-->

رواية جديدة نزيلة المصحة لريناد يوسف - الفصل 15

 

قراءة رواية نزيلة المصحة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية نزيلة المصحة

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الخامس عشر





ماأصعب أن تنقلب فجأه موازين كل شيئ من حولك، أو فلنقل تعود الي وضعها الصحيح، وتكتشف بأنك طوال الوقت كنت تقف على رأسك وترى الاشياء معكوسه وانت لا تدري.  



 اخذ ينقل عيناه بين الاوراق وحسام،، وكلما انتهي من قراءة ورقه يلتقط اخري، الي ان انتهي منهم جميعاً.

وها هو يقوم بخلع نظارته والقائها بجانبه مرة اخري بعنف،كمن يتهمها بأنها هي السبب فيما قراءة تواً،، او انها اخطأت في القراءه. 


فإقترب حسام منه اكثر، وبدأ يلتقط الاوراق المبعثره حول الطبيب حمزه، ويقوم بإعادة تصفيطهم،


وقرران ينتهز الفرصه أكثر وهو يري الصدمة علي وجه حمزه، مستغلاً هذه الحاله التي اصبح فيها ،

 فقد لا تتاح له هذه الفرصه مرة اخري، فهو يعلم جيداً انه ريثما يتقابل مع ود وكريمة مرة اخري، سيطمسون كل الحقائق، ويزيفون جميع الوقائع، وسيتحول المظلوم علي السنتهم لظالم، والعكس صحيح.


اشار حسام لاحد رجاله علي الكرسي الموضوع في زاوية الحجرة، فأسرع الرجل بإحضاره له،وجلس حسام مقابل حمزه،

واخذ ينظر اليه منتظراً لحظة الصفر التي سيسأله فيها حمزه عما حدث بالضبط، ويطلب منه ان يقص له القصه كاملة،،

وهاهو حمزه ينظر اليه بعيون زائغة ويتمتم بها :

ممكن تقولي ايه الحكايه بالظبط؟


❈-❈-❈

وهنا اشار حسام لرجاله كي يغادروا الغرفه، واتكأ علي المقعد مستريحاً بعد أن نال مايصبوا اليه، وقام بدوره بسؤال حمزه:

تحب نبتدي من فين؟

فاجابه حمزه وهو ينظر بعيداً:

من البدايه خالص،من طفولتكم انت وود، مرحلة الطفوله هي اهم حاجه،وهي اللي هربط وهفسر بيها اي حاجه بتحصل لود دلوقتي.


فغاص حسام في بحر ذكرياته وأخذ يفتش في جعبة روحه وعقله عن الماضي الدفين، فأردف وهو يعود بالزمن لسنواتٍ وسنوات مضت:


حاضر يادكتور هحكيلك من أول الطفوله. 


اناابويا مات وانا صغير، كان احن اب في الدنيا، مات في حادثة عربيه وانتهت حياته، 

وحسيت ان حياتي انتهت معاها،

لكن ربنا كان كبير ولقيت عمي احتل مكان ابويا، وعوضني بكل اللي يقدر عليه، حنان ودلع وفلوس، ودايماً كان مخليني معاه،


كان هو كمان ارمل، مراته ماتت بالسرطان بعد ماولدت ود ب٥ سنين.


ضم حمزه حاجبيه بتعجب، فكريمه قد اخبرته ان والدة ود ماتت بمرض القلب! ولكنه لم يشأ ان يقاطع حسام وتركه يكمل سرد قصته علي اية حال، فهو يمقت المقاطعه. 


واكمل حسام وهو يخرج من جوفة تنهيدة حاره ويكرر نطق الاسم مرة اخري كأنه يتغني به:


ود وددد... ود مشكلة حياتي الكبري وسبب دماري،

 ود اللي اتربيت معاها وطول الوقت عيوني مكنتش شايفه غيرها، ود اللي من صغري ومن اول ماوعيت عالدنيا مش حاسس غير انها بتاعتي انا وبس، ملكي ومن حقي، 

وحق حمايتي ليها طول العمر انها تكون ليا.


واردف وهو يهز رأسه كأنه يحثها على الوقوف عند هذه النقطه ولا يتقدم بالاحداث اكثر واردف:

 

خلينا نرجع للحكايه من الأول:


بعد فترة من من موت أبويا جه عريس لأمي،

مش هكدب عليك، 

امي فالفتره بعد موت ابويا لاحظت انها اتعلقت بعمي قاسم جداً، او بمعني اصح حبته، وليه متحبهوش وهي مش شايفه منه غير كل رعايه وحنان عليها وعلى ابنها، وتحمل لمسئوليتنا احنا الأتنين بالكامل، 

وخصوصاً أن أمي ملهاش حد في الدنيا ومقطوعه من شجرة، وعمي بقي كل اللي ليها من بعد ربنا، ومعتمده عليه فى كل أمور حياتنا. 


فكانت لما تعرف انه جايلنا هو وكريمه وود، تطبخله كل الاصناف اللي بيحبها، وتفضل تتكلم معاه بالساعات من غير ملل، 


وانا وود كانت تاخدنا كريمه فأوضتي، ونفضل احنا الاتنين نلعب،

 وهي تفضل طول الوقت واقفه ورا باب الأوضه وفاتحاه فتحه صغيره وباصه من وراه،


كنت بشوف فعيونها كره لامي مكانش بيظهر غير بعد ماامي تديها ضهرها، ساعتها عيونها بحسها بتتقلب لعيون ديب متربص لفريسته ومنتظر الفرصه،


لكني عشان صغير لا كنت اعرف دا سببه ايه! ولا كنت عارف اعمل ايه؟ 

وحتي انا كانت قدام عمي وامي تعاملني معامله،

 ومن وراهم معامله تانيه خالص. 


كنت بحس دايماً انها مش طايقاني.

واللى كان بيأكدلى دا بصاتها وتكشيرتها اللي كل ماابص عليها الاقيها مرسومه علي و شها وهي بتبصلي، بعكس ود اللي كانت بتعاملها بحنيه وحب ملهمش مثيل،


 وكانت تخاف عليها من الهوا الطاير، دي حتي كانت بتخاف عليها مني انا، وكانت لو تطول تقولي متلعبش معاها ولا تقربلها. 


في الوقت دا اتقدم عريس لأمي، وسمعتها بتكلم خالتها في التليفون بالليل وتقولها:


انا هقول لقاسم علي العريس ياخالتي، يمكن لما يعرف اني هضيع من اديه يراجع نفسه ويقولي انا اللي هتجوزك، ويكتشف انه بيحبني ومش داري. 


وقفلت مع خالتها وفضلت طول الليل تصلى، وبين كل ركعتين ترفع اديها للسما وتدعى،

 كل دا وانا صاحي وباصصلها وعارف انها بتدعي ان عمي يتجوزها،

 وانا كمان دعيت معاها، اصلي كنت بحب عمي جداً ونفسى يفضل معانا دايماً، 


وطلع النهار وعلي آخر اليوم لقينا عمي اتصل بينا وقال انه جاي عشان ياخدني عندهم،


انا شفته من البلكونه وجريت قولت لأمي عشان عارف انها مستنيه عمي يجي من امبارح بفارغ الصبر. 


وهي اول ماقولتلها كده جريت علي الاوضه غيرت هدومها قوام بهدوم تانيه اجمل.

وانا فتحتله الباب واستقبلته، واخدني  فحضنه كعادته الجميله، وانا ضحكت عشان بقيت مطمن ان الحضن دا مش هيروح منى ابداً. 


ودخلت اوضتي بعد ماخرجت من أوضتها واستقبلت عمي وطلبت منه انه يدخل الشقه المرادي لانها عايزاه في موضوع مهم، علي عكس كل مره مكانتش بتخليه يجيلنا او يدخل الا وكريمه وود معاه عشان كلام الناس. 

ودخل عمي وفضلوا يتكلموا مع بعض شويه وبعدها لقيت عمي بينادي عليا فخرجتله.


وصلت عندهم وبصيت لامي لقيتها كاتمه دموعها، ولقيت عمي بيقولي ان امي هتتجوز، وأنها مش راضيه تسيبني ليه، وانها هتاخدني معاها فبيت جوزها الجديد! 


انا بصيت لأمي بصدمه عشان مش هو دا اللي المفروض يحصل، ولا اللي فضلنا طول الليل ندعي بيه انا وهي، ومفهمتش ايه اللي حصل بالظبط، 

لكن كل اللي فهمته واللي شفته ان امي قلبها مكسور ومينفعش انى اسيبها ابداً. 

فرفضت اني اروح مع عمي يومها وفضلت معاها، 

وبعد مامشي عمي وقفت قدامها وسألتها حصل ايه، وايه اللي زعلها قوي كده؟


 لقيتها مره وحده اخدتني فحضنها وابتدت تبكي بحرقه ووجع مفهمتهوش وقتها.


وبعد ماهديت لما فضلت اطلب منها تبطل بكى عشان خاطري، وبطلت، 

ودخلت انا اوضتي، اتصلت بخالتها وبصوت حزين قالتلها:

وافق ياخالتي علي جوازي، 

وقالي ان هو اللي هيبلغه بالموافقه بنفسه، وكان عايز ياخد حسام مني كمان. 


بس انا رفضت وقولتله مش هسيب ابني وهيروح معايا مكان مااروح.


ايوه ياخالتي وافق على طول..لأ ياخالتي مااعترضش ولا اتدايق حتى.


الظاهر ان كل اللي في دماغي ودماغك  كان اوهام،واحنا بس  اللي كنا شايفينها. عموماً اديني اتدبست فجوازه وراجل معرفش عنه اي حاجه.

 

وارفض ليه ياخالتي وعشان مين؟ خليني اتجوز وخلاص يمكن ربنا يكون كاتبلي نصيب حلو معاه.


واستسلمت امي واتجوزت الراجل اللي كان متقدملها دا، واللي اشترط عليها انها تسيبني لعمي اقعد معاه.

 وهي مرضيتش وقالتله ياانا وابني يأما بلاش. 

وانا بصراحه مكنتش هسيب امي حتي لو هي طلبت مني كده.


واتجوزت امي.

 واتنقلنا لبيت جوزها اللى كان في حته شعبيه، واقل بكتير من المنطقه اللي كنا عايشين فيها. 


ومقضيناش غيره شهر واحد بس في هدوء، ومن بعدها ابتدا العذاب. 


طلع جوزها بتاع كيف وخمورجي وحشاش، 

وكل يوم والتاني جايب اصحابه للشقه ويسهروا لوش الصبح. 

ولو امي اعترضت ميردش عليها غير بأيده. 


وحتي انا لو جيت ادافع عنها كنت آخد نصيبي معاها من الضرب، وكنا بعدها نحضن بعض انا وهى ونفضل نبكي سوا.


وبعد كده ابتدي ياخد دهب امي حته حته ويبيعه، ويصرفه علي كيفه وعلي اصحابه، وكل حتتة دهب مايخدهاش منها غير بعلقه تعلم في كل جسمها،وفي الاخر برضه متقدرش عليه وياخدها.


في الوقت دا انا كرهت عمي وشفت ان هو السبب فى كل اللي بيحصلنا دا، 


وانه لو كان بيحبني بصحيح وبيحب ابويا الله يرحمه زي مادايماً بيقول، كان اتجوز امي ورحمها من البهدله دي، وحماها وحماني معاها. 


حالى انا وأمي اتبدل واللي يشوفنا ميعرفناش من كتر الضرب والذل وحتي الجوع. 

وكان عمي يجي من وقت للتاني عشان ياخدني اقضي معاه اليوم، ويفضل طول الوقت يبصلي ويسألني مالك فيك ايه؟ لأني كنت طول الوقت ساكت ومبتكلمش ولا بلعب زى الاول، ويسألني انت ليه خاسس كده هو انت مبتاكلش يابني ولا ايه! 

وانا اقوله عادي ياعمي مفيش حاجه، مع اني ببقي نفسي اصرخ فيه واقوله كله بسببك،

 كل اللي انا وامي فيه دا بسببك انت، كل دا عشان رفضتها وسبتها تتجوز الحيوان اللي اتجوزته، 

لكني كنت بسكت واكتمها فقلبي.


واللي كان بيوجعني اكتر، نظرات الشماته اللى كنت بشوفها فعيون كريمه كل ماتبصلي،

 كأنها فرحانه فحالي واللى وصلتله، وافضل اسأل نفسي:

 هي ليه بتبصلي كده؟ وليه اصلاً بتعمل معايا كده! ومعرفش الإجابه. 

مستوايا الدراسي انخفض وبقي دايماً في تراجع،

 مفيش دروس زي الأول، مفيش هدوء عشان اذاكر فيه، والاهم من دا كله، مفيش نفس للمزاكره. 

ولا اعصاب ولا دماغ فى ظل اللي بيحصلنا دا كله. 


لغاية ماجه اليوم اللي كرهت فيه الدنيا كلها مش بس عمي واللي حصلنا بسببه:

❈-❈-❈


امي كان معاها فلوس في البنك بإسمها كان بابا الله يرحمه فاتحلها حساب  

وجوزها مكانش يعرف عنهم حاجه. 


وفيوم جرس الشقه رن وبصيت لقيت البوسطجي جايب لأمي جواب مسوجر من البنك. 

جوز امي نادي عليها من جوا المطبخ وجاتله وهي بتمسح اديها فمريلة المطبخ، 


وأول ماشافت البوسطجي ماسك الجواب فأيده بصيت لملامح وشها لقيتها اتغيرت كلها، 

وعيونها برقت بصدمة لدرجة اني حسيت انهم هيخرجوا من محاجرهم، 

وراحت بخوف عشان تمضي على استلام الجواب. 

وبعد ما مضت ومسكت الجواب فأيدها، وجوزها قفل الباب، 

جري عليها وهي حاولت تجري منه علي الاوضه بالجواب، 

لكنه كان اسرع منها ومسكها من شعرها ووقفها، وخطف الجواب منها وزقها بكل عزمه خلاها وقعت علي الكرسي اللي جنبها،

وانا جريت عليها وحضنتها وانا بحاول اهدي الخوف اللي شفته فعنيها وفرعشة جسمها.


وفتح جوزها الظرف ولقيته بيبتسم وهو بيقرا، 

وشويه شويه ابتسامته بتوسع. 

وبص لامي بفرحه وهو بيقولها:

 طلعتي لسه متريشه ياسوسو وانا اللي كنت فاكر اني قصقصت ريشك ومعادش معاكي حاجه تاني! 

اتاريكي محوشه ومدكنه في البنوك!


 أحبيبتي ياام حسااام

 وجه علينا وانا وهي صرخنا، كنا فاكرينه هيضربنا،

لكن اتفاجئنا بيه بيقعد جنب امي وبيمسك ايدها ويبوسها وصوته اللي دايماً عالي اتحول لصوت حنون وهو بيقولها:


اناآسف لو كنت زعلتك مني فيوم ياغاليه، لكن دا كله بيكون من قلة الفلوس، 

هي اللي بتخلي الواحد يتعصب عاللي حواليه غصب عنه، ويطلع كل غلبه وهمه فيهم. 

لكن خلاص الحمد لله اهي فرجت، ولا هيبقي فيه غلب ولا هم، وهتبقي كل ايامنا دلع في دلع، وهشهيصك دلع يامتدلع انت، 

ومن حق الجميل يتدلع بقي،


ولاأيه يلا ياحسام؟ 

ونغزني بصباعه فجنبتي خلاني اتخضيت وامي ضمتني بأيدها التانيه ، وهو ضحك بصوت عالي. 

ومره وحده امي سحبت ايدها من بين ايديه وقالتله:


اللي انت بتقوله دا عشم ابليس في الجنه، دي فلوس ابني ومش هديها لأي مخلوق غير حسام،

 دي فلوس ابوه ومش هتتصرف غير عليه، الولد جايله تعليم وجياله جامعه ومصاريف، تقدر تقولي مين اللي هيصرف عليه وقتها؟ 

رد عليها بكل برود وقالها:

اله! طب وانا رحت فين؟ هو مش انا فمقام ابوه وحسام دا زي ابني ولا ايه؟ 


يعني هو معقول انا هسيبه؟ ولا فاكراني هسيبه؟ 

حسام دا مسئول مني وكل احتياجاته عليا،

 اسحبي بس انتي الفلوس دي هنعملنا بيهم مصلحه وبأذن الله ربنا يكرم واغرقك فلوس انتي وحسام، وهدخلهولك كليه خاصه كمان من ام الوفات في السنه ايه رأيك بقي؟ 


امي ردت عليه وهي بصاله بنظرة تاكدله انها عارفه انه كداب وقالتله:

ماقولتلك عشم ابليس في الجنه. والمفروض مكنتش تعبت نفسك بعدها. 


لقيناه مره وحده قام وقف قصادنا وعنيه اتقلبت واتحول لون عروقها بلون الحمار وهو بيقولها:


طب ياحلوه ابليس لما عرف نفسه مش هيقدر يقعد في الجنه طلع اللي فيها عشان ميبقاش حد احسن من حد. 


ومادام ذكرتي ابليس تبقي حضرتيه وتتحملي عمايله،

لأنه اول مره بيوسوس بس.. 

ولو ملقيش نتيجه بيتصرف بطريقه تانيع، زي كده،


ودخل الأوضه وطلع وهو ماسك حزام ووقف قدامنا ولفه على ايده وخلي توكة الحزام هي اللي تتولي مهمة الغوص في اللحم، وابتدا يضرب فأمي بكل قوته. 


وحتي انا طالني من الضرب جانب وانا بحاول ادافع عن امي واحميها بجسمي عشان آخد منها شوية ضرب من اللي كان نازل عليها زي المطر. 


 لكنها كانت بتبعدني عنها وعن الضرب بكل قوتها، وكل ماتبعدني ارجعلها تاني واحاول بضعفي ونحول جسمي اني احميها من جلادها، 

بس دا مااستمرش كتير، 

ولقيتني باقع علي الارض وانا حاطط ايدي علي بوقي، بعد مااخدت ضربه بتوكة الحزام عليه كسرتلي سنتي وعورت شفتي ولقيت نافورة دم نازله من بوقي. 


وامي شافت كده وصرخت ورمت نفسها عليا وحضنتني وفضلت تدعي عليه بعلو صوتها، 

وهو وقتها بطل ضرب. 


معرفش بقي تعب، وقرر يكمل في في وقت تاني ولا ايه بالظبط، لكن وقوفه  ابداً مكنش خوف ولا شفقه، كان اي حاجه تانيه الا دول.

واخدتني امي للحمام وغسلتلي وشي وبوقي عشان الدم يبطل، وشافت سنتي المكسوره وفضلت تبكي وبعلوا صوتها تدعي عليه، وعلي الدنيا، وعلي عمي قاسم عشان هو السبب،

 وقلعتني هدومي وخلتني بس بالبوكسر وفتحت عليا الميه، وقعدت علي الارض بهدومها تحت الدش وقعدتني علي حجرها، 

وابتدت تمسد علي اثار الضرب اللي فجسمي وهي بصالي ودموعها نازله مخلوطه بالميه. 


وسمعنا من بره صوته وهو بيقول:

اهو كل يوم من دا انتي وابنك لغاية ماتعقلي،

ويأمه تحطي عقلك فراسك، يأمه اخلصلك عالمحروس اللي عايزه تعلميه بالفلوس دا وخلي الفلوس ساعتها تبقي تنفعك بقي. 


وسكت صوته بعدها، وسمعنا خبطة الباب وعرفنا انه خرج، وامي دعت عليه انه يروح فداهيه تاخده ميرجعش منها تاني.



انهي حسام حديثه هذا ولاذ بصمت مؤقت، ونظر نحوئ يري مدى تأثير مارواه علي مسامعي. 


أما انا فقد بدوت كالقط توم الشخصيه الكرتونيه، بعد ان تلقي خبطة على رأسه، خرجت علي اثرها عصافير صغيره منها وبدأت في الحوم حولها، وارتسمت النجوم الملونه امام عيناه، وبدأت في الدوران بحركة دائرية سريعه.. 


فتبسم حسام وهو يراني فى هذا الحال وبحركة بطيئة قام  برفع يده ووضع اصبعه السبابه في زاوية فمه اليمني،


 وقام بشد فتحة الفم جانباً، ليضهر من خلفها الناب الثاني من اسنانه وقد كان نصفاً فقط. 

فأغمضت عيناي وانا اسمعه يهمس بعد حركته هذه: 


كل كلمه هقولهالك عندي عليها دليل يادكتور، انا مبرميش الناس بالباطل ولا برمي التهم جزافاً.

❈-❈-❈


فصرخ عقلي بصوته كله:

احضر لي قدحاً من القهوة حالاً ايها المعتوه، والأ اقسم لك اني سأفجر نفسي داخل جمجمتك الآن ولا تلم حينها الا نفسك.

احضر لي قهوتي كي تعينني علي الثبات فأنا لم اعد استطيع التحمل اكثر.


وكالعادة انصعت لأمره، فأنا اعلم حالته جيداً، واعلم تماماً ان سينفذ تهديدة بلا تردد، فهذا عقلي وانا اعرفه ، 


فقمت بوضع اصابعي الوسطي والإبهام على جانبي رأسي، كى احث عقلي علي الهدوء التماسك، 

وارجوه ان يكف عن التخبط داخل رأسي قليلا،، ونظرت الي حسام بعيون زائغه وهمست له:


عايز فنجان قهوة بسرررعة.


فأومأ لي بالموافقه، وهو ينظر الي ولم يخفي عليه حالي،، واخرج هاتفه واعطى امراً لاحد رجاله بإحضار كوبين من القهوة سريعاً. 

وقبل ان ينهي المكالمه فوجئ كلانا بصوت يأتي من اسفل السرير يقول:

اعملوا حسابي ففنجان معاكم. 


 واذ بعبد الله يخرج من اسفل السرير متدحرجاً ليستقر اسفل اقدام حسام وينظر اليه لأعلي ويردف له بإبتسامة سمجه وهو يشير له بأصبعيه السبابه والابهام كناية عن شكل الكوب: 

بشربها مظبوط.. 


فأضاف حسام الي الطلب كوباً اضافيا مظبوط وهو يزال ينظر الي عبدالله بغرابه! 


اما أنا فأدركت الآن ان زوج اختي الجبان لازال في الغرفه، بعد ان ظننته تبخر من الخوف.. 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة