-->

رواية جديدة امتلكتني بضعفها لميادة مأمون - الفصل 12

 

   قراءة رواية امتلكتني بضعفها كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية امتلكتني بضعفها

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة ميادة مأمون


 الفصل الثاني عشر



هتف الجد محاولاً تهدئته. 


-طب يعني يا ولدي فهمنا هو فين دلوك 


ديجو و قد جلس مره اخرى. 


-ماتخفش يا جدي عاصم اخده و روحو لأمه


انتفضت زينب من مجلسها وجرت على هاتفها حتى تطمئن على زوجها و اخيه


بينما هتف هو باستهذاء لعمه. 


نبس انت غلطان يا عمي برضو، لما انت عارف ان بنتك عبيطة كدة و بتسمع كلام اي حد


مش كان المفروض متسيبهاش لوحدها من غير ما تقول، على الاقل كنا اخدنا بالنا عليها و انت مش هنا


قصدت ان أكسر قلبك بيدي حتى لا تعودي أليا ثانيةً


و لكني كنت احطم نفسي و ازعم اني وصلت لمرادي


نظرت في عينه نظرة أشعلت الهيبه، و هي منهارة من البكاء ثم جرت إلى خارج الشقة صاعدة الي الاعلي


ليحني والدها رأسه بخزي و ينهض من جلسته ذاهباً خلف ابنته و زوجته و هو يتحدث بنبرة مهزوزة


دكتور صالح : كتر خيرك يا بني و متشكر اوي على مساعدتك لبنتي العبيطة زي ما بتقول 


على العموم أطمن احنا مش هانزعجكم اكتر من كدة انا هاخد مراتي و بنتي و هانروح نقعد في بيتنا


أنفزع الاخر في جلسته و جرى خلفه و امسكه من عضده قبل أن يخرج


ديجو : تروحو فين! ده لسه الڨيلا بتاعتك دي بتتشطب هاتقعدو هناك ازاي


هذه المره تحدث والده و هو جالس بجوار جده


عمران محاولاً امتصاص غضب أخيه،. 


-استهدي بالله يا صالح يا اخويا ديجو مايقصدش يزعلك هو بس مضايق من اللي حصل


اومئ له دكتور صالح رأسه مردداً. 


-لاء و لا زعل و لا حاجة انا كده كده ضيف في البيت ده و مسيري كنت هامشي في يوم


ترك عمه يده و صعد للأعلى ليجلس هو على الدرج واضعاً جبهته بين راحتي يده


-ضيعتها من يدك يا غبي 


كان هذا صوت جده الذي استند على عصاه و وقف خلفه


ديجو بصوت عالي. 


-جدي ابوس ايدك انا مش ناقصك و كويس ان ده هايحصل اطلع من دماغي بقى و فكك مني


الجد عبد العظيم ضاحكاً. 


-و هي هاتعرف تطلعها من ده ونغزه في صدره بعصاه بقوة ليزيد ألم قلبه و يجبره على النهوض من مجلسه


ديجو بوحشية. 


-يووووووه انتو عايزين مني ايه ارحموني بقى يا جدعان


جري الي الاسفل و كادت العبرات تفلت من عينه الا أنه تماسك و وقف أمام باب منزله يشعل سييجارته بغضب غافلا تماما عن من يقف متربصاً له


❈-❈-❈


جلست على فراشها تتحدث معه بصوت حنون


زينب بحب و حنان. 


-طمني بس عليك و قولي انتو وصلتو و لا لسه


امسك عاصم رأسه أثر الصداع الذي يضربها قائلاً. 


-وصلنا يا زينب انا لسه طالع البيت اهوه


زينب بشحنة غضب اخرجتها ضد اخيه. 


-و الغبي ده عمل ليه كده


عاصم بعنف. 


-و النبي يا زينب ارحميني و كفاية اللي حصل انهارده و كفاية عليا امي و المناحة اللي عملاها برة انا خلاص مابقتش ناقص و لا قادر اتكلم اصلاً


زينب محاولة تهدئته


-طيب خلاص ماتتعصبش حقك عليا يا سي.... 


لم تكمل كلمتها و صرخت أثر سامعها صوت فرقعة عالية


عاصم منتفضاً أثر صراخه. 


-مالك يا بت بتصرخي ليه


زينب بشهقة. 


-يا لهوي يا عاصم اتخضيت تقريبا حد بيفرقع صاروخ في الشارع


عاصم وقد انتبه لصوت الفرقعة مرة ثانية من بيته. 


-ده مش صاروخ يا زينب ماتفتحيش الشباك و لا تطلعي البلكونه


عندما قال كلمته هذه كانت هي تنظر من نافذة غرفتها على الشارع


لتصرخ بشدة وهي ترى أخيها ممدداً على الأرض غارق في دمائه


زينب بصراخ شديد. 


-عااااااا ديجو اخويا الحقوني اخويا صالح


وان كان الموت هو منقذي من عذابك فمرحا به


❈-❈-❈


اعتلت الصرخات و تعالي العويل منهم جميعا


الكل ملتف حوله وهو ملقي على ظهره في الشارع يروي ارضه بدمائه التي تغرقه


تهاني بصراخ. 


-يا بنيييييي يا حتة من قلبي، قوم يا صالح قوم يا ولااااااا دانا لسة مالحقتش افرح بيك يا حبيبي


عمران و هو يحاول اسكتها. 


-بطلي نواح بقى ابنك لسه فيه الروح اعمل حاجة يا صالح هو انت مش دكتور بردو


رد عليه أخيه و هو يغلق هاتفه


دكتور صالح بتروي محاولاً تهدئتهم. 


-اهدي شوية يا ام صالح


خلاص يا عمران الإسعاف وصلت على اول الشارع 


اضغط على صدره بالقميص كويس يا عاصم اكتَم الجرح كويس حاول ماتخلهيوش ينزف


عاصم بغضب محاولاً ابعادها عنه. 


-سيبيه يا ريناد اوعي بقى انتي كدة بتزودي تعبه


ريناد بصراخ في وجهه تكاد لا ترى من كثرة الدموع. 


-لللاء مش ههاسيبه اننتو مموتو ككلكو ببس ههو للاء ههو


هايقووم هايصصحي عششان ررينو مش كده ييا ببابي قوم بقي


جلست بجانب وجهه و أمسكت وجنتاه بيداها ورفعت رأسه على قدمها وهمست له. 


-ببابي اصحى عشان خاطري فتح عينك لو بتحب رينو اوعيي تسيبني يا ببابي


و كأنها كانت تداويه بكلماتها فتح عينه حتى يطمئنها و ضغط بيده على يدها بضعف وبنبرة متحشرجه همس والدماء تزرف من فمه


ديجو بضعف. 


-اوعي انتي تسيبيني 


ثم اغمض عينه و غط في اغماءة عميقة


❈-❈-❈


وبعد مرور اقل من ساعة وصلو به الي المشفى. 


و دلفو به الأطباء الي غرفة العمليات أخيراً بعد معانة 


في محاولة أقناعها من أن تحل وثاق يدها من حول عنقه و ان تتركه لهم


وقف الجميع في حالة من الحزن و البكاء ينتظرو اي طبيب يخرج لهم من عنده حتى يطمئنهم


جلس الجد في حالة لا يرثي لها فبرغم الشجار دائماً بينه وبين هذا الشقي


الا انه سيظل اول حفيد له وهو من يحمل اسمه وينشر لقبه ويحي زكراه فكيف له ان يبغضه او يحمل له ذرة كره واحده بداخله


وقفت زينب تبكي بين ذراعي خالتها التي كانت تبذل جهداً كبيراً في إيقاف عبراتها هي الاخري 


توحيدة بتألم من أجله. 


-يا رب خرجهم لينا بالسلامه، حبيب اخوك يا عاصم قادر ربنا يجعلك سبب في انقاذه يا بني


زينب بدموع غزيرة. 


-عمي صالح قال ان هو الوحيد اللي فصيلة دمه طلعت مطابقة لفصيلة دم ديجو بس يا رب يطلعو الرصاصة من صدره و ما يحصلش ليه حاجه يا رب


اطلق الاب تنهيدة حزينة وهتف فيهم بعكس ما بداخله


عمران بقسوة. 


-بدل ما انتو الاتنين واقفين تنوحو و تعيطو كده روحو اطمنو على امك اللي وقعت مننا هي كمان دي


زينب ببكاء. 


-ما هي طنط ثريا معاها يا بابا


عمران بغضب. 


-مش المفروض ان مرات عمك اللي تبقى معاها انتو أولى تخففو عنها 


و تقفو جنبها واحده اختها و واحده بنتها يبقي لازم تكونو انتو معاها دلوقتي


زينب بصراخ مؤلم. 


-انا مش هاتحرك من هنا الا لما اطمن على اخويا يا بابا


عمران وقد فقد كل السيطرة على اعصابه. 


-خلاص بقى يبقى تسكتو خالص 


مش عايز اشوف واحدة فيكم بتعيط على أبني انا ابني لسة عايش 


و هايقوم منها اخوكي هايقوم يا زينب انتي سامعه


زينب وقد ارتمت على صدره. 


-يا رب يا بابا يا رب

❈-❈-❈


لم تلتفت الي كل هذه الأحداث لم تطرف زمردتيها عن تلك الدائرة الزجاجية التي تتشبث بها بأصابعها


ظلت تنظر إلى الداخل و عبراتها تسترسل على وجنتها بغزاره، و ذلك العنيد يقف بجوارها يتحدث بكلمات عدوانية، 


لم تنتبه إليه و لم تشعر بوجوده بجانبها اساساً الي ان قال


علي بشماتة. 


-فالح بس يستعرض قوته علينا اهو ربنا خلصنا منه و اخده بذنبنا وذنب اللي عمله فيا انا و انتي


وعندما استمعت الي تلك الكلمه شعرت بالدماء تغلى في عروقها


ثار غضبها بداخلها وانفجرت البركان، و فجأة تحولت إلى قطة متوحشة هاجت و غرزت اظافرها في وجهه وهي تصرخ


ريناد بصراخ وكره واضح له. 


-اانت اازاي تتقول كده ببابي عاييش و  هيخرج من هنا ههو حلو اننت و وحش ييا علي


اامششي امشى ممن هنا 


جرت توحيدة على ابنها حتى تخلصه من يدها


توحيدة بفزع على ابنها. 


-يا لهوي مالك يا بت يا عبيطة انتي شوهتي وش الواد كده ليه اوعي سيبي الواد


عمران بريبة في أمرها. 


-مالك يا ريناد حصلك ايه يا بنتي انتي كمان بس


صاحت ريناد بصراخ وعزمت على أن تفتضح امر هذا الفتى الطائش. 


-خليه يممشي يا عموو هو مش بيحب ببابي


نظر عمران إليها و وضع ذراعه على كتفها حتى يضمها اليه و يبعدها عن ذلك الذي بدي محرجاً أمام الجميع و اجلسها بجوار جدها


عمران بلغة إمرة مشيراً بيده عليه. 


-روحي انتي و ابنك يا توحيدة متشكرين على تعبكو و مجيكم معانا 


جري علي الي الخارج بعد أن احرجه زوج خالته وهتفت والدته غير مصدقة ما يفعله ابنها


توحيده بحزن. 


-حقك عليا انا يا ابو صالح و النبي ما تزعل منه يا خويا دا عيل طايش 


عمران بغضب. 


-العيل بيتربي و يتأدب يا توحيدة بس معلش لسه ساعة الحساب ماجتش


توحيدة و هي منحنية الرأس. 


-عندك حق يا اخويا بس معلش انا هاروح اطمن على ام صالح و اشوفها عامله ايه


سارت من أمامهم و جلس الجد ينظر الي تلك التي جلست بجواره تفرك يدها بخوف و مازلت تبكي


الحج عبد العظيم بطيبته المعهود. 


-خايفه عليه جوي أكده يا ريناد


نظرت له و أومئت برأسها دون أن تتحدث


ليكمل هو


-ما تخافيش يا حبيبتي ديجو راجل و شديد ماعيروحش بالساهل أكده


ريناد بقلق بائن. 


-بس بقاله كتير اووي ججوه يا جدو


الحج عبد العظيم بدعاء الي الله. 


-ادعيله يا بتي و دلوك ابوكي هايخرج يطمنا


جرت زينب علي زوجها حتى يستند عليها بدل من تلك الممرضة


زينب بحب وخوف عليه. 


-عاصم انت لسه تعبان يا حبيبي


مسد عاصم على حجابها بحنان مبتسماً لها حتى يطمئنها. 


-انا كويس يا حبيبتي ماتخفيش المهم هو ايه لسه مافيش أخبار عنه


زينب ببكاء هامس. 


-لسه يا عاصم طول اوي جوه وانا خايفة عليه


عاصم وقد دق علي رأسها بمشاكسه. 


-هايطلع منها يا بت ده ديجو اللي بيوقف الغورية بحالها على رجل بس لو حد كح في وشه


نظر له عمران و تحدث بصوت رزين. 


-ما هي دي اخرتها يا عاصم آخرة فتونته وخناقه اللي مش بيخلص مع كل ال........... بتوع الحته عامل فيها فتوه


و في الاخر يتغدر بيه بحتة رصاصة ماتسواش تلاتة مليم 


عاصم بلهجه يعرفها الحاج عمران جيداً. 


-لاء مش احنا اللي يتغدر بينا يا عم عمران بس هو يقوم بالسلامة و قبل ما يخرج من هنا مبقاش عاصم ان ماكنتش اجيب اللي عملها مربط تحت رجله


الحج عبد العظيم برعب عليهم جميعاً. 


-لاه يا عاصم بكفياك يا ولدي الله يرضى عنك ماحناش ناقصين يحصلك حاجه انت كمان


لم يتكلم عمران بلسانه و لكنه تهاتف معه بعينه بلغه هم وحدهم يفهموها بمعنى ان يتروي و يهدئ و ان حديثهم له بقية


و أخيراً ما خرج أبيها من غرفة العمليات لتنتفض سريعاً اليه


ريناد بخوف حين رأت ابيها وحده وهو ليس معه. 


-ههو فين يا ببابي سسيبته ججوه ليهه ههاته يا ببابي اانا عايزاه


احتضنها والدها وكفف عبراتها بأبهامه 


دكتور صالح مهدئاً لها. 


-شششششش متخافيش اهدي هو الحمد لله خرج من جوه بس اتنقل العناية المركزة


عمران بخوف. 


-صحيح يا صالح ابن اخوك عدي منها 


دكتور صالح وهو يبتسم له. 


-اطمن يا عمران الدكاترة خرجو ليه الرصاصة


ادعولوه انتو بس ان الأربعة وعشرين ساعة الجايين دول يعدو على خير عشان يطلع من الازمة دي و انشاءالله هيبقى كويس


عمران : و انا لسه هفضل في القلق ده لبكره انا عايز اطمن على ابني بقى 


دكتور صالح و هو يحاول تهدئة أخيه. 


-اهدي يا عمران عشان خاطر ابنك و خليك مؤمن بالله يا اخي هو اللي في ايديه الشفا دلوقتي


عمران و قد انهارت كل حصونه. 


-طب و أمه اللي وقعت من ساعة ما شافته غرقان في دمه دي اقولها ايه لما تسألني عنه يا صالح


الحج عبدالعظيم بصبر. 


-جولها تجوم تصلي و تدعي ربها انه يجوم لينا بالسلامه و يعدي منها على خير


عاصم :اصبر بس يا عم عمران نفهم ديجو فيه ايه 


ما تقول لينا يا دكتور ايه اللي حصل و ليه هو لسه في خطر عليه


دكتور صالح : يا بني ديجو نزف دم كتير و الدم اللي انت اتبرعتله بيه عوضه شويه اه بس الرصاصه


كانت مخترقة الرئة و كان بينها و بين القلب سنتيمترات بسيطة ابَنك ربنا بيحبه يا عمران وهينجيه منها ان شاء الله بس انت ادعيله


عمران مؤمنا على كلامه : و انا في أيدي ايه غير كده ربنا ما يضرنا فيك يا بني يا رب


وقفت زينب ممسكة بيد ريناد التي كانت تستمع الي والدها و تبكي بغزارة


زينب مترجية عمها. 


-خلينا نشوفه يا عمي و النبي


دكتور صالح بجدية. 


-اكيد مش هينفع يا زينب العناية ماحدش بيدخلها


ريناد ببكاء صارخ. 


-لاء خلينا ننشوفه يا ببابي لازم اطمن عليه


دكتور صالح بصبر. 


-طيب طيب اهدي يا حبيبتي انا هوديكي عنده بس هتشوفيه من برة بس مافيش دخول عنده 


ريناد سريعاً. 


-ماشي ببس ووديني ليه بقي


❈-❈-❈


وبعد أن نُقل في غرفة العناية المركزة واستقر على الأجهزة الطبية غير واعي بما حوله وقفو جميعاً بالخارج ينظرون اليه عبر اللوح الزجاجي ولا يملكون له إلا الدعاء


بينما التصقت هي بهذا اللوح الزجاجي واضعه جبينها عليها وعبراتها تسري على وجنتيها كشلال منهمر بغزاره


لتضمها والدته التي حضرت بعد أن فاقت من حالة فقدان الوعي التي وقعت اسيرتها من لحظة دخوله غرفة العمليات بطيبة قلب 


-بس يا ريناد ماتعيطيش يا حبيبتي ديجو هيقوم و يبقي زي الفل عشان خاطرك وعشان خاطر امه والنبي يا رب ماتوجعش قلبي عليه 


ريناد بحنان وقد تجاوبت مع ضعف تلك الام الثكلة


-هيقوم يا انطي ربنا بيحبنا وهايشفيه عشانا 


وأخيراً ما تحدث والدها محاولاً تهدئة الموقف


دكتور صالح. 


-و بعدين معاكم يعني اسمعوا بقى العناية مافيهاش الكلام ده لو هتفضلوا على الحاله دي يبقى نخرج كلنا من هنا.


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ميادة مأمون, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة