-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 21 - 2 الإثنين 11/12/2023

 

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل الواحد والعشرون

2

تاريخ النشر الإثنين

11/12/2023



انتهت الجلسة اَخيرًا، وليلى ما زالت تتابع من محلها، لتغير وقفتها مع تغير اماكنهم، وتراقب ذاهابهم في طريقهم للخروج، بصحبة شقيقها الذي احتفظ بحرارة اللقاء معهما، حتى اجفل بحضور اخر شخص يتمنى رؤيته الاَن،  فور فتحه لباب المنزل. 


- هاي يا عزو.... ايه ده؟ اللي جاب الواد هنا؟

هتف بها سامح ، فور ان تفاجأ بممدوح امامه، وخلفه هذا الرجل ، والذي عرفه من هويته!


- دا جايب والده كمان معاه، ايه اللي بيحصل يا عزيز ؟

وقبل ان يجيبه الاَخير، سبقته منار في القفز نحو ابن شقيقتها، لتجذبه من كفه،  تخاطبه بمهادنة:


- تعالى يا سامح، انا عايزاك في كلمتين يا حبيبي 

حاول معها الاعتراض بعدم الاستجابة لها في السحب:

- اروح معاكي فين؟ انا لازم افهم يا خالتو 


- هو دا بقى سامح؟

عقب بها شاكر، يطالعه بنظرة مقللة تشمله من أعلى لاسفل بازدراء استفز الآخر، ليصرخ بخالته:

- الراجل ده بيبصلي كدة ليه يا خالتو؟ هو ايه اللي بيحصل بالظبط؟


- خير يا حبيبي، كل خير ان شاء الله 

رد بها شاكر متوجهًا له بهذه الابتسامة الصفراء، والتي أشعلت النيران بقلب الآخر، حتى هم للشجار معه، ولكن خالته تمكنت من جذبه للداخل وتحجيمه عنهما، حتى غادرا بصحبة عزيز، الذي اصر على مرافقتهم حتى باب السيارة.


- يا بني مكنش في داعي لتعبك، هو احنا اغراب عن البلد يعني، ولا مش عارفين السكة؟

عقب بها شاكر يعبر عن امتنانه، وجاء رد عزيز بود خالص:


- لا طبعا مش اغراب، وانا كنت عملت ايه يعني؟ ربنا يديم الود ما بينا وتكتر الزيارات. 


- طب كلم والدتك بقى ينوبك ثواب.

اجفله ممدوح بها، حتى أكمل بابتسامة مداعبًا:

- انا اسف يا عم عزيز،  بس بصراحة هي طلبت معايا كدة، حاول تقنعها توافق بالخطوبة،  دي شكلها متشدد اوي ومطيمنش. 


تفهم الاَخير لهفته فبادله الرد بابتسامة عزبة:

- لا ولا يهمك يا حبيبي، انا مقدر لهفتك طبعا، وع العموم يا سيدي، سيبها على الله ، وان شاء الله خير.


- ان شاء الله. 

صدرت من شاكر بثقة وابتسامة مشاكسة يضيف عليه:

- طبعا خير، حتى بالامارة بص كدة على اللي واقفة في بلكونتها اهي، 


قالها مشيرا لأعلى نحو ليلى التي وقفت تراقب ذهابهم، بابتسامة بزغت على ثغرها فور انتباههم لها، بادلها ممدوح الرد هو الآخر،  حتى عقب شقيقها بزمجرة يدعي الغضب؛


- ما بلاش شغل المراهقين دا بقى، واعملول حسابي، لقف لكم انا فيها .


رد شاكر مندمجًا معه:

- لا وعلى ايه يا باشا؟ هو احنا لسة خلصنا من جبهة منار هانم، عشان نفتح علينا جبهة عزيز، ياللا يا ولد يا ممدوح،  جر عجلك عشان نمشي، قبل الباشا ما يقلب علينا .


اذعن الاخير يستجيب للمزاح لينضم داخل السيارة على الفور ، ملوحًا بكفه لها بإشارة الذهاب:


❈-❈-❈


وفي الأعلى انتظرت حتى اختفت من امامها السيارة التي تُقلهم، واطمئنت لذهابهم بمرور الأمر على خير، دون كوارث كانت تتوقع أن تفتعلها والدتها التي وللعجب، استكانت قليلًا، او ربما هو هدوء تكتيكي، من أجل امتصاص غضب عزيز،  والذي عاندها بقصد هذه المرة ، وكأنه وجد الشيء الذي يفرغ به طاقة غضبه، ليأتي هذا السمج على اخر لحظة يريد إفساد الأمر، اللعنة عليه.


سحبت شهيقًا كبيرا وطردته، في استعداد للشجار ، بعدما فضلت عدم تعكير مزاجها الى اَخر لحظة من هذا اللقاء الفاصل لها، لتنطلق بغضبها اليه الاَن، وقد كان في هذا الوقت يصيح في وسط الصالة مع والدتها معبرًا عن رفضه:


- ازاي يا خالتو تقبلي حاجة زي دي وترضخي لعبط عزيز؟  الناس دي مكنش ينفع تدخل البيت نهائي، 


- يا حبيبي ما انا قولتك، متقلقش من حاجة، انا بس محبتش اكسر كلمته زي ما اتحجج، وقالي اني عايزة اطلعه عيل بعد ما اداهم كلمة، ما انت عارف جنانه.


- لا يا خالتو انا ميخصنيش دعوة بجنانه، الناس دي  كان لازم تردي عليهم في وقتها، انتي كان لازم تطرديهم دلوقتي. 


- تطرد مين يا غالي؟

هتفت بها ليلى متهكمة، لتتقدم وتصب جام غضبها به، فقد فاض بها من تبجحه:

- جاي وفارد قلوعك، وبتتأمر علينا بقلب مليان، صفتك ايه انت عشان تحكم وتتحكم ؟ تدخل ليه في اللي  يخصنا؟


- بس يا بنت بطلي قلة أدب، ميصحش كدة تغلطي في ابن خالتك .

هتفت بها منار توبخها،  ليضيف عليها سامح بتبجحه:

- قوليلها يا خالتو، بنتك الجنان نساها انا مين؟ ولا صفتي ايه؟ طب اقولك يا حبيبتي،  انا خطيبك يا حلوة لو مش عارفة. 


صرخت به بغضب يعتريها بشدة:

- خطيب مييين؟ دا انت هبت منك ولا ايه؟ ما توقفي ابن اختك العزيز دا من أوهامه يا ست ماما، انا خلقي ضيق ومعنديش مرارة من الأساس عشان اتحمل القرف ده.


ردت منار تعنفها، مخرجة كل ما في جعبتها:

- قرف في عينك يا بنت، هو مغلطتش على فكرة ، لان انت فعلا مخطوباله، ومش من النهاردة ، لا دا من زمان كمان، من ساعة ما كنتي عيلة في اللفة، يعني ان كنت انا سيباكي براحتك ولا مديالك الحرية، فدا عشان تعيشي سنك وتركزي في مزاكرتك، ولا فكرك التمثيلية اللي حصلت من شوية دي هتغير الواقع؟ لا يا قلبي، دا مجرد بس مهاودة لاخوكي اللي مصدق لقى لعبة يثبت بيها نفسه قدامي. انما وقت الجد.... مفيش حاجة هتم غير اللي انا عايزاها.. لا هو هيتجوز غير اللي انا مختراها، ولا انتي هتتجوزي اخو البنت اللي معلقة اخوكي، حتى لو كان ابوها راجل اعمال والولد مناسب، برضوا مرفوض، انا مش هسمح يبقالنا ارتباط بالعيلة دي من الأساس مهما كان وضعها، يعني مش حتة عيلة زي اللي اسمها بسمة دي هتفوز عليا. 


- وايه تاني كمان يا ماما كملي.

جاء الصوت مباغتًا لها، حتى صعقت بحضوره المفاجئ،  وسماعه كل ما سبق، ظهر الاجفال جليًا على ملامحها امام صدمته، فيما باحت به منذ قليل، حتى صار يطالعها بأعين زجاجية توقفت على النظر اليها وفقط، ابتلعت ريقها تخبره بمكابره:


- عايزاني اقول تاني ايه؟ ما انت سمعت بنفسك اهو وعرفت بسبب رفضي للولد ده اللي انت شايفة لقطة، اديك عرفت عيبه، يبقى لزوموا ايه بقى المسلسلات الهابطة في الأخد والرد والكلام الفارغ، اختك ملهاش غير ابن خالتها ، والده من اشهر الدكاترة اللي في العاصمة، هتلاقي احسن منه ايه تاني؟


- ايوة بقى يا خالتو، خليهم يفتكروا.

هتف بها سامح دعمًا لها، ليقابله عزيز بنظرة نارية آخرسته عن التكملة، امام امتقاع شقيقته، والتي سلمته دفة الحديث بأكمله، ليواجه والدته باستدراك متأخر:


- لدرجادي انتي بتكرهي بسمة يا ماما؟!


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة