-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 23 - 1 - الإثنين 27/1/2025

  

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الثالث والعشرون

1

تم النشر الإثنين

27/1/2025



 وقفت (ليلى) أمام (حمزة) تنظر إليه بعينين مليئتين بالحزن والخذلان لم تستطع أن تخفي اهتزاز صوتها وهي تقول بصوت خافت

-الكلام اللي سمعته .. حقيقي؟

رفع (حمزة) رأسه بصدمة عندما أدرك وجودها صمته كان جواباً كافياً لها حاول الاقتراب منها لكن (ليلى) تراجعت خطوة للخلف وكأنها تحاول حماية نفسها من وقع الحقيقة ومنه ليقول هو

- (ليلى) اسمعينى ..

قاطعت حديثه وهي ترفع يدها لإسكاته عيناها تملأهما الدموع

- كان ممكن أسمعك .. كان ممكن تفهمني لكنك اخترت تخبى عليا .. لِيه؟ ليه يا (حمزة) ؟!

شعر (حمزة) بالندم يغمره لم يجد الكلمات ليبرر تصرفاته فكل الأعذار بدت باهتة أمام ألم (ليلى) قال بصوت مرتعش

- كنت خايف أخسرك كنت خايف تسيبيني يا (ليلى)

نظرت إليه بمرارة ثم همست

- بس كده كده خسرتني .. خسرت ثقتي فيك

حاول (حمزة) الإمساك بيدها لكنه شعر ببرودها وارتعاشها وهو يلمس أطراف أصابعها وكأنها تحاول الهرب من هذا القرب الذي لم يعد يبعث في قلبها الأمان قالت بصوت مخنوق

- بعد كل ده أنا مس عاوزك فى حياتى .. هتطلقنى بهدوء انت متستاهلش الحب اللى كنت شايلاه ليك جوا قلبى ولو جيت ورايا يا (حمزة) مش هيحصل كويس .. أنا محتاجة ابقى لوحدى

استدارت لتغادر الغرفة تاركة (حمزة) واقفاً بذهول نظراته كانت تلاحقها يحاول أن يستعب أن قراره بإخفاء الحقيقة قد يكون كلّفه أغلى شيء في حياته ..

شعرت (أسما) بالمرارة التى يشعر بها (حمزة) فقالت

- اصبر عليها هى لسه مصدومة .. بس مستحيل الحب ده كله ينتهى بالسهولة دى

كانت عينان (حمزة) تلمعان بالدموع يعلم أنه قد خسر (ليلى) للأبد فهو أكثر من يعرفها يعرف أن الثقة قد كسرت بينهم ولن 

تسامحه (ليلى) ابدا ..

❈-❈-❈

أدرك (حمزة) أن (ليلى) قد ضاعت من بين يديه وبلا عودة فقد فقدت به الثقة مثلما فقدت الثقة بـ (عمرو) سابقا جلست (أسما) تحاول تهون عليه أن ما يحدث الآن مسئلة وقت لا اكثر ولا اقل ولكنه يعلم (ليلى) جيدا يعلمها حتى أكثر من نفسه لملم أغراضه وقرر اللحاق بها للمنزل ليعرف ما تنوى فعله تاركا (أسما) فى المكتب شاعرة بالشفقة عليه وعلى ما أصابه فهى لا تستطيع تخيل الحالة التى تعترى (حمزة) الآن ..

قاد (حمزة) سيارته بسرعة جنونية ورغم أنه لم يمر وقت طويل على وصوله للمنزل لكنه شعر أنه قد مر ضهر بأكمله دون أن يعرف ما بها وما ستفعله معه دلف إلى داخل المنزل وصعد بالأعلى وفتح باب الغرفة الخاصة بهم ووجد (ليلى) تحزم حقائبها اقترب منها ليمسك يدها مانعا إياها من وضع ملابسها فى الحقيبة وهو يقول

- انتى بتعملى ايه يا (ليلى) ؟! انتى اكيييد مش ناوية تسبينى

سحبت يدها من قبضته بحدة ونظرت إليه ببرود وهى تقول

- سبنى يا (حمزة) .. سبنى ارجوك

كانت الدموع تنهمر من عيونها حاول أن ينظر فى عينيها وهو ممسك بها بيده ويمسح دموعها بيده الآخرى وهو يقول

- خفت خفت تسبينى يا (ليلى)

نظرت فى عينيه وقالت ببرود

- ازاى كنت عارف حاجة زى دى قبل جوازى منك ومقولتليش ليه مدتنيش فرصة اختار (عمرو) كان مظلوم صحيح كنت عارفة بظلمه بس متخيلتش أن عمى هو السبب عشان الفلوس .. ويا ترى بقى اتجوزتنى بناء على رغبة عمى عشان خاطر الفلوس اكييييد طبعا.. حب ايه انت لو بتحبنى كنت صارحتنى بكل ده

نظر لها بذهول وهو لا يصدق وقال

- لا يا (ليلى) أنا بحبك فعلا .. أنا اتجوزتك عشان بحبك مش عشان الفلوس .. أنا كان قدامى كذا فرصة اخد منك اللى ابويا عاوزه بس أنا رفضت رفضت معملتش كده

-ارجوك سبنى يا (حمزة) .. سبنى يا (حمزة) أنا مبقاش عندى ثقة فيك ولا فى اللى بتقوله أنا كل اللى بفكر فيه دلوقتى ان عمى ظلم (عمرو) وأذيتى عند عمى أمر هين بيهدد بيه اللى بيحبونى أنا جوايا مليون حاجة .. مليون كسرة فى قلبى سبنى ارجوك ومعرفش انت جزء من التخطيط ده ولا لا خلاص مبقاش عندى ثقة فى حد .. البنى ادم الوحيد اللى كنت بثق فيه خبى عليا شئ مهم زى ده يبقى اكيد متورط مع ابوك .. انت عارف كره ابوك ناحيتى وبرده اتجوزتنى لا ومعيشنى معاه تحت سقف واحد مخلتنيش اختار اكمل معاك ولا لا مخلتنيش اختار ارجع لـ (عمرو) ولا لا

امسك رسغها بقوة وهو يسألها

- وانتى عاوزة ترجعيله ؟!

أبعدت يده عن رسغها الممسك به وقالت بعناد

- ملكش حق تعرف .. مبقاش ليك حقوق عندى 

وقف بذهول لا يصدق ما سمعه منها للتو بينما أغلقت هى الحقيبة وسارت نحو الخارج وقبل أن تفتح باب الغرفة قالت

- هتطلقنى يا (حمزة) وقول لعمى مش هيطول منى الفلوس لا أنا عايشة ولا أنا ميتة

ثم تركته وذهبت نحو الخارج بينما ظل هو مصدوم أكانت تريد العودة لـ (عمرو) حقا اهو من منعها الآن الم تكن تشعر نحوه بمشاعر حقيقية أكان كل ما بينهم كذبة ولم يكن حب ..

❈-❈-❈

فى المساء ..

كان (حمزة) بمكتب والده فى المنزل ينتظر قدومه حتى اصبح الغضب يعتريه فإن كل ما حدث حدث بسبب أفعاله تلك استمع إلى صوت أحدهم يفتح باب المكتب فنظر لأعلى ليجد والده يدلف للمكتب بهدوء فبالطبع فهو لا يعلم ما حدث للتو نظر له (شريف) بدهشة فلم يكن (حمزة) على ما يرام فسئله بفضول

- ايه قررت تساعد والدك ولا لسه على موقفك ؟!

نهض (حمزة) من مكانه وهو يشعر بغضب شديد ثم قال

- احب ابشرك أن كل حاجة خلاص راحت من بين ايديك وايديا كمان

نظر له والده بعدم فهم فابتسم (حمزة) بسخرية وهو يقول

- ياريتك ما قولتلى انك ظلمت (عمرو) الظلم ده ياريته كان سر بينك وبين نفسك لا وحتى تقولى قبل فرحى بـ (ليلى) بيومين كنت هقولها ايه هقولها ابويا وعمك طمعان فيكى ففرقك عن خطيبك عشان اتجوزك أنا واستغلك واخد كل فلوسك واتحكم فى كل حاجة .. اديها عرفت كل ده لا وطالبة الطلاق كمان أنا بقيت بالنسبة ليها زيك

اتسعت عينان (شريف) بعدم تصديق وذهول واضح وهو يقول

- يعنى ايه ؟! كل حاجة راحت انت ايه خلاك تقولها حاجة زى دى

قال (شريف) جملته الأخيرة بغضب شديد ليجيب (حمزة) بغضب أشد

- اقول ايه ؟! .. هى دى حاجة تتقال اقولها أن ابويا هدد خطيبك أنه يأذيكى وخطيبك خاف عليكى فنفذ طلباته عشان يحميكى هقولها ايه ؟!! هى سمعت وعرفت لوحدها واديها طالبة الطلاق 

انهار (شريف) وجلس على الأريكة فى ماذا عليه أن يفكر الآن كى يمتلك ثروة (ليلى) فقال ببرود

- أنا هتصرف

ابتسم (حمزة) بسخرية ثم قال بصوت يملئه الألم

- فى الفلوس طبعا لكن ابنك اللى قلبه اداس عليه مش هامك

صمت (شريف) ولم يجيب ليتابع (حمزة) بنبرة جدية

- وانا مش هسمحلك تعمل حاجة فى (ليلى) ولا تأذيها ابدا ..

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوعان كان (حمزة) يحاول فيها أن يقابل (ليلى) لكنها كانت ترفض بشدة مقابلته سواء فى المنزل أو فى العمل شعر بإنه خسرها للأبد فهو يعرف (ليلى) جيدا لن تسامحه مثلما لم تسامح (عمرو) سابقا هل ستخرجه من حياتها بتلك البساطة مثلما أخرجت (عمرو) ..

كان (حاتم) يشعر بالأسى على شقيقه ولكن ليس فى يده شئ يقدمه له لكنه كان يحاول دوما الوقوف بجانبه وبأن لا يجعله وحيدا ..

بينما علمت (چايدا) ما حدث بين (حمزة) و (ليلى) وكانت تشعر بالحزن عليهم وقررت أن تزور (ليلى) من أجل أن تتحدث معها ..

ذهبت (چايدا) إلى منزل عمها من أجل زيارة (ليلى) وطلبت من الخادمة أن تقابلها وعندما علمت (ليلى) بوجود (چايدا) بالأسفل هبطت من أجل مقابلتها وعندما وجدتها أمامها ارتمت فى أحضانها وهى تبكى بشدة ف (ليلى) ليس لديها اى صديقة أو اى شخص اخر تثق به غير (حمزة) و (چايدا) وقد فقدت ثقتها ب (حمزة) فلم يعد يوجد لديها غير (چايدا) الآن قالت بين شهاقتها

- أسبوعين ... أسبوعين بحالهم سايبنى ومسئلتيش عليا

ربتت (چايدا) على ظهر (ليلى) بحنان ثم قالت

- كنت سيباكى تهدى ومكنش ليا وش اجيلك بعد اللى عمله ابويا واخويا كمان .. بس (حمزة) ملوش ذنب (حمزة) كان خايف يخسرك

ابتعدت (ليلى) عن (چايدا) ومسحت دموعها ثم جلست على الأريكة وهى تقول

- (حمزة) كسر قلبى .. (حمزة) كان معايا فى كل خطوة وعارف ازاى (عمرو) كسر قلبى لما كسر الثقة بينا و (حمزة) كرر اللى عمله (عمرو) .. أنا مكنش ليا حد فى الدنيا دى غير (حمزة) وكنت مكتفية بيه يا (چايدا) بس كسرنى أنا عمرى ما خبيت عليه حاجة ليه يخبى عليا حاجة مهمة زى دى .. إلا لو كان مش بيحبنى ومتفق مع عمى عليا أنا معنديش ثقة فى حد دلوقتى خالص

شعرت (چايدا) بالألم على حال (ليلى) فجلست بجوارها ثم أمسكت يدها وربتت عليها بحنان وهى تقول

- مستحيل انتى عارفة كويس إن (حمزة) ميهموش الفلوس كل اللى يهمه انتى وحبك وبس .. بيحبك بجد يا (ليلى) حرام عليكى اللى بتعمليه فيه هو غلط بس كان خايف خايف يخسرك

نظرت فى عينيها وهى تقول

- اتجرحت منه اووووى .. هو بالذات جرحى منه ملوش دواء عاوزة اشوفه واعيط واشتكيله خبى عليا ليه ومش قادرة أوجهه لأنى لو شوفته هضعف وهترمى فى حضنه 

- (حمزة) اتغير يا (ليلى) لا بياكل ولا بيشرب ولا بيقعد معانا حابس نفسه فى اوضته

أغمضت (ليلى) عينيها لتنزل دموعها من عينيها وهى تقول

- خايفة .. خايفة يخذلنى تانى مش قادرة اسامح يا (چايدا) مش قادرة

نظرت (چايدا) لأسفل لا تعرف بما عليها أن تجيبها ولكنها ربتت على كتفها بحنان ثم قالت

- انتى محتاجة وقت بس ..وقت مش اكتر وهو لازم يصبر ..


الصفحة التالية