-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 21 - 1 الإثنين 11/12/2023

  

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل الواحد والعشرون

1

تاريخ النشر الإثنين

11/12/2023



عبر الهاتف كان الحديث الدائر بينهم الاَن، بلحظات الترقب الموجعة بانتظار النتيجة،  واللذيذة في نفس الوقت في امل الوصال:


- ايه الأخبار؟ خرجتيلهم ولا لسة؟

اجابتها ليلى وهي تتطلع من خلف جدار الطرقة المؤدية للحمام والمطبخ، والقريبة من غرفتها حيث تتمكن من التسلل لمراقبة المجتعين بصالة المنزل، تستشف الأوضاع وردود االافعال من الجهتين ، ثم العودة سريعًا لقواعدها كل دقيقة.


- لسة يا بسمة، انا منتظرة عزيز يندهلي مع ان المهمة دي حقها تبقى على ماما، لكن للأسف بقى، انتي عارفاها. 


جاءها الرد بزفرة طويلة خرجت من عمق ما تحمله بداخله من قنوط:


- عارفاها يا ليلى، هي دي  بيقدر يقف قدامها حد، حتى عزيز اللي كان ليه شنة ورنة، في الاخر برضوا رضخ ليها.


- متقوليش كدة يا بسمة،  هو ليه ظروفه .

دافعت بها ليلى عن شقيقها،  ولكن الاخرى لم تتقبل الاقتناع:

- خلاص يا ليلى مش هقولك، سيبك من الموضوع دا اساسًا وخلينا في الاهم، عايزين نتمم فرحتنا بيكي انتي وممدوح، يارب ننجح في دي ع الاقل.


- وموضوعك انتي وعزيز كمان يتم، دا برضوا عندي أهم .

عقبت على قولها بنزق:

- ماشي يا ليلى، بس خلينا دلوقتي في اللي حاصل، عايزه اعرف مامتك وبابا اللقاء ما بينهم ازاي؟ وانتي امتى هتخرجيلهم بقى؟


شبت ليلى بابصارها نحو مركز الجلسة، تجيبها بتركيز شديد:

- شايفة حاجة زي هدوء ما يسبق العاصفة، عمو شاكر بيتكلم وعزيز مندمج، وممدوح بيتدخل في بغض الاوقات، وماما لسة ساكتة....... 


توقفت برهة تستدرك بارتياب:

- بقولك ايه، انا مش هستني حد يندهلي، اقفلي يا بسمة، انا رايحة اخدلهم اي حاجة معايا، حجة عشان ادخل بيها في ايدي عليهم. 


حفزتها من محلها قبل ان تنهي المكالمة معها:.

- برافو يا ليلى، ايوة كدة انزلي ارض الملعب، وخوضي المبارة من اولها، لازم تبقي لاعب اساسا في ماتش تحديد مستقبلك، هستني منك تقرير اولي قبل ما يوصل بابا واخويا البيت، تمام.


- اشطة، ادعيلي بس انتي بالتوفيق:

- يارب يوفقك ياليلى ويعينك انتي وبابا وممدوح على منار القوية المفترية. 

- يارب يا بسمة يارب 


❈-❈-❈


- ايوة يا استاذ شاكر انا سمعاك،  كنت بتقول ايه بقى؟

رد الاخير وهو لا يغفل عن العنجهية التي تحدثه بها:


-  يا هانم انا بتكلم على زوق البيت، جميل وعصري، مكدبس عليكي انا انبهرت، رغم ان عندي بيت اكبر منه ، وقريب قومت بتجديده، ف كلفت اشهر مكتب في البلد لتغير الديكور، ساعتها النتيجة كانت عجباني اوي، لكن دلوقتي وبعد ما شوفت بيتكم ، قدرت فعلا الحس النسائي، خصوصا لما يبقى الزوق لواحدة زيك كلاس، بزوق عالي زيك. 


اعتلى تعابيرها ارتباك طفيف، تأثرا بمدحه، ولكنها اخفته سر لترد على قوله بفظاظة وعدم تقبل لهذه االمبالغة والتشتيت عن الغرض الأساسي من الزيارة؛


- مرسي اوي على المجاملة اللطيفة دي يا استاذ شاكر، بس اظن يعني ان حضرتك مش جاي هنا عشان تمدح في ديكور البيت ولا اهله وبس، ياريت تدخل في الموضوع وسبب الزيارة على طول.


- ماما..

غمغم بها عزيز من جوارها بهمس حذر، وعبس ممدوح 

ضائقًا لجلافة تعامل هذه المرأة مع ابيه، والذي لم يتأثر من الأساس بل زاد تصميمًا،  حتى تحول لتحدي، فرد بابتسامة متسعة:


- اعذريني يا هانم، بس انا انسان ضعيف جدا قدام الجمال، يعني ممكن تلاقيني واقف بالساعة قدام لوحة جميلة في معرض، او ان اسيب كل اللي ورايا، لو لقيت اي شيء جميل يوقفني في سكتي، ثم كمان يعني، لو ع الكلام ما هو جاي كتير ، هو احنا لسة قعدنا وليكونش زهتوا مني؟


توجه بالاَخيرة نحو عزيز الذي لطف على الفور:

- لا طبعا، مين اللي قال الكلام ده؟ دا انت انستنا وشرفتنا يا عمو شاكر، قعدتك والله ما يتشبعش منها٠


- تسلم يا حبيبي ويسلم زوقك، وانت كمان عجبتني اوي، انا استريحت للعيلة كلها بصراحة.


تمتم بها ردًا عليه ليزيد من اشتياط الأخرى، حتى انتبهت على اقتراب ابنتها، تحمل صنية كبيرة، وضعت عليها العديد من اطباق الحلوى، يغلف ملامحها الحياء وكانها عروس بالفعل، الملعونة تتخطاها وتفعل ما  برأسها بمشاركة مع شقيقها يشكلان حزبًا مضادًا لها.


كان هذا الحديث الذي يدور بداخلها، وهي ترى شاكر ينهض عن مقعده، يرحب بها بمبالغة:

- يا اهلا يا أهلا بعروستنا القمر، دا ايه الجمال والحلاوة دي؟


وقف ممدوح ايضًا ينتظر دوره، حتى تنتهي من مصافحة ابيه، والذي لم يكف لسانه عن المدح ، ليضاعف من خجلها امامهم،


- وكمان تاعبة نفسك وجيبالنا حلو، حقيقي الحلوى ميجيبش الا الحلو، واد يا ممدوح ، انا دلوقتي بس اطمنت على الإنتاج، مدام الاصل كدة ، أكيد برضو هيطلعوا لامهم.


قال الاَخيرة خاطفًا بنظره نحو منار التي اجفلت لتلميحه المبطن، لكن سرعان ما استجمعت لتوقف تغزل هذا المتبجح بها، هاتفة على ابنتها التي كانت تتبسم ببلاهة ترحيبًا بهذا الشاب الذي يتوهم بعقله انه قريبًا من الحصول على الموافقة 


- مفيش داعي الكلام دا يا شاكر باشا، احنا يدوب لسة ف جلسة تعارف، روحي على اؤضتك يا ليلى.

هتفت اَمرة نحو الأخيرة، قبل ان تجلس وتنضم اليهم، مما سبب لها حرجًا لتنقل بنظرها نحو شقيقها تبتبغي الدعم، فكان رده بنظرة متفهمة، لتتقبل وتستأذن منهم على الفور:


- طب عن اذنكم يا جماعة 

رد شاكر ممازحًا:

- ماشي يا لولو، اكيد الجيات كتير يا مرات ابني .


- مراة ابنك!

خرجت منها بحدة واستنكار كاد ان يضحكه،  فجاء رده بمرواغة، كاتمًا ابتسامة متسلية بداخله:

- انا اسف يا هانم لو زعلتك، بس بجد الجملة طلعت مني من غير ما اقصد،  سامحيني فيها دي.


صمتت تكظم غيظها حتى تحركت ليلى مغادرة، بعدما  تبادلت بنظرة ذات دلالة مع المدعو ممدوح ، امام ابنها المتكتف الذراعين بهدوء كاد ان يجلطها، وكأنه سعيد بما يحدث، اللعنة.


استفاقت تتحفز بجلستها وردها معهما:

- براحتك طبعا، واحنا كمان براحتنا،  اتفضل يا استاذ ممدوح اتكلم وقول اللي انت عايزه ، واحنا بقى بعدها نشوف الدنيا ايه ونقرر. 


حفز شاكر ابنه مع انتباهه لقصد المرأة في تجاهله، لتختصر او ربما تعبت من منازلته معها ، وكم اسعده هذه الفكرة:

- اتكلم يا حبيبي، قول لطنت منار عن مؤهلاتك، عبر لها عن رغبتك في الارتباط بحب عمرك.


قال الأخيرة بقصد جعلها تحدجه بناريتها،  ليقابلها بابتسامة باردة تأسر انتباهاها على قدر ما تغلي الدماء  بعروقها، حتى التفت تصرف نفسها عنه بصعوبة لاستماع الاَخر:


- حضرتك انا عمري ٢٨ سنة، خريج علوم، لكني بصراحة مكنتش مستهوي المجال فقررت اغير فور تخرجي، واشتغلت ولله الحمد في شركة سياحة، قدرت اثبت مكانتي فيها في الكام سنة واترقيت كذا مرة......


- وماشتغلتش ليه مع والدك؟ مدام هو فعلا رجل اعمال زي ما بتقول،.

قاطعته بسؤالها الحاد، لتفاجأ بخروج الرد من الاخير:


- دا مش قول حضرتك، انا شركاتي وارثها ابا جد، اما عن ابني، فدا ليه مطلق الحرية، رغم ان احب انه يورث ادارة الشركات بس هو حر يشتغل في الحتة اللي تعجبه، 

بس تصدقي بقى انا اللي مهون عليا، ومخلي قلبي مطمن، هو شغف اخته الصغيرة ، دي بقى ما بتصدق تاخد اجازتها، وتيجي تدرب عندي ، انا متوقع لها تبقى سيدة اعمال هايلة.


- بسمة!

هتف عزيز بالأسم بدون تفكير،  ليأتيه رد الآخر بابتسامة ماكرة:

- اه بسمة يا حبيبي، صاحبة ليلى يا مدام منار.


- عارفاها. 

قالتها بحدة، لتتابع بحنق شديد، وقد استفزتها هذه اللهفة في صوت ابنها والتماع عينيه لمجرد ذكر اسمها، والحديث عنها:

- ربنا يخليهالك، رغم ان تبادل الأدوار دا ما بيعجبنيش، المهم خلينا في المهم ، انا شايفة انك انسان كويس، وع العموم كل حاجة نصيب، واحنا.....


- انتوا لازم تاخدوا وقتكم يا هانم .

اجفلها شاكر بمقاطعته لها، متابع بقطع الطريق عليها:

- واحنا مش مستعجلين خالص، يعني لو قعدتوا لشهر حتى في التفكير والأخد والرد، العروسة تستاهل .


-  تستنى لشهر! وايه لزوم نطول في المدة؟ مش جايز يبقى انتظار ع الفاضي:

عقبت بها بفظاظة مقصودة،  قابلها بابتسامته:

- لا ان شاء الله خير، وليلى جميلة وتستحق الانتظار.


- اممم

زامت بها بشفاه معوجة، لتُظهر لهم بشكلي جلي عدم الاقتناع، والاَخر  يقابلها بتحدي .


تابع قراءة الفصل