رواية جديدة عازف بنيران قلبي لسيلا وليد - الفصل 36 - 4 الخميس 9/11/2023
قراءة رواية جديدة بقلم سيلا وليد
تنشر حصريًا على مدونة رواية و حكاية
رواية عازف بنيران قلبي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل السادس والثلاثون
الجزء الرابع
تم النشر الخميس
9/11/2023
عند راكان خرج متجهًا لسيارته وقف بجوار بهاء مردتيًا نظارته
-عملت ايه مسكته؟!
-أيوة وهو جوا..رفع نظره يشير بيديه
-مش عايز غلطة يابهاء، هاتهولي
اتجه بعد قليل وهو يجذب الرجل إليه
-الواد دا ياباشا لقينه واقف بيراقب البيت
خلع راكان نظارته يطالعه بغموص فتسائل
-بتراقبنا ليه يابني؟!.
ارتبك الرجل وهو يهز رأسه قائلا
-والله ياباشا انا كنت معدي وبكلم واحد صاحبي لقيته هاجمني وحبسني، أشار راكان إلى بهاء
-انت عبيط يابهاء،، اي واحد يقف يتكلم في التليفون تاخده
اجابه بهاء ..اصل اصل..رفع راكان كفيه
-اسكت، وسيبه يروح اديله تليفونه وبطل غباء
فتح باب سيارته وتحدث بمغذى
- الست ال فوق دي ممنوع تخرج برة، وإياك حد يدخلها، قالها واستقل سيارته وخرج
خرج الرجل وقاد سيارته سريعا يتصل بنورسين
-أيوة ياهانم ..اجابته تصيح بصوت مرتفع
-كنت فين يازفت، تليفونك فصل شحن ولا إيه
اجابها سريعا وقص لها ماصار
ضيقت عيناها متسائلة
-يعني ايه قاله متخليش الست دي تطلع برة، هو ايه ال بيحصل بالضبط..طيب هو راح فين
انا وراه ياهانم بس بعيد شوية علشان ميشكش
-تمام إياك يكشفك..اجابها
-لا متخافيش ياهانم كله هيكون تمام
عند راكان قاد السيارة وهو ينظر من تحت نظارته، يستمع إلى مكالمتها
ضغط على المقود حتى ابيضت مفاصله
-ناوية على ايه ياحقيرة..تنهد يسحب أنفاسًا ويطلقها بهدوء، ثم رفع هاتفه واتصل بحمزة
-حمزة رقم هبعتهولك عايزك تراقبه أربعة وعشرين ساعة، الرقم دا مهم، قالها وأغلق هاتفه
بالمنزل كانت تغفو بعمق
تجلس على حافة المسبح تنظر بإبتسامة مؤلمة لأبنها الذي يسبح،
-أمير اطلع بقى كفايه..ثم صاحت غاضبة براحة
وقف يتأمل ملامحها الحنونة وهي تصيح عليه بأن يهدأ، لوح بيديه له، اتجهت تنظر للخلف وجدته يقف خلفها يضع كفيه بجيب بنطاله، استقبلته بإبتسامتها الساحرة رغم شدة حزنها منه تحرك بعدما خلع حذائه وجوربه، يرفع بنطاله يجلس بجوارها محاوطًا جسدها ..أسرعت المربية تخرج أمير من المياه عندما أشار لها، خرج متجها له
-ماما مش قالتلك اطلع من شوية مسمعتش الكلام ليه
-سوري بابي، حبيت أسبح كمان شوية صغيرين، غمز بطرف عينيه عليها، فاتجه أمير إليها
-سوري مامي، امالت تطبع قبلة على وجنتيه، اطلع مع انطي، وشوف زين لسة نايم عشان ميتعبش نَانَا ..
-حاضر، قالها أمير متحركًا، جذبها لأحضانه يعانقها بدفء
دافنا وجهه بين خصلاتها
-لسة زعلانة مني؟!
ابتعدت بأنظارها قائلة بهدوء
-هزعل منك ليه!! حقك ومقدرش أقولك لا ..ابعدها عنه قليلا يحتوي وجهها الشاحب بين راحتيه، وهو يضع خصلة شعرها المتمرد على وجهها خلف أذنها يهمس بجوارها
-آسف مكنش قصدي ..اعتصرت عيناها تمنع عبراتها أمامه، ورفعت كتفها للأعلى
-كالعادة ياراكان، آسف والوجع يتكرر تاني..نزل لحمام السباحة وجذبها فجأة حتى سقطت بالمياه تصرخ
أحاط خصرها بذراعه يرفعها وأمسك كفها ورفعه ليستقر عند موضع قلبه ..رفعت نظرها وترقرق الدمع بعيناه فاقتربت تضع رأسها بصدره وأجهشت بالبكاء
-عارفة اني غلطت بس مكنش عندي حل تاني، كانوا هيموتوك لو معملتش كدا، غير زين ، عارفة هتقولي دايما متسرعة في القرارت، عندك مبقدرش أهدى صدقني، انت وابني كتير عليا أوي وأنا لوحدي، أنا من غيرك بكون يتيمة في كل حاجة، حاولت أعمل زي ماقولت مقدرتش، كفاية ال حصل لحمزة، تراجع يخرج من المسبح وتركها يهز رأسه قائلا
-دا من قلة ثقتك فيا للأسف، كل مااقرب إنت بتبعديني عنك، قالها وتحرك،
استدارت له وصاحت بغضب
-هتسبني أغرق ياراكان..تحرك ولم ينظر خلفه، بدأت تختفي تحت الماء، ف نادته بصوتها الذي شعرت باختناقه كأنها تحت الأرض
❈-❈-❈
نهضت من نومها تضع كفيها على صدرها
-أعوذ بالله ايه دا، ومين زين، مسحت على وجهها تنظر حولها بذعر استمعت لصوت أذان الفجر، تحركت إلى مرحاضها لتغتسل، بعد قليل خرجت تؤدي فرضها..وجلست لفترة كعادتها تتلو آيات الذكر الحكيم، وقرآتها للأذكار، حتى أشرقت الشمس
توجهت للشرفة تنظر لتلك المزارع الواسعة حولها، تستنشق رائحة المطر، ظلت لبعض الوقت ثم تحركت للداخل وادت صلاة الضحى ثم اتجهت للأسفل تعد الطعام تنتظر حبيبها
بعد قليل استمعت لصوت قرع جرس الباب، اتجهت تفتحه سريعا ظنا منها راكان ولكن وجدتها سيلين التي يظهر على وجهها أثار الدموع وعيونها المنتفخة، ووجهها المتورم
اخذتها للداخل وأتت للحديث ولكن قاطعهما دلوف راكان بجوار يونس، اتجه يونس إليها بعدما وجدها
-ايه ال جابك هنا انا مش وصلتك البيت، إزاي تطلعي منه من غير علمي..دفعته بقوة عندما اقترب تصرخ بوجهه
-مليون مرة اقولك ماتلمسنيش انت هتفضل حيوان لحد إمتى
صاعقة نزلت على راكان من حدة أخته وصراخها بتلك الطريقة، جذب يونس متوجها إليها
-مالك فيه ايه، من امتى وانتِ بتعلي صوتك على ابن عمك، بلاش اقولك بوجودي، احترمي واحد أكبر منك بعشر سنين ياهانم
تراجعت تمسح عبراتها قائلة بصوت متألم
-ماانت شبهه هتقول ايه غير كدا، أنا بكرهكم انتم الاتنين عارف ليه، علشان حبيته علشان هو شبهك، أعمل ايه كان نفسي في واحد شبهك، بس مكنتش أعرف انكم شبه بعض في الحقارة كدا، صفعة نزلت على خديها حتى شعرت بتخدر وجنتيها وانسدلت عبراتها بقوة وهي تضع يدها على وجنتيها تنظر إليه متألمة
شهقة خرجت من فم ليلى تصرخ باسمه
اقترب يضغط على ذراعها بقوة
-شكلي اتهاونت في تربيتك، واحدة قليلة الادب واقفة تتبجح في اخوها الكبير، أمشي من قدامي..مسحت دموعها بقوة واقتربت منه تنظر إليه بغضب
-انت مش اخويا سمعتني، ولا عمرك كنت اخويا، سليم بس ال اخويا، ليه هو ال مات
شعر بأن روحه فارقت جسده وانياب حادة نهشت صدره وهو يهمس لها
-انا مش اخوكي..صاحت ببكاء محدش له حكم عليا
جن راكان واقترب منها يجذبها من خصلاتها
-انتِ شاربه حاجة يابت، ابتعدت تبكي
-سيب شعري ياراكان، شوف ابن عمك المحترم عمل ايه وبعدين تعالى حاسبني
جذبها يقربها منه
-ابن عمي دا جوزك ياهانم، وجهزي نفسك يوم الخميس هنجوزكم ودا غصب عنك مش برضاكي، بدل الدلع ال دلعتهولك
-راكان قولتلك سبها، انت إزاي تضربها،انت اتجننت..اتجه بنظره إلى يونس
-اسكت مش عايز أسمع صوتك، قال سارة، سارة مين دي ال هتتجوزها، دا أنا ادفنك وادفنها.. وانت ياباربي هانم ملكيش رأي بعد كدا، دا هتموتي يابت لو اتجوز غيرك
صرخت بوجهه لأول مرة
-انا مش ضعيفة واقدر اتحكم في مشاعري كويس، تحركت ليلى إليها عندما وجدت نظرات راكان الجحيمية
-سيلين ممكن تهدي انت مش عارفة بتقولي ايه..دفعت ليلى وصاحت بقلب ممزق
-ليلى أنا مش زيك ولا مكسورة عشان ارضى، اشوف جوزي ولا حبيبي كل شوية في حضن واحدة، لا دا بالناقص الحب ال يذلني، ثم اتجهت إلى يونس
-لو ترضى بواحدة ماكرهتش ادك تعالى واتجوزني ووقتها افتكر انا حذرتك وقولت ايه
جحظت أعين راكان وشعر وكأنها أطلقت طلقات نارية حتى اخترقت صدره فاقترب منها وكل انش بجسده ينتفض من كلماتها المؤلمة، ولكن توقف يونس أمامه قائلا
-لحد هنا وخلصنا ياراكان، مراتي وهعرف اتصرف معاها، ملكش انك تتدخل بينا..
دفعته وصاحت بهم
-مرات مين انت اتجننت إنت طلقتني ومتنفعش ترجعني الا بعقد جديد، وبما ان مفيش حد سألني فالجواز باطل
دفع راكان يونس بعيدا عنها وجذبها يجرها للغرفة قائلا بفحيح
-انا هعرفك ياحيوانة توقفي تبجحي فيا إزاي
هرول يونس خلفه يخلصها منه
-قولتلك مالكش دعوة بيها، دي مراتي أنا وأنا الوحيد ال له الحق عليها
تجمدت وشعرت ببرودة جسدها عندما اتجهت بأنظارها لليلى التي شحب وجهها وشعرت بدوران الأرض حولها حتى هوت ساقطة على الأرضية الصلبة، استدار راكان ينظر بذهول لصوت الأرتطدام، هرول إليها بقلبًا منتفض يرفعها ودقات قلبه تصم الآذان
-ليلى، حبيبي افتحي عيونك، أمسك يونس كفيها يقيس نبضها، ثم تحدث
-طلعها اوضتها، متخفش مفهاش حاجة، ممكن يكون انخفاض في مستوى السكر
حملها يضمها إلى صدره كالطفل الرضيع وقلبه يأن بما حدث لها، اقتربت سيلين تبكي
-يعني هي كويسة، توقف يرمقها بنظرات تحذيرية
-إياكي تقربي منها، اتجه بها إلى غرفتهما وضعها على الفراش بهدوء
توقفت سيلين وعبراتها تنسدل بغزارة، توقف يونس خلفها
-تعالي علشان أوصلك، متخافيش مش هقرب منك، استمع لصوت راكان
-تعالى طمني على ليلى الأول ..تحرك متجهًا للخارج
-هجيب شنطتي من العربية، توجه بعد قليل للأعلى ، دلف وجدها تفتح عينيها تهمس
-أنا كويسة، يمكن علشان مأكلتش بس..قام بالكشف عليها
-مفيش حاجة مبروك يامدام ليلى، رفع نظره لراكان
-تخبي عليا مراتك حامل، مكنش العشم يابو العيال ..مسح على وجهه بغضب قائلا
-يونس مش وقتك خالص، طمني عليها
نهض يجمع اشياؤه
-قلة غذى يابني مش اكتر، مش كدا يامدام ليلى، ابتعدت بنظرها عن عيونه التي تحاوطها وأردفت
-أيوة وكمان عايزة انام، نهض يونس متحركًا للخارج بعدما أردف
-احنا هنمشي وفكر في ال قولته..اغلق خلفه الباب بهدوء وتوقف يتنهد بحزن متجهًا للأسفل يبحث عن جنيته الصغيرة، لم يجدها خرج يسأل الأمن عليها
-خرجت من دقايق يادكتور ..استقل السيارة وقادها سريعا خلفها
❈-❈-❈
بالأعلى بغرفة ليلى وراكان
-حبيبي متناميش هجبلك أكل، دلف للمطبخ ينظر للأطعمة التي احضرتها، اتجه يوضع بعض الأطعمة على سرفيس مخصص للأطعمة، وصعد للأعلى بها، فتح الباب ودلف يرسم إبتسامة على شفتيه
-جبت الفطار لمامي ال بابي زعلان منها علشان مبتهتمش بأكلها ..اطبقت على جفنيها تجذب الغطاء
-اطفي النور قولتلك عايزة أنام..رفع الغطاء وقام بإعتدالها يجذب الطعام
-لازم حبيبي ياكل الأول وبعد كدا ينام براحته، علشان ماازعلش منها..ابتعدت برأسها عنه وعبراتها متحجرة تحت اهدابها قائلة بصوتا متقطع
-ماليش نفس، مش عايزة ..أدار وجهها يلمس وجنتيها
-حبيبي زعلان مني علشان اتأخرت ولا إيه، رفع كفيها يطبع قبلة مطولة عليه ثم رفع نظره إليها
-آسف، دكتور يحيى فاق وكان ولازم يتواجه مع نوح، وطبعا مش هقولك على الدكتور يحيى لما الموضوع يخص ابنه بيكون ازاي، فكان لازم اقعد معاه شوية
انكمشت ملامحها مردفة
-يعني عمو يحيى فاق وبقى كويس..اقترب يحاوطها بذراعه
-أيوة ونقلنا نوح للمزرعة كمان بعد حوار طويل عريض باعتراض الأتنين دا عايز يروح معاه وطبعا نوح رفض خالص
دنى يطبع قبلة بجوار شفتيها يهمس لها
-آسف، كررها مرة آخرى على الجانب الأخر
-آسف، مش عايز حبيبي يزعل مني ..وضعت رأسها بأحضانه واجهشت بالبكاء
-انا مش ضعيفة ياراكان ولا غبية انا بس حبيتك، مش ذنبي ان قلبي مقدرش يحب حد تاني، مش بأيدي انساك، عارفة اتأذيت كتير من الحب دا، رفعت وجهها وعيناها تسدل عبراتها كالأمطار
-حاولت اكرهك مقدرتش، معرفتش اكرهك، رغم ال حصل بينا كأن حبك لعنة واتوشمت بيها
جذب رأسها يثبتها مبتلعا كلماتها، ظل لفترة ينهم من شفتيها حتى شعر بإنسحاب أنفاسها، احتضن وجهها وداعب أنفها
-وأنا بموت فيكِ، انت سحرتيني، واتوشمتي بوريدي، بلاش الكلام ال يزعلنا من بعض دا، الهم دلوقتي احنا مع بعض وبعد كام شهر هتكوني ام لأبني ودي كفيلة انك تنسي كل حاجة
بمنزل عاصم المحجوب دلفت سمية تحمل طعام زوجها، وضعته بجواره عندما وجدته شاردا فأردفت متسائلة
-مالك ياعاصم، وراكان كان عايز منك ايه، ليه دخلتوا جوا وطولتوا كدا
اتجه بجسده إليها وأردف
-بلاش ليلى تعرف انه جه هنا، وجهزي اوضة ليلى علشان هتيجي تقعد عندنا بعد فترة
توسعت عيناها متسائلة
-ليه هو مسافر ولا لا..تنهد متألم وأجابها
-لا، بس هو مش مرتاح معاها،.ضربت على صدرها وتحدثت بصوت متقطع
-ليه ناوي يطلقها تاني ولا ايه، يابختك الأسود يابنتي..اتقي ربنا ياسمية، دا نصيب لا حول ولا قوة إلا بالله، مش عايز أسمع كلمة لو جت تاخديها في حضنك، وفيه خبر كمان، البنت حامل
شهقة خرجت من فمها وهي تهز رأسها
-وازاي هيطلقها وهي حامل، دا واحد مجنون فعلا زي ماآسر قال، اخصي عليه طلع واطي
-سمية..قالها عاصم محذرا اياها، بلاش نحكم على الناس، الراجل قالي انه مش مرتاح معاها، وبنتك عنيدة، قالي هيبعدها شوية عنه يمكن مشاكلهم تقل
نهضت متجه إلى المطبخ قائلة
-اهي دي حجته كل شوية، أنا دلوقتي صدقت كلام آسر عليه وأنه بتاع ستات
قام عاصم بجذب الطعام إليه قائلا بتحذير
-بلاش نرمي الناس بالباطل ياسمية