-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 9

     قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


الفصل التاسع

 (لن أتراجع)



 بخطوات رشيقة اتجهت إلى مكتبه بعد أن دلتها عليه موظفة الاستقبال. 

وها هي ذي تقف تنتظر الإذن بعد أن طرقت الباب 

ثواني وولجت ثم أغلقت الباب من خلفها ابتسمت بعذوبة عندما أبصرته يجلس فوق مكتبه منكبا على الأوراق التي أمامه

 دنت منه وجلست فوق أحد المقعدين المقابلين لمكتبه وهتفت برقة: ازيك يا باش مهندس؟


 أبعد عينيه عن الأوراق ورفعها إليها ثم هب واقفا هاتفا بترحاب: أهلا أهلا أروى هانم انا آسف والله بس كان ورايا شغل كتير قوي. 


اتسعت ابتسامتها مغمغمة بدلال: ما فيش داعي للاعتذار يا باش مهندس انا كنت جاية للارا بس حبيت اجي أسلم عليك الأول. 


بادلها الابتسام ثم سألها بهدوء: ايه ده هي لارا هانم جت؟


 هزت رأسها نفيا مردفة مغيرة دفة الحديث: انت بخيل ولا ايه يا باش مهندس مش ناوي تعزمني على فنجان قهوة؟


 غمغمة بإحراج وهو يرفع سماعة الهاتف على أذنه: أحلى فنجان قهوة بس الكلام أخدني مع حضرتك والله. 


استغلت انشغاله بالتحدث عبر الهاتف حتى تتأمله بوله شديد ومشاهد منحرفة تدور في عقلها فذلك الرجل يعجبها كثيرا ناهيك عن شخصيته المميزة التي لم تجد لها مثيل في حياتها.

❈-❈-❈


بعد أن أطعمت صغيرتها عاونتها في إرتداء ملابسها ثم أوصلتها إلى الحافلة التي ستقلها إلى الحضانة.

 انتظرت ريثما انصرفت الحافلة ثم عادت أدراجها إلى الداخل

 وقفت في بهو المنزل تتطلع إليه في شرود تام وراحت تفكر وتلملم وترتب أوراقها في خطة انتقامها الجديدة لكن كان السؤال بمن ستبدأ؟

 وهنا توقفت قليلا ومن ثم قفزت بسعادة هاتفة وهي تصفق بحماس: عرفت هبتدي بمين.


 صعدت الدرج بسرعة متجهة إلى جناح أدهم ولجت فأبصرته ما زال نائما تأملته بحقد ثم اتجهت إلى غرفة الملابس وارتدت منامة بيتية بيضاء قصيرة ثم انتقت مازر منزلي بنفس اللون لكنه طويل ثم التقطت إحدى زجاجات العطر ونثرته بقوة 

وبعدها دلفت للخارج وجلست فوق طاولة الزينة ووضعت الكثير من مستحضرات التجميل ثم صففت خصلاتها بعناية. 

تأملت نفسها برضا في المرآة من يراها يظنها عروس جديدة لم يسبق لها الزواج من قبل وهذا ما تريده فعلا كي تزعج تلك الشمـ طاء 

كادت أن توقظ أدهم إلا أنها تراجعت في اللحظة الأخيرة لربما لو رآها هكذا سيفهمها بشكل خاطئ 

أو ربما يقترب منها كعادته ويجعلها تفقد السيطرة على جـ سدها لذا تركته نائما ودلفت إلى الخارج عازمة على بدء مخططها.

❈-❈-❈


بين أحضـ ان شقيقتها راحت تنتحب بصوت مرتفع بطريقة تمزق نياط القلوب.

 حاولت فرحة تهدئتها بشتى الطرق إلا أنها لم تفلح فزفرت بقوة وضمتها أكثر إلى صـ درها وشاركتها البكاء. 

فلم يكن حال فرحة أفضل منها فلديها الكثير من الآلام والأوجاع.

 ظلت كل منهما تنحب لوقت لا بأس به حتى ولجت والدتهما فشهقت بقوة عندما أبصرتهما على تلك الحالة 

دنت منهما وأبعدتهما قليلا عن بعضهما ثم جلست في المنتصف وضمتهما إلى صـ درها مغمغمة بحزن: إهدي يا ضنايا منك لها ما تعملوش فنفسكم كده يا حبايبي.


 ابتعدت شهد عن أحضـ ان والدتها وهتفت بحرقة نابعة من جنبات صـ درها الملتاع: أهدا أهدا ازاي يا ماما وما حدش حاسس بيا بقى لي أربع سنين بموت وساكتة بس خلاص طاقتي خلصت ما بقاش عندي القدرة اني أتحمله.


 زفرت والدتها باستسلام هاتفة بحنق: ما هو يا بنتي برضه الكلام اللي بتقوليه ده ما يدخلش العقول.


 مسحت شهد دموعها بكلتا يديها ورمقت والدتها بعتاب ثم تركتهما واندفعت للخارج.

 فضربت والدتها كفا بالآخر مغمغمة بقلة حيلة: لا إله إلا الله له الأمر من قبل ومن بعد.


 وجهت حديثها لفرحة التي ما زالت تبكي: وانتي كمان بتعيطي ليه موضوعك خلص خلاص وعريسك جاي بكرة يا حبيبتي شوفيه مش جاهز يطلع ابن حلال وتحبيه صدقيني يا يا بنتي الحب الصحيح اللي بييجي بعد الجواز مش قبله. 


ربطت فوق كتفها بحنان واستطردت: قومي قومي اغسلي وشك بشوية ماية وساعديني في ترويق البيت عشان الظاهر إن شهد مش ناوية تعمل معانا حاجة النهاردة.

❈-❈-❈

:

برفقة ابنتها المنهمكة في اللعب تجلس لكنها بعقل شارد تماما وابتسامة صغيرة ترتسم فوق محياها. 

فعليها أن تفكر مليا فيما ستفعله في الفترة المقبلة لولا فضولها الذي دفعها خلف مراد وتلك الصغيرة ربما عادت أدراجها إلى تركيا لكن يبدو أن الحظ معها في تلك المرة. 


أجفلت على صوت عشق الطفولي: مامي انت مش بتردي ليه بقى لي كتير بناتي عليك؟


إتسعت ابتسامة ناريمان ثم ضمت صغيرتها بقوة وأمطرتها بوابل من القبـ لات وهي تقول بمكر: انت الورقة الرابحة بتاعتي يا عشق عشان أرجع أبوكي ليا تاني. 


تطلعت إليها الصغيرة بعدم فهم لكنها لن تبالي فابتعدت عن حضـ ن والدتها وعادت تعبث بألعابها. 

بينما نريمان تنهدت بحرارة واستلقت على ظهرها فوق فـ راش صغيرتها وهي تفكر في القادم.

❈-❈-❈


اتجهت إلى مكتبه وهي تطوي الأرض تحت قدميها من شدة الغضب فبعدما أخبرتها موظفة الاستقبال ان صديقتها جاءت إليها لكنها الآن بمكتب يوسف شعرت بالنار تسري في أوردتها فلم تستمع إلى باقي حديث تلك الموظفة وركدت إلى مكتبه. 

صكت على أسنانها عندما استمعت إلى صوت ضحكاتها يدوي في المكتب مدت يدها لتفتح الباب إلا أنها تراجعت على الفور مغمغمة بحدة تنهر زاتها: جرى ايه يا لارا انت اتجننتي ازاي تقبلي انك تحطي نفسك في الموقف ده!


 استدارت متجهة إلى مكتبها بنفس الغضب الذي حضرت به لكنه بات أضعافا الآن. 


بينما في داخل المكتب أنهت فنجان قهوتها ثم وضعته فوق المنضدة وراحت تشكره بلباقة: متشكرة اوي يا باش مهندس يوسف بجد أحلى فنجان قهوة شربته في حياتي.


 ابتسم لها مجاملة ولم يعقب.

 فاستطردت حديثها وهي تستقيم واقفة: بما انك عزمتني على فنجان قهوة لازم ارد لك العزومة فورا ايه رأيك لو أعدي عليك بعد الشغل بعربيتي نروح نقعد في أي كافيه برة؟


 كاد أن يعترض ويخبرها بأن ليس هناك داع لفعل هذا إلا أنها لن تعطيه الفرصة ولوحت له بيدها واندفعت للخارج بخطوات رشيقة واثقة تصاحبها هالة كبيرة من الأنوثة والوقار.


 أما عنه فتابعها حتى أغلقت الباب من خلفها وهز رأسه باستسلام مغمغما: ده ليه البت دي!

 ما علينا أكيد هبقا اتحجج لها بأي حجة عشان ما أروحش معاها في مكان 

ركز بقى يا جو في شغلك سيبك من الهري والكلام الفاضي ده.

❈-❈-❈


بأريحية شديدة تجلس في بهو المنزل تحتسي كوبا من النسكافيه الممزوج بالحليب باستمتاع شديد فلقد أخبرتها الخادمة بأن حماها ذهب إلى عمله في الصباح الباكر لذا تعمدت الجلوس هكذا وهي تضع سـ اق فوق الأخرى تنتظر حماتها على أحر من الجمر 

تنهدت بقوة وهي تتخيل رد فعلها عندما ستراها هكذا

 وبالفعل ثواني وأبصرت السيدة فيروز تقف أمامها تحدجها بعدم تصديق مغمغمة بحقد: ايه اللي انت لابساه ده يا بتاعة انت مفكرة نفسك في أوضة نومك انت في مكان محترم يا ماما اطلعيـ


 قاطعتها بإشارة من يدها: أعصابك يا حماتي وبعدين ده بيتي أقعد في أي حتة تعجبني وباللبس اللي انا عايزاه وإذا كنتي انت مدايقة تقدري تقعدي في أوضتك عادي وبعدين ما انا عروسة وكده يعني ولا انت نسيتي؟


 قالت تلك الكلمة بدلال شديد جعلت الأخرى تستشير غضبا ولم لا فهي تعلم علم اليقين مدى عشق ابنها لتلك المتشـ ردة. 

صكت على أسنانها حتى كادت أن تهشمها ثم أردفت بفحيح: وديني ما حاسيبك تتهني يا بت الفران مش انا اللي أقبل إن حاجة تتعمل في بيتي غصب عني فهماني خليكي فاكرة الكلام ده كويس لوي.


 قربت كوب النسكافيه ببطء من فمها وارتشفت منه رشفة طويلة ثم غمغمت بتلذذ: حلوة اوي النسكافيه ده يا حماتي تاخدي بق


 احمر وجهها من الغضب وقبضت على يديها بقوة ولم تعقب.

 فأطلقت فريدة ضحكة مرتفعة ثم هبت واقفة واضعة فنجانها جانبا بعد أن أنهته تماما ودنت منها حتى التصقت بها هامسة في أذنها بفحيح: ما تعرفيش انا باستمتع قد ايه وانا باشوفك هتفرقعي من الغضب والغيص كده خليكي فاكرة ان مش فريدة الرشيدي اللي بتسيب حقها واللي عملتوه فيا مش هافوته لكم أبدا. 


تركتها مذهولة من حديثها وذهبت باتجاه الدرج وهي تهتف بصوت مرتفع: بعد إذنك بقى يا حماتي انا هطلع اصحي جوزي أصله ما نامش طول الليل. 


أطلقت ضحكة مائعة وهي تصعد غافلة عن الذي يقف بالأعلى يبتسم بعد أن استمع إلى جملتها الأخيرة.

❈-❈-❈


وضع لفافة التبغ في المنفضة الكريستالية بعد أن انهاها تماما ثم هتف بغضب حارق: ماشي يا أدهم يا…. عملت اللي في دماغك وأخدتها مني برضو بس والله ما هسيبك وفريدة دي بتاعتي انا وبس انا ما صدقت لقيتها بعد سنين عشتها في وجع وحرمان. 


ربط صديقه طارق فوق منكبه هاتفا بهدوء: إهدى بس يا حازم انا عارف قد ايه انت كنت بتحبها بس خلاص بقى يا صاحبي انساها هي بقت متجوزة مش عايزين نكرر زهرة تاني ما صدقنا إن علاقتك بعيلتك رجعت زي الأول.


 أزاح ما على المكتب بغضب حارق وصرخ بقوة: ما هو السبب انا كنت هتجوزها وهبدأ معاها من جديد كنت هسيب كل الماضي الوحش اللي انا عملته وابتدي معاها على صفحة بيضا بس الحقـ ير استخسر فيا حياة نضيفة وحرمني منها

 وحياة فريدة ما حسيبه يتهنى بيها خصوصا بعد اللي عرفته منها. 


رمقه صاحبه باستفهام سائلا إياه بتوجس: عرفت منها ايه يا حازم؟


 أجابه باندفاع: هي ما اتجوزتش ابن صبري عشان سواد عيونه لأ اتجوزته عشان تنتقم منهم كلهم وخصوصا من الحربـ اية أمه اللي عيشتها أسود أيام حياتها.


 فغر طارق فاهه بعدم تصديق فلم يتخيل أن كل ذلك الحقد يكون بداخل ملاك مثل فريدة لكن يبدو أن كثرة الضغط يولد الانفجار كما يقولون.

❈-❈-❈


فوق الأريكة الجلدية الموجودة في مكتبها مستلقية تنظر في السقف بشرود وما زال الغضب يعتريها حتى الآن

 ثواني وانفتح الباب تلقائيا عرفت هوية الزائر بقيت مكانها ولم تتحرك مما جعل أروى تدنو منها وتجلس على حافة الأريكة تهتف بابتسامة: عاملة ايه يا لارا يا حبيبتي انا سألت عليك من شوية بس بلغوني ان انت لسه ما وصلتيش خير ايه اللي أخرك كده؟


 رمقتها شذرا ولم تعقب.

 فاتسعت حدقتى الأخرى واستطردت باقي اسئلتها: هو مراد كويس؟

 طيب حصل حاجة مع عشق بنته؟


 زفرت بملل عندما لم تجد منها ردا فهبت واقفة هاتفة بعصبية: انا مش جاية هنا عشان أكلم نفسي لو انتي مش حابة تتكلمي يا ريت تقولي يلا باي باي.


 وما إن خطت أول خطواتها حتى استمعت إلى صوتها الحاد يقول: هو انا مش قلت لك يا أروى يوسف خط أحمر مش قلت لك إن انا بكن له مشاعر.


 ارتسمت ابتسامة ثعلبية فوق شفـ تيها ثم استدارت لها تهتف ببراءة: هو انا عملت حاجة؟

 انا بس لما ما لقيتكيش جيتي قلت أعدي اسلم عليه حتى تقدري تسأليه ده كمان أسر انه يعزمني على قهوة ده كل اللي حصل مش أكتر ولا أقل حتى تقدري تسأليه. 


انا لا هسأل ولا حاجة بس لآخر مرة بقول لك  يا أروى ما لكيش دعوة بيوسف فهماني وإلا هنخسر بعض.


 رسمت الحزن ببراعة فوق قسمات وجهها ثم رمقتها بعتاب مغمغمة بخفوت: بقى يا لارا عايزة تخسريني عشان خاطر واحد بيشتغل عندك ما كنتش اتوقع أبدا اني اسمع منك كلمة زي دي عموما مش انا اللي أبص لحاجة في إيد غيري ويوسف بتاعك ده انا مش شايفاه أصلا.


 ألقت كلماتها دفعة واحدة وانطلقت للخارج دون أن تلتفت خلفها تاركة الأخرى تشيعها بنظرات حزينة ممزوجة بالندم الشديد.

❈-❈-❈


ما إن ولجت إلى جناحه وأغلقت الباب من خلفها شعرت به يجذبها من يدها بقوة يسحقها في عناق شديد

 تشبثت به في بادئ الأمر لكن عقلها نهرها وعليها أن تبتعد فورن لكن جـ سدها أبى الانصياع لعقلها لا تعرف ماذا يحدث لها في حضرته.

 أما عنه فقد تخدر كليا وراحا يستنشق رائحتها بعمق وهو يتأوه بخفوت لطالما حلم بتلك اللحظة لكنه كان يشعر بأن تلك اللحظة لن تأتي أبدا

 لكن مشيئة الله فوق كل شيء وها هي ذي بين يديه

 ابتعد عنها قليلا لكنه لن يفلتها وراحا يتأمل وجهها الجميل ودون سابق إنذار دنا منها ملتقطا شـ فتيها بين خاصته يقبلها برقة شديدة ويداه تسير بحمـ يمية على ظهرها وخصلاتها.

 ظلا هكذا لوقت لا يعرفان مداه حتى طلبت  رئتيهما الهواء فابتعدا رغما عنه

 أما عنها فقد بقيت مغمضة العينين لم تصدق بأنها عاشت لحظة كهذه مع ذلك الرجل كيف تسمح له أن يقترب منها إلى هذه الدرجة والأغرب من ذلك كيف بقيت تبادله قبـ لته ولم تدفعه

 ماذا يحدث لها ذلك التخبط جعلها تفتح عينيها بقوة وتدفعه صارخة في وجهه: انت اتجننت يا أدهم نسيت اتفاقنا والله العظيم لو تكرر اللي انت عملته تاني لهكون


 بتر باقي حديثها عندما أبصرت ابتسامته تزين وجهه فشعرت بالغضب الشديد وسألته بحدة: بتضحك على ايه أن شاء الله شايف أراجوز قدامك!


 داعب وجنتها بإصبعه هامسا بشقاوة: أراجوز ايه بس يا ديدة هو فيه أراجوز حلو كده؟


 دفعت يده بعنف واتجهت إلى المرحاض تاركة إياه يشيعها بنظرات عاشقة.

 ارتمى فوق الفـ راش وابتسامته الجميلة ما زالت مرتسمة فوق قسمات وجهه وهمس بحب: الحمد لله يا رب اللي انا فيه دلوقتي ده حلم جميل كنت مفكره مستحيل يتحقق. 


ثواني وقهقه بقوة عندما تذكر حديثها الأخير مع والدته  فهو يعلم انها قالت تلك الجملة كي تستفزها ليس أكثر لكنه استغل تلك الجملة لصالحه واتخذها حجة كي يبرر بها فعلته تلك.

❈-❈-❈


مساء عاد إلى المنزل بإرهاق شديد فوجد السكون يعم المكان فأيقن بأن الجميع نيام

اتجه مباشرة بهدوء إلى غرفة تلك الصغيرة مستغل فرصة عدم وجود أحد مستيقظ 

طرق الباب بخفة وما هي إلا ثواني حتى فتحت له الباب مردفة بابتسامة هادئة: مراد بيه. 


تأملها مطولا ثم غمغم بجدية: انا هسبقك على المكتب تعالي ورايا براحة ما تخليش حد يحس بيكي عشان اللي هنقوله مش عايز حد يعرفه نهائي فهماني يا شمس؟


 اومأت له بالموافقة وبداخلها شعور بالخوف لا تعرف ماهيته. 


دقائق قليلة وتبعته إلى أسفل غافلة عن التي تراقبهما منذ حضوره إلى القصر. 

فوق الأريكة الكبيرة المتواجدة في المكتب جلست بجواره بعد أن حرصت على وجود مسافة كبيرة بينهما 

مما جعلته يشعر بالاستغراب لكنه نفض تلك الأفكار من رأسه وأردف بجدية: عايزك تركزي في كل حرف هقوله لك. 


رمقته بفضول

 فاستطرد: أولا عايزك تغيري مظهرك ده خالص يعني هننزل نشتري انا وانتي هدوم كويسة ومناسبة وكمان عايزك تهتمي بشكلك شوية وبطريقة كلامك وبإسلوبك كل حاجة يا شمس عايزك تتغيري مية وتمانين درجة نريمان ست زكية جدا وعشان تغور من هنا لازم تتأكد فعلا إنها مش هينفع يكون لها وجود في حياتي مرة تانية. 


تنحنحت بهدوء ثم هتفت بجدية: بس انا محجبة وما عنديش استعداد اني أشيل الحجاب أبدا لإنه حرام وعيب. 


قاطعها بصرامة: ومين قال لك اني طلبت منك إنك تقلعي حجابك ما هو فيه لبس ليكم ومحترم وكمان أنيق للمحجبات ومش انا اللي أطلب من حد يغير مبادئه عشان أي حاجة أو حد يا شمس.


 أومأت له بالموافقة 

فتابع: انا لما قصدت انك تغيري من شكلك ومظهرك قصدت انك تاخدي بالك من لبسك وكمان


 قاطعته بسرعة: حضرتك فاهمة ما تقلقش يا مراد بيه انا شاطرة ولهلوبة واعجبك اوي. 


فغرا فاهه بعدم تصديق مغمغما: لهلوبة أهو بعد لهلوبة دي انا مش متفائل خالص قومي يا شمس اطلعي على أوضتك وبكرة من الصبح بدري هنروح انا وانتي. 


هبت واقفة ثم سألته بسرعة: بدري ايه بس يا مراد بيه دي المحلات ما بتفتحش غير بعد الضهر 


 أجابها بنفاذ صبر: ما تشغليش بالك انت يا شمس وبعدين انا مراد عواد المقفول يتفتح لي على فكرة. 


رمقته مطولا ثم غمغمت بصوت استمعه: انا مراد عواد والمقفول يتفتح لي على فكرة يا باي الغرور ده انت هتفرقع من كتر الغرور يا أخي. 


انفرجت شفـ تيه بابتسامة صغيرة وتابعها بعينيه حتى دلفت للخارج وهو يهز رأسه بعدم تصديق مغمغما: ما فيش فايدة.

❈-❈-❈


ارتدت منامة زيتية طويلة مكونة من بنطال يعلوه سترة ذات أكمان طويلة فهي بعدما حدث بينهما في الصباح لم تعد تثق به ولا بردود أفعال جسـ دها لا تعرف ماذا يحدث لها في حضرة ذلك الرجل على الرغم من أنها سبق لها الزواج إلا أنها لم تشعر بتلك المشاعر مع زوجها الراحل لكنها تجربها مع أدهم لأول مرة. 

والأغرب من ذلك ان جسـ دها يستجيب للمـ ساته سريعا.

 نفضت تلك الأفكار من رأسها وبررت بأن ما يحدث معها ما هو إلا إحتياج لرجل في حياتها 

فالمرأة عندما تتزوج تحتاج إلى رجل كما يحتاج هو لها هذا ما أقنعت به نفسك

 تنهدت براحة عندما نظرت في الساعة فوجدتها الثانية عشر ولم يعود هو حتى الآن. 

إفترشت فوق الفـ راش وما كادت أن تغمض عينيها حتى استمعت إلى صوت رنين هاتفها

 التقطته بهدوء ثم فتحت الخط ووضعته على أذنها عندما عرفت هوية المتصل مغمغمة بحنق: ايه يا حازم ازاي ترن عليا في وقت متأخر زي ده!

 وما تنساش إني دلوقتي بقيت متجوزة ومش عايزة أدهم يشك في حاجة لو سمحت. 


أجابها بحزن على الطرف الآخر: انا بموت يا فريدة مش قادر اتخيل انك انتي وهو في بيت واحد وكمان في أوضة واحدة أرجوكي افهميني وحسي بيا وكمان يعني بصراحة خايف

 

قاطعته بحدة بعد أن هبت جالسة: فهماك انت عايز تقول انك خايف اني أفضل مع أدهم وما أنفزش اللي قلت لك عليه

 لا انت غلطان يا حازم انا وافقت ادخل اللعبة دي من غير ما أفكر في عواقبها عشان آخد حقي عشان كده مش هتراجع أبدا. 


صمتت تستمع حديثه على الطرف الآخر فقد صدرت منه تنهيدا طويلة ثم غمغم بعشق: يعني انت موافقة انك تبقي معايا بعد ما تخلصي اللعبة دي يا فريدة؟


 أومأت له وكأنه يراها هاتفة بجدية: موافقة يا حازم.

يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة