حتى لا يزود وتيرة قلقها فرد عليها بقلق شديد 


:- اهدي يا الاء اهدي يا حبيبتي  اعملي بس اللي قولتلك عليه واهدي انا هحاول اوصلك حالـ...


لم يكمل جملته حتى استمع اليها تصرخ وهي تحدثه برعب شديد وقد نزلت دموعها على وجنتيها 


:-  عمر الحقني في عربيات كتير هتحاوطني. 


لاول مرة يشعر بالعجز الشديد، لن يستطيع أن يحمي زوجته وكل حياته، ظلت تصرخ برعب وتقود سيارتها بسرعة جنونية تحاول الهرب منهم لكن هيهات كيف ستهرب من ذلك العدد الهائل بالطبع لن تستطيع فاستسلمت في النهاية عندما وجدت سيارتها تُحاط من جميع الجهات، علمت ان محاولها فشلت تلك المرة فوضعت يدها فوق بطنه بقلق شديد والدموع تسيل من عينيها كالشلال لم تتوقف....


يُتبع

إلى حين نشر فصل جديد من رواية أنين وابتهاج الجزء الثاني للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة