-->

رواية جديدة وهام بها عشقًا لرانيا الخولي - الفصل 4 - 3 - الخميس 30/11/2023


  قراءة رواية وهام بها عشقًا

 الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية وهام بها عشقًا 

الجزء الثاني من رواية ومجبل عالصعيد

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رانيا الخولي


الفصل الرابع

3

تم النشر بتاريخ الخميس

30/11/2023


العودة للصفحة السابقة



تلاشى الخوف من داخلها بكلماته التي تعرف جيدًا مدى صدقها وخاصةً عندما تابع غزله

_ تعرفي؟ ادفع نص عمري واشوفك دلوقت، تعرفي ليه.

ابتسمت بخجل 

_ ليه؟

تمتم بمكر 

_عشان اخدك في حضني واطمنك بطريقتي

اغضبتها وقاحته وهتفت بانفعال

_ سليم.

_ عيونه.

قالها بمرح جعلها تبتسم دون إرادتها لكنها تمتمت بتحذير

_ بلاش الكلام ده.

_ اعمل ايه بس غصب عني بحبك.

كانت تود أن تستمع للمزيد لكن خوفها منعها من الاستمرار 

_ طيب انا هقفل دلوقت لحد يوعيلي

أومأ بتفاهم ثم اغلقت الهاتف لتخبئة داخل خزانتها


❈-❈-❈


انهى جاسر إرسال الأوراق التي طلبها منه منصور ليعود بظهره للوراء بارهاق، لكن كل ذلك تبدل لابتسامة محبة عندما وجدها تدلف المكتب وهي تحمل فنجانين من القهوة 

افتر ثغره عن ابتسامة محبة وعينيه تلتهمها بعشق وتتمتم برقتها المعهودة

_ عاملين حفلة شاي برة قلتلهم هدخل اشربه مع جوزي في المكتب

ثم تقدمت منه لتضعها على الطاولة أمامه  بابتسامة مشرقة اشرقت روحه فجذبها إليه ويجلسها على ساقيه مغمغمًا بمكر

_ انا أصلاً كنت هطلبها منك بس فوق مش هنا.


ضحكت سارة وهي تلف ذراعيها حول عنقه لتقول بلوع

_ وايه الفرق بين فوق وهنا في المكتب المهم نكون مع بعض

رفع حاجبيه بخبث وهو يحاوطها بذراعيه

_ إزاي بقى، ده فيه فرق وفرق كبير كمان 

وأولهم إني هشربه مرة من اديكي 

جذبها أكثر ليهمس بجوار أذنها جعلها توكزه في كتفه باحراج 

_ انت قليل الادب.

اصطنع الغضب ليعنفها 

_ايه قليل الأدب دي؟! في ست محترمة تقول لجوزها انت قليل الأدب!

اومأت برأسها مؤكدة

_ اه عندك مانع؟

سحرته ابتسامة عينيها التي يهيم بها عشقًا وهز كتفيه مستسلمًا ليعاود مكره

_ لا معنديش لإن عقابها لا وقته ولا مكانه

جذب يدها ليقبلها قبلة عميقة يبثها فيها مدى ولعه بها ثم رفع بصره إليها ليسألها بعتاب عاشق

_ مش عارف انتي بتعملي فيا أيه، نظرة واحدة منك بتخليني تحت امرك وبين اديكي.

كانت عينيها تحتضن ملامحه وخاصةً عينيه التي تجيد الغزل وتشعرها بأنها الانثى الأجمل على الإطلاق

وتابع غزله

_ تعرفي انك وصلتيني لحد الجنون؟

الجنون بيكي وليكي، بتبقي جانبي ومع أول خطوة بتبعدي عني بتوحشيني 

ببقى في الشغل وكل تفكيري فيكي، ياترى بتعمل ايه؟ بتفكر فيا؟ واحشها زي ما هي وحشاني؟

لدرجة إن أبويا بيلاحظ وقتها الاقيه بيقولي 

"انشف كدة متبقاش زي ابوك كلها ساعتين وتروح"

ضحكت سارة ثم سألته

_ ولما بوحشك أوي كدة بتحذف الصور اللي بنتصورها مع بعض ليه؟

أوقف المزاح وتحدث بحكمة

_ لإني مضمنش الفون يتسرق مني ولا يضيع وحد يفتحه ويشوف الصور دي ويستغلها، انا بحذفها وبرضه ببقى قلقان لأن فيه تطبيقات بترجعها تاني.

عاد لهيامه

_ وبعدين انتي صورتك أصلًا مش بتغيب عن بالي

اومأت سارة بتفاهم ثم عادت تحيط عنقه بذراعيها وتحدثت بدلال

_ بجد؟

رفع حاجبيه متسائلًا

_ عندك شك؟

هزت راسها بنفي ثم قبلت خده وغمغمت 

_ تؤ تؤ معنديش بس بحب الكلام الحلو ده منك

اخذت الفنجان لتقربه وتتابع بمرح

_ يلا بقى اشرب القهوة وقولي رأيك

تناول جاسر القهوة من بين يديها ليرتشف منها ليتظاهر بالاشمئزاز 

_ وحشه اوي

تحوت نظراته لخبث وهو ينظر إلى ثغرها يسألها

_ مفيش حاجة تحلو طعمها ده؟

علمت ما يرمي إليه ذلك الحبيب لكنها تحدثت بخبث مماثل

_ اه ياقلبي فيه

همت بالنهوض وهي تتابع

_ ثواني هعملك غيرها 

منعها بمحاوطته لها وهو يغمغم برفض

_ وغيرها ليه والحلو كله بين ايديا بس الاول سيلا فين؟

غمغمت بحنق

_ مش عايزة اعرف، تلقاها مع حازم ولا معتز بيلعبوا بيها.

ضحك جاسر قبل أن يقربها منه ليقبل تلك الشفاة التي مهما ارتوى يظل متعطشًا للنيل من رحيقها 


❈-❈-❈


في غرفة حازم 

كان مستلقيًا على الفراش يداعب سيلا وهو يحدث زينة 

_ بس ياستي واتفقوا انهم هيكلموا جدي الليلادي، ياريت بقى نهدى كدة ونبطل كلمة حرام ومينفعش.

لأن كدة انا جبت أخري

ضحكت زينة وتحدثت بلوع

_ انا ممنعتش كلامنا في الفون بس قلت بحدود، دي مجرد قراية فاتحة ولازم ناخد بالنا من كل كلمة بنقولها 

تنهد حازم بيأس منها فهي حقًا أصبحت تبالغ في تحكماتها 

فتحدث بقوة

_ زينة انتي مزودة الموضوع أوي، لدرجة اني بدات احس اني مفروض عليكي

ازاي بتقولي انك بتحبيني وانا عمري ما سمعتها منك

ولا عمرك عملتي حاجة تبين ده.


قد يكون محق من وجهة نظره لكنها تتبع ما يرضي ربها وتربيتها

هي تحبه وهو يعلم ذلك جيدًا

إذًا يكفي ذلك حتى يظهر ارتباطهم للنور اقوى من ذلك 

_ حازم انا عايزة حبنا وكلامنا يكون في الحلال، انت متعرفش انا كنت بجلد نفسي وقلبي اد ايه لانها حبت خارج حدود الارتباط

وكان عقابي ليها اني اوافق على جاسر بس للأسف لقيتها بتقوى أكتر، وعشان كدة انا انسحبت

لما جيت بعدها اعترفت بمشاعرك قلتلك بلاش نكررها تاني لحد ما يكون ارتباطنا شرعي


_ وبقى شرعي

قالها حازم بمصابرة، وصححت هي

_ لا لسة مش شرعي ياحازم، الشرعي لما على الاقل نكتب الكتاب، قبل كدة لأ


لا طائل له من الجدال معها ورغم استياءه منها إلا إنه يعلم انها محقة في كل كلمة، سيتحمل حتى عقد قرانهم وحينها لن يمنعه شئ

_ تمام يازينة اللي تشوفيه.

ابتسمت زينة لتفاهمه وجهة نظرها، او بمعنى ادق ما يحتم عليهم دينهم وعادتهم فعله 

هي تعلم أنه لا ينتظر منها سوى أن يبوح كلًا منهم بمكنونات صدرهم، لكن "من ارضى الله بسخط الناس رضى الله عنه وأرضى عنه الناس؛ ومن ارضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس"

أغلق الهاتف بعد القاء كلمة التوحيد 

ثم نظر إلى سيلا التي ما إن نظر إليها حتى ابتسمت بتلقائية فيميل على يدها يقبلها ويقول بتوعد 

_ اضحكي اضحكي، وحياة ابوك اللي بيتعمل فيا ده لاطلعه على عين عريسك لما تكبري، بس اصبري عليا.


دلف معتز الغرفة ليجد حازم يتوعد لسيلا فدنى منها ليحملها وهو يداعبها 

_ ملكيش دعوة بيه انتي هتبقي حبيبتي انا ومحدش هيقدر يقربلك

بكت سيلا فنهض حازم ليقول بضيق وهو يأخذها

_ اوعى كدة هى بتزعل عليا، تعالي اوديكي لأمك شكلك جعانه

منعه قائلاً 

_ لا سيبها، ابوها قالي اخد بالي منها لحد ما يرجع، معرفش راح فين.

تطلع إليه بغيظ ليقول بتهكم

_ يعني مش عارف راح فين؟!

بادله معتز تهكمه

_ وانت شاغل نفسك ليه؟

نظر إلى سيلا التي وضعت رأسها على كتفه بنعاس

_ الله، يعني هو يعيش في العسل وانا اتعكنن لوحدي، لازم اعكننه معايا 

ضحك معتز وهو يداعبها وهي توشك على إغماض عينيها وسأله

_ هتعمل ايه يعني؟

تنهد باستسلام 

_ ولا حاجة هكتمه جوايا واسكت


استلقى معتز على فراشه وتحدث بحبور

_ اه نسيت اقولك مصطفى ابن عمك كلمته النهاردة وقالي انه هينزل مصر قريب

وضع حازم الطفلة على الفراش ثم تقدم منه يسأله بجدية

_ ينزل ازاي في الظروف دي 

_ ظروف ايه يابني، ما خلاص جدها مات ومهران فاكر انها انتحرت وخلصت الحكاية خلاص، حتى لو نزلت البلد محدش هياخد باله


جلس حازم على طرف الفراش وهو يغمغم بقلق 

_ بس مهران لو عرف مش هيسكت، هينتقم منهم بجد. 

هز معتز رأسه بنفي

_ ولا يقدر يعمل حاجة هي خلاص بقيت من المنياوية ميقدرش يقرب منها، وبعدين متنساش انها اتنزلت له عن ورثها، يعني مش هيفرق معاه، وبصراحة هو اتغير كتير عن الأول.


رفع حاجبيه بسخرية وقال متهكمًا

_ اتغير؟! اتغير ايه ياابني وهو بيسابق خليل في  صفقة سلا.ح من يومين.

اللي زي دول مستحيل يتغيروا حتى لو من جواهم عايزين ده.

المهم خلي بالك منيها واني رايح عند جدك هشفهم هيعملوا ايه.


❈-❈-❈



مازالت حبيسةً ذلك السياج

بين ذئبٍ يراقبها، وذئابًا تترقبها

وهي بينهم تبحث بعينيها عن مخرجٍ ينتشلها من براثنهم

القت نظرة يملؤها الرعب إلى ذلك الذئب الذي أسرت لديه لتجده واقفًا يترصد لها

الخوف يفعم قلبها 

والذئاب تحاوطها من كل جانب حتى وقع نظرها على بوابة النجاة لكن كيف الوصول إليها

عينيها تتنقل بينه وبين باب النجاة 

ستقدم على المجازفة وليكن ما يكون

وما كادت تخطوا خطوة واحدة حتى وجدته يهاجمها

لتفتح حينها عينيها بصرخة سمع صداها في القصر بأكمله

أسرعت إليها الممرضة تحسها على الاستلقاء 

_ اهدي يا آنسة الحركة دي ممكن تفتح الجرح

نظرت إليها الفتاة بصدمة لينقبض قلبها خوفًا وهي تجوب بعينيها المكان، هل استطاعوا العثور عليها؟

شعرت بألم حاد في كتفها فنظرت إليه لتجد ضمادة موضوعة عليه

ثم نقلت بصرها للممرضة لتسألها بريبة

_ انا فين؟

لاحظت الممرضة رهبتها وحدثتها بتؤدة

_ متقلقيش انتي كويسة بس ارجوكي ارتاحي لأن جرحك لسة ملتهب وهياخد وقت لما يخف

التفتت بخوف ناحية الباب الذي طرق ثم دلف منه رجل لم تراه من قبل بملامح حادة وكأنها نحتت من الصخر مما جعل قلبها ينقبض خوفًا وخاصةً عندما نظر إليها بقوة ارهبتها وصوته الحاد يقول بهيمنة

_ حمد لله على السلامة

رمشت بعينيها مرات متتالية تحاول تنظيم أنفاسها التي تسارعت باخفاق قلبها ثم سألته بشك

_ انت مين؟ وايه اللي جابني هنا؟

دنى منها مهران ليقف جوار الفراش وهو يتفحص ملامحها الهادئة حد النعومة حتى اجزم بانه لم يرى امراة بتلك النعومة من قبل ثم تحدث بقوة

_ انا مهران الهواري

وايه اللي چابك أهنه، رچالتي لما لقوكي في ارضي.


شعرت بالدنيا تلتف بها من هول الصدمة وهي تجد نفسها بين يدي ذلك الرجل الذي لن يتوانى لحظة واحدة عن القصاص من عائلتها

لقد ألقاها مصيرها بين براثن ذلك الرجل 

فرفعت عنها الغطاء كي تهم بالنهوض و تخرج من ذلك المكان قبل أن يعرف هويتها

_ انا بقيت كويسـ 

لم تكاد تضع قدمها على الأرض حتى شعرت بألم حاد جعلها تستكين مكانها 

ساندتها الممرضة حتى عادت لوضعها على الفراش 

_ قلتلك متتحركيش عشان غلط عليكي

أما هو فقد علم ما يدور بخلدها مما جعله يبتسم بشر وهو يتقدم منها أكثر ويقول بثبوت

_ ارتاحي ومتخافيش انتي اهنه في آمان

كانت نظراتها إليه تحكي عن مدى خوفها من القادم ولما لا وهي تعلم جيدًا بمدى العداء بينهم 


أما هو فقد القى عليها نظرة شاملة ثم خرج من الغرفة وهو يبتسم بدهاء


 ❈-❈-❈


في منزل خليل النجايمي


دلفت شمس غرفة أخيها وهو يهندم عباءته أمام المرآة للذهاب مع عمه وبعض من كبراء العائلة كي يتم انتهاء الأعداء بالنسب بين العائلتين

تقدمت منه وهو تقول بانبهار

_ بسم الله اللهم بارك طالع كيف القمر ياخوي.

تطلع إليها بابتسامة عريضة وتحدث بشغف

_ يعني هعچبها؟

_ ومين دي اللي ميعچبهاش ولدي زينة الشباب

قالتها هالة بسعادة وهي تنظر إلى ولدها وترى مدى فرحته بتلك الزيجة التي تمناها وحلم بها كثيرًا

دنى منها سليم ليقبل رأسها بحب ثم تحدث بسرور

_ عشان شيفاني بعنيكي 

صححت له بحب

_ عشان شيفاك بقلبي، الف مبروك ياغالي وعقبال الليلة الكبيرة مع اللي قلبك اختارها 

ابتسم بود وهو يقول بسعادة

_ الله يبارك فيكي ياست الكل، ان شاء الله نخلصوا الموضوع النهاردة وبعدين اخليكي تروحي انتي وشمس تشوفوها

لم تستطيع اخفاء القلق إزاء تلك الزيجة او بمعنى أصح الطريقة التي تتم بها

_  مع اني مش مرتاحة للچوازة دي بس كل اللي يهمني سعادتك.

لم يستفهم منها لأنه يعلم مسبقًا إن ذلك الارتباط لن يكون كغيره من الزيجات بعد تلك الصراعات التي خاضتها العائلتين 

فقالت شمس بعتاب

_ هو ده وقته ياحاچة هالة، بلاش تكسري فرحته

نفت رسمية وهي تتطلع إليه بقلق

_ لا بعد الشر عليه من الكسرة، اني بس….

قاطعها سليم متفاهمًا 

_ خابر ياحاچة من غير ما تقولي، بس انا كل اللي يهمني إنها تكون من نصيبى ومش مهم عندي الطريقة.

مازال القلق يكتنفها لكنها اخفته كي لا تضيع فرحته وقالت ببهجة

_ ربنا يسعدك ياغالي، يلا بقى عشان عمك والرچالة مستنيينك تحت

اومأ لها ونزل للأسفل ليجد عمه يخرج من غرفة المكتب مع باقي رجال العائلة وذهبوا جميعًا إلى منزل النعمانية 


❈-❈-❈


لم تكف عن الاتصال به طوال اليوم لكنه لم يجيبها 

حاولت مرارًا وتكرارًا لكن لا فائدة

وقفت تنظر إلى سياراتهم وهي تدلف من بوابة المنزل مما جعلها تسبها بغضب، فقد تبدلت خطتها للخلاص منها وإذلالها وكسرها كما كُسرت هي من قبل بفعلت والدتها 


في الاسفل


دلف الجميع الغرفة بحضور بعض المشايخ ومأمور البلدة كي ينتهي ذلك النزاع 


وبعد مناقشات طويلة تحدث خليل بجدية

_ واني معنديش مانع إننا نحل الموضوع ده وعشان اكدة أني چاي أطلب منكم ايد بنتكم….

اتسعت ابتسامة سليم بسعادة منتظرًا القادم لكن ما سمعه جعلت الدماء تتجمد في اوردته من هول الصدمة…..

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رانيا الخولي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية