رواية جديدة امتلكتني بضعفها لميادة مأمون - الفصل 17
قراءة رواية امتلكتني بضعفها كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية امتلكتني بضعفها
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ميادة مأمون
رواية امتلكتني بضعفها
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ميادة مأمون
الفصل السابع عشر
عاصم : دريت نفسي منهم لحد ما دخلوا عند رامي و نزلت السلم اجري و انا بكلمك
ديجو و متفهماً لما قاله.
-كده تمام خلينا وراهم بقي هما اللي هيوصلونا ليه بس عالله نلحقه قبل ما يورطوه في حاجه الغبي ده
عاصم بخوف على اخيه.
-لاء انشاء الله هانلحقه
❈-❈-❈
داخل شقة الدكتور صالح دلفت الي غرفتها و جلست علي فراشها ضاممه ركبتيها الي عنقها تفكر فيه
فتح الباب بكل هدوء و جلس في مقابلها ينظر اليها في صمت، و حين طال ذلك الصمت و تأكد أنها لم تشعر به، قرر ان يخرجها من شرودها هذا و يعيدها اليه
مجد مناديها.
-هييي وصلتي لحد فين
ريناد بشهقه.
-مجد انت ههنا من كتير
مجد بضحك.
-اوووه بقي لي وقت صاير جالس هون، معلش تقوليلي كيف ما شعرتي فيني
ريناد بأبتسامه.
-معلش موو راح اقول شي
رفع حاجبه مستنكرا و مد إصبعه ليضغط به على طبع الحسن خاصتها
َمجد بحب.
-كبرتي عروسي و بقى ليكي اسرار تخبيها عن مجد
ريناد بحزن و دهشة.
-عروسك!
مجد ضامم حاجبيه.
-مو كنت بناديكي بهديك الصفه قبل سفري
ريناد موضحه له.
-كنت صغيرة
مجد تأكيد لها.
-و هالحين كبرتِ و اصبحتِ بالفعل عروسي
ريناد متذكره ماضيه جيداً.
-كيف يعني معلش انت مو كونت بتعشق هاديك البنت
قبل السفر الي فرنسا و سافرتو مع بعضكم كمان
مجد بصوت خفيض محاولاَ صمتها.
-نعم لكن هذا الكلام ما إلو دخل بينا، لا تخلطي كل الامور مع بعضها يا صغيرة
و لا تنسي ان هناك وصيه و ميراث من حقنا نحن الاثنان
ريناد بعدم فهم.
-كيف يعني معلش فيك تحكي اكتر
مجد انت لساتك عاشق لهديك البنت مو هيك
وقف منفزع حين اعتلي صوتها و جري الي باب الغرفه و أغلقه بهدوء، و هو يحثها علي خفض صوتها مره اخري
مجد بريبة متوخي الحذر.
-ششششش اخفضي صوتك هذا انتي ليش متذكرة كل شي عنها بهيك طريقه
ريناد بغضب.
-مو تتذكر انت يلي كنت عم بتحكي لي كل شيء عن حبكم هاد
مجد و هو يجلس بجانبها.
-يلعن الحظ كنتي صغيرة و كلامك قليل و هالحين كبرتي و صاير تناقشيني و تحاسبيني علي حب غيرك
ريناد بإيضاح له.
-لاء انا ما فيني احاسبك، هذي حياتك انت و انت حر فيها بس ما تربطني اليِ بيك
مجد : بس احنا بالفعل مرتبطين ببعضنا شو العمل انتي لا تفكري فيها
هي حبيبتي نعم لكن بينك و بينها بلاد بعيده و انتي يلي راح تكوني زوجتي
ريناد بغضب مفزع.
-لللاء ما راح يصير هاديك الكلام
وقف من جانبها واضع يده في جيب بنطاله حاصدا الغرفه ذهابا و أيابا و هو يمد شفتيه للأمام
مجد متصنعاً الحزن.
-معني كلامك هاد انك بترفضي الزواج مني
ريناد منحنية الرأس.
-انت اخي و اانا لا أشعر بغير ذلك
مجد مؤكداً عليها بطريقة عمليه.
-معلش اعتقد ان ابيكي مو راح يرحب بهاد القرار
ريناد بتوتر.
-بس هذي حيياتي اانا مجد مو حياة أبي
مجد بنظرة ماكرة.
-لساتك صغيرة رينو و ابيكي هو صاحب القرار في مصيرك و اظن أنه لن يعجبه هذا الحديث
أبيكي لم يحب الخسارة ابداً و كما تعرفيني جيدا انا عاشق للمكسب رينو
ابتسم لها و كأنه يؤكد علي حديثه و التفت الي باب الغرفة خارجاً منها
❈-❈-❈
حمد ربه و هو صاعداً الي شقته و لم يراه احد
و الا ما كانوا انفضو من حوله و أثقلو رأسه بكثرة السؤال عن ذلك الفتي ذو الرأس الغليظ و المتغيب منذ يومان و لم يعثرو عليه حتى الان
وضع مفتاحه في مكانه الصحيح قاصدا فتح بابه و قبل ان يدلف للداخل وجد من يناديه
دكتور صالح و هو جالس في ريسبشن شقته و فاتح بابها.
-انت رجعت يا ديجو تعالي قولي عملت ايه
شعر بعدم الرغبه في التحدث مع احد و لكنه دلف اليه ربما يلتقي بعينيها التي اسرت قلبه
ديجو بملل و هو يجلس في مقابلته.
-ازيك يا عمي
دكتور صالح بترحيب.
-حمدلله على السلامه، قولي عملت ايه ليقتو علي
ديجو بتنهيدة زافراً كل طاقته السلبية.
-لاء للأسف فضلنا ماشين ورا العيال اصحابه لكن اول ما وصلنا الا... اختفو في وسط الزحمة
دكتور صالح مستفهماً.
-عيال مين دول اوعي يكون الواد ده منتمي للجماعه ايها
ديجو مطمئناً له.
-لاء اطمن الباشا عامل فيها ناشط سياسي و ماشي مع شوية عيال هايضيعوه
دكتور صالح : طب و بعدين هاتعملوا ايه انت و عاصم
ديجو بإرهاق: و لا قبلين ادينا هنستناه لحد ما يظهر تاني
أو نلاقي اي طرف خيط يوصلنا ليه و بعدين بقيى يحلها ربنا من عنده
عن اذنك بقى انا هاقوم ارتاح شويه اصل الجرح شادد عليا
دكتور صالح رابتاً على كتفه.
-طيب قوم ارتاح و سيب الباب مفتوح و انا هاجي اطمن علي الجرح بنفسي
أومئ له برأسه و وقف متجه لباب الخروج و في طريقه
وجد من يفتح باب غرفتها ويخرج منه مبتسماً
وهي جالسه من خلفه علي الفراش
تيبست قدمه في مكانها و رمقها بنظرة غاضبه عاتبة
وقفت من علي فراشها و اتجهت اليه سعيدة بوجوده عندما رأته، و قبل ان تخرج تحاشت نظراتها من عينيه التي كانت عبارة عن جمرتان منصهرتان من الغضب
واختفت خلف الباب سريعاً تواري عيناها منه
تحدث مجد الذي وقف مندهشاً من نظرته ومن خوفها الغير مبرر له
مجد مرحباً به.
-يعيشك اخي صالح
ديجو و هو يترجل للخارج سريعا دون اهتمام به.
-اهلا
أغلقت هي بابها بهدوء و عادت الي مجلسها بحزن جم
نظر مجد الي زوج خالته مستفهما و جلس بجواره.
-هو ماله حاسس انه موش حاببني
دكتور صالح ساخراً محذراً له بالتوأة شفتيه.
-مش حابك بس هو لو عليه عايز يخلص منك
مجد ضامماً حاجبيه.
-يا ستار يا رب ليه هو انا أعرفه قبل كده
دكتور صالح نافضاً يده.
-سيبك منه دلوقتي و قولي كلمتها
تنهد الاخر بصبر و أومئ له مجيبا.
-نعم لكنها رفضت
ثم رفع له كتفيه بلا مبالاه.
دكتور صالح بنبرة شبه عالية.
-يعني ايه رفضت دي
و انت ازي مأثرتش عليها، دا انت الوحيد اللي كنت بتقدر تتحكم في كل شيء يخصها جاي دلوقتي تقولي رفضت
مجد بمكر.
-ارجوك اهدي عمي صالح هذا القرار بالاخص
انا موش أقدر اخصبها عليه ده جواز يأما رفض يأما قبول
وما تنسي اني كنت بعيد عنها تلات سنين
اكيد هي مشاعرها اتغيرت من ناحيتي
دكتور صالح بنبرة منزعجة.
-بعيد و لا قريب انا مش هاسمح بالرفض في الموضوع ده يا مجد سواء منك أو منها
مجد مؤكداً له.
-انا عن نفسي ماعنديش اي مانع معلش يا ريت تسيبها هي شوي تفكر و بعدين نحاول مره تانية
دكتور صالح و هو يتجه لأبن اخيه.
-طيب يا مجد اما اشوف اخرتها معاكم بس اعملو حسابكم انتو اللي الاتنين ان الجواز هيتم سواء برضاكم او غصب عن أي حد فيكم
مجد متسائلاً.
-طب و انت لوين راح تروح ها الحين
دكتور صالح وهو يعتزم إنهاء الحديث مع ابن اخيه دون أن يعي ان من يقف امامه يكون غريمه الوحيد.
-رايح لديجو عشان اقفل الحديث في الموضوع ده بقى
مجد مستفهماً.
-وشو دخله هو في الحديث هذا
دكتور صالح مخبئاً عنه حقيقة الأمر.
-لاء هو مالهوش علاقه كل الحكاية ان ريناد بتسمع كلامه
و انا مش عايز كده، مش عايزها يبقى ليها علاقه بحد و لا تسمع كلام حد غيرك انت و بس.
❈-❈-❈
زج الباب الموارب بطرف قدمه ودلف الي داخل شقته وهو يحمل بيده حقيبته الطبيه بدء يبحث عنه بعينه
-انا هنا يا عمي
قالها ديجو الذي كان قادماً من المرحاض شالحأ قميصه من عليه وبعض قطرات المياه تستكين على راسه وجزعه العلوي
العم صالح محذراً له.
-كده هتاخد برد نشف جسمك وتعالي اطهرلك الجرح والبس علطول
ديجو بأبتسامة.
-متقالقش عليا انا متعود على كده تعالي نقعد هنا.
جلسو سوياً على الاريكة و بدء عمه في نزع المضادات من علي صدره وشرع في تطهير جرحه ليفتح ديجو معه الحديث بجديه.
-فكرت في الطلب اللي طلبته منك يا عمي
اصطنع العم صالح عدم الفهم واجابه بلامبالاه.
-طلب ايه ده
ديجو بعلامات الوجوم.
-انت عارف قصدي كويس يا عمي موضوع جوازي من ريناد
العم صالح محاولاً إنهاء الحديث في ذلك الحديث.
-بص يا صالح انا مش هضحك عليك واماطل معاك في الكلام،
انا بس هقولك كلمه واحده هتقدر تعوض بنتي من اللي هتتحرم منه يا صالح،
هتوفر ليها عيشة كريمه زي اللي طول عمرها عيشاها هتعوض بنتي خسارتها في الخمسه مليون ورثها من جدها يا صالح
لقد اتكئ له على نقطة ضعفه الوحيدة لكنه لن يرضخ مرة ثانية، لن يشعره بضعفه ولن يتركها بهذه السهوله، اومئ له برأسه و همس له بهدوء و هو يلملم اشيائه في حقيبته
ديجو مهدداً له.
-بص انت بقى يا عمي نهاية القول عشان ابقى مشيت معاك للأخر و ماترجعش تقول ديجو غلط
انا بحب بنتك و عايزها، و بنتك بتحبني و عايزاني وانا طالما هي متمسكه بيا لأخر لحظه، عمري ما هفرط فيها لو طلبت حب عيني مش هعزه عليها يا عمي
العم صالح ببرود.
-بس حب عينك مش بخمسه مليون يا ديجو
❈-❈-❈
جلس علي الاريكة غاضباً بعد ان ذهب عمه و عقم له جرحه و فتح معه هذا الموضوع الذي لا ينتهي الحديث فيه مطلقا
رأته هي عند حضوره و جلست امامه لتعرف ما به و ماذا دار بينه و بين حبيبها
ريناد بهدوء.
-بابي ااانت كننت عند صالح
نظر اليها مستفهما بوجهه محتقن
-ايوه كنت بطهرله جرحه بتسألي ليه؟
ريناد بخوف عليه.
-ها ععادي يا بابيي اانا ششايفك خخارج ممن عنده بس ههو تعبان و لا ايه
دكتور صالح.
-لاء مش تعبان و بعدين انتي مالكيش دعوه بصالح نهائي ، يزعل يفرح او حتي يتعب خليكي بعيد عنه ممكن يا ريناد
ريناد ضاممه حاجبيها بحزن.
-ليه بتقول كده يا ببابي ده ابن ععمي و من حقي أخاف عليه
أمسكها من ذراعها منفعلاً و صرخ في وجهها.
-لاء مش من حقك و مالكيش دعوه بصالح نهائي، و مش عايز الفترة اللي جايه دي يحصل بينك و بين مجد اي مشاكل أو حتى يفكر يزعل منك
نفضت يده حين تركها بقسوه و تلئلئت العبرات من بين اهدابها
-ليه معاملتك معاه اتتغيرت ككده و أيه دخل ممجد في الموضوع دلوقتي
توارت عيناه عنها و التفت ليذهب من امامها مسترسلاً باقي حديثه بعدم اهتمام.
-مجد طلب يتجوزك و انا وافقت
و كأن ثقل كبيراً قد القاه علي صدرها وقفت تنظر الي طيف ابيها و شلال من العبرات
يغمر وجنتيها تريد ان تستوعب ما قاله لها دون ان تعي لمن يقف يراقبهم
و هو موصود اليدين مبتسم منتظراً حتى تلتفت اليه و تراه لكنها خذلته
و التفتت الي باب الخروج و جرت نحوه لتذهب الي من امتلك قلبها و فاز به رغم ما ينتوه لها
❈-❈-❈
كاد ان يترجل خلفها و يمنعها من الدخول عنده الا ان الاخر اقترب منه و جذبه للداخل مره ثانيه
مجد بهدوء.
-لوين عمي صالح
دكتور صالح بهدوء عكس ما بداخله.
-ماتشغلش بالك انت يا مجد
مجد متفهماً.
-اتركها عمي موش راح يحصل شئ
اعطي للبنت مساحة حتي تأخذ القرار بنفسها
دكتور صالح مؤكداً.
-كده هاتخد قرار غلط انت مش فاهم حاجه
مجد بعد أن جذبه وأغلق الباب.
-معلش فيك تجلس و تشرح لي كل ما يحدث
أومئ دكتور صالح له وهتف.
-تعالي نقعد وانا هافهمك كل حاجة
❈-❈-❈
دلفت أليه و أغلقت من خلفها الباب و جرت تبحث عنه
لتجده يجلس علي مقعد وجهه يكسوه الغضب منحني بجزعه العلوي للأمام
و يفرك يده في بعضهم
للحظه امتلكتها الرهبه من مواجهته و لكنها تحاشتها حين استمعت الي صوته و هو يعتدل و يصيح
ديجو بصوت مثل فحيح الافعى.
-يا اهلاً بالعروسه
علمت ان اباها ربما يكون قد ازعجه بذلك الكلام
الذي لا اساس له من الصحة ، جرت عليه و جلست علي الأرض بين ساقيه
مستندة برأسها علي ركبته و هي تبكي بشده
ديجو بعصبيه و هو ينحني للأمام و يمسك شعرها من الخلف
ثم رفع رأسها ليجبرها للنظر اليه.
-جايه ليه يا ريناد عايزه مني ايه تاني انتي مش خلاص هاتتجوزي ال... قريبك ده
تكاد ان لا تراه من كثرة العبرات لم تشعر بألم رأسها كل ما كانت تشعر به الم قلبه و قلبها
-اانا جيت عشانك و مماعرفش حاجه عن الكلام ده
حل الصمت في المكان وهو يترك خصالها من بين اصابعه و يضم وجنتيها بين يديه يحاول ان يكفف عبراتها بأبهاميه
يا مليكة فؤادي لا يناسبك البكاء
أصبحت عاشق عيناكي الصافية كالسماء
مريض بالجنون لوجهك ولا اريد الشفاء
وكيف القي الفرار و أنتي الداء و الدواء
احبك يا معبودتي و من يقترب منك سوف يلقي الشقاء
امسكها من رسغيها و رفعها بكل سهوله لتجلس علي قدمه و أغلق عليها بيده و هو يضمها بشده
وضعت يدها علي جرحه قاصده تهدئة صدره الذي يعلو و يهبط من كثرة الانفعال
ريناد بهدوء و هي تربت علي جرحه.
-بيوجعك
اغمض عيناه بألم و وضع يده علي كفها الصغير و أوقفه فوق موضع قلبه
-ده اللي بيوجعني يا ريناد ده اللي هايقف لو روحتي مني و بقيتي لغيري
أمالت برأسها علي كتفه و أنفاسها الساخنه تلهب عنقه
-موش ممكن راح يكون ابدا اانا ليك انت و موش هاكون لغيرك
ديجو متذكراً بغضب.
-ودا علي اساس اني ماشفتوش و هو خارج من اوضتك و لا علي اساس الكلام اللي ابوكي قاله
-هو كان جاي يتتكلم معاايا بس ، اانا رفضت و حياة الله، قولتله لاء و موش فاهمه بابي قالك ايه بالظبط
-قالي ابعد عن بنتي و ماتحاولش تقربها منك اكتر من كده
اوقفها من علي قدمه و هب واقفاً مبتعداً ناحية الطاولة الموضوع فوقها علبة سجائره وقداحتة واخذ منها واحده ليشعلها
-قالي بنتي هاتخسر كتير لو اتجوزتك و انا فعلا مش هاقدر اعوضك خسارة الميراث بتاعك ده.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية