-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 6

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر



بخطوات واثقة، وهيئة أنيقة تلفت الأبصار نحوه أينما حل، تفعل تأثيرًا ليس هينًا في قلوب الجنس اللطيف، ليزداد زهوًا واهتمامًا بالنفس، فهذا اكثر ما يسعده،  عينيه المتربصة لا تغفل عن أي واحدة، إن كانت تمر من أمامه، أو جالسة بمحلها او حتى تتحدث مع صديقتها التي تتوقف هي الأخرى بالنظر إليه، ذكي، ويعرف جيدًا كيف يسرق انتباههن، وكيف لا يفعل؟ وهالة من الضوء الجاذب تحاوطه، بوسامة طبيعية ورثها عن والده، وجسد عضلي، وطول فارع ، مجموعة من الصفات لا يمتلكها إلا القليل،

مهمتها شاقة، وتعرف بحجم المجهود الذي ينتظرها في الاحتفاظ به، هذا ان تمت خطوتها الأولى على خير بسحبه للارتباط بها. 

ولكنه رائع، يستحق بالفعل المغامرة


هذا ما كان يدور برأسها اثناء مراقبتها له بخبث اثناء ادعاء الحديث مع ليلى، والتي كانت مندمجة بالتمثيل معها، حتى اذا وصل إليهم يلقي التحية شهقت تدعي المفاجأة. 


- عزيز ، معقول! انت هنا من امتى ؟


- إيه يعني؟ خضيتك؟

تمتم بها رافعًا حاجبه بمرح قبل أن يتجه بأنظاره نحو الأخرى يخاطبها:

- ازيك يا بسمة؟


تبسمت برقة واتزان رغم طبول الفرح التي تدوي داخلها، لتجيب تحيته بصوت كالهمس:

- اهلا يا بشمهندس عزيز ، اتفضل اقعد معانا انت مش غريب.


- اه طبعًا مش غريب.

غمغم بها، يسحب كرسي بجوارهما، ونظراته الجريئة رغم حديثه المتوازن،  تكاد أن ترديها قتيلة:

- انا كنت معدي قريب من هنا قولت اطل اخد جولة، يمكن اشوف حد من صحابي قدامي هنا، قوم اتفاجأ بيكم. 


كادت تفلت ضحكة عالية من الاثنتان، لعلمهما بكذبه المكشوف، وهما صاحبات التدببر للجلسة من الأساس.


تكلمت ليلى بعفويتها تجيد الدور:

- وعلى كدة بقى لقيت حد من صحابك ولا لسة بتدور؟

رمقها بابتسامة خبيثة وكأنها يفهمها متمتمًا:

- لأ يا ستي، لسة ملقتش حد فيهم، أنا اساسًا يدوب داخل.


تركها ليعود ألى بسمة التي تناولت هاتفها تدعي الانشغال به، حتى لا يظنها مهتمة بالحديث الدائر بينهما، فخاطبها بتساؤل، يسرق بصرها إليه:

- وانتي بقى يا بسمة، بتمارسي أي نشاط لما تيجي هنا ؟ ولا فاشلة وكسولة زي اللي قاعدة جمبي دي .


- بس متقولش كسولة.

هتفت بها ليلى باعتراض، ليعلق على قولها بتفكه ضاحكًا:

- يعني مهمكيش كسولة، وحرقتك أوي فاشلة ، يا فاشلة. 


استفزها لتصيح به حانقة:

- بطل بقى غلاسة، انا بتعصب بجد والله .

- اتحرقي حتى.

تمتم بها ليزيد من غيظها، ثم عاد للأخرى والتي تابعت هذه المرة بابتسامة لمزاحهما، قبل أن تجيبه:


- ما هو مش لازم اكون بمارس رياضة معينة، عشان مبقاش فاشلة، انا عن نفسي بخاف اوي من أي نوع يفقد البنت أنوثتها، يعني المشي أهو رياضة حلوة أوي ، والجري  برضو ما يضرش،


- أو الرقص،

قالها بإضافة على قولها، بجرأة أجفلتها، لتضغط بأسنانها على شفتها السفلى بخجل، جعله يتابع بتسلية غير مبالي بوجود شقيقته:

- اهو دا كمان احسن رياضة للست، بيخلي الجسم رشيق وفي نفس الوقت كله ليونة. 


كادت أن تخرج منها شهقة اعتراض، كتمتها على الفور، لتخطف نظرة نحو شقيقته، والتي الجمها الذهول، لتعود إليه، وهذه العيون الخضراء المشاكسة، بمكر ثعلب يستمتع برد فعلها، خبييير، انه حقًا خبيير، وهي التي كانت تظن نفسها متمكنة بذكائها، لقد وضعها بمأزق، اما التعصب والغضب لجرأته في الحديث،  او الاندماج وقد يظنها في هذه الحالة متساهله.

لذا استعادته بأسها لتجيب بهروب من فخه:


- يعني انت بتتكلم عن الستات واللي يناسبها من رياضة، وانت بقى بتحب تمارس ايه؟ ولا كنت بتيجي النادي زي ليلى، بتلعب حوالين الطرابيزات وانت صغير؟


أطلق ضحكة مجلجلة كادت أن توقف قلبها من روعتها.، وعلقت الأخيرة بحنق من الاثنان:

- هاها يا ظرف انت وهي، هو انتوا واخدني انا التريقة بتاعتكم النهاردة ولا ايه؟


رمقها عزيز صامتًا ولم يعلق ليلتف نحو الأخرى يجيبها باهتمام :

- لا يا ستي مكنتش بلعب، انا أصلا بحب التنس ورياضة التنشين، تحبي تتأكدي بنفسك وتحضريلي مباراة، انا مستعد اروح حالا دلوقتي ع الملعب،  كدة كدة فاضي ومعنديش حاجة النهاردة 


أومأت برأسها وقد أسعدها بداية التجاوب منه، لتسقط من يدها الهاتف على الأرض، بفعلة مقصودة منها، رغم ادعائها غير ذلك، دنت بجذعها كي تلتقطه، ولكنه سبقها بحركة سريعة ليعطيها لها، ف اصطدمت رأسه بها، ف

ليصدر منها تأوه،  عقب عليه بشقاوته:


- اوعى.

قالها بابتسامة مرحة، قبل أن يتمالك متصنعًا التأثر:

- ايه ده؟ لتكون راسك وجعتك؟

نفت بتوجع يخالطه الدلال واضعة طرفي أصبعها على مكان:

- لأ يعني مش اوي.... بس أكيد من حمل الخبطة. 

علق بشهامة كادت ان تجلط بجواره شقيقته:

- لو تعباكي اوي، ممكن اخدك على اقرب دكتور يشوفها؟


- يا راجل!

صاحت بها ليلى تقطع حبل التواصل البصري والأندماج الذي أدهشها سرعته، وقد كانت مستندة بذراعيها على سطح الطاولة تتابعهما، وكانها تشاهد فيلمًا أجنبي يستحق التركيز، لتردف بتهكم:

- بقى عايز توديها للدكتور عشان بس دماغك خبطت في قورتها؟ وعملت فسفوسة في جلدها، قد ايه انت حنين يا خويا يا عظيم .


حدجها بطرف عيناه يحذرها:

- اسكتي يا زفته انتي، خلينا نطمن على حالة البنت، ليكون الأمر خطير ولا حاجة. 

- أمر خطير كمان؟

غمغمت بها من خلفه، ولكنه تجاهل الرد، يعطي انتباهه لبسمة التي ضحكت بداخلها قبل أن تجيب بصوت زادت من ضعفه:


- لا أطمن يا بشمهندس، انا بخير والحمد لله، متشلش هم انت.... اتفضل روح على الماتش بتاعك، ما احنا برضوا عايزين نتفرج.


خاطبها بتساؤل:

- يعني انتي خلاص قررتي تتفرجي عليا، اشطة، انا قايم اسبقكم اغير هدومي واسخن نص ساعة كدة، على ما تحصلوني على ملعب التنس، متتأخروش. 


قالها ونهض ذاهبًا من أمامهم، حتى اذا ابتعد صفقت ليلى بكفيها بتقدير مهللة:

- الله الله،  بجد بجد انا مكنتش اتوقع قدراتك الخارقة دي يا بسمة، لحقتي تخليه ياخد عليكي ويعملك خاطر كمان!، لا حقيقي شابوو بجد يعني، ابهرتيني. 


قابلت الاَخيرة كلماتها بتقليل وعدم تأثر بالإطراء مرددة:

- شابوه على ايه يا هبلة انتي؟ هو انتي فاكراها دي شطارة مني، دا العادي بتاع اخوكي يا ماما، دا مش استاذ دا رئيس قسم .


تبسمت ليلى ببلاهة قبل أن تسألها بعدم فهم:

- طب يعني مش كويس وخلاص؟ انتي تعلقيه او هو اللي يعقلك، اهم حاجة هي النتيجة اللي توصليلها يا بسمة. 


اشرق وجه الاخيرة بالابتسام ، مغمضة عينيها بتمني، قائلة:.

- اه يا ليلى ع النتيجة، الشوية الصغيرين دول اللي قعدتهم مع اخوكي، كنت حاسة قلبي هيوقف من الفرحة ، يخرب بيت حلاوته، يجنن، يجنن،  نصاب، وحلانجي، وبرضوا زي القمر، يا بت جوزهوني بقى واكسبي فيا ثواب  


طالعتها ليلى بذهول، وضحكة حقيقية خرجت من القلب، تضرب كفًا بالأحرى معقبة:

- يا نهار اسود، يعني عارفاه نصاب وأكيد انه بيتسلى ويلعب بيكي، ومع ذلك لساكي متمسكة بيه، لا وكمان هتجنني علبه؟

- اومأت تحرك رأسها بموافقة تانية جعلت الأخرى تزيد بضحكاتها تستغرب هذا الجنون 


❈-❈-❈

وداخل احدى مراكز التسوق الشهيرة، كانت تتجول بين اروقة المحلات ذات الماركات الشهيرة، برفقة ابنتها الكبرى والأقرب لشخصيتها،  ريهام، والتي كانت تحدد الأهداف التي خطتها سابقًا في ورقة،  عن ملابس الأطفال وكل مستلزمات المولود الجديد،  والتي تجهز لاستقبالها من الان،  رغم حملها في الشهور الأولى، بتركيز وتدقيق ورثته عن والدتها والتي كانت تعيد على الأشياء أكثر منها:


- كدة يبقى خلصنا معظم اللي محتاجينه، الباقي ان شاء الله مش كتير

عقبت على قولها ريهام:

- أيوة بس انا برضوا حاسة في حاجات تاني ناقصة، واحنا ماقيدنهاش في الورقة اساسًا. 


سمعت منها لتتوقف فاغرة فاهاها باندهاش مرددة:

- حاجات ايه تاني يا ريهام؟ يا بنتي هو انتي ما بتشبعيش، احنا خلصنا ع كل حاجة المحلات تقريبًا 

قابلت الاَخيرة قولها بتذمر تحتج:

- يووه يا ماما، حتى انتي كمان هتقولي الكلام ده؟ مش كفاية عليا المحروس جوزي، دا  طول الوقت يسمعني كلام التبذير، وان كل اللي احنا بنعمله ده مبالغ فيه


ردت منار بابتسامة مستترة، وقد تعاطفت مع الرجل:

- بصراحة بقى عنده حق، انتي مكلفاه بالهبل لحد دلوقت، اشحال بقى لما تولدي،  والمصاريف اللي مستنياه، دا مسكين ياعيني هيشد في شعره. 


تبسمت لقولها رغم اقتناعاها بما تفعله، فهمت تجادل ولكن توقفت على مشهد رانيا التي كانت تسير مع والدتها من الجهة الأخرى، يتجنبا النظر نحوهن، مما جعل منار هي الأخرى تنتبه لتعلق بسخط:


- واخدة بالك يا نرمين،  الولية اللي كان وشها بينور اول ما تشوفني، وتجري تسلم عليا، دلوقتي مش عايزة حتى تبصلي؟


تجعد وجه ابنتها لتمط شفتيها بازدراء قائلة:

- سيبك منهم،  دول وش فقر، هما كانوا يطولوا اساسًا، ناس بيئة.

ضاقت عيني منار بتفكير وتشكك ترد:

- لا يا ريهام، انا هموت واعرف السبب الحقيقي لقلبة الناس دي، ما هو مش من سواد الليل يعني يغيروا رأيهم ، انا لازم اعرف السر ورا رفضهم 


بعد قليل 

وقد انتهت رحلة التجول والتسوق وامتلأت الأيادي بالأكياس المحملة بكل ما ابتاعوه في هذه الساعات الفائتة، وفور خروجهن من الباب الرئيسي من أجل الذهاب، تفاجأتا الاثنتان بتوقف السيارة الرئعة أمامهن وقائدها يخرج رأسه من النافذة يخاطبهما:

.

- هالو يا خالتو، هاللو يا ريهام.

- واووو 

هللت بها ريهام وهي ترفع النظارة الشمسية وتعيدها للخلف مرددة بإعجاب:

- ايه يا بني العربية دي؟ دي جديدة ولا ايه؟


اعتلا الاعجاب ملامح منار، ولكنها لم تظهر مثل ابنتها، وانتظرت تتابعه يخرج بزهو وافتخار يقارع الأخرى:

- أمال يعني سايقها ليه يا ست ريهام؟ سارقها مثلا ولا سالفها،  انتي تعرفي عني الكلام ده؟


تبسمت تلتف حولها، تتمعن النظر بها مرددة بانبهار:

- يعني العربية بتاعتك، يخرب عقلك يا سامح، دي تجنن وشكلها اخر موديل كمان، لحقت امتى تغير عربيتك القديمة؟


زاده قولها زهوًا ليرد موجهًا انظاره بقصد نحو خالته:

- وانا هستني لما اغيرها؟ أنا سيبتها اساسًا لاخويا الصغير، لما قررت اشتريها أول اما شوفتها وعجبتني، ولا ايه يا خالتو ، مسمعتش رأيك يعني؟


أومأت له بابتسامة رضا مشجعة قائلة:

- في ايه يا حبيبي؟ ما انت عارف من الأول رأيي فيك ، وفي أي حاجة تخصك او تشتريها، انت زوقك دايما بيعحبني، كلها حاجات راقية وتليق بيك، بس انت  مقولتليش، عرفت ازاي ان احنا هنا؟


زاد اتساع ابتسامته يجيبها :

- انا شوفتكم من أول الطريق اصلا وقولت لازم اوقفكم  تشوفوها، هي ليلى مش معاكم ولا ايه؟


جاءته الأجابة من ريهام والتي تبادلت مع والدتها ابتسامة ماكرة:

- ليلى مجتش معانا يا سيدي، بس لو عايز تعرف هي فين؟ عشان تخليها تشوف عربيتك،  هتلاقيها في النادي، أنا كلمتها من شوية، وعرفت انها موجودة فيه دلوقت .


اومأ لها رافعًا حاجبه يظهر موافقته عكس منار، التي  تغضنت ملامحها باستدراك فوري لغباء ابنتها المدللة، وأفعالها الغير متوقعة، ربما تصدمه بفعل أحمق، يفسد كل تخطيطها، لذلك خرج قولها على الفور؛


- لو هتروحلها، يبقى خدني معاك اجرب العربية الجديدة.

تقدم يسبقها بترحيب كي يفتح باب السيارة الفاخرة قائلًا:

- ومالوا يا خالتو،  انا اساسًا كنت هوصلكم في طريقي،  لكن مدام غيرتي طريقك ورايحة معايا يبقى تمام قوي .


❈-❈-❈


في مدرجات الجمهور، كان التشجيع والتهليل لعدد من الأفرد التي تطوعت للمشاهدة،  أكثرهم من الفتيات، ليس عشقًا في اللعبة ، انما هو رغبة ملحة لتشجيعه، بسمة والتي كانت تتابع بعين الصقر، تترصد كل شاردة وواردة رغم احتفاظها برزانة جلستها، مع ليلى التي غمرها الحماس والتشجيع بحرارة:


- ياللا يا عزيز،  ياللا زيزو يا جامد. 

كان رده بالابتسام مبتهجًا، يرسل نظراته لها ولصديقتها، والتي كانت على شفا صفيح ساخن من الغيظ لتجذبها بعنف وتجلسها قائلة:


- ما تهمدي بقى شوية خلينا نتابع من غير روشة.

احتجت تعترض على طريقتها:

- الله في ايه بسمة؟ هو انا مضيقاكي في ايه بقى عشان تزعقيلي كدة؟

همست لها محذرة:

- خايلتيني يا ليلى ، هو انا هلاقيها منك ولا من شلة البنات المايصين هناك دول،  دا لو كان ماتش بطولة جمهورية مكنش تشجيعهم هيبقى بالحماس ده!


تطلعت ليلى نحو ما تقصد،  لتعود إليه بابتسامة منتشية تزيد من حنقها قائلة:

- قولي كدة بقى يا سوسو،  انتي غيرانة لا يبصلهم ويسيبك، بصراحة عندك حق تخافي، دا الأربعة فرز أول بجد يعني، دا كفاية البنت اللي بشعر احمر وسطهم ولا اكنها موزة لبناني حتى .


- ليلي.

هتفت تلكزها بقبضتها حتى تكف عن الكلام، وقد امتقع وجهها، وتبدلت ملامحها لغضب شديد،  بهيئة أجبرت الأخرى على التراجع،  وقد اكتنفها اشفاق غريب نحوها، قبل أن تنتفض فجأة معها على صوت التهليل الصاخب مع احدى تسدايدته المهارية نحو خصمه، هللت شقيقته تصفر بفهما مشجعة:

- أيوة بقى يا زيزو يا جامد 


التف اليها متبسمًا بثقة، قبل أن يلقي نحو الأخرى نظرة أدخلت الراحة بقلبها، بأن اختصها هي بها، دونًا عن الفتيات المائعات من الجهة الأخرى، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فبوسط الفرحة التي كانت تغمرها الاَن تفاجأت بقدوم اَخر شخصية تتمناها الاَن ، منار:


- بت يا ليلى هو انت كنتي عارفة بمجي مامتك النهاردة؟

التفت ألاَخيرة نحو الجهة التي تشير إليها بذقنها، لتعود إليها نافية:

- لا وربنا ما اعرف، دي من نص ساعة بالظبط انا كنت متصلة بيها ، وعرفت انها مع ريهام في المول، بينقوا هدوم وحاجة البيبي الجديد، امتى جات هنا؟

- هو انتي لسة هتسألي؟


هتفت بها بسمة وهي تلملم أشيائها بعجالة، مردفة لها:

- انا لازم امشي حالًا قبل ما تشوفني. 

قالتها الاَخيرة وهي تضع النظارة الشمسية لتغطي على نصف وجهها،  اوقفتها ليلى قبل أن تذهب:

- طب وتمشي ليه يا مجنونة؟ هي ماما هتاكلك؟ ما تقعدي يمكن تقربي منها....


قاطعتها بحدة تهمس لها بنزق:

- اخرصي يا نيلة وبلاش افكارك الهبلة دي، حكاية ان اقرب منها، دي اخر حاجة في خطتنا، غطي ضهري عشان ما تشوفنيش وانا ماشية في الطريق التاني،  خلى بالك بقى.


قالتها وتحركت على الفور مغمغمة:

- عايزاني اصطدم بمنار من دلوقتي؟ دا ايه العبط ده؟


أما ليلى والتي وقفت تتابع قدوم والدتها وهروب الأخرى بقلق وتوتر؛ تعاظم فور رؤيتها لمن جاء بصحبتها لتتمتم رافعة طرف شفتها بضيق :

- سامح! ودا جاي ينيل ايه في النادي؟



..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر (بنت الجنوب) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة