رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - 26 - 7 الجمعة 24/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السادس والعشرون
7
تم النشر يوم الجمعة
24/11/2023
تراقصت العبرات
في مقلتيها مجدداً ثم وضعت يدها على فمها كاتمة صوت شهقاتها المرتجفة، بكت بحرقة
شديدة وهي تهز رأسها بإستنكار! ما مرت به ليس بالهين في تلك الحياة القاسية، فإن
لم تكن بالقوة الكافية للدفاع عن نفسها ستهلك الأفواه الشرسة بشراهة تاركة إياها
عظاماً بلا لحم، ظلت على تلك الوضعية لفترة من الزمن لا تدري إلى متى، بقيت منطوية
على حالة آسف..لكن لم يتركها عقلها تهنأ كثيراً، حيث ظهر أمامها فجاه ذلك الوجه
الصلب المتبلد.. ولم يكن غيره رسلان!.
تسمر في مكانه
حينما رأى مهرة متكورة على نفسها في الجانب بالشارع، كأنها غير مدركة لما يحدث
حولها.
نظر إليها
بأعين مرتجفة بخوف كبير غير مصدقة أنه وجدها، اقترب منها بخطوات سريعة يصيح
بانفعال متأملاً ملامح وجهها المتألمة بعينين ثاقبه حادة
= ما
هي مشكلتك بحق السماء، يبحث عنك الجميع لما تغلقي هاتفك؟ لماذا تجعلني اشعر بالقلق
دائما عليكٍ لقد عانت كثيراً حتى وجدتك هنا؟ لماذا جعلتي الجميع يقلق عليكٍ مهرة .
نظرت مهره
مباشرة في عينيه وهي تحاول استجماع ما حدث، ثم نهضت ببطئ شديدة
وهمست بصوت
منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد من شده الألم
=
رسلان! انا لست بخير لا اشعر انني على ما يرام، اظن أنني مريضه لكن لا أعرف ان
احدد نوع مرضي .. اظن ان جزء مني قد انكسر .. أشعر بثقل فوق قلبي، يحبطني جدا
ويحزنني كثيراً ..
اتسعت عيناه
بذهول وهو يراها بتلك الحاله ولا يعرف ما الذي حدث معها اوصلها لذلك،
بث الرعب
بداخله شاعراً بوخزة حادة في صدره.. حينما تابعت قائلة بصوتها المنتحب ودموعها
أصبحت تنزل دون رادع
=
انا لست بخير رسلان، ماذا افعل؟
ارتعد جسد
رسلان من نبرة صوتها المؤلمة و وقف أمامها عاجزًا لا يعرف كيف يحتويها. اقترب منها
بنية احتضانها، لكنه توقف في اللحظات الأخيرة لأنها بالتأكيد سترفض تلك اللمسة..
لكنها كانت بحاجة إلى الدعم في تلك اللحظة.. مد يده مستسلما لرغبته في مواساتها
بإدراك منه... أمسك حمله الحقيبة التي توجد أعلى كتفها ليقوم بجذبها حتي يجعلها
تشعر بوجوده جانبها، دون أن يعانقها أو يلمسها ليخفف عنها.
سقطت دمعة
مواسية وتدحرجت على خده البارد كالثلج والشاحب للغاية... ثم لم يشعر بشيء بسبب
سقوطه في الهاوية السوداء التي استسلم لها، ذلك الخوف والشعور المقلق لم يشعر به
مطلقاً نحو أحد إلا هي!. و ذلك يعني أنها أصبحت من ذو الأشخاص الغاليين عليه والذي
لا يريد خسارتهم . وأخيراً أعترف بأنه وقع في حب تلك الفتاة الشرقية.
❈-❈-❈
بداخل أحد
العيادات، وصلت التقارير منذ قليل ثم أمسكت الطبيبه بملف فاتحه إياه كاشفة عن عدة
أوراق وهي تردف بنبرة عالية
=
مدام تسنيم اتفضلي دورك.. التحاليل طلعت.
انتبهت تسنيم
إلى صوتها، لتنهض علي الفور فتحركت أنظارها نحوها بقلق وهي تتسائل بلهفه
= طب
طمنيني فيها اي حاجه خطيره.
أخذت دقائق
تتفحصها حتى إبتسمت بسعادة
هاتفه
= لا
أبدا التحليل كويس جدآ، مبروك حضرتك حامل في شهر .
صمتت تسنيم
ثواني حتى يترجم عقلها
حديث الطبيبه،
ثم أبتسمت بعدم تصديق و بدت ارتعاشتها واضحة في نبرتها وهي ترد مستنكرة
=
نعم حضرتك بتقولي ايه؟ لا اكيد في حاجه غلط في التحاليل حضرتك فاهمه الموضوع غلط،
انا مستحيل اكون حامل .
عقدت حاجبيها
بتعجب متسائلة بشك
=
ومستحيل ليه مش حضرتك برده متجوزه حسب اللي فهمته منك.
سلطت أنظارها
عليها بغضب، وهتفت بصوت منفعل
=
انتٍ فهمتي ايه، ايوه طبعا متجوزه بس انا بقول لك مستحيل اكون حامل لان انا عامله
حسابي كويس وباخد موانع حمل بانتظام.. شوفي التحاليل بتاعتك هي اللي اكيد فيها
حاجه غلط
هزت الأخري
رأسها بتفهم، ثم أجابت بجدية
=
ممم، فهمت طب بصي حضرتك مش معنى خالص انك واخده كل احتياطاتك وبتاخدي موانع حمل
انك مش ممكن تحملي، لأن ما فيش دوا ممكن يعمل مفعول بنسبه 100% واحتماليه حدوث حمل
في الفتره دي ممكن يحصل أو على الاقل ممكن تنسيه في مره او حتى لو مش ناسيه ممكن
تحملي برده عادي جدا .. و لو عاوزه تعيدي التحليل تاني ما فيش مشكله .
إتسعت مقلتيها
في صدمة وارتبكت هي من عباراتها تلك قليله، وتلعثمت قائلة بثقه مهزوزة
= و
أنا متاكده كويس ان انا ما نسيتش اخد الحبوب ولا مره، وطبعا عاوزه اعيد التحاليل
لأنها فيها حاجه غلط انا متاكده .. أنا مش حامل .
هزت رأسها
بالإيجاب ورحلت، لكن عقل تسنيم كان شاردًا يحلل عبارات الطبيبة بتفكير عميق، فماذا
سيحدث أن كانت حامل بالفعل؟ تلبك جسدها وشعرت بالرهبة من تخيل الأسوأ .
بعد مرور وقت
لاحق.....
هوت تسنيم فوق
الفراش بثقل جسدها وزاد بكائها بداخل منزلها وانهارت وهي لا تستوعب ما علمت به منذ
قليل، فور تأكيد الطبيبة التي فحصتها للمره الثالثه لتتأكد لخبر حملها، كانت ما
تمر به هي العوارض الأولية للحمل، ولكونها كانت مشغولة بالكثير من الأحداث التي
دارت مؤخرًا، لم تنتبه للتغيرات التي طرأت عليها، لم تصدق أذنيها سيرزقها الله بعد
فترة انتظار طويلة بنعمة عظيمة من نعمه، بكت متأثرة لا تعرف هل من المفترض تحزن أو
تفرح بذلك الخبر..
لقد سعت كثيراً
حتى لا يربطها شيء بسالم أخذت كل احتياطتها، رغم كانت تشتاق إلى طفل يكون منها
وتصبح أم، و بنفس الوقت خافت أن تظلمه! ولكن هذه ارادت الله دائما و عوضه الجميل..
تعجبت من سكونها لاستقبلها الخبر وهي تشعر بتلك المشاعر المضطربه وعيناها تلمع
بحنين، لكن انطفى كل ذلك عندما تذكرت خلافتها مع سالم والقضيه التي رفعتها منذ
فتره، فماذا سيكون الوضع الآن.
كفكفت دمعاتها
سريعًا بعد تفكير وهي تجذب هاتفها من الحقيبة وضغطت على الازرار، ثم تنفست بعمق
لتضبط مشاعرها الثائرة وهي تقول
=
مساء الخير اسفه لو بتصل بوقت متاخر بدون ميعاد بس انا لو حضرتك فاكريني تسنيم
المحاميه اللي طلبت منك ترفعي لي قضيه طلاق على جوزي من حوالي فتره.
أجابت المحاميه
عليها بصوت هادئ
=
ايوه طبعا فاكراكي، وما تقلقيش يا مدام تسنيم خلاص الجلسه اتحددت كمان ثلاث أيام
وموقفنا كويس جداً زي ما قلت لك
نهج صدرها
بتوتر ملحوظ، و حركت رأسها بالنفي وهي تجيبها بنبرة مرتجفة
= لا
انا بتصل بيكٍ عشان موضوع ثاني خالص انا عاوزه اتنازل عن القضيه... لا مش موضوع
اتصالحنا بس اتفقنا ان احنا هنتطلق بدون قضايا وكده، وكمان حاسه نفسي ممكن أكون
اتسرعت بالخطوه دي.. متشكره جدا لحضرتك واسفه على الازعاج .
التمعت عيناها
بالدموع، ليس حزنا بل فرحاً
أحاطت بطنها
بيدها مرددة جمل الحمد والشكر لله الذي أنعم عليها، تأثرت لإحاطتها بذلك الكم
الفياض من المشاعر الطيبة وهي تفكر بأنها ستصبح أم قريبا، ضغطت على يدها برفق فوق
بطنها وتحدثت بنبرة هامسة تحمل الشوق
=
انا ما سامحتش ابوك لسه، بس اتنزلت عشانك.. عشان مش عاوزاك تيجي في يوم وتعرف أن
أنا وابوك وقفنا قصاد بعض في المحاكم! بس يا ترى هتخليني اتنازل عن ايه تاني
عشانك.
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية